الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الأولى مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن دورة كتاب الطهارة من عمدة الأحكام
الدرس الخامس
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 77031" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الدرس الخامس</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: darkorchid">قال المصنف -رحمه الله تعالى- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت : (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهورهوفي شأنه كله)</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الحديث أخرجه البخاري ومسلم؛ بل أخرجه غير البخاري ومسلم من أصحاب السنن والإمام أحمد وغيره.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">تحكي في الحديث عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين شيئا من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشيئا من الآداب التي كان يتعامل بها -عليه الصلاة والسلام- وهذا يدل على فضل أمهات المؤمنين، حيث نقلن شيئا مما لم يستطع الرجال أن يروه من النبي -صلى الله عليه وسلم- وبخاصة عائشة -رضي الله عنها-فقد نقلت لنا جزءًا من حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهذا يدل على فضلها -رضي الله عنها- بل أصبحت بذلك من العالمات، ومن الخمسة الذين أكثروا النقل والروايات عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت العالمة الفقيهة -رضي الله عنها- حيث نقلت للأمة شيئا من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبخاصة ما كان في بيته وبين أسرته -عليه الصلاة والسلام- وهذا بلا شك يدل على فضلها وعلو منزلتها -رضي الله عنها- .</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">وبهذا تكون أسدت للأمة فضلا كبيرا، حيث بينت للأمة شيئا من مواضع الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاقتداء به قال ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ ﴾[الممتحنة: 6] وهي -رضي الله عنها- نقلت جزءا كبيرا من حياته -عليه الصلاة والسلام- فهذا يساعد المسلمين جميعا على الاقتداء به -عليه الصلاة والسلام- ورضي الله عنها.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">قالت -رضي الله عنها-: <span style="color: blue">(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمن)</span> الإعجاب غير الحب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: teal">الحب :</span> تحب شيئا وقد لا يعجبك هذا الشيء.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: teal">الإعجاب</span> <span style="color: teal">هو:</span> تعجب بشيء وقد لا تحبه . </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">لذلك فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه شيء مما ذكرته عائشة -رضي الله عنها- وهو التيمن في جميع الأشياء، وهذه أصبحت قاعدة للعمل بها.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: teal">(يعجبه التيمن في تنعله)</span> التيمن هو: البدء باليمين.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">ذكرت أمثلة -رضي الله عنها-: (في تنعله) <span style="color: teal">التنعل هو:</span> لبس النعال باليمين</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: teal">(وترجله)</span> الترجل : تسريح شعره .</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">في القديم لم يكن الحلق بالنسبة للرجال متوفرافيربون الشعور إلى حد ما فتبقى ثائرة فيحتاج إلى ترجيل إما مع الماء أو نوع من الدهن أو غير ذلك، فيسرح شعره -عليه الصلاة والسلام- يعجبه التيمن فيه.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="color: teal">(وفي طهوره)</span> </span></span><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">فعل الوضوء</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الطَّهور بفتح الطاء هو مادة الطهارة، يعني: الماء أو التراب، والطُّهور بضم الطاء هو : فعل الطهارة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">ثم قالت: <span style="color: teal">(وفي شأنه كله)</span> شأنه كله من الأشياء المستحسنة؛ ولذلك قالت: (في شأنه كله) دخول المسجد .. الأكل والشرب,, اللبس ،، الخروج من الخلاء</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الخروج من الخلاء: لأنه خروج من محل القاذورات يخرج بمقدمة رجله اليمنى هذه مجموعة من الأمثلة ويقاس عليها ما يستجد في عالم الحياة لأنه كل ما كان مستحسنا يبدأ به باليمين ولذلك أصبحت قاعدة كما ذكر النووي وابن حجر وغيرهم أصبحت قاعدة: <span style="color: teal">"ما كان من الأشياء المستحسنة يبدأ به باليمين، وما كان من الأشياء المستقذرة يبدأ به بالشمال"</span> </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الحديث يدل في ظاهره على الحث على النظافة والظهور بالمظهر الحسن لأن عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين قالت: <span style="color: teal">(في نعله وفي ترجله وفي طهوره وفي شأنه كله)</span> فالنبي -صلى الله عليه وسلم- تقول هي: (<span style="color: teal">في ترجله)</span> فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرجل شعره، يعني: يسرح شعره، فمعنى ذلك أنه يهتم بشعره، ويهتم بنظافته.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: teal">(وفي طهوره)</span> بمعنى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتطهر ظاهره، فإذن هذا كله يدل على الحرص على النظافة، والحرص على إظهار الزينة، أن يظهر بالمظهر الحسن، فتشريع الطهارة أصلا يدل على النظافة، الأمر بإزالة النجاسة، الأمر بالتطهر من الحدث سواء كان حدثا أصغر أو حدث أكبر كل هذا يدل على شأن الطهارة شأنا عظيما في دين الله -عز وجل-. </span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">كما أن يكون قلبه نظيفا وداخله نظيفا يكون أيضا ظاهره كذلك .</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">وهذا إذا ضم مع باقي التشريعات الأخرى نجد أن الإسلام هو دين النظافة، النظافة في الداخل والنظافة في الخارج، النظافة في داخل القلوب؛ لأنه نهى عن الحسد والبغض والحقد والنفاق والشقاق وحب الكراهية للآخرين وغير ذلك نهى عنه الإسلام تمام النهي، والأحاديث في هذا بل والآيات أكثر من أن تحصى مثل قوله: (<span style="color: teal">لا تحاسدوا ولا تنجاشوا ولا يبع بعضهم على بيع بعض )</span>وفي الحديث الآخر:<span style="color: teal"> (المسلم أخو المسلم )</span> بل مع غير المسلمين كما قال الله -سبحانه وتعالى-: <span style="color: teal">﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾</span>[البقرة: 83] <span style="color: teal">﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾[المائدة: 8]</span> الايات والأحاديث كثيرة في الأمر بنظافة القلوب وتطهير هذه القلوب من الحسد والبغض وإظهار هذا بالمعاملة الحسنة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">كذلك الأمر بالأشياء المستحبة كالأغسال المستحبة، غسل الجمعة، غسل العيدين، الغسل التي للنظافة، غسل اليدين بعد الأكل أو قبل الأكل، تشريع الوضوء، أو غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم كل هذا يدل على حرص هذا الدين على نظافة الظاهر مع حرصه على نظافة الباطن.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">وهذه النظافة لا تعني التكبر والتعالي على الآخرين والخلط بين المفهومين خطأ وخلط ممن يرى أن الإسلام أو أن الدين أن تمشي متبذلا، أن تمشي مستقذرا، ألا تهتم بنظافة ثوبك، ألا تهتم بنظافة ثوبك، أن تبقى رائحتك رائحة مشينة هذا خلط؛ بل هذا منهي عنه في دين الله -عز وجل- فليس من الكبر النظافة بل عكسه أن التبذل الشديد بمعنى عدم الاهتمام بالجسم أو عدم الاهتمام بالبدن والثوب بنظافته قد يدخل في الإثم لأن الله -سبحانه وتعالى- والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة والإنسان أكل الثوم والبصل؛ لأن رائحتهما رائحة كريهة، فلا يأتي الإنسان لمصلاه أو لمسجده وهو في هذه الرائحة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">كذلك تقاس عليه جمع الروائح الكريهة فليس من الإسلام أن نقول إن النظافة والمظهر الحسن يدل على شيء من الكبر والمبالغة في ذلك، فهذا خطأ وخلط في المفهوم، أو تحميل الإسلام ما لا يحتمل؛ بل يظهر الإنسان بالمظهر العادي ولا يبالغ المبالغة التي تظهره عن هذا الإطار، والمبالغة مثل ثوب الشهرة أن يلبس ثوبا الناس كلهم ينظرون إليه؛ لأنه هنا لم يأخذ مجرد النظافة وإنما أتى بمعنى آخر وهو طلب الشهرة في هذا الثوب، أو في هذ الشكل، أو في هذا التقليد للآخرين.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: teal">الحديث يدل على طلب الزينة في دين الله -عز وجل- سواء في الثوب في الظاهر أو في البدن مما يدل عليه قضية ترجيل الشعر.</span></span></span></p><p></p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: darkorchid">قال المصنف -رحمه الله تعالى- وعن نعيم المجمرعن أبي هريرة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل ) وفي لفظ لمسلم: (رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فيلفعل)</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">حديث نعيم بن المجمرعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- ذكر المصنف روايتين، الرواية المتفق عليها الأولى، ثم ذكر رواية مسلم.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">هذا الحديث رواه البخاري ومسلم، ورواه أيضا غيرهما من أصحاب السنن والإمام أحمد.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الحديث بالرواية الأولى قال: <span style="color: teal">(إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فيلفعل) الرواية الثانية زاد: (أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل)</span> هذ الحديث رواه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عشرة كلهم ما عدا نعيم لم يذكر: <span style="color: teal">(من أراد أن يطيل غرته فليفعل)</span> وإنما يقفون على: <span style="color: teal">(إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء)</span> مما جعل بعض أهل العلم يقول: إن هذه من مدرجات أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- بدليل مخالفة نعيم -رضي الله تعالى عنه- لغيره ممن روى هذا الحديث، مخالفة نعيم -رحمه الله تعالى- في روايته لأبي هريرة مخالفته لغيره بأنهم لم يذكروا:<span style="color: teal"> (فمن أراد أن يطيل غرته فليفعل )</span> فتسعة لم يذكورا هذه الزيادة فاعتبرت هذه الزيادة من كلام أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-ونأتي لها في الأحكام.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">قال، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:<span style="color: teal"> (إن أمتي يدعون يوم القيامة)</span> الأمة هنا أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- تنقسم إلى قسمين: أمة الدعوة، وأمة الإجابة. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">أمة الدعوة :عامة الثقلين منذ بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجن والإنس، كلهم يعتبرون أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهؤلاء يسمون أمة الدعوة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: teal">أمة الاجابة :</span>الذين استجابوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">المقصود هنا بقوله: <span style="color: teal">(إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين)</span> هم أمة الإجابة الذين استجابوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وآمنوا به.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">(<span style="color: teal">إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين)</span> <span style="color: teal">الغرة هي:</span> أصلها البياض في جبهة الفرس ثم استخدم لفظ الغرة لكل نور في الوجه، والمقصود هنا: <span style="color: teal">(إن أمتي يدعون يوم القيامة غر ا)</span> لأن وجوههم نور يوم القيامة، تتميز يوم القيامة بأن أمة محمد أمة الإجابة -عليه الصلاة والسلام- وجوههم تأتي فيها نور من أثر الوضوء.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">(<span style="color: teal">إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين) التحجيل</span> :البياض في قوائم الفرس أو في رجل الفرس، فأسفل الرجل تكون بيضاء هذا أصل التحجيل، والمراد هنا أن هذا النور أيضا في أطراف المؤمنين يوم القيامة من أثر الوضوء.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">قوله: (<span style="color: teal">من آثار الوضوء) أو (من أثر الوضوء)</span> الوضوء قد تكون بضم الواو والمراد بها فعل الوضوء، وقد تنطق بفتح الواو الوضوء والمراد الماء الذي يتوضأ به، وهنا المراد الوضوء بالضم وهو الفعل قال: <span style="color: teal">(فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)</span> وفي هذه الرواية اقتصر على الغرة، يعني: وتحجيله لأن هذ المقصود، كما في الحديث أو في الرواية الأخرى أيضا قال: (فمن استطاع منكم أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل) المراد : الزيادة في حدود الوضوء سواء في الوجه أو في اليدين أو في القدمين الرجلين .</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'">الزيادة عن حد الوضوء هذا معنى قوله: <span style="color: teal">(فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل).</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: teal">هذا</span> <span style="color: teal">الحديث فيه فضل الوضوء:</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">إن من فضل الوضوء أن يلبس الإنسان النور يوم القيامة فيكون وجهه ذا نور يوم القيامة كما تكون قوائمه يديه ورجليه كذلك فتعرف أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- بهذا النور يوم القيامة يتميزون بين الأمم وهذا مما اختص الله به هذه الأمة عن غيرها ولذلك يتفاخر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل هذا الحديث ويبشر به الأمة.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">كذلك ماورد في حديث حديث عثمان بأنه يكفر السيئات وكذلك يرفع الدرجات ويحط الخطايا.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">ومن فضل الوضوء أنه يكون المؤمن المتوضيء ذا نور ووضاءة وحسن ظاهر يوم القيامة.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">لذلك أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- بالغ في هذ الأمر فقال: <span style="color: teal">(فمن استطاع أن يطيل غرته فليلفعل)</span> -رضي الله تعالى عنه- </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">فعلى المسلم أن يحرص على الوضوء وحتى لو وجبت الصلاة الأخرى وهو على وضوء سابق من السنة أن يجدد الوضوء لينال من هذا الفضل أكثر وهذا فضل عظيم بأن الإنسان يكون من الذين ابيضت وجوههم، وزاد على هذا البياض أن يكون من الذين وجوههم ذات نور واضح يوم القيامة. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">من مسائل الحديث: هل الزيادة على محل الفرض مستحبة أو لا؟ </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الظاهر من الحديث أنها مستحبة، وجه الدلالة قوله: (<span style="color: teal">من استطاع أن يطيل غرته فليفعل)</span> في الرواية الأخرى: <span style="color: teal">(من استطاع أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل)</span> </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الزيادة هي:قول جمهور أهل العلم يزيد في اليدين من أهل العلم من قال : إلى النصف نصف العضد، ومنهم من قال: إلى المنكب، ويزيد في الرجلين، منهم من قال: إلى نصف الساق، ومنهم من قال: إلى الركعبة، والوجه معناه يدخل في الرأس ويدخل في الشيء من الحلق، هذا رأي الجمهور بناء على هذا الحديث.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: teal">ولكن الإمام مالك -رحمه الله- ورواية عن الإمام أحمد وهو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمة وابن القيم وغيرهما من المحققين أن هذه الزيادة لا تستحب، لعدة أمور: </span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الأمر الأول: أن الرواية هنا في قوله: (<span style="color: teal">فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل)</span> لم يرويها من أصحاب أبي هريرة إلا واحد ممن رووا هذه الحديث وهو نعيم -رحمه الله ورضي عنه- فهي ليست من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كما قال الحافظ -رحمه الله- ابن حجر والنووي وغيرهم: إنها مدرجة من كلام أبي هريرة أو زيادة من كلام أبي هريرة، ورواها عنه، يعني: أن أبا هريرة -رضي الله عنه- روى الحديث ثم تحدث هو فقال: فمن أراد أن يطيل غرته فليفعل. فظن نعيم بأن قوله: "فمن أراد أن يطيل غرته" من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس من كلام أبي هريرة، لكن أصحابه التسعة الذين رووا عن أبي هريرة هذا الحديث لم يذكروا هذه الجملة من كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- <span style="color: teal">فدل هذا على أن الزيادة لا تستحب،</span> وإنما هي رأي لأبي هريرة -رضي الله عنه- هذا ما يراه الإمام مالك -رحمه الله- ورواية عن الإمام أحمد، وهي ما رجحه كثير من المحققين منهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلميذه ابن القيم وغيرهم كثير. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="color: teal">فالذي يترجح أن الزيادة غير مستحبة .</span> </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">ثانيا: إن الزيادة في الوضوء قد تؤدي إلى الوسوسة، وهذه الوسوسة بأن الإنسان لم يبلغ عند الفرض وضوؤه، وهذا بلا شك مرض ومدخل للشيطان، فالفضل الوارد في الحديث بالوضوء، الفضل الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (<span style="color: teal">إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين) (من آثار الوضوء) ما قال: من أثر الزيادة.</span> إنما هو اجتهاد من أبي هريرة لما قال: (غرًا ومحجلين) قال: أطيلوا الغرة وأطيلوا التحجيل، فهذا يدل على أن الفضل للوضوء وليس للزيادة، </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'traditional arabic'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">الأمر الثالث: أن الزيادة غير مشروعة.</span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 77031, member: 1"] [center][font=traditional arabic][size=5][color=navy]الدرس الخامس[/color][/size][/font][/center] [center][font=traditional arabic][size=5][color=darkorchid]قال المصنف -رحمه الله تعالى- وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت : (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهورهوفي شأنه كله)[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]الحديث أخرجه البخاري ومسلم؛ بل أخرجه غير البخاري ومسلم من أصحاب السنن والإمام أحمد وغيره.[/color][/size][/font][/center] [center][font=traditional arabic][size=5][color=blue]تحكي في الحديث عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين شيئا من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشيئا من الآداب التي كان يتعامل بها -عليه الصلاة والسلام- وهذا يدل على فضل أمهات المؤمنين، حيث نقلن شيئا مما لم يستطع الرجال أن يروه من النبي -صلى الله عليه وسلم- وبخاصة عائشة -رضي الله عنها-فقد نقلت لنا جزءًا من حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهذا يدل على فضلها -رضي الله عنها- بل أصبحت بذلك من العالمات، ومن الخمسة الذين أكثروا النقل والروايات عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت العالمة الفقيهة -رضي الله عنها- حيث نقلت للأمة شيئا من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبخاصة ما كان في بيته وبين أسرته -عليه الصلاة والسلام- وهذا بلا شك يدل على فضلها وعلو منزلتها -رضي الله عنها- .[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=blue]وبهذا تكون أسدت للأمة فضلا كبيرا، حيث بينت للأمة شيئا من مواضع الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالاقتداء به قال ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ ﴾[الممتحنة: 6] وهي -رضي الله عنها- نقلت جزءا كبيرا من حياته -عليه الصلاة والسلام- فهذا يساعد المسلمين جميعا على الاقتداء به -عليه الصلاة والسلام- ورضي الله عنها.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]قالت -رضي الله عنها-: [color=blue](كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمن)[/color] الإعجاب غير الحب.[/color][/size][/font] [size=5][color=navy][font=traditional arabic][color=teal]الحب :[/color] تحب شيئا وقد لا يعجبك هذا الشيء.[/font][/color][/size] [size=5][color=navy][font=traditional arabic][color=teal]الإعجاب[/color] [color=teal]هو:[/color] تعجب بشيء وقد لا تحبه . [/font][/color][/size] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]لذلك فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه شيء مما ذكرته عائشة -رضي الله عنها- وهو التيمن في جميع الأشياء، وهذه أصبحت قاعدة للعمل بها.[/color][/size][/font] [size=5][color=navy][font=traditional arabic][color=teal](يعجبه التيمن في تنعله)[/color] التيمن هو: البدء باليمين.[/font][/color][/size] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]ذكرت أمثلة -رضي الله عنها-: (في تنعله) [color=teal]التنعل هو:[/color] لبس النعال باليمين[/color][/size][/font] [size=5][color=navy][font=traditional arabic][color=teal](وترجله)[/color] الترجل : تسريح شعره .[/font][/color][/size] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]في القديم لم يكن الحلق بالنسبة للرجال متوفرافيربون الشعور إلى حد ما فتبقى ثائرة فيحتاج إلى ترجيل إما مع الماء أو نوع من الدهن أو غير ذلك، فيسرح شعره -عليه الصلاة والسلام- يعجبه التيمن فيه.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy][color=teal](وفي طهوره)[/color] [/color][/size][size=5][color=navy]فعل الوضوء[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]الطَّهور بفتح الطاء هو مادة الطهارة، يعني: الماء أو التراب، والطُّهور بضم الطاء هو : فعل الطهارة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]ثم قالت: [color=teal](وفي شأنه كله)[/color] شأنه كله من الأشياء المستحسنة؛ ولذلك قالت: (في شأنه كله) دخول المسجد .. الأكل والشرب,, اللبس ،، الخروج من الخلاء[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]الخروج من الخلاء: لأنه خروج من محل القاذورات يخرج بمقدمة رجله اليمنى هذه مجموعة من الأمثلة ويقاس عليها ما يستجد في عالم الحياة لأنه كل ما كان مستحسنا يبدأ به باليمين ولذلك أصبحت قاعدة كما ذكر النووي وابن حجر وغيرهم أصبحت قاعدة: [color=teal]"ما كان من الأشياء المستحسنة يبدأ به باليمين، وما كان من الأشياء المستقذرة يبدأ به بالشمال"[/color] [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]الحديث يدل في ظاهره على الحث على النظافة والظهور بالمظهر الحسن لأن عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين قالت: [color=teal](في نعله وفي ترجله وفي طهوره وفي شأنه كله)[/color] فالنبي -صلى الله عليه وسلم- تقول هي: ([color=teal]في ترجله)[/color] فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يرجل شعره، يعني: يسرح شعره، فمعنى ذلك أنه يهتم بشعره، ويهتم بنظافته.[/color][/size][/font] [size=5][color=navy][font=traditional arabic][color=teal](وفي طهوره)[/color] بمعنى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتطهر ظاهره، فإذن هذا كله يدل على الحرص على النظافة، والحرص على إظهار الزينة، أن يظهر بالمظهر الحسن، فتشريع الطهارة أصلا يدل على النظافة، الأمر بإزالة النجاسة، الأمر بالتطهر من الحدث سواء كان حدثا أصغر أو حدث أكبر كل هذا يدل على شأن الطهارة شأنا عظيما في دين الله -عز وجل-. [/font][/color][/size][/center] [center][font=traditional arabic][size=5][color=navy]كما أن يكون قلبه نظيفا وداخله نظيفا يكون أيضا ظاهره كذلك .[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]وهذا إذا ضم مع باقي التشريعات الأخرى نجد أن الإسلام هو دين النظافة، النظافة في الداخل والنظافة في الخارج، النظافة في داخل القلوب؛ لأنه نهى عن الحسد والبغض والحقد والنفاق والشقاق وحب الكراهية للآخرين وغير ذلك نهى عنه الإسلام تمام النهي، والأحاديث في هذا بل والآيات أكثر من أن تحصى مثل قوله: ([color=teal]لا تحاسدوا ولا تنجاشوا ولا يبع بعضهم على بيع بعض )[/color]وفي الحديث الآخر:[color=teal] (المسلم أخو المسلم )[/color] بل مع غير المسلمين كما قال الله -سبحانه وتعالى-: [color=teal]﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾[/color][البقرة: 83] [color=teal]﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾[المائدة: 8][/color] الايات والأحاديث كثيرة في الأمر بنظافة القلوب وتطهير هذه القلوب من الحسد والبغض وإظهار هذا بالمعاملة الحسنة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]كذلك الأمر بالأشياء المستحبة كالأغسال المستحبة، غسل الجمعة، غسل العيدين، الغسل التي للنظافة، غسل اليدين بعد الأكل أو قبل الأكل، تشريع الوضوء، أو غسل اليدين بعد الاستيقاظ من النوم كل هذا يدل على حرص هذا الدين على نظافة الظاهر مع حرصه على نظافة الباطن.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]وهذه النظافة لا تعني التكبر والتعالي على الآخرين والخلط بين المفهومين خطأ وخلط ممن يرى أن الإسلام أو أن الدين أن تمشي متبذلا، أن تمشي مستقذرا، ألا تهتم بنظافة ثوبك، ألا تهتم بنظافة ثوبك، أن تبقى رائحتك رائحة مشينة هذا خلط؛ بل هذا منهي عنه في دين الله -عز وجل- فليس من الكبر النظافة بل عكسه أن التبذل الشديد بمعنى عدم الاهتمام بالجسم أو عدم الاهتمام بالبدن والثوب بنظافته قد يدخل في الإثم لأن الله -سبحانه وتعالى- والنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة والإنسان أكل الثوم والبصل؛ لأن رائحتهما رائحة كريهة، فلا يأتي الإنسان لمصلاه أو لمسجده وهو في هذه الرائحة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]كذلك تقاس عليه جمع الروائح الكريهة فليس من الإسلام أن نقول إن النظافة والمظهر الحسن يدل على شيء من الكبر والمبالغة في ذلك، فهذا خطأ وخلط في المفهوم، أو تحميل الإسلام ما لا يحتمل؛ بل يظهر الإنسان بالمظهر العادي ولا يبالغ المبالغة التي تظهره عن هذا الإطار، والمبالغة مثل ثوب الشهرة أن يلبس ثوبا الناس كلهم ينظرون إليه؛ لأنه هنا لم يأخذ مجرد النظافة وإنما أتى بمعنى آخر وهو طلب الشهرة في هذا الثوب، أو في هذ الشكل، أو في هذا التقليد للآخرين.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=teal]الحديث يدل على طلب الزينة في دين الله -عز وجل- سواء في الثوب في الظاهر أو في البدن مما يدل عليه قضية ترجيل الشعر.[/color][/size][/font][/center] [center][font=traditional arabic][size=5][color=darkorchid]قال المصنف -رحمه الله تعالى- وعن نعيم المجمرعن أبي هريرة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل ) وفي لفظ لمسلم: (رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين، ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فيلفعل)[/color][/size][/font][/center] [center][font=traditional arabic][size=5][color=navy]حديث نعيم بن المجمرعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- ذكر المصنف روايتين، الرواية المتفق عليها الأولى، ثم ذكر رواية مسلم.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]هذا الحديث رواه البخاري ومسلم، ورواه أيضا غيرهما من أصحاب السنن والإمام أحمد.[/color][/size][/font][/center] [center][font=traditional arabic][size=5][color=navy]الحديث بالرواية الأولى قال: [color=teal](إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فيلفعل) الرواية الثانية زاد: (أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل)[/color] هذ الحديث رواه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عشرة كلهم ما عدا نعيم لم يذكر: [color=teal](من أراد أن يطيل غرته فليفعل)[/color] وإنما يقفون على: [color=teal](إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء)[/color] مما جعل بعض أهل العلم يقول: إن هذه من مدرجات أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- بدليل مخالفة نعيم -رضي الله تعالى عنه- لغيره ممن روى هذا الحديث، مخالفة نعيم -رحمه الله تعالى- في روايته لأبي هريرة مخالفته لغيره بأنهم لم يذكروا:[color=teal] (فمن أراد أن يطيل غرته فليفعل )[/color] فتسعة لم يذكورا هذه الزيادة فاعتبرت هذه الزيادة من كلام أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-ونأتي لها في الأحكام.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]قال، إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:[color=teal] (إن أمتي يدعون يوم القيامة)[/color] الأمة هنا أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- تنقسم إلى قسمين: أمة الدعوة، وأمة الإجابة. [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]أمة الدعوة :عامة الثقلين منذ بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- من الجن والإنس، كلهم يعتبرون أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهؤلاء يسمون أمة الدعوة.[/color][/size][/font] [size=5][color=navy][font=traditional arabic][color=teal]أمة الاجابة :[/color]الذين استجابوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-[/font][/color][/size] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]المقصود هنا بقوله: [color=teal](إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين)[/color] هم أمة الإجابة الذين استجابوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وآمنوا به.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]([color=teal]إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين)[/color] [color=teal]الغرة هي:[/color] أصلها البياض في جبهة الفرس ثم استخدم لفظ الغرة لكل نور في الوجه، والمقصود هنا: [color=teal](إن أمتي يدعون يوم القيامة غر ا)[/color] لأن وجوههم نور يوم القيامة، تتميز يوم القيامة بأن أمة محمد أمة الإجابة -عليه الصلاة والسلام- وجوههم تأتي فيها نور من أثر الوضوء.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]([color=teal]إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين) التحجيل[/color] :البياض في قوائم الفرس أو في رجل الفرس، فأسفل الرجل تكون بيضاء هذا أصل التحجيل، والمراد هنا أن هذا النور أيضا في أطراف المؤمنين يوم القيامة من أثر الوضوء.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]قوله: ([color=teal]من آثار الوضوء) أو (من أثر الوضوء)[/color] الوضوء قد تكون بضم الواو والمراد بها فعل الوضوء، وقد تنطق بفتح الواو الوضوء والمراد الماء الذي يتوضأ به، وهنا المراد الوضوء بالضم وهو الفعل قال: [color=teal](فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)[/color] وفي هذه الرواية اقتصر على الغرة، يعني: وتحجيله لأن هذ المقصود، كما في الحديث أو في الرواية الأخرى أيضا قال: (فمن استطاع منكم أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل) المراد : الزيادة في حدود الوضوء سواء في الوجه أو في اليدين أو في القدمين الرجلين .[/color][/size][/font] [size=5][color=navy][font=traditional arabic]الزيادة عن حد الوضوء هذا معنى قوله: [color=teal](فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل).[/color][/font][/color][/size] [size=5][color=navy][font=traditional arabic][color=teal]هذا[/color] [color=teal]الحديث فيه فضل الوضوء:[/color][/font][/color][/size] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]إن من فضل الوضوء أن يلبس الإنسان النور يوم القيامة فيكون وجهه ذا نور يوم القيامة كما تكون قوائمه يديه ورجليه كذلك فتعرف أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- بهذا النور يوم القيامة يتميزون بين الأمم وهذا مما اختص الله به هذه الأمة عن غيرها ولذلك يتفاخر النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثل هذا الحديث ويبشر به الأمة.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]كذلك ماورد في حديث حديث عثمان بأنه يكفر السيئات وكذلك يرفع الدرجات ويحط الخطايا.[/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]ومن فضل الوضوء أنه يكون المؤمن المتوضيء ذا نور ووضاءة وحسن ظاهر يوم القيامة.[/color][/size][/font][/center] [center][font=traditional arabic][size=5][color=navy]لذلك أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- بالغ في هذ الأمر فقال: [color=teal](فمن استطاع أن يطيل غرته فليلفعل)[/color] -رضي الله تعالى عنه- [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]فعلى المسلم أن يحرص على الوضوء وحتى لو وجبت الصلاة الأخرى وهو على وضوء سابق من السنة أن يجدد الوضوء لينال من هذا الفضل أكثر وهذا فضل عظيم بأن الإنسان يكون من الذين ابيضت وجوههم، وزاد على هذا البياض أن يكون من الذين وجوههم ذات نور واضح يوم القيامة. [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]من مسائل الحديث: هل الزيادة على محل الفرض مستحبة أو لا؟ [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]الظاهر من الحديث أنها مستحبة، وجه الدلالة قوله: ([color=teal]من استطاع أن يطيل غرته فليفعل)[/color] في الرواية الأخرى: [color=teal](من استطاع أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل)[/color] [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]الزيادة هي:قول جمهور أهل العلم يزيد في اليدين من أهل العلم من قال : إلى النصف نصف العضد، ومنهم من قال: إلى المنكب، ويزيد في الرجلين، منهم من قال: إلى نصف الساق، ومنهم من قال: إلى الركعبة، والوجه معناه يدخل في الرأس ويدخل في الشيء من الحلق، هذا رأي الجمهور بناء على هذا الحديث.[/color][/size][/font] [size=5][color=navy][font=traditional arabic][color=teal]ولكن الإمام مالك -رحمه الله- ورواية عن الإمام أحمد وهو ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمة وابن القيم وغيرهما من المحققين أن هذه الزيادة لا تستحب، لعدة أمور: [/color][/font][/color][/size] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]الأمر الأول: أن الرواية هنا في قوله: ([color=teal]فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل)[/color] لم يرويها من أصحاب أبي هريرة إلا واحد ممن رووا هذه الحديث وهو نعيم -رحمه الله ورضي عنه- فهي ليست من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك كما قال الحافظ -رحمه الله- ابن حجر والنووي وغيرهم: إنها مدرجة من كلام أبي هريرة أو زيادة من كلام أبي هريرة، ورواها عنه، يعني: أن أبا هريرة -رضي الله عنه- روى الحديث ثم تحدث هو فقال: فمن أراد أن يطيل غرته فليفعل. فظن نعيم بأن قوله: "فمن أراد أن يطيل غرته" من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس من كلام أبي هريرة، لكن أصحابه التسعة الذين رووا عن أبي هريرة هذا الحديث لم يذكروا هذه الجملة من كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- [color=teal]فدل هذا على أن الزيادة لا تستحب،[/color] وإنما هي رأي لأبي هريرة -رضي الله عنه- هذا ما يراه الإمام مالك -رحمه الله- ورواية عن الإمام أحمد، وهي ما رجحه كثير من المحققين منهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلميذه ابن القيم وغيرهم كثير. [/color][/size][/font] [size=5][color=navy][font=traditional arabic][color=teal]فالذي يترجح أن الزيادة غير مستحبة .[/color] [/font][/color][/size] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]ثانيا: إن الزيادة في الوضوء قد تؤدي إلى الوسوسة، وهذه الوسوسة بأن الإنسان لم يبلغ عند الفرض وضوؤه، وهذا بلا شك مرض ومدخل للشيطان، فالفضل الوارد في الحديث بالوضوء، الفضل الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: ([color=teal]إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين) (من آثار الوضوء) ما قال: من أثر الزيادة.[/color] إنما هو اجتهاد من أبي هريرة لما قال: (غرًا ومحجلين) قال: أطيلوا الغرة وأطيلوا التحجيل، فهذا يدل على أن الفضل للوضوء وليس للزيادة، [/color][/size][/font] [font=traditional arabic][size=5][color=navy]الأمر الثالث: أن الزيادة غير مشروعة.[/color][/size][/font][/center] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الأولى مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن دورة كتاب الطهارة من عمدة الأحكام
الدرس الخامس