الدروس المكتوبة الخاصة بالدورة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
طباعة الموضوع

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هنا نضع جميع الدروس المكتوبة الخاصة بدورة
الإستشارية الفاضلة: ام عمرو - حفظها ربي سبحانه -



وفقنا ربي سبحانه وإياكم لما يحب ويرضى
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
إنضم
3 يناير 2011
المشاركات
374
النقاط
18
الإقامة
في أرض الله الواسعة
احفظ من كتاب الله
ما تيسر منه
احب القراءة برواية
ورش عن نافع
القارئ المفضل
كل القراء المتقنين للتجويد
الجنس
اخت
منهج التربية الإسلامية " الدرس الأول "

WFibY4.gif
[/CENTER][/IMG]

[FONT="للتميز بالمعهد "] الدرس الاول في منهج التربية الاسلامية


إن علم التربية علم واسع ويعتمد على أسس العلم والمعرفة واكتساب المهارات في شتى مجالات الحياة وتعد التربية الإسلامية أحد فروع علم التربية الذي يعنى بتربية وإعداد الإنسان في مختلف جوانب حياته من منظور الدين الإسلامي الحنيف . وعلى الرغم من شيوع مصطلح " التربية الإسلامية " في عصرنا الحاضر ؛ إلا أنه لم يكن مُستخدماً وشائعاً في كتابات سلفنا الصالح ، ولم يكن معروفاً في تُراثهم العلمي الكبير ؛ وإن كانت قد وردت الإشارة إليه عند بعض المهتمين بهذا المجال من الفقهاء والعُلماء و المفكرين وقبل الشروع في عرض بعض المرادفات التي استُخدمت - قديماً - للدلالة على مصطلح " التربية الإسلامية " ، وبيانٌ لمعناه ، ومفهومه ، وتعريفه .
نستعرض معني كلمة التربية الإسلامية من خلال إبراز كل جزء على حدة .

معنى التربية في اللغة والاصطلاح :

يعود أصل كلمة التربية في اللغة إلى الفعل ( رَبَـا ) أي زاد ونما ، وهو ما يدل عليه قوله تعالى :] وترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوجٍ بهيج [ ( سورة الحج : الآية 5 ) .
كما أن كلمة تربية مصدر للفعل ( ربَّى ) أي نشَّأَ و نَمَّى ، وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى :] وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً [ ( سورة الإسراء :الآية 24).
فإن كلمة " تربية " التي تتكون من خمسة حروف تعود في أصلها إلى حرفين أصليين هما الراء والباء ( رب ) ، ولهذين الحرفين عند اجتماعهما العديد من المعاني
حيث يُستعمل للأمور المادية ( ربا يربو ) تعبيراً عن زيادةٍ ماديةٍ في جسم الأشياء ،
بينما يُستعمل للإنسان والحيوان ( ربَّى يُربي ) مثل خَفَّي يُخفي ، بمعنى ترعرع في بيئة معينة
ويستعمل للأمور المعنوية ( ربأ يربأ ) لتكريم النفس عن الدنايا ،
ويُستعمل للرُقي بالجوهر : ربَّ يَرُبُ على وزن مدَّ يمُدُّ ، حتى نصل إلى ( الرَّب ) وهو خالق كل شيءٍ وراعيه ومصلحه ؛ فهو التربية الكاملة ".
إن المعنى الاصطلاحي للتربية - عموماً - لا يخرج عن كونها تنمية الجوانب المُختلفة لشخصية الإنسان ، عن طريق التعليم ، والتدريب ، والتثقيف ، والتهذيب ، والممارسة ؛ لغرض إعداد الإنسان الصالح لعمارة الأرض وتحقيق معنى الاستخلاف فيها

لكلمة الإسلام في اللغة ثلاث معان

1- الاستسلام والانقياد والخضوع ، يقال استسلم أي انقاد

وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ))))

آل عمران 132

الدخول في الطاعة قال تعالى

إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ))))

( البقرة 131 ) أي أطعت

الإخلاص : قال تعالى : (ورجلاً سلماً لرجل) أي مخلصاً



تعريف كلمة الإسلام عند العلماء

يعرفها ابن تيمية قائلا بأن الإسلام هو :" الاستسلام لله وحده فمن استسلم له ولغيره فقد أشرك ومن لم يستسلم له كان مستكبرا ً، والمشرك والمستكبر كلاهما كافر ، والاستسلام لله وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده" وذلك في كل زمن بما أنزل على نبي هذا الزمن .... " .
ويعرف ابن رجب الحنبلي الإسلام بقوله: "هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بالله وبرسوله وإتباعه فيما جاء به ". وبالجمع بين هذه المعاني يمكن أن نقول أن المقصود بكلمة الإسلام هي جملة ما أنزل الله على محمد - - من الشرائع التي تدعو إلى الطاعة والانقياد والإخلاص في العمل لله وحده وفق منهج محدد ابتغاء المكافأة منه عز وجل

إذا نظرنا إلى الدراسات التربوية المعاصرة وجدنا مفهوم التربية الإسلامية لم يكن موضع الاتفاق بين الدارسين بعد . ويمكن إجمال أغلب المفاهيم في النقاط التالية :

1) أنه منهج مقررات المواد الإسلامية في المدارس .
2) أنه تاريخ التعليم ، أو تاريخ المؤسسات التعليمية ، أو تاريخ أعلام الفكر التربوي والتعليمي في العالم الإسلامي .
3) أنه تعليم العلوم الإسلامية .
4) أنه نظام تربوي مستقل ؛ ومنبثق من التوجيهات والتعاليم الإسلامية الأصيلة ، ويختلف عن النظم التربوية الأخرى شرقيةً كانت أو غربية ".

والخلاصة أن مفهوم التربية الإسلامية يتضح في كونها أحد فروع علم التربية الذي يتميز في مصادره الشرعية ( المتمثلة في القرآن الكريم ، والسُّنة النبوية المطهرة ، وتُراث السلف الصالح ) ؛ و غاياته ( الدينية الدنيوية ) ، ويقوم على نظامٍ تربوي مُستقل و مُتكامل ، ويعتمد اعتماداً كبيراً على فقه الواقع ، ولابد له من متخصصين يجمعون بين علوم الشريعة وعلوم التربية ؛ حتى تتم معالجة القضايا التربوية المختلفة من خلاله معالجةً إسلاميةً صحيحةً ومناسبةً لظروف الزمان والمكان
، فقد عرَّفها ( مقداد يالجن ) بأنها :
" إعداد المسلم إعداداً كاملاً من جميع النواحي في جميع مراحل نموه للحياة الدنيا والآخرة في ضؤ المبادئ والقيم وطرق التربية التي جاء بها الإسلام ".

وعرَّفها ( زغلول راغب النجار) بأنها :" النظام التربوي القائم على الإسلام بمعناه الشامل ".
أما ( عبد الرحمن النقيب ) فيرى أن المقصود بالتربية الإسلامية : " ذلك النظام التربوي والتعليمي الذي يستهدف إيجاد إنسان القرآن والسُنة أخلاقاً وسلوكاً مهما كانت حرفته أو مهنته

في حين يرى ( عبد الرحمن النحلاوي) أن " التربية الإسلامية هي التنظيم النفسي والاجتماعي الذي يؤدي إلى اعتناق الإسلام وتطبيقه كُلياً في حياة الفرد والجماعة " .

وهنا يمكن القول بأن التعريفات السابقة تؤكد جميعاً على أن التربية الإسلامية نظامٌ تربويٌ شاملٌ يهتم بإعداد الإنسان الصالح إعداداً متكاملاً دينياً و دُنيوياً في ضوء مصادر الشريعة الإسلامية الرئيسة
= مرادفات مصطلح التربية في تراثنا الإسلامي :

لم يرد مصطلح " التربية الإسلامية " بهذا اللفظ في القرآن الكريم ، ولا في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه ورد بألفاظ أُخرى تدل في معناها على ذلك . كما أن هذا المصطلح لم يُستعمل في تراثنا الإسلامي لاسيما القديم منه ؛ وإنما أشار إليه بعض من كتب في المجال التربوي بألفاظٍ أو مصطلحاتٍ أخرى قد تؤدي المعنى المقصود ؛ أو تكون قريبةً منه " تعتبر كلمة التربية بمفهومها الاصطلاحي من الكلمات الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة ولذلك لا نجد لها استخداماً في المصادر العربية القديمة ".

أما الألفاظ والمصطلحات التي كانت تُستخدم في كتابات السلف للدلالة على معنى التربية ؛ فمنها ما يلي :
1) مصطلح التنشئة : ويُقصد بها تربية ورعاية الإنسان منذ الصغر ؛ ولذلك يُقال : نشأ فلان وترعرع . قال الشاعر العربي :
وينشأُ ناشئ الفتيان فينا *** على ما كانَ عَودهُ أبـوهُ

2) مصطلح الإصلاح : ويعني التغيير إلى الأفضل ، وهو ضد الإفساد ، ويُقصد به العناية بالشيء والقيام عليه وإصلاح اعوجاجه
" والإصلاح يقتضي التعديل ، والتحسين ، ولكن لا يلزم أن يحصل منه النماء والزيادة ، فهو إذاً يؤدي جزءًا من مدلول التربية ".

3) مصطلح التأديب أو الأدب : ويُقصد به التحلي بالمحامد من الصفات والطباع والأخلاق ؛ والابتعاد عن القبائح ، ويتضمن التأديب معنى الإصلاح والنماء .
" عند قدماء العرب كانت كلمة ( تأديب ) هي المستعملة والمتداولة أكثر من كلمة تربية ، وكان المدلول الأول لكلمة ( أدب ) في تلك البيئة العربية يُطلق على الكرم والضيافة ، فكان يُقال :فلانٌ أَدَبَ القومَ إذا دعاهم إلى طعام…وهكذا كان مدلول كلمة ( تأديب ) منصرفاً بالدرجة الأولى إلى الجانب السلوكي من حيث علاقة الإنسان مع غيره ".
وهنا نلاحظ أن مصطلح الأدب أو التأديب وثيق الصلة بمصطلح التربية حيث يمكن أن تُشتق منه تسمية المعارف آداباً ؛ وتسمية التعليم تأديباً ، وتسميةُ المربي أو المعلم مؤدباً
"والمعلم هنا ( أي في القصور ) لا يُسمى معلم صبيان أو معلم كُتاب ، وإنما يُطلق عليه لفظ "مؤدِّب " وقد اشتق اسم المؤدب من الأدب ، والأدب إما خُلقٌ وإما رواية ، وقد أطلقوا كلمة مؤدب على معلمي أولاد الملوك إذ كانوا يتولون الناحيتين جميعًا ".

و مصطلح الأدب أو التأديب مصطلحٌ شائعٌ ورد في بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي منها
* ما روي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لأن يؤدب الرجل ولده خيرٌ من أن يتصدق بصاع" ( الترمذي ، د.ت ، ج 4 ، رقم الحديث 1951 ، ص 337 ) .

* وما روي عن أيوب بن موسى عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما نحل والدٌ ولده أفضل من أدبٍ حسن" ( الترمذي ، د.ت ، ج 4 ، الحديث رقم 1952 ، ص 337 ) .

* وما روي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أكرموا أولادكم ، وأحسنوا أدبهم" ( ابن ماجة ، د.ت ، ج 2، الحديث رقم 3671، ص 1211 ) .

وهنا نلاحظ من معاني هذه الأحاديث أن لفظ الأدب يدل على معنى كلمة تربية الأبناء وتنشئتهم على التحلي بمحاسن الأخلاق ، وجميل الطباع .



4) مصطلح التهذيب : ويُقصد به تهذيب النفس البشرية وتنقيتها ، وتسويتها بالتربية على فضائل الأعمال ومحاسن الأقوال . "رجُلٌ مُهَذَّبٌ : مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ" .

" وهَذَّبَ الصَّبيَّ رَبَّاه تربيةً صالحةً خالصةً من الشوائب "

5) مصطلح التطهير : ويُقصد به تنـزيه النفس عن الأدناس والدنايا وهي كل قولٍ أو فعلٍ قبيح . وحيث إن للتطهير معنيين أحدهما حسيٌ ماديٌ والأخر معنوي فإن المقصود به هنا المعنى المعنوي الذي يُقصد به تطهير سلوك الإنسان من كل فعلٍ أو قولٍ مشين .

6) مصطلح التزكية : ويأتي بمعنى التطهير ، ولعل المقصود بذلك تنمية وتطهير النفس البشرية بعامةٍ من كل ما لا يليق بها من الصفات السيئة ، والخصال القبيحة ، ظاهرةً كانت أو باطنه .
قال تعالى : ((كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون)) ( سورة البقرة : الآية 151) . وقد جاء في تفسير ( عبد الرحمن بن ناصر السعدي) أن المقصود بقوله تعالى : "ويُزكيكم" في هذه الآية : " أي يُطهر أخلاقكم ونفوسكم ، بتربيتها على الأخلاق الجميلة ، وتنـزيهها عن الأخلاق الرذيلة ".

وقال تعالى )) قد أفلح من زكَّاها )) ( سورة الشمس : الآية 9 ) . وقد جاء في بيان معنى هذه الآية عند ( ابن كثير) قوله : " وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل ". ومعنى هذا أن تزكية النفس تعني تربيتها على الفضائل وتطهيرها من الرذائل .

وهنا تجدر الإشارة إلى أن مصطلح ( التزكية ) يُعد أكثر المصطلحات قرباً في معناه لمصطلح " التربية الإسلامية " لاسيما وأنه قد ورد في بعض آيات القرآن الكريم دالاً على معنى التربية ؛ ولكونه يدل على محاسبة النفس و العناية بها ، والعمل على الارتقاء بجميع جوانبها ( الروحية ، والجسمية ، والعقلية ) إلى أعلى المراتب وأرفع الدرجات . وهو ما يؤكده ( محمد الغزالي) بقوله :
"..والتزكية ، وهي أقرب الكلمات وأدلها على معنى التربية ؛ بل تكاد التزكية والتربية تترادفان في إصلاح النفس ، وتهذيب الطباع ، وشد الإنسان إلى أعلى كلما حاولت المُثبطات والهواجس أن تُسِفَّ به وتعوجّ

7) مصطلح التعليم : وهو مصطلح شائع ورد ذكره في بعض آيات القرآن الكريم مثل قوله تعالى : ((هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويُزكيهم ويُعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبين )) ( سورة الجمعة : الآية 2) .

كما ورد هذا المصطلح في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد روي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه " ( البخاري .

8) مصطلح السياسة : و يُقصد بها القيادة ، وحُسن تدبير الأمور في مختلف شئون الحياة . وتأتي بمعنى القدرة على التعامل ، أو الترويض .

9) مصطلح النصح والإرشاد : ويعني بذل النصح للآخرين ودلالتهم على الخير وإرشادهم إليه

10) مصطلح الأخلاق : وهو مصطلح يُقصد به إصلاح الأخلاق وتقويم ما انحرف من السلوك . وعلى الرغم من أن هذا المصطلح يهتم في الواقع بجانبٍ من جوانب التربية ؛ إلا أنه قد يُستخدم للدلالة على التربية بعامةً .
"من هذه التعريفات اللغوية يتضح أن التربية تدور حول الإصلاح ، والقيام بأمر المتربي ، وتعهده ، ورعايته بما يُنميه . وأن المفهوم التربوي مرتبط بجميع تلك المعاني ".

والخلاصة : أن المرادفات التي استخدمها السلف الصالح للدلالة على معنى التربية تدور حول تنمية ، وتنشئة ، ورعاية النفس البشرية وسياستها ، والعمل على إصلاحها ، وتهذيبها ، وتأديبها ، وتزكيتها ، والحرص على تعليمها ، ونصحها وإرشادها ؛حتى يتحقق التكيف المطلوب ، والتفاعل الإيجابي

والأهداف التربوية الإسلامية تدور حول أربعة مستويات:
الأول : الأهداف التي تدور على مستوى العبودية لله - سبحانه وتعالى - أو إخلاص العبودية لله.
الثاني : الأهداف التي تدور على مستوى الفرد؛ لإنشاء شخصية إسلامية ذات مثل أعلى يتصل بالله تعالى.
الثالث : الأهداف التي تدور حول بناء المجتمع الإسلامي، أو بناء الأمة المؤمنة.
الرابع : الأهداف التي تدور حول تحقيق المنافع الدينية والدنيوية

وعلى هذا تكون مصادر اشتقاق الأهداف في التربية الإسلامية ثلاثة،
1- الوحي الإلهي المتمثل في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
2- المجتمع المسلم الذي يجب التعرف على احتياجاته، ومتطلباته، وظروفه، وأحواله المتغيرة؛ لتحديد الأهداف التي تناسبه.
3 - الفرد المسلم: الذي يجب التعرف على طبيعته، وميوله، ورغباته، ومواهبه؛ لوضع الأهداف التي تناسب ذلك

رغم أن الإنسان كل لا يتجزأ أو وحدة جسمية عقلية وجدانية لا تنقسم فإنه يمكن «لأغراض الدراسة» أن ننظر إلى هذا الإنسان من ثلاث زوايا :
- الجانب الانفعالي : ويشمل عواطف المرء ومشاعره ووجدانياته من ؛ حب وكره وميل ونفور وغضب ..... الخ .
- الجانب العقلي : ويشمل المعلومات والأفكار وما يقوم به المرء من عمليات عقلية كالإدراك والتذكر والحفظ والتخيل والتحليل والتركيب ... وما إلى ذلك مما يدخل في نطاق النشاط العقلي .
ـ الجانب السلوكي أو العملي أو كما يسمى أحياناً الجانب النفس حركي
() ويشمل ما يقوم به المرء من أعمال كالأكل والشرب والضحك والمشي والسفر والبيع والشراء


وظائف الدين الإسلامي بالنسبة للفرد

الدين الإسلامي للجانب الوجداني في شخصية المسلم :

1- الحاجة إلى الشعور بالأمن:إن أهم وظائف الدين في حياة الفرد إحداث نوع من الاطمئنان والراحة والسلام،وتكريس كل طاقة هذا الفرد في البناء وخلافة الأرض.
والإنسان ينشد الأمن والطمأنينة في كل ما يحيط به ، ومن أهم ما يثير قلق الإنسان أمور الغيب، والدين هو الذي يشيع في جوانب النفس . والاطمئنان بإجابته عن كثير من أمور الغيب ويعمر القلب بيقين يقي عنه ما يساور النفوس غير المستقرة من القلق والاضطراب.
2- الحاجة إلى الانتماء : فالإنسان لديه حاجة ملحة إلى أن ينتمي إلى جهة أقوى منه وأعظم يكتسب منها الحماية،ويلتمس لديها التوجيه والإرشاد ويلوذ إليها بالشكر والاعتراف بالفضل في حالات السراء وبالندم والتوبة في حالات الضراء.
3- الحاجة إلى التدين: والمقصود منها هو اعتقاد الإنسان بوجود قوة كبرى هي المسئولة عن كل ما يحدث في هذا الكون ، وإلى الشعور نحو هذه القوة بالفضل ، والإحساس أمامها بالعجز وإلى الميل إلى التقرب إليها بالعبادة، وهذه الحاجة مستمرة مع الإنسان طوال تاريخه وستظل معه إلى ما شاء الله بدليل أننا نجد لكل جماعة بشرية دينا من أي نوع وقلما نجد جمـــاعة ليس لها إله . ولعل من أسباب وجودها وتأصلها لدى الإنسان في كل عصر شعوره بالعجز أمام مظاهر الكون ورغبته في السيطرة عليها وقد أشبع الدين الإسلامي كل هذه الحاجات لدى الإنسان المسلم.

4- تنمية المشاعر النبيلة والعواطف الكريمة : حيث تتنوع كل العواطف ما بين التوقير للكبير والعطف على الضعيف، ورحمة العاجز وأخوة ومساواة وكرم ومساعدة وتعاون ، والإسلام له دور فعال في إشباع تلك العواطف لدى الإنسان.

5- تربية الوازع الديني: إن الضمير أو الوازع الديني يتكون لدى المسلم نتيجة تمكن العقيدة من نفسه ، ونتيجة التزامه المستمر بتعاليم الدين وللممارسة الدائمة لشعائره .
6- تحقيق الاستقرار النفسي : تميل النفس البشرية إلى أن تتميز في جوانب الحياة المختلفة فتحب الصحة وتميل إلى التفوق وترغب في الغنى وتهوى الجاه وتعشق السلطة وتجرى وراء الشهوة. ولا يتحقق كل ذلك مع كل الناس فيرى بعضهم أن حظه قليل في الدنيا وأن الحياة لم تواته بكل ما يطلب فيصاب بالتمزق النفسي والصراعات الداخلية().
والدين الإسلامي في كل هذه المواقف يحقق للإنسان توازناً نفسياً عن طريق ما يسوقه من علاج نفسي وتوجيه إلهي .

وظيفة الدين الإسلامي بالنسبة للجانب المعرفي من الإنسان :

أما بالنسبة للجانب المعرفي أو الإدراكي من الإنسان فيؤدى الدين الإسلامي الوظائف المهمة التالية:
- يشجع الدين الإسلامي لدى الإنسان خاصة الشباب حب الاستطلاع، والرغبة فى المعرفة إذ يزوده بكثير من الحقائق والمعلومات عن جوانب كثيرة من الحياة ماضيها وحاضرها ومستقبلها .
- يمد الإسلام المرء بحقائق ومعلومات لا يستطيع عقله أن يصل إلى معرفتها خارجة عن نطاقه وفوق إمكانياته وهى أمور الغيبيات .
- تشجيع الإنسان على اكتساب المعرفة وتحصيل العلم ، كما أن الدين يربى عقل الإنسان ويحرره من التقيد بقوالب جامدة بل يأمره بالدراسة والبحث للوصول إلى الصواب .

وظيفة الدين الإسلامي بالنسبة للجانب السلوكي من الإنسان :

نظراً لأن المسلم صاحب عقيدة وملتزم بدين فهو يريد أن يعرف باستمرار ما الذي يتفق من العمل والسلوك مع هذه العقيدة فيأتيه ، وما الذي لا يتفق فينصرف عنه ، ولقد أشبع الإسلام في الإنسان حاجته إلى الهداية في السلوك وإلى التوجيه في العمل ولم يتركه حائراً لا يدرى ماذا يفعل أو يتخبط في دروب الحياة ومسالكها .وليس هناك أدل على عناية الإسلام بالعمل والسلوك بأن جعله ركناً أساسياً في الإيمان لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ) محمد 19 ، فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ ، وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ - وَرَّثُوا الْعِلْمَ - مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ بِهِ عِلْماً سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ . وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) فاطر 28 ، وَقَالَ ( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ ) العنكبوت 43 ( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِى أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) . وَقَالَ ( هَلْ يستوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) الزمر 9 . وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم « مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ ، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ » . وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ - ثُمَّ ظَنَنْتُ أَنِّى أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَىَّ لأَنْفَذْتُهَا . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ( كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ) حُكَمَاءَ فُقَهَاءَ . وَيُقَالُ الرباني الذي يُرَبِّى النَّاسَ بِصِغَارِ الْعِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ . رواه الإمام البخاري .

وظيفة الدين الإسلامي بالنسبة لتكامل شخصية المسلم :

اعتنى الإسلام بجوانب شخصية المسلم الثلاثة ، فهي متكاملة ومرتبطة بعضها ببعض ، ففي الوقت الذي يشبع فيه الدين الإسلامي الجانب العاطفي أو العقلي أو السلوكي من شخصية الإنسان حتى يخيل إلينا أنه لم ينظر إلى ما سواه من جوانب أخرى ، نجده على العكس من ذلك لاحظ هذه الجوانب الأخرى وأشبعها.
ومن أمثلة ذلك الصلاة باعتبارها شعيرة من شعائره ، فإشباع الجانب السلوكي فيها قد يكون أوضح من غيره ولكنها لم تخل من إشباع قوى العواطف ، ففيها التقرب إلى الله والخضوع له بالسجود على الأرض والتذلل إليه بالدعاء له وغير ذلك من العواطف التي تشبعها الصلاة والوجدانيات التي تنميها لدى المسلم ففيها يقرأ القرآن ويتدبرها ويعي مراميه ومقاصده ، والصوم والحج يؤديان كذلك إلى تكامل الشخصية المسلمة بإشباع جوانبها الثلاثة في تناسق وتكامل.

وتتلخص خصائص التربية الإسلامية فيما يلي:

1- ربانية المصدر والمنهج :

الربانية هي أول خصائص التصور الإسلامي ، ومصدر هذه الخصائص كذلك فهو تصور اعتقادي موحى به من الله - سبحانه وتعالى- ومحصور في هذا المصدر لا يستمد من غيره وذلك تميزاً عن التصورات الفلسفية التي ينشئها الفكر البشرى حول الإلهية أو الحقيقة الكونية أو الحقيقة الإنسانية ، وكذلك التصورات وينفى المصدر الإلهي الذي جاءنا بهذه التربية وهو القرآن الكريم على أنه كله من عند الله، هبة للإنسان من لدنه ، ورحمة له من عنده أن الرسول صلى الله عليه وسلم تلقاه ليهتدي به ويهدى، ولا تعنى الربانية إلغاء العقل البشرى بل تدع للعقل البشرى وللعلم البشرى ميداناً واسعاً كاملاً،ولا تقف دون العقل قصده عن البحث في الكون ، بل إن التربية الإسلامية تدعوه إلى البحث وتدفعه إليه دفعاً ولا تقف دون العلم البشرى في المجال الكوني ، بل هو يكل أمر الخلافة كله في حدود التصور الرباني للعقل البشرى وللعلم البشرى
2- الثبـــات :

ينبثق عن خاصية الربانية سائر الخصائص الأخرى وبما أنه رباني صادر من الله ، وظيفة البشر فيه هي التلقي والاستجابة والتكيف والتطبيق في واقع الحياة وبارتباطها بالقرآن والسنة مما يترتب وعليه أنها تربية ثابتة المبادئ والحقائق غير قابلة للتغيير ، بخلاف أى تربية يضعها البشر ، وحتى لا يفهم من هذا الثبات الجمود وعدم التطور ، فإن المقصود به تلك الأحكام القرآنية والمبادئ السماوية الراسخة التي نص القرآن الكريم على ثباتها حتى تقوم الساعة .
ولا يمكن أن تتصف التربية الدينية الإسلامية بالجمود ، وهى تستمد خصائصها من الإسلام دين المرونة والتطور .إنه الثبات على الأهداف والغايات والمرونة في الوسائل والأساليب ، الثبات على الأصول والكليات ، والمرونة في الفروع والجزيئات ، الثبات على القيم الدينية والأخلاقية في الشئون الدنيوية والعلمية.
3- الشمول والتوازن :

حيث يتولى الله سبحانه وتعالى إنشاء منهج للحياة الواقعية فإن ذلك يأتي برئ من كل ما يعتور الصنعة البشرية من القصور والنقص والضعف والتفاوت ، وتتمثل خاصية الشمول التي تتسم بها هذه التربية الدينية الإسلامية في صور شتى:
رد هذا الوجود كله بنشأته وحركته وتصريفه وتنسيقه إرادة الذات الإلهية إلى شمول النظرة إلى الكون والإنسان والحياة ، والربط بين مجموع تلك الحقائق وربطها بالخالق عز وجل .
مخاطبة النفس الإنسانية بكل جوانبها من روح وجسد وعقل ووجدان ، بكل أشواقها وحاجاتها واتجاهاتها فتجمع شعورياً وسلوكياً ، وتصوراً واستجابة شأن العقيدة والمنهج وشأن الاستمرار والتلقي ، وشأن الحياة والموت ، وشأن السعي والحركة ، وشأن الدنيا ، والآخرة فلا تتفرق تمزقاً، ولا تتجه إلى شتى السبل والآفاق ولا تسلك شتى الطرق على غير اتفاق .
تلبية حاجات المسلم الروحية والمادية والاجتماعية ليبقى على عوامل التوازن النفسي والعقلي والجسدي فهو يحارب الانقطاع عن المجتمع والزهد فى الحياة ، ويشيد بالإنسان الذي يتبادل المسئولية مع مجتمعه وهو لا يقتصر على جانب واحد من جوانب الشخصية وإنما يقوم على النظرية التكاملية الشاملة للروح والجسد والعقل.

4- الإيجابية :

ليست التربية الدينية الإسلامية تربية نظرية وإنما تتعدى ذلك إلى التطبيق العملي وتتحول إلى سلوك يمارسه الإنسان فيما بينه وبين الله وفيما بينه وبين الناس وفيما بينه وبين نفسه ، إن هذه الخاصية ما تكاد تستقر في الضمير ، حتى يتحرك ليحقق مدلولها في صورة عملية والمؤمن بهذا الدين ما يكاد الإيمان يستقر في ضميره حتى يحس أنه قوة فاعلة ومؤثرة وفى هذه الأرض هو مستخلف فيها وفى هذا الكون وأنه لن يبلغ شكر نعمة الله عليه بالوجود ولا يطمع فى النجاة من حساب الله وعذابه ، إلا بأن يؤدى دوره الإيجابي في خلافة الأرض.
5- الواقعية :

يقصد بالواقعية التحقق في عالم الواقع ، فالتربية الدينية الإسلامية تربية للحياة وتربية للعمل والإنتاج والنماء ، ودينها تطابق تكاليفه فطرة الإنسان ، بحيث تعمل جميع الطاقات الإنسانية عملها الذي خلقت من أجله فينطلق يعمر في الأرض ويغير وينمى في موجوداتها ويطور ، لا يقف في وجهه حاجز من التصور الإعتقادى ، ولا من المنهج العلمي فكلاهما (واقعي) مطابق لواقعية الطبيعة البشرية وللظروف المحيطة بها في الكون من حولها ومن ثم يتسنى للإنسان أن ينشئ من الآثار الواقعية في هذه الأرض وأن يحقق من الإبداع المادي وفق ما ينشئه من الصلاح الأخلاقي وكفاءة ما يحققه من الرفعة والتطهر.
إن من أهم خصائص الإسلام واقعيته فيما شرع من أنظمة وقوانين في مجال التكليف وفى مجال التحليل والتحريم والاستطاعة والضرورة ، وجعل التكليف الملزم في حدود الطاقة الممكنة.
6- التدرج والاستمرار :

لم تنزل أحكام الدين وتشريعاته جملة واحدة وإنما تدرجت لفترة لم تزيد عن ثلاث وعشرين سنة فقد كان التدرج في تحريم الخمر والميسر والربا وفى فرض الصلاة والصيام فالتشريع الإسلامي قد تدرج مع قابلية المكلفين دون أن يرهقهم حتى تكتمل الواجبات وتتم المحرمات وقد تدرج حتى بلغ الغاية .
وهى تربية مستمرة ، ذلك لأن الدين الإسلامي مستمر ولن تكون له نهاية إلا بنهاية حياة البشر . كما أنها تربية مستمرة لأنها لم تجعل حداً لطلب العلم ، سئل حكيم : ما حد التعلم ؟ فأجاب : حد الحياة. ويرى (ابن قتيبة) أنه :" لا يزال المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل ، فالحكمة ضالة المؤمن ينشدها حيث كانت ما دامت في الحياة .
.



[/FONT]
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى