الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
رمضان ولى....... فماذا بعد ؟!
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 50698" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">رمضان ولى....... فماذا بعد ؟!</span></span></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p> <p style="text-align: center"></p><p></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: #800000">أبو أنس عبدالوهاب عمارة</span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-size: 18px">الحمد لله جلت حكمته فيما شرع , وعظمت رحمته فيما قضي وقدر , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه , ولا معقب له في حكمه , ولا راد لقضائه , يفعل ما يشاء بحكمته , ويحكم ما يريد بعزته , فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , لا يسأل عما يفعل وهم يسألون , وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيما ومعلما وقائدنا وقدوتنا وقرة أعينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين , ما ترك من شيء يقربنا من الله والجنة إلا ووضحه لنا وفصله تفصيلا , وما ترك من شيء يقربنا من النار ويبعدنا عن الله إلا ونهانا عنه , وحذرنا تحذيرا . فهو البشير النذير وهو السراج المنير , اللهم صل وسلم وزد وبارك علي سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلي آله وصحبه وسلم تسليما , عدد ما أحاط به علمك , وخط به قلمك , وأحصاه كتابك , وارض اللهم عن سادتنا : أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلي يوم الدين , وارض اللهم عنا معهم أجمعين .</span></p><p><span style="font-size: 18px">وبعد</span></p><p> </p><p><span style="font-size: 18px">معاشر المسلمين انتهي رمضان . أتصدقون ؟! أم أنكم مثلي تتعجبون ؟! ولكن هذه طبيعة الأيام , وسنة الله في كونه .</span></p><p><span style="font-size: 18px">يقول الشاعر أبو البقاء الرندي </span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ *** فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ *** مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ *** وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">يُـمَزِّقُ الـدَهرُ حَـتماً كُلَّ سابِغَةٍ *** إِذا نَـبَت مَـشرَفِيّات وَخـرصانُ</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ *** إِن كـانَ فـي القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ</span> </span></p><p><span style="font-size: 18px">وصدق القائل </span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">هي الدنيا تقول بمليء فيها *** حذار حذار من بطشي ومن فتكي</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">فلا يغــــرركم منــي ابتسام *** فقولي مضحـــــــك والفعل مبكي</span> </span></p><p><span style="font-size: 18px">بالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان وها نحن نودعه وقلوبنا مملوءة بالشوق والحنين وعيوننا مملوءة بالدموع ولا ندري هل لنا معه عودة </span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">قلوب المتقين إلي هذا الشهر تحن ومن ألم فراقه تئن</span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">وكيف لا تجري للمؤمن علي فراقه دموع وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع !!</span> </span></p><p><span style="font-size: 18px">رمضان مسابقة في سوق الرحمة والغفران والعتق من النيران سوق انتصب ثم انفض ربح فيه الرابحون الصائمون القائمون الذاكرون السابقون بالخيرات , وخسر فيه الغافلون والساهون اللاهون . </span></p><p> </p><p><span style="font-size: 18px">فهنيئاً لمن صابر وصبر وصلى لله وشكر، هنيئاً لمن تلا كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، وناجاه واستغفره بالأسحار، هنيئاً لمن رجاه ودعاه مستحضراً قوله سبحانه وتعالى <span style="color: blue">{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة:186)</span>، معاشر الصائمين القائمين الشاكرين الذاكرين المكبرين , إخوتاه يا من صمتم وقمتم , وخشعتم ودعوتم , هنيئا لكم , هنيئا لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه , هنيئا لمن قام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه , هنيئا لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه ، هنيئاً لمن فطَّر فيه صائماً وأطعم جائعاً وأعطى سائلاً، هنيئاً لمن أحسن إلى يتيم وأدخل الفرحة إلى قلب أسير وأحيى كبد مسكين، هنيئاً لمن أتم فريضته وختم عبادته، هنيئاً لمن تقبله الله في رمضان .</span></p><p> </p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">روى أن عليا ابن أبي طالب رضي الله عنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان : يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم </span></span></p><p><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">فنعزيه ماذا فات من فاته الخير في رمضان وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان </span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 18px">أحبابي ها قد عدنا إلى حياتنا كما كانت قبل رمضان، فكيف سيكون حالنا بعد رمضان؟ هل سنواظب على عبادتنا الرمضانية أم على بعضٍ منها ؟ أم سنحيل أيامنا صحراء مجدبة وأرضاً قاحلة من العبادة والصلة الوثيقة بالله تعالى؟ وهل سنجعل ليالينا وقلوبنا وأرواحنا مظلمة تفتقر إلى نور الطاعة والعبادة . </span></p><p> </p><p><span style="font-size: 18px">أيها الأحباب </span></p><p> </p><p><span style="font-size: 18px">كثيرا ما يشعر الناس بكسل وفتور بعد انقضاء الطاعات ولاسيما بعد شهر رمضان المبارك وما إن لملم رمضان رحاله إلا وأغلقت المصاحف، وجفت العيون، وطويت سجاجيد الصلاة، وسكتت الألسن التي طالما لهجت بذكر الله، وبشمت البطون التي طالما جاعت حسبة لله، وابتلت العروق التي طالما تشققت تطلعا لما عند الله. فهُجر القرآن، وترك الصيام، واستبدل الناس بذكر ربهم نجوى لا خير فيها .</span></p><p><span style="font-size: 18px">وهذا ربما يكون من النفس التي تميل إلي الراحة والدعة أو من الشيطان . </span></p><p> </p><p><span style="font-size: 18px">فعندما نحدث الناس عن صيام ستة أيام من شوال <span style="color: red">عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ - رضى الله عنه - أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ » . </span><span style="color: red">رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه</span></span></p><p> </p><p><span style="font-size: 18px">فبعض الناس يقول وهو يمن في عبادته كفاية أننا صمنا رمضان وتسمع كلاما يدل علي أنهم يمتنون علي الله بصيامهم ويظن الواحد منهم وكأنة كان في غزوة غزاها مع رسول الله وخالد بن الوليد وكأن كل واحد منهم قد حصل على صك الغفران، أو كأنه سمع بكلتا أذنيه هاتفا يقول: اعمل ما شئت فقد غفر لك، ولا تضرك بعد اليوم معصية. </span></p><p><span style="font-size: 18px">فلقد صام ثلاثين يوما وقام ثلاثين ليلة وتصدق وعبد , وفعل , وفعل . </span></p><p></p><p><span style="font-size: 18px">إلي هؤلاء , وإلي من صام وقام ودعا وخشع وبكي وتذلل وتصدق وفعل الخير إيمانا واحتسابا إلي هؤلاء جمعا هذه الكلمات . </span><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">أصناف الناس بعد رمضان</span> <u><span style="color: #ff0000">الصنف الأول :</span></u></span></p><p></p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">قوم كانوا علي خير وطاعة قبل رمضان فلما جاء رمضان كانوا علي نشاط واجتهاد في العبادة : قراءة قرآن ,صيام , قيام , ذكر , صلة الأرحام , صلاة في المسجد , صلاة الفجر , تحري للحلال ولكل ما يرضى الله عز وجل . فإذا ذهب رمضان يتألمون على فراقه لأنهم ذاقوا حلاوة العافية فهانت عليهم مرارة الصبر ، لأنهم عرفوا حقيقة ذواتهم وضعفها وفقرها إلى مولاها وطاعته ، لأنهم صاموا حقاً وقاموا شوقاً ، فلوداع رمضان دموعهم تتدفق ، وقلوبهم تشفق ، وهؤلاء القوم علموا ألا مستراح لهم إلا تحت شجرة الخلد وملك لا يبلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر , وتأكدوا أن الصالحات ليست حكرا علي شهر من الشهور أو وقت من الأوقات . فعيشتهم بين الخوف وبين الرجاء حالهم كما قال الله عز وجل</span><span style="color: blue">}</span><span style="color: blue">إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ </span><span style="color: blue">{</span><span style="color: blue">(المؤمنون:57-61)</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">أي: هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح، مشفقون من الله خائفون منه، وجلون من مكره بهم . </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">كما قال الحسن البصري: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنًا.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">أي: يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبل منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط،</span><span style="color: black">تفسير ابن كثير رضي الله عنه </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">والمعنى الذين هم من خشية ربهم دائمون في طاعته ، جادون في طلب مرضاته . </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ويقول صاحب الظلال في ظلاله هذا الدرس في السورة يبدأ بتصوير حال الناس بعد أمة الرسل تلك الحال التي جاء الرسول الأخير فوجدهم عليها . مختلفين متنازعين حول الحقيقة الواحدة التي جاءهم بها الرسل من قبل جميعاً .</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ويصور غفلتهم عن الحق الذي جاءهم به خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم والغمرة التي تذهلهم عن عاقبة ما هم فيه . بينما المؤمنون يعبدون الله ، ويعملون الصالحات ، وهم مع هذا خائفون من العاقبة ، وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون . . فتتقابل صورة اليقظة والحذر في النفس المؤمنة ، وصورة الغمرة والغفلة في النفس الكافرة.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ومن هنا يبدو أثر الإيمان في القلب ، من الحساسية والإرهاف والتحرج ، والتطلع إلى الكمال . وحساب العواقب . مهما ينهض بالواجبات والتكاليف . فهؤلاء المؤمنون يشفقون من ربهم خشية وتقوى؛ وهم يؤمنون بآياته ، ولا يشركون به . وهم ينهضون بتكاليفهم وواجباتهم . وهم يأتون من الطاعات ما استطاعوا . . ولكنهم بعد هذا كله : </span><span style="color: blue">{ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }</span><span style="color: black"> لإحساسهم بالتقصير في جانب الله ، بعد أن بذلوا ما في طوقهم ، وهو في نظرهم قليل . إن قلب المؤمن يستشعر يد الله عليه . ويحس آلاءه في كل نفس وكل نبضة . . ومن ثم يستصغر كل عباداته ، ويستقل كل طاعاته ، إلى جانب آلاء الله ونعمائه . كذلك هو يستشعر بكل ذرة فيه جلال الله وعظمته؛ ويرقب بكل مشاعره يد الله في كل شيء من حوله . . ومن ثم يشعر بالهيبة ، ويشعر بالوجل ، ويشفق أن يلقى الله وهو مقصر في حقه ، لم يوفه حقه عبادة وطاعة ولم يقارب أياديه عليه معرفة وشكراً .</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وهؤلاء هم الذين يسارعون في الخيرات ، وهم الذين يسبقون لها فينالونها في الطليعة ، بهذه اليقظة ، وبهذا التطلع ، وبهذا العمل ، وبهذه الطاعة . لا أولئك الذين يعيشون في غمرة ويحسبون لغفلتهم أنهم مقصودون بالنعمة ، مرادون بالخير ، كالصيد الغافل يستدرج إلى مصرعه بالطعم المغري . ومثل هذا الطير في الناس كثير ، يغمرهم الرخاء ، وتشغلهم النعمة ، ويطغيهم الغنى ، ويلهيهم الغرور ، حتى يلاقوا المصير! </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">تلك اليقظة التي يفرضها الإسلام على قلب المسلم . والتي يستجيشها الإيمان بمجرد استقراره في القلوب . . ليست أمراً فوق الطاقة ، وليست تكليفاً فوق الاستطاعة . إنما هي الحساسية الناشئة من الشعور بالله والاتصال به؛ ومراقبته في السر والعلن؛ وهي في حدود الطاقة الإنسانية ، حين يشرق فيها ذلك النور الوضيء :</span><span style="color: blue">{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (المؤمنون:62) . </span><span style="color: black">ولقد شرع الله التكاليف وفق ما يعلم من استعداد النفوس؛ وهو محاسبهم وفق ما يعملونه في حدود الطاقة ، لا يظلمون بتحميلهم ما لا يطيقون؛ ولا ببخسهم شيئاً مما يعملون،وكل ما يعملونه محسوب في سجل</span><span style="color: blue">{ يَنطِقُ بِالْحَقِّ }</span><span style="color: black">ويبرزه ظاهراً غير منقوص .والله خير الحاسبين</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">إنما يغفل الغافلون لأن قلوبهم في غمرة عن الحق ، لم يمسسها نوره المحيي ، لانشغالها عنه ، واندفاعها في التيه؛ حتى تفيق على الهول ، لتلقى العذاب الأليم ، وتلقى معه التوبيخ والتحقير :</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">{بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ *حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ * لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ} (المؤمنون:63-67) </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">فعلة اندفاعهم فيما هم فيه ليست هي تكليفهم بما هو فوق الطاقة؛ إنما العلة أن قلوبهم في غمرة ، لا ترى الحق الذي جاء به القرآن ، وأنهم مندفعون في طريق آخر غير النهج الذي جاء به : </span><span style="color: blue">{ وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ }</span><span style="color: black"> . . في ظلال القرآن</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقال صاحب الوسيط </span><span style="color: fuchsia">: فهم كما قال بعض الصالحين : لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم ، أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها .</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">أي : يفعلون ما فعلوا وهم خائفون ثم ختم ، لأن الإيمان الحق إذا خالطت بشاشته القلوب يجعلها لا تحس بالمشقة عند فعل الطاعات ، وإنما يجعلها تحس بالرضا والسعادة والإقدام على فعل الخير بدون تردد . الوسيط لسيد طنطاوي</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">روى الترمذي وابن ماجة وأحمد وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان وصححه الألباني أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) قَالَتْ عَائِشَةُ أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ قَالَ « لاَ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لاَ يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ » </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وحالهم حال إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام</span></span></u></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">فقد أمر بترك رضيعه الوحيد مع أمه في صحراء وأمر ببناء البيت فبناه علي أكمل وجه حتى أتي بحجر فصعد عليه ليعلو البناء ويكون أليق في تقديمه لله شكرا وعرفانا . بعد كل هذا لم يخطر في خلده أنه فعل عظيما أو كبيرا من الأمور فيَمُنّ به فيقول أنا فعلت وفعلت بل بعد الفراغ من بناء البيت علي أكمل وجه وأتمه يتمنى علي الله القبول</span> <span style="color: blue">{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}( البقرة : 127-128) </span><span style="color: black">هما في عمل صالح، وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما .</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">كما روى ابن أبي حاتم من حديث مُحَمَّدٍ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِي<span style="color: black">ِّ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: قَرَأَ </span><span style="color: blue">{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا }</span><span style="color: black">زَادَ ابْنُ خُنَيْسٍ فِي حَدِيثِهِ، ثُمَّ يَبْكِي، فَقَالَ وُهَيْبٌ: يَا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ تَرْفَعُ قَوَائِمَ بَيْتِ الرَّحْمَنِ وَأَنْتَ مُشْفِقٌ أَنْ لا يَقْبَلَ مِنْكَ". تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة و التابعين لابن أبي حاتم .</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">وفي الحديث عند البخاري { .... ثُمَّ قَالَ يَا إِسْمَاعِيلُ ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِى بِأَمْرٍ . قَالَ فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ . قَالَ وَتُعِينُنِى قَالَ وَأُعِينُكَ . قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِى أَنْ أَبْنِىَ هَا هُنَا بَيْتاً . وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا . قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِى بِالْحِجَارَةِ ، وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِى ، حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ ، فَقَامَ عَلَيْهِ وَهْوَ يَبْنِى ، وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ ، وَهُمَا يَقُولاَنِ ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) . قَالَ فَجَعَلاَ يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ ، وَهُمَا يَقُولاَنِ ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) صحيح البخاري </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: fuchsia">( قال بعض أصحب الخواطر: وجل العارف من طاعته أكثر من وجِلِه من مخالفته لأن المخالفة تمحوها التوبة، </span><span style="color: fuchsia">والطاعة يطالب بصحتها والإخلاص والصدق فيها</span><span style="color: fuchsia">.) </span>تفسير السلمي وهو حقائق التفسير</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ويقول الرازي:وقال العارفون:فرق بين القبول والتقبل فإن التقبل أن يتكلف الإنسان في قبوله وذلك إنما يكون حيث يكون العمل ناقصاً لا يستحق أن يقبل فهذا اعتراف منهما بالتقصير في العمل،واعتراف بالعجز والانكسار</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">إنهم بعد أن أتوا بتلك العبادة مخلصين تضرعوا إلى الله تعالى في قبولها وطلبوا الثواب عليها وأيضاً فلم يكن المقصود إعطاء الثواب عليه ، لأن كون الفعل واقعاً موقع القبول من المخدوم ألذ عند الخادم العاقل من إعطاء الثواب عليه </span><span style="color: blue">{ إِنَّكَ أَنتَ السميع العليم }</span><span style="color: black"> كأنه يقول : تسمع دعاءنا وتضرعنا ، وتعلم ما في قلبنا من الإخلاص وترك الالتفات إلى أحد سواك . تفسير الرازي</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">عباد شاكرون ربانيون لا رمضانيون:</span></span></u></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">حالهم يستنون بحال النبي صلي الله عليه وسلم </span><span style="color: red">عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ « أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْداً شَكُوراً » . فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِساً فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ ، فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ . رواه البخاري مسلم</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى رَمَضَانَ فَقَالَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِى رَمَضَانَ وَلاَ فِى غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ، يُصَلِّى أَرْبَعاً فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّى أَرْبَعاً فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّى ثَلاَثاً ، قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ . فَقَالَ « يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ عَيْنَىَّ تَنَامَانِ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِى » . البخاري</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">عن عطاء ، قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها ، فقال عبيد بن عمير : حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فبكت ، فقالت : قام ليلة من الليالي ،( وفي رواية : أتاني في ليلتي ، حتى إذا دخل معي في لحافي ، وألزق جلده بجلدي ) فقال : يا عائشة ذريني أتعبد لربي ، ،قالت : قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك ، قالت : فقام ، فتطهر ، ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بل حجره ، ثم بكى ، فلم يزل يبكي حتى بل الأرض ، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول الله تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات ، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها : </span><span style="color: blue">{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } (آل عمران :190-191) </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">- ذريني : اتركيني ودعيني . , - الأذَانِ والإذن : هو الإعْلام بالشيء أو الإخبار به وباقترابه<span style="color: black"> -- أخلاق النبي لأبي الشيخ الأصبهاني وصحيح ابن حبان تحقيق : شعيب الأرنؤوط قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم وموارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان المؤلف : نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي . المحقق : محمد عبد الرزاق حمزة</span> .</span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">لاَ تُحْصِى فَيُحْصِىَ اللَّهُ عَلَيْك</span></span></u></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">« لاَ تُحْصِى فَيُحْصِىَ اللَّهُ عَلَيْكِ » . البخاري</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">عَنْ أَبِى أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ كُنَّا يَوْماً فِى الْمَسْجِدِ جُلُوساً وَنَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ فَأَرْسَلْنَا رَجُلاً إِلَى عَائِشَةَ لِيَسْتَأْذِنَ فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ سَائِلٌ مَرَّةً وَعِنْدِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرْتُ لَهُ بِشَىْءٍ ثُمَّ دَعَوْتُ بِهِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَمَا تُرِيدِينَ أَنْ لاَ يَدْخُلَ بَيْتَكِ شَىْءٌ وَلاَ يَخْرُجَ إِلاَّ بِعِلْمِكِ » . قُلْتُ نَعَمْ . قَالَ « مَهْلاً يَا عَائِشَةُ لاَ تُحْصِى فَيُحْصِىَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكِ » . رواه البخاري ورواه مسلم ، والنسائي في " السنن الكبرى" واللفظ له ، وأحمد ، والبغوي في "شرح السنة " ، والبيهقي في "السنن الكبرى" </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">لا تحصي فيحصي الله عليك : أي : لا تعدي ما تتصدقين به وتجمعينه ، فيحصي الله ما يعطيك ويَعُدُّهُ عليك، وقيل : هو المبالغة في التقصي والاستئثار.</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">فلا تقل صمت كذا وصليت كذا فيقال لك من الله كذا وكذا........ من النعم والفضل التي لا تحصي .</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">{اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم :32: 34) </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">تخيل أن شخصا له عندك ملايين وأنت تسددها جنيها بجنيه فهل تعطي له الجنيه كل يوم في تبجح و عجب ومن منك عليه أم أنك تعطية بعين منكسرة وفي تواضع وخجل جم هكذا صلاتنا وصيامن وحالنا مع الله تبارك وتعالي </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « سَدِّدُوا وَقَارِبُوا ، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللَّهِ ، وَإِنْ قَلَّ » </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">وروى البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « لَنْ يُدْخِلَ أَحَداً عَمَلُهُ الْجَنَّةَ » . قَالُوا وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « لاَ ، وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِناً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْراً ، وَإِمَّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ » .</span><span style="color: black"> ولله الفضل والمنة</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><u><span style="color: black">من تأمل أحوال الصحابة</span></u><span style="color: black"> وجدهم في قمة العمل مع قمة الخوف ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن .</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">عن أبى بكر الصديق قال : وددت أنى شعرة فى جنب عبد مؤمن (أحمد فى الزهد) كنز العمال</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وهذا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - قرأ سورة الطور إلى أن بلغ قوله {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} (الطور :7) فبكى، واشتد بكاؤه، حتى مرض وعادوه .</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقال لابنه وهو في سياق الموت : ويحك ! ضع خدي على الأرض؛ عساه أن يرحمني . ثم قال: ويل أمي إن لم يغفر الله لي ؛ ثلاثا ثم قضى الزهد لأحمد. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وهذا عثمان بن عفان -رضي الله عنه - كان إذا وقف على القبر ؛ يبكى حتى تبل لحيته أخرجه : الترمذي. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقال : لو أنني بين الجنة والنار، لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي ؛ لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير أخرجه : أحمد في الزهد .</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وهذا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - وبكاؤه وخوفه، وكان يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل، وإتباع الهوى . قال : فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة ،والآخرة قد أسرعت مقبلة ،ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل أخرجه : أحمد في الزهد .</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقرأ تميم الداري-رضي الله عنه- ليلة سورة الجاثية فلما أتى على هذه الآية : {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (الجاثية :21) جعل يرددها ويبكي حتى أصبح أخرجه:أحمد في الزهد.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقال أبو عبيدة عامرُ بن الجراح : وددت أني كبش، فذبحني أهلي، وأكلوا لحمي وحسوا مرقي أخرجه : أحمد في الزهد . بحوث ودراسات من موقع الإسلام اليوم</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وأخرج أحمد في الزهد والنسائي والبيهقي ومَالِكٌ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ،عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ ، فَقَالَ : مَا صَنَعَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ ؟ فَقَالَ :إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَرِادَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ:لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْجَسَدِ إِلاَّ وَهُوَ يَشْكُو ذَرَبَ اللِّسَانِ. وصححه الألباني </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وكان يبكي كثيرا ويقول ابكوا وإن لم تبكوا فتباكوا ولما احتضر قال لعائشة : يا بنية إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد فأسرعي به إلي ابن الخطاب .</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">حالهم الدوام علي الطاعة </span></span></u></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">روى الإمامان البخاري ومسلم رضي الله عنهما عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ » . قَالَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا عَمِلَتِ الْعَمَلَ لَزِمَتْهُ . </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">روى الإمام مسلم رضي الله عنه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ أَوْ مَرِضَ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً . قَالَتْ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ وَمَا صَامَ شَهْراً مُتَتَابِعاً إِلاَّ رَمَضَانَ. </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">لا تنس عداوة الشيطان الذي كان مكبلا لمدة شهرا عاجزا عن غوايتك يستشيط غضبا بطاعتك يتوعدك بعد رمضان بالكيد والغواية والوقوع في الضلال والمعصية</span><span style="color: blue">{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}( الحجر :39 -40) </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (ص :82-83) </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ *وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} (سبأ :20-21)</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">الصنف الثاني :</span></span></u></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">كان قبل رمضان في غفلة وسهو ولعب فجاء رمضان تراه في رمضان مجتهداً في الطاعة فلا تقع عيناك عليه إلا ساجداً أو قائماً أو تالياً للقرآن أو باكياً حتى ليكاد يذكرك ببعض عبّاد السلف ، حتى إنك لتشفق عليه من شدة اجتهاده ونشاطه ، وما أن ينقضي الشهر الفضيل حتى يعود إلى التفريط والمعاصي كأنه كان سجيناً بالطاعات فينكب على الشهوات والغفلات والهفوات يظن أنها تبدد همومه وغمومه متناسياً هذا المسكين أن المعاصي سبب الهلاك لأن الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل ، فكم من معصية حرمت عبداً من كلمة لا إله إلا الله في سكرات الموت . </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">فبعد أن عاش هذا شهراً كاملاً مع الإيمان والقرآن وسائر القربات يعود إلى الوراء منتكساً ،ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهؤلاء هم عبّاد المواسم لا يعرفون الله تعالى إلا في المواسم أو النقمة أو الضائقة فإذا ذهبت , ذهبت الطاعة مولية ألا فبئس هذا ديدنهم. </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">فيا ترى ما الفائدة إذن من عبادة شهر كامل إن أتبعتها بعودة إلى السلوك الشائن ؟ </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">فهؤلاء نقول لهم من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولي وانقضي ومن كان يعبد الله فإن الله باق دائم لا يتغير</span> <span style="color: blue">{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (النحل :92) </span><span style="color: black">قال عبد الله بن كثير، والسدّي: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه.</span><span style="color: black">وقال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده. وهذا القول أرجح وأظهر، وسواء كان بمكة امرأة تنقض غزلها أم لا. تفسير ابن كثير</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فالذي كان يتلو القرآن ثم هجره بعد رمضان فقد نقض غزله وخان عهده مع الله , ومن وصل رحمه في رمضان ثم قطعها بعد رمضان فقد نقض غزله وخان عهده مع الله ,فهذه الوجوه التي سجد لله في رمضان فلا تتجه لغير الله بعد رمضان , وهذه البطون التي صامت عن الحلال في رمضان يجب أن تصوم عن أكل الحرام بعد رمضان , وهذه العيون التي بكت من خشية الله في رمضان يجب أن تمتنع عن النظر إلي الحرام بعد رمضان , هذه الأقدام التي سعت إلي المساجد يجب ألا تسعى في الفساد والإفساد في الأرض بعد رمضان , هذه الأيدي التي كانت ممرا لعطاء الله تنفق وتعطي في رمضان يجب أن لا تبطش وتسرق وتختلس وترتشي بعد رمضان .</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وإن كان رمضان قد مضي طيف خيال فالله حي لا يدركه زوال فلم ننقطع عن العبادة ونهجر المساجد ونهجر القرآن بعد رمضان فاحذروا أن يزين لكم الشيطان هذا فإن الله يرضي عمن أطاعه في أي شهر كان ويغضب علي من عصاه في كل أوان فهل بعدما ذقتم حلاوة الطاعة تعودون إلي مرارة العصيان </span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">والإنقطاع دليل علي عدم القبول </span></span></u></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">يقول كعب –رضى الله عنه-:مَن صام رمضان وهو يحدِّث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه؛ فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ولمَّا سُئِل بشر الحافي- رحمه الله- عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فالصيام مدرسة ربانية أخذت فيها دورة تدريبة علي الطاعة والانقياد إليه ففي رمضان تركت الحلال الطعام واللشراب والشهوة أفلم تتهيأ نفسك لترك الحرام في رمضان وفي غير رمضان فاجعل كل شهورك رمضان وكل أيامك أعيادا بطاعتك فكن ربانيا ولا تكن رمضانيا ، ورمضان كشفك أمام نفسك وأمام الله , فها أنت قد صمت وقمت وانتصرت علي نفسك فلا تقل لا أستطيع فلقد استطعت في رمضان فما الذي يمنعك عن الامتثال بعد رمضان ؟! </span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فليس معني انقضاء رمضان هو انقضاء الطاعة وانتهاء الصوم والصلاة وأعمال البر وليس معناه فك القيود وتقطيع السلاسل </span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">نعم فلقد رحل عنا رمضان ... وما رحل ... نعم ما رحل عنا رمضان ... رحل رمضان بأيامه ولياليه , وما رحل رمضان بروحه ومعانيه , رحل رمضان جسدا وما رحل عنا روحا , رحل رمضان وما رحل الصيام ولا القيام ولا القرآن رحل رمضان وبقي الله .فلقد تعلمنا منه الكثير والكثير </span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">عن الحارث بن مالك الأنصاري ، أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : كيف أصبحت يا حارث ؟ « قال : أصبحت مؤمنا حقا ، قال : » انظر ما تقول ، فإن لكل شيء حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ « فقال ، قد عزفت نفسي عن الدنيا ، فأسهرت لذلك ليلي ، وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها ، فقال : » يا حارث عرفت فالزم « ثلاثا</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وقال صاحب كنز العمال هو حارث بن مالك، وقيل: حارثة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه </span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال المؤلف : علاء الدين علي بن حسام الدين المتقي الهندي البرهان فوري (المتوفى : 975هـ) المحقق : بكري حياني - صفوة السقا</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">قال البيهقي هذه القصة في الحارث بن مالك و يقال : حارثة و قصة الأم في الحارثة بن النعمان </span>شعب الايمان</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقال صاحب النهاية وفي حديث حارثة [ </span><span style="color: red">عَزَفَتْ نفْسِي عن الدُّنْيا</span><span style="color: black"> ] أي عَافَتْها وكرهَتْها . ويُرْوَى [ </span><span style="color: red">عَزَفْتُ نفْسِي عن الدُّنيا</span><span style="color: black"> ] بضم التاء : </span>أي مَنَعتها وصَرَفتها النهاية في غريب الحديث والأثر المؤلف : أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري . تحقيق : طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فيا من تذوقت حلاوة الإيمان وعرفت فضل الأعمال في رمضان فداوم عليه ولازمها ولا تتركها بعد رمضان </span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ويا من كنت لا تحافظ علي الصلاة ووفقك الله للصلاة والمحافظة عليها فإياك أن تضيعها .</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ » . رواه مسلم</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">روي مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (أي ابن مسعود ) قَالَ : <span style="color: red">}</span><span style="color: red">مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ </span><span style="color: red">{</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">يا من عرفت طريق القيام في رمضان وتذوقت حلاوة المناجاة فلا تحرم نفسك ولو ركعتين قبل أن تنام <span style="color: red">وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:</span><span style="color: red">}</span><span style="color: red"> يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس </span><span style="color: red">{</span><span style="color: red"> رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن صحيح الترغيب والترهيب - الألباني</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">يا من فتحت المصحف وعشت في رحابه في رمضان فلا يغلقه بعد رمضان أترضي أن يشكوك رسول الله إلي ربه يوم القيامة <span style="color: blue">{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (الفرقان :30) </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ويقول ربنا تبارك وتعالي <span style="color: blue">{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } (الحـج :32)</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ويقول أيضا لنعلم أننا في رحلة أولها المولد وآخرها الموت وهي كلها في عبادة<span style="color: blue">{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (الحجر</span><span style="color: black">:</span><span style="color: blue">99) </span><span style="color: black">قال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد الموت وسمي الموت باليقين لأنه أمر متيقن . فإن قيل : فأي فائدة لهذا التوقيت مع أن كل أحد يعلم أنه إذا مات سقطت عنه العبادات؟ قلنا : المراد منه : </span><span style="color: blue">{ واعبد رَبَّكَ }</span><span style="color: black"> في زمان حياتك ولا تخل لحظة من لحظات الحياة عن هذه العبادة ، والله أعلم . تفسير الرازي</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">وقال الله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ * </span><span style="color: blue">فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (الجمعة :9- 10) </span><span style="color: black">أي: اقصدوا واعمدوا واهتموا في مَسيركم إليها، وليس المراد بالسعي هاهنا المشي السريع، وإنما هو الاهتمام بها، </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقال قتادة في قوله: </span><span style="color: red">{ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }</span><span style="color: black"> يعني: أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المشي إليها،</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقوله: </span><span style="color: red">{ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }</span><span style="color: black"> أي: حال بيعكم وشرائكم، وأخذكم وعَطَائكم، اذكروا الله ذكرا كثيرا، ولا تشغلكم الدنيا عن الذي ينفعكم في الدار الآخرة؛ ولهذا جاء في الحديث: </span><span style="color: red">فيمارواه الترمذي عن مُحَمَّد بْن وَاسِعٍ قَالَ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَلَقِيَنِى أَخِى سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَحَدَّثَنِى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكُ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِى وَيُمِيتُ وَهُوَ حَىٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ . وحسنه الألباني</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">وما رواه أحمد وابن ماجة عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ قَالَ حِينَ يَدْخُلُ السُّوقَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِى وَيُمِيتُ وَهُوَ حَىٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ كُلُّهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ - كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَبَنَى لَهُ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ » .وحسنه الألباني</span>تفسير ابن كثير بتصرف قليل</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فليس بعد السعي إلي الصلاة تكاسل وترك للطاعات بل ذكر وعمل وشغل واستحضار لمعية الله في كل شيء واستحضار أن كل فضل فيه الإنسان إنما هو فضل الله ونعمته وإن عند الله لا ينال بمعصيته <span style="color: red">وعن حذيفة رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الناس فقال (هلموا إلي فأقبلوا إليه فجلسوا فقال هذا رسول رب العالمين جبريل عليه السلام نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته) </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">رواه البزار والبيهقي وقال الألباني حسن علي أقل الأحوال </span><span style="color: red">.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وخاطب ربنا تبارك وتعالي نبيه صلي الله عليه وسلم والخطاب لنا معه<span style="color: blue">{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} (الشرح :7) </span><span style="color: black">فالمعنى أن يواصل بين بعض العبادات وبعض ، وأن لا يخلي وقتاً من أوقاته منها ، فإذا فرغ من عبادة أتبعها بأخرى .</span><span style="color: black">تفسير الرازي</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">{ قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم * يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (الحجرات : 14-18)</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">يقول تعالى منكرا على الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان، ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم بعد فأدبوا </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وأعلموا أن ذلك لم يصلوا إليه بعد،وإنما قيل لهؤلاء تأديبًا: <span style="color: blue">{ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ }</span>أي: لم تصلوا إلى حقيقة الإيمان بعد.</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">ثم قال</span><span style="color: blue">: { وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا }</span><span style="color: black"> أي: لا ينقصكم من أجوركم شيئا، كقوله: </span><span style="color: blue">{ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ } (الطور:21)</span><span style="color: black">وقوله: </span><span style="color: blue">{ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }</span><span style="color: black"> أي: لمن تاب إليه وأناب.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقوله: </span><span style="color: blue">{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ }</span><span style="color: black"> أي: إنما المؤمنون الكُمَّل </span><span style="color: blue">{الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا }</span><span style="color: black"> أي: لم يشكوا ولا تزلزلوا، بل ثبتوا على حال واحدة، وهي التصديق المحض، </span><span style="color: blue">{ وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }</span><span style="color: black"> أي: وبذلوا مهجهم ونفائس أموالهم في طاعة الله ورضوانه، </span><span style="color: blue">{ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }</span><span style="color: black"> أي: في قولهم إذا قالوا: "إنهم مؤمنون"، لا كبعض الأعراب الذين ليس معهم من الدين إلا الكلمة الظاهرة. قال تعالى: </span><span style="color: blue">{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا }</span><span style="color: black"> يعني: الأعراب الذين يمنون بإسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم على الرسول، يقول الله ردًا عليهم: </span><span style="color: blue">{ قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ }</span><span style="color: black"> ، فإن نفع ذلك إنما يعود عليكم، ولله المنة عليكم فيه</span><span style="color: blue">،{ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } </span><span style="color: black">أي: في دعواكم ذلك،</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">وقال الحافظ أبو بكر البزار: </span><span style="color: red">عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، أسلمنا وقاتلتك العرب، ولم تقاتلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن فقههم قليل، وإن الشيطان ينطق على ألسنتهم". ونزلت هذه الآية: </span><span style="color: blue">{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }</span>تفسير ابن كثير</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ويقول الحق تبارك وتعالي <span style="color: blue">:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (الحـج :11) </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">قال مجاهد، وقتادة، وغيرهما: </span><span style="color: blue">{ عَلَى حَرْفٍ }</span><span style="color: black"> : على شك. وقال غيرهم: على طرف. ومنه حرف الجبل، أي: طرفه، أي: دخل في الدين على طرف، فإن وجد ما يحبه استقر، و إلا انشمر.</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">وروى البخاري: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ) قَالَ كَانَ الرَّجُلُ يَقْدَمُ الْمَدِينَةَ ، فَإِنْ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلاَماً ، وَنُتِجَتْ خَيْلُهُ قَالَ هَذَا دِينٌ صَالِحٌ . وَإِنْ لَمْ تَلِدِ امْرَأَتُهُ وَلَمْ تُنْتَجْ خَيْلُهُ قَالَ هَذَا دِينُ سُوءٍ</span><span style="color: black"> . </span>تفسير ابن كثير</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><u><span style="color: black">ويقول الرازي وفي تفسير الحرف وجهان : الأول : </span></u><span style="color: black">ما قاله الحسن وهو أن المرء في باب الدين معتمدة القلب واللسان فهما حرفا الدين ، فإذا وافق أحدهما الآخر فقد تكامل في الدين وإذا أظهر بلسانه الدين لبعض الأغراض وفي قلبه النفاق جاز أن يقال فيه على وجه الذم يعبد الله على حرف</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><u><span style="color: black">الثاني </span></u><span style="color: black">: قوله : </span><span style="color: blue">{ على حَرْفٍ }</span><span style="color: black"> أي على طرف من الدين لا في وسطه وقلبه ، وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم لا على سكون طمأنينة كالذي يكون على طرف من العسكر فإن أحس بغنيمة قرَّ واطمأن وإلا فرَّ وطار على وجهه . وهذا هو المراد </span><span style="color: blue">{ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطمأن بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقلب على وَجْهِهِ }</span><span style="color: black"> لأن الثبات في الدين إنما يكون لو كان الغرض منه إصابة الحق وطاعة الله والخوف من عقابه فأما إذا كان غرضه الخير المعجل فإنه يظهر الدين عند السراء ويرجع عنه عند الضراء فلا يكون إلا منافقاً مذموماً وهو مثل قوله تعالى : </span><span style="color: blue">{مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء } (النساء :143)</span>وكقوله :<span style="color: blue">{ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ الله قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ }(النساء : 141) </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><u><span style="color: black">المسألة الثانية</span></u><span style="color: black"> : قال الكلبي : نزلت هذه الآية في أعراب كانوا يقدمون على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة مهاجرين من باديتهم فكان أحدهم إذا صح بها جسمه ونتجت فرسه مهراً حسناً وولدت امرأته غلاماً وكثر ماله وماشيته رضي به واطمأن إليه وإن أصابه وجع وولدت امرأته جارية أو أجهضت رماكه وذهب ماله وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان وقال له ما جاءتك هذه الشرور إلا بسبب هذا الدين فينقلب عن دينه . وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير والحسن ومجاهدة وقتادة وثانيها : وهو قول الضحاك نزلت في المؤلفة قلوبهم ، منهم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس قال بعضهم لبعض ندخل في دين محمد فإن أصبنا خيراً عرفنا أنه حق ، وإن أصبنا غير ذلك عرفنا أنه باطل</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><u><span style="color: black">وثالثها</span></u><span style="color: black"> : </span><span style="color: red">قال أبو سعيد الخدري : «أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فقال يا رسول الله أقلني فإني لم أصب من ديني هذا خيراً ، ذهب بصري وولدي ومالي . فقال صلى الله عليه وسلم : " إن الإسلام لا يقال ، إن الإسلام ليسبك كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة " فنزلت هذه الآية .</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: black">أما قوله تعالى : </span><span style="color: blue">{ خَسِرَ الدنيا والآخرة }</span><span style="color: black"> فذلك لأنه يخسر في الدنيا العزة والكرامة وإصابة الغنيمة وأهلية الشهادة والإمامة والقضاء ولا يبقى ماله ودمه مصوناً ، وأما في الآخرة فيفوته الثواب الدائم ويحصل له العقاب الدائم </span><span style="color: blue">{ وذلك هُوَ الخسران المبين }</span><span style="color: black">. تفسير الرازي</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ولم يقبل الله من بني إسرائيل البقرة التي أمروا بذبحها وذلك لكثرة أسئلتهم وحججهم وتحايلهم علي شرع الله ولأنهم فعلوا لا عن حب وطواعية بل عن بغض وكراهية وتبرم فقال الله فيهم<span style="color: blue">{ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ }</span><span style="color: black"> قال الضحاك، عن ابن عباس: كادوا ألا يفعلوا، ولم يكن ذلك الذي أرادوا، لأنهم أرادوا ألا يذبحوها. يعني أنَّهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة، والأجوبة، والإيضاح ما ذبحوها إلا بعد الجهد، وفي هذا ذم لهم، وذلك أنه لم يكن غرضهم إلا التعنت، فلهذا ما كادوا يذبحونه ا.</span> تفسير ابن كثير</span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">إياك والتبرم والمن وكثرة السؤال والحجج فهي المحبطة للعمل </span></span></u></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">قال علي رضي الله عنه: " سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك ". </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وعبَّر عن ذلك ا بن عطاء في حِكمه فقال: " ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول وربما قدَّر لك المعصية فكانت سبباً في الوصول، ومعصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عُجباً واستكباراً ".</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">ذهب بعض الصالحين لزيارة شيخ لهم وهو مريض مرض الموت فوجدوه يبكي، فقالوا له: لم تبكي ؟ وقد وفقك الله للصالحات, كم صليتَ وكم صمتَ وكم تصدقتَ وكم حججتَ وكم اعتمرتَ؟ فقال لهم: وما يدريني أن شيئاً من هذا قد قُبل والله تعالى يقول: <span style="color: blue">{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة :27) </span>وما يدريني أنِّي منهم.</span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: blue">{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (البقرة :264) </span></span></p><p></p><p> </p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وكذلك لم يتقبل الله عطاءً ممن منت به نفسه فخص نفسه بالغالي والثمين وأبقي لله البخس الرخيص ، تبارك الله وتعالي عما يشركون ! فقال تعالي <span style="color: blue">{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة :27) </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px">فمن تحققت فيه التقوى في رمضان فهو المقبول </span></u></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: #0000ff">روى مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّباً وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) وَقَالَ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) » . ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ » . </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px"><span style="color: #ff0000">الصنف الثالث</span></span></u></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">قوم دخل رمضان وحالهم حالهم لم يتغير منهم شيء بل ربما زادت آثامهم وعظمت ذنوبهم واسودت صحائفهم وصدق فيهم <span style="color: red">قول النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وأحمد و أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وصححه الألباني عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَىَّ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ » . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَظُنُّهُ قَالَ أَوْ أَحَدُهُمَا . قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَأَنَسٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ </span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">فاختر لنفسك ممن تكون ومن أي صنف أنت ومع من تحشر يوم القيامة </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">والله نسأل أن نكون ممن يحبهم الله ويرضاهم وأن نكون من أوليائه ومن حزبه </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">{وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (56) سورة المائدة</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="color: red">{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (62) سورة يونس</span></span></p><p></p><p style="text-align: center"><u><span style="font-size: 18px">ونحن في هذه الأيام اختلطت المشاعر وتداخلت الأحاسيس </span></u></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">مشاعر شفقة : علي أعمال قمنا بها ولا ندري أقبلت أم والعياذ بالله ردت .</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">مشاعر أمل : أن يتقبل الله منا ويفيض علينا برحماته .</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">مشاعر فرحة : بعيد جاء نود أن نفرح فيه برحمة الله فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ أَبُو بَكْرٍ (وفي رواية : يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى )وَعِنْدِى جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِى الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَبِمُزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِى بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (وفي رواية : مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ) وَذَلِكَ فِى يَوْمِ عِيدٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيداً وَهَذَا عِيدُنَا » (وفي رواية : دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ ...)</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">مشاعر رجاء : أن يفرج الله كرب المكروبين من المسلمين في كل مكان وأن يعجل بالفرج علي إخوان لنا تراق منهم الدماء وتهتك منهم الأعراض وتدنس فيهم المقدسات في فلسطين وفي سوريا وبورما وغيرها من البلاد .</span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">مشاعر ثقة : بأن هذه الأقدام التي قامت لله ضارعة والجباه التي سجدت لله خاشعة لن يخذلها أبدا ولن يردها خائبة وسيؤتيها نصرا في الدنيا وجنة ونعيما في الآخرة </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">اللهم تقبل منا واجعلنا من المقبولين </span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px">وكل عام أنت بخير وتقبل الله منا ومنكم {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الصافات:17)</span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 50698, member: 47"] [center][size=5][color=#0000ff]رمضان ولى....... فماذا بعد ؟![/color][/size] [size=5][color=#0000ff][/color][/size] [size=5][color=#0000ff][/color][/size] [size=5][color=#0000ff][/color][/size] [size=5][color=#0000ff][/color][/size] [size=5][color=#0000ff][/color][/size] [/center] [size=5][color=#800000]أبو أنس عبدالوهاب عمارة[/color][/size] [size=5] [/size] [size=5][/size] [size=5][/size] [size=5] [/size] [size=5][/size] [size=5] [/size] [size=5]الحمد لله جلت حكمته فيما شرع , وعظمت رحمته فيما قضي وقدر , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه , ولا معقب له في حكمه , ولا راد لقضائه , يفعل ما يشاء بحكمته , ويحكم ما يريد بعزته , فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن , لا يسأل عما يفعل وهم يسألون , وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيما ومعلما وقائدنا وقدوتنا وقرة أعينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين , ما ترك من شيء يقربنا من الله والجنة إلا ووضحه لنا وفصله تفصيلا , وما ترك من شيء يقربنا من النار ويبعدنا عن الله إلا ونهانا عنه , وحذرنا تحذيرا . فهو البشير النذير وهو السراج المنير , اللهم صل وسلم وزد وبارك علي سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلي آله وصحبه وسلم تسليما , عدد ما أحاط به علمك , وخط به قلمك , وأحصاه كتابك , وارض اللهم عن سادتنا : أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلي يوم الدين , وارض اللهم عنا معهم أجمعين .[/size] [size=5]وبعد[/size] [size=5] [/size] [size=5]معاشر المسلمين انتهي رمضان . أتصدقون ؟! أم أنكم مثلي تتعجبون ؟! ولكن هذه طبيعة الأيام , وسنة الله في كونه .[/size] [size=5]يقول الشاعر أبو البقاء الرندي [/size] [size=5][color=fuchsia]لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ *** فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ[/color][/size] [size=5][color=fuchsia]هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ *** مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ[/color][/size] [size=5][color=fuchsia]وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ *** وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ[/color][/size] [size=5][color=fuchsia]يُـمَزِّقُ الـدَهرُ حَـتماً كُلَّ سابِغَةٍ *** إِذا نَـبَت مَـشرَفِيّات وَخـرصانُ[/color][/size] [size=5][color=fuchsia]لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ *** إِن كـانَ فـي القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ[/color] [/size] [size=5]وصدق القائل [/size] [size=5][color=fuchsia]هي الدنيا تقول بمليء فيها *** حذار حذار من بطشي ومن فتكي[/color][/size] [size=5][color=fuchsia]فلا يغــــرركم منــي ابتسام *** فقولي مضحـــــــك والفعل مبكي[/color] [/size] [size=5]بالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان وها نحن نودعه وقلوبنا مملوءة بالشوق والحنين وعيوننا مملوءة بالدموع ولا ندري هل لنا معه عودة [/size] [size=5][color=fuchsia]قلوب المتقين إلي هذا الشهر تحن ومن ألم فراقه تئن[/color][/size] [size=5][color=fuchsia]وكيف لا تجري للمؤمن علي فراقه دموع وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع !![/color] [/size] [size=5]رمضان مسابقة في سوق الرحمة والغفران والعتق من النيران سوق انتصب ثم انفض ربح فيه الرابحون الصائمون القائمون الذاكرون السابقون بالخيرات , وخسر فيه الغافلون والساهون اللاهون . [/size] [size=5] [/size] [size=5]فهنيئاً لمن صابر وصبر وصلى لله وشكر، هنيئاً لمن تلا كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، وناجاه واستغفره بالأسحار، هنيئاً لمن رجاه ودعاه مستحضراً قوله سبحانه وتعالى [color=blue]{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة:186)[/color]، معاشر الصائمين القائمين الشاكرين الذاكرين المكبرين , إخوتاه يا من صمتم وقمتم , وخشعتم ودعوتم , هنيئا لكم , هنيئا لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه , هنيئا لمن قام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه , هنيئا لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه ، هنيئاً لمن فطَّر فيه صائماً وأطعم جائعاً وأعطى سائلاً، هنيئاً لمن أحسن إلى يتيم وأدخل الفرحة إلى قلب أسير وأحيى كبد مسكين، هنيئاً لمن أتم فريضته وختم عبادته، هنيئاً لمن تقبله الله في رمضان .[/size] [size=5] [/size] [size=5][color=fuchsia]روى أن عليا ابن أبي طالب رضي الله عنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان : يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم [/color][/size] [size=5][color=fuchsia]فنعزيه ماذا فات من فاته الخير في رمضان وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان [/color][/size] [size=5] [/size] [size=5]أحبابي ها قد عدنا إلى حياتنا كما كانت قبل رمضان، فكيف سيكون حالنا بعد رمضان؟ هل سنواظب على عبادتنا الرمضانية أم على بعضٍ منها ؟ أم سنحيل أيامنا صحراء مجدبة وأرضاً قاحلة من العبادة والصلة الوثيقة بالله تعالى؟ وهل سنجعل ليالينا وقلوبنا وأرواحنا مظلمة تفتقر إلى نور الطاعة والعبادة . [/size] [size=5] [/size] [size=5]أيها الأحباب [/size] [size=5] [/size] [size=5]كثيرا ما يشعر الناس بكسل وفتور بعد انقضاء الطاعات ولاسيما بعد شهر رمضان المبارك وما إن لملم رمضان رحاله إلا وأغلقت المصاحف، وجفت العيون، وطويت سجاجيد الصلاة، وسكتت الألسن التي طالما لهجت بذكر الله، وبشمت البطون التي طالما جاعت حسبة لله، وابتلت العروق التي طالما تشققت تطلعا لما عند الله. فهُجر القرآن، وترك الصيام، واستبدل الناس بذكر ربهم نجوى لا خير فيها .[/size] [size=5]وهذا ربما يكون من النفس التي تميل إلي الراحة والدعة أو من الشيطان . [/size] [size=5] [/size] [size=5]فعندما نحدث الناس عن صيام ستة أيام من شوال [color=red]عَنْ أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ - رضى الله عنه - أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ » . [/color][color=red]رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه[/color][/size] [size=5] [/size] [size=5]فبعض الناس يقول وهو يمن في عبادته كفاية أننا صمنا رمضان وتسمع كلاما يدل علي أنهم يمتنون علي الله بصيامهم ويظن الواحد منهم وكأنة كان في غزوة غزاها مع رسول الله وخالد بن الوليد وكأن كل واحد منهم قد حصل على صك الغفران، أو كأنه سمع بكلتا أذنيه هاتفا يقول: اعمل ما شئت فقد غفر لك، ولا تضرك بعد اليوم معصية. [/size] [size=5]فلقد صام ثلاثين يوما وقام ثلاثين ليلة وتصدق وعبد , وفعل , وفعل . [/size] [size=5]إلي هؤلاء , وإلي من صام وقام ودعا وخشع وبكي وتذلل وتصدق وفعل الخير إيمانا واحتسابا إلي هؤلاء جمعا هذه الكلمات . [/size][center][size=5][color=#0000ff]أصناف الناس بعد رمضان[/color] [u][color=#ff0000]الصنف الأول :[/color][/u][/size][/center] [size=5][/size] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]قوم كانوا علي خير وطاعة قبل رمضان فلما جاء رمضان كانوا علي نشاط واجتهاد في العبادة : قراءة قرآن ,صيام , قيام , ذكر , صلة الأرحام , صلاة في المسجد , صلاة الفجر , تحري للحلال ولكل ما يرضى الله عز وجل . فإذا ذهب رمضان يتألمون على فراقه لأنهم ذاقوا حلاوة العافية فهانت عليهم مرارة الصبر ، لأنهم عرفوا حقيقة ذواتهم وضعفها وفقرها إلى مولاها وطاعته ، لأنهم صاموا حقاً وقاموا شوقاً ، فلوداع رمضان دموعهم تتدفق ، وقلوبهم تشفق ، وهؤلاء القوم علموا ألا مستراح لهم إلا تحت شجرة الخلد وملك لا يبلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر , وتأكدوا أن الصالحات ليست حكرا علي شهر من الشهور أو وقت من الأوقات . فعيشتهم بين الخوف وبين الرجاء حالهم كما قال الله عز وجل[/color][color=blue]}[/color][color=blue]إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [/color][color=blue]{[/color][color=blue](المؤمنون:57-61)[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]أي: هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح، مشفقون من الله خائفون منه، وجلون من مكره بهم . [/color][/size] [size=5][color=fuchsia]كما قال الحسن البصري: إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنًا.[/color][/size] [size=5][color=black]أي: يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبل منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط،[/color][color=black]تفسير ابن كثير رضي الله عنه [/color][/size] [size=5][color=black]والمعنى الذين هم من خشية ربهم دائمون في طاعته ، جادون في طلب مرضاته . [/color][/size] [size=5][color=black]ويقول صاحب الظلال في ظلاله هذا الدرس في السورة يبدأ بتصوير حال الناس بعد أمة الرسل تلك الحال التي جاء الرسول الأخير فوجدهم عليها . مختلفين متنازعين حول الحقيقة الواحدة التي جاءهم بها الرسل من قبل جميعاً .[/color][/size] [size=5][color=black]ويصور غفلتهم عن الحق الذي جاءهم به خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم والغمرة التي تذهلهم عن عاقبة ما هم فيه . بينما المؤمنون يعبدون الله ، ويعملون الصالحات ، وهم مع هذا خائفون من العاقبة ، وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون . . فتتقابل صورة اليقظة والحذر في النفس المؤمنة ، وصورة الغمرة والغفلة في النفس الكافرة.[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]ومن هنا يبدو أثر الإيمان في القلب ، من الحساسية والإرهاف والتحرج ، والتطلع إلى الكمال . وحساب العواقب . مهما ينهض بالواجبات والتكاليف . فهؤلاء المؤمنون يشفقون من ربهم خشية وتقوى؛ وهم يؤمنون بآياته ، ولا يشركون به . وهم ينهضون بتكاليفهم وواجباتهم . وهم يأتون من الطاعات ما استطاعوا . . ولكنهم بعد هذا كله : [/color][color=blue]{ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }[/color][color=black] لإحساسهم بالتقصير في جانب الله ، بعد أن بذلوا ما في طوقهم ، وهو في نظرهم قليل . إن قلب المؤمن يستشعر يد الله عليه . ويحس آلاءه في كل نفس وكل نبضة . . ومن ثم يستصغر كل عباداته ، ويستقل كل طاعاته ، إلى جانب آلاء الله ونعمائه . كذلك هو يستشعر بكل ذرة فيه جلال الله وعظمته؛ ويرقب بكل مشاعره يد الله في كل شيء من حوله . . ومن ثم يشعر بالهيبة ، ويشعر بالوجل ، ويشفق أن يلقى الله وهو مقصر في حقه ، لم يوفه حقه عبادة وطاعة ولم يقارب أياديه عليه معرفة وشكراً .[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]وهؤلاء هم الذين يسارعون في الخيرات ، وهم الذين يسبقون لها فينالونها في الطليعة ، بهذه اليقظة ، وبهذا التطلع ، وبهذا العمل ، وبهذه الطاعة . لا أولئك الذين يعيشون في غمرة ويحسبون لغفلتهم أنهم مقصودون بالنعمة ، مرادون بالخير ، كالصيد الغافل يستدرج إلى مصرعه بالطعم المغري . ومثل هذا الطير في الناس كثير ، يغمرهم الرخاء ، وتشغلهم النعمة ، ويطغيهم الغنى ، ويلهيهم الغرور ، حتى يلاقوا المصير! [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]تلك اليقظة التي يفرضها الإسلام على قلب المسلم . والتي يستجيشها الإيمان بمجرد استقراره في القلوب . . ليست أمراً فوق الطاقة ، وليست تكليفاً فوق الاستطاعة . إنما هي الحساسية الناشئة من الشعور بالله والاتصال به؛ ومراقبته في السر والعلن؛ وهي في حدود الطاقة الإنسانية ، حين يشرق فيها ذلك النور الوضيء :[/color][color=blue]{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (المؤمنون:62) . [/color][color=black]ولقد شرع الله التكاليف وفق ما يعلم من استعداد النفوس؛ وهو محاسبهم وفق ما يعملونه في حدود الطاقة ، لا يظلمون بتحميلهم ما لا يطيقون؛ ولا ببخسهم شيئاً مما يعملون،وكل ما يعملونه محسوب في سجل[/color][color=blue]{ يَنطِقُ بِالْحَقِّ }[/color][color=black]ويبرزه ظاهراً غير منقوص .والله خير الحاسبين[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]إنما يغفل الغافلون لأن قلوبهم في غمرة عن الحق ، لم يمسسها نوره المحيي ، لانشغالها عنه ، واندفاعها في التيه؛ حتى تفيق على الهول ، لتلقى العذاب الأليم ، وتلقى معه التوبيخ والتحقير :[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=blue]{بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ *حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ * لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُونَ * قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ * مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ} (المؤمنون:63-67) [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]فعلة اندفاعهم فيما هم فيه ليست هي تكليفهم بما هو فوق الطاقة؛ إنما العلة أن قلوبهم في غمرة ، لا ترى الحق الذي جاء به القرآن ، وأنهم مندفعون في طريق آخر غير النهج الذي جاء به : [/color][color=blue]{ وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِن دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ }[/color][color=black] . . في ظلال القرآن[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]وقال صاحب الوسيط [/color][color=fuchsia]: فهم كما قال بعض الصالحين : لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم ، أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها .[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]أي : يفعلون ما فعلوا وهم خائفون ثم ختم ، لأن الإيمان الحق إذا خالطت بشاشته القلوب يجعلها لا تحس بالمشقة عند فعل الطاعات ، وإنما يجعلها تحس بالرضا والسعادة والإقدام على فعل الخير بدون تردد . الوسيط لسيد طنطاوي[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]روى الترمذي وابن ماجة وأحمد وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان وصححه الألباني أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) قَالَتْ عَائِشَةُ أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ قَالَ « لاَ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لاَ يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ » [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5][color=black]وحالهم حال إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام[/color][/size][/u][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]فقد أمر بترك رضيعه الوحيد مع أمه في صحراء وأمر ببناء البيت فبناه علي أكمل وجه حتى أتي بحجر فصعد عليه ليعلو البناء ويكون أليق في تقديمه لله شكرا وعرفانا . بعد كل هذا لم يخطر في خلده أنه فعل عظيما أو كبيرا من الأمور فيَمُنّ به فيقول أنا فعلت وفعلت بل بعد الفراغ من بناء البيت علي أكمل وجه وأتمه يتمنى علي الله القبول[/color] [color=blue]{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}( البقرة : 127-128) [/color][color=black]هما في عمل صالح، وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما .[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]كما روى ابن أبي حاتم من حديث مُحَمَّدٍ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ الْمَكِي[color=black]ِّ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: قَرَأَ [/color][color=blue]{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا }[/color][color=black]زَادَ ابْنُ خُنَيْسٍ فِي حَدِيثِهِ، ثُمَّ يَبْكِي، فَقَالَ وُهَيْبٌ: يَا خَلِيلَ الرَّحْمَنِ تَرْفَعُ قَوَائِمَ بَيْتِ الرَّحْمَنِ وَأَنْتَ مُشْفِقٌ أَنْ لا يَقْبَلَ مِنْكَ". تفسير القرآن العظيم مسندا عن الرسول صلى الله عليه وسلم و الصحابة و التابعين لابن أبي حاتم .[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]وفي الحديث عند البخاري { .... ثُمَّ قَالَ يَا إِسْمَاعِيلُ ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِى بِأَمْرٍ . قَالَ فَاصْنَعْ مَا أَمَرَكَ رَبُّكَ . قَالَ وَتُعِينُنِى قَالَ وَأُعِينُكَ . قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِى أَنْ أَبْنِىَ هَا هُنَا بَيْتاً . وَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا . قَالَ فَعِنْدَ ذَلِكَ رَفَعَا الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَأْتِى بِالْحِجَارَةِ ، وَإِبْرَاهِيمُ يَبْنِى ، حَتَّى إِذَا ارْتَفَعَ الْبِنَاءُ جَاءَ بِهَذَا الْحَجَرِ فَوَضَعَهُ لَهُ ، فَقَامَ عَلَيْهِ وَهْوَ يَبْنِى ، وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ ، وَهُمَا يَقُولاَنِ ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) . قَالَ فَجَعَلاَ يَبْنِيَانِ حَتَّى يَدُورَا حَوْلَ الْبَيْتِ ، وَهُمَا يَقُولاَنِ ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) صحيح البخاري [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=fuchsia]( قال بعض أصحب الخواطر: وجل العارف من طاعته أكثر من وجِلِه من مخالفته لأن المخالفة تمحوها التوبة، [/color][color=fuchsia]والطاعة يطالب بصحتها والإخلاص والصدق فيها[/color][color=fuchsia].) [/color]تفسير السلمي وهو حقائق التفسير[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]ويقول الرازي:وقال العارفون:فرق بين القبول والتقبل فإن التقبل أن يتكلف الإنسان في قبوله وذلك إنما يكون حيث يكون العمل ناقصاً لا يستحق أن يقبل فهذا اعتراف منهما بالتقصير في العمل،واعتراف بالعجز والانكسار[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]إنهم بعد أن أتوا بتلك العبادة مخلصين تضرعوا إلى الله تعالى في قبولها وطلبوا الثواب عليها وأيضاً فلم يكن المقصود إعطاء الثواب عليه ، لأن كون الفعل واقعاً موقع القبول من المخدوم ألذ عند الخادم العاقل من إعطاء الثواب عليه [/color][color=blue]{ إِنَّكَ أَنتَ السميع العليم }[/color][color=black] كأنه يقول : تسمع دعاءنا وتضرعنا ، وتعلم ما في قلبنا من الإخلاص وترك الالتفات إلى أحد سواك . تفسير الرازي[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5][color=black]عباد شاكرون ربانيون لا رمضانيون:[/color][/size][/u][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]حالهم يستنون بحال النبي صلي الله عليه وسلم [/color][color=red]عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ « أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْداً شَكُوراً » . فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِساً فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ ، فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ . رواه البخاري مسلم[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى رَمَضَانَ فَقَالَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِى رَمَضَانَ وَلاَ فِى غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ، يُصَلِّى أَرْبَعاً فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّى أَرْبَعاً فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ، ثُمَّ يُصَلِّى ثَلاَثاً ، قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ . فَقَالَ « يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ عَيْنَىَّ تَنَامَانِ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِى » . البخاري[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]عن عطاء ، قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها ، فقال عبيد بن عمير : حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فبكت ، فقالت : قام ليلة من الليالي ،( وفي رواية : أتاني في ليلتي ، حتى إذا دخل معي في لحافي ، وألزق جلده بجلدي ) فقال : يا عائشة ذريني أتعبد لربي ، ،قالت : قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك ، قالت : فقام ، فتطهر ، ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بل حجره ، ثم بكى ، فلم يزل يبكي حتى بل الأرض ، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول الله تبكي ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات ، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها : [/color][color=blue]{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } (آل عمران :190-191) [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]- ذريني : اتركيني ودعيني . , - الأذَانِ والإذن : هو الإعْلام بالشيء أو الإخبار به وباقترابه[color=black] -- أخلاق النبي لأبي الشيخ الأصبهاني وصحيح ابن حبان تحقيق : شعيب الأرنؤوط قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم وموارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان المؤلف : نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي . المحقق : محمد عبد الرزاق حمزة[/color] .[/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5][color=black]لاَ تُحْصِى فَيُحْصِىَ اللَّهُ عَلَيْك[/color][/size][/u][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]« لاَ تُحْصِى فَيُحْصِىَ اللَّهُ عَلَيْكِ » . البخاري[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]عَنْ أَبِى أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ كُنَّا يَوْماً فِى الْمَسْجِدِ جُلُوساً وَنَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ فَأَرْسَلْنَا رَجُلاً إِلَى عَائِشَةَ لِيَسْتَأْذِنَ فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ سَائِلٌ مَرَّةً وَعِنْدِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرْتُ لَهُ بِشَىْءٍ ثُمَّ دَعَوْتُ بِهِ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَمَا تُرِيدِينَ أَنْ لاَ يَدْخُلَ بَيْتَكِ شَىْءٌ وَلاَ يَخْرُجَ إِلاَّ بِعِلْمِكِ » . قُلْتُ نَعَمْ . قَالَ « مَهْلاً يَا عَائِشَةُ لاَ تُحْصِى فَيُحْصِىَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكِ » . رواه البخاري ورواه مسلم ، والنسائي في " السنن الكبرى" واللفظ له ، وأحمد ، والبغوي في "شرح السنة " ، والبيهقي في "السنن الكبرى" [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]لا تحصي فيحصي الله عليك : أي : لا تعدي ما تتصدقين به وتجمعينه ، فيحصي الله ما يعطيك ويَعُدُّهُ عليك، وقيل : هو المبالغة في التقصي والاستئثار.[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]فلا تقل صمت كذا وصليت كذا فيقال لك من الله كذا وكذا........ من النعم والفضل التي لا تحصي .[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=blue]{اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم :32: 34) [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]تخيل أن شخصا له عندك ملايين وأنت تسددها جنيها بجنيه فهل تعطي له الجنيه كل يوم في تبجح و عجب ومن منك عليه أم أنك تعطية بعين منكسرة وفي تواضع وخجل جم هكذا صلاتنا وصيامن وحالنا مع الله تبارك وتعالي [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « سَدِّدُوا وَقَارِبُوا ، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللَّهِ ، وَإِنْ قَلَّ » [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]وروى البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « لَنْ يُدْخِلَ أَحَداً عَمَلُهُ الْجَنَّةَ » . قَالُوا وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « لاَ ، وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِى اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِناً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْراً ، وَإِمَّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ » .[/color][color=black] ولله الفضل والمنة[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][u][color=black]من تأمل أحوال الصحابة[/color][/u][color=black] وجدهم في قمة العمل مع قمة الخوف ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن .[/color][/size] [size=5][color=black]عن أبى بكر الصديق قال : وددت أنى شعرة فى جنب عبد مؤمن (أحمد فى الزهد) كنز العمال[/color][/size] [size=5][color=black]وهذا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - قرأ سورة الطور إلى أن بلغ قوله {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} (الطور :7) فبكى، واشتد بكاؤه، حتى مرض وعادوه .[/color][/size] [size=5][color=black]وقال لابنه وهو في سياق الموت : ويحك ! ضع خدي على الأرض؛ عساه أن يرحمني . ثم قال: ويل أمي إن لم يغفر الله لي ؛ ثلاثا ثم قضى الزهد لأحمد. [/color][/size] [size=5][color=black]وهذا عثمان بن عفان -رضي الله عنه - كان إذا وقف على القبر ؛ يبكى حتى تبل لحيته أخرجه : الترمذي. [/color][/size] [size=5][color=black]وقال : لو أنني بين الجنة والنار، لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي ؛ لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير أخرجه : أحمد في الزهد .[/color][/size] [size=5][color=black]وهذا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - وبكاؤه وخوفه، وكان يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل، وإتباع الهوى . قال : فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة ،والآخرة قد أسرعت مقبلة ،ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل أخرجه : أحمد في الزهد .[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]وقرأ تميم الداري-رضي الله عنه- ليلة سورة الجاثية فلما أتى على هذه الآية : {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ} (الجاثية :21) جعل يرددها ويبكي حتى أصبح أخرجه:أحمد في الزهد.[/color][/size] [size=5][color=black]وقال أبو عبيدة عامرُ بن الجراح : وددت أني كبش، فذبحني أهلي، وأكلوا لحمي وحسوا مرقي أخرجه : أحمد في الزهد . بحوث ودراسات من موقع الإسلام اليوم[/color][/size] [size=5][color=black]وأخرج أحمد في الزهد والنسائي والبيهقي ومَالِكٌ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ،عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ ، فَقَالَ : مَا صَنَعَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ ؟ فَقَالَ :إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَرِادَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ:لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْجَسَدِ إِلاَّ وَهُوَ يَشْكُو ذَرَبَ اللِّسَانِ. وصححه الألباني [/color][/size] [size=5][color=black]وكان يبكي كثيرا ويقول ابكوا وإن لم تبكوا فتباكوا ولما احتضر قال لعائشة : يا بنية إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد فأسرعي به إلي ابن الخطاب .[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5][color=black]حالهم الدوام علي الطاعة [/color][/size][/u][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]روى الإمامان البخاري ومسلم رضي الله عنهما عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ » . قَالَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ إِذَا عَمِلَتِ الْعَمَلَ لَزِمَتْهُ . [/color][/size] [size=5][color=red]روى الإمام مسلم رضي الله عنه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ أَوْ مَرِضَ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً . قَالَتْ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ وَمَا صَامَ شَهْراً مُتَتَابِعاً إِلاَّ رَمَضَانَ. [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]لا تنس عداوة الشيطان الذي كان مكبلا لمدة شهرا عاجزا عن غوايتك يستشيط غضبا بطاعتك يتوعدك بعد رمضان بالكيد والغواية والوقوع في الضلال والمعصية[/color][color=blue]{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}( الحجر :39 -40) [/color][/size] [size=5][color=blue]{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (ص :82-83) [/color][/size] [size=5][color=blue]{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ *وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} (سبأ :20-21)[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5][color=#ff0000]الصنف الثاني :[/color][/size][/u][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]كان قبل رمضان في غفلة وسهو ولعب فجاء رمضان تراه في رمضان مجتهداً في الطاعة فلا تقع عيناك عليه إلا ساجداً أو قائماً أو تالياً للقرآن أو باكياً حتى ليكاد يذكرك ببعض عبّاد السلف ، حتى إنك لتشفق عليه من شدة اجتهاده ونشاطه ، وما أن ينقضي الشهر الفضيل حتى يعود إلى التفريط والمعاصي كأنه كان سجيناً بالطاعات فينكب على الشهوات والغفلات والهفوات يظن أنها تبدد همومه وغمومه متناسياً هذا المسكين أن المعاصي سبب الهلاك لأن الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل ، فكم من معصية حرمت عبداً من كلمة لا إله إلا الله في سكرات الموت . [/color][/size] [size=5][color=black]فبعد أن عاش هذا شهراً كاملاً مع الإيمان والقرآن وسائر القربات يعود إلى الوراء منتكساً ،ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهؤلاء هم عبّاد المواسم لا يعرفون الله تعالى إلا في المواسم أو النقمة أو الضائقة فإذا ذهبت , ذهبت الطاعة مولية ألا فبئس هذا ديدنهم. [/color][/size] [size=5][color=black]فيا ترى ما الفائدة إذن من عبادة شهر كامل إن أتبعتها بعودة إلى السلوك الشائن ؟ [/color][/size] [size=5][color=black]فهؤلاء نقول لهم من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولي وانقضي ومن كان يعبد الله فإن الله باق دائم لا يتغير[/color] [color=blue]{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (النحل :92) [/color][color=black]قال عبد الله بن كثير، والسدّي: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه.[/color][color=black]وقال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده. وهذا القول أرجح وأظهر، وسواء كان بمكة امرأة تنقض غزلها أم لا. تفسير ابن كثير[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]فالذي كان يتلو القرآن ثم هجره بعد رمضان فقد نقض غزله وخان عهده مع الله , ومن وصل رحمه في رمضان ثم قطعها بعد رمضان فقد نقض غزله وخان عهده مع الله ,فهذه الوجوه التي سجد لله في رمضان فلا تتجه لغير الله بعد رمضان , وهذه البطون التي صامت عن الحلال في رمضان يجب أن تصوم عن أكل الحرام بعد رمضان , وهذه العيون التي بكت من خشية الله في رمضان يجب أن تمتنع عن النظر إلي الحرام بعد رمضان , هذه الأقدام التي سعت إلي المساجد يجب ألا تسعى في الفساد والإفساد في الأرض بعد رمضان , هذه الأيدي التي كانت ممرا لعطاء الله تنفق وتعطي في رمضان يجب أن لا تبطش وتسرق وتختلس وترتشي بعد رمضان .[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]وإن كان رمضان قد مضي طيف خيال فالله حي لا يدركه زوال فلم ننقطع عن العبادة ونهجر المساجد ونهجر القرآن بعد رمضان فاحذروا أن يزين لكم الشيطان هذا فإن الله يرضي عمن أطاعه في أي شهر كان ويغضب علي من عصاه في كل أوان فهل بعدما ذقتم حلاوة الطاعة تعودون إلي مرارة العصيان [/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5][color=#0000ff]والإنقطاع دليل علي عدم القبول [/color][/size][/u][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]يقول كعب –رضى الله عنه-:مَن صام رمضان وهو يحدِّث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه؛ فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود [/size] [size=5]ولمَّا سُئِل بشر الحافي- رحمه الله- عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان![/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]فالصيام مدرسة ربانية أخذت فيها دورة تدريبة علي الطاعة والانقياد إليه ففي رمضان تركت الحلال الطعام واللشراب والشهوة أفلم تتهيأ نفسك لترك الحرام في رمضان وفي غير رمضان فاجعل كل شهورك رمضان وكل أيامك أعيادا بطاعتك فكن ربانيا ولا تكن رمضانيا ، ورمضان كشفك أمام نفسك وأمام الله , فها أنت قد صمت وقمت وانتصرت علي نفسك فلا تقل لا أستطيع فلقد استطعت في رمضان فما الذي يمنعك عن الامتثال بعد رمضان ؟! [/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]فليس معني انقضاء رمضان هو انقضاء الطاعة وانتهاء الصوم والصلاة وأعمال البر وليس معناه فك القيود وتقطيع السلاسل [/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]نعم فلقد رحل عنا رمضان ... وما رحل ... نعم ما رحل عنا رمضان ... رحل رمضان بأيامه ولياليه , وما رحل رمضان بروحه ومعانيه , رحل رمضان جسدا وما رحل عنا روحا , رحل رمضان وما رحل الصيام ولا القيام ولا القرآن رحل رمضان وبقي الله .فلقد تعلمنا منه الكثير والكثير [/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]عن الحارث بن مالك الأنصاري ، أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : كيف أصبحت يا حارث ؟ « قال : أصبحت مؤمنا حقا ، قال : » انظر ما تقول ، فإن لكل شيء حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ « فقال ، قد عزفت نفسي عن الدنيا ، فأسهرت لذلك ليلي ، وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها ، فقال : » يا حارث عرفت فالزم « ثلاثا[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]وقال صاحب كنز العمال هو حارث بن مالك، وقيل: حارثة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه [/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال المؤلف : علاء الدين علي بن حسام الدين المتقي الهندي البرهان فوري (المتوفى : 975هـ) المحقق : بكري حياني - صفوة السقا[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]قال البيهقي هذه القصة في الحارث بن مالك و يقال : حارثة و قصة الأم في الحارثة بن النعمان [/color]شعب الايمان[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]وقال صاحب النهاية وفي حديث حارثة [ [/color][color=red]عَزَفَتْ نفْسِي عن الدُّنْيا[/color][color=black] ] أي عَافَتْها وكرهَتْها . ويُرْوَى [ [/color][color=red]عَزَفْتُ نفْسِي عن الدُّنيا[/color][color=black] ] بضم التاء : [/color]أي مَنَعتها وصَرَفتها النهاية في غريب الحديث والأثر المؤلف : أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري . تحقيق : طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]فيا من تذوقت حلاوة الإيمان وعرفت فضل الأعمال في رمضان فداوم عليه ولازمها ولا تتركها بعد رمضان [/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]ويا من كنت لا تحافظ علي الصلاة ووفقك الله للصلاة والمحافظة عليها فإياك أن تضيعها .[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ » . رواه مسلم[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]روي مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (أي ابن مسعود ) قَالَ : [color=red]}[/color][color=red]مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ [/color][color=red]{[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]يا من عرفت طريق القيام في رمضان وتذوقت حلاوة المناجاة فلا تحرم نفسك ولو ركعتين قبل أن تنام [color=red]وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:[/color][color=red]}[/color][color=red] يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس [/color][color=red]{[/color][color=red] رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن صحيح الترغيب والترهيب - الألباني[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]يا من فتحت المصحف وعشت في رحابه في رمضان فلا يغلقه بعد رمضان أترضي أن يشكوك رسول الله إلي ربه يوم القيامة [color=blue]{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (الفرقان :30) [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]ويقول ربنا تبارك وتعالي [color=blue]{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } (الحـج :32)[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]ويقول أيضا لنعلم أننا في رحلة أولها المولد وآخرها الموت وهي كلها في عبادة[color=blue]{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (الحجر[/color][color=black]:[/color][color=blue]99) [/color][color=black]قال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد الموت وسمي الموت باليقين لأنه أمر متيقن . فإن قيل : فأي فائدة لهذا التوقيت مع أن كل أحد يعلم أنه إذا مات سقطت عنه العبادات؟ قلنا : المراد منه : [/color][color=blue]{ واعبد رَبَّكَ }[/color][color=black] في زمان حياتك ولا تخل لحظة من لحظات الحياة عن هذه العبادة ، والله أعلم . تفسير الرازي[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=blue]وقال الله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ * [/color][color=blue]فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (الجمعة :9- 10) [/color][color=black]أي: اقصدوا واعمدوا واهتموا في مَسيركم إليها، وليس المراد بالسعي هاهنا المشي السريع، وإنما هو الاهتمام بها، [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]وقال قتادة في قوله: [/color][color=red]{ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ }[/color][color=black] يعني: أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المشي إليها،[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]وقوله: [/color][color=red]{ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[/color][color=black] أي: حال بيعكم وشرائكم، وأخذكم وعَطَائكم، اذكروا الله ذكرا كثيرا، ولا تشغلكم الدنيا عن الذي ينفعكم في الدار الآخرة؛ ولهذا جاء في الحديث: [/color][color=red]فيمارواه الترمذي عن مُحَمَّد بْن وَاسِعٍ قَالَ قَدِمْتُ مَكَّةَ فَلَقِيَنِى أَخِى سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَحَدَّثَنِى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكُ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِى وَيُمِيتُ وَهُوَ حَىٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ » . قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ . وحسنه الألباني[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]وما رواه أحمد وابن ماجة عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « مَنْ قَالَ حِينَ يَدْخُلُ السُّوقَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِى وَيُمِيتُ وَهُوَ حَىٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ كُلُّهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ - كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَبَنَى لَهُ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ » .وحسنه الألباني[/color]تفسير ابن كثير بتصرف قليل[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]فليس بعد السعي إلي الصلاة تكاسل وترك للطاعات بل ذكر وعمل وشغل واستحضار لمعية الله في كل شيء واستحضار أن كل فضل فيه الإنسان إنما هو فضل الله ونعمته وإن عند الله لا ينال بمعصيته [color=red]وعن حذيفة رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الناس فقال (هلموا إلي فأقبلوا إليه فجلسوا فقال هذا رسول رب العالمين جبريل عليه السلام نفث في روعي أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن أبطأ عليها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته) [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]رواه البزار والبيهقي وقال الألباني حسن علي أقل الأحوال [/color][color=red].[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]وخاطب ربنا تبارك وتعالي نبيه صلي الله عليه وسلم والخطاب لنا معه[color=blue]{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} (الشرح :7) [/color][color=black]فالمعنى أن يواصل بين بعض العبادات وبعض ، وأن لا يخلي وقتاً من أوقاته منها ، فإذا فرغ من عبادة أتبعها بأخرى .[/color][color=black]تفسير الرازي[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=blue]{ قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم * يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } (الحجرات : 14-18)[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]يقول تعالى منكرا على الأعراب الذين أول ما دخلوا في الإسلام ادعوا لأنفسهم مقام الإيمان، ولم يتمكن الإيمان في قلوبهم بعد فأدبوا [/size] [size=5]وأعلموا أن ذلك لم يصلوا إليه بعد،وإنما قيل لهؤلاء تأديبًا: [color=blue]{ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ }[/color]أي: لم تصلوا إلى حقيقة الإيمان بعد.[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]ثم قال[/color][color=blue]: { وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا }[/color][color=black] أي: لا ينقصكم من أجوركم شيئا، كقوله: [/color][color=blue]{ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ } (الطور:21)[/color][color=black]وقوله: [/color][color=blue]{ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[/color][color=black] أي: لمن تاب إليه وأناب.[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]وقوله: [/color][color=blue]{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ }[/color][color=black] أي: إنما المؤمنون الكُمَّل [/color][color=blue]{الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا }[/color][color=black] أي: لم يشكوا ولا تزلزلوا، بل ثبتوا على حال واحدة، وهي التصديق المحض، [/color][color=blue]{ وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }[/color][color=black] أي: وبذلوا مهجهم ونفائس أموالهم في طاعة الله ورضوانه، [/color][color=blue]{ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }[/color][color=black] أي: في قولهم إذا قالوا: "إنهم مؤمنون"، لا كبعض الأعراب الذين ليس معهم من الدين إلا الكلمة الظاهرة. قال تعالى: [/color][color=blue]{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا }[/color][color=black] يعني: الأعراب الذين يمنون بإسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم على الرسول، يقول الله ردًا عليهم: [/color][color=blue]{ قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ }[/color][color=black] ، فإن نفع ذلك إنما يعود عليكم، ولله المنة عليكم فيه[/color][color=blue]،{ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [/color][color=black]أي: في دعواكم ذلك،[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]وقال الحافظ أبو بكر البزار: [/color][color=red]عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، أسلمنا وقاتلتك العرب، ولم تقاتلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن فقههم قليل، وإن الشيطان ينطق على ألسنتهم". ونزلت هذه الآية: [/color][color=blue]{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }[/color]تفسير ابن كثير[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]ويقول الحق تبارك وتعالي [color=blue]:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (الحـج :11) [/color][/size] [size=5][color=black]قال مجاهد، وقتادة، وغيرهما: [/color][color=blue]{ عَلَى حَرْفٍ }[/color][color=black] : على شك. وقال غيرهم: على طرف. ومنه حرف الجبل، أي: طرفه، أي: دخل في الدين على طرف، فإن وجد ما يحبه استقر، و إلا انشمر.[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=red]وروى البخاري: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ) قَالَ كَانَ الرَّجُلُ يَقْدَمُ الْمَدِينَةَ ، فَإِنْ وَلَدَتِ امْرَأَتُهُ غُلاَماً ، وَنُتِجَتْ خَيْلُهُ قَالَ هَذَا دِينٌ صَالِحٌ . وَإِنْ لَمْ تَلِدِ امْرَأَتُهُ وَلَمْ تُنْتَجْ خَيْلُهُ قَالَ هَذَا دِينُ سُوءٍ[/color][color=black] . [/color]تفسير ابن كثير[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][u][color=black]ويقول الرازي وفي تفسير الحرف وجهان : الأول : [/color][/u][color=black]ما قاله الحسن وهو أن المرء في باب الدين معتمدة القلب واللسان فهما حرفا الدين ، فإذا وافق أحدهما الآخر فقد تكامل في الدين وإذا أظهر بلسانه الدين لبعض الأغراض وفي قلبه النفاق جاز أن يقال فيه على وجه الذم يعبد الله على حرف[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][u][color=black]الثاني [/color][/u][color=black]: قوله : [/color][color=blue]{ على حَرْفٍ }[/color][color=black] أي على طرف من الدين لا في وسطه وقلبه ، وهذا مثل لكونهم على قلق واضطراب في دينهم لا على سكون طمأنينة كالذي يكون على طرف من العسكر فإن أحس بغنيمة قرَّ واطمأن وإلا فرَّ وطار على وجهه . وهذا هو المراد [/color][color=blue]{ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطمأن بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقلب على وَجْهِهِ }[/color][color=black] لأن الثبات في الدين إنما يكون لو كان الغرض منه إصابة الحق وطاعة الله والخوف من عقابه فأما إذا كان غرضه الخير المعجل فإنه يظهر الدين عند السراء ويرجع عنه عند الضراء فلا يكون إلا منافقاً مذموماً وهو مثل قوله تعالى : [/color][color=blue]{مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء } (النساء :143)[/color]وكقوله :[color=blue]{ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ الله قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ }(النساء : 141) [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][u][color=black]المسألة الثانية[/color][/u][color=black] : قال الكلبي : نزلت هذه الآية في أعراب كانوا يقدمون على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة مهاجرين من باديتهم فكان أحدهم إذا صح بها جسمه ونتجت فرسه مهراً حسناً وولدت امرأته غلاماً وكثر ماله وماشيته رضي به واطمأن إليه وإن أصابه وجع وولدت امرأته جارية أو أجهضت رماكه وذهب ماله وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان وقال له ما جاءتك هذه الشرور إلا بسبب هذا الدين فينقلب عن دينه . وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير والحسن ومجاهدة وقتادة وثانيها : وهو قول الضحاك نزلت في المؤلفة قلوبهم ، منهم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس والعباس بن مرداس قال بعضهم لبعض ندخل في دين محمد فإن أصبنا خيراً عرفنا أنه حق ، وإن أصبنا غير ذلك عرفنا أنه باطل[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][u][color=black]وثالثها[/color][/u][color=black] : [/color][color=red]قال أبو سعيد الخدري : «أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده فقال يا رسول الله أقلني فإني لم أصب من ديني هذا خيراً ، ذهب بصري وولدي ومالي . فقال صلى الله عليه وسلم : " إن الإسلام لا يقال ، إن الإسلام ليسبك كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة " فنزلت هذه الآية .[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=black]أما قوله تعالى : [/color][color=blue]{ خَسِرَ الدنيا والآخرة }[/color][color=black] فذلك لأنه يخسر في الدنيا العزة والكرامة وإصابة الغنيمة وأهلية الشهادة والإمامة والقضاء ولا يبقى ماله ودمه مصوناً ، وأما في الآخرة فيفوته الثواب الدائم ويحصل له العقاب الدائم [/color][color=blue]{ وذلك هُوَ الخسران المبين }[/color][color=black]. تفسير الرازي[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]ولم يقبل الله من بني إسرائيل البقرة التي أمروا بذبحها وذلك لكثرة أسئلتهم وحججهم وتحايلهم علي شرع الله ولأنهم فعلوا لا عن حب وطواعية بل عن بغض وكراهية وتبرم فقال الله فيهم[color=blue]{ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ }[/color][color=black] قال الضحاك، عن ابن عباس: كادوا ألا يفعلوا، ولم يكن ذلك الذي أرادوا، لأنهم أرادوا ألا يذبحوها. يعني أنَّهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة، والأجوبة، والإيضاح ما ذبحوها إلا بعد الجهد، وفي هذا ذم لهم، وذلك أنه لم يكن غرضهم إلا التعنت، فلهذا ما كادوا يذبحونه ا.[/color] تفسير ابن كثير[/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5][color=#0000ff]إياك والتبرم والمن وكثرة السؤال والحجج فهي المحبطة للعمل [/color][/size][/u][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]قال علي رضي الله عنه: " سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك ". [/size] [size=5]وعبَّر عن ذلك ا بن عطاء في حِكمه فقال: " ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول وربما قدَّر لك المعصية فكانت سبباً في الوصول، ومعصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عُجباً واستكباراً ".[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]ذهب بعض الصالحين لزيارة شيخ لهم وهو مريض مرض الموت فوجدوه يبكي، فقالوا له: لم تبكي ؟ وقد وفقك الله للصالحات, كم صليتَ وكم صمتَ وكم تصدقتَ وكم حججتَ وكم اعتمرتَ؟ فقال لهم: وما يدريني أن شيئاً من هذا قد قُبل والله تعالى يقول: [color=blue]{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة :27) [/color]وما يدريني أنِّي منهم.[/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=blue]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (البقرة :264) [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [size=5] [/size] [center][size=5]وكذلك لم يتقبل الله عطاءً ممن منت به نفسه فخص نفسه بالغالي والثمين وأبقي لله البخس الرخيص ، تبارك الله وتعالي عما يشركون ! فقال تعالي [color=blue]{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة :27) [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5]فمن تحققت فيه التقوى في رمضان فهو المقبول [/size][/u][/center] [size=5] [/size] [center][size=5][color=#0000ff]روى مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّباً وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) وَقَالَ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) » . ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ » . [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5][color=#ff0000]الصنف الثالث[/color][/size][/u][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]قوم دخل رمضان وحالهم حالهم لم يتغير منهم شيء بل ربما زادت آثامهم وعظمت ذنوبهم واسودت صحائفهم وصدق فيهم [color=red]قول النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وأحمد و أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وصححه الألباني عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَىَّ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ » . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَظُنُّهُ قَالَ أَوْ أَحَدُهُمَا . قَالَ وَفِى الْبَابِ عَنْ جَابِرٍ وَأَنَسٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ [/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][size=5]فاختر لنفسك ممن تكون ومن أي صنف أنت ومع من تحشر يوم القيامة [/size] [size=5]والله نسأل أن نكون ممن يحبهم الله ويرضاهم وأن نكون من أوليائه ومن حزبه [/size] [size=5][color=red]{وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} (56) سورة المائدة[/color][/size] [size=5][color=red]{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (62) سورة يونس[/color][/size][/center] [size=5] [/size] [center][u][size=5]ونحن في هذه الأيام اختلطت المشاعر وتداخلت الأحاسيس [/size][/u] [size=5]مشاعر شفقة : علي أعمال قمنا بها ولا ندري أقبلت أم والعياذ بالله ردت .[/size] [size=5]مشاعر أمل : أن يتقبل الله منا ويفيض علينا برحماته .[/size] [size=5]مشاعر فرحة : بعيد جاء نود أن نفرح فيه برحمة الله فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ أَبُو بَكْرٍ (وفي رواية : يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى )وَعِنْدِى جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِى الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثٍ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَبِمُزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِى بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (وفي رواية : مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ مَرَّتَيْنِ) وَذَلِكَ فِى يَوْمِ عِيدٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيداً وَهَذَا عِيدُنَا » (وفي رواية : دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ ...)[/size] [size=5]مشاعر رجاء : أن يفرج الله كرب المكروبين من المسلمين في كل مكان وأن يعجل بالفرج علي إخوان لنا تراق منهم الدماء وتهتك منهم الأعراض وتدنس فيهم المقدسات في فلسطين وفي سوريا وبورما وغيرها من البلاد .[/size] [size=5]مشاعر ثقة : بأن هذه الأقدام التي قامت لله ضارعة والجباه التي سجدت لله خاشعة لن يخذلها أبدا ولن يردها خائبة وسيؤتيها نصرا في الدنيا وجنة ونعيما في الآخرة [/size] [size=5]اللهم تقبل منا واجعلنا من المقبولين [/size] [size=5]وكل عام أنت بخير وتقبل الله منا ومنكم {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الصافات:17)[/size][/center] [size=5] [/size] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم العام
روضة المناسبات الإسلامية
رمضان ولى....... فماذا بعد ؟!