الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الثانية مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن شرح كتاب التوحيد
بَابُ مَنْ حَقَّقَ التَّوْحِيدَ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أم حذيفة" data-source="post: 85562" data-attributes="member: 1"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: teal">شرح الباب</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: teal">هذا الباب يأتي ضمن ترتيب دقيق علمي جاء في هذا المصنف المبارك، فالمؤلف أول ما بدأ تحدث عن مكانة التوحيد، ثم بدأ يعدد فضائل التوحيد، ثم أتى هنا -رحمه الله تعالى- لبيان تحقيق التوحيد.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">وتحقيق التوحيد درجة عالية ومنزلة رفيعة يأتي الحديث عنها في هذه الأبواب، وفي ضمن أيضا الآيات والدلائل التي أوردها المصنف -رحمه الله تعالى- في هذا الباب العظيم .</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: magenta"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">قال المصنف -رحمه الله تعالى- (باب من حقق التوحيد دخل الجنة وقول الله تعالى ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿120﴾﴾ [النحل: 120] ).</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">بدأ المصنف -رحمه الله تعالى- بوضع عنوان للترجمة، والعنوان يدل على المضمون، وتحت هذا العنوان تأتي الأدلة عليه والشواهد من كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">عنوان الترجمة <span style="color: magenta">"من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب"</span> أي: ولا عذاب، و"مَن" هذه شرطية تحتاج إلى فعل وجواب، فعلها <span style="color: magenta">"حقق"</span> وجوابها <span style="color: magenta">"دخل الجنة"</span> فمن حقق التوحيد ثمرة تحقيقه له ونتيجة تحقيقه له أن يدخل الجنة بلا حساب أي: دخولا أوليا، لا يمر قبل دخوله بمرحلة تعذيب، و أيضا لا يمر قبل دخوله بمرحلة محاسبة، وإنما يدخل الجنة بدون حساب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">وهذه رتبة علية، ومنزلة رفيعة، ومكانة سامية يمن الله تعالى بها على محققي التوحيد، فيوم القيامة يدخلهم جنته بلا حساب، وينجيهم من النار، فلا ينالهم عذابها، ولا يمسهم شيء منها، وإنما يدخلون جنة النعيم دخولا أوليا بدون حساب ولا عذاب، وهذه منة عظمية، وعطية جليلة يمن الله -سبحانه وتعالى- على محققي التوحيد.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">والمؤمن الموفق عندما يبلغه هذا الأمر ويعي هذه الحقيقة لا شك أن قلبه مهما كان سيتحرك شوقا وطمعا ورغبة في أن يكون من هؤلاء الذين مآلهم يوم القيامة دخول جنة النعيم من دون حساب ولا عذاب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="color: magenta">ما هي الصفات محققي التوحيد؟ ما هي حليتهم؟ ما هي علامتهم؟</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: magenta">معنى </span></span></span><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="color: magenta">تحقيق التوحيد :</span> تصفيته وتنقيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي. </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">وحتى يبلغ المسلم درجة تحقيق التوحيد لابد أن يبتعد عن ثلاثة أمور هي : الشرك والبدع والمعاصي هذه الثلاثة يسميها العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه "الفوائد" يسميها: "العوائق" لأنها تعوق القلب وتعوق المؤمن في سيره إلى الله والدار الآخرة، عقبات في الطريق، عوائق في الطريق يحتاج أن يحترز منها، وأن يحذر من الوقوع فيها: الشرك والبدعة والمعصية. يقول:<span style="color: magenta"> وعائق الشرك يزول بتجريد التوحيد لله، وعائق البدعة يزول بتجريد المتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعائق المعصية يزول بالبعد على المعاصي وعدم الإصرار عليها والتوبة منها.</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy">وينبغي أن نعلم أن أهل التوحيد في التوحيد على ثلاثة مراتب جاءت هذه المراتب الثلاثة مبينة في قول الله -تبارك وتعالى-: <span style="color: magenta">﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿32﴾﴾[فاطر: 32]</span> </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="color: magenta">ثلاث مراتب هي :</span> ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات، السابق بالخيرات والمقتصد هذان كل منهما محقق للتوحيد، وأهل العلم يقولون: إن تحقيق التوحيد على درجتين؛ تحقيق واجب، وتحقيق مستحب .</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: navy"><span style="color: magenta">التحقيق المستحب</span> :هو الذي إليه الإشارة في قوله في هذه الآية: ﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾ <span style="color: magenta">والتحقيق الواجب:</span> إليه الإشارة في هذه الآية في قوله: ﴿وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ﴾ وكل من المقتصد والسابق بالخيرات محقق للتوحيد، لكنهم في تحقيقهم له على رتبتين: المقتصد محقق له التحقيق الواجب، والسابق بالخيرات محقق له إضافة إلى التحقيق الواجب التحقيق المستحب.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #000080"><span style="color: magenta">والمقتصد هو: </span>الذي فعل الواجب وترك المحرم، الواجبات التي أوجبها الله عليه يفعلها، ﴿<span style="color: #000080">فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ</span>﴾ الظالم لنفسه ظلم نفسه بماذا؟ ظلمها بماذا بالشرك أو بالمعصية؟ بالمعصية لأنه لو ظلمها بالشرك لكان كافرا، ولم يكن من المصطفين والآية الحديث فيها عن المصطفين لأنه قال ﴿<span style="color: #000080">ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَ</span>﴾ الكافر ليس من المصطفين.</span></span></span><span style="color: #000080"></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: magenta">﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ﴾ أي:</span> بالمعصية، أو بأمر دون الكفر ودون الشرك لكنه لا يعد من محققي التوحيد الذين لا يحاسبون ولا يعذبون؛ لأنه عنده ذنوب دون الشرك ودون الكفر يستحق بموجبها عذابا .</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">وإن عُذب لا يعذب يوم القيامة عذاب الكافر الذي هو التخليد الأبدي أو أنه يعذب على قدر جرمه وعلى قدر ذنبه ليتطهر ويتنقى ثم ينتقل بعد ذلك إلى الجنة . لأن الله -سبحانه وتعالى- قال بعد هذه الآية <span style="color: magenta">﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَ﴾</span> لكن السابق بالخيرات والمقتصد دخولا أوليا بدون حساب ولا عذاب، والظالم لنفسه عرضة للحساب والعقاب؛ لأنه نقص من إيمانه ولم يأت بمبطل أو محبط لإيمانه.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: magenta">بدأ المصنف رحمه الله عليه يستدل لهذا الباب فذكرالدليل الأول وهو قول الله تعالى </span><span style="color: blue">﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾</span></span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">بين يدي هذه الآية فائدة لطيفة جدا من كلام المصنف -رحمه الله تعالى- في بعض رسائله <span style="color: magenta">يقول المصنف:</span> التوحيد يدل عليه الكتاب والسنة والأئمة والعقل.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: magenta">معنى "يدل عليه الأئمة"</span> هذه فائدة مهمة جدا جرت عادة الناس ميلهم إلى أكابرهم ولا سيما من يعرف منهم بعلم، فمن يعرف منهم بعلم جرت عادة الناس مجاراته ومتابعته والسير على منهاجه، سوءا كانوا على حق أو على ضلال لهم فيها إمام، فإن كان إمام خير فهو قدوة لهم في الخير، وإن كان إمام شر -والعياذ بالله- كان قدوة لهم في الشر، فالشيخ -رحمه الله تعالى- يقول: من أدلة التوحيد الأئمة؛ لأن النفوس تميل إلى متابعتهم . قال تعالى <span style="color: magenta">﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ </span>وقال الله -جل وعلا- <span style="color: magenta">﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ </span>[البقرة: 130] فمن أراد إماما فإمام الأئمة وقدوة الموحدين إبراهيم الخليل ونبينا -عليه الصلاة والسلام- وأنبياء الله ورسله الكرام <span style="color: magenta">﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾[الأحزاب: 21]</span> لا يليق بإنسان عاقل أن يترك الائتمام بالمرسلين ويأتم بأناس ضالين.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: magenta">﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾</span> الله -عز وجل- وصف إبراهيم بأنه أمة مع أنه شخص واحد ووصفه بأنه أمة؛ ولهذا فصاحب الحق لا يستوحش ولو كان وحده على الحق فهو أمة، فالله -جل وعلا- وصف إبراهيم بأنه كان أمة قال: <span style="color: magenta">﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾</span> ومعنى <span style="color: magenta">"أمة"</span> لها معانٍ لكن معناها هنا أي: إماما وقدوة في الخير، فإذا أردت القدوة في الخير والإمامة فعليك بأنبياء الله ورسله -عليهم صلاة الله وسلامه- ولهذا دعانا الله إلى هذا في القرآن قال: ﴿<span style="color: #000080">قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ</span>﴾ [الممتحنة: 4] قيل في معنى <span style="color: magenta">﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ أي:</span> الأنبياء والذين معه.</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">هذه الصفة والأولى <span style="color: magenta">﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾</span> أي: إمام في الخير </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: magenta">﴿قَانِتً﴾</span> أي: مداوما على طاعة الله، والقنوت هو المداومة على الطاعة </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: magenta">﴿حَنِيفًا﴾ </span>الحنيف هو المائل، مائل عن الشرك، مائل عن الضلال، مائل عن الباطل إلى الحق والهدى فوصف إبراهيم بصفتين: صفة ثبوتية وصفة سلبية، بإثبات ونفي الإثبات في قوله: <span style="color: magenta">﴿قَانِتً﴾</span> مداوما على طاعة الله، والنفي في قوله: ﴿<span style="color: #000080">حَنِيفًا</span>﴾ مائلا مبتعدا عن الشرك وعن الضلال وعن البعد، ثم أكد ذلك بقوله:<span style="color: magenta"> ﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾</span> وإبراهيم من محققي التوحيد؛ بل من أئمة محققي التوحيد .</span></span></span></p><p><span style="color: #000080"></span></p><p> <span style="color: #000080"></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: #ff0000">قال المصنف -رحمه الله تعالى- قال الله تعالى ﴿<span style="color: red">وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ ﴿59﴾﴾</span> [المؤمنون: 59] </span></span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">وهذه الآية الثانية التي أوردها الإمام -رحمه الله تعالى- ويسبقها -وهي في سورة المؤمنون- قولُه تعالى <span style="color: magenta">﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴿57﴾وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿58﴾ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ ﴿59﴾وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴿60﴾أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ [المؤمنون: 57: 61]</span> </span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: teal">لاحظ هذه الصفات في هذه الآيات الأربعة:</span></span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: magenta">أولا:</span> وقد جاء الترتيب فيها بديعا بحسب حالها أولا: أول ما يكون في الإنسان الخوف والشفقة من خشية الله . </span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">فإذا وجد فيه خوف جاءه الإيمان <span style="color: magenta">﴿وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾</span> فإذا وجد الإيمان تبعه بُعد الإنسان ومحاذرته مما يخل به <span style="color: magenta">﴿وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ﴾</span> فإذا وجدت هذه الثلاثة يتبعها حفظ الإنسان لها بسؤال الله القبول ورجاء القبول <span style="color: magenta">﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾</span> أي: يقدمون ما يقدمون من طاعات وعبادات وقلوبهم خائفة ومشفقة من أن لا يقبل منهم، وبهذا جاء تفسير الآية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في المسند وغيره في قصة سؤال عائشة للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن معنى الآية.</span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">الآية هنا فيها ذكر صفة عظيمة لمحققي التوحيد وهي التي اقتصر المصنف على إيرادها لمناسبتها للترجمة وهي قوله: <span style="color: magenta">﴿وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ﴾</span> فمن صفات محققي التوحيد بل من أبرزها وأجلها وأساسها البعد عن الشرك كله دقيقه وجليله صغيره وكبيره <span style="color: magenta">شر</span> في بعدهم عن الشرك كله.</span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">ومناسبة الآية للترجمة واضحة لأن تحقيق التوحيد لا يكون إلا بالبعد عن الشرك كله، فإذا وقع في شرك أكبر انهدم الإيمان كله، وإذا وقع في شرك أصغر انتقص توحيده بحسب ما وقع فيه.</span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">﴿<span style="color: #000080">وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ</span>﴾ الشاهد من الآية أن من صفات محققي التوحيد بل أعظمها وأساسها البعد عن الشرك .</span></span></p><p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">عندما انتهى المصنف من الآيتين شرع في ذكر الدليل من السنة: </span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'"><span style="color: #ff0000">قال المصنف -رحمه الله تعالى- (<span style="color: #339966">عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت، قال فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي، قال: وماحدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصين أنه قال: (<span style="color: #000080">لا رقية إلا من عين أو حمى</span>) قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (<span style="color: #000080">عرضت على الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل: لي هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبروه فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: سبقك بها عكاشة</span>) </span>)</span></span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">هذ الحديث الكلام فيه واسع جدا ربما نقتصر على بعض جوانبه: </span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">هذا الأثر أولًا يجب أن نستفيد منه جميعا فائدة عظيمة جليلة ننظر فيها إلى حياة التابعين وطلاب العلم وأهل الفضل كيف كانوا يتحاورون، وكيف كانوا يتحدثون، وكيف كانوا يتجاذبون أطراف الحديث؟ </span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">تبدأ قصة هذا الحوار أن كوكبا انقضى، والكواكب التي تنقضى هي التي جعلت رجوما للشياطين، والنجوم خلقت لثلاث: زينة للسماء، وعلامات يهتدى بها، ورجوما للشياطين. فالكوكب الذي ينقضى يعتبر آية عظيمة من آيات الله تشد من رآها، فيقول حصين راوي هذا الأثر: (<span style="color: #000080">كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟</span>) و"البارحة" هذه كلمة تقولها العرب لليلة الفائتة، أقرب ليلة لك ولكن بعد الزوال، يعني: قبل الزوال يقولون: الليلة، فإذا زالت الشمس، ما بعد زوال الشمس يقولون: عنها الليلة البارحة، لكن في الضحى يقولون: الليلة، لو كانت في الضحى يقولون: أيكم الذي رأى الكوكب الذي انقض الليلة؟ لكن بعد الزوال يقولون: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ </span></span></p></span></p><p style="text-align: center"><span style="color: #000080"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'arial narrow'">يتبع إن شاء الله</span></span></p><p></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أم حذيفة, post: 85562, member: 1"] [center][font=arial narrow][size=5][color=teal]شرح الباب[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=teal][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=teal]هذا الباب يأتي ضمن ترتيب دقيق علمي جاء في هذا المصنف المبارك، فالمؤلف أول ما بدأ تحدث عن مكانة التوحيد، ثم بدأ يعدد فضائل التوحيد، ثم أتى هنا -رحمه الله تعالى- لبيان تحقيق التوحيد.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=navy]وتحقيق التوحيد درجة عالية ومنزلة رفيعة يأتي الحديث عنها في هذه الأبواب، وفي ضمن أيضا الآيات والدلائل التي أوردها المصنف -رحمه الله تعالى- في هذا الباب العظيم .[/color][/size][/font] [color=magenta][size=5][font=arial narrow]قال المصنف -رحمه الله تعالى- (باب من حقق التوحيد دخل الجنة وقول الله تعالى ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿120﴾﴾ [النحل: 120] ).[/font][/size][/color] [font=arial narrow][size=5][color=navy]بدأ المصنف -رحمه الله تعالى- بوضع عنوان للترجمة، والعنوان يدل على المضمون، وتحت هذا العنوان تأتي الأدلة عليه والشواهد من كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=navy]عنوان الترجمة [color=magenta]"من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب"[/color] أي: ولا عذاب، و"مَن" هذه شرطية تحتاج إلى فعل وجواب، فعلها [color=magenta]"حقق"[/color] وجوابها [color=magenta]"دخل الجنة"[/color] فمن حقق التوحيد ثمرة تحقيقه له ونتيجة تحقيقه له أن يدخل الجنة بلا حساب أي: دخولا أوليا، لا يمر قبل دخوله بمرحلة تعذيب، و أيضا لا يمر قبل دخوله بمرحلة محاسبة، وإنما يدخل الجنة بدون حساب.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=navy]وهذه رتبة علية، ومنزلة رفيعة، ومكانة سامية يمن الله تعالى بها على محققي التوحيد، فيوم القيامة يدخلهم جنته بلا حساب، وينجيهم من النار، فلا ينالهم عذابها، ولا يمسهم شيء منها، وإنما يدخلون جنة النعيم دخولا أوليا بدون حساب ولا عذاب، وهذه منة عظمية، وعطية جليلة يمن الله -سبحانه وتعالى- على محققي التوحيد.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=navy]والمؤمن الموفق عندما يبلغه هذا الأمر ويعي هذه الحقيقة لا شك أن قلبه مهما كان سيتحرك شوقا وطمعا ورغبة في أن يكون من هؤلاء الذين مآلهم يوم القيامة دخول جنة النعيم من دون حساب ولا عذاب.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=navy][color=magenta]ما هي الصفات محققي التوحيد؟ ما هي حليتهم؟ ما هي علامتهم؟[/color][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=magenta]معنى [/color][/size][/font][font=arial narrow][size=5][color=navy][color=magenta]تحقيق التوحيد :[/color] تصفيته وتنقيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي. [/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=navy]وحتى يبلغ المسلم درجة تحقيق التوحيد لابد أن يبتعد عن ثلاثة أمور هي : الشرك والبدع والمعاصي هذه الثلاثة يسميها العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه "الفوائد" يسميها: "العوائق" لأنها تعوق القلب وتعوق المؤمن في سيره إلى الله والدار الآخرة، عقبات في الطريق، عوائق في الطريق يحتاج أن يحترز منها، وأن يحذر من الوقوع فيها: الشرك والبدعة والمعصية. يقول:[color=magenta] وعائق الشرك يزول بتجريد التوحيد لله، وعائق البدعة يزول بتجريد المتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعائق المعصية يزول بالبعد على المعاصي وعدم الإصرار عليها والتوبة منها.[/color][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=navy]وينبغي أن نعلم أن أهل التوحيد في التوحيد على ثلاثة مراتب جاءت هذه المراتب الثلاثة مبينة في قول الله -تبارك وتعالى-: [color=magenta]﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿32﴾﴾[فاطر: 32][/color] [/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=navy][color=magenta]ثلاث مراتب هي :[/color] ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات، السابق بالخيرات والمقتصد هذان كل منهما محقق للتوحيد، وأهل العلم يقولون: إن تحقيق التوحيد على درجتين؛ تحقيق واجب، وتحقيق مستحب .[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=navy][color=magenta]التحقيق المستحب[/color] :هو الذي إليه الإشارة في قوله في هذه الآية: ﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾ [color=magenta]والتحقيق الواجب:[/color] إليه الإشارة في هذه الآية في قوله: ﴿وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ﴾ وكل من المقتصد والسابق بالخيرات محقق للتوحيد، لكنهم في تحقيقهم له على رتبتين: المقتصد محقق له التحقيق الواجب، والسابق بالخيرات محقق له إضافة إلى التحقيق الواجب التحقيق المستحب.[/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=#000080][color=magenta]والمقتصد هو: [/color]الذي فعل الواجب وترك المحرم، الواجبات التي أوجبها الله عليه يفعلها، ﴿[color=#000080]فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ[/color]﴾ الظالم لنفسه ظلم نفسه بماذا؟ ظلمها بماذا بالشرك أو بالمعصية؟ بالمعصية لأنه لو ظلمها بالشرك لكان كافرا، ولم يكن من المصطفين والآية الحديث فيها عن المصطفين لأنه قال ﴿[color=#000080]ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَ[/color]﴾ الكافر ليس من المصطفين.[/color][/size][/font][color=#000080] [size=5][font=arial narrow][color=magenta]﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ﴾ أي:[/color] بالمعصية، أو بأمر دون الكفر ودون الشرك لكنه لا يعد من محققي التوحيد الذين لا يحاسبون ولا يعذبون؛ لأنه عنده ذنوب دون الشرك ودون الكفر يستحق بموجبها عذابا .[/font][/size] [size=5][font=arial narrow]وإن عُذب لا يعذب يوم القيامة عذاب الكافر الذي هو التخليد الأبدي أو أنه يعذب على قدر جرمه وعلى قدر ذنبه ليتطهر ويتنقى ثم ينتقل بعد ذلك إلى الجنة . لأن الله -سبحانه وتعالى- قال بعد هذه الآية [color=magenta]﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَ﴾[/color] لكن السابق بالخيرات والمقتصد دخولا أوليا بدون حساب ولا عذاب، والظالم لنفسه عرضة للحساب والعقاب؛ لأنه نقص من إيمانه ولم يأت بمبطل أو محبط لإيمانه.[/font][/size] [size=5][font=arial narrow][color=magenta]بدأ المصنف رحمه الله عليه يستدل لهذا الباب فذكرالدليل الأول وهو قول الله تعالى [/color][color=blue]﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾[/color][/font][/size] [size=5][font=arial narrow]بين يدي هذه الآية فائدة لطيفة جدا من كلام المصنف -رحمه الله تعالى- في بعض رسائله [color=magenta]يقول المصنف:[/color] التوحيد يدل عليه الكتاب والسنة والأئمة والعقل.[/font][/size] [size=5][font=arial narrow][color=magenta]معنى "يدل عليه الأئمة"[/color] هذه فائدة مهمة جدا جرت عادة الناس ميلهم إلى أكابرهم ولا سيما من يعرف منهم بعلم، فمن يعرف منهم بعلم جرت عادة الناس مجاراته ومتابعته والسير على منهاجه، سوءا كانوا على حق أو على ضلال لهم فيها إمام، فإن كان إمام خير فهو قدوة لهم في الخير، وإن كان إمام شر -والعياذ بالله- كان قدوة لهم في الشر، فالشيخ -رحمه الله تعالى- يقول: من أدلة التوحيد الأئمة؛ لأن النفوس تميل إلى متابعتهم . قال تعالى [color=magenta]﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [/color]وقال الله -جل وعلا- [color=magenta]﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ [/color][البقرة: 130] فمن أراد إماما فإمام الأئمة وقدوة الموحدين إبراهيم الخليل ونبينا -عليه الصلاة والسلام- وأنبياء الله ورسله الكرام [color=magenta]﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾[الأحزاب: 21][/color] لا يليق بإنسان عاقل أن يترك الائتمام بالمرسلين ويأتم بأناس ضالين.[/font][/size] [size=5][font=arial narrow][color=magenta]﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾[/color] الله -عز وجل- وصف إبراهيم بأنه أمة مع أنه شخص واحد ووصفه بأنه أمة؛ ولهذا فصاحب الحق لا يستوحش ولو كان وحده على الحق فهو أمة، فالله -جل وعلا- وصف إبراهيم بأنه كان أمة قال: [color=magenta]﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾[/color] ومعنى [color=magenta]"أمة"[/color] لها معانٍ لكن معناها هنا أي: إماما وقدوة في الخير، فإذا أردت القدوة في الخير والإمامة فعليك بأنبياء الله ورسله -عليهم صلاة الله وسلامه- ولهذا دعانا الله إلى هذا في القرآن قال: ﴿[color=#000080]قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ[/color]﴾ [الممتحنة: 4] قيل في معنى [color=magenta]﴿وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ أي:[/color] الأنبياء والذين معه.[/font][/size] [size=5][font=arial narrow]هذه الصفة والأولى [color=magenta]﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾[/color] أي: إمام في الخير [/font][/size] [size=5][font=arial narrow][color=magenta]﴿قَانِتً﴾[/color] أي: مداوما على طاعة الله، والقنوت هو المداومة على الطاعة [/font][/size] [size=5][font=arial narrow][color=magenta]﴿حَنِيفًا﴾ [/color]الحنيف هو المائل، مائل عن الشرك، مائل عن الضلال، مائل عن الباطل إلى الحق والهدى فوصف إبراهيم بصفتين: صفة ثبوتية وصفة سلبية، بإثبات ونفي الإثبات في قوله: [color=magenta]﴿قَانِتً﴾[/color] مداوما على طاعة الله، والنفي في قوله: ﴿[color=#000080]حَنِيفًا[/color]﴾ مائلا مبتعدا عن الشرك وعن الضلال وعن البعد، ثم أكد ذلك بقوله:[color=magenta] ﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾[/color] وإبراهيم من محققي التوحيد؛ بل من أئمة محققي التوحيد .[/font][/size][/color][/center][color=#000080] [center][size=5][font=arial narrow][color=#ff0000]قال المصنف -رحمه الله تعالى- قال الله تعالى ﴿[color=red]وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ ﴿59﴾﴾[/color] [المؤمنون: 59] [/color][/font][/size] [size=5][font=arial narrow]وهذه الآية الثانية التي أوردها الإمام -رحمه الله تعالى- ويسبقها -وهي في سورة المؤمنون- قولُه تعالى [color=magenta]﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴿57﴾وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿58﴾ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ ﴿59﴾وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴿60﴾أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ﴾ [المؤمنون: 57: 61][/color] [/font][/size] [size=5][font=arial narrow][color=teal]لاحظ هذه الصفات في هذه الآيات الأربعة:[/color][/font][/size] [size=5][font=arial narrow][color=magenta]أولا:[/color] وقد جاء الترتيب فيها بديعا بحسب حالها أولا: أول ما يكون في الإنسان الخوف والشفقة من خشية الله . [/font][/size] [size=5][font=arial narrow]فإذا وجد فيه خوف جاءه الإيمان [color=magenta]﴿وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ﴾[/color] فإذا وجد الإيمان تبعه بُعد الإنسان ومحاذرته مما يخل به [color=magenta]﴿وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ﴾[/color] فإذا وجدت هذه الثلاثة يتبعها حفظ الإنسان لها بسؤال الله القبول ورجاء القبول [color=magenta]﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾[/color] أي: يقدمون ما يقدمون من طاعات وعبادات وقلوبهم خائفة ومشفقة من أن لا يقبل منهم، وبهذا جاء تفسير الآية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في المسند وغيره في قصة سؤال عائشة للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن معنى الآية.[/font][/size] [size=5][font=arial narrow]الآية هنا فيها ذكر صفة عظيمة لمحققي التوحيد وهي التي اقتصر المصنف على إيرادها لمناسبتها للترجمة وهي قوله: [color=magenta]﴿وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ﴾[/color] فمن صفات محققي التوحيد بل من أبرزها وأجلها وأساسها البعد عن الشرك كله دقيقه وجليله صغيره وكبيره [color=magenta]شر[/color] في بعدهم عن الشرك كله.[/font][/size] [size=5][font=arial narrow]ومناسبة الآية للترجمة واضحة لأن تحقيق التوحيد لا يكون إلا بالبعد عن الشرك كله، فإذا وقع في شرك أكبر انهدم الإيمان كله، وإذا وقع في شرك أصغر انتقص توحيده بحسب ما وقع فيه.[/font][/size] [size=5][font=arial narrow]﴿[color=#000080]وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ[/color]﴾ الشاهد من الآية أن من صفات محققي التوحيد بل أعظمها وأساسها البعد عن الشرك .[/font][/size][/center] [center][size=5][font=arial narrow]عندما انتهى المصنف من الآيتين شرع في ذكر الدليل من السنة: [/font][/size] [size=5][font=arial narrow][color=#ff0000]قال المصنف -رحمه الله تعالى- ([color=#339966]عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت، قال فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي، قال: وماحدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصين أنه قال: ([color=#000080]لا رقية إلا من عين أو حمى[/color]) قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ([color=#000080]عرضت على الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل: لي هذا موسى وقومه، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبروه فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: سبقك بها عكاشة[/color]) [/color])[/color][/font][/size] [size=5][font=arial narrow]هذ الحديث الكلام فيه واسع جدا ربما نقتصر على بعض جوانبه: [/font][/size] [size=5][font=arial narrow]هذا الأثر أولًا يجب أن نستفيد منه جميعا فائدة عظيمة جليلة ننظر فيها إلى حياة التابعين وطلاب العلم وأهل الفضل كيف كانوا يتحاورون، وكيف كانوا يتحدثون، وكيف كانوا يتجاذبون أطراف الحديث؟ [/font][/size] [size=5][font=arial narrow]تبدأ قصة هذا الحوار أن كوكبا انقضى، والكواكب التي تنقضى هي التي جعلت رجوما للشياطين، والنجوم خلقت لثلاث: زينة للسماء، وعلامات يهتدى بها، ورجوما للشياطين. فالكوكب الذي ينقضى يعتبر آية عظيمة من آيات الله تشد من رآها، فيقول حصين راوي هذا الأثر: ([color=#000080]كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟[/color]) و"البارحة" هذه كلمة تقولها العرب لليلة الفائتة، أقرب ليلة لك ولكن بعد الزوال، يعني: قبل الزوال يقولون: الليلة، فإذا زالت الشمس، ما بعد زوال الشمس يقولون: عنها الليلة البارحة، لكن في الضحى يقولون: الليلة، لو كانت في الضحى يقولون: أيكم الذي رأى الكوكب الذي انقض الليلة؟ لكن بعد الزوال يقولون: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ [/font][/size] [size=5][font=arial narrow]يتبع إن شاء الله[/font][/size][/center] [/color] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
أرشيف المعهد
ركن الدورة العلمية الثانية مع الشيخة الفاضلة أم حذيفة
ركن شرح كتاب التوحيد
بَابُ مَنْ حَقَّقَ التَّوْحِيدَ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ