الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم الثقافي
ركن اللغة العربية
فقه اللغة وسرُّ العربية لأبي منصور الثعالبي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ابن عامر الشامي" data-source="post: 30453" data-attributes="member: 329"><p>أما كتاب "فقه اللغة" للثعالبي فهو يرتب المادة اللغوية، أي يجمع الألفاظ التي تستعمل في موضوع واحد فهو من نوع كتاب "تهذيب الألفاظ" أو كتاب "الألفاظ الكتابية" لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني، أو هو من نوع الكتب التي من شأنها أن تُمِدَّ الكاتب بعبارات بليغة يستعملها في إنشائه، فقيمته وقيمة أشباهه من المؤلفات عملية تطبيقية صرفة، وليس فيها شيء من فقه اللغة.</p><p>يستعمل "فقه اللغة" اصطلاحا، في البحث عن أصل اللغة، ولعل تسميته "فقه اللغة" ليس إلا كناية مؤقتة عما يسمى تاريخ اللغة العربية، لأن ما نقصد إليه قبل كل شيء إنما هو الكشف عن نشأة اللغة العربية وتطورها، والعوامل التي أدت إلى نهوضها وارتقائها.</p><p>لقد نكون كافرين بالنعمة إن أنكرنا خدمة القدماء للغة كانت ميزة الخليل وسيبويه أن حصروا اللغة العربية، ووصفوها وصفا دقيقا ولكنهم أسسوها على قواعد، أما من تبعهم من اللغويين كابن جنى والزمخشري فقد مشوا على آثارهم دون جديد.</p><p>والواقع أن اللغة العربية تدرس حتى اليوم على تلك القواعد التي اجتهد القدماء في ترتيبها وتنظيمها وحصروها وأضافوا إليها من المناقشات المدرسية (يريد الخلاف بين مذاهب النحويين) من غير أن نستفيد من المباحث اللغوية في العصر الحديث. خذ مثلا علم الأصوات، فالمعروف أن الخليل وسيبويه استفادا من معلومات معينة أخذاها وأخذا أيضا من الفلاسفة في مخارج الحروف، لكن إلى اليوم تُدرس هذه المادة على تلك القواعد التي لا تطابق أحيانا اللغة العربية، على حين أن العلم الحديث يدعو إلى التجديد وخصوصا منذ نشأ علم الأصوات، الذي يدعو إلى انقلاب كامل في هذا الموضوع.</p><p>وكذلك علم العروض مثلا الذي أنشأه الخليل وسار عليه كل من جاء بعده تقريبا من غير أن يبسطوا قواعده أو يبنوه على أسس أخرى، فما أحقنا اليوم أن ندرسه على أسس غير خليلية تكون أقرب من الأسس التي بناه عليها الخليل.</p><p>والمعاجم اللغوية أليس القاموس مثلا يحتاج إلى ترتيب ونظام للمعاني المختلفة للمادة بحسب تطورها التاريخي؟ هل نجد فيه شيئا لما نسميه الإشتقاق؟ هل نجد فيه شيئا من القابلات والمقارنات باللغات الأخرى؟ نحن نقلد ونحاكي القدماء.</p><p>وهناك فروق أساسية بين النحو وما يفهم الآن من اصطلاح "فقه اللغة".</p><p>1- فالنحو من شأنه أن يسجل ما هو صحيح أو غير صحيح في اللغة، ما هو جائز وما هو غير جائز، فيَبني اللغة على قواعد تساعد على تعلمها. مثلا الحرف "إنَّ" يجب أن يتلوه الإسم منصوبا، فإن استعملته بعده مرفوعا أو مجرورا فهذا خطأ، فالنحو علم تطبيقي قبل كل شيء يعلمنا الصحيح. أما "فقه اللغة" فهو علم نظري بحت لا يبحث في اللغة من حيث الصحة أو عدمها، بل يشرح أطوار الحياة اللغوية. إذاً فميدان فقه اللغة أوسع من ميدان البحث النحوي إذ كان النحو لا يقنع إلا بما اصطُلِحَ عليه بالصحيح.</p><p>2- "فقه اللغة" يجتهد في تدوين قواعد وقوانين اللغة لعلها غير قواعد النحو وقوانينه، فقواعد النحو لها قيمتها العملية أو التعليمية، أما "فقه اللغة" فيجتهد أن يكشف قوانين نظرية هي أشمل وأعم، كما أنه يجتهد في تدوين ما هو القاعدة اللغوية، وإلى أي حد يمكن تطبيقها، ويفسر الأسباب التي دعت اللغة إلى اختيار صيغة من الصيغ أو بنية أو تركيب دون غيره، وما العوامل التي تدعو اللغة إلى اتباع ما نسميه قواعد؟</p><p>يرى مثلا أن جمع التكسير يستعمل معه الفعل مؤنثا، فلا يكتفي بهذا الإثبات بل يفسر لنا لماذا كان هذا؟ وما القواعد النفسية التي اقتضته. واللغة المصرية تبدل همزة من القاف في مثل قال فلماذا كان ذلك؟ إذاً فالنحو يقتصر على القاعدة اللغوية أما فقه اللغة فيعلل.</p><p>3- وفرق آخر هو أن النحو يقتصر في عمله على لغة واحدة أما فقه اللغة فهو يقابل ويقارن لغة بلغة لا من حيث قرابة اللغات بعضها من بعضفحسب بل من حيث إنه يعلمنا أن قواعد اللغة التي نبحث عنها يوجد مثلها في لغات أخرى وجميع اللغات تخضع لقوانين يمكن الاستفادة منها في اللغة التي ندرسها فإذا كشفنا أن فروقا صرفية في اللهجات العربية ووجدنا مثلها في بعض اللغات الأخرى فلعلنا نستطيع أن نستنبط قواعد تتجاوز حدود اللغة الواحدة إلى قواعد أعم.</p><p>4- وفرق آخر لعله أهم من هذه الفروق كلها هو أن النحو يعتبر المادة اللغوية ثابتة غير متغيرة، ويدَّعي أن القواعد التي في اللغة يجب الرجوع إليها في كل زمان، أما فقه اللغة فيَعْرِض للّغات الأخرى، ويرى أن اللغة في تغير دائم وأن ما يقوله النحو في ذلك ليس إلا دعوى. فهناك اللغة البدوية قبل الإسلام، وهاك الفروق الواضحة بين شعر جاهلي وشعر عباسي وبين المعاني التي أتى بها القرآن ولم تكن معروفة للجاهليين، والنثر الحديث يغاير النثر القديم، وقد نشأت مصطلحات للفقهاء والمتكلمين واللغويين وأهل التديّن والتصوّف وغيرهم، فللثقافات الأجنبية وللترجمة أثر في توسيع نطاق اللغة وتعبيرها عن معان لا قِبَلَ للغة العربية بها. ويظهر هذا في تركيب الجمل أيضا، وقد حاول المترجمون في العصر العباسي محاكاة الأسلوب اليوناني، كحنين بن إسحاق، فنجحوا في هذا حتى صارت اللغة العربية تتسع للثقافات العلمية. ونرى هذا اليوم فإن كل سطر نقرؤه في الكتب الحديثة شاهد على قدرة اللغة العربية على تحمل الاصطلاحات الحديثة الأجنبية. واللغة اليونانية لغة تحليلية من مزاياها أنها ترتب المعاني ترتيبا منطقيا وترتب الجملة وأجزاءها على حسب المعاني.</p><p>إذاً فاللغة في تطور وتغير طبقا للعوامل الاجتماعية وطبقا للتأثيرات الأجنبية التي تأتي من الخارج.</p><p>وهذا في اللغة الكتابية التي تحفظ وتوضع لها قواعد يظن أنها ثابتة، فكيف بلغة الحديث التي يتناقلها الجمهور. ولا شك أن تغير اللغة وتطورها يطابق التغيرات التي ترى على سائر مظاهر النشاط الاجتماعي، والفن أو العلم الذي يدرس تغييرات هذه المظاهر هو التاريخ، فكما أننا نبحث عن التطورات السياسية والدينية، كذلك الحال في اللغة، فتاريخ اللغة يشمل حياتها في جميع مظاهرها".</p><p>إلى هنا ينتهي كلام الأستاذ في شرح معنى "فقه اللغة" عند القدماء والمحدثين.</p><p>نرجو أن تكون هذه الطبعة أكثر تحقيقا وتنقيحا من سابقتها والله نسأل أن يسدد خطانا في خدمة العربية بنشر كنوزها وإشاعة محاسنها بين أبنائها.</p><p>مصطفى السقا إبراهيم الأبياري عبد الحفيظ شلبي</p><p>29 شوال سنة 1373 الموافق 30 يونية سنة 1954</p><p>مقدمة المؤلف</p><p>بسم الله الرحمن الرحيم</p><p>هذه رسالة جعلها أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري رحمه الله، مقدمة على فقه اللغة وسر العربية، الذي ألَّفه لمجلس الأمير السيد أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي، عفا الله عنه.</p><p>قال:</p><p>من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب، كالينبوع للماء والزند للنار. ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، لبتي هي عمدة الإيمان، لكفى بهما فضلا يَحْسُنُ فيهما أثره، ويطيب في الدارين ثمره، فكيف وأيسر ما خصَّها الله عزَّ وجلَّ به من ضروب الممادح يُكِلُّ أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة.</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ابن عامر الشامي, post: 30453, member: 329"] أما كتاب "فقه اللغة" للثعالبي فهو يرتب المادة اللغوية، أي يجمع الألفاظ التي تستعمل في موضوع واحد فهو من نوع كتاب "تهذيب الألفاظ" أو كتاب "الألفاظ الكتابية" لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني، أو هو من نوع الكتب التي من شأنها أن تُمِدَّ الكاتب بعبارات بليغة يستعملها في إنشائه، فقيمته وقيمة أشباهه من المؤلفات عملية تطبيقية صرفة، وليس فيها شيء من فقه اللغة. يستعمل "فقه اللغة" اصطلاحا، في البحث عن أصل اللغة، ولعل تسميته "فقه اللغة" ليس إلا كناية مؤقتة عما يسمى تاريخ اللغة العربية، لأن ما نقصد إليه قبل كل شيء إنما هو الكشف عن نشأة اللغة العربية وتطورها، والعوامل التي أدت إلى نهوضها وارتقائها. لقد نكون كافرين بالنعمة إن أنكرنا خدمة القدماء للغة كانت ميزة الخليل وسيبويه أن حصروا اللغة العربية، ووصفوها وصفا دقيقا ولكنهم أسسوها على قواعد، أما من تبعهم من اللغويين كابن جنى والزمخشري فقد مشوا على آثارهم دون جديد. والواقع أن اللغة العربية تدرس حتى اليوم على تلك القواعد التي اجتهد القدماء في ترتيبها وتنظيمها وحصروها وأضافوا إليها من المناقشات المدرسية (يريد الخلاف بين مذاهب النحويين) من غير أن نستفيد من المباحث اللغوية في العصر الحديث. خذ مثلا علم الأصوات، فالمعروف أن الخليل وسيبويه استفادا من معلومات معينة أخذاها وأخذا أيضا من الفلاسفة في مخارج الحروف، لكن إلى اليوم تُدرس هذه المادة على تلك القواعد التي لا تطابق أحيانا اللغة العربية، على حين أن العلم الحديث يدعو إلى التجديد وخصوصا منذ نشأ علم الأصوات، الذي يدعو إلى انقلاب كامل في هذا الموضوع. وكذلك علم العروض مثلا الذي أنشأه الخليل وسار عليه كل من جاء بعده تقريبا من غير أن يبسطوا قواعده أو يبنوه على أسس أخرى، فما أحقنا اليوم أن ندرسه على أسس غير خليلية تكون أقرب من الأسس التي بناه عليها الخليل. والمعاجم اللغوية أليس القاموس مثلا يحتاج إلى ترتيب ونظام للمعاني المختلفة للمادة بحسب تطورها التاريخي؟ هل نجد فيه شيئا لما نسميه الإشتقاق؟ هل نجد فيه شيئا من القابلات والمقارنات باللغات الأخرى؟ نحن نقلد ونحاكي القدماء. وهناك فروق أساسية بين النحو وما يفهم الآن من اصطلاح "فقه اللغة". 1- فالنحو من شأنه أن يسجل ما هو صحيح أو غير صحيح في اللغة، ما هو جائز وما هو غير جائز، فيَبني اللغة على قواعد تساعد على تعلمها. مثلا الحرف "إنَّ" يجب أن يتلوه الإسم منصوبا، فإن استعملته بعده مرفوعا أو مجرورا فهذا خطأ، فالنحو علم تطبيقي قبل كل شيء يعلمنا الصحيح. أما "فقه اللغة" فهو علم نظري بحت لا يبحث في اللغة من حيث الصحة أو عدمها، بل يشرح أطوار الحياة اللغوية. إذاً فميدان فقه اللغة أوسع من ميدان البحث النحوي إذ كان النحو لا يقنع إلا بما اصطُلِحَ عليه بالصحيح. 2- "فقه اللغة" يجتهد في تدوين قواعد وقوانين اللغة لعلها غير قواعد النحو وقوانينه، فقواعد النحو لها قيمتها العملية أو التعليمية، أما "فقه اللغة" فيجتهد أن يكشف قوانين نظرية هي أشمل وأعم، كما أنه يجتهد في تدوين ما هو القاعدة اللغوية، وإلى أي حد يمكن تطبيقها، ويفسر الأسباب التي دعت اللغة إلى اختيار صيغة من الصيغ أو بنية أو تركيب دون غيره، وما العوامل التي تدعو اللغة إلى اتباع ما نسميه قواعد؟ يرى مثلا أن جمع التكسير يستعمل معه الفعل مؤنثا، فلا يكتفي بهذا الإثبات بل يفسر لنا لماذا كان هذا؟ وما القواعد النفسية التي اقتضته. واللغة المصرية تبدل همزة من القاف في مثل قال فلماذا كان ذلك؟ إذاً فالنحو يقتصر على القاعدة اللغوية أما فقه اللغة فيعلل. 3- وفرق آخر هو أن النحو يقتصر في عمله على لغة واحدة أما فقه اللغة فهو يقابل ويقارن لغة بلغة لا من حيث قرابة اللغات بعضها من بعضفحسب بل من حيث إنه يعلمنا أن قواعد اللغة التي نبحث عنها يوجد مثلها في لغات أخرى وجميع اللغات تخضع لقوانين يمكن الاستفادة منها في اللغة التي ندرسها فإذا كشفنا أن فروقا صرفية في اللهجات العربية ووجدنا مثلها في بعض اللغات الأخرى فلعلنا نستطيع أن نستنبط قواعد تتجاوز حدود اللغة الواحدة إلى قواعد أعم. 4- وفرق آخر لعله أهم من هذه الفروق كلها هو أن النحو يعتبر المادة اللغوية ثابتة غير متغيرة، ويدَّعي أن القواعد التي في اللغة يجب الرجوع إليها في كل زمان، أما فقه اللغة فيَعْرِض للّغات الأخرى، ويرى أن اللغة في تغير دائم وأن ما يقوله النحو في ذلك ليس إلا دعوى. فهناك اللغة البدوية قبل الإسلام، وهاك الفروق الواضحة بين شعر جاهلي وشعر عباسي وبين المعاني التي أتى بها القرآن ولم تكن معروفة للجاهليين، والنثر الحديث يغاير النثر القديم، وقد نشأت مصطلحات للفقهاء والمتكلمين واللغويين وأهل التديّن والتصوّف وغيرهم، فللثقافات الأجنبية وللترجمة أثر في توسيع نطاق اللغة وتعبيرها عن معان لا قِبَلَ للغة العربية بها. ويظهر هذا في تركيب الجمل أيضا، وقد حاول المترجمون في العصر العباسي محاكاة الأسلوب اليوناني، كحنين بن إسحاق، فنجحوا في هذا حتى صارت اللغة العربية تتسع للثقافات العلمية. ونرى هذا اليوم فإن كل سطر نقرؤه في الكتب الحديثة شاهد على قدرة اللغة العربية على تحمل الاصطلاحات الحديثة الأجنبية. واللغة اليونانية لغة تحليلية من مزاياها أنها ترتب المعاني ترتيبا منطقيا وترتب الجملة وأجزاءها على حسب المعاني. إذاً فاللغة في تطور وتغير طبقا للعوامل الاجتماعية وطبقا للتأثيرات الأجنبية التي تأتي من الخارج. وهذا في اللغة الكتابية التي تحفظ وتوضع لها قواعد يظن أنها ثابتة، فكيف بلغة الحديث التي يتناقلها الجمهور. ولا شك أن تغير اللغة وتطورها يطابق التغيرات التي ترى على سائر مظاهر النشاط الاجتماعي، والفن أو العلم الذي يدرس تغييرات هذه المظاهر هو التاريخ، فكما أننا نبحث عن التطورات السياسية والدينية، كذلك الحال في اللغة، فتاريخ اللغة يشمل حياتها في جميع مظاهرها". إلى هنا ينتهي كلام الأستاذ في شرح معنى "فقه اللغة" عند القدماء والمحدثين. نرجو أن تكون هذه الطبعة أكثر تحقيقا وتنقيحا من سابقتها والله نسأل أن يسدد خطانا في خدمة العربية بنشر كنوزها وإشاعة محاسنها بين أبنائها. مصطفى السقا إبراهيم الأبياري عبد الحفيظ شلبي 29 شوال سنة 1373 الموافق 30 يونية سنة 1954 مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم هذه رسالة جعلها أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري رحمه الله، مقدمة على فقه اللغة وسر العربية، الذي ألَّفه لمجلس الأمير السيد أبي الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي، عفا الله عنه. قال: من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب، كالينبوع للماء والزند للنار. ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، لبتي هي عمدة الإيمان، لكفى بهما فضلا يَحْسُنُ فيهما أثره، ويطيب في الدارين ثمره، فكيف وأيسر ما خصَّها الله عزَّ وجلَّ به من ضروب الممادح يُكِلُّ أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة. [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم الثقافي
ركن اللغة العربية
فقه اللغة وسرُّ العربية لأبي منصور الثعالبي