الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
القسم الثقافي
ركن تطوير الذات
آسف .. وأرجو أن تعذرني
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="تسابيح ساجدة" data-source="post: 55249" data-attributes="member: 47"><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: #0000ff">آسف .. وأرجو أن تعذرني</span></span></span></p> <p style="text-align: center"></p><p></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: red">أ.حسان أحمد العماري</span></span></span></p><p> </p><p> </p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy"></span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">إن بعضنا قد يسيء للبعض في اليوم عشرات المرات .. فلا يقول : عفواً ويعتذر .</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وإن بعضنا قد يجرح أخاه جرحا عظيما .. فلا يقول .. سامحني .</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وإن البعض منا قد يعتدي في لحظة طيش وغضب على زميله وربما جاره .. ويخجل من كلمة : آسف .</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">كلمة لو نطقناها بصدق لذابت الحواجز وزال الغضب ولداوينا قلبا مكسورا أو كرامه مجروحة ولعادت المياه إلي مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة .. كلمات سهلة وبسيطة وصادقة تنمي الحب والمودة والتسامح والعفو الجميل فتعود العلاقات الأسرية والاجتماعية المتصدعة أكثر ترابطاً .. ( خيركم من بدأ بالسلام ) نوع من الاعتذار النبوي الراقي الذي تجاهلناه .</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فلماذا يعجز أحدنا عن الاعتذار لأخيه .. بصدق وشجاعة .. بهدية صغيرة .. أو زيارة خاطفة .. أو كلمة طيبة .. أو بسمة حانية .. أو اتصال على غير موعد ويقدم اعتذاره ويطلب منه المسامحة لنظل دوما على الحب والخير أخوة</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">إننا لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الإعتذار ,, ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الإعتذار هزيمة أو ضعف ,, وانتقاص للشخصية والمركز والمنصب .. وكأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير ..فتجد أن :.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">الأم تنصح إبنتها بعدم الإعتذار لزوجها التي أخطأت في حقه ...</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">والزوج تأخذه العزة بالأثم إذا أخطأ في حق زوجته فلا يعتذر</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">والأب ينصح الابن بعدم الإعتذار ,, لأن رجل البيت لا يعتذر ...</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">والمدير والوزير لا يعتذر للموظفين إذا حدث منه خلل وتقصير في حقهم لان مركزه لا يسمح له بذلك ...</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">والمعلمة لا تعتذر للطالبة لأن ذلك سوف ينقص من إحترام الطالبات لها ...</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">والطبيب لا يقف معتذراً ونادماً على خطأ أرتكبه في حق مريضه حتى لا يشوه سمعته ويتفرق الناس إلى غيره.</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">والجار لا يعتذر لجاره ويعتبر ذلك ضعف منه ... فمن علّمنا أن الاعتذار ضعفٌ وإهانةٌ ومنقصة ؟؟</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">ومن علّمنا أن نقتل بداخلنا هذه الصفة النبيلة ؟؟ ومن علّمنا أن في الاعتذار جرحٌ للكرامة والكبرياء ؟؟</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وبعض الحكام قد تؤلف في أخطائهم في حق شعوبهم وتقصيرهم في واجباتهم مجلدات ومع ذلك لا تجد من يتجرأ .. لا لشيء .. بل ليكون عظيماً ويقف أمام شعبه .. فيعتذر ويصلح .. أو يعتزل ويفسح.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">ألا يعرف هؤلاء فضيلة الاعتذار و مالها من آثار إيجابية أهمها كسب حب و مودة الآخرين وتطييب نفوسهم ومنها إظهار الحق ودفع الظلم وبذل المعروف ونشر الخير والتعاون والترفع عن الصغائر وتغليب المصالح العامة على المصلحة الشخصية .. و هل يعلمون ما هي عواقب عدم القيام بها من تفكك المجتمع و انتشار الكذب و الحقد و الكراهية و عدم الثقة بين أفراده واستمرار الخطأ والجفوة والظلم .. هؤلاء يجهلون فضيلة الاعتذار و أنها من مكارم الأخلاق وسمات العظماء وأخلاق النبلاء .. أمر بها الشرع وحث عليها ورغب فيها وضرب القصص والأحداث لبيان أهميتها.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">لقد قص الله علينا قصة آدم وحواء في الجنة، لنتعلم منهما فقه الاعتذار و مراغمة الشيطان؛ فلما أخطأ أبونا آدم وأخطأت أمنا حواء، لم يتبجحا ولم يستكبرا، إنما تعلما من الله معنى التوبة، وطريق الاعتذار، نعم لقد تلقيا من الله كلمات ميسورة الألفاظ، لكنها عميقة النتائج: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 37). يقول الرازي: لقد اختلفوا في تلك الكلمات ما هي؟ والأَولى هي قوله: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: 23).</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فإذا كان القدَر قد سبق بالمغفرة لآدم، فلِمَ طلب الله منه الاعتذار؟ إنه أدبٌ وتعليم وتدريبٌ، أدب الحياء من الله والتواضع عند الخطأ، وتعليم لفقه الاعتذار، وتدريبٌ على الاعتراف بالذنب والتوبة .. لقد كان الاعتراف بالذنب صريحا واضحا، بل لقد سمَّى آدمُ نفسَه ظالما، فحين شعر بنيران الذنب بين جنبيه، انبعثت إرادته للنهوض وتدارك رحمة الله؛ فاعترف بالذنب وندِم عليه وطلب الصفح من الله، قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) آل عمران135 وهكذا مضت قافلة البشر، وهكذا تعلم الأنبياء والصالحون؛ فموسى عليه السلام لمَّا وكز الرجل وقتله، لم يتغنَّ ببطولته، ولم يُبرّر عملَه، بل اعترف بظلمه لنفسه وقال في ضراعة: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص: 15، 16).</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فموسى عليه السلام قدم الاعتذار عن الخطأ ، قدم الاعتذار عن القتل الذي لا تقره قيمه ولا أخلاقه ولا دعوته ، ( فعلتها إذا وأنا من الضالين ) اعتراف واضح صريح بالخطأ والاعتذار عنه فالخطأ هو الخطأ والقتل ضلال ، مهما تكن أسبابه ودوافعه .. حتى بلقيس ملكة سبأ التي نشأت في بيئة وثنية، اعترفت بذنبها فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (النمل: 44) (ظلمت نفسي) قالتها امرأة حين استحيت من أعمالها السالفة.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">ان خلق الاعتذار وقبول العذر وقاية للمجتمع من تفشي سوء الظن وتقاذف التهم والتي إن استقرت في القلوب فلن يفيد معها اعتذار .</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">لقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإنسان (ابن آدم ) بالخطَاء وليس المخطئ ، وهي صيغة مبالغة تدل على تكرار الخطأ ، فقال (كل بن آدم خطاء وأن خير الخطائين التوابون ) وليس على وجه الأرض بشر معصوم من الخطأ ، ولكننا جميعا نخطئ ونصيب ، وأن خير البشر من يعترف بخطئه ويقر به ويعتذر عنه ويعمل على إصلاحه ما أمكنه ذلك ، والمسلم الحق والإنسان السوي يرجع إلى الحق إذا تبين له سبيله واتضح له طريقه .. إن من يظن في نفسه أو في غيره من البشر العصمة من الخطأ فإنما يضفى على نفسه أو غيره قدسية لا تستقيم مع خصائص البشرية التي عرفنا عليها منهج الإسلام. </span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">ولذلك نزل قوله تعالى ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ..... ) وكان عتاب من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم لأنه أعرض عن عبدالله بن أم مكتوم فقد كان مشغولا قي دعوة سادات قريش فعاتبه الله : فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا رأى بن أم مكتوم يبسط له رداءه ويقول : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ، هل من حاجة ؟واستخلفه على المدينة في غزوتين غزاهما ... إنه اعتذار دائم متجدد ومتكرر عن خطأ كان له ما يبرره من حيث المهام والمسؤوليات الدعوية ، لكن قيم الإسلام أرفع من كل مصلحة ولن ينقص من منزلتك أن تعترف بخطئك، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يظن أنه لا ضرورة لتأبير النخل أشار بعدم تأبيرها. ثم قال بعد ذلك: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا، فلا تؤاخذوني بالظن" [رواه مسلم] .. وهكذا تربى الصحابة على ثقافة الإعتذار حتى ما يكون من تقصيرهم أمام الله وأمام دينهم ولذلك لما كان يوم أحد انكشف المسلمون وتفرقوا عن رسولهم فقام أنس بن النضر رضي الله عنه فقال : اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب الكعبة ، إني أجد ريحها من دون أحد . قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ! قال أنس : فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف ، أو طعنة برمح ، أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">الاعتذار أدب وخلق اجتماعي وهو من أقوى الصفات التي تدل على تواضعك وتسامحك وهو أسلوب يحسن صورتك ويبعد عنك سو ء الظن حين يصدر منك الخطاء لذا علينا بالاعتذار عند الخطاء كما علينا قبول العذر والعفو وتلمس الأسباب لمن قد أخطاء في حقنا</span></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">خذ من أخيك العفو واغفر ذنبه ... ولاتك في كل الأمور تعاتبه</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">فأنك لن تلقى أخاك مهذباً ... وأي امرئ ينجو من العيب صاحبه</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">يقول ابن القيم الجوزية في كتاب تهذيب مدارج السالكين : من أساء إليك ثم جاء يعتذر عن إساءته فان التواضع يوجب عليك قبول معذرته , وعلامة الكرم والتواضع أنك اذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه و لاتحاجه .</span></span></span></p><p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">أقلل عتابك فالبقاء قليل ... والدهر يعدل مرة ويميل</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">ولعل أيام البقاء قليلة ... فعلااااام يكثر عتبنا ويطول؟؟؟</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">ولأن بعض الناس قد يزهد في العفو وقبول العذر لظنه أنه يورثه الذلة والمهانة فقد أتى النص القاطع يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سبب عزته. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" (رواه مسلم).</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">و يوم أن وقعت بين أبي ذر رضي الله عنه وبلال رضي الله عنه- خصومة، فيغضب أبو ذر وتفلت لسانه بكلمة يقول فيها لبلال: يا ابن السوداء فيتأثر بلال، يوم أكرمه الله بالإسلام، ثم يعير بالعصبيات والعنصريات والألوان، ويذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ويشكو أبا ذر، ويستدعي النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر، فيقول -كما في الحديث المتفق علي صحته- يقول النبي صلى الله عليه وسلم-: " أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية"، فيتأثر أبو ذر ويتحسَّر ويندم، ويقول: وددت –والله- لو ضرب عنقي بالسيف، وما سمعت ذلك من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ويضع أبو ذر خده على التراب معتذرا ويقول: يا بلال؛ ضع قدمك على خدي، لا أرفعه حتى تضعه، فتذرف عينا بلال -رضي الله عنه- الدموع، ويقول: يغفر الله لك يا أبا ذر، يغفر الله لك يا أبا ذر، والله ما كنت لأضع قدمي على جبهة سجدت لله رب العالمين، ويتعانقان ويبكيان وقد ذهب ما في القلوب من حنق وبغضاء .. هذه هي حياتهم يوم تعاملوا بالإسلام كمنهج للحياة رضي الله عنهم أجمعين.</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">إن الاعتراف بالخطأ و الاعتذار حين وقوعه منك قد يزيد من احترام الناس لك وتسلم من الفتن وتأمن الجانب وتصلح ما بينك وبين الآخرين من سوء فهم أو سوء علاقة .. يقول الأستاذ جاسم المطوع أنه أثناء تقديمه لدورة مهارات التعامل مع الأبناء وكيفية استيعابهم أنه رأى رجلاً في الدورة أثناء الحوار والنقاش قد نغير لونه وانحدرت دمعة من عينه على خده وخلال فترة الراحة جاءني هذا الرجل وحدثني علي انفراد قائلاً: هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي؟</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">قلت له : لا والله ! فقال: إن لي ابناً عمره سبعة عشر سنة وقد هجرته منذ خمس سنوات لأنه لا يسمع كلامي،ويخرج مع صحبة سيئة، ويدخن السجائر، وأخلاقه سيئة مع أمه وفي البيت، فقاطعته ومنعت عنه المصروف وبنيت له غرفة خاصة على السطح، ولكنه لم يرتدع، ولا أعرف ماذا أعمل،ولكن كلامك عن الحوار وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي، فماذا تنصحني؟</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">هل أستمر بالمقاطعة أم أعيد العلاقة ؟ وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل ؟</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">قلت له: عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد،</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وإن ما عمله ابنك خطأ، ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً، أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه، ومستقيما ًفي سلوكه، فرد علي الرجل قائلاً:أنا أبوه أعتذر منه؟ .. نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه!</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">قلت: يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً وإنما على المخطئ أن يعتذر، فلم يعجبه كلامي، وتابعنا الدورة وانتهي اليوم الأول،</span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">وفي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسماً فرحاً ففرحت لفرحه، وقلت له: ما الخبر؟ </span></span></span></p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">قال: طرقت علي ابني الباب في العاشرة ليلاً وعندما فتح الباب قلت له: يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات، فلم يصدق ابني ما قلت و أرتمى برأسه علي صدري، وظل يبكي فبكيت معه.. ثم قال: يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل،فإني لن أعصيك أبداً .</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">و ثقافة التسامح و الإعتذار هي التقافة التي كانت تسود المجتمع المسلم فعاش الناس في سعادة وطمأنينة حتى أولئك المخالفين لنا في الدين والعقيدة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم فلم تغمط حقوقهم وإذا حدث خطأ فسرعان ما يكون الإعتذار والرجوع الى الحق لأن المسلم يعتبر ذلك من الدين الذي أمر به شرعا .. فعندما لطم ابن عمرو بن العاص القبطي في مصر جاء القبطي إلى الخليفة عمر رضي الله عنه يشتكي فاعتذر عمر منه واستدعى عمرو بن العاص وقال له كلمته الشهيرة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا وطلب من القبطي أن يقتص من عمرو وولده لم يقل الخليفة هذا ابن أمير مصر وهو أبن صحابي جليل كلا ... بل طلب منه الإعتذار عما بدر منه وأن يستعد للقصاص وكتب إليه بعد ذلك عمر وهو في مصر قالاً : "واعلم يا عمرو أن الله يراك ويرى عملك، فإنه قال تبارك وتعالى في كتابه : ( واجعلنا للمتقين إماماً ) (الفرقان: 74) يريد (أي من المؤمن) أن يُقتدى به، وأن معك أهل ذمة وعهد، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم، وأوصى بالقبط فقال : ((استوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً))، ورحِمُهم أن أم إسماعيل منهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((من ظلم معاهداً أو كلفه فوق طاقته؛ فأنا خصمه يوم القيامة)) احذر يا عمرو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم لك خصماً، فإنه من خاصمه خَصَمه".( كنز العمال (14304) .. ومن عجيب الأخبار، أن عمير بن سعد ترك ولاية حمص لإساءته إلى ذمي، فقد قال للخليفة مستعتباً عن الرجوع إلى الإمارة: (إن ذلك لسيء، لا عملت لك، ولا لأحد بعدك، والله ما سلِمت، بل لم أسلم، قلت لنصراني: أخزاك الله، فهذا ما عرضتني به يا عمر..) ولم يجد الخليفة بُداً من قبول هذه الاستقالة.( الطبراني في معجمه الكبير (17/52).. وفي تاريخ دمشق أن عميراً قال للخليفة عمر: " فما يؤمنني أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خصمي يوم القيامة ومن خاصمهُ خصمه"( عساكر في تاريخ دمشق (46/493) .</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">و مرّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بباب قوم وعليه سائل يسأل: شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلي ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وأمثاله فو الله ما أنصفناه، أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم "إنما الصدقات للفقراء والمساكين" والفقراء هم المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن أمثاله(كتاب الخراج، أبو يوسف (126).</span></span></span></p><p> </p><p><span style="font-family: 'comic sans ms'"><span style="font-size: 22px"><span style="color: navy">إننا بحاجة إلى تربية نفوسنا على ثقافة الإعتذار وطلب العفو والتسامح ممن قصرنا أو أخطأنا في حقهم بقصد أو بدون قصد حتى يستمر العطاء وتزداد الروابط وتطيب النفوس وتنجز الأعمال ويُعرف مكان الخطأ حتى يتجنب الجميع تكراره ويسلم المرء والمجتمع من تبعات العناد والكبر والإصرار على الخطأ الذي قد يدمر مجتمعات وأمم وشعوب وحضارات وأهم من ذلك كله أن المرء ينجو بإعتذاره عما بدر منه تجاه الآخرين من تبعات السؤال بين يدي الله يوم القيامة .. فلا تتأخروا أو تتثاقلوا عن الإعتذار حين يكون هو الحل وهو العلاج.. انتهى.</span></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="تسابيح ساجدة, post: 55249, member: 47"] [center][font=comic sans ms][size=6][color=#0000ff]آسف .. وأرجو أن تعذرني[/color][/size][/font] [size=5][color=#0000ff][/color][/size] [/center] [font=comic sans ms][size=6][color=navy][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=red]أ.حسان أحمد العماري[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy][/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]إن بعضنا قد يسيء للبعض في اليوم عشرات المرات .. فلا يقول : عفواً ويعتذر .[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]وإن بعضنا قد يجرح أخاه جرحا عظيما .. فلا يقول .. سامحني .[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]وإن البعض منا قد يعتدي في لحظة طيش وغضب على زميله وربما جاره .. ويخجل من كلمة : آسف .[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]كلمة لو نطقناها بصدق لذابت الحواجز وزال الغضب ولداوينا قلبا مكسورا أو كرامه مجروحة ولعادت المياه إلي مجاريها في كثير من العلاقات المتصدعة .. كلمات سهلة وبسيطة وصادقة تنمي الحب والمودة والتسامح والعفو الجميل فتعود العلاقات الأسرية والاجتماعية المتصدعة أكثر ترابطاً .. ( خيركم من بدأ بالسلام ) نوع من الاعتذار النبوي الراقي الذي تجاهلناه .[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]فلماذا يعجز أحدنا عن الاعتذار لأخيه .. بصدق وشجاعة .. بهدية صغيرة .. أو زيارة خاطفة .. أو كلمة طيبة .. أو بسمة حانية .. أو اتصال على غير موعد ويقدم اعتذاره ويطلب منه المسامحة لنظل دوما على الحب والخير أخوة[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]إننا لا نعاني فقط من الجهل بأساليب الإعتذار ,, ولكننا نكابر ونتعالى ونعتبر الإعتذار هزيمة أو ضعف ,, وانتقاص للشخصية والمركز والمنصب .. وكأننا نعيش في حرب دائمة مع الغير ..فتجد أن :.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]الأم تنصح إبنتها بعدم الإعتذار لزوجها التي أخطأت في حقه ...[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]والزوج تأخذه العزة بالأثم إذا أخطأ في حق زوجته فلا يعتذر[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]والأب ينصح الابن بعدم الإعتذار ,, لأن رجل البيت لا يعتذر ...[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]والمدير والوزير لا يعتذر للموظفين إذا حدث منه خلل وتقصير في حقهم لان مركزه لا يسمح له بذلك ...[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]والمعلمة لا تعتذر للطالبة لأن ذلك سوف ينقص من إحترام الطالبات لها ...[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]والطبيب لا يقف معتذراً ونادماً على خطأ أرتكبه في حق مريضه حتى لا يشوه سمعته ويتفرق الناس إلى غيره.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]والجار لا يعتذر لجاره ويعتبر ذلك ضعف منه ... فمن علّمنا أن الاعتذار ضعفٌ وإهانةٌ ومنقصة ؟؟[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]ومن علّمنا أن نقتل بداخلنا هذه الصفة النبيلة ؟؟ ومن علّمنا أن في الاعتذار جرحٌ للكرامة والكبرياء ؟؟[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]وبعض الحكام قد تؤلف في أخطائهم في حق شعوبهم وتقصيرهم في واجباتهم مجلدات ومع ذلك لا تجد من يتجرأ .. لا لشيء .. بل ليكون عظيماً ويقف أمام شعبه .. فيعتذر ويصلح .. أو يعتزل ويفسح.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]ألا يعرف هؤلاء فضيلة الاعتذار و مالها من آثار إيجابية أهمها كسب حب و مودة الآخرين وتطييب نفوسهم ومنها إظهار الحق ودفع الظلم وبذل المعروف ونشر الخير والتعاون والترفع عن الصغائر وتغليب المصالح العامة على المصلحة الشخصية .. و هل يعلمون ما هي عواقب عدم القيام بها من تفكك المجتمع و انتشار الكذب و الحقد و الكراهية و عدم الثقة بين أفراده واستمرار الخطأ والجفوة والظلم .. هؤلاء يجهلون فضيلة الاعتذار و أنها من مكارم الأخلاق وسمات العظماء وأخلاق النبلاء .. أمر بها الشرع وحث عليها ورغب فيها وضرب القصص والأحداث لبيان أهميتها.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]لقد قص الله علينا قصة آدم وحواء في الجنة، لنتعلم منهما فقه الاعتذار و مراغمة الشيطان؛ فلما أخطأ أبونا آدم وأخطأت أمنا حواء، لم يتبجحا ولم يستكبرا، إنما تعلما من الله معنى التوبة، وطريق الاعتذار، نعم لقد تلقيا من الله كلمات ميسورة الألفاظ، لكنها عميقة النتائج: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 37). يقول الرازي: لقد اختلفوا في تلك الكلمات ما هي؟ والأَولى هي قوله: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: 23).[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]فإذا كان القدَر قد سبق بالمغفرة لآدم، فلِمَ طلب الله منه الاعتذار؟ إنه أدبٌ وتعليم وتدريبٌ، أدب الحياء من الله والتواضع عند الخطأ، وتعليم لفقه الاعتذار، وتدريبٌ على الاعتراف بالذنب والتوبة .. لقد كان الاعتراف بالذنب صريحا واضحا، بل لقد سمَّى آدمُ نفسَه ظالما، فحين شعر بنيران الذنب بين جنبيه، انبعثت إرادته للنهوض وتدارك رحمة الله؛ فاعترف بالذنب وندِم عليه وطلب الصفح من الله، قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) آل عمران135 وهكذا مضت قافلة البشر، وهكذا تعلم الأنبياء والصالحون؛ فموسى عليه السلام لمَّا وكز الرجل وقتله، لم يتغنَّ ببطولته، ولم يُبرّر عملَه، بل اعترف بظلمه لنفسه وقال في ضراعة: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص: 15، 16).[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]فموسى عليه السلام قدم الاعتذار عن الخطأ ، قدم الاعتذار عن القتل الذي لا تقره قيمه ولا أخلاقه ولا دعوته ، ( فعلتها إذا وأنا من الضالين ) اعتراف واضح صريح بالخطأ والاعتذار عنه فالخطأ هو الخطأ والقتل ضلال ، مهما تكن أسبابه ودوافعه .. حتى بلقيس ملكة سبأ التي نشأت في بيئة وثنية، اعترفت بذنبها فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (النمل: 44) (ظلمت نفسي) قالتها امرأة حين استحيت من أعمالها السالفة.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]ان خلق الاعتذار وقبول العذر وقاية للمجتمع من تفشي سوء الظن وتقاذف التهم والتي إن استقرت في القلوب فلن يفيد معها اعتذار .[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]لقد عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإنسان (ابن آدم ) بالخطَاء وليس المخطئ ، وهي صيغة مبالغة تدل على تكرار الخطأ ، فقال (كل بن آدم خطاء وأن خير الخطائين التوابون ) وليس على وجه الأرض بشر معصوم من الخطأ ، ولكننا جميعا نخطئ ونصيب ، وأن خير البشر من يعترف بخطئه ويقر به ويعتذر عنه ويعمل على إصلاحه ما أمكنه ذلك ، والمسلم الحق والإنسان السوي يرجع إلى الحق إذا تبين له سبيله واتضح له طريقه .. إن من يظن في نفسه أو في غيره من البشر العصمة من الخطأ فإنما يضفى على نفسه أو غيره قدسية لا تستقيم مع خصائص البشرية التي عرفنا عليها منهج الإسلام. [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]ولذلك نزل قوله تعالى ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ..... ) وكان عتاب من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم لأنه أعرض عن عبدالله بن أم مكتوم فقد كان مشغولا قي دعوة سادات قريش فعاتبه الله : فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا رأى بن أم مكتوم يبسط له رداءه ويقول : مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ، هل من حاجة ؟واستخلفه على المدينة في غزوتين غزاهما ... إنه اعتذار دائم متجدد ومتكرر عن خطأ كان له ما يبرره من حيث المهام والمسؤوليات الدعوية ، لكن قيم الإسلام أرفع من كل مصلحة ولن ينقص من منزلتك أن تعترف بخطئك، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يظن أنه لا ضرورة لتأبير النخل أشار بعدم تأبيرها. ثم قال بعد ذلك: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنًا، فلا تؤاخذوني بالظن" [رواه مسلم] .. وهكذا تربى الصحابة على ثقافة الإعتذار حتى ما يكون من تقصيرهم أمام الله وأمام دينهم ولذلك لما كان يوم أحد انكشف المسلمون وتفرقوا عن رسولهم فقام أنس بن النضر رضي الله عنه فقال : اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب الكعبة ، إني أجد ريحها من دون أحد . قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ! قال أنس : فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف ، أو طعنة برمح ، أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]الاعتذار أدب وخلق اجتماعي وهو من أقوى الصفات التي تدل على تواضعك وتسامحك وهو أسلوب يحسن صورتك ويبعد عنك سو ء الظن حين يصدر منك الخطاء لذا علينا بالاعتذار عند الخطاء كما علينا قبول العذر والعفو وتلمس الأسباب لمن قد أخطاء في حقنا[/color][/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=6][color=navy]خذ من أخيك العفو واغفر ذنبه ... ولاتك في كل الأمور تعاتبه[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]فأنك لن تلقى أخاك مهذباً ... وأي امرئ ينجو من العيب صاحبه[/color][/size][/font][/center] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]يقول ابن القيم الجوزية في كتاب تهذيب مدارج السالكين : من أساء إليك ثم جاء يعتذر عن إساءته فان التواضع يوجب عليك قبول معذرته , وعلامة الكرم والتواضع أنك اذا رأيت الخلل في عذره لا توقفه عليه و لاتحاجه .[/color][/size][/font] [center][font=comic sans ms][size=6][color=navy]أقلل عتابك فالبقاء قليل ... والدهر يعدل مرة ويميل[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]ولعل أيام البقاء قليلة ... فعلااااام يكثر عتبنا ويطول؟؟؟[/color][/size][/font][/center] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]ولأن بعض الناس قد يزهد في العفو وقبول العذر لظنه أنه يورثه الذلة والمهانة فقد أتى النص القاطع يبين أن العفو يرفع صاحبه ويكون سبب عزته. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" (رواه مسلم).[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]و يوم أن وقعت بين أبي ذر رضي الله عنه وبلال رضي الله عنه- خصومة، فيغضب أبو ذر وتفلت لسانه بكلمة يقول فيها لبلال: يا ابن السوداء فيتأثر بلال، يوم أكرمه الله بالإسلام، ثم يعير بالعصبيات والعنصريات والألوان، ويذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ويشكو أبا ذر، ويستدعي النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر، فيقول -كما في الحديث المتفق علي صحته- يقول النبي صلى الله عليه وسلم-: " أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية"، فيتأثر أبو ذر ويتحسَّر ويندم، ويقول: وددت –والله- لو ضرب عنقي بالسيف، وما سمعت ذلك من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ويضع أبو ذر خده على التراب معتذرا ويقول: يا بلال؛ ضع قدمك على خدي، لا أرفعه حتى تضعه، فتذرف عينا بلال -رضي الله عنه- الدموع، ويقول: يغفر الله لك يا أبا ذر، يغفر الله لك يا أبا ذر، والله ما كنت لأضع قدمي على جبهة سجدت لله رب العالمين، ويتعانقان ويبكيان وقد ذهب ما في القلوب من حنق وبغضاء .. هذه هي حياتهم يوم تعاملوا بالإسلام كمنهج للحياة رضي الله عنهم أجمعين.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]إن الاعتراف بالخطأ و الاعتذار حين وقوعه منك قد يزيد من احترام الناس لك وتسلم من الفتن وتأمن الجانب وتصلح ما بينك وبين الآخرين من سوء فهم أو سوء علاقة .. يقول الأستاذ جاسم المطوع أنه أثناء تقديمه لدورة مهارات التعامل مع الأبناء وكيفية استيعابهم أنه رأى رجلاً في الدورة أثناء الحوار والنقاش قد نغير لونه وانحدرت دمعة من عينه على خده وخلال فترة الراحة جاءني هذا الرجل وحدثني علي انفراد قائلاً: هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي؟[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]قلت له : لا والله ! فقال: إن لي ابناً عمره سبعة عشر سنة وقد هجرته منذ خمس سنوات لأنه لا يسمع كلامي،ويخرج مع صحبة سيئة، ويدخن السجائر، وأخلاقه سيئة مع أمه وفي البيت، فقاطعته ومنعت عنه المصروف وبنيت له غرفة خاصة على السطح، ولكنه لم يرتدع، ولا أعرف ماذا أعمل،ولكن كلامك عن الحوار وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي، فماذا تنصحني؟[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]هل أستمر بالمقاطعة أم أعيد العلاقة ؟ وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل ؟[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]قلت له: عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد،[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]وإن ما عمله ابنك خطأ، ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً، أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه، ومستقيما ًفي سلوكه، فرد علي الرجل قائلاً:أنا أبوه أعتذر منه؟ .. نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه![/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]قلت: يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً وإنما على المخطئ أن يعتذر، فلم يعجبه كلامي، وتابعنا الدورة وانتهي اليوم الأول،[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]وفي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسماً فرحاً ففرحت لفرحه، وقلت له: ما الخبر؟ [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]قال: طرقت علي ابني الباب في العاشرة ليلاً وعندما فتح الباب قلت له: يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات، فلم يصدق ابني ما قلت و أرتمى برأسه علي صدري، وظل يبكي فبكيت معه.. ثم قال: يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل،فإني لن أعصيك أبداً .[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]و ثقافة التسامح و الإعتذار هي التقافة التي كانت تسود المجتمع المسلم فعاش الناس في سعادة وطمأنينة حتى أولئك المخالفين لنا في الدين والعقيدة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم فلم تغمط حقوقهم وإذا حدث خطأ فسرعان ما يكون الإعتذار والرجوع الى الحق لأن المسلم يعتبر ذلك من الدين الذي أمر به شرعا .. فعندما لطم ابن عمرو بن العاص القبطي في مصر جاء القبطي إلى الخليفة عمر رضي الله عنه يشتكي فاعتذر عمر منه واستدعى عمرو بن العاص وقال له كلمته الشهيرة متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا وطلب من القبطي أن يقتص من عمرو وولده لم يقل الخليفة هذا ابن أمير مصر وهو أبن صحابي جليل كلا ... بل طلب منه الإعتذار عما بدر منه وأن يستعد للقصاص وكتب إليه بعد ذلك عمر وهو في مصر قالاً : "واعلم يا عمرو أن الله يراك ويرى عملك، فإنه قال تبارك وتعالى في كتابه : ( واجعلنا للمتقين إماماً ) (الفرقان: 74) يريد (أي من المؤمن) أن يُقتدى به، وأن معك أهل ذمة وعهد، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم، وأوصى بالقبط فقال : ((استوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً))، ورحِمُهم أن أم إسماعيل منهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((من ظلم معاهداً أو كلفه فوق طاقته؛ فأنا خصمه يوم القيامة)) احذر يا عمرو أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم لك خصماً، فإنه من خاصمه خَصَمه".( كنز العمال (14304) .. ومن عجيب الأخبار، أن عمير بن سعد ترك ولاية حمص لإساءته إلى ذمي، فقد قال للخليفة مستعتباً عن الرجوع إلى الإمارة: (إن ذلك لسيء، لا عملت لك، ولا لأحد بعدك، والله ما سلِمت، بل لم أسلم، قلت لنصراني: أخزاك الله، فهذا ما عرضتني به يا عمر..) ولم يجد الخليفة بُداً من قبول هذه الاستقالة.( الطبراني في معجمه الكبير (17/52).. وفي تاريخ دمشق أن عميراً قال للخليفة عمر: " فما يؤمنني أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خصمي يوم القيامة ومن خاصمهُ خصمه"( عساكر في تاريخ دمشق (46/493) .[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]و مرّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بباب قوم وعليه سائل يسأل: شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلي ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وأمثاله فو الله ما أنصفناه، أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم "إنما الصدقات للفقراء والمساكين" والفقراء هم المسلمون، وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن أمثاله(كتاب الخراج، أبو يوسف (126).[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy]إننا بحاجة إلى تربية نفوسنا على ثقافة الإعتذار وطلب العفو والتسامح ممن قصرنا أو أخطأنا في حقهم بقصد أو بدون قصد حتى يستمر العطاء وتزداد الروابط وتطيب النفوس وتنجز الأعمال ويُعرف مكان الخطأ حتى يتجنب الجميع تكراره ويسلم المرء والمجتمع من تبعات العناد والكبر والإصرار على الخطأ الذي قد يدمر مجتمعات وأمم وشعوب وحضارات وأهم من ذلك كله أن المرء ينجو بإعتذاره عما بدر منه تجاه الآخرين من تبعات السؤال بين يدي الله يوم القيامة .. فلا تتأخروا أو تتثاقلوا عن الإعتذار حين يكون هو الحل وهو العلاج.. انتهى.[/color][/size][/font] [font=comic sans ms][size=6][color=navy] [/color][/size][/font] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
القسم الثقافي
ركن تطوير الذات
آسف .. وأرجو أن تعذرني