ألفية السيرة النبوية

طباعة الموضوع

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36

بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
أَلْفِيَّةُ السيرةِ النَّبَوِيَّةِ
يقولُ راجِي مَن إليه الْمَهْرَبُ = عبدُ الرحيمِ بنُ الحسينِ الْمُذْنِبُ
أَحْمَدُ ربِّي بأِتَمِّ الْحَمْدِ = وللصلاةِ وللسلامِ أُهْدِي
إلى نَبِيِّهِ وأَرْجُو اللهَ = في نُجْحِ ما سُئِلْتُه شِفَاهَا
مِن نَظْمِ سيرةِ النبيِّ الأَمْجَدِ = أَلْفِيَّةً حاويةً للمَقْصَدِ
ولْيَعْلَم الطالبُ أنَّ السِّيَرَا = تَجْمَعُ ما صَحَّ وما قد أُنْكِرَا
والقصْدُ ذكْرُ ما أتى أهلُ السِّيَرْ = به وإنْ إسنادُه لم يُعْتَبَرْ
فإن يكنْ قد صَحَّ غيرُ ما ذُكِرْ = ذَكرتُ ما قد صحَّ منه واسْتُطِرْ
مُحَمَّدٌ مع الْمُقَفِّي أَحْمَدَا = الحاشرُ العاقبُ والماحِي الرَّدَا
وهو الْمُسَمَّى بنَبِيِّ الرحمةِ = في مسلمٍ وبِنَبِيِّ التوبةِ
وفيه أيضاً بنَبِيِّ الْمَلْحَمَهْ = وفي روايةٍ نَبِيُّ الْمَرْحَمَهْ
طه ويس مع الرسولِ = كذاك عبدُ اللهِ في التنزيلِ
والمتوكِّلُ النبيُّ الأُمِّي = والرؤوفُ الرحيمُ أيُّ رُحْمِ
وشاهدًا مُبَشِّراً نَذيرًا = كذا سراجًا صِلْ به مُنيرًا
كذا به الْمُزَّمِّلَ الْمُدَّثِّرَا = وداعيًا للهِ والْمُذَكِّرَا
ورحمةٌ ونعمةٌ وهَادِي = وغيرُها تَجِلُّ عن تَعدادِ
وقد وَعَى ابنُ العربيِّ سَبْعَهْ = مِن بعدِ سِتِّينَ وقيلَ تِسعهْ
مِن بعدِ تسعينَ ولابنِ دِحْيَةِ = الفَحْصَ يُوفِيها ثلاثَمائةِ
وكونُها ألفًا ففي العارِضَةِ = ذكرَه عن بعضِ ذي الصوفيَّةِ
بابُ ذكْرِ نَسَبِه الزَّكِيِّ الطيِّبِ الطاهرِ
وهْو ابنُ عبدِ اللهِ عبدُ المطَّلِبْ = أبوه وهو شَيْبَةُ الحمْدِ نُسِبْ
أبوه عمرٌو هاشمٌ والْجَدُّ = عبدُ منافِ بنُ قُصَيّ زيدُ
ابنُ كِلابٍ أي حكيمٍ يا أُخَيْ = وهو ابنُ مُرَّةَ بنِ كعبِ بنِ لُؤَيْ
وهو ابنُ غالبٍ أي ابنِ فِهْرِ = وهو ابنُ مالكٍ أي ابنِ النضرِ
وأَبُهُ كِنانةُ ما أَبْرَكَهْ = والدُه خُزيمةُ بنُ مُدْرِكَهْ
وهو ابنُ إلياسَ أي ابنِ مُضَرَا = إبنِ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ لا مِرَا
وهو ابنُ عدنانَ وأهلُ النَّسَبِ = قد أَجْمَعُوا إلى هنا في الكُتُبِ
وبعدَه خلْفٌ كثيرٌ جَمُّ = أَصَحُّهُ حَوَاهُ هذا النَّظْمُ
عدنانُ في القولِ الصحيحِ ابنُ أُدَدْ = وبعضُهم يزيدُ أُدًّا في العَدَدْ
بينَهما وأُدَدٌ والدُهُ = مُقَوَّمٌ ناحورُ بعدُ جَدُّهُ
وهو ابنُ تَيْرَحٍ أي ابنِ يَعْرُبَا = وأنَّ يَعْرُبَ هو ابنُ يَشْجُبَا
وهو ابنُ نابتٍ وإسماعيلَ = أبٌ له وجَدُّهُ الخليلُ
إبراهِمُ بنُ تارحٍ أي ءَازَرُ = وهو ابنُ ناحورَ وهذا ءَاخَرُ
وهو ابنُ ساروحَ بنِ أَرْغُو فالَخْ = أبٌ له ابنُ عَيبرَ بنِ شالَخْ
وهو ابنُ أَرفخشذَ أبوهُ سامُ = أبوهُ نوحٌ صائمٌ قَوَّامُ
وهو ابنُ لامَكَ بنَ مَتْوشَلَخا = ابنِ خَنُوحَ وهو فيما وُرِّخَا
إدريسُ فيما زَعَمُوا يَرْدٌ أَبُهْ = وهو ابنُ مُهْليلَ بنِ قَينانَ يَعْقِبُهْ
يانَشُ شِيثُ أبُهُ ابنُ آدَمَا = صَلَّى عليه رَبُّنا وسَلَّمَا
أمَّا قُريشُ فالأصَحُّ فِهْرُ = جماعُها والأكثرونَ النَّضْرُ
وأمُّه ءَامِنَةُ والدُها = وَهْبٌ يَلِي عبدُ مَنافٍ جَدُّها
وهو ابنُ زُهرةَ يَلِي كِلابُ = وفيه مع أبيه الانتسابُ
بابُ ذِكْرِ مولِدِه ورَضاعِه وما وَقَعَ فيها مِن العجائبِ والآياتِ
ووُلِدَ النبيُّ عامَ الفيلِ = أيْ في ربيعٍ الأوَّلِ الفضيلِ
ليومِ الاثنينِ مُبارَكاً أَتَى = لليلتينِ مِن ربيعٍ خَلَتَا
وقيلَ بل ذاك لثِنْتَيْ عَشْرَهْ = وقيلَ بعدَ الفيلِ ذا بفَتْرَهْ
بأربعينَ أو ثلاثينَ سَنَهْ = ورُدَّ ذا الْخُلْفُ وبعضٌ وَهَّنَهْ
وقد رأتْ إذ وَضَعَتْهُ نُورَا = خَرَجَ منها فأَضَا القُصُورَا
قصورَ بُصْرَى قد أضاءتْ ووُضِعْ = بصَرُهُ إلى السماءِ مُرْتَفِعْ
ماتَ أبوهُ وله عَامَانِ = وثُلُثٌ وقيلَ بالنُّقصانِ
عن قَدْرِ ذا بل صَحَّ كان حَمْلًا = وأَرْضَعَتْهُ حينَ كان طِفْلَا
مع عَمِّهِ حمزةَ ليثِ القَوْمِ = ومعْ أبي سلْمةَ المخزومِي
ثُويبةُ وهي التي أبو لَهَبْ = أَعْتَقَهَا وإنه حينَ انْقَلَبْ
هَلَكَا رُئِيَ نَوْماً بِشَرِّ حِيْبَهْ = لكن سُقِي بعِتْقِهِ ثُوَيْبَهْ
وبعدَها حَليمةُ السَّعْدِيَّهْ = فظَفِرَتْ بالدُّرَّةِ السَّنِيَّهْ
نالَتْ به خيراً وأيَّ خَيْرِ = مِن سَعةٍ ورَغَدٍ ومَيْرِ
أقامَ في سَعْدِ بنِ بكرٍ عندَها = أربعةَ الأعوامِ تَجْنِي سَعْدَها
وحينَ شَقَّ صَدْرَه جِبريلُ = خافَتْ عليه حَدَثًا يَؤُولُ
ردَّتْهُ سالِمًا إلى ءَامِنَةِ = وخَرَجَتْ به إلى المدينةِ
تَزُورُ أَخوالاً له فمَرِضَتْ = راجِعَةً فقُبِضَتْ ودُفِنَتْ
هناك بالأبواءِ وهو عُمْرُهْ = ستُّ سنينَ مع شيءٍ يقدرُهْ
ضابِطُهُ بمائةٍ أيَّامًا = وقيلَ بل أربعةٌ أعوامَا
وحينَ ماتَتْ حَمَلَتْهُ بَرَكَهْ = لِجَدِّهِ بمكَّةَ المبارَكَهْ
كَفَلَهُ إلى تَمامِ عُمْرِهِ = ثمانيًا ثم مَضَى لقَبْرِهِ
بابُ ذِكْرِ كفالةِ أبي طالبٍ له ومُتَعَلَّقَاتِ ذلك
أَوْصَى به جَدُّه عبدُ الْمُطَّلِبْ = إلى أبي طالبٍ الحامِي الْحَدِبْ
يَكْفُلُهُ بعدُ فكانتْ نَشأتُهْ = طاهرةً مأمونةً غائِلَتُهْ
وكان يُدْعَى بالأمينِ ورَحَلْ = مع عمِّهِ للشامِ حتى إذ وَصَلْ
بُصْرَى رأى منه بُحَيْرَا الراهبُ = ما دلَّ أنه النبيُّ العاقبُ
محمدٌ نَبِيُّ هَذِي الأُمَّهْ = فرَدَّهُ تَخَوُّفاً مِن ثَمَّهْ
مِن أنْ يَرَى بعضُ اليهودِ أَمْرَهْ = وعُمرُه إذ ذاك ثِنتا عَشْرَهْ
ثم مَضَى للشامِ مع مَيسرةِ = في مَتْجَرٍ والمالُ مِن خَدِيجَةِ
مِن قَبْلِ تزويجٍ بها فبَلَغَا = بُصْرَى فباعَ وتَقَاضَا ما بَغَا
وقد رأى مَيسرةُ العَجَائِبَا = منه وما خُصَّ به مَوَاهِبَا
وحَدَّثَ السيِّدَةَ الجليلَهْ = خديجةَ الكُبرى فأَحْصَتْ قِيلَهْ
ورَغِبَتْ فخَطَبَتْ مُحَمَّدَا = فيا لها مِن خِطبةٍ ما أَسْعَدَا
وكان إذ زُوِّجَها ابنَ خَمْسِ = مِن بعدِ عشرينَ بغيرِ لَبْسِ
بابُ قِصَّةِ بناءِ الكعبةِ الشريفةِ
وإذ بَنَتْ قريشٌ البيتَ اخْتَلَفْ = مَلَاؤُهُمْ تَنازُعًا حتى وَقَفْ
أمرُهم فيمَن يكونُ يَضَعُ = الحجَرَ الأسودَ حيثُ يُوضَعُ
إذ جاءَ قالوا كلُّهم رَضِينَا = لوَضْعِهِ مُحَمَّدَ الأمينَا
فحَطَّ في ثوبٍ وقالَ يَرْفَعُ = كلُّ قَبيلٍ طَرَفًا فرَفَعُوا
ثَمَّتَ أَوْدَعَ الأمينُ الْحَجَرَا = مكانَه وقد رَضُوا بما جَرَى
بابُ كيف كان بَدءُ الوَحْيِ
حتى إذا ما بَلَغَ الرسولُ = الأربعينَ جاءَه جِبريلُ
وهْو بغارٍ بحِراءٍ مُخْتَلِي = فجاءَهُ بالوحْيِ مِن عندِ العَلِي
في يومِ الاثنينِ وكان قد خَلَتْ = مِن شهْرِ مَولدٍ ثمانٌ ان ثَبَتْ
وقيلَ في سابعِ عشري رَجَبِ = وقيلَ بل في رمضانَ الطيِّبِ
قالَ له اقْرَأْ وهْو في الْمِرَارِ = يُجِيبُ نُطْقاً ما أنا بقَارِي
فغَطَّهُ ثلاثةً حتى بَلَغْ = الجَهْدَ فاشْتَدَّ لذاكَ وانْصَبَغْ
أَقرأَهُ جبريلُ أوَّلَ العَلَقْ = قرَأَهُ كما له بها نَطَقْ
وكونُ ذا الأوَّلَ فهْو الأَشْهَرُ = وقيلَ بل يا أيُّها الْمُدَّثِرُ
وقيلَ بل فاتحةُ الكتابِ = والأولُ الأقربُ للصوابِ
جاءَ إلى خديجةَ الأَمِينَهْ = يَشْكُو لها ما قد رَءَاهُ حِينَهْ
فثَبَّتَتْهُ إنها مُوَفَّقَهْ = أوَّلُ مَن قد آمَنَتْ مُصَدِّقَهْ
ثم أَتَتْ به تَؤُمُّ وَرَقَهْ = قَصَّ عليه ما رَأَى فصَدَّقَهْ
فهْو الذي ءَامَنَ بعدُ ثانيَا = وكان بَرًّا صادقاً مُواتِيَا
والصادقُ المصدوقُ قالَ إنهْ = رأى له تَخَضْخُضًا في الجنَّهْ
بابُ ذِكْرِ قدْرِ إقامتِه عليه السلامُ بمكَّةَ بعدَ البَعْثِ
أقامَ في مكةَ بعدَ البِعْثَةِ = ثلاثَ عشرةَ بغيرِ مِرْيَةِ
وقيلَ عَشْراً أو فخَمْسَ عشْرَهْ = قولانِ وَهَّنُوهُمَا بِمَرَّهْ
فكان في صلاتِه يَسْتَقْبِلُ = بمكةَ القُدْسَ ولكن يَجْعَلُ
البيتَ مِن بينِ يديهِ أَيْضَا = فيما أَتَى تَطَوُّعاً أو فَرْضَا
وبعدَ هِجرةٍ كذا للقُدْسِ = عامًا وثُلُثَا أو ونِصْفُ سُدْسِ
وحُوِّلَتْ مِن بعدِ ذاك القِبلَةُ = لكعبةِ اللهِ ونِعْمَ الجهةُ
مِن الرجالِ ابنُ أبي قُحافَهْ = قالَ به حَسَّانُ في القَصيدَهْ
بابُ ذِكْرِ السابقينَ إلى الإسلامِ
وعِدَّةٌ مِن الصحابةِ الأُلَى = وَفَّوْا وتابِعُوهُم مِمَّنْ تَلَى
إذا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِن أخي ثِقَةٍ = فاذْكُرْ أخاكَ أبا بَكرٍ بما فَعَلَا
خيرَ البَرِيَّةِ أَتقاها وأَعْدَلَها = بعدَ النبيِّ وأوفاها بما حَمَلَا
والتالي الثاني المحمودَ مَشْهَدُه = وأوَّلَ الناسِ منهم صَدَّقَ الرُّسُلَا
خديجةَ اذْكُرْ أوَّلَ النِّسوانِ = عَلِيًّا اعْدُدْ أوَّلَ الصِّبْيَانِ
وعُمرُه ثمانٍ أو فعَشْرُ = أو سِتٌّ أو خَمْسٌ وقيلَ أكثرُ
مِن الْمَوَالِي زيدُ بنُ حارِثَهْ = كان مُجالِساً له مُحادِثَهْ
عثمانُ والزبيرُ وابنُ عوْفِ = طلحةُ سَعْدٌ أَمِنُوا مِن خَوْفِ
إذ ءَامَنُوا بدعوةِ الصِّدِّيقِ = كذا ابنُ مَظعونٍ بذا الطريقِ
ثم أبو عُبيدةَ والأَرْقَمُ = كذا أبو سلمةَ الْمُكَرَّمُ
وابنُ سعيدٍ خالدٌ قد أَسْلَمَا = وقيلَ بل قَبْلَهُم تَقَدَّمَا
كذا ابنُ زيدٍ أي سعيدٌ لا مِرَا = وزوجُه فاطمةُ أُخْتُ عُمَرَا
كذاك عبدُ اللهِ معْ قُدَامَهْ = هما لِمَظعونٍ سَعيدَا الهامَهْ
وحاطبٌ حطابٌ ابنا الحارِثِ = أسماءُ عائشُ وهي غيرُ طامثِ
كذا ابنُ إسحاقَ بذاكَ انْفَرَدَا = ولم تكنْ عائشُ مِمَّنْ وُلِدَا
فاطمةُ فُكَيْهَةُ الزَّوْجَانِ = تلك لذاكَ هذه للثاني
عُبيدةُ بنُ حارثٍ خَبَّابُ = ابنُ الأَرَتِّ كلُّهم أَجَابُوا
كذا سَلِيطٌ وهو ابنُ عمرِو = وابنُ حُذافَةَ خُنيسٌ بَدْرِي
وابنُ رَبيعةَ اسْمُه مَسعودُ = ومَعْمَرُ بنُ حارثٍ مَعدودُ
ووَلَدَا جَحْشٍ هما عبدُ اللهْ = كذا أبو أحمدَ عبدٌ أَوَّاهْ
كذا شَبيهُ المصطفى أي جَعفرُ = أسماءُ زوجُه الحليفُ عامرُ
عيَّاشُ اعْنِي ابنَ أبي رَبيعهْ = وزوجُه أَسْمَا إلى سَلامهْ
نُعيمٌ النَّحامُ أيضاً حاطِبُ = وهو ابنُ عمرٍو وكذاك السائبُ
أي ابنُ عثمانَ بنِ مظعونٍ ذُكِرْ = أبوه مع مُطَّلِبِ بنِ أَزهرْ
وزوجُه رَملةُ معْ أُمَيْنَهْ = بنتِ خَلَفْ لخالدٍ قَرينَهْ
مَضَى اسْمُه عَمَّارٌ بنُ ياسِرِ = وابنُ فُهيرةَ اسْمُه بعامِرِ
أبو حُذيفةَ صُهيبٌ جُنْدُبُ = وهو أبو ذَرٍّ صدوقٌ طَيِّبُ
وقالَ إني رابعٌ لأَرْبَعَهْ = مِن تابعِي النبيِّ أَسْلَمُوا مَعَهْ
كذا أُنيسٌ أخُهُ قد أَسْلَمَا = ثَمَّتَ بعدُ أَسْلَمَتْ أُمُّهُمَا
كذا ابنُ عبدِ اللهِ وهو وافِدُ = كذا إياسٌ عاقلٌ وخالدُ
وعامرٌ أربعةٌ بنو البُكَيْرْ = وابنُ أبي وقَّاصٍ اسْمُه عُميرْ
كذاك بنتُ أَسَدٍ فاطمَةُ = كذاك بنتُ عامرٍ ضُباعةُ
عمرٌو أبو نَجِيحٍ فيهم مَعدودْ = عُتبةُ عبدُ اللهِ نَجْلَا مَسعودْ
بابُ إسلامِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ المذكورِ
جاءَ له النبيُّ وهْو يَرْعَى = غُنيمةً يُسِيمُهَا في الْمَرْعَى
قالَ له شَاؤُكَ فيها لَبَنُ = قالَ نَعم لكِنَّنِي مُؤْتَمَنُ
قالَ فهل فيها إذًا مِن شاةِ = ما مَسَّهَا الفَحْلُ إذًا فتَأْتِي
بها فمَسَّ الضَّرْعَ وهْو يَدْعُو = فامْتَدَّ ضَرْعُهَا ودَرَّ الضَّرْعُ
فاحْتَلَبَ الشاةَ وأَسْقَى ثم مَصْ = في شُربِهِ قالَ له اقْلُصْ فقَلَصْ
قالَ فعَلِّمْنِي لعَلِّي أَعْلَمُ = قالَ له غُليمٌ مُعَلَّمُ
بابُ اجتماعِ المسلمينَ بدارِ الأَرْقَمِ
واتَّخَذَ النبيُّ دارَ الأَرْقَمِ = للصَّحْبِ مُستخفينَ عن قومِهِمِ
وقيلَ كانوا يَخرجونَ تَتْرَى = إلى الشِّعابِ للصلاةِ سِرَّا
حتى مَضتْ ثلاثةٌ سِنِينَا = وأَظْهَرَ الرحمنُ بعدُ الدِّينَا
وصَدَعَ النبيُّ جَهْرًا مُعْلِنًا = إذ نَزلتْ فاصْدَعْ بما فما وَنَى
بابُ ذِكْرِ تأييدِه عليه السلامُ بمعجزةِ القُرءانِ
وأَنْذَرَ العشائرَ التي ذُكِرْ = بجَمْعِهم إذ نَزَلَتْ وأَنْذِرْ
وجَعَلَ اللهُ له القُرءانَا = ءايةَ حقٍّ أَعجزَتْ بُرهانَا
أقامَ فيهم فوقَ عَشْرٍ يَطلُبُ = إتيانَهم بِمِثْلِه فغُلِبُوا
ثم بعَشْرِ سُوَرٍ فسُورَهْ = فلم يُطيقُوهَا ولو قَصيرَهْ
وهم لعَمْرِي الفُصَحَاءُ اللُّسْنُ = فانْقَلَبُوا وهم حَيَارَى لُكْنُ
وأُسْمِعُوا التوبيخَ والتقريعَا = لَدَى الْمَلَا مُفْتَرِقًا مَجموعَا
فلم يَفُهْ منهم فَصيحٌ بشَفَهْ = معارِضًا بل الإلهُ صَرَفَهْ
فقائلٌ يقولُ هذا سِحْرُ = وقائلٌ في أُذُنِي وَقْرُ
وقائلٌ يقولُ ممن قد طَغَوْا = لا تَسْمَعْ وَالْهُ وفيه فالْغَوْا
وهم إذًا بعضٌ ببعضٍ قد خَلَا = اعتَرَفُوا بأنَّ حقًّا ما تَلَا
وأنه ليس كلامَ البَشَرِ = وأنه ليس له بِمُفْتَرِي
اعتَرَفَ الوليدُ ثم النَّضْرُ = وعُتبةُ بذاك واسْتَقَرُّوا
وابنُ شَريقٍ باءَ وهْو الأَخْنَسُ = كذا أبو جَهلٍ ولكن أُبْلِسُوا
وكيف لا وهْو كلامُ اللهِ = مُنَزَّهٌ عن نِحلةِ اشْتباهِ
يَهدِي إلى التي هُداها أَقْوَمُ = به يُطاعُ وبه يُعتصَمُ
وهْو لدينا حَبْلُهُ الْمَتينُ = نَعبدُه به ونَستعينُ
وهو الذي لا تَنقضِي عجَائِبُهْ = ولا يَضِلُّ أَبداً مُصاحِبُهْ
مُعجزةً باقيةً على الْمَدَا = حتى إلى الوقتِ الذي قد وَعَدَا
بابُ كِفايةِ اللهِ تعالى نَبِيَّهُ المستهزئينَ به مِن كُفَّارِ قُريشٍ ومَن تَبِعَهُمْ
وقد كَفَى المستهزئينَ البُعَدَا = اللهُ رَبُّنا فبَاءُوا بالرَّدَى
فعَمِيَ الأسودُ ثم الأَسْوَدُ = الآخرُ اسْتَسْقَى وأَرْدَتْهُ اليَدُ
كذا أَشارَ للوليدِ فانْتَقَضْ = الْجُرْحُ والعاصي كذاكَ فعَرَضْ
لرِجْلِه الشوكةُ حتى أُزْهِقَا = والحارثُ اجْتِيحَ بقَيْحٍ بَزَقَا
وعُقبةُ في يومِ بَدرٍ قُتِلَا = أبو لهبٍ باءَ سَريعاً بالْبَلَا
ثامنُهم أَسلمَ وهو الْحَكَمُ = فقد كَفاهُ شَرَّهُ إذ يُسْلِمُ

بابُ مَشْيِ كُفَّارِ قُريشٍ
ثم مَشَتْ قُريشٌ الاعداءُ = إلى أبي طالبٍ أن يُسَاءُوا
مِن ابنِه مُحَمَّدٍ في سَبِّهِمْ = وسَبِّ دينِهم وذِكْرِ عَيْبِهِمْ
في مَرَّةٍ ومَرَّةٍ ومَرَّهْ = وهْو يَذُبُّ ويُقَوِّي أَمْرَهْ
في ءَاخِرِ الْمَرَّاتِ قالوا أَعْطِنَا = مُحمدًا وخُذْ عُمارةَ ابْنَنَا
بَدَلَه قالَ أَرَدْتُمْ أَكْفُلُ = إبنَكم وأُسْلِمُ ابْنِي يُقْتَلُ
ثم مَضَى يَجهرُ بالتوحيدِ = ولا يَخافُ سَطوةَ العَبيدِ
وأَجْمَعَتْ قُريشٌ أن يَقولوا = ساحرًا احْذَرُوا وعنه مِيلُوا
وقَعَدُوا في زَمَنِ الْمَواسِمِ = يُحَذِّرونَ منه كلَّ قادمِ
وافترَقَ الناسُ فشَاعَ أَمْرُهُ = بينَ القبائلِ وسارَ ذِكْرُهُ
بابُ ذِكْرِ وَفْدِ نَجرانَ
وجاءَ مِن نَجرانَ قومٌ أَسْلَمُوا = عِدَّتُهُم عِشرونَ لَمَّا عَلِمُوا
بصِدْقِه جاءَ أبو جَهْلٍ فسَبْ = وأَقْذَعَ القولَ لهم بلا سَببْ
فأَعْرَضوا وقولُهم سَلامُ = ليس لنا معْ جاهلٍ كلامُ
بابُ قُدومِ ضِمادِ بنِ ثَعلبةَ
ثم أَتَى ضِمادٌ وهو الأَزْدِي = ليَستبينَ أمْرَهُ بالنقْدِ
ما هو إلا أنْ محمدٌ خَطَبْ = أَسْلَمَ للوقتِ بصِدْقٍ وذَهَبْ
بابُ ذِكْرِ أَذَى قُريشٍ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
وأُوذِيَ النبيُّ ما لم يُؤْذَا = مَن قَبْلَه مِن النَّبِيِّينَ وَذَا
مما يُضاعِفُ له الأُجُورَا = ولو يَشاءُ دُمِّرُوا تَدميرَا
لكنهم إذ أَضْمَرُوا الضغائِنَا = ما مُكِّنوا فاستَضْعَفوا مَن ءَامَنَا
عَمَّاراً الطيِّبَ أمَّه أَبَهْ = أمَّ بلالٍ وبلالاً عَذَّبَهْ
أُمَيَّةٌ ومنهم جارِيَةُ = ومنهم زِنِّيرَةُ الروميَّةُ
كذاك أمُّ عَنْبَسٍ وابنَتُها = وابنُ فُهيرةَ فَذِي سَبْعَتُها
ابتاعَها الصِّدِّيقُ ثم أَعْتَقْ = جميعَهم للهِ بَرَّ وصَدَقْ
بابُ ذِكْرِ انشقاقِ القمرِ
وإذ بَغَتْ منه قُريشٌ أن يُرِي = ءايًا أَراهمُ انشقاقَ القمَرِ
فصارَ فِرقتينِ فِرقةٌ عَلَتْ = وفِرقةٌ للطَّوْدِ منه نَزَلَتْ
وذاك مَرَّتَيْنِ بالِاجماعِ = والنصِّ والتواتُرِ السماعِي
زادَ الذينَ ءامَنُوا إِيمانَا = ولأبي جَهْلٍ به طُغيانَا
وقالَ ذا سِحْرٌ فجاءَ السفْرُ = كلٌّ به مُصَدِّقٌ مُقِرُّ
بابُ ذِكْرِ الهجرتينِ إلى النجاشِيِّ مَلِكِ الحبشةِ
لَمَّا فَشَا الإسلامُ واشْتَدَّ على = مَن أَسْلَمَ البلاءُ هاجَرُوا إلى
أَصْحَمَةٍ في رَجبٍ مِن سنَةِ = خمسٍ مَضَتْ لهم مِن النُّبُوَّةِ
خمسٌ مِن النساءِ واثنا عَشْرَا = مِن الرجالِ كلُّهم قد هاجَرَا
عُثمانُ معْ زوجتِه رُقَيَّهْ = أَسْبَقُهم للهجرةِ الْمَرْضِيَّهْ
مصعبٌ والزبيرُ وابنُ عوْفِ = وحاطبٌ فأَمِنُوا مِن خوفِ
كذا ابنُ مظعونٍ ابنُ مسعودٍ أبو = سلمةَ وزوجُه تُصَاحِبُ
أبو حُذيفةَ أَبوهُ عُتْبَةُ = وزوجُه بنتُ سُهيلٍ سَهْلَةُ
وابنُ عُميرٍ هاشمٌ وعامِرُ = ابنُ ربيعةَ الحليفُ الناصرُ
وزوجُه ليلى أبو سَبرةَ مَعَ = زوجتِه أي أمِّ كُلثومٍ جَمَعْ
وخَرَجَتْ قُريشٌ في الآثارِ = لم يَصِلُوا منهم لأَخْذِ الثارِ
فجَاوَرُوهُ في أَتَمِّ حالِ = ثم أَتَوْا مَكَّةَ في شَوَّالِ
مِن عامِهم إذ قيلَ أهلُ مَكَّةِ = قد أَسْلَمُوا ولم يكنْ بالثبَتِ
فاستقْبَلُوهُمْ بالأَذَى والشِّدَّةِ = فرَجَعُوا للهجرةِ الثانيةِ
في مائةٍ عُدَّ الرجالُ مِنْهُمُ = اثنانِ مِن بعدِ الثمانينَ هُمُ
فنَزَلُوا عندَ النجاشِي على = أَتَمِّ حالٍ وتَغَيَّظَ الْمَلَا
على النبيِّ وعلى أَصحابِهِ = وكَتَبَ البغيضُ في كِتابِهِ
على بني هاشمٍ الصحِيفَهْ = وعُلِّقَتْ بالكعبةِ الشريفَهْ
أنْ لا تُناكِحُوهُمْ ولا ولا = وحُصِرُوا في الشِّعْبِ حتى أَقْبَلَا
أوَّلُ عامِ سبعةٍ للبَعْثِ = قاسَوْا به جُهْدًا بشَرِّ مُكْثِ
وسُمِعَتْ أصواتُ صِبيانِهمْ = فساءَ ذاك بعضَ أقوامِهِمْ
واطَّلَعُ الرسولُ أنَّ الأَرَضَهْ = أَكَلَت الصحيفةَ الْمُبَغَّضَهْ
ما كان مِن جَوْرٍ وظُلْمٍ ذَهَبَا = وبَقِيَ الذكْرُ كما قد كُتِبَا
فوَجَدُوا ذاك كما قالَ وقَدْ = شُلَّتْ يدُ البغيضِ واللهُ الصمَدْ
فلَبِسُوا السلاحَ ثم خَرَجُوا = مِن شِعْبِهم وكان ذاك الْمَخرَجُ
في عامِ عشرةٍ بغيرِ مَيْنِ = وقِيلَ كان مُكثُهم عامَيْنِ
ألا أَبْلِغَا عَنِّي التي ذاتَ بَيْنِنا = لُؤَيًّا وخُصَّا مِن لؤيٍّ بني كَعْبِ
أَلَمْ تَعْلَموا أنَّا وَجَدْنَا مُحمَّدَا = نَبِيًّا كمُوسى خُطَّ في أوَّلِ الكُتُبِ
وأنَّ عليه في العِبادِ مَحَبَّةً = ولا خيرَ مِمَّنْ خَصَّهُ اللهُ بالْحُبِّ
بابُ وفاةِ أبي طالبٍ وخديجةَ بنتِ خُويلدٍ زوجةِ المصطفى، وذلك في عامٍ واحدٍ
بعدَ خُروجِهِمْ بثُلُثَيْ عامِ = وثُلُثَيْ شَهْرٍ ويومٍ طامِي
سِيقَ أبو طالبٍ للحُمَامِ = ثم تَلَى ثلاثةَ الأَيَّامِ
موتُ خَديجةَ الرِّضَا فلم يَهُنْ = على الرسولِ فَقْدُ ذَيْنِ وحَزِنْ
بابُ ذِكْرِ وفدِ الْجِنِّ مِن جِنِّ نَصيبينَ
وبعدَ أنْ مَضَتْ له خَمسونَا = ورُبْعُ عامٍ جاءَهُ يَسعونَا
جِنُّ نَصيبينَ له وكانا = يَقْرَأُ في صلاتِه قُرءانَا
بنَخلةٍ فاسْتَمَعُوا وأسْلَمُوا = ورَجَعُوا فأَنْذَرُوا قومَهُمُ
بابُ ذِكْرِ قِصَّةِ الإسراءِ
وبعدَ عامٍ معَ نِصْفٍ أُسْرِيَا = به إلى السماءِ حتى حَظِيَا
مِن مكةَ الغَرَّا إلى القُدْسِ على = ظَهْرِ البُراقِ رَاكبًا ثم عَلَا
إلى السماءِ معَه جِبريلُ = فاستَفْتَحَ البابَ له يقولُ
مُجيبًا إذ قيلَ له مَن ذا مَعَكْ = مُحَمَّدٌ معي فرَحَّبَ الْمَلَكْ
ثم تَلاقَى معَ الأنبياءِ = وكلُّ واحدٍ لَدَى سَمَاءِ
ثم علا لِمُسْتَوًى قد سَمِعَا = صَريفَ الأقلامِ بما قد وَقَعَا
ثم دَنَا حتى رأى الإلها = بعينِه مُخاطِباً شِفَاهَا
أَوْحَى له سُبحانَه ما أَوْحَى = فلا تَسَلْ عما جَرى تَصريحَا
وفَرَضَ الصلاةَ خَمسينَ على = أُمَّتِهِ حتى لِخَمْسٍ نَزَلَا
والأجرُ خمسونَ كما قد كانا = وزادَهُ مِن فضلِه إِحسانَا
فصَدَّقَ الصِّدِّيقُ ذو الوفاءِ = وكَذَّبَ الكُفَّارُ بالإسراءِ
وسَألوهُ عن صفاتِ القُدْسِ = رَفَعَهُ إليه رُوحُ القُدْسِ
جِبريلُ حتى حَقَّقَ الأَوْصَافَا = له فما طَاقُوا له خِلافَا
لكنهم قد كَذَّبُوا وجَحَدُوا = فأُهْلِكُوا وفي العذابِ خُلِّدُوا
بابُ ذِكْرِ عَرْضِ النبيِّ نفسَه على القبائلِ مِن العربِ
وبَيعةِ الأنصارِ لَمَّا هَداهمُ اللهُ إلى الإسلامِ
وعَرَضَ النبيُّ نفسَه على = قَبيلةٍ قبيلةٍ ليَحْصُلَا
إيواؤُهُ مِن بعضِهم يُبَلِّغُ = رسالةَ اللهِ فكلٌّ يَنْزَغُ
إليهم الشيطانُ حتى يُعْرِضُوا = عن قولِه ويَهْزَءُوا ويَرْفُضُوا
حتى أتاحَ اللهُ للأنصارِ = فاستَبَقُوا للخيرِ باختيارِ
فيُسلِمُ الواحدُ منهم يُسْلِمُ = به جميعُ أهلِه فَرُحِمُوا
لَقِيَ سِتًّا أو ثَمانيًا لَدَى = عَقَبَةٍ دَعاهُمْ إلى الْهُدَى
فآمَنُوا باللهِ ثم رَجَعُوا = لقومِهم يَدعونَهم فسَمِعُوا
حتى فَشَا الإسلامُ ثم قَدِمَا = في قابِلٍ منهم ومِمَّنْ أَسْلَمَا
لبَيعةٍ ضِعْفُ الذين أَسْلَفُوا = كبيعةِ النِّساءِ ثم انْصَرَفُوا
ثم أتى مِن قابلٍ سَبعونَا = ونَيِّفٌ فبَايَعُوا يُخْفُونَا
بيعتَهم ليلاً ونِعْمَ البيعةُ = جَزاءُ مَن بايَعَ فيها الجنَّةُ
بابُ ذِكْرِ الهجرةِ مِن مكةَ إلى المدينةِ المشرَّفَةِ
وإذ فَشَا الإسلامُ بالمدينهْ = هاجَرَ مَن يَحفَظُ فيها دينَهْ
وعَزَمَ الصِّدِّيقُ أن يُهاجِرَا = فَرَدَّهُ النبيُّ حتى هَاجَرَا
معًا إليها فتَرَافَقَا إلى = غارٍ بثورٍ بعدُ ثُمَّ ارْتَحَلَا
ومعهما عامرٌ مَوْلَى الصِّدِّيقْ = وابنُ أُريقطٍ دليلٌ للطريقْ
فأَخَذُوا نحوَ طريقِ الساحِلِ = والحَقُّ للعدُوِّ خيرُ شاغلِ
تَبِعَهُمْ سُراقةُ بنُ مالِكِ = يُريدُ فَتْكًا وهْو غيرُ فاتِكِ
لَمَّا دعا عليه ساخَتِ الفَرَسْ = ناداهُ بالأمانِ إذ عنه حُبِسْ
بابُ ذِكْرِ مُرورِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بأمِّ مَعْبَدٍ
مَرُّوا على خَيمةِ أمِّ مَعْبَدِ = وهْي على طريقِهم بِمَرْصَدِ
وعندَها شاةٌ أَضَرَّ الْجُهْدُ = بها وما بها قِوًى تَشْتَدُّ
فمَسَحَ النبيُّ منها الضَّرْعَا = فحَلَبَتْ ما قد كفاهم وُسْعَا
وحَلَبَتْ بعدُ إناءً آخَرَا = تَرَكَ ذاكَ عندَها وسافَرَا
بابُ ذِكْرِ وصولِه ـ أي: رسولِ اللهِ ـ إلى قُبَا
حتى إذا أتى إلى قُبَاءِ = نَزَلَها بالسعْدِ والهناءِ
في يومِ الاثنينِ لثِنْتَيْ عَشْرَهْ = مِن شهرِ مَوْلِدٍ فنِعمَ الْهِجْرَهْ
أقامَ أربعًا لَدَيْهِم وطَلَعْ = في يومِ جُمُعةٍ فصَلَّى وجَمَعْ
في مَسجِدِ الجمعةِ وهْي أَوَّلُ = ما جَمَّعَ النبيُّ فيما نَقَلُوا
وقيلَ بل أقامَ أربعَ عَشْرَهْ = فيهم وهم يَنتحلونَ ذِكْرَهْ
وهو الذي أَخْرَجَهُ الشيخانِ = لكن ما مَرَّ مِن الإتيانِ
بمسجِدِ الجمعةِ يومَ جُمُعَةِ = لا يَستقيمُ معَ هذي الْمُدَّةِ
إلا على القولِ بكونِ القَدْمَةِ = إلى قُبَا كانت بيومِ الجمُعَةِ
بَنَى به مَسْجِدَهُ وارْتَحَلَا = لطَيْبةِ الفَيحاءِ طابَتْ نُزُلَا
فبَرَكَتْ ناقتُه المأمورَهْ = بِمَوْضِعِ المسجدِ في الظهيرَهْ
فحَلَّ في دارِ أبي أَيُّوبَا = حتى ابْتَنَى مسجدَه الرَّحِيبَا
وحولَه مَنازِلًا لأَهْلِهِ = وحولَهُ أصحابُه في ظِلِّهِ
طابَتْ به طيبةُ مِن بعدِ الرَّدَى = أَشْرَقَ ما قد كان منها أَسْوَدَا
كانتْ لَمِن أَوْبَأِ أرضِ اللهِ = فزالَ داؤُها بهذا الْجَاهِ
ونَقَلَ اللهُ بفضْلِ رَحْمَةِ = ما كانَ مِن حُمَّى بها للجُحْفَةِ
وليس دَجَّالٌ ولا طاعونُ = يَدْخُلُها فحِرْزُها حَصينُ
أقامَ شَهْرًا ثم بعدُ نَزَلَتْ = عليه إتمامُ الصلاةِ أُكْمِلَتْ
أقامَ مِن شهرِ ربيعٍ لصَفَرْ = يُبْنَى له مَسجدُه والمستَقَرْ
ووَادَعَ اليهودَ في كتابِهِ = ما بينَهم وبينَ ما أصحابِهِ
وكان بَدْءُ الأمْرِ بالأذانِ = رُؤيا ابنِ زيدٍ أو لعامٍ ثانِ
وفيه فَرْضُ الصومِ والزكاةِ = للفِطْرِ والعيدينِ بالصلاةِ
بخُطبتينِ بعدُ والأُضْحِيَّةُ = كذا زكاةُ مالِهم والقِبلةُ
للمسجدِ الحرامِ والبِناءُ = بعائشَ كذلك الزهراءُ
وبَدْرٌ الكُبرى وفي الثالثةِ = دخولُه بحَفْصَةَ القانتةِ
والزينبينِ وبَنَى ابنُ عَفَّانْ = بأمِّ كُلثومٍ وفيه الْجَمعانْ
الْتَقَيَا بأُحُدٍ والرابعَهْ = بئرُ مَعونةَ بتلك الفاجِعَهْ
وغَزْوَهُ بني النَّضيرِ وجَلَوْا = ذاتُ الرِّقاعِ بعدَها كما حَكَوْا
وقائلٌ فيها الصلاةُ قُصِرَتْ = والخمرُ حُرِّمَتْ أو في التي خَلَتْ
وقيلَ فيها ءايةُ التَّيَمُّمِ = كذا صلاةُ الخوفِ معْ خُلْفٍ نُمِي
وقيلَ في الخمْسِ وفيه نَزَلَتْ = آيُ الحجابِ والخسوفُ صُلِّيَتْ
لقمرٍ وفيه غَزْوُ الْخَنْدَقِ = معَ قُريظةَ مع المصطَلِقِ
على الصحيحِ وبها جُوَيْرِيَهْ = بَنَى بها والإفكُ أو في الآتِيَهْ
في الستِّ كانت عُمرةُ الْحُديبيهْ = وبَيعةُ الرِّضوانِ تلك الزاكيهْ
وفيه فَرْضُ الْحَجِّ أو ما خَلَتِ = أو في الثمانِ أو ففي التاسعةِ
خُلْفٌ وقيلَ كان قَبلَ الْهِجرةِ = وُجُوبُهُ حكاهُ في النهايةِ
وفيه قد سابَقَ بينَ الخيلِ = وءايةُ الظِّهارِ في ابنِ خَوْلِي
في السبعِ خيبرٌ وعُمرةُ الْقَضَا = وقَدِمَتْ أمُّ حَبيبةَ الرِّضَا
بَنَى بها وبعدَها مَيمونَهْ = كذاك فيها قَبْلَها صَفِيَّهْ
وفيه مَنْعُ الْحُمُرِ الأَهلِيَّةِ = ومُتعةُ النساءِ ثم حَلَّتِ
يومَ حُنينٍ ثم قد حَرَّمَها = مُؤَبَّداً ليس لذلك انْتِهَا
وفي الثمانِ وَقعةٌ بِمُؤْتَةِ = والفتحُ معْ حُنينَ في ذي السنةِ
وأَخْذُ جِزيةِ مَجوسِ هَجَرَا = واتَّخَذَ النبيُّ فيه الْمِنْبَرَا
في التِّسْعِ غَزوةُ تَبوكَ بعدَ أنْ = صَلَّى على أَصْحَمَ غائبًا فسَنْ
وفيه قد ءَالَى مِن النِّسوانِ = شَهْرًا وفيه قِصَّةُ اللِّعانِ
وحَجَّةُ الصِّدِّيقِ ثم أَرْسَلَا = له عَلِيًّا بعدَه على الوَلَا
أن لا يَحُجَّ مُشرِكٌ بعدُ ولا = يَطوفَ عُريانٌ كفِعْلِ الْجُهَلَا
وسُمِّيَتْ بسنةِ الوُفودِ = لكثرةِ القادمِ مِن وُفودِ
في العشْرِ كانتْ حَجَّةُ الوَداعِ = لا يَحْصُرُ الوافونَ باطِّلاعِ
فقيلَ كانوا أريعينَ أَلْفَا = أو ضِعْفَها وزِدْ عليها حتى ضِعْفَا
وارْتَدَّ فيها وادَّعَى النُّبُوَّهْ = الأسودُ العَنْسِيُّ حتى مَوَّهْ
لبعضِ قومِه بسَجْعٍ صَنَعَهْ = فقُتِلَ الشقِيُّ معْ مَن تَبِعَهْ
فيما يَلِيهَا وهي إحدى عَشْرَهْ = قَضَى نَبِيُّ اللهِ فيها عُمْرَهْ
عاشَ ثلاثًا بعدَ سِتِّينَ على = أصَحِّها والخُلْفُ في هذا خَلَا
بابُ ذِكْرِ صفتِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، أي: أوصافِه الطاهرةِ
ورَبعةً كان مِن الرجالِ = لا مِن قِصارِهم ولا الطِّوالِ
بَعيدَ بينَ الْمَنْكِبينِ شَعْرُهْ = يَبلُغُ شَحمةً للاذْنِ يُوفِرُهْ
مَرَّةً أُخْرَى فيكونُ وَفْرُهُ = يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ يَعْلُو ظَهْرَهُ
يَحْلِقُ رأسَه لأَجْلِ النُّسُكِ = وربما قَصَّرَهُ في نُسُكِ
وقد رَوَوْا لا تُوضَعُ النواصي = إلا لأَجْلِ النُّسُكِ الْمَحَّاصِ
أبيضَ قد أُشْرِبَ حُمرةً عَلَتْ = وفي الصحيحِ أَزْهَرُ اللونِ ثَبَتْ
وفي الصحيحِ أَشْكَلُ العينينِ = أي حُمرةٌ لدى بياضِ العينِ
ولِعَلِيٍّ أَدْعَجُ وفُسِّرَا = بشِدَّةِ السوادِ في العينِ يُرَى
وفي الصحيحِ أنه دَعْجُ الشَّعَرْ = لا سَبِطٌ ولا بِجَعْدٍ الْخَبَرْ
وعن عليٍّ سَبِطٌ لم يَثْبُتِ = إسنادُهُ وكان كَثَّ اللحيةِ
وأَشْعَرَ الصدْرِ دَقيقَ الْمَسْرُبَهْ = مِن سُرَّةٍ حتى يُحاذِي لَبَّتَهْ
وكان شَثْنًا كَفُّهُ والقَدَمُ = وهو الغليظُ قُوَّةً يَستلزِمُ
إذا مَشَى كأنما يَنْحَطُّ = مِن صَبَبٍ مِن صُعُدٍ يَحُطّ
إذا مَشَى كأنما تَقَلَّعَا = مِن صَخْرٍ أيْ قَوِيَّ مَشْيٍ مُسْرِعَا
يُقْبِلُ كلُّه إذا ما الْتَفَتَا = وليس يَلْوِي عُنُقًا تَلَفُّتَا
كأنما عَرْفُهُ كاللؤلؤِ = أيْ في البياضِ والصَّفَا إذا رُئِي
تَجمعُهُ أمُّ سُلَيمٍ تَجعلُهْ = في طِيبِهَا فهو لعَمْرِي أَفضَلُهْ
يقولُ مَن يَنْعَتُهُ ما قَبْلَهُ = أو بَعدَه رأيتُ قَطُّ مِثْلَهُ
بابُ ذِكْرِ وَصْفِ أمِّ مَعبدٍ الْخُزَاعِيَّةِ له، وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ اسْمِهَا
تقولُ فيه بلسانٍ ناعِتِ = أَبْلَجُ وجهٍ ظاهرُ الوضاءةِ
الخلْقُ منه لم تَعِبْهُ ثَجْلَهْ = كَلَّا ولم تُزْرِ به مِن صَعْلَهْ
أَدْعَجُ والأهدابُ فيها وَطْفُ = مِن طولِها أو غَطَفٌ أو عَطْفُ
والْجِيدُ فيه سَطْعٌ وَسيمُ = والصوتُ فيه صَحَلٌ قَسيمُ
كَثيفُ لِحيةٍ أَزَجُّ أَقْرَنُ = أخلاهُ مِن قُرْبٍ له وأَحْسَنُ
أجْمَلَهُ مِن بُعْدٍ وأَبْهَا = يَعْلُوهُ إذ ما يَتكلَّمُ الْبَهَا
كذاك يَعلوهُ الوَقارُ إن صَمَتْ = مَنْطِقُهُ كخَرَزٍ تَحَدَّرَتْ
فضْلُ الكلامِ ليس فيه هَذْرُ = حُلْوُ المقالِ ما عَراهُ نَزْرُ
لا بائنٌ طُولاً ولا يُقْتَحَمُ = مِن قِصَرٍ فهْو عليهم يَعْظُمُ
بنَضرةِ الْمَنظرِ والْمِقدارِ = تَحُفُّهُ الرُّفقةُ بائتمارِ
إنْ أُمِروا تَبَادَرُوا امْتِثَالَا = أو قالَ قولاً أَنْصَتُوا إِجلالاَ
فهو لَدَى أصحابِه مَحفودُ = أي يُسرعونَ طاعةً مَحشودُ
ليس بعَابِسٍ ولا مُفَنَّدِ = بذاكَ عَرَّفَتْهُ أمُّ مَعْبَدِ
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36
بابُ ذِكْرِ وَصْفِ هندِ بنِ أبي هالةَ له
وابنُ أبي هالةَ زادَ لَمَّا = وَصَفَهُ مُفَخَّمًا وفَخْمَا
لوجْهِهِ تَلَأْلُؤٌ كالبَدْرِ = مُعتدلُ الخلْقِ عَريضُ الصدْرِ
عظيمُ هامٍ واسعُ الجبينِ = فَمٌ ضَليعٌ أَقْنَى العِرْنِينِ
يَعلوهُ نُورٌ مَن رَءاهُ إذ ما = لم يَتَأَمَّلْ ظَنَّهُ أَشَمَّا
مُفَلَّجُ الأسنانِ سَهْلُ الْخَدِّ = أَشْنَبُ بادنٌ طَويلُ الزَّنْدِ
عُنُقُة يُرَى كجِيدِ دُمْيَةِ = معَ صَفاءِ لونِهِ كالفِضَّةِ
أَزَجُّ في غيرِ قَرَنْ إذا غَضِبْ = بينَهما عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغَضَبْ
وسائلُ الأطرافِ رَحْبُ الراحةِ = ضَخْمُ الكراديسِ ذَريعُ الْمِشيةِ
بابُ ذِكْرِ أخلاقِه الشريفةِ - جَمْعُ خُلُقٍ , بضَمَّتينِ , صُورتِه الباطنةِ - وهي نفسُه وأوصافُها ومعانيها
أَكْرِمْ به خُلُقُهُ القُرءانُ = فهو لَدَى غَضَبِهِ غَضبانُ
يَرْضَى بما يَرضاهُ ليس يَغْضَبُ = لنفسِه إلا إذا تُرْتَكَبُ
مَحارمُ اللهِ إذاً فيَنتَقِمْ = فأَحَدٌ لذاك أَصْلًا لم يَقُمْ
بَعَثَه الرحمنُ بالإرفاقِ = كَيْمَا يَتِمَّ صالحُ الأخلاقِ
أَشْجَعُهُمْ في مَوْطِنٍ وأَنْجَدَا = وأَجودُ الناسِ بَنانًا ويَدَا
ما سُئِلَ قَطُّ حاجةً فقالَ لا = وليس يَأْوِي مَنزلاً إن فَضَلَا
مما أَتَى دِرْهَمٌ أو دِينارُ = حتى تُريحَ منهما الأقدارُ
أَصدَقُ لهجةً وأَوْفَى ذِمَّهْ = أَلْيَنُهم عَريكةً في الأُمَّهْ
أكْرَمُهم في عِشرةٍ لا يَحْسَبُ = جَليسُه أنَّ سِواهُ أَقربُ
حَياؤُه يَرْبُو على العذراءِ = في خِدْرِها لشِدَّةِ الحياءِ
نَظَرُه للأرضِ منه أَكْثَرْ = إلى السماءِ خافِضٌ إذ يَنظُرْ
أكثرُهم تَواضُعاً يُجيبُ = داعيهِ بعيدٌ أو قريبُ
مِن عبدٍ أو حُرٍّ فقيرٍ أو غَنِي = وأرحمُ الناسِ بكلِّ مؤمنِ
وطائفٍ يَعروهُ حتى الْهِرَّهْ = يُصْغِي لها الإناءَ غيرَ مَرَّهْ
كان أَعَفَّ الناسِ ليس يُمْسِكُ = أَيْدِي مَن ليس لَهُنَّ يَمْلِكُ
يُبايِعُ النساءَ لا يُصافِحُ = أَيْدِيَهُنَّ بل كلامٌ صالحُ
أشَدُّهم لصَحْبِه إِكراماً = ليس يَمُدُّ رِجْلَه احْتِرَاماً
بينَهم ولم يكنْ يُقَدِّمُ = رُكبتَه على الجليسِ يُكْرِمُ
فمَن بديهةً رَءاهُ هابَهُ = طَبْعًا ومَن خالَطَه أَحَبَّهُ
يَمشِي مع الْمِسكينِ والأَرْمَلَةِ = في حاجةٍ مِن غيرِ ما أَنَفَةِ
يَخْصِفُ نَعْلَه يَخيطُ ثَوْبَهْ = يَحْلِبُ شاتَهُ ولَنْ يَعِيبَهْ
يَخْدُمُ في مِهنَةِ أهلِهِ كَمَا = يَقْطَعُ بالسِّكِّينِ لَحْمًا قُدِّمَا
‌‌يُرْدِفُ خَلْفَهُ على الحمارِ = على إِكَافٍ غيرَ ذي اسْتِكْبَارِ
يَمْشِي بلا نَعْلٍ ولا خُفٍّ إلى = عِيادةِ المريضِ حَوْلَهُ الْمَلَا
يُجالِسُ الفقيرَ والْمِسْكِينَا = ويُكْرِمُ الكِرامَ إذ يَأْتُونَا
ليس مُواجِهاً بشيءٍ يَكْرَهُهْ = جليسُه بل بالرِّضَا يُواجِهُهْ
يَمزَحُ لا يقولُ إلا حَقَّا = يَجْلِسُ في الأكلِ مع الأَرِقَّا
يَأتِي إلى بَساتنِ الإخوانِ = يُكرِمُهُمْ بذلك الإتيانِ
قِيلَ له يَدْعُو على الكُفَّارِ = دَوْسٍ وغيرِهم مِن الفُجَّارِ
فقالَ إنما بُعِثْتُ رَحْمَهْ = وليس لَعَّانًا نَبِيُّ الرَّحْمَهْ
بل سَأَلَ اللهمَّ فاهْدِ دَوْسَا = وأْتِ بهم فَأَصْبَحُوا رُؤُوسَا
لم يَكُ فَحَّاشًا ولا لَعَّانَا = ولا بَخيلاً لا ولا جَبَانَا
يَختارُ أَيْسَرَ الأمورِ إذ ما = خيرٌ إلا أن يكونَ إِثْمَا
لم يُرَ ضَاحِكًا بِمِلْئِ فيهِ = بل ضِحْكُهُ تَبَسُّمًا يُبْدِيهِ
يَعْجَبُ مِمَّا يَعْجَبُ الْجَلِيسُ = منه فَمَا بوَجْهِهِ عُبوسُ
أصحابُه إذ يَتَنَاشَدُونَا = بينَهم الأشعارَ يَضْحَكُونَا
ويَذكرونَ جاهليَّةً فَمَا = يَزيدُ أن يَشْرَكَهُمْ تَبَسُّمَا
قد وَسِعَ الناسَ ببَسطِ الْخُلْقِ = فهُمْ سَواءٌ عِنْدَهُ في الْحَقِّ
ما انْتَهَرَ الخادمَ قَطُّ فيما = يَأتيهِ أو يَتْرُكُهُ مَلُومَا
في صُنْعِهِ للشيءِ لِمَ صَنَعْتَهْ = وتَرْكِهِ للشيءِ لِمَ تَرَكْتَهْ
يقولُ لو قُدِّرَ شيءٌ كانَا = سُبحانَ مَن كَمَّلَهُ سُبحانَا
وفي الجلوسِ يَحْتَبِي تَوَاضُعاَ = ومَرَّةً كالقُرْفُصَاءِ خَاضِعَا
مَجْلِسُهُ حِلْمٌ وصبرٌ وحَيَا = يَبدأُ بالسلامِ مَن قد لَقِيَا
ويُؤْثِرُ الداخلَ بالوِسَادَهْ = أو يَبْسُطُ الثوبَ له زِيادَهْ
ليس يقولُ في الرضا والغضَبِ = قَطْعًا سِوَى الحقِّ فخُذْهُ واكتُبِ
يَعِظُ بالجِدِّ إذ ما ذُكِّرَا = كأنه مُنْذِرُ جَيشٍ حَذَّرَا
ويَستنيرُ وَجْهُهُ إن سُرَّا = تَخَالُهُ مِن السرورِ بَدْرَا
يَمْنَعُ أن يَمْشِيَ خَلفَهُ أَحَدْ = بل خَلْفَهُ مَلائكُ اللهِ الأَحَدْ
وليس يَجْزِي سَيِّئًا بِمِثْلِهِ = لكن بِعَفْوٍ وبصَفْحٍ فَضْلِهِ
كان يُحِبُّ الفألَ مِمَّنَ ذَكَرَهْ = وكان يَكرهُ اتِّباعَ الطِّيَرَهْ
بابُ ذِكْرِ خُلُقِهِ – بضَمَّتَيْنِ - في الطعامِ والشرابِ ومُتَعَلِّقَاتِهِمَا
ولم يَعِبْ قَطُّ طَعامًا يَحْضُرُهْ = يَأكلُه إن يَشْتَهِي أو يَذَرُهْ
ولم يَكُنْ جُلوسُه مُتَّكِيَا = في حالةِ الأكلِ ولكن مُقْعِيَا
يُعْجِبُهُ الذِّراعُ والدُّبَّاءُ = والعسلُ المحبوبُ والحَلْواءُ
ويَأكلُ البِطِّيخَ والقِثَّاءَ = برُطَبٍ يَبغِي به الدواءَ
يقولُ يُطْفِي بَرْدُ ذَيْنِ حَرَّ ذا = وكلُّ إرشادٍ فعنه أُخِذَا
يأكلُ بالأصابعِ الثلاثةِ = يَلْعَقُهَا لقَصْدِ ذي البركةِ
يَبدأُ باسمِ اللهِ ثم يَخْتِمُ = بالحمْدِ في شُرْبٍ وأَكْلٍ يَطْعَمُ
يَشْرَبُ في ثلاثةٍ أَنْفَاسَا = يَمُصُّ فهو أَهْنَأُ اخْتِلَاسَا
لم يَتَنَفَّسْ في الإنا إذ يَشْرَبُ = يَبِينُهُ عن فِيهِ فهْو أَطْيَبُ
يَشربُ قاعدًا ومِن قِيامِ = لعَارِضٍ كزَمزمِ الحرامِ
وشُرْبُهُ مِن قِربةٍ مُعَلَّقَهْ = دَلَّ به للرُّخْصَةِ الْمُحَقَّقَهْ
يُناوِلُ الأيمنَ قبلَ الأَيْسَرِ = إلا بإذنِهِ لِحَقِّ الأكبرِ
والباردُ الْحُلوُ يُحِبُّ شُرْبَهُ = واللبنَ استزادَ إذ أَحَبَّهُ
يقولُ زِدْنَا منه فهو يُجْزِي = عن الشرابِ والطعامِ الْمُجْزِي
بابُ ذِكْرِ خُلُقِهِ في اللباسِ
يَلْبَسُ ما مِن الثيابِ وَجَدَا = مِن الإزارِ والقميصِ والرِّدَا
وبُردةٍ وشَمْلةٍ وحِبَرَهْ = وجُبَّةٍ أو فَقُبَاءٍ حَضَرَهْ
لَبِسَ أيضاً حُلَّةً حَمراءَ = فزَادَهَا بِحُسْنِهِ بَهَاءَ
وربما ارْتَدَى الكِساءَ وَحْدَهْ = ليس عليه غيرُه لم يَعْدَهْ
وربما كان الإزارُ وَحْدَهُ = ليس عليه غيرُه يَعْقِدَهُ
وربما كان عليه مَرْطُ = مُرَحَّلٌ يَقْنَعُ لا يَشْتَطُّ
وربما صَلَّى بثوبٍ واحدِ = مُلْتَحِفًا به بغيرِ زائدِ
لا يُسْبِلُ القميصَ والإزارَا = بل فوقَ كَعبيهِ هما اقْتِصَارَا
بل ربما كانا لنِصفِ الساقِ = تَواضُعًا لربِّهِ الخلَّاقِ
يَلْبَسُ ثوبَه مِن الْمَيَامِنِ = ونَزْعُهُ بالعكسِ للتَّيَامُنِ
كانت له مِلْحَفَةٌ مَصبوغةُ = بزَعفرانٍ أو بوَرْسٍ يَنْبُتُ
يقولُ عندَ اللُّبْسِ باللسانِ = الحمدُ للهِ الذي كسانِي
ما يَسْتُرُ العورةَ مِن لِباسِ = معَ التجمُّلِ به في الناسِ
ويَصْعَدُ الْمِنْبَرَ إذ يَشاءُ = برأسِه عِصابةٌ دَسماءُ
ونَعلُه الكريمةُ الْمَصُونَهْ = طُوبَى لِمَن مَسَّ بها جَبينَهْ
لها قِبَالانِ بسَيْرٍ وهما = سِبْتِيَّتَانِ سَبَتُوا شَعْرَهُمَا
وطولُها شِبْرٌ وإصبعانِ = وعَرْضُها ما يَلِي الكعبانِ
سبعُ أصابعٍ وبطنُ القَدَمِ = خمسٌ وفوقَ ذا فسِتٌّ فاعْلَمِ
ورأسُها مُحَدَّدٌ وعَرْضُ ما = بينَ القِبالينِ اصْبِعانِ اضْبِطْهُمَا
وهذه تَمثالُ تلك النَّعْلِ = ودُورُها أَكْرِمْ بها مِن نَعْلِ
بابُ ذِكْرِ صفةِ خاتَمِهِ
خاتَمُهُ مِن فِضَّةٍ وفَصُّهُ = منه ونَقْشُهُ عليه نَصُّهُ
مُحَمَّدٌ سَطْرٌ رسولٌ سَطْرُ = اللهُ سَطْرٌ ليس فيه كَسْرُ
وفَصُّهُ لباطنٍ يَخْتِمُ بِهْ = وقالَ لا يُنْقَشْ عليه يَشْتَبِهْ
يَلْبَسُهُ كما رَوَى البُخَارِي = في خِنْصَرٍ يمينٍ او يَسَارِ
كلاهما في مُسْلِمٍ ويُجْمَعُ = بأنَّ ذا في حالتينِ يَقَعُ
أو خاتَمينِ كلُّ واحدٍ بيدْ = كما بِفَصّ حَبَشِيّ قد وَرَدْ
بابُ ذِكْرِ فِراشِهِ
فِراشُه مِن أَدَمٍ وحَشْوُهُ = لِيفٌ فلا يُلْهِي بعُجْبٍ زَهْوُهُ
ورُبَّما نامَ على العَباءةِ = بثَنْيَتَيْنِ عندَ بعضِ النِّسوةِ
ورُبَّمَا نامَ على الحَصيرِ = ما تَحْتَهُ شيءٌ سِوَى السريرِ
بابُ ذِكْرِ طِيبِهِ الذي كان يَتَطَيَّبُ به وكُحْلِهِ
الطِّيبُ والنساءُ حُبِّبَا لَهُ = ويَكْرَهُ الريحَ الكريهَ كلَّهُ
وطِيبُه غاليةٌ ومِسْكُ = والْمِسْكُ وَحْدَهُ كذاك السُّكُّ
بَخورُه الكافورُ والعُودُ النَدِي = وعينُه يَكْحُلُهَا بالْإِثْمِدِ
ثلاثةٌ في العينِ للإيتارِ = ورُوِيَ اثنتينِ في اليَسارِ
بابُ ذِكْرِ شيءٍ مِن مُعجزاتِهِ
أَعظمُها مُعجزةُ القُرآنِ = تَبْقَى على تَعاقُبِ الأزمانِ
كذا انشقاقُ البَدرِ حينَ انْفَرَقَا = بفِرقتينِ رَأْيَ عينٍ حُقِّقَا
وقد زَوَى له الإلهُ حَقَّا = ألأرضَ مَغْرِبًا لها وشَرْقَا
وقالَ ما زَواهُ لي سَيَبْلُغُ = إليه مُلْكُ أُمَّتِي فبَلَغُوا
وحَنَّ جِذْعُ النخْلِ لَمَّا فَارَقَهْ = لِمِنْبَرٍ إليه حتى اعْتَنَقَهُ
ونَبَعَ الماءُ فجَاشَ كَثْرَهْ = مِن بينِ إِصبعَيْهِ غيرَ مَرَّهْ
وسَبَّحَ الْحَصَا بكَفِّهِ بِحَقْ = كذا الطعامُ عندَه به نَطَقْ
وشَجَرٌ وحَجَرٌ قد سَلَّمَا = عليه نَطَقَا والذارعُ كَلَّمَا
وقد شَكَى له البعيرُ إذ جَهِدْ = وبالنبوَّةِ له الذئبُ شَهِدْ
وجاءَ مَرَّةً قضاءَ الحاجَةِ = فلم يَجِدْ سِتراً سوى أَشَاءَةِ
ومِثْلِها لكن هنا بَعُدَتَا = أَمَرَ كُلًّا منهما فَأَتَتَا
تَخُدُّ الأرضَ ذي وذي حتى قَضَى = حاجتَه أَمَرَ كُلًّا فمَضَى
وأُزْلِفَتْ إليه سِتُّ بُدْنِ = للنَّحْرِ كلٌّ سابِقٌ للطَّعْنِ
ونَدَرَتْ عينُ قَتادةَ فَرَدْ = تلك فكانتْ مِن صحيحةٍ أَحَدْ
وبَرَأَتْ عينُ عليٍّ إذ تَفَل = فيها لوَقْتِهِ وما عادَ حَصَلْ
وابنُ عَتِيكٍ رِجْلُهُ أُصِيبَتْ = فهْي بِمَسْحِهِ سريعًا بَرِأَتْ
وقالَ أَقْتُلُ أُبَيَّ بنَ خَلَفْ = خَدَشَهُ خَدْشًا يَسيرًا فانْحَتَفْ
كذاكُمُ أُمَيَّةُ بنُ خَلَفِ = قُتِلَ كافراً ببَدْرٍ فَوَفِي
وعَدَّ في بَدْرٍ لهم مَصَارِعَا = كلٌّ بما سَمَّى له قد صُرِعَا
وقالَ عن قومٍ سَيَرْكَبُونَا = ثَبَجَ هذا البحرِ أي يَغْزُونَا
ومنهم أمُّ حَرامٍ رَكِبَتْ = البحرَ ثم في رجوعِهم قَضَتْ
وقالَ في الْحَسَنِ سَبْطِ نَسَبِهْ = يومًا لعلَّ اللهَ أن يُصْلِحَ بِهْ
ما كان بينَ فِئتينِ وهما = عَظيمتانِ الكلُّ مِمَّنْ أَسْلَمَا
فكان ذا وقال في عُثْمَانَا = يُصيبُه بَلْوًى فحَقًّا كانا
ومَقْتَلُ الأسودِ في صَنْعَا اليَمَنْ = ذَكَرَهُ ليلةَ قَتْلِهِ ومَنْ
قَتَلَهُ كذاك كِسْرَى أَخْبَرَا = بقتلِه فكان ذا بلا مِرَا
وقالَ إِخباراً عن الشَّيْمَاءِ = قد رُفِعَتْ في بَغلةٍ شَهباءِ
خِمَارُها أسودُ حتى أُخِذَتْ = عهدَ أبي بكرٍ كما قد وُصِفَتْ
وقد دَعَا لولَدِ الْخَطَّابِ = بعِزَّةِ الدِّينِ به أو بأَبِي
جَهْلٍ أصابَتْ عُمَرًا فأَسْلَمَا = عُزَّ به مَن كان أَضْحَى مُسْلِمَا
ولِعَلِيٍّ بذَهابِ الْحَرِّ = والبرْدِ لم يكنْ بذَيْنِ يَدْرِي
ولابنِ عبَّاسٍ بفِقْهِ الدِّينِ مَعْ = عِلْمٍ بتأويلٍ فبَحْراً اتَّسَعَ
وثابتٍ بعَيْشِهِ سَعيدَا = حياتَه وموتِه شَهيداً
فكان ذا وأَنَسٍ بكثرَةِ = المالِ والولدِ وطُولِ الْمُدَّةِ
في عُمْرِهِ فعاشَ نحوَ الْمِائَةِ = وكان يُؤْتِي نَخْلُهُ في السنَةِ
حِمْلَيْنِ والوَلَدُ لصُلْبٍ مِائَةُ = مِن بعدِ عشرينَ ذُكورًا أُثْبِتُوا
وقالَ فيمَن ادَّعَى الإِسْلَامَا = وقد غَزَا معه العِدَا وحَامَا
معْ شِدَّةِ القِتالِ للْكُفَّارِ = معْه بأنه مِن أهلِ النارِ
فصَدَّقَ اللهُ مَقالَ السَّيِّدِ = بنَحْرِهِ لنفسِه عَمْدَ اليدِ
وكان مِن عُتيبةَ بنِ ابي لَهَبْ = أَذًى له دَعَا عليه فوَجَبْ
فسَلَّطَ اللهُ عليه كَلْبَا = قَتَلَه الأسدُ قَتْلًا صَعْبًا
وقد شَكَى له قُحوطَ الْمَطَرِ = شاكٍ أتاهُ وهْو فوقَ الْمِنْبَرِ
فرَفَعَ اليدينِ للهِ وما = قَزَعَةٌ ولا سحابٌ في السَّمَا
فطَلَعَتْ سَحابةٌ وانْتَشَرَتْ = فأُمْطِرُوا جُمُعَةً تَواتَرَتْ
حتى شُكِي له انقطاعُ السُّبُلِ = فأَقْلَعَتْ لَمَّا دعا اللهُ العَلِيّ
وأَطْعَمَ الأَلْفَ زَمانَ الْخَنْدَقِ = مِن دونِ صاعٍ وبَهيمةٍ بَقِي
بعدَ انصرافِهم عن الطعامِ = أكثرَ مما كان مِن طعامِ
كذاك قد أَطْعَمَهمْ مِن تَمْرِ = أَتَتْ به جاريةٌ في صُغْرِ
وأَمَرَ الفاروقَ أن يُزَوِّدَا = مِئينَ أَربعًا أَتَوْا فزَوَّدَا
والتمرُ كان كالفصيلِ الرابضِ = كأنه ما مَسَّهُ مِن قابِضِ
كذاك أقراصُ شَعيرٍ جُعِلَتْ = مِن تحتِ إِبْطِ أَنَسٍ فأَكَلَتْ
جماعةٌ منها ثمانونَ وَهُمْ = قد شَبِعُوا وهو كما أُتِي لهمْ
وأَطْعَمَ الجيشَ فكُلٌّ شَبِعَا = مِن مِزْوَدٍ وما بَقِي فيه دَعَا
لصاحبِ الْمِزْوَدِ فيه فأَكَلْ = منه حياتَه إلى حينَ قُتِلْ
عثمانُ ضاعَ ورَوَوْا أنْ حِمْلَا = خَمْسِينَ وِسْقًا منه للهِ عَلَا
وفي بِنائِهِ بزينبَ أَطْعَمَا = خَلْقًا كَثيراً مِن طعامٍ قُدِّمَا
أَهْدَتْ له أمُّ سُليمٍ رُفِعَا = مِن بينِهم وهْو كما قد وُضِعَا
والجيشُ في يومِ حُنينٍ إذ رُمُوا = منه بقَبضةٍ تُرابًا هُزِمُوا
وأَنْزَلَ اللهُ به كِتابَا = وامْتلأتْ أَعينُهم تُرابَا
كذا الترابُ في رءوسِ القومِ قدْ = وَضَعَهُ ولم يَرَهُ منهم أَحَدْ
وكم له مِن مُعجِزاتٍ بَيِّنَهْ = تَضيقُ عنها الكُتُبُ الْمُدَوَّنَهْ
بابُ ذِكْرِ خَصائصِهِ
خُصَّ النبيُّ بوُجوبِ عِدَّهْ = الوِتْرُ والسواكُ والأُضْحِيَّهْ
كذا الضُّحَى لو صَحَّ والْمُصَابَرَهْ = على العدُوِّ وكذا الْمُشاوَرَهْ
والشافعيُّ عن الوجوبِ صَرَفَهْ = حَكاهُ عنه البيهقيُّ في الْمَعرِفَهْ
كذا التَّهَجُّدُ ولكن خُفِّفَا = نَسْخًا وقيلَ الوِترُ ذا وضُعِّفَا
كذا قضاءُ دَينِ مَن ماتَ ولم = يَتركْ وَفاءً قيلَ بل هذا كَرَمْ
كذاك تَخييرُ النساءِ اللاتِي = معه فأما في الْمُحَرَّمَاتِ
فما أُبيحَ لسِواهُ حُرِّمَا = عليه فهْو مَدُّ عَينيهِ لِمَا
قد مُتِّعَ الناسُ به مِن زَهرةِ = دُنياهم كذاك مِن خَائِنَةِ
الأعْيُنِ اعْدُدْهُ ونَزْعُهُ لِمَا = لَبِسَ مِن لَأْمَةِ حَرْبٍ حُرِمَا
حتى يُلاقِي العِدَا فيَنْزِعَا = صدقةً فامْنَعْ ولو تَطَوُّعَا
والشعْرَ والخَطَّ وقيلَ يُمْنَعُ = ثُؤْمٌ ونَحْوُهُ وأَكْلٌ يَقَعُ
مع اتِّكاءٍ والنِّكاحِ للأَمَهْ = معَ الكتابيَّةِ غيرِ الْمُسلِمَهْ
كذاك إمساكُ التي قد كَرِهَتْ = نِكاحَه والخُلْفُ في هذا ثَبَتْ
وقد أباحَ ربُّهُ الوِصالَا = له وفي ساعةِ القِتالَا
بمكةَ كذا بلا إحرامِ = دخولُها وليس بالْمَنامِ
مُضْطَجِعًا نَقْضُ وُضوئِهِ حَصَلْ = كذا اصطفاءُ اللهِ ما له أَحَلْ
مِن قَبْلِ قِسمةٍ كذاك يَقْضِي = لنفسِه ووَلدِه فيَمْضِي
كذا الشَّهادةُ كذاك يَقْبَلُ = مَن شَهِدُوا له كذاك يَفْصِلُ
في حُكمِه بعِلْمِهِ للعِصمةِ = واختلَفوا في غيرِه للرِّيبةِ
كذا له أن يَحْمِيَ الْمَوَاتَا = لنفسِه ويَأخذَ الأقواتَا
وغيرَها مِن الطعامِ مَهْمَا = إحتاجَ والبذْلَ فأَوْجِبْ حَتْمَا
مِن مالِكٍ وإن يكنْ مُحْتَاجَا = لكنه لفِعْلِ هذا ما جَا
والخلْفُ في النقْضِ بلَمْسِ المرأةِ = والْمُكْثِ في المسجدِ مع جَنابةِ
وجائزٌ نِكاحُهُ لتِسعةِ = وفوقَها وعَقْدُهُ بالْهِبَةِ
فإن فلا بالعقْدِ حَتْمٌ مَهْرِهِ = ولا الدخولُ بخِلافِ غيرِهِ
كذا بلا وَلِيٍّ او شُهودِ اوْ = في حالِ إحرامٍ بخُلْفٍ قد حَكَوْا
ومَن يَرُمْ نِكَاحَها لَزِمَهَا = إجابةٌ وحَرُمَتْ خِطْبَتُهَا
ومَن لها زوْجٌ فحَقًّا وَجَبَا = طلاقُها كما جَرَى لزَيْنَبَا
وفي وُجوبِ قَسْمِهِ بينَ الإما = وبينَ زوجاتٍ له خُلْفٌ نَمَا
زوجاتُه كلٌّ مُحَرَّمَاتُ = هنَّ لذي الإيمانِ أُمَّهَاتُ
نكاحُهُنَّ معْ عُقوقِهِنَّهْ = مع الوجوبِ لاحترامِهِنَّهْ
لا نَظَرٌ وخَلوةٌ بِهِنَّهْ = ولا بتحريمِ بناتِهِنَّهْ
مَن دَخَلَتْ عليه أو قَدْ فُورِقَتْ = أو ماتَ عنها أو تكونُ سَبَقَتْ
وهن أَفضلُ نِساءِ الأُمَّةِ = ضُعِّفْنَ في الأجرِ وفي العقوبةِ
أَفْضُلُهُنَّ مُطْلَقًا خَديجةُ = وبعدَها عائشةُ الصِّدِّيقَةُ
وأنه خاتَمُ الانبياءِ = خيرُ الخلائقِ بلا مِرَاءِ
أُمَّتُهُ في الناسِ أَفضلُ الأُمَمْ = مَعصومةٌ مِن الضلالِ بعِصَمْ
أصحابُه خيرُ القرونِ في الْمَلَا = كتابُه المحفوظُ أن يُبَدَّلَا
شِرعتُه قد أُبِّدَتْ ونَسَخَتْ = كلَّ الشرائعِ التي قَبْلُ خَلَتْ
والأرضُ مَسجدٌ له طَهورُ = والرُّعْبُ شَهْراً نَصْرُهُ يَسيرُ
سَيِّدُ أولادِ أَبِينَا ءَادَمَا = قد حَلَّلَ اللهُ له الغَنائمَا
أُرْسِلَ للناسِ جميعاً أُعْطِيَا = مَقامَهُ المحمودَ حتى رَضِيَا
وخُصَّ بالشفاعةِ العُظمى التي = يُحْجِمُ عنها كلُّ مَن لها أُتِي
أَوَّلُ مَن تَنْشَقُّ عنه الأَرْضُ = ولا يَنامُ قلبُه بل غَمْضُ
أوَّلُ مَن يَقومُ للشفاعةِ = أوَّلُ مَن يَقْرَعُ بابَ الجنَّةِ
أَكثرُ الانبياءِ حَقًّا تَبَعَا = يَرَى وَراءَه كقُدَّامٍ مَعَا
ءَاتاهُ رَبُّهُ جوامعَ الكَلِمْ = قرينُه أَسْلَمَ فهْو قد سَلِمْ
صُفوفُه والأُمَّةُ الْمُبَارَكَهْ = كصَفٍّ عندَ ربِّها الملائكهْ
ولا يَحِلُّ الرفْعُ فوقَ صوتِهِ = ولا يُنادَى باسْمِهِ بل نَعَتِهِ
خُوطِبَ في الصلاةِ بالسلامِ = عليكَ دونَ سائرِ الأنامِ
ومَن دَعاهُ في الصلاةِ وَجَبَتْ = إجابةٌ له وفَرْضُهُ ثَبَتْ
وبَوْلُهُ ودَمُهُ إذ أُتِيَا = تَبَرُّكًا مِن شارِبٍ ما نُهِيَا
يَقْبَلُ ما يُهْدَى له فَحِلُّ = دونَ الوُلاةِ فهْو لا يَحِلُّ
فاتَتْهُ رَكعتانِ بعدَ الظُّهْرِ = صَلَّاهُما ودامَ بعدَ العَصْرِ
وما لنا دوامُ ذا بل يَمتنِعْ = وما سِوَى سبَبِه فمُنْقَطِعْ
ونَسَبٌ يومَ القِيامةِ ومَنْ = رءَاهُ نَوْمًا فهْو قد رَءاهُ لَنْ
يكونَ للشيطانِ مِن تَمَثُّلِ = بصورةِ النبيِّ أو تَخُيُّلِ
وكَذِبٌ عليه ليس ككَذِبْ = على سِواهُ فهْو أَكبرُ الكَذِبْ
بابُ ذِكْرِ حَجِّهِ
قد حَجَّ بعدَ هِجرةٍ لطَيْبَهْ = سنةَ عشرٍ قَطُّ بغيرِ مِرْيَهْ
واعتَمَرَ النبيُّ بعدَ الهجرَةِ = أربعةً والكلُّ في ذي القَعدةِ
إلا التي في حَجَّةِ الوَداعِ = قَرَنَهَا لم يَخْلُ بالنزاعِ
أوَّلُها سنةَ سِتٍّ صُدَّا = فيها عن البيتِ فحَلَّ قَصْدَا
كانت بها بَيعتُهُ الْمَرْضِيَّهْ = ثم تَلِيها عُمرةُ القَضِيَّهْ
سنةَ سبعٍ بعدَها الْجِعْرَانَهْ = عامَ ثمانٍ واعْدُدَنْ قِرَانَهُ
ولم يَعُدَّ مالكٌ ذي الرابعهْ = وقالَ حَجَّ مُفْرَداً وتَابَعَهْ
بعضُهُمُ وحَجَّ قبلَ الهجْرَةِ = ثِنتينِ أو أكثرَ أو فمَرَّةِ
ولم يَصِحَّ عَدَدُ الْحَجَّاتِ = مِن قبلِ هِجرةٍ ولا العُمْرَاتِ
بابُ ذِكْرِ مَغازِيهِ
سبعًا وعِشرينَ اعْدُدَنَّ الغَزْوَا = أوَّلُها وَدَّانُ وهْي الأَبْوَا
ثم بُواطٌ بعدُ فالعُشَيْرَا = فبَدْرٌ الأُولَى فبَدرُ الكُبْرَى
فقَيْنُقَاعُ والسَّويقُ غَطْفَانْ = وهْي فذو أَمَرُ فغَزْوُ بَحرانْ
وأُحُدٌ بعدُ فحمراءُ الأَسَدْ = ثم بنو النَّضيرِ ثم في العددْ
ذاتُ الرِّقاعِ ثم بَدْرُ الْمَوْعِدِ = فدُومَةٌ فالخندقَ اذْكُرْ واعْدُدِ
قُريظةٌ لِحْيَانُ ثم ذو قَرَدْ = ثم الْمُرَيْسِيعُ على القولِ الأسَدْ
ثم تَلِيهَا عُمرةُ الْحُديبِيَهْ = فخيبرُ فعُمرةُ القَضِيَّهْ
ففَتْحُ مكةَ حُنينٌ وتلا = غَزاةُ طائفٍ تَبوكٌ قاتَلَا
منها بتِسعٍ أُحُدٍ والخنْدَقِ = بَدْرٍ بني قُريظةَ للمصطَلِقِ
خيبرَ والفتحِ حُنينٍ طائِفِ = وقد حَكَوْا عن قولِ بعضِ السلَفِ
بأنه قاتَلَ في النَّضِيرِ = وغابةِ وادي القُرَى المشهورِ
بابُ ذِكْرِ بُعوثِه وسَراياهُ إلى الملوكِ والبلادِ
عِدَّتُها من بَعْثٍ او سَرِيَّهْ = سِتُّونَ فالأَوَّلُ بَعْثُ حَمزهْ
لنحوِ سِيفِ البحرِ مِن ناحيةِ = العِيصِ لم يَقْتَتِلوا في الجملةِ
فبعثُه عُبيدةَ بنِ الحارِثِ = لرابغٍ أو قبلَ ذا أو ثالثِ
بأنه شَيَّعَ كُلًّا منهما = معًا لذا أَشْكَلَ ذا وأُبْهِمَا
وكان رَمْيٌ بينَهم لم يَعْدُ = أوَّلُ مَن رَمَى بسَهْمٍ سَعْدُ
فبَعْثُهُ سعدًا إلى الْخَرَّارِ = للعِيرِ فاتَتْ رَجَعُوا للدارِ
بعْثُ ابنِ جَحْشٍ بَعدَه أو أَوَّلُ = لنَخلةٍ فغَنِمُوا وقَتَلُوا
في سَلْخِ شهرِ رَجَبٍ إِنسانَا = وأَنْزَلَ اللهُ به قُرءانَا
أي يَسألونَك أَزَالَتْ كُرَبَا = وبأميرِ المؤمنينَ لُقِّبَا
فبَعْثَهُ عُمَيْراً الْخَطْمِيَّا = لقَتْلِ عَصْمَا هَجَتِ النَّبِيَّا
فبَعْثُ سالمٍ إلى أبي عَفَكْ = وقَتْلِهِ ءاذَى النبيَّ وأَفَكْ
فبَعْثُهُ مُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَهْ = في رِفقةٍ لقتلِ كعبِ الْمَلْأَمَهْ
جاءوا برأسِه فأَقْدَمُوهُ = قالَ لهم أَفْلَحَتِ الوُجُوهُ
فبَعْثُهُ زَيْدًا إلى القَرَدَةِ = ماءٍ بنَجْدٍ بقَريبِ غَمْرَةِ
فحَصَّلُوا مائةَ أَلْفٍ مَغْنَمَا = وأَسَرُوا فُرَاتَ ثم أَسْلَمَا
فبَعْدَهُ بعْثُ ابنِ عبدِ الأَسَدْ = لقَطَنٍ لوَلَدَيْ خُوَيْلِدِ
طُليحةٍ مع أخيهِ سَلَمَهْ = قد جَمَعَا حَرْبَ نَبِيِّ الْمَرْحَمَهْ
فلم يَصِلْ حتى تَفَرَّقَ الْمَلَا = وغَنِمُوا شاءً لهم وإِبِلًا
يَليهِ بَعْثُ ابنِ أُنيسِ العامِدِ = لقَتْلِ سفيانَ هو ابنُ خالدِ
ابنِ نَبيحٍ كان صَوْبَ عُرَنَهْ = يَجْمَعُ للنَّبِيِّ فلَمَّا أَمْكَنَهْ
احْتَزَّ رأسَه فلَمَّا أَحْضَرَهْ = دَعَا له وخَصَّهُ بِمِخْصَرَهْ
فبَعْثُهُ الْمُنْذِرَ والقُرَّا إلى = بئرِ معونةٍ فطَابُوا نُزُلَا
فاستُشْهِدَ السبعونَ إلا كَعْبَا = هو ابنُ زيدٍ كان رِتْئًا صَعْبَا
ووَجَدَ النبيُّ حُزْنًا حتى = قَنَتْ شَهْراً في الصلاةِ بَحْتَا
يَدعو على القُتَّالِ حتى أَنْزَلَا = { لَيْسَ لَكَ} الآيةَ رَبُّنَا عَلَا
وبَعْثُهُ إلى الرجيعِ مَرْثَدَا = أو عاصمَ بنَ ثابتٍ وأَسْنَدَا
هذا البخاريُّ وفيه خَانَا = بسبعةٍ منهم بنو لِحْيَانَا
وأَسَرُوا زيداً خُبيبًا بِيعَا = وقَتَلُوا ابنَ طارقٍ صَريعَا
ثم الذي ابتاعَ خُبيبًا قَتَلَهْ = كذا بزَيدٍ مُشتريهِ فَعَلَهْ
وقَصَدَتْ هُذَيْلُ رأسَ عاصمِ = حَمَتْهُ دَبْرٌ ثم سَيْلُ عاصِمِ
فبَعْثُهُ مُحَمَّدَ بنَ مَسلَمَهْ = للقُرَظَا أصابَ منهم مَغْنَمَهْ
شاءٍ لهم ونَعَمًا أَصابُوا = بعضَهمُ وبعضُهم هُرَّابُ
لم يَعْرِضُوا للظُّعْنِ أمرٌ رامَهْ = أميرُهم وأَسَرُوا ثُمَامَهْ
فبَعْثُهُ عُكَّاشةَ بنَ مِحْصَنِ = لغَمْرِ مَرزوقٍ مُوَيْهٍ لِبَنِي
أُسَدٍ على يومينِ أي مِن فَيْدِ = فهَرَبُوا وما لَقُوا مِن كَيْدِ
وبَعْثُهُ أيضاً إلى ذي القَصَّةِ = مُحَمَّداً إلى بني ثَعلبةِ
في عَشرةٍ فأَحْدَقَ الأعرابُ = بهم وكانوا مائةً أَصَابُوا
كلَّهمُ قَتْلًا سِوى ابنِ مَسْلَمَهْ = جُرِحَ جُرْحًا سالِمًا ما أَسْلَمَهْ
فبَعْثُهُ لهم أبا عُبيدَةهْ = لم يَجِدِ القومَ وحادُوا حَيْدَهْ
لكن أَصَابُوا رَجُلًا فأَسْلَمَا = وغَنِمُوا شاءً لهم ونَعَمَا
فبَعْثُ زيدٍ لبني سُلَيْمِ = وهم ببَطْنِ نَخْلٍ بالجَمومِ
وقد أَصابُوا نَعَمًا وشاءَ = وأَسَرُوا ما اللهُ منهم شاءَ
فبَعْثُهُ للعِيْصِ حتى أَخَذُوا = عِيرَ قُريشٍ كلَّها ونَفَذُوا
وفِضَّةً كثيرةً وأَسْرَى = مِمَّنْ مع العِيرِ أَتَوْا والصِّهْرَا
صِهْرَ النبيِّ زوجَ زينبَ استجارَ = بها أَجارَتْ وهْو أهلٌ أن يُجَارَ
فبَعْثُهُ رابعةً إلى الطَّرَفْ = ماءٍ قريبٍ مِن مِراضٍ فانصَرَفْ
إلى بني ثَعلبةٍ أَصَابُوا = أنعامَهم وهَرَبَ الأعرابُ
فبَعْثُهُ خامسةً لِحِسْمَى = إلى جُذامٍ فأَتاهمْ هَجْمَا
صُبْحًا على القومِ أَصابُوا العَارِضَا = وأَبَهُ هُنيدًا الْمُعَارِضَا
في قومِه لدِحيةَ الكَلْبِي = فقَطَعُوا طَريقَه بالْقِيّ
وكان زيدٌ معَه خَمْسُمِائَهْ = فأَخَذُوا الأنعامَ والسبْيَ فِئَهْ
مائةٍ النساءِ والصِّبْيَانَا = فجاءَ زيدٌ مِن جُذامٍ كَانَا
معه كتابُ المصطفى إذا سَلَّمَا = له وللقومِ فسالَ الْمَغْنَمَا
أموالُهم معَ حَرِيمِهِم فَرَدْ = كُلًّا إليهم وافِيًا بما عَهَدْ
فبَعْثُهُ أيضاً له مُؤَمِّرًا = سادسةً لوِجهةِ وادي القِرَى
به أُصيبَ المسلمونَ قَتْلًا = وارْتُثَّ زيدٌ مِن خَليطِ الْقَتْلَى
بَعْثُ ابنِ عوفٍ بعدَه لكَلْبِ = بدُومةِ الْجَنْدَلِ فازَ الكلبِى
أميرُهم أَصْبَغَ بالإسلامِ = ومعه ناسٌ مِن الأقوامِ
وأَمَرَ النبيُّ أنْ يُصَاهِرَا = نَكَحَ ذاك ابنةَ ذا تَمَاضِرَا
فبَعْثُهُ لفَدَكٍ عَلِيَّا = إلى بني سَعدِ بنِ بكرٍ أَحْيَا
الليلَ سَيْرًا وكَمُنَ نَهَارَا = حتى أتاهُمْ غَفلةً أَغَارَا
فهَرَبُوا إذ جاءَهم بالظُّعْنِ = واستاقَ أنعامَهُمُ غيرَ وَنِي
فبَعْثُهُ زَيدًا لأمِّ قِرْفَةِ = سابعةً فقُتِلَتْ بعَسْفَةِ
وصَحَّ في مُسلمٍ الطريقُ = بأنما أميرُها الصِّدِّيقُ
فبَعْثُهُ لابنِ عَتيكٍ مَعَهْ = قومٌ مِن الخزرَجِ كي تَمْنَعَهْ
لخيبرٍ لابنِ أبي الْحُقَيقِ = لقَتْلِهِ أُعْينَ بالتوفيقِ
واختَلَفُوا فقيلَ ذا في السادِسَهْ = أو ثالثٍ أو رابعٍ أو خامِسَهْ
فبَعْدَهُ بَعْثٌ ثلاثونَ رَجُلْ = أميرُ ذاكَ ابنُ رَواحةَ البطَلْ
لخيبرٍ فقَتَلُوا أُسَيْرَا = ابنَ رِزَامٍ لا أَصابَ خَيْرَا
ومِخْرَشٌ مِن شَوحَطٍ كان مَعَهْ = فشَجَّ عبدَ اللهِ لَمَّا صَرَعَهْ
فبَصَقَ النبيُّ في شَجَّتِهِ = فلم تكنْ تُؤذيهِ حتى مَوْتِهِ
فبَعْثُهُ كُرْزَ بنَ جابرٍ إلى = العُرَنِيِّينَ الذينَ مَثَّلَا
بهم رسولُ اللهِ في القتلِ كما = قد فَعَلُوا هم في الرُّعاةِ مِثلَ مَا
وما رَواهُ ابنُ جَريرٍ كَوْنَا = جريرٍ المرسَلَ فارْدُدْ وَهْنَا
فبَعْثُ عَمْرِو بنِ أُمَيَّةٍ إلى = قَتْلِ أبي سُفيانَ فيما فَعَلَا
مِن كونِه جَهَّزَ أَعرابيَّا = بِخِنْجَرٍ ليَقْتُلَ النَّبِيَّا
فلم يُطِقْ فأَسْلَمَ الأَعْرَابِي = فرَاحَ عمرٌو معَه صحابِي
جَبَّارٌ او سلمةُ بنُ أَسْلَمَا = وقَدَّرَ اللهُ له أن يُسْلِمَا
فلم يُطيقَا قَتْلَهُ وقَتَلَا = عمرٌو ثلاثةً وأَسْرَى رَجُلَا
بَعْثُ أبانِ بنِ سعيدٍ نَجْدَا = مِن بعدِ فتْحِ خَيبرٍ قد عُدَّا
ثم إلى تُرْبَةٍ بَعْثُ عُمَرْ = نَحْوَ هَوَازِنٍ أَتَاهُم الْخَبَرْ
فهَرَبُوا لم يَلْقَ منهم أَحَدَا = وعادَ راجِعًا لنَحْوِ أَحْمَدَا
بَعْثُ أبي بكرٍ إلى كِلابِ = يَعْقُبُهُ ومَرَّ في كتابِي
بأنَّ بَعثَه إلى فَزارَةِ = في مُسلمٍ قد صَحَّ معْ زيادةِ
فبَعْثُهُ بَشيراً الأنصارِي = لفَدَكٍ فساقَ في انحدارِ
شاءً لهم ونَعَمًا فأَدْرَكُوا = أصحابَه فقَتَلُوا وسَفَكُوا
وأَخَذُوا أموالَهم وسَلِمَا = مِن بعدِ ما ارْتُثَّ بَشيرٌ قَدِمَا
فبَعْثُهُ الليثيَّ غالبًا إلى = مَيفعةٍ مِن أرضِ نَجْدٍ قَتَلَا
قَومًا وساقَ نَعَمًا وشاءَ = لهم ولم يَسْتَأْسِرَنْ مَن جَاءَ
قِيلَ بها أسامةُ بنُ زَيْدِ = قَتَلَ مَن نَطَقَ بالتوحيدِ
قالَ له النبيُّ هَلَّا قَلْبَهْ = شَقْتَ عنه هل تُحِسُّ كَذِبَهْ
وفي البخارِي بَعْثُهُ أسامَهْ = للحُرَقَاتِ ساقَ ذا تمامَهْ
وسَيجيءُ ذِكْرُ هذي الواقِعَهْ = مِن بعدِ ذِكْرِي لبُعوثٍ عَشرَهْ
فبَعْثُهُ بَشيرًا الأنصارِي = ثانيةً ليَمَنَ والْجَبَارِ
لغَطَفَانَ هَرَبوا وقد هَجَمْ = أَرْضَهُمُ فلم يَجِدْ إلا النَّعَمْ
فساقَها ورجلينِ أُسِرَا = فأَسْلَمَا وأَرْسَلَا إذ حَضَرَا
يَليهِ بَعْثُ ابنِ أبي العَوجاءِ = وهْو بُعيدَ عُمرةِ الفَضاءِ
إلى سُليمٍ جاءَهم عينٌ لَهُمْ = فجاءَهم وقد أَعَدُّوا نَبْلَهُمْ
ثم تَرَامَوْا ساعةً فقُتِلَا = أصحابُه وهْو قد تَحَامَلَا
مِن بعدِ جُرْحِهِ إلى أن قَدِمَا = على النبيِّ سالمًا مُسَلَّمَا
فبَعْثُ غالبٍ إلى الكَديدِ = إلى بني الْمُلَوِّحِ الرُّقودِ
شَنَّ عليهم غارةً فاسْتَاقَا = نَعَمَهُمْ وأَدْرَكوا اللحَاقَا
به فجاءَ اللهُ بالسيلِ فما = قَدَّرَهُم أن يَسْتَرِدُّوا النَّعَمَا
فبَعْثُهُ ثالثةً إلى فَدَكْ = أَجْلَ مُصابٍ مَن بها قَبْلُ هَلَكْ
معَ بشيرٍ فأَصَابُوا النَّعَمَا = وقَتَلُوا في اللهِ قَتْلَى لُؤَمَا
بعْثُ شجاعٍ بَعْدَهُ إلى بَنِي = عامرِ بالسِّيءِ إلى هوازِنِ
يَسيرُ ليلاً يَكْمُنُ النهارَا = فسارَ حتى صَبَّحَ الدِّيَارَا
أصابَ منهم نَعَمًا وشَاءَ = وخَمَّسُوا وقَسَّمُوا ما جاءَ
فبَعْثُ كعبِ بنِ عُميرِ بنِ غِفَارْ = لذاتِ إطلاحٍ فحَلُّوا بالديارْ
فوَجَدُوا الجمْعَ كثيرًا قاتَلُوا = مِن أعظمِ القتالِ حتى قُتِلُوا
إلا الأميرَ ابنَ عميرٍ كَعْبَا = نجا جَريحًا كانَ رَزْأً صَعْبَا
فبَعْثُ عمرٍو وهْو ابنُ العاصي = إلى قُضاعةٍ بِمَرْمًى قاصِي
ذاتِ السَّلاسلِ وكان مَن مَعَهْ = عُدَّ ثلاثَمائةٍ مُجْتَمِعَهْ
فبَلَغَ ابنَ العاصِ كَثْرُ الْجَمْعِ = أَرْسَلَ يَسْتَمِدُّ قَدْرَ الوُسْعِ
أَرْسَلَ له أبا عُبيدةٍ وَرَدْ = في مِائتينِ منهما شَيْخَا الرَّشَدْ
العُمَرانِ يَلْحَقانِ عُمَرَا = فلَحِقُوهُ ثم سَارُوا طُرًّا
حتى لَقُوا جَمْعًا مِن الْكُفَّارِ = فهَرَبَ الكفارُ للأدبارِ
فبَعْثُهُ أيضاً أبا عُبيدَةِ = في عِدَّةٍ وهم ثَلَثُمِائَةِ
وهْو الذي تَعريفُه جَيْشُ الْخَبَطْ = يَلْقَوْنَ عِيرًا لقريشٍ ففَرَطْ
وكان زادُهم جِرابَ تَمْرِ = فأَكَلُوا الْخَبَطْ بعدَ التمْرِ
وفيهِ أَلْقَى البحرُ حُوتًا مَيْتَا = يَدْعُونَهُ العنبرَ حتى ثَبَتَا
شَهْراً عليه الجيشُ حتى سَمِنُوا = مِن أَكْلِه وحَمَلُوا وادَّهَنُوا
وفيه قيسٌ ابنُ سعدٍ نَحْرَا = جَزائرًا للجيشِ حتى ائْتَمَرَا
عُمَرُ معْ أميرِهم فمَنَعَا = وجاءَ سعدٌ فاشْتَكَى مَن مَنَعَا
بَعْثُ أبي قَتادةَ الأنصارِي = بعدُ إلى خُضرةَ للمَغارِ
على مُحَارِبٍ بنَجْدٍ سَارَا = لَيْلاً بهم وكَمُنَ النهارَا
فقَتَلُوا مَن جاءَ واستاقُوا النَّعَمْ = وأَخْرَجَ الْخُمُسَ الأميرُ وقَسَمْ
فبَعْثُه أيضاً إلى بطنِ إِضَمْ = حينَ أَرَادَ غَزْوَ مَكَّةَ وَهَمْ
وكان في البَعْثِ مُحَلِّمٌ قَتَلْ = عامرَ أَشْجَعَ وبِئسَ ما فَعَلْ
حَيَّاهُمُ تَحِيَّةَ الإسلامِ = قَتَلَهُ فبَاءَ بالآثامِ
ونَزَلَتْ {وَلَا تَقُولُوا} الآيا = ثم لَقُوا النبيَّ عند السُّقْيَا
ولابنِ إسحاقَ بأنَّ ذي القصَّهْ = لابنِ أبي حَدْرَدٍ وهْو عُرْوَهْ
بَعْثُهُ معْ رجلينِ نَحْوَا = رِفاعةٍ جاءَ يُريدُ غَزْوَا
للمسلمينَ مِن بَطْنِ مِن جَشَمْ = قَتَلَهُ عُروةُ واستاقَ النَّعَمْ
فبَعْثُهُ أسامةَ بنَ زيدِ = للحُرَقَاتِ وهْو ذو تَرديدِ
هل كان في السبْعِ كما قد مَرَّا = أو في الثمانِ كان وهْو أَحْرَى
وفيه قَتْلُهُ لِمَن قد ذَكَرَا = كلمةَ التوحيدِ حتى أَنْكَرَا
فبَعْثُ خالدٍ لِهَدْمِ العُزَّى = فحَزَّهَا باثنينِ حَزًّا حَزَّا
فبَعْثُ عمرٍو ثانيًا فَهَدَمَا = سُواعَ والسادِنُ أَضْحَى مُسْلِمَا
فبَعْثُ سَعْدٍ وهو ابنُ زَيْدِ = هَدَمَ مَناتَهم على قَديدِ
فبَعْثُ خالدٍ إلى جُذَيْمَةِ = ثانيةً يَدعو لخيرِ مِلَّةِ
ليس مُقَاتِلًا وكانوا أَسْلَمُوا = قالوا صَبَأْنَا وهْو لَفْظٌ منهُمُ
أَمَرَهُم خالدٌ أن يَقْتُلَا = كلٌّ أَسيرَهُ فبَعْضٌ قَتَلَا
وبعضُهم أَمْسَكَ كابنِ عُمَرَا = وصَحْبِهِ لم يَقْتُلُوا مَن أُسِرَا
قالَ النبيُّ إذ أتاهُ الوارِدُ = أَبْرَأُ مما قد أَتاهُ خالدُ
وَدَى لهم قَتلاهمُ النَّبِيُّ = ذَهَبْ بها إليهمُ عَلِيُّ
فبَعْثُهُ طُفَيْلاً الدُّوسِيَّا = لذي الكَفَّيْنِ صَنَمًا فَهَيَّا
ناراً له ومُنْشِداً في ذالكا = يا ذا الكَفَّيْنِ لستُ مِن عُبَّادِكَا
مِيلادُنا أقدَمُ مِن مِيلادِكَا = إني حَشَوْتُ النارَ في فؤادِكَا
فبَعْثُ قيسٍ وهْو ابنُ سَعْدِ = إلى صِدَاءَ أُمِرُوا بالرَّدِّ
لَمَّا أتى أخو صِدَاءَ الْتَزَمَا = بقومِهِ أتى بِجَمْعٍ أَسْلَمَا
فبَعْثُهُ ضاحكاً الكلابِي = لقومِهِ وهم بَنو كِلابِ
فبَعْثُهُ عُيينةَ الفَزَارِي = إلى تَميمٍ أَجْلَ أَخْذِ الثارِ
إذ مَنَعُوا مُصَدِّقَ الرسولِ = مِن أَخْذِ ما أَمَرَ بالفُضولِ
يَسيرُ ليلاً يَكْمُنُ النهارَا = صَبَّحَهُمْ فهَرَبُوا فِرَاراً
أَسَرَ منهم فوقَ خَمسينَ قَدِمْ = على النبيِّ بهم كما عُلِمْ
فجاءَ عَشْرٌ للنبيِّ منهمُ = مِن رؤساءِ قومِهم فقَدَّمُوا
عُطَارِدًا خَطَبَ ثمَّ كَلَّمَا = رَدَّ لهم أُسْرَاهُمُ والْمَغْنَمَا
ونَزَلَتْ {إِنَّ الَّذِينَ} الْمَنْزِلُ = في الحُجُراتِ فيهم لِيَعْقِلُوا
فبَعْثُ قُطبةَ هُو ابنُ عامِرِ = لِخَثْعَمٍ ببِيشَةٍ في صَفَرِ
سنةَ تِسعٍ أن يَشُنُّوا الغَارَهْ = ففَعَلُوا وأَوْقَعُوهُمْ غَارَهْ
فكَثُرَ القَتْلَى وسَاقُوا النَّعَمَا = معَ نِسائِهم فكان مَغْنَمَا
فابنُ مِجْزَزٍ والاسمُ عَلْقَمَهْ = وابنُ حُذافةَ ببَعْثٍ يَمَّمَهْ
للجيشِ في جزيرةٍ في البَحْرِ = فهَرَبُوا وفيهِ بَدْؤُ أَمْرِ
ابنِ حُذافةٍ لِمَن كان مَعَهْ = أن يَقَعُوا في النارِ ثم مَنَعَهْ
وقالَ كنتُ مازِحًا فأَخْبَرَا = بذلك النبي قالَ مُنْكِراً
لا تَسْمَعُوا ولا تُطِيعُوهُمْ في = مَعصيةٍ بل ذاكَ في المعروفِ
بَعْثُ عليٍّ بَعْدَه ليَهْدِمَا = الَفَلْسِ بالفاءِ وكان صَنَمَا
لطَيِّئٍ فشَنَّ غارةً على = حُلَّةِ آلِ حاتمٍ حتى مَلَا
أَيْدِيَهُمْ سَبْيًا وشاءً ونَعَمْ = وخَرَّبَ الفَلْسَ جميعًا وغَنَمْ
أدراعَه ثلاثةً ومِخذمَا = مع اليمانِي ورَسوبَ مَغْنَمَا
وقَسَمَ السبْيَ وآلَ حاتمِ = عزَلَهُمْ لصاحبِ المراحِمِ
قامَتْ له سَفانةٌ فاسْتَأْمَنَتْ = محمداً فحينَ مَنَّ أَسْلَمَتْ
سافَرَتِ الشامَ إلى عَدِيْ = بشَوْرِهَا جاءَ إلى النبِيْ
وذَكَرَ ابنُ سعدٍ أنَّ الْمُرْسَلَا = في البعْثِ خالدٌ كما قد نُقِلَا
فبَعْثُهُ عُكَّاشَةَ بنَ مِحْصَنِ = ثانيةً إلى الْجِبابِ مَوْطِنِ
لغَطَفَانَ أو بَلِيْ وعَذْرَهْ = أو بينَ كلبٍ وبني فَزارهْ
فبَعْثُهُ إلى أُكَيْدِرِ دُومَةِ = ابنَ الوليدِ خالدًا في فئةِ
وقالَ يا خالدُ سوفَ تَجِدُهْ = وهْو يُريدُ بَقَرًا يَصَّيَّدُهْ
فأُرْسِلَتْ بقَرُ وَحشٍ حَكَّتِ = قُرونُها حائطَهُ في ليلةِ
نَشَّطَهُ ذاك يَصِيدُ البَقَرَا = شَدَّتْ عليه خَيْلُه فاسْتَأْسَرَا
أجارَهُ خالدٌ ثم صالَحَهْ = على رقيقٍ ودُروعٍ صالِحَهْ
معَ رِماحٍ وجِمالٍ ورَحَلْ = معْه إلى النبيِّ بعدَما فَصَلْ
فبَعْثُهُ أيضاً إلى عبدِ الْمَدَانْ = أو لِبَنِي الحارثِ نحوَ نَجرانْ
أتاهُمْ فأَسْلَمُوا وأَقْبَلُوا = معْه إلى النبيِّ حتى وَصَلُوا
بَعْثُ عليٍّ بعدَهُ إلى اليَمَنْ = وهيْ بلادُ مَذْحِجٍ ففَرَّقَنْ
أصحابَه جَاؤُوا بالنِّسَاءِ = ووَلَدِهِمْ ونَعَمٍ وشَاءِ
ثم دَعاهُمْ لم يُجيبُوا فقَتَلْ = منهم رِجالاً نحوَ عشرينَ رجلْ
فانْهَزَمُوا فكَفَّ ثم إذ دَعَا = ثانيةً أجابَ بعضٌ مُسْرِعَا
فأَسْلَمُوا وجَمَعَ الغنائِمَا = خُمْسُهَا للهِ ثم قَسَمَا
بَعْثُ بني عَبْسٍ وكانوا وَفَدُوا = له إلى عِيرِ قُريشٍ فَهُدُوا
آخِرُ مَن بَعَثَهُ أُسامَهْ = لأهلِ أُبْنَى لم يَرِمْ مَقَامَهْ
حتى قَضَى النبيُّ قبلَ سَفَرِهْ = ردَّ أسامةَ بِجَمْعِ عَسْكَرِهْ
بَعْثُهُ الصِّدِّيقَ حتى أَرْهَقَا = قاتِلَ زيدٍ وسَبَا وحَرَّقَا
واختلَفُوا في عَدِّها فَالأَكْثَرُ = عن قَدْرِ ما عَدَدْتُ منها قَصَّرُوا
ولابنِ نَصرٍ عالمٍ جَليلِ = بل فوقَ سَبعينَ وفي الإكليلِ
أنَّ البعوثَ عَدَّها فوقَ الْمِائَهْ = ولم أَجِدْ ذا لسِواهُ ابتدأَهْ
 

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36
بابُ ذِكْرِ كُتَّابِهِ عليه السلامُ
كُتَّابُهُ اثنانِ وأَربعونَا = زيدُ بنُ ثابتٍ وكان حِينَا
كاتبَهُ وبعدَه مُعاوِيَهْ = ابنُ أبي سُفيانَ كان وَاعِيَهْ
كذا أبو بكرٍ كذا علِيُّ = عمرُ عُثمانُ كذا أُبَيُّ
وابنُ سعيدٍ خالدٌ حَنْظَلَةُ = كذا شُرَحْبِيلُ أُمُّهُ حَسَنَةُ
وعامرٌ وثابتُ بنُ قَيْسِ = كذا ابنُ أَرقمَ بغيرِ لَبْسِ
واقْتَصَرَ الْمِزِّيُّ معْ عبدِ الْغَنِي = منهم على ذا العددِ الْمُبَيَّنِ
وزِدْتُ مِن مُفترقاتِ السِّيَرِ = جَمْعًا كثيراً فاضْبِظَنْهُ واحْصُرِ
طَلحةَ والزبيرَ وابنَ الْحَضْرَمِي = وابنَ رَواحةَ وَجَهْمًا فاضْمُمِ
وابنُ الوليدِ خالداً وحاطِبَا = هو ابنُ عمرٍو وكذا حُوَيْطِبَا
حُذَيْفَةً بريدةً أَبَانَا = ابنَ سعيدٍ وأبا سُفيانَا
كذا ابنُه يَزيدُ بعضُ مُسْلِمَهْ = الفتحِ مع مُحَمَّدِ بنِ مَسْلَمَهْ
عمرٌو هو ابنُ العاصِ معْ مُغيرةِ = كذا السِّجِلُّ معَ أبي سَلَمَةِ
كذا أبو أَيُّوبٍ الأنصارِيْ = كذا مُعَيْقِيبٌ هو الدَّوسِيُّ
وابنُ أبي الأَرْقَمِ أَرْقَمَ اعْدُدِ = فيهم كذاك ابنُ سَلولٍ الْمُهْتَدِي
كذا ابنُ زَيدٍ واسْمُه عبدُ اللهْ = والجَدُّ عبدُ رَبِّهِ بلا اشْتِبَاهْ
واعْدُدْ جُهَيْمًا العُلاَ بنَ عُتْبَةِ = كذا حُصَيْنُ بنُ نُميرٍ أَثْبِتِ
وذَكَرُوا ثلاثةً قد كَتَبُوا = وارْتَدَّ كلٌّ مِنهمُ وانْقَلَبُوا
ابنُ أبي سَرْحٍ مع ابنِ خَطَلِ = وآخَرُ أُبْهِمَ لم يُسَمَّ لِي
ولم يَعُدْ منهم إلى الدِّينِ سِوَى = ابنُ أبي سَرْحٍ وباقِيهِمْ غَوَى
بابُ ذِكْرِ رُسُلِهِ عليه الصلاةُ والسلامُ إلى الملوكِ
أوَّلُ مَن أَرْسَلَهُ النَّبِيُّ = لِمَلِكٍ عمرٌو هو الضَّمْرِيُّ
إلى النجاشِيِّ فلَمَّا قَدِمَا = نَزَلَ عن فِراشِهِ فأَسْلَمَا
وأَرْكَبَ المهاجرينَ البَحْرَا = إليه في سَفينتينِ طُرَّا
زَوَّجَهُ رَملةَ عَمْرٌو قَبْلَهْ = له ومَهْرَهَا النجاشِي بَذَلَهْ
ودِحْيَةٌ أَرْسَلَهُ لقَيْصَرَا = وهْو هِرَقْلُ فعَصَى واستَكْبَرَا
وابنُ حُذافةٍ مَضَى لكِسْرَى = فمَزَّقَ الكتابَ بَغْيًا نُكْرَا
وحاطِبًا أَرْسَلَ لِلْمُقَوْقِسِ = فقالَ خَيراً وَدَنَا لم يُؤْيِسِ
أَهْدَى له مَاريَةَ القِبْطِيَّهْ = وأُخْتَهَا سِيرينَ معْ هَدِيَّهْ
مِن ذَهَبٍ وقَدَحٍ مِن عَسَلْ = وطُرَفٍ مِن مِصرَ مِن بَنْهَا العَسَلْ
وأَرْسَلَ ابنَ العاصِ حتى أَدَّى = كِتابَه إلى ابْنَيِ الْجَلَنْدَى
فأَسْلَمَا وصَدَّقَا وخَلَّيَا = ما بينَ عمرٍو والزكاةَ هَدَيَا
وأَرْسَلَ السَّليطَ لليَمَامَةِ = لِهُوذَةٍ مَلِكْ بني حَنيفةِ
فأَكْرَمَ الرسولَ إذ أَنْزَلَهُ = وقالَ ما أَحسنَ ما يَدعو لَهُ
سَأَلَ أن يَجعلَ بعضَ الأَمْرِ = له فلَمْ يُعْطَ قَضَى في الكفْرِ
كذا شُجَاعٌ الأَسَدِيُّ يَلْقَى = الحارثَ الغَسَّانَ مَلِكَ الْبَلْقَا
رَمَى الكتابَ قالَ إني سائِرُ = إليهِ رَدَّهُ هِرقلُ قَيصرُ
وقيلَ بل أَرْسَلَهُ لِجَبَلَهْ = فقارَبَ الأمرَ ولكن شَغَلَهْ
الْمُلكُ ثم في زَمانِ عُمَرَا = أَسْلَمَ ثم ارْتَدَّ حتى كَفَرَا
وابنَ أبي أُمَيَّةَ الْمُهَاجِرَا = أَرْسَلَهُ لحارثِ بنِ حِمْيَرَا
عبدُ كُلالٍ أَبُهُ فرَدَّدَا = أَنْظُرُ في أَمْرِي وبعدُ وَفَدَا
على النبيِّ مُسْلِمًا فاعتَنَقَهُ = وفَرَشَ الرِّدَا له ووَمَقَهْ
وأَرْسَلَ العَلَا أي ابنَ الْحَضْرَمِي = لِمُنْذِرٍ وهْو ابنُ ساوَى الدَّارِمِي
كان مع العَلَا أبو هُريرةِ = فانْقَادَ مُنذرٌ بخيرِ مِلَّةِ
ووَفَدَ المنذِرُ عامَ الفتْحِ أو = في عامِ تِسعةٍ خِلافًا قد حَكَوْا
كذاك قد أَرْسَلْ مُعاذًا وأبا = موسى إلى مُخَالِفٍ فاقْتَرَبَا
وقالَ يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا = وبَشِّرَا طَوْعًا ولا تُنَفِّرَا
كذا جَريرٌ نَحْوَ ذي الكلاعِ = ونحوَ ذي عَمْرٍو ونِعْمَ الدَّاعِي
دَعَاهُمَا لِمِلَّةِ الإسلامِ = فأَسْلَمَا للهِ باستسلامِ
وعَمْرًا الضَّمْرِيَّ إلى مُسيلِمَهْ = فلَمْ يَؤُبْ عن كِذْبِهِ ولَزِمَهْ
أَرْسَلَ له كِتابَهُ معْ سائبِ = ثانيةً فلم يكنْ بالتائبِ
وبعدَه عَيَّاشًا ايضاً أَرْسَلَا = إلى بني عبدِ كُلالٍ قَبِلَا
كُلُّهُمْ كِتَابَهُ وأَسْلَمُوا = نُعَيْمٌ الحارثُ مَسروحٌ هُمُ
وأَرْسَلَ النبيُّ أيضاً إذ كَتَبْ = لعِدَّةٍ لم يُسْمَ مَن بها ذَهَبْ
لفَروةَ بنِ عمرٍو الْجُذَامِي = أَفْلَحَ إذ أَقَرَّ بالإسلامِ
ولِبَنِي عمرٍو وهم مِن حِمْيَرِ = كذاك مَعْدِي كَرِبَ الْمُشْتَهِرِ
ولأساقِفَ بنَجرانَ كَتَبْ = كذا لِمَن أَسلَمَ مِن حَدْسٍ عَرَبْ
وابنِ ضِمَادٍ خالدِ الأَزْدِيّ = ولابنِ حَزمٍ عمرٍو الرَّضِيّ
وليزيدَ بنِ الطُّفَيْلِ الحارِثِ = ولبني زيادِ بنِ الحارثِ
ولأخي تَميمٍ اوسٍ كَتَبَا = وهْو لَدَى أولادِهم ما ذَهَبَا
بابُ ذِكْرِ أولادِه مِن الذكورِ والإناثِ
كان له ثلاثةٌ بَنُونَا = القاسمُ الذي به يَكْنُونَا
بمكةٍ قبلَ النبوَّةِ وُلِدْ = والطيِّبُ الطاهرُ وهْو واحدْ
وهْو الصحيحُ واسمُه عبدُ اللهْ = وقيلَ بل هذانِ فابنانِ سِواهْ
والثالثُ ابراهيمُ بالمدينةِ = عاشَ بها عاماً ونصفَ سَنَةِ
وقيلَ معْ نُقصانِ شهْرٍ وقَضَى = سِتَّةَ عشرَ فَرَطًا له رِضَا
وماتَ قاسمٌ له عامانِ = وعِدَّةُ الأولادِ مِن نِسوانِ
أربعةٌ فاطمةٌ البَتُولُ = زَوَّجَهَا عَلِيًّا الرسولُ
وزينبٌ زَوَّجَهَا أبا العاصْ = ابنَ الربيعِ وَافِياً ذا إخلاصْ
بوَعْدِهِ وزَوَّجَ اثنتَيْنِ = تَعَاقُبًا عُثمانَ ذا النُّورَيْنِ
رُقَيَّةٌ فأمُّ كُلثومٍ تَلِي = ونِعْمَ ذاكَ الصِّهْرُ عُثمانُ الولِي
وجُملةُ الأولادِ مِن خَديجةِ = لكنَّ إبراهيمَ مِن ماريَةِ
وليس في بَناتِهِ مَن أَعْقَبَا = إلا البَتُولَ طابَ أُمًّا وأَبَا
بابُ ذِكْرِ أَعمامِهِ وعَمَّاتِهِ عليه السلامُ
أعمامُه حمزةُ والعَبَّاسُ = قد أَسْلَمَا وأُرْغِمَ الْخَنَّاسُ
زُبيرٌ الحارثُ حَجْلٌ قُثَمُ = ضِرارٌ الغَيداقُ والْمُقَوَّمُ
عبدُ مَنافٍ معْ عبدِ الكَعْبَهْ = كذا أبو لَهَبٍ ارْدِي كَسْبَهْ
عَمَّاتُهُ صَفِيَّةٌ عاتِكَةُ = أمُّ حكيمٍ بَرَّةٌ أُميمةُ
أَرْوَى ولم يُسْلِمْ سِوَى صَفِيَّةِ = قيلَ ومعْ أَرْوَى ومعْ عَاتِكَةِ
بابُ ذِكْرِ أزواجِه عليه السلامُ
زوجاتُه اللاتِي بِهِنَّ قد دَخَلْ = ثِنْتَا أو احْدَى عشرةَ خُلْفٌ نُقِلْ
خَديجةُ الأُولَى تَلِيهَا سَودَةُ = ثم تَلِي عائشةُ الصِّدِّيقَةُ
وقيلَ قبلَ سَودةٍ فحَفْصَةُ = فزينبُ والدُها خُزيمةُ
فبَعْدَها هندٌ أي امُّ سَلَمَهْ = فابنةُ جَحْشٍ زَينبُ الْمُكَرَّمَهْ
تَلِي ابنةُ الحارثِ أي جُويْرِيَهْ = فبَعدَها رَيحانةُ الْمُسَّبِيَّهْ
وقيلَ بل مِلْكُ يَمينٍ فقَطُ = لم يَتَزَوَّجْها وذاكَ اضْبَطُ
بنتُ أبي سُفيانَ وهْي رَمْلَةُ = أمُّ حبيبةٍ تَلِي صَفِيَّةُ
مِن بعدِها فبَعْدَها مَيمونَهْ = حِلًّا وكانتْ كاسْمِها مَيمونَهْ
وابنُ الْمُثَنَّى مَعْمَرٌ قد أَدْخَلَا = في جُملةِ اللاتِي بهنَّ دَخَلَا
بنتَ شُريحٍ واسْمُها فاطِمَةُ = عَرَّفَهَا بأنها الواهبةُ
ولم أَجِدْ مَن جَمَعَ الصحابَهْ = ذَكَرَهَا ولا بأُسْدِ الغابَهْ
وَعَلَّهَا التِي اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ وَهْيَ ابْنَةُ الضَّحَّاكِ بَانَتْ عَنْهْ
وغيرُ مَن بَنَى بها أو وَهَبَتْ = إلى النبيِّ نفسَها أو خُطِبَتْ
ولم يَقَعْ تَزويجُها فالْعِدَّةُ = نحوَ ثلاثينَ بخُلْفٍ أَثْبَتُوا
بابُ ذِكْرِ خُدَّامِهِ مِن الرجالِ والنساءِ
فأَنَسٌ أَلْزَمُهُمْ للخِدْمَةِ = أسماءُ هندٌ وَلَدَا حَارِثَةِ
كذا بلالٌ عُقْبَةُ بنُ عامِرِ = سعدٌ فَتَى الصِّدِّيقِ مع ذي مِخْمَرِ
رَبيعةٌ معَ ابنِ مَسعودٍ أبو = ذَرٍّ بُكَيْرٌ ولليثِ نُسِبُوا
وابنُ شَريكٍ أَسْلَعُ فأَرْبَدُ = كذا ابنُ مالكٍ والاسمُ الاسودُ
وابنُ أخيهِ الحَدْرَجَانِ جَزْرٌ = له بخُدَّامِ النبيِّ ذِكْرُ
وسابِقٌ وسالمٌ قد ذُكِرَا = وقيلَ سَلْمَى واعْدُدِ الْمُهَاجِرَا
قَيْسُ بنُ سَعْدِ أَيْمَنٌ ثَعلبةُ = كذا نُعيمٌ أَبُهُ رَبيعةُ
كذا أبو السمْحِ أبو الحمراءِ = أبو عُبَيْدٍ ومِن النساءِ
مَاريةُ اثنتانِ مع رُزَيْنَهْ = وأَمَةُ اللهِ لهذه ابْنَهْ
صَفِيَّةٌ وخَوْلَةٌ وخَضْرَةُ = سَلْمَى وأمُّ أيمنٍ بَرَكَةُ
وأمُّ عَيَّاشٍ كذا مَيمونَةُ = وفي الْمَوالِي ذُكِرَتْ ذي الْخَمْسَةُ
بابُ ذِكْرِ مَوالِيهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
زيدٌ أسامةُ ابنُه ثَوْبَانُ = أَنَسَةٌ وصالحٌ شَقرانُ
كذا أبو كَبْشَةَ واسْمُهُ سُلَيمْ = أو أوسٌ اسْمَاهُ به أبو نَعِيمْ
كذا رَبَاحٌ ويَسارٌ مُدْعَمُ = كذا أبو رافعٍ وهْو أَسْلَمُ
وقيلَ إبراهيمُ أو فثَابِتُ = أو هِرْمِزٌ يَزيدُ خُلْفٌ ثابتُ
ورافعٌ كَرْكَرَةٌ فَضَالَهْ = ووَاقِدٌ سَفينةٌ فَزارَهْ
طَهمانُ أو كَيسانُ أو مِهرانُ = مَولاهُ أو ذَكوانُ أو مَروانُ
جَدُّ هِلالِ بنِ يَسارٍ زَيْدُ = حُنينُ مابورٌ كذا عُبَيْدُ
أبو عَسيبٍ وأبو عُبَيْدِ = معَ أبي ضُمَيْرَةٍ سَعيدِ
ومِن مَوالِيهِ أبو مُوهوبَةِ = حازُوا به فَخْراً على الْمَرتبةِ
وكلُّ مَن سُمِّيَ فيها أو كُنِي = فلم يَزِدْ عليهم عبدُ الْغَنِي
وزادَ بعضُهم عليه في العَدَدْ = تِسْعًا وأربعينَ كلٌّ قد وَرَدْ
أَفْلَحُ معه أنْجَشَهْ وأَسْلَمُ = أَيمنُ باذامُ وبَدْرٌ حاتمُ
دَوْسٌ قَفيزٌ سابقٌ رُويفِعُ = سعيدٌ اثنانِ عُبيدٌ رافعُ
سَنْدَرُ سالمٌ كُريبُ غَيْلَانْ = كذا عُبيدُ اللهِ سَعدُ سَلمانْ
محمدٌ هو ابنُ عبدِ الرحْمَنْ = مكحولُ نافعٌ نُفيعٌ وَردانُ
هُرْمُزْ واقدٌ يَسارُ شَمعونْ = ضُميرةٌ فَضالةٌ وعَمرونْ
كذا نُبَيْهٌ ونَبِيلٌ وهِلَالْ = كذا أبو رَافِعٍ آخَرُ يُقالْ
أبو البشيرِ وأبو أُثَيْلَهْ = أبو لَقِيطٍ وأبو صَفِيَّهْ
كذا أبو الْحَمْرَا أبو سَلَّامِ = معْ أبي هِنْدٍ أي الْحَجَّامِ
كذا أبو اليُسْرِ أبو لُبابةِ = كذا أبو سَلْمَى مع أبي قَيْلَةِ
أمَّا الإماءُ فذُكِرْنَ خَمْسَهْ = فيما مَضَى رَضْوَى كذا أُمَيْمَهْ
رُبيحةٌ رَزينةٌ رُكانةُ = كذاك قَيْسَرُ اختُها مَارِيَةُ
مَيمونةُ اثنتانِ والبعضُ جَعَلْ = تَيْنِ مِن الْجذامِ فيما قد نَقَلْ
بابُ ذِكْرِ أَفراسِه عليه الصلاةُ والسلامُ
سَكْبٌ لِزازٌ ظَرِبٌ وسَبْحَهْ = مُرتَجِزٌ وَرْدٌ لَحِيفٌ سَبْعَهْ
وليس فيها عندَهم مِن خُلْفِ = والخُلْفُ في مَلاوحٍ والطُّرْفِ
كذاكَ ضِرْسٌ وشَحَا مَنْدُوبُ = مِرواحُ بَحْرٌ أَدْهَمٌ نَجِيبُ
أَبلَقُ مع مُرْتَجِلٍ معْ يَعْسُوب = سَرحانَ والعُقالِ سِجلِ يَعبُوبْ
بابُ ذِكْرِ بِغالِهِ وحَميرِه صَلَّى اللهُ تعالى عليه وسَلَّمَ
بغالُه خَمسةٌ او فَسِتَّهْ = دُلْدُلُ معْ فِضةَ والأَيْلِيَّهْ
وبغلةً أَهْدَى له الأُكَيْدِرُ = وجاءَ مِن كِسْرَى وفيه نَظَرُ
وبَغلةٌ أَهْدَى لهُ النَّجَاشِي = وهْو بأخلاقِ النبيِّ الفاشِي
حِمارُه عُفيرٌ أو يَعفورُ = أو فهما اثنانِ وذا المشهورُ
وكونُه كان اسْمُه زِيادَا = أو بيَزيدَ مُنْكَرٌ إسنادَا
وثالثٌ أعطاهُ سعدٌ سَنَدُهْ = رَدِيفُهُ قَيسُ بنُ سعدٍ وَلَدُهْ
بابُ ذِكْرِ لِقَاحِهِ وجِمَالِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
كانتْ له لِقاحٌ الْحِنَّاءُ = عُرَيِّسٌ بَغومٌ السمراءُ
بُردةُ والمروةُ والسَّعْدِيَّةُ = حَفِدَةٌ مُهْرَةٌ واليسيرةُ
رِيَّاءٌ والشقراءُ والصَّهْبَاءُ = عَضْبًا وجَدعاءُ هما القَصْوَاءُ
وغيرُهُنَّ والْجِمالُ الثَّعْلَبُ وجملٌ أحمرُ والْمُكْتَسَبُ
غَنِمَةُ في يومِ بَدرٍ مِن أبي جَهْلٍ فأهداهُ إلى البيتِ النبِي
في أَنْفِهِ بِرةٌ اي مِن فِضَّهْ = غاظَ به كُفَّارَ أهلِ مَكَّهْ
بابُ ذِكْرِ مَنائحِهِ ودِيَكِهِ
كانت له مَنائحٌ بَرَكَةُ = زَمزمُ سَقْيا عَجْرَةٌ ووَرْشَةُ
أطلالٌ اطرافٌ قَمَر مع يمنِ = غَوْثَةُ أو غَيثةُ بل في السُّنَنِ
كانت له مائةُ شاةٍ غَنَمَا = ولا يُريدُ أن تَزيدَ كُلَّمَا
وُلِدَ منها بَهمةٌ راعِيها = ذَبَحَ شاةً لا يَزيدُ فيها
وكان أيضاً عندَه ديكٌ لَهُ = أبيضُ فالْمُحِبُّ قد نَقَلَهُ
بابُ ذِكْرِ سلاحِه
كان له مِن الرماحِ خمسةُ = مِن قَينقاعٍ جاءَهُ ثلاثةُ
ورابعٌ له يُسَمَّى الْمثويَا = والخامسُ الْمَثْنَى بذاكَ سُمِّيَا
أقواسُه خَمسةٌ الروحَاءُ = وقوسُ شَوْحَطٍ هي البيضاءُ
وقوسُ نَبْعٍ وهي الصَّفْرَاءُ = كذلك الكتومُ والزوراءُ
كانت له تُرْسٌ به تِمثالُ = كَرِهَهُ فذَهَبَ التِّمثالُ
كذا الزلوقُ للسلاحِ يَزْلَقُ = وتُرسُهُ الثالثُ وهو الفَتَقُ
أسيافُه الْحَتْفُ وذو الفِقَارِ = مأثورٌ العَضْبُ مع البَتَّارِ
كذاكَ مِخْذَمٌ كذا رَسُوبُ = والقَلَعي لم يُسْمَ والقضيبُ
وقيلَ ذا قَضيبُه الممشوقُ = كان بأَيْدِي الْخُلَفَا يَشوقُ
أدراعُه سَبعةٌ السُّفْدِيَّةُ = ذاتُ الفضولِ وكذاك فِضَّةُ
ذاتُ الْحَوَاشِي ما لها كِفَاءُ = ذاتُ الوِشاحِ الخِرْنِقُ البتراءُ
كانت له مِنْطَقَةٌ أَديمُ = فِضَّةٌ الْحِلَقُ والإبزيمُ
رايتُه العِقابُ كالنَّمْرَاءِ = معْ رايةٍ صفراءَ معْ سوداءِ
كانت له أَلْوِيَةٌ بِيضٌ كذا = سُودٌ معْ أَغْبَرَ منها اتَّخَذَا
حِرَابُه البيضاءُ ثم النَّبْعَةُ = وحَرْبَةٌ صغيرةٌ عنَزَةُ
مِغْفَرُهُ السبوغُ والْمُوَشَّحُ = فُسطاطُه الكنُّ كما قد صَرَّحُوا
مِحْجَنُهُ قَدْرُ ذِراعٍ يَسْتَلِمْ = في حَجِّهِ الرُّكْنَ به كما عُلِمْ
كانت له هِراوةٌ بالنَّقْلِ = كذا عَسيبٌ من جَريدِ النخْلِ
كانت له مِخْصَرَةٌ يَخْتَصِرُ = بها اسمُها العُرْجُونُ فيما ذكَروا
كان له خُفَّانِ ساذَجَانِ = أهداهما أَصْحَمَةُ الربانِي
كذا له أربعةٌ منها أُخَرْ = أصابَها مِن سَهْمِه مِن خَيبرْ
له ثلاثٌ مِن جِبابٍ تُلْبَسُ = في الْحَرْبِ إحداهُنَّ منها سُنْدُسُ
أَخْضَرُ ثم جُبَّةٌ طَيَالِسَهْ = تُغْسَلُ للمَرْضَى وكانتْ مَلْبَسَهْ
ونَبْلُهُ سُمِّيَ بالْمُؤْتَصِلَهْ = ومنه ما سُمِّيَ بالْمُنَصَّلَهْ
بابُ ذِكْرِ أَقداحِه وآنِيَتِه ورَكْوَتِه ورَبْعَتِه وسَريرِه عليه السلامُ
أقداحُه الرَّيَّانُ والْمُغيثُ = وآخَرُ مُضَبَّبَ يُغِيثُ
به إذا ما مَسَّهُمْ مِن حَاجِ = وقَدْحٍ آخَرُ مِن زُجاجِ
وقَدَحٌ تحتَ السريرِ عَيدانْ = يَقْضِي به حاجتَه في الأحيانْ
مَرْكِنُهُ مِن شَبَهٍ وتَوْرَهْ = حجارةٌ مَن نالَه يَميرَهْ
رَكوته كانت تُسَمَّى الصادِرَهْ = قَصْعَتُهُ الغرَّاءُ ليست قاصِرَهْ
كان له صاعٌ لأجلِ الفِطرَةِ = وقَعبُهُ كان اسْمُهُ بالسَّعَةِ
كانت له ربعَةٌ اي مُرَبَّعَهْ = كجُونَةٍ يُجْعَلُ فيها أَمْتِعَهْ
سواكُهُ ومِشْطُهُ والْمُكْحُلَهْ = كذلك الْمِرآةُ والْمِقراضُ لهْ
كان له سريرٌ اهدَاهُ لَهُ = أسعدُ وهو ساجٌ استعمَلَهُ
موَشَّحٌ باللَّيفِ ثم وُضِعَا = عليه لَمَّا ماتَ ثم رُفِعَا
عليه أيضاً بعدَه الصِّدِّيقُ = كذاك أيضاً عُمَرُ الفاروقُ
بابُ ذِكْرِ الوُفودِ إليه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
أوَّلُ وَفْدٍ وَفَدُوا الْمَدِينَهْ = سَنَةَ خَمْسٍ وَافِدُوا مُزَيْنَهْ
وهكذا سعدُ بنُ بكرٍ في رَجَبْ = وعامَ سبعةٍ جُذامٌ وعَقبْ
الأشعرِيُّونَ ودَوْسٌ القَوْمُ = وفي الثمانِ ألْفَتْ سُلَيْمُ
ثَعلبةٌ ثُمالةٌ والْحَدَانْ = فيها وفي التاسعِ وفدُ هَمْدَانْ
كذا بنو الدارِ وفيه في صَفَرْ = عذرةُ بعدَها بَلِي وحِمْيَرْ
وبعدُ في العاشرِ وَفْدُ خَولانْ = وكندةٍ وغامدٍ وغَسَّانْ
وَفْدُ الرهاويينَ وَفْدُ نَجرانْ = وَفْدُ صُدًا والأزْدِ معْ سَلَامَانْ
بَجيلةٍ وحَضْرَموتَ النَّخَعُ = والحارثِ بنِ كعبٍ ايضاً أَجْمَعُ
وفيهما مُرَّةُ عَبْسٌ أَسَدُ = وفْدُ تَميمٍ فيهم عُطَارِدُ
باهلةٌ وجعدَةٌ فَزَارَةُ = عَقيلُ عبدٌ أشجَعٌ كِنانةُ
لقيطُ بكرٌ وابنُ عمَّارٍ قُدَدْ = ماتَ رُجوعًا وكِلابٌ ووَفَدْ
وفدُ ثَقيفٍ معَ عبدِ القَيْسِ = رُؤَاسِ عامرٍ هِلالٍ عَنْسِ
قَشِيرُ تَغْلِبُ وبعضٌ مُسْلِمُ = أمَّا النصارَى منهم فأَلْزَمُوا
أن يَمنعوا أولادَهم مِن صِبغةِ = في دِينِهم وفي بني حَنيفةِ
ومِن وُفودِ اليَمَنِ اليمانِ = وفدُ تُجِيبَ طَيئٍ جَيشانِ
كلبٌ خُشينٌ ومُرادٌ والصَّدِفْ وخَثْعَمٌ سعدُ العشيرةِ رَدِفْ
أَزْدٌ عُمَانٌ وزَبِيدٌ اسْلَمُ = وبارقٌ وابنُ حَميدٍ سالِمُ
سعدُ هُذيمٍ جَرْمُ بَهْرا مَهْرةُ = ورُفدُ جُعْفِيّ كذا جُهَيْنَةُ
سنةَ إحدى عشرةٍ جاءَ النَّخَعْ = في مِئتينِ بعدَ مَن قَبلُ نَجَعْ
وفدُ السباعِ والذئابِ ذُكِرَا = في غابةٍ وغيرِها واستُنْكِرَا
بابُ ذِكْرِ أُمرائِهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ
أَمَّرَ باذانَ بلادَ اليَمَنِ = ثم ابنَهُ شَهْرًا بِصَنْعَا يَمَنِ
وابنَ أبي أُمَيَّةَ الْمُهَاجِرَا = كِنْدَةَ والصَّدِفْ فقَبِلَ أنْ سَرَا
لعَمَلِهْ قَضَى النبيُّ بالْمَوْتِ = كذا زيادُ بنُ لَبيدٍ حَضْرَ مَوْتِ
كذا أبو موسى زَبيداً وعَدَنْ = ونَبْعِ والساحِلِ مِن أرضِ الْيَمَنْ
كذاكَ قَدْ وَلَّى مُعَاذًا الْجَنَدْ = كذاك عَتَّابًا عَلَى خَيرِ بَلَدْ
كذاك قد وَلَّى أبا سُفْيَانَا = صَخْرَ بنَ حربٍ بَعْدَ ذا نَجْرَانَا
كذا ابنَه يزيدَ في تَيماءَ = وابنَ سعيدٍ خالداً صنعاءَ
كذاك عَمْراً أَخَهُ وادي الْقِرَى = وحَكَمًا أخاهما على قُرَى
عُرينةِ كذاكَ أيضاً أَعْطَى = أخاهُمَا أبانَ منه الْخَطَّى
كذاكَ إبنَ العاصِ عمرًا بعُمَانْ = كذا على الطائفِ وَلَّى عثمانْ
ابنَ أبي العاصِ كذاكَ وَلَّى = مَحْمِئَةَ الأخماسِ ثُمَّ وَلَّى
عليًّا القضاءَ والأخماسَا = بيَمَنٍ فكانَ فيه رَاسَا
كذاك أَمَّرَ ابنَ حاتمٍ عَدِي = في صَدقاتِ طَيِّئٍ وأَسَدِ
وغيرَهُ مِن أمراءِ الصَّدَقَهْ = تُجْمَعُ مِن قبائلٍ مُفترِقَهْ
وأمَّرَ الصِّدِّيقَ في الْحَجِّ لِذِي = سَنَةِ تِسعٍ وعَلِيًّا في النِّدَا
أن لا يَحُجَّ بعدَ عامِي مُشْرِكُ = ويَقْرَأُ السورةَ خَابَ المشرِكُ
أمَّا الأُولَى أَمَّرَهُمْ بالْبَعْثِ = فذَكَرُوا في كلِّ بَعثٍ بَعْثِ
بابُ ذِكْرِ مَرَضِه ووَفاتِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ
مَرِضَ في العشْرِ الأخيرِ مِن صَفَرْ = أقامَ في شَكواهُ ذاكَ اثْنَيْ عَشَرْ
أو عَشْراً او أقامَ أربعْ عَشْرَهْ = أو فثلاثَ عَشرةٍ قد ذَكَرَهْ
كذا ابنُ عبدِ الْبَرِّ في ربيعِ = في يومِ الاثنينِ لدى الجميعِ
وَفاتُه إمَّا بثانِي الشَّهْرِ = أو مُسْتَهَلّ أو بثانِي عَشْرِ
وهْو الذي أَوْرَدَهُ الجمهورُ = لكنْ عليهِ نَظَرٌ كبيرُ
لأنَّ وَقفةَ الوَداعِ الْجُمُعَهْ = فلا يَصِحُّ كونُها فيه مَعَهْ
وقيلَ بل في ثامنٍ بالْجَزْمِ = وهْو الذي صَحَّحَهُ ابنُ حَزْمِ
وكان ذاك عندَما اشْتَدَّ الضُّحَى = أو حينَ زاغَ الشمسُ خُلْفٌ صرَّحَا
غَسَلَهُ عليٌّ والعبَّاسُ = وقُثَمٌ والفضلُ ثم ناسُ
أسامةٌ شَقرانُ يَصْبُبَانِ = الْمَا وأوسٌ حاضرُ المكانِ
وقيلَ كان يَنقُلُ الماءَ لَهُ = وأنَّ عَمَّهُ لم يشاهِدْ غَسْلَهُ
غَسِلَ مِن بِئْرِهِ بئرِ غَرْسِ = ولم يُجَرَّدْ مِن قميصِ اللُّبْسِ
يَدْلُكُه بِخِرقَةٍ عَلِيُّ = مِن تَحتِه وهْو له وَلِيُّ
بالماءِ والسدْرِ ثلاثًا غُسِلَا = وفي ثلاثةٍ ثِيابًا جُعِلَا
وتلك بيضٌ مِن سُحولِ اليَمَنِ = ولم يَكُنْ قَيمصُه فِي الكَفَنِ
وقد رَوَى الحاكمُ أن قد كُفِّنَا = في سَبعةٍ وبالشذوذِ وُهِّنَا
ثم أتى الرِّجالُ فَوْجًا فَوْجَا = صَلَّوْا فُرَادًى ومَضَوْا خُرُوجَا
ثم النساءُ بعدَهم والصبْيَةُ = وفي حديثٍ وبه جَهالةُ
صَلَّى عليه أوَّلًا جِبريلُ = ثَمَّتَ مِيكائيلُ إسرافيلُ
ثم يَلِيهم مَلَكُ الموتِ مَعَهْ = جُنُودُهُ الملائكُ الْمُجْتَمِعَهْ
وقيلَ ما صَلَّوا عليه بل دَعَوْا = وانْصَرَفُوا وذا ضَعيفٌ ورَوَوْا
عن مالكٍ إنَّ عَددَ الصَّلَاةِ = تِسعونَ واثنانِ مِن الْمَرَّاتِ
وليس ذا مُتَّصِلَ الِاسْنَادِ = عن مالكٍ في كُتُبِ النُّقَّادِ
ودَفْنُهُ في بقعةِ الوَفَاةِ = بخبرِ الصِّدِّيقِ بالإثباتِ
ودَخَلَ القبرَ الأُولَى في الغَسْلِ = قيلَ سِوَى أُسامةٍ وخَوْلِي
زادَ ابنُ سعدٍ أيضاً ابنَ عوْفِ = معَ عَقيلٍ أَمِنُوا مِن خَوْفِ
وفُرِشَتْ في قَبْرِه قُطَيْفَةُ = وقيلَ أُخْرِجَتْ وهذا أَثْبَتُ
ولَحَدُوا لَحْدًا له ونُصِبَتْ = عليه تِسعُ لَبِنَاتٍ أُطْبِقَتْ
وسَطَّحُوا مع رَشِّهِمْ بالماءِ = واشتَرَكَ الأنامُ في العَزَاءِ
وذاك في ليلةِ الَاربِعاءِ = أو قَبْلَها بليلةٍ ليلاءِ
وقيلَ يومَ الموتِ بالتعجيلِ = صَحَّحَهُ الحاكمُ في الإكليلِ
وفَسَّرَ الصِّدِّيقُ للصِّدِّيقَةِ = مَنامَها أنْ سَقَطَتْ في الْحُجْرَةِ
حُجْرَتِها ثلاثةٌ أَقمارَا = ها خيرُ أقمارِكِ حَلَّ الدَّارَا
صَلَّى عليه ربُّنا وسَلَّمَا = وصاحِبَيْهِ نُعِّمَا وأَنْعَمَا
هُمَا الضَّجيعانِ مِن الأقمارِ = قد جَاوَرَا في اللَّحْدِ خيرَ جارِ
ثم على عُثمانَ معْ عَلِيّ = وسائرِ الأصحابِ والْوَلِيّ
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
سلمت يمينك أختى الفاضلة

أثابك الله ...ورزقك لذة النظر إلى وجهه الكريم وهو راض عنك..وضاحك اليك

 

شذا القران

يَا دُنيا اِعذُرينِي فَالجنّة تُنَادِينِي
إنضم
17 أكتوبر 2010
المشاركات
1,492
النقاط
36
الإقامة
بين جدران الزمن
احفظ من كتاب الله
كاملا والكمال لله وجل
احب القراءة برواية
حفص وربنا يقدرنا نتعلم باقي الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابرهيم الاخضر
الجنس
اختكم في الله لا تنسونا من الدعاء
سلمت يمناك


ألفية رائعة بمعلوماته ومفيدة وقيمة


جزيت الفردوس الأعلي اختي
 
أعلى