الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الغرف الصوتية
غرفة ٠٠٠٠
ما الجديد
المشاركات الجديدة
جديد مشاركات الحائط
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مشاركات الحائط الجديدة
البحث عن مشاركات الملف الشخصي
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن السيـره العـطره و الاحاديث النبويـــه
( شرح حديث مَا مِنْ أيام الْعَمَلُ الصَّالِحُ )
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="أبو التراب" data-source="post: 92576" data-attributes="member: 5209"><p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">أما بعد</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">فإن شهر ذي الحجة شهر كريم وموسم عظيم ، شهر الحج شهر المغفرة والوقوف بعرفة ، شهر يتقرب فيه المسلمون إلى الله بأنواع القربات، وأيام عشر ذى الحجة كلها شريفة مفضلة يضاعف العمل فيها، ويستحب الاجتهاد في سائر العبادات، فهي أفضل من كل عشر سواها والعمل فيها أفضل من العمل في غيرها.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">حديث أيام العمل الصالح</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن سلمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : )ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه . قالوا ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء) رواه البخاري كتاب العيدين ، باب فضل العمل في أيام التشريق</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">وفي رواية</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">مَا مِنْ أيام الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إلى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأيام- يعْنِي أيام الْعَشْرِ - قَالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ في سبيل الله، ثم لم يرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ). رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">الشرح والتعليق:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">قال ابن حجر: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وقال : وسر كون العبادة فيها أفضل من غيرها أن العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها ، وأيام التشريق أيام غفلة في الغالب فصار للعابد فيها مزيد فضل على العابد في غيرها كمن قام في جوف الليل وأكثر الناس نيام</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">قوله : ( قالوا ولا الجهاد ) في رواية سلمة بن كهيل المذكورة "فقال رجل " ولم أر في شيء من طرق هذا الحديث تعيين هذا السائل ، وفي رواية غندر عند الإسماعيلي قال ولا الجهاد في سبيل الله مرتين وفي رواية سلمة بن كهيل أيضا" حتى أعادها ثلاثا " ودل سؤالهم هذا على تقرر أفضلية الجهاد عندهم ، وكأنهم استفادوه من قوله - صلى الله عليه وسلم - في جواب من سأله عن عمل يعدل الجهاد</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">قوله : ( إلا رجل خرج) ) كذا للأكثر ، والتقدير إلا عمل رجل ، وللمستملي " إلا من خرج " . </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">قوله : ( يخاطر ) أي يقصد قهر عدوه ولو أدى ذلك إلى قتل نفسه . </span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">قوله : ( فلم يرجع بشيء ) أي فيكون أفضل من العامل في أيام العشر أو مساويا له ، قال ابن بطال : هذا اللفظ يحتمل أمرين ، أن لا يرجع بشيء من ماله وإن رجع هو ، وأن لا يرجع هو ولا ماله بأن يرزقه الله الشهادة . وتعقبه الزين بن المنير بأن قوله فلم يرجع بشيءيستلزم أنه يرجع بنفسه ولا بد اهـ . وهو تعقب مردود ، فإن قوله فلم يرجع بشيءنكرة في سياق النفي فتعم ما ذكر ، وقد وقع في رواية الطيالسي وغندر وغيرهما عن شعبة وكذا في أكثر الروايات التي ذكرناها فلم يرجع من ذلك بشيء. والحاصل أن نفي الرجوع بالشيء لا يستلزم إثبات الرجوع بغير شيء ، بل هو على الاحتمال كما قال ابن بطال ، ويدل على الثاني وروده بلفظ يقتضيه ، فعند أبي عوانة من طريق إبراهيم بن حميد عن شعبة بلفظ إلا من عقر جواده وأهريق دمه وعنده في رواية القاسم بن أبي أيوب إلا من لا يرجع بنفسه ولا ماله وفي طريق سلمة بن كهيل فقال : لا إلا أن لا يرجع وفي حديث جابر"إلا من عفر وجهه في التراب" فظهر بهذه الطرق ترجيح ما رده ، والله أعلم.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وسُئل شيخ الإسلام: أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟ فأجاب : (أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ، قال ابن القيم: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافياً كافياً فإنه ليس من أيامٍ العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة وفيها يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية، وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم – يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">قلت:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وفي الحديث بيان بأن الله عز وجل منزه عن كل نقص وعيب، فهو السلام ومنه السلام، يحب الخير وفعله ويأمر به عباده ويحبهم بفعله، وحبه أشد في هذه الأيام المباركات، ويبغض الشر وأهله وينهى عنه. كما في الحديث الحث على فعل الخير في سائر الأوقات، وفي العشر أكد وأفضل،وفاعل الخير في هذه الأيام لا يوجد أفض منه إلا المجاهد الذي خرج بنفسه وماله ولم يرجع بهما ، وهذا هو ماجاء في الاستثناء في متن الحديث</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وفي الحديث تعظيم قدر الجهاد وتفاوت درجاته وأن الغاية القصوى فيه بذل النفس لله ، وفيه تفضيل بعض الأزمنة على بعض كالأمكنة ، وفضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة ، وتظهر فائدة ذلك فيمن نذر الصيام أو علق عملا من الأعمال بأفضل الأيام</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وقال ابن رجب: لما كان الله سبحانه و تعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام و ليس كل أحد قادرًا على مشاهدته في كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين و القاعدين، فمن عجز عن الحج في كل عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">أحاديث في الباب:</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">1-عن هُنَيْدَةَ بن خالد،عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ <img src="data:image/gif;base64,R0lGODlhAQABAIAAAAAAAP///yH5BAEAAAAALAAAAAABAAEAAAIBRAA7" class="smilie smilie--sprite smilie--sprite3" alt=":(" title="Frown :(" loading="lazy" data-shortname=":(" /> أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صِيَامَ عاشوراء وَالْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ) رواه النَّسَائِيُّ وَأَحْمَدُ.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">قلت: روي عن بعض أزوج النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث مضطرب سنداً ومتناً، ولم يصح بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر، لما أخرجه مسلم عن عائشة أنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، صائما في العشر قط) ولكن لا بأس من صيامها لفضل العمل فيها.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ )رواه الترمذي والبزاروابن ماجه .</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">قلت: والحديث ضعيف . قال الترمذي هذا حديث غريب.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">مجالس في فضائل العشر</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">1- <span style="color: #ff0000">قسم الله بفضل العشر</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">لقد اقسم ربنا الجليل في محكم التنزيل بهذه الأيام فقال عز وجل: (والفجر وليالٍ عشر). الفجر</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">روي عن ابن عباس بأنها العشر الأول من ذي الحجة، وهو قول الضحاك ومجاهد والسدي والكلبي. وقال أبوروق عن الضحاك: هي العشر الأواخر من رمضان.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وري عن أبو ظبيان عن ابن عباس: هي العشر الأوائل من رمضان.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وقال يمان بن رباب: هي العشر الأول من محرم الذي عاشرها يوم عاشوراء.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">2ـ <span style="color: #ff0000">فيه يوم عرفة</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">هو يوم مشهود للحاج الواقف بعرفة ولغيره الذي لم يكتب الله له الوقوف بعرفة ، وفضائل هذا اليوم كثيرة منها:</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">فعن ابن عباس قال: قال رسول الله : (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال:{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } (الأعراف: 172، 173) رواه أحمد وصححه الألباني.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق !</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">إنه يوم أقسم الله به</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قول القرآن:{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }. فعن أبي هريرة أن النبي قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد : يوم الجمعة) رواه الترمذي وحسنه الألباني.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } الفجر. قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي ، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">أن صيامه يكفر سنتين</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">فقد ورد عن أبي قتادة أن رسول الله سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "انه مستحب استحبابا شديدا ".</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وقال عليه الصلاة والسلام: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">يوم عتق من النار ومغفرة</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف: ففي صحيح مسلم عن عائشة عن النبي قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟).</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">قال ابنُ عبدُ البر : وهذا يدلُ على أنهم مغفورٌ لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وعن ابن عمر أن النبي قال: (إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه أحمد وصححه الألباني</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">فقد ذكر ابنُ رجب في اللطائف : أن العتقَ من النار عام لجميع المسلمين.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وذكر ابن القيم في زاد المعاد: "أنه في يوم عرفة يدنو الرّبُّ تبارك والله عشيةَ مِن أهل الموقف، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: (مَا أَرَادَ هؤُلاءِ، أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم) وتحصلُ مع دنوه منهم تبارك والله ساعةُ الإِجابة التي لاَ يَرُدُّ فيها سائل يسأل خيراً فيقربُون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرُب منهم الله نوعين من القُرب، أحدهما: قربُ الإِجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة، ومباهاتُه بهم ملائكته، فتستشعِرُ قلوبُ أهل الإِيمان بهذه الأمور، فتزداد قوة إلى قوتها، وفرحاً وسروراً وابتهاجاً ورجاء لفضل ربها وكرمه، فبهذه الوجوه وغيرها فُضِّلَتْ وقفةُ يومِ الجمعة على غيرها "</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">3- <span style="color: #ff0000">فيه يوم النحر</span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">أن يوم النحر أعظم الأيام عند الله عز وجل</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">فعن عبد الله بن قُرط رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أعظمُا لأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القَرِّ- وقُرِب لرسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم بدنات خمس أو ست فطفقن يزدلفن إليه بأيتهِنَ يبدأ)رواه أبو داود</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وهو يوم الحج الأكبر فعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حجها فقال أي يوم هذا؟ قالوا يوم النحر،قال هذا يوم الحج الأكبر) رواه أبو داود</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وسئل شيخ الإسلام: أيما أفضل يوم عرفة أو الجمعة أو الفطر أو النحر؟ فأجاب: الحمد لله أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة باتفاق العلماء وأفضل أيام العام هو يوم النحر، وقد قال بعضهم يوم عرفة والأول هو الصحيح،</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">4- <span style="color: #ff0000">فيه كرامات الأنبياء </span></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">عن ابن عباس،رضي الله عنهما أنه قال في عشر ذي الحجة قبل الله توبة آدم، وتاب عليه بعرفة، لأنه اعترف بذنبه، وفيه وجد إبراهيم الخليل عليه اسلام الخلة فبذل ماله للضيفان، ونفسه للنيران، وولده للقربان، وقلبه للرحمن، ولمي يصح لأحد التوكل إلا لإبراهيم خليل الرحمن، وفيه بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة الشريفة قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) البقرة: 127، وفيه أكرم الله موسى عليه السلام بالمناجاة، وفيه نزلت على داود المغفرة وفيه كانت ليلة المباهاة، وقيل: إن فيه افتتاح نزول القرآن بكرة يوم الأضحى والنبي صلى الله عليه وسلم متوجه إلى المصلى. وفيه كانت بيعة الرضوان، فأنزل الله تعالى: (إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) الفتح</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><span style="color: #ff0000">قلت</span>:</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وهذا مما نقلته بعض الكتب والأخبار، فمنه بلا دليل ولا برهان، فلا نصدقه ولا نكذبه.ولا بأس بنقله مع التنبيه على نقصه الدليل، ولكن يذكر من باب المؤانسة، والله أعلم</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">ولكن الذي لا خلاف فيه أن هذه الأيام العشر من أفضل الأيام وسائر الزمان وفيها من الفضائل العظام ، ما لا يخطر على بال ولا يعلمه إلا العليم العلام، ولذلك أذكر نفسي وإخواني الكرام، بالتوبة النصوح إلى ربنا الديان، وعمل الصالحات في الليل والنهار، والتقرب إلى الله سبحانه بسائر الطاعات، من صيام وقيام وقراءة القرآن والصدقة والحج والعمرة، وصلة الأرحام، وعيادة المريض، والمشي في حاجات العباد ليرضى عنا رب الأرض والسموات، وعليكم بالخلوات في المساجد لتطهير القلوب والتقرب لعلام الغيوب. لعله يقبلنا في الصالحين.</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">ولاتنسونا من صالح الدعاء</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'">موقع فضيلة الشيخ / محمد فرج الأصفر</span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"></span></span></p> <p style="text-align: center"><span style="font-size: 18px"><span style="font-family: 'Arial'"><a href="http://www.mohammedfarag.com/play.php?catsmktba=20775" target="_blank">http://www.mohammedfarag.com/play.php?catsmktba=20775</a></span></span></p></blockquote><p></p>
[QUOTE="أبو التراب, post: 92576, member: 5209"] [CENTER][SIZE="5"][FONT="Arial"]الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . [COLOR=#ff0000]أما بعد[/COLOR] فإن شهر ذي الحجة شهر كريم وموسم عظيم ، شهر الحج شهر المغفرة والوقوف بعرفة ، شهر يتقرب فيه المسلمون إلى الله بأنواع القربات، وأيام عشر ذى الحجة كلها شريفة مفضلة يضاعف العمل فيها، ويستحب الاجتهاد في سائر العبادات، فهي أفضل من كل عشر سواها والعمل فيها أفضل من العمل في غيرها. [COLOR=#ff0000]حديث أيام العمل الصالح[/COLOR] حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن سلمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : )ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه . قالوا ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء) رواه البخاري كتاب العيدين ، باب فضل العمل في أيام التشريق [COLOR=#ff0000]وفي رواية[/COLOR] مَا مِنْ أيام الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إلى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأيام- يعْنِي أيام الْعَشْرِ - قَالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: ولا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ في سبيل الله، ثم لم يرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ). رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم. [COLOR=#ff0000]الشرح والتعليق:[/COLOR] قال ابن حجر: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها. وقال : وسر كون العبادة فيها أفضل من غيرها أن العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها ، وأيام التشريق أيام غفلة في الغالب فصار للعابد فيها مزيد فضل على العابد في غيرها كمن قام في جوف الليل وأكثر الناس نيام قوله : ( قالوا ولا الجهاد ) في رواية سلمة بن كهيل المذكورة "فقال رجل " ولم أر في شيء من طرق هذا الحديث تعيين هذا السائل ، وفي رواية غندر عند الإسماعيلي قال ولا الجهاد في سبيل الله مرتين وفي رواية سلمة بن كهيل أيضا" حتى أعادها ثلاثا " ودل سؤالهم هذا على تقرر أفضلية الجهاد عندهم ، وكأنهم استفادوه من قوله - صلى الله عليه وسلم - في جواب من سأله عن عمل يعدل الجهاد قوله : ( إلا رجل خرج) ) كذا للأكثر ، والتقدير إلا عمل رجل ، وللمستملي " إلا من خرج " . قوله : ( يخاطر ) أي يقصد قهر عدوه ولو أدى ذلك إلى قتل نفسه . قوله : ( فلم يرجع بشيء ) أي فيكون أفضل من العامل في أيام العشر أو مساويا له ، قال ابن بطال : هذا اللفظ يحتمل أمرين ، أن لا يرجع بشيء من ماله وإن رجع هو ، وأن لا يرجع هو ولا ماله بأن يرزقه الله الشهادة . وتعقبه الزين بن المنير بأن قوله فلم يرجع بشيءيستلزم أنه يرجع بنفسه ولا بد اهـ . وهو تعقب مردود ، فإن قوله فلم يرجع بشيءنكرة في سياق النفي فتعم ما ذكر ، وقد وقع في رواية الطيالسي وغندر وغيرهما عن شعبة وكذا في أكثر الروايات التي ذكرناها فلم يرجع من ذلك بشيء. والحاصل أن نفي الرجوع بالشيء لا يستلزم إثبات الرجوع بغير شيء ، بل هو على الاحتمال كما قال ابن بطال ، ويدل على الثاني وروده بلفظ يقتضيه ، فعند أبي عوانة من طريق إبراهيم بن حميد عن شعبة بلفظ إلا من عقر جواده وأهريق دمه وعنده في رواية القاسم بن أبي أيوب إلا من لا يرجع بنفسه ولا ماله وفي طريق سلمة بن كهيل فقال : لا إلا أن لا يرجع وفي حديث جابر"إلا من عفر وجهه في التراب" فظهر بهذه الطرق ترجيح ما رده ، والله أعلم. وسُئل شيخ الإسلام: أيهما أفضل عشر ذي الحجة أم العشر الأواخر من رمضان؟ فأجاب : (أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ، قال ابن القيم: وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافياً كافياً فإنه ليس من أيامٍ العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة وفيها يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية، وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم – يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر [COLOR=#ff0000]قلت:[/COLOR] وفي الحديث بيان بأن الله عز وجل منزه عن كل نقص وعيب، فهو السلام ومنه السلام، يحب الخير وفعله ويأمر به عباده ويحبهم بفعله، وحبه أشد في هذه الأيام المباركات، ويبغض الشر وأهله وينهى عنه. كما في الحديث الحث على فعل الخير في سائر الأوقات، وفي العشر أكد وأفضل،وفاعل الخير في هذه الأيام لا يوجد أفض منه إلا المجاهد الذي خرج بنفسه وماله ولم يرجع بهما ، وهذا هو ماجاء في الاستثناء في متن الحديث وفي الحديث تعظيم قدر الجهاد وتفاوت درجاته وأن الغاية القصوى فيه بذل النفس لله ، وفيه تفضيل بعض الأزمنة على بعض كالأمكنة ، وفضل أيام عشر ذي الحجة على غيرها من أيام السنة ، وتظهر فائدة ذلك فيمن نذر الصيام أو علق عملا من الأعمال بأفضل الأيام وقال ابن رجب: لما كان الله سبحانه و تعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينًا إلى مشاهدة بيته الحرام و ليس كل أحد قادرًا على مشاهدته في كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركًا بين السائرين و القاعدين، فمن عجز عن الحج في كل عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد. [COLOR=#ff0000]أحاديث في الباب:[/COLOR] 1-عن هُنَيْدَةَ بن خالد،عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ :( أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم صِيَامَ عاشوراء وَالْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ) رواه النَّسَائِيُّ وَأَحْمَدُ. قلت: روي عن بعض أزوج النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث مضطرب سنداً ومتناً، ولم يصح بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر، لما أخرجه مسلم عن عائشة أنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، صائما في العشر قط) ولكن لا بأس من صيامها لفضل العمل فيها. 2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ )رواه الترمذي والبزاروابن ماجه . قلت: والحديث ضعيف . قال الترمذي هذا حديث غريب. [COLOR=#ff0000]مجالس في فضائل العشر[/COLOR] 1- [COLOR=#ff0000]قسم الله بفضل العشر[/COLOR] لقد اقسم ربنا الجليل في محكم التنزيل بهذه الأيام فقال عز وجل: (والفجر وليالٍ عشر). الفجر روي عن ابن عباس بأنها العشر الأول من ذي الحجة، وهو قول الضحاك ومجاهد والسدي والكلبي. وقال أبوروق عن الضحاك: هي العشر الأواخر من رمضان. وري عن أبو ظبيان عن ابن عباس: هي العشر الأوائل من رمضان. وقال يمان بن رباب: هي العشر الأول من محرم الذي عاشرها يوم عاشوراء. 2ـ [COLOR=#ff0000]فيه يوم عرفة[/COLOR] هو يوم مشهود للحاج الواقف بعرفة ولغيره الذي لم يكتب الله له الوقوف بعرفة ، وفضائل هذا اليوم كثيرة منها: أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم فعن ابن عباس قال: قال رسول الله : (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال:{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ } (الأعراف: 172، 173) رواه أحمد وصححه الألباني. فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق ! [COLOR=#ff0000]إنه يوم أقسم الله به[/COLOR] والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قول القرآن:{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ }. فعن أبي هريرة أن النبي قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد : يوم الجمعة) رواه الترمذي وحسنه الألباني. وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } الفجر. قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك. [COLOR=#ff0000]إنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة[/COLOR] ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي ، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. [COLOR=#ff0000]أن صيامه يكفر سنتين[/COLOR] فقد ورد عن أبي قتادة أن رسول الله سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم. وهذا إنما يستحب لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة؛ لأن النبي ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: "انه مستحب استحبابا شديدا ". وقال عليه الصلاة والسلام: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا) متفق عليه. [COLOR=#ff0000]يوم عتق من النار ومغفرة[/COLOR] أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف: ففي صحيح مسلم عن عائشة عن النبي قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟). قال ابنُ عبدُ البر : وهذا يدلُ على أنهم مغفورٌ لهم لأنه لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران وعن ابن عمر أن النبي قال: (إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً) رواه أحمد وصححه الألباني فقد ذكر ابنُ رجب في اللطائف : أن العتقَ من النار عام لجميع المسلمين. وذكر ابن القيم في زاد المعاد: "أنه في يوم عرفة يدنو الرّبُّ تبارك والله عشيةَ مِن أهل الموقف، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: (مَا أَرَادَ هؤُلاءِ، أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم) وتحصلُ مع دنوه منهم تبارك والله ساعةُ الإِجابة التي لاَ يَرُدُّ فيها سائل يسأل خيراً فيقربُون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرُب منهم الله نوعين من القُرب، أحدهما: قربُ الإِجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة، ومباهاتُه بهم ملائكته، فتستشعِرُ قلوبُ أهل الإِيمان بهذه الأمور، فتزداد قوة إلى قوتها، وفرحاً وسروراً وابتهاجاً ورجاء لفضل ربها وكرمه، فبهذه الوجوه وغيرها فُضِّلَتْ وقفةُ يومِ الجمعة على غيرها " 3- [COLOR=#ff0000]فيه يوم النحر[/COLOR] أن يوم النحر أعظم الأيام عند الله عز وجل فعن عبد الله بن قُرط رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أعظمُا لأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القَرِّ- وقُرِب لرسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم بدنات خمس أو ست فطفقن يزدلفن إليه بأيتهِنَ يبدأ)رواه أبو داود وهو يوم الحج الأكبر فعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حجها فقال أي يوم هذا؟ قالوا يوم النحر،قال هذا يوم الحج الأكبر) رواه أبو داود وسئل شيخ الإسلام: أيما أفضل يوم عرفة أو الجمعة أو الفطر أو النحر؟ فأجاب: الحمد لله أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة باتفاق العلماء وأفضل أيام العام هو يوم النحر، وقد قال بعضهم يوم عرفة والأول هو الصحيح، 4- [COLOR=#ff0000]فيه كرامات الأنبياء [/COLOR] عن ابن عباس،رضي الله عنهما أنه قال في عشر ذي الحجة قبل الله توبة آدم، وتاب عليه بعرفة، لأنه اعترف بذنبه، وفيه وجد إبراهيم الخليل عليه اسلام الخلة فبذل ماله للضيفان، ونفسه للنيران، وولده للقربان، وقلبه للرحمن، ولمي يصح لأحد التوكل إلا لإبراهيم خليل الرحمن، وفيه بنى إبراهيم عليه السلام الكعبة الشريفة قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) البقرة: 127، وفيه أكرم الله موسى عليه السلام بالمناجاة، وفيه نزلت على داود المغفرة وفيه كانت ليلة المباهاة، وقيل: إن فيه افتتاح نزول القرآن بكرة يوم الأضحى والنبي صلى الله عليه وسلم متوجه إلى المصلى. وفيه كانت بيعة الرضوان، فأنزل الله تعالى: (إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) الفتح [COLOR=#ff0000]قلت[/COLOR]: وهذا مما نقلته بعض الكتب والأخبار، فمنه بلا دليل ولا برهان، فلا نصدقه ولا نكذبه.ولا بأس بنقله مع التنبيه على نقصه الدليل، ولكن يذكر من باب المؤانسة، والله أعلم ولكن الذي لا خلاف فيه أن هذه الأيام العشر من أفضل الأيام وسائر الزمان وفيها من الفضائل العظام ، ما لا يخطر على بال ولا يعلمه إلا العليم العلام، ولذلك أذكر نفسي وإخواني الكرام، بالتوبة النصوح إلى ربنا الديان، وعمل الصالحات في الليل والنهار، والتقرب إلى الله سبحانه بسائر الطاعات، من صيام وقيام وقراءة القرآن والصدقة والحج والعمرة، وصلة الأرحام، وعيادة المريض، والمشي في حاجات العباد ليرضى عنا رب الأرض والسموات، وعليكم بالخلوات في المساجد لتطهير القلوب والتقرب لعلام الغيوب. لعله يقبلنا في الصالحين. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والأقوال ولاتنسونا من صالح الدعاء موقع فضيلة الشيخ / محمد فرج الأصفر [url]http://www.mohammedfarag.com/play.php?catsmktba=20775[/url][/FONT][/SIZE][/CENTER] [/QUOTE]
الإسم
التحقق
اكتب معهد الماهر
رد
الرئيسية
المنتديات
قسم العلـــوم الشرعيـــه
ركـن السيـره العـطره و الاحاديث النبويـــه
( شرح حديث مَا مِنْ أيام الْعَمَلُ الصَّالِحُ )