الازياء الشعبية في العالم العربي

طباعة الموضوع

فجر الدعوة

احسن الله خاتمتها
إنضم
4 أكتوبر 2010
المشاركات
1,324
النقاط
36
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
10اجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الحذيفي
الجنس
أخ


يقول المثل العربي: المكتوب يقرأ من عنوانه، ويمثل الزي الشعبي عنوانا بارزا من عناوين الأمة، ودليلا واضحا على عاداتها وتقاليدها وثقافتها وحضارتها وحالتها الاقتصادية، وغير ذلك مما يمكن أن يرشد الدارسين الاجتماعيين، فالزي الشعبي يعد “جزءا من التراث وعنوانا له؛ لارتباطه على نحو وثيق بالعادات والتقاليد والمؤثرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية على مرّ الزمن، لذا، كان الزي الشعبي هو الإطار الأكثر جاذبية في عملية التمايز بين الشعوب، ويمثل صورة عن المجتمع والحياة في هذا البلد أو ذاك،ويشكل مرجعا وطنيا لأهل البلد.”
” والأزياء الشعبية هي إحدى * عناصر التراث الشعبي، لها أهمية بالغة تجاه التغيرات السريعة في الزي، والاهتمام بها في أي بلد عربي، هي قضية تراثية لكونها تاريخية الأصل، تحتاج إلى حفظ ورعاية.”
“وللأزياء الشعبية في كل مكان، تقاليدها وتميزها النابع من الحياة التقليدية للشعوب، وتقاليد اللباس في كل بلد، يكشف عن روح العصر من عدة نواحي* منها الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية.”
“والأزياء الشعبية تنقل لنا معان رمزية مختبئة وراء الزخارف والتطريز لحياة الإنسان وبيئته”
” فهي مرآة لوجوده الإنساني في مكان ما. ويعد ملبس الأمة مفتاحا من مفاتيح شخصيتها، ودليلا على حضارتها، ولعل الملبس هو أول مفتاح لهذه الشخصية وأسبق دليل عليها؛ لأن العين تقع عليه قبل أن تصغي الأذن إلى لغة الأمة، وقبل أن يتفهم العقل ثقافتها وحضارتها”
وفلسطين قطر عربي عريق، له تراثه الضارب في أعماق التاريخ، وله أزياؤه التي تميزه عن غيره من الأقطار العربية، بالقدر ذاته الذي توحده معها. ولكل منطقة في فلسطين أزياءها التي توحي بطبيعتها الجغرافية والمناخية، وبشكل عام، فإننا يمكن أن نلاحظ تقارب “الأزياء التراثية لنساء فلسطين في المناطق المختلفة من حيث الشكل والتفصيل، فجميعها ذات أكمام طويلة، ضيقة أو ذات أردان “ردون” يختلف اتساعها من ثوب إلى آخر”
أما في الأردن، فقد ” تميزت الأزياء الشعبية للمرأة الأردنية بوجه عام، بالزي المتسع الطويل ذو الأكمام الطويلة، ويصنع عادة من لون أسود أو لون غامق،ترتدي معه غطاء رأس مرتفع في معظم الحيان، ويغطي معظم الشعر والرأس، مثلها مثل معظم الأزياء في البلاد المجاورة مثل سوريا ولبنان”
” والزي الشعبي الأردني ينبثق عن الزي الشرقي في منطقة الشام عامة، ويرتبط بها ارتباطا وثيقا، نظرا للعوامل المتعددة المشتركة بين دول المنطقة، كالقيم الاجتماعية والأخلاقية، والثقافية والظروف السياسية والاقتصادية…… أما التصميم القديم الذي اشتهر به الزي، فهو السروال الفضفاض والقميص ذو الأكمام الطويلة (التي تكون لها في بعض الأحيان “أردان” تصل الساقين).”
وفي العراق، نجد أن زي المرأة الشعبي “لا يختلف كثيرا عن الأزياء في منطقة الشام بسوريا والأردن وفلسطين، هذا بالإضافة لتأثرها بحضارة ما بين النهرين”
أما في قطر، فإن “من أهم السمات التي تميز ملابس المرأة القطرية، اختلاف أنواعها حسب مراحل العمر، وحسب الحالة الاجتماعية (متزوجة أو عزباء) فهناك ملابس معينة للفتيات صغيرات السن، وأخرى للسيدات الشابات، وثمة ملابس أخرى للسيدات المسنات”
وبشكل عام، لا يختلف زي المرأة القطرية عن زي أخواتها العربيات، حيث “تتسم ملابس النساء بالطول والاتساع والاحتشام، والمرأة في قطر تلبس قطعا عديدة ومتنوعة من الملابس حسب استخداماتها، فهناك ملابس تستخدم في الأيام العادية، وملابس أخرى للمناسبات الخاصة والعامة، وهناك قطع للرأس والوجه، وقطع أخرى لسائر الجسم”
وكذلك الأمر في اليمن، إذ نجد أن ملابس النساء تتصف بشكل عام “بالطول والاتساع والاحتشام، وتتنوع الملابس حسب استخداماتها، فهناك الملابس التي تستخدم في الأيام العادية، كالثوب وغطاء الرأس، وأخرى للمناسبات الخاصة، كليلة الحنة والزفاف كالقمصان المختلفة وفساتين السهرة والسروال هذا بالإضافة إلى أغطية الرأس والوجه والحلى.
وهكذا فإننا نجد أن لكل قطر عربي، بل لكل قرية ومدينة عربية أزياءها الخاصة التي تميزها عن غيرها، ولكن يبقى هذا التمايز لا يلغي التشابه والوحدة في كثير من السمات والخصائص التي تطبع الأزياء الشعبية العربية وتعطيها خصوصيتها وتميزها.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى