الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم الثقافي
ركن اللغة العربية
اللغة العربية.. قدرة ومرونة وثراء
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 155" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">وبعد أن حكى الله تعالى عن الرسل- عليهم السلام- اكتفاءهم في دفع شرور هؤلاء الكفار بالتوكل على ربهم، والاعتماد على حفظه ورعايته، حكى سبحانه وتعالى عن بعض المتمردين في الكفر أنهم بالغوا في السفاهة، فكان مصيرهم الهلاك في الدنيا، ونار جهنم في الآخرة؛ وذلك قوله تعالى:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ * وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾(إبراهيم:13-17)</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">وفي ظل هذا المصير، الذي انتهى إليه هؤلاء الكفار من الأمم الغابرة جاء التعقيب مثلاً، يصوِّر الله تعالى فيه أعمالهم على طريقة القرآن المبدعة بصورة رماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، فقال سبحانه:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ ﴾(إبراهيم:18)</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">فجمع بين أعمالهم، وأعمال من جاء من بعدهم من الذين كفروا بربهم في هذا التمثيل العجيب؛ إذ بأولئك الكفار الغابرين تضرَب الأمثال لكل من ماثلهم ممَّنْ جاء بعدهم من الكفار اللاحقين، في كفرهم بالله سبحانه وبآياته، وإنكارهم للبعث، ومحاربتهم لرسله- عليهم السلام- وصدهم عن سبيله، ولكل مَنْ كانت أعماله مماثلة لأعمالهم من غير الكافرين بربهم.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">ومن المعلوم أن الكفار المتأخرين قد سلكوا في الكفر والتكذيب مَسْلك من كان قبلهم، ومنهم كفار مكة، الذين أخبر الله تعالى في قوله مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ﴾(فاطر:25)</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">وكما حكى الله تعالى عن الفئة الضالة من الأمم السابقة قولهم لرسلهم:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴾(إبراهيم:13) </span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">كذلك أخبر سبحانه عن كفار مكة، فقال تعالى مخاطبًا نبيه عليه الصلاة والسلام:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ (الإسراء:76)</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">ثم بين سبحانه وتعالى أن ذلك سنته في رسله وعباده، فقال:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ﴾(الإسراء:76)</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">وتقتضي سنة الله تعالى في عباده أن يحكم على الفرع بحكم الأصل، فيما تكون فيه المماثلة. فإذا كان الأصل محكومًا عليه بالهلاك، وعلى أعماله بالفساد، فكذلك الفرع.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">وهذا ما أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله لنبيه صلى الله عليه وسلم:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴾(الأنفال:38)</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">فقوله تعالى:﴿ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴾عبارة تجمع الوعيد والتهديد، والتمثيل بمن هلك من الأمم في سالف الدهر بعذاب الله. والمعنى المراد: مضت سنة الله تعالى فيمن سلف من الكافرين بالهلاك، فيصيب الآخرين مثل ما أصاب الأولين.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">وكما يطلق لفظ { المَثَل }على الفرع، كذلك يطلق على الأصل، ومن ذلك قوله تعالى في حق كفار مكة:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴾(الزخرف:8) </span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">أي: مضى حالهم، الذي كانوا عليه من الكفر والتكذيب والإهلاك، وخلفه حال مماثل له؛ هو حال كفار مكة، وغيرهم. والأول أصل، والثاني فرع، والعلة الجامعة بينهما: الكفر والتكذيب، والحكم: الهلاك. والمعنى: أن كفار مكة سلكوا في الكفر، والتكذيب مَسْلك من كان قبلهم، فليحذروا أن ينزل بهم من الخزي مثل ما نزل بهم.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">ونظير ذلك قوله تعالى في حق فرعون وجنوده:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ ﴾ (الزخرف:55-56) </span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">أي: فلما أغضبوا الله سبحانه بأعمالهم القبيحة، انتقم منهم، بأن أغرقهم أجمعين. وهذا الانتقام قد جعله سلفًا يتعظ به الغابرون، ومثلاً يعتبر به المتأخرون، ويقيسون عليه أحوالهم. وقد قال الله تعالى محذِّرًا:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ﴾(المرسلات:16- 18) </span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">وإذا كان الأولون محكومًا عليهم بالهلاك، فمن باب أولى أن تكون أعمالهم محكومًا عليها بالفساد وعدم النفع. تأمل ذلك في قوله تعالى:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ*إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف:138-139) </span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">أي: هم وما يعبدون هالك لا محالة، وأعمالهم ذاهبة مضمحلة. وهؤلاء القوم- على ما قيل- كانوا من العمالقة، الذين أمر موسى- عليه السلام- بقتالهم. وقال قتادة: كانوا من لَخْمٍ، وكانوا نزولاً بالرَّقَّة. وقيل: كانت أصنامهم تماثيل بقر؛ ولهذا قالوا:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ ﴾ </span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">فأخرج لهم السَّامِرِيُّ عجلاًُ.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">ونظير قولهم هذا قول جهال الأعراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم- وقد رأوا شجرة خضراء للكفار تسمَّى: ذات أنواط، يعظمونها في كل سنة يومًا- فقالوا:”يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط؛ كما لهم ذات أنواط. فقال عليه الصلاة والسلام: الله أكبر! قتلتم- والذي نفسي بيده- كما قال قوم موسى:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى إنهم لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه “. وكان هذا في مخرجه صلى الله عليه وسلم إلى حنين.</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">ونظير هؤلاء المنافقون، الذين قال الله تعالى فيهم:</span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾(التوبة:53- 54) </span></span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="color: purple">وغير هؤلاء كثير.</span></span></span></p><p></p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'Arial Black'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #800080"><img src="http://lh5.ggpht.com/_3K-vbpSYIe8/TKNxpFQpVmI/AAAAAAAABcE/c37G-w1e1XQ/0%20%282%29.gif" alt="" class="fr-fic fr-dii fr-draggable " style="" /></span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 155, member: 1"] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]وبعد أن حكى الله تعالى عن الرسل- عليهم السلام- اكتفاءهم في دفع شرور هؤلاء الكفار بالتوكل على ربهم، والاعتماد على حفظه ورعايته، حكى سبحانه وتعالى عن بعض المتمردين في الكفر أنهم بالغوا في السفاهة، فكان مصيرهم الهلاك في الدنيا، ونار جهنم في الآخرة؛ وذلك قوله تعالى:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ * وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾(إبراهيم:13-17)[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]وفي ظل هذا المصير، الذي انتهى إليه هؤلاء الكفار من الأمم الغابرة جاء التعقيب مثلاً، يصوِّر الله تعالى فيه أعمالهم على طريقة القرآن المبدعة بصورة رماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، فقال سبحانه:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ ﴾(إبراهيم:18)[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]فجمع بين أعمالهم، وأعمال من جاء من بعدهم من الذين كفروا بربهم في هذا التمثيل العجيب؛ إذ بأولئك الكفار الغابرين تضرَب الأمثال لكل من ماثلهم ممَّنْ جاء بعدهم من الكفار اللاحقين، في كفرهم بالله سبحانه وبآياته، وإنكارهم للبعث، ومحاربتهم لرسله- عليهم السلام- وصدهم عن سبيله، ولكل مَنْ كانت أعماله مماثلة لأعمالهم من غير الكافرين بربهم.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]ومن المعلوم أن الكفار المتأخرين قد سلكوا في الكفر والتكذيب مَسْلك من كان قبلهم، ومنهم كفار مكة، الذين أخبر الله تعالى في قوله مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ﴾(فاطر:25)[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]وكما حكى الله تعالى عن الفئة الضالة من الأمم السابقة قولهم لرسلهم:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴾(إبراهيم:13) [/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]كذلك أخبر سبحانه عن كفار مكة، فقال تعالى مخاطبًا نبيه عليه الصلاة والسلام:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ (الإسراء:76)[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]ثم بين سبحانه وتعالى أن ذلك سنته في رسله وعباده، فقال:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ﴾(الإسراء:76)[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]وتقتضي سنة الله تعالى في عباده أن يحكم على الفرع بحكم الأصل، فيما تكون فيه المماثلة. فإذا كان الأصل محكومًا عليه بالهلاك، وعلى أعماله بالفساد، فكذلك الفرع.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]وهذا ما أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله لنبيه صلى الله عليه وسلم:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴾(الأنفال:38)[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]فقوله تعالى:﴿ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ﴾عبارة تجمع الوعيد والتهديد، والتمثيل بمن هلك من الأمم في سالف الدهر بعذاب الله. والمعنى المراد: مضت سنة الله تعالى فيمن سلف من الكافرين بالهلاك، فيصيب الآخرين مثل ما أصاب الأولين.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]وكما يطلق لفظ { المَثَل }على الفرع، كذلك يطلق على الأصل، ومن ذلك قوله تعالى في حق كفار مكة:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ﴾(الزخرف:8) [/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]أي: مضى حالهم، الذي كانوا عليه من الكفر والتكذيب والإهلاك، وخلفه حال مماثل له؛ هو حال كفار مكة، وغيرهم. والأول أصل، والثاني فرع، والعلة الجامعة بينهما: الكفر والتكذيب، والحكم: الهلاك. والمعنى: أن كفار مكة سلكوا في الكفر، والتكذيب مَسْلك من كان قبلهم، فليحذروا أن ينزل بهم من الخزي مثل ما نزل بهم.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]ونظير ذلك قوله تعالى في حق فرعون وجنوده:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ ﴾ (الزخرف:55-56) [/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]أي: فلما أغضبوا الله سبحانه بأعمالهم القبيحة، انتقم منهم، بأن أغرقهم أجمعين. وهذا الانتقام قد جعله سلفًا يتعظ به الغابرون، ومثلاً يعتبر به المتأخرون، ويقيسون عليه أحوالهم. وقد قال الله تعالى محذِّرًا:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآَخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ﴾(المرسلات:16- 18) [/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]وإذا كان الأولون محكومًا عليهم بالهلاك، فمن باب أولى أن تكون أعمالهم محكومًا عليها بالفساد وعدم النفع. تأمل ذلك في قوله تعالى:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ*إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (الأعراف:138-139) [/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]أي: هم وما يعبدون هالك لا محالة، وأعمالهم ذاهبة مضمحلة. وهؤلاء القوم- على ما قيل- كانوا من العمالقة، الذين أمر موسى- عليه السلام- بقتالهم. وقال قتادة: كانوا من لَخْمٍ، وكانوا نزولاً بالرَّقَّة. وقيل: كانت أصنامهم تماثيل بقر؛ ولهذا قالوا:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ ﴾ [/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]فأخرج لهم السَّامِرِيُّ عجلاًُ.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]ونظير قولهم هذا قول جهال الأعراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم- وقد رأوا شجرة خضراء للكفار تسمَّى: ذات أنواط، يعظمونها في كل سنة يومًا- فقالوا:”يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط؛ كما لهم ذات أنواط. فقال عليه الصلاة والسلام: الله أكبر! قتلتم- والذي نفسي بيده- كما قال قوم موسى:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]لتركبن سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى إنهم لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه “. وكان هذا في مخرجه صلى الله عليه وسلم إلى حنين.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]ونظير هؤلاء المنافقون، الذين قال الله تعالى فيهم:[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾(التوبة:53- 54) [/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][SIZE=5][FONT=Arial Black][COLOR=purple]وغير هؤلاء كثير.[/COLOR][/FONT][/SIZE][/CENTER] [CENTER][FONT=Arial Black][SIZE=5][COLOR=#800080][IMG]http://lh5.ggpht.com/_3K-vbpSYIe8/TKNxpFQpVmI/AAAAAAAABcE/c37G-w1e1XQ/0%20%282%29.gif[/IMG][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم الثقافي
ركن اللغة العربية
اللغة العربية.. قدرة ومرونة وثراء