الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال

طباعة الموضوع

ام عبد المولى

مراقب عام
إنضم
26 سبتمبر 2012
المشاركات
2,741
النقاط
38
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
الجزء الخامس
احب القراءة برواية
ورش
القارئ المفضل
الشيخ الحصري
الجنس
اخت
حجة الـوداع :

ولما تم إبلاغ الدعوة في أنحاء الجزيرة العربية ، وأوجد الله طائفة من المؤمنين تكفل بحفظها وبإبلاغها إلى أقصى أرض الله ، قدر الله أن يري رسول الله
pbuh.png
ثمار جهده المتواصل قبل أن ينتقل إلى الله ، فأكرمه الله بحج بيته المكرم في ذي الحجة سنة 10هـ .
ولما أراد
pbuh.png
الحج أذن به في الناس ، فاجتمع بالمدينة بشر كثير ، فلما كان يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة وهو اليوم السادس والعشرون منه ، ترجل وادهن ، ولبس إزاره ورداءه ، وانطلق من المدينة بعد صلاة الظهر ، حتى بلغ ذا الحليفة قبل أن يصلي العصر ، فصلاها بها ركعتين ، ثم بات بها ، فلما أصبح قال : أتاني الليلة آت من ربي ، فقال : صل في هذا الوادي المبارك ، وقل عمرة في حجة ، وكان هذا إباحة للعمرة في أيام الحج ، وكان أهل الجاهلية يرونها من أفجر الفجور .
ثم اغتسل رسول الله
pbuh.png
قبل الظهر ، وتطيب في رأسه وبدنه بطيب فيه مسك . ثم لبس إزاره ورداءه ، ثم صلى الظهر ركعتين ، وأهل بالحج والعمرة في مصلاه ، وقرن بينهما ، فقال : " اللهم لبيك عمرة وحجاً ، ثم لبى : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك . إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ". وكان أحياناً يقول :" لبيك إله الحق " .
ثم خرج من المصلى فركب القصواء ، وأهل مرة أخرى ، فلما استوت به بالبيداء أهل أيضاً ، وأشعر هديه بعد الصلاة وقلدها بذي الحليفة .
ثم واصل سيره حتى دنا من مكة ، فبات بذي طوى ، وصلى به الفجر ، ثم اغتسل ومضى حتى دخل المسجد الحرام ، وذلك صباح يوم الأحد لأربع مضين من ذي الحجة ، فطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ، ثم أقام بأعلى مكة عند الحجون ، ولم يعد إلى الطواف ، وبقى في إحرامه ، لأنه كان قارناً جمع بين إحرامي الحج والعمرة ، لكونه قد ساق الهدي ، وأمر كل من ساق معه الهدي أن يبقى في إحرامه ، وأما من لم يسق معه الهدي فأمره أن يقصر رأسه بعد الطواف والسعي ، ويحل حلالاً تاماً ، ويجعل عمله هذا عمرة ، سواء كان قد أحرم بنية الحج أو العمرة أو كليهما . وقال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ، ولجعلتها عمرة ، ولأحللت ، فحل من لم يكن معه هدي .
ثم توجه
pbuh.png
يوم التروية – وهو اليوم الثامن من ذي الحجة – إلى منى ، وأحرم للحج كل من كان قد حل ، فصلى بمنى خمس صلوات : الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، وصلى الرباعية منها ركعتين قصراً ، ثم أجاز من منى بعدما طلعت الشمس حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة ، فنزل بها ، فلما زالت الشمس ركب القصواء وأتى وادي عرنة وقد اجتمع الناس حوله فقام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثنى عليه ، وتشهد ، وأوصى بتقوى الله ، ثم قال فيما قال : " أيها الناس ! اسمعوا قولي . فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً ، وأن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا كل شئ من أمور الجاهلية موضوع تحت قدمي ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث [ وكان مسترضعاً في بني سعد فقتله هذيل ] وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع من ربنا ربا العباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ، واتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله . وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك بلغت وأديت ونصحت . فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس :" اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، اللهم اشهد "!
وقد بين في هذه الخطبة عدة أمور أخرى ، فلما فرغ منها نزل عليه قوله تعالى " ] الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [ . فكان يوم نعمة وسعادة وشكر .
وأذن بلال بعد الخطبة ثم أقام فصلى رسول الله
pbuh.png
بالناس الظهر ركعتين ، ثم أقام فصلى العصر ركعتين ، جمعهما في وقت الظهر جمعاً مقدماً . ولم يصل بينهما شيئاً . ثم أتى الموقف فجعل بطن ناقته إلى الصخرات ، واستقبل القبلة ، فلم يزل واقفاًَ حتى غربت الشمس ، وذهبت الصفرة قليلاً ، ثم دفع حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ، ولم يسبح بينهما شيئاً .
ثم اضطجع حتى طلع الفجر ، فصلى الفجر مبكراً ، ثم أتى المشعر الحرام ، فاستقبل القبلة ودعا وكبر وهلل ووحد حتى أسفر جداً .
ثم دفع إلى منى قبل أن تطلع الشمس حتى أتى الجمرة الكبرى ، فرماها بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة منها . ولم يزل يلبي حتى رمى الجمرة ، فلما رماها قطع التلبية ، ووقف عند هذه الجمرة يقول :" خذوا عني مناسككم فلعلي لا أحج بعد عامي هذا ".
ثم أتى منزله بمنى فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، ثم نحر علي بقية المائة ، وهي سبع وثلاثون بدنة . ثم أمر من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قدر وطبخت ، فأكلوا من لحمها وشربوا من مرقها .
وبعد فراغه من النحر دعا الحلاق ، فأعطاه شقه الأيمن فحلق ، فقسمه بين الناس من شعره وشعرتين ، ثم حلق الأيسر فأعطاه لأبي طلحة .
ثم لبس ثيابه ، وتطيب قبل أن يطوف ، ثم ركب حتى أتى البيت ، فطاف طواف الإفاضة ، ولم يطف بين الصفا والمروة ، وصلى الظهر ، وأتى على بني عبدالمطلب ، وهم يسقون على زمزم ، فقال : انزعوا بني عبد المطلب ! فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم ، فناولوه دلواً فشرب منه .
ثم رجع
pbuh.png
إلى منى فمكث بها ليالي التشريق 11، 12 ، 13 ، من ذي الحجة – يرمي الجمرات الثلاث كل يوم إذا زالت الشمس ، يبدأ بالجمرة الصغرى فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ، ثم الوسطى ، ثم الكبرى كذلك .
وقد خطب رسول الله
pbuh.png
خطبة يوم النحر ، ثم خطبة في أوسط أيام التشريق . أكد فيها ما سبق في خطبة عرفة وزاد عليها ، وقد نزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق قبل الخطبة
وفي اليوم الثالث عشر – وهو يوم النفر الثاني ، وثالث أيام التشريق ، وكان يوم الثلاثاء – نفر رسول الله
pbuh.png
من منى وبعد رمي الجمرات ، فنزل بالأبطح ، وصلى هناك الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وبعث عائشة أم المؤمنين مع أخيها عبدالرحمن بن أبي بكر ليعمرها من التنعيم ، فأحرمت وقضت عمرتها ، ثم جاءته بالأبطح سحراً ، وكان
pbuh.png
قد رقد به رقدة . فلما جاءته آذن بالرحيل ، وركب إلى البيت فطاف به طواف الوداع ، وصلى صلاة الفجر ، ثم انصرف متوجهاً إلى المدينة ، وقد خرج من أسفل مكة ، ولما قرب من المدينة ولاحت له معالمها كبر ثلاثاً ثم قال :" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شئ قدير ، آيبون تائبون ، عابدون ، ساجدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ".
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
التعديل الأخير:
أعلى