ا لسكون الحيّ والسكون الميّت

طباعة الموضوع

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
السكون الحيّ والسكون الميّت
كلّ حرف من حروف الهجاء يكون إما ساكناً أو متحركاً، إلا الألف فإنها لا تكون إلا ساكنة. والسكون نوعان: حيّ وميّت. وحروف المدّ واللين سكونها ميّت لأنّه لا يتمّ إلا تضييق يسير في مجرى النفس عند إنتاجها، فهي لا تتحيّز، أي لا يكون لها مخرج محقق بل مخرجها مقدر. أمّا باقي الحروف فسكونها حيّ، لأنّ مخارجها محققة، أي لها حيّز محدد.
وممن قسم الحروف إلى هذه القسمة المقرئ البارع ابن الطّحّان السُّمَاتي (ت 561هـ). جاء ذلك في كتابه الموسوم بـِ"الإنباء في تجويد القرآن" تحت عنوان "تحرير السكون وتعيينه"، حيث قال:
"السّكون نوعانِ: حَيٌّ، ومَيِّتٌ. فالمَيِّتُ: محلُّ الألفِ الهاوِي، والياء بعدَ الكسرةِ، والواو بعدَ الضَّمَّةِ. والحَيُّ: محلُّ الياءِ والواو بعدَ الفَتْحِ، وسائرُ الحروفِ.
وقولُنا: مَيِّتٌ، هو إشارةٌ إلى أَنَّ الألف لا تتحيَّزُ إلى جُزْءٍ من أجزاءِ الفَمِ، فهي مذ تندفعُ تهوِي في هوائِهِ حتى يغوصَ صوتُها في آخرِهِ، ولذلكَ سُمِّيَتْ بالهاوي، والهوائي، لأنّ سكونَها غيرُ جارٍ في مقطعٍ، ولا حاصلٍ في حَيِّزٍ، فهو ضدُّ السكونِ الحيِّ، لأنَّ الحَيَّ مُتَحيِّزٌ كالمتحِّركِ، والمتحرِّكُ حيٌّ لتحيُّزهِ وانقطاعِهِ.
وأمّا الياءُ والواوُ فسكونُهُما بعدَ حركتهما كسكونِ الألفِ، لأنهما لا يتحيّزانِ إلى مَدْرَجٍ، ولا ينقطعانِ في مخرجٍ، فإن انفتحَ ما قبلهما كانَ سكونُهما حيّاً، لأنّكَ تجدُهما ظاهِرَتَي التّحَيَّز والانقطاعِ، لأخذِ اللسانِ الياءَ، وأخذِ الشَّفتَيْنِ الواوَ، فسكونُهُما حيٌّ كسكونِ سائرِ الحروفِ. فكما تجدُ الجيمَ التي هي أُختُ الياءِ في مخرجها قد أَخَذَها اللّسان في قولكَ: خَرَجْتُ، كذلكَ تجدُ الباءَ التي هي أُخْتُ الواو [في المخرج] قَدْ أَخَذَتْها الشَّفتان في قولكَ: كَتَبْتُ، كذلكَ تجدُ الواوَ وقَدْ أَخَذَتْها الشَّفتانِ في قولك: عَفَوْتُ.
وتحريرُ اللّفظ بالسّكون من غيره هو أنْ تجدَهُ في حرفِهِ على طبعِهِ من قوّتِهِ أو ضعفِهِ، فلا تُلْبِث السّكون في الحرف إلاّ بمقدار ما تظهرُ صفته أو تبرزُ هيئته، من غير قَطْعِ مُسْرفٍ، ولا فَصْلٍ متعسّفٍ.
فاحْرُسْ لفظَكَ من اللَّحْنِ في السّكون، فإنّ القُرّاءَ يقعون فيه كثيراً، لا يكادون يخلصون السّكون، ولا سِيَّما في السّين قبل التّاء ، نحو:"نستعين"، و"المستقيم"، و"يستأخرون"، يذهبونَ إلى فَصْلِ السّين من التّاء، فيُحرِّكونَ السّينَ.
فإنْ أَرَدْتَ السّلامة من لَحْنِهِم فأَرْسِلْ ما في السّين من الرّخاوةِ والهَمْسِ تُصِبِِِ اللَّفْظَ الصحيحَ إنْ شاءَ اللهُ.
وكذلكَ تحفَّظْ من هذِه الحُبْسَةِ في اللاّم قِبلَ الياءِ، نحو: "اليوم"، و"اليمين"، "وليأخذوا "، "وليجدوا"، و"اليسر"، فإن القُراءَ يلحنونَ فيها. فَسَرِّحْ رخاوةَ اللاّمِ تَسْلَمْ.
وكذلكَ فأتْقِنِ اللّفظَ بها قبلَ الواو، نحو:"بَلْ وَجَدْنا"، و"فَهَلْ وَجَدْتُم"، و"الوادِي"، و"الواقعة".
كذلكَ فأتْقنِ اللفظ بها قبلَ النّون، نحو: "قُلْ نَعَم"، و"بَلْ نَحْنُ"، و"أَنْزَلْنا"، و"أَرْسَلْنا"، و"قُلْنا".
واحْذرِ اللَّحْنَ أيضاً في الميم قِبلَ الياء، والواوِ، والفاءِ، نحو"لم يؤمنوا"،و"لمْ يلدْ ولمْ يولَدْ"، و"أموات"، و"أموالهم"، و"هُمْ وَقُودُ"، "هُمْ فيها"، و"يَمُدُّهُمْ في"، وشبه ذلك. واللّحُن من القُرّاءِ في هذهِ الميمِ قَدْ شاعَ، ولم تزلْ أَئِمَّتنُا تعهدُ في تواليفها بالنّهي عنه، والتّحفَظُّ منه. وإرسالُ الغُنَّةِ التي في الميمِ تُعينُكَ على تجويدِ اللَّفْظِ بها.
فقِفْ عند َما رسمتُ لكَ تصِبْ، إن شاءَ اللهُ" اهـ.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى