جوازم الفعل المضارع

طباعة الموضوع

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36
جوازم المضارع

(1) الأدواتُ التي تَجْزِمُ الفِعْلَ المضَارِعَ ثمانيَةَ عشرَ جازماً، وهذِهِ الأدواتُ تَنْقَسِمُ إلَى قِسْمَيْنِ:

القِسْمُ الأوَّلُ:
كلُّ واحدٍ منْهُ يجزمُ فعلاً واحداً.
والقِسْمُ الثَّانِي:

كلُّ واحدٍ منْهُ يجزمُ فعليْنِ.




أمَّا القسمُ الأوَّلُ:
فستَّةُ أحْرُفٍ، وَهِيَ:


لَمْ، وَلَمَّا، وَأَلَمْ، وَأَلَمَّا، وَلامُ الأَمْرِ وَالدُّعاَءِ، و(لاَ) فِي النّهيِ والدّعاءِ.

وكلُّهَا حروفٌ بإجماعِ النّحاةِ.


-أمَّا (لَمْ) فحَرْفُ نفِيٍ وجزمٍ وقلبٍ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وقولِهِ سبحانَهُ: {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا}.

-وأمَّا (لَمَّا) فحَرْفٌ مثلُ (لَمْ) فِي النّفِيِ والجَزْمِ والقلبِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}.
- وأمَّا (أَلَمْ)فهُوَ (لَمْ) زِيدَتْ عَلَيْهِ همزةُ التّقريرِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}.


- وأمَّا (أَلَمَّا)،فهُوَ (لَمَّا) زِيدَتْ عَلَيْهِ الهمزةُ، نحْوُ (أَلَمَّا أُحْسِنْ إِلَيْكَ).

- وأمَّا اللامُ فقدْ ذكرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا تكونُ للأمرِ والدّعاءِ، وكلٌّ من الأمرِ والدّعاءِ يُقصدُ بهِ طلبُ حصولِ الفِعْلِ طلباً جازماً.

والفرقُ بينهمَا:
-أنَّ الأمرَ يَكُونُ من الأعلَى للأدنى، كمَا فِي الحديِثِ: ((فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ)).

-وأمَّا الدّعاءُ فيكونُ من الأدنى للأعلَى، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}.

- وأمَّا (لا)فقدْ ذكَرَ المُؤلِّفُ أنَّهَا تأتي للنهيِ والدّعاءِ، وكلٌّ منهم يُقصدُ بهِ طلبُ الكفِّ عن الفِعْلِ وترْكُهُ.

والفرقُ بينهمَا:
-أنَّ النّهيَ يَكُونُ من الأعلَى للأدنى، نحْوُ: {لاَ تَخَفْ} ونحْوُ {لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا}ونحْوُ {لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}.

-وأمَّا الدّعاءُ فيكونُ من الأدنى للأعلَى، نحوُ: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا} وقولُهُ جلَّ شأنُهُ: {وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً}.

تطبيقات :

(لم): لم وما عُطِفَ عليه خبرُ المبتدأِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
يَعْنِي:
أنَّ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فعلاً واحدًالم، وهي حَرْفٌ يَجْزِمُ المضارِعَ ويَنْفِي معناه ويَقْلِبُه إلَى الْمُضِيِّ، نحوُ: (لم يَلِدْ)، وإعرابُه:

لم:حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.

ويَلِدْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلَمْ، وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.
والفاعِلُ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقْدِيرُه هو يعودُ علَى اللهُ.

(ولَمَّا):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
لَمَّا: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
يَعْنِي:
أنَّ الثانِيَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فِعْلاً واحدًالَمَّا المرادِفَةُ لـلَمْ، لكنَّ النفيَ بـلمْ يكونُ مَقطوعًا عن الحالِ، والنفيَ بـلَمَّا يكونُ مُتَّصِلاً به، نحوُ قولِه تعالَى: {لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} وإعرابُه:

لَمَّا:حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.

ويَذُوقوا: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلَمَّا وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ النونِ.
والواوُ: فاعلٌ.
وعذابِ: مفعولٌ به منصوبٌ وعلامةُ نَصْبِه فتحةٌ مُقَدَّرَةٌ علَى ما قبلَ ياءِ المتكلِّمِ مَنَعَ مِن ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ المناسَبَةِ.
وعذابِ: مُضافٌ، وياءُ المتكلِّمِ المحذوفةِ تَخفيفًا: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ، أي: إلَى الآنِ ما ذَاقُوه.

(وأَلَمْ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
أَلَمْ: معطوفٌ علَى لَمْ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.
يَعْنِي:
أنَّ الثالثَ مِمَّا يَجْزِمُ فِعْلاً واحدًاأَلَمْ -وهي لم- لكن زِيدتْ عليها الهمزةُ للتقريرِ.

نحوُ قولِه تعالَى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} وإعرابُه:
الهمزةُ:للتقريرِ.

لم:
حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.

ونَشْرَحْ:
فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلَمْ وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ،

والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه نحن.

لك: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـنَشْرَحْ.

وصَدْرَ: مفعولٌ به منصوبٌ.
وصَدْرَ: مضافٌ.
والكافُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَرٍّ.
(وأَلَمَّا): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
أَلَمَّا: معطوفٌ علَى لَمْ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.


يَعْنِي:
أنَّ الرابعَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فِعْلاً واحدًا أَلَمَّا، وهي لَمَّا السابقةُ لكنْ زِيدتْ عليها الهمزةُ للتقريرِ، نحوُ: (أَلَمَّا أُحْسِنْ إليكَ)، وإعرابُه:

الهمزةُ: للتقريرِ.

لَمَّا:
حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.

وأُحْسِنْ: فعلٌ مضارِعٌ مَجْزُومٌ بـأَلَمَّا وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنا.
وإليكَ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـأُحْسِنْ.

(ولامُ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
لامُ: معطوفٌ علَى لم، والمَعْطُوفُ علَى المَرْفوعِ مَرْفُوعٌ، وَعَلامةُ رفْعِه ضمَّةٌ ظاهِرةٌ في آخِرِه.
ولامُ: مُضافٌ.
و (الأمرِ): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.


يَعْنِي:
أنَّ الخامِسَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فِعْلاً واحدًا لامُ الأمرِ، وهو: الطلَبُ مِن الأَعْلَى للأَدْنَى.

نحوُ: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ} وإعرابُه:
اللامُ: لامُ الأمْرِ.ويُنْفِقْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بلامِ الأمْرِ، وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ.
وذو: فاعِلٌ مرْفُوعٌ وعلامةُ رَفْعِه الواوُ نيابةً عن الضمَّةِ؛ لأنَّه مِن الأسماءِ الخمسةِ.

وذو: مضافٌ.
وسَعَةٍ: مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.

(والدعاءُ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
الدعاءِ: معطوفٌ علَى الأمرِ، والمعطوفُ علَى المجرورِ مجرورٌ.
يَعْنِي:أنَّ الخامسَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فعلاً واحدًا لامُ الدعاءِ، وهي لامُ الأمْرِ لكن سُمِّيَتْ دُعائيَّةً تَأَدُّبًا، والدعاءُ هو: الطلَبُ مِن الأدنَى للأَعْلَى.
نحوُ قولِه تعالَى: {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}، وإعرابُه:
اللامُ: لامُ الدعاءِ.

ويَقْضِ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بلامِ الدعاءِ وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ الياءِ والكسرةُ قَبْلَها دليلٌ عليها.
وعلينا: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـيَقْضِ.
ورَبُّ: فاعلُ يَقْضِ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
ورَبُّ: مضافٌ.
والكافُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَرٍّ:
ذلك أنَّ طَلَبَ الفعلِ:
-إنْ كان مِن أعلَى لأَقَلَّ منه قيلَ له: أَمْرٌ.

-
وإنْ كان بالعكسِ قيلَ له:دُعاءٌ.

-
وإنْ كان مِن مُتساوِيَيْنِ قيلَ له:التماسٌ.




(ولا): الواوُ:
حرفُ عطفٍ.
لا: معطوفٌ علَى لم مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ. (في النهيِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ صفةٍ لـلا، والتقديرُ: ولا الْمُسْتَعْمَلَةِ في النهيِ.


يعني:
أنَّ السادسَ مِن الجوازمِ التي تَجْزِمُ فِعْلاً واحدًا لا الناهيةُ،والنهيُ: طَلَبُ الكفِّ الجازمُ مِن أعلَى لأدنَى، نحوُ: (لا تَخَفْ)، وإعرابُه:

لا:ناهيةٌ.

وتَخَفْ: فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بـلا الناهيةِ وعَلامةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.

(والدعاءِ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
الدعاءِ:معطوفٌ علَى النهيِ، والمعطوفُ علَى المجرورِ مجرورٌ وعَلامةُ جَرِّهِ كسْرةٌ ظاهِرَةٌ في آخِرِه.
يَعْنِي:أنَّ السادسَ مما يَجْزِمُ فعلاً واحدًالا المستعْمَلَةُ في الدعاءِ، وهو: طَلَبُ الترْكِ طَلَبًا جازمًا مِن أدنَى لأَعْلَى.
نحوُ قولِه تعالَى: {لاَ تُؤَاخِذْنَا} وإعرابُه:
لا:دُعائيَّةٌ.

وتُؤاخِذْ:
فعْلٌ مُضارِعٌ مَجْزومٌ بلا الدعائيَّةِ، وعلامةُ جزمِه السكونُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وُجوبًا تقديرُه أنتَ.

ونا:
مفعولٌ به مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في محلِّ نصبٍ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ، ولا الدعائيَّةُ هي: لا الناهيةُ، ولكن سُمِّيَتْ دُعائيَّةً تَأَدُّبًا:


ذلك لأنَّ طلبَ الترْكِ:

-إنْ كان مِن أعلَى لأدنَى قِيلَ له: نَهْيٌ.

-
وإنْ كان بالعكسِ قِيلَ له: دُعاءٌ.

-وإنْ كان مِن مُتساوِيَيْنِ قيلَ له: التماسٌ.

يتبع


يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36
وأمَّا القسمُ الثَّانِي:

- وهُوَ مَا يجزمُ فعلينِ،
ويُسَمَّى أوَّلُهمَا فِعْلَ الشّرطِ،
وثانيهمَا جوابَ الشّرطِ وجَزاءَهُ
- فهُوَ عَلَى أرْبَعَةِ أنواعٍ:
النّوعُ الأوَّلُ:حَرْفٌ باتِّفاقٍ.

والنّوعُ الثَّانِي: اسْمٌ باتِّفاقٍ.

والنّوعُ الثَّالثُ: حَرْفٌ عَلَى الأصحِّ.

والنّوعُ الرَّابعُ: اسْمٌ عَلَى الأصحِّ.




أمَّا النّوعُ الأوَّلُ:

فهُوَ (إِنْ) وحدَهُ، نحْوُ (إِنْ تُذَاكِرْ تَنْجَحْ):

فَإِنْ: حَرْفُ شرطٍ جازمٌ باتِّفاقِ النّحاةِ،
يجزمُ فعليْنِ: الأوَّلُ فِعْلُ الشّرطِ، والثَّانِي جوابُهُ وجزاؤُهُ،

و (تُذَاكِرْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ فِعْلُ الشّرطِ مَجْزُومٌ بإنْ وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُهُ أنتَ.
و (تَنْجَحْ): فِعْلٌ مُضَارِعٌ جوابُ الشّرطِ وجزاؤُهُ، مَجْزُومٌ بإنْ، وعَلامَةُ جَزْمِهِ السُّكونُ، وفاعلُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ وجوباً تقديرُه أنتَ.




وأمَّا النّوعُ الثَّانِي:

- وهُوَ المتَّفقُ عَلَى أنَّهُ اسمٌ- فتسعةُ أسماءٍ، وَهِيَ:

مَنْ، وَمَا، وَأَي، وَمَتى، وَأَيَّانَ، وَأَيْنَ، وَأَنَّى، وَحَيْثُمَا، وَكَيْفَمَا.
-فمِثالُ (مَنْ) قوْلُكَ: (مَنْ يُكْرِمْ جَارَهُ يُحْمَدْ) و(مَنْ يُذَاكِرْ يَنْجَحْ)
وقولُهُ تعالَى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ}.


-ومِثالُ (ما) قوْلُكَ: (مَا تَصْنَعْ تُجْزَ بِهِ) و(مَا تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ)
وقوله تعالى: {مَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُم}.


-ومِثالُ (أي) قوْلُكَ: (أَيَّ كِتَابٍ تَقْرَأْ تَسْتَفِدْ مِنْهُ)،
وقوله تعالى: {أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى}.


-ومِثالُ (مَتَى) قوْلُكَ: (مَتَى تَلْتَفِتْ إِلَى وَاجِبِكَ تَنَلْ رِضَا رَبِّكَ)، وقولُ الشَّاعرِ:



أَنـَا ابـْنُ جَلاَ وَطَلاّعُ الثَّنـَايَا مَتَى أَضَعِ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِي

-ومِثالُ (أَيَّانَ) قوْلُكَ: (أَيَّانَ تَلْقَنِي أُكْرِمْكَ)، وقولُ الشَّاعرِ:


فَأَيَّانَ مَا تَعْدِلْ بِهِ الرِّيِحُ تَنْزِلِ


-ومِثالُ (أَيْنَمَا) قوْلُكَ: (أَيْنَمَا تَتَوَجَّهْ تَلْقَ صَدِيقاً)
وقولُهُ تعالَى: {أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ} وقوله: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ}.

-ومِثالُ: (حَيْثُمَا) قولُ الشَّاعرِ:


حَيْثُمَا تَسْتَقِمْ يُقَدِّرْ لَكَ اللَّ هُ نـَجَاحاً فِي غَابِرِ الأَزْمَانِ


- ومِثالُ (كَيْفَمَا) قوْلُكَ: (كَيْفَمَا تَكُنِ الأُمَّةُ يَكُنِ الوُلاَةُ) و(كَيْفَمَا تَكُنْ نِيَّتُكَ يَكُنْ ثَوَابُ اللَّهِ لَكَ).


ويُزادُ عَلَى هذِهِ الأسْمَاءِ التّسعةِ (إِذَا) فِي الشِّعرِ كمَا قالَ المؤلِّفُ، وذلكَ ضرورةٌ نحْوُ قوْلِ الشَّاعرِ:


اسـْتَغْنِ مَا أَغْنَاكَ رَبُّكَ بِالغِنَى وَإِذَا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ



وأمَّا النّوعُ الثَّالثُ:

- وهُوَ مَا اختُلِفَ فِي أنَّهُ اسْمٌ أوْ حَرْفٌ، والأصحُّ أنَّهُ حَرْفٌ- فذلكَ حَرْفٌ واحدٌ وهُوَ (إِذْمَا) ومِثَالُهُ قولُ الشَّاعرِ:



وَإِنَّكَ إِذْمَا تَأْتِ مَا أَنْتَ آمِرٌ بـِهِ تـُلـفِ مـَنْ إِيَّاهُ تـَأْمُرُ آتـِيَا


وأمَّا النّوعُ الرَّابعُ:

- وهُوَ مَا اختُلِفَ فِي أنَّهُ اسْمٌ أوْ حَرْفٌ، والأصحُّ أنَّهُ اسمٌ- فذلكَ كلِمَةٌ واحدةٌ، وَهِيَ (مَهْمَا) ومِثَالُهَا قولُهُ تعالَى: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنينَ} وقولُ الشَّاعرِ:



وَإِنَّكَ مـَهـْمــَا تُعْطِ بَطْنـَكَ سُؤْلَهُ وَفَرْجَكَ نَالاَ مُنْتَهَى الذَّمِّ أَجْمَعَا


أمثلة :


مثالُ (إنْ): كما في قولِهِ تعالى: {إنْ أحسنتُمْ أحسنتُمْ لأنفسِكُم}، وتقولُ في إعرابِهِ:


إن: حرفُ شرطٍ جازمٌ يجزمُ فعلين الأوَّلُ فعلُ الشَّرطِ والثَّاني جوابُهُ وجزاؤه.


أحسنْ: فعلُ الشَّرطِ وهو ماضٍ محلُّهُ جزمٌ، والتَّاءُ ضميرُ المخاطبِ فاعلٌ، والميمُ علامةُ الجمعِ.


وأحسنتُم:الثَّاني في محلِّ جزم جوابُ الشّرطِ، فالشَّرطُ والجوابُ ماضيان في هذا المثالِ.



وتارةً يكونان مضارعين كما في قولِهِ تعالى: {وإن تعودُوا نَعُدْ}:
إن: حرفُ شرطٍ جازمٌ يجزمُ فعلين الأوَّلُ فعلُ الشَّرطِ، والثَّاني جوابُهُ وجزاؤه.


تعودوا: فعلٌ مضارعٌ فعلُ الشَّرطِ مجزومٌ بإنْ، وجزمُهُ حذفُ النّونِ.


وقولُهُ: نَعُدْ: جوابُ الشَّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ وهو فعلٌ مضارعٌ.


وتارةً يكونان مختلفين بأن يكونَ الأوَّلُ ماضيًا مثلاً والثَّاني مضارعًا كما في قولِهِ تعالى: {مَنْ كانَ يريدُ حرثَ الآخرةِ نزِدْ له في حَرْثِهِ}:


فكان: فعلُ الشّرطِ في محلِّ جزمٍ بِمَنْ الشّرطيَّةِ.


وقولُهُ: نَزِدْ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ جوابُ الشّرطِ.


أو يكونُ الأوَّلُ مضارعًا والثَّاني ماضيًا كقولِكَ: (إن يُصلحْ زيدٌ عملَهُ غفرَ اللهُ له).


(10) قوله: (وما): مثالُهُ قولُهُ تعالى: {وما تفعلوا من خيرٍ يعلمْهُ اللهُ}:
فما: اسمُ شرطٍ جازمٌ.


وتفعلوا: فعلُ الشَّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ حذفُ النّونِ، والواو فاعلٌ.


من خيرٍ: جارٌّ ومجرورٌ متعلّقٌ بـ(تفعلوا).


ويعلمْ: فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ لأنَّه جوابُ الشَّرطِ، وعلامةُ جزمِهِ السّكونُ، والهاءُ مفعولٌ به في محلِّ نصبٍ.


واللهُ: فاعلٌ.


وهذا أعني ما ذُكِرَ في هذه الآيةِ من أنَّ اللهَ يعلمُ الخيرَ من بابِ الاكتفاءِ كما في قولِهِ تعالى: {سرابيلَ تقيكُمُ الحرَّ} أي: والبردَ،

وكما في قولِهِ تعالى: {لا يرَوْنَ فيها شمسًا} أي: ولا قمرًا، فهو من بابِ الاكتفاءِ بذكرِ أحدِ الشّيئين.



واعلمْ أنَّ (ما) وُضِعَتْ في الأصلِ لما لا يعقلُ كما في قولِهِ تعالى: {إنَّكم وما تعبدونَ من دونِ اللهِ}فما واقعةٌ على الأصنامِ وهي غيرُ عاقلةٍ، وقد تُستعمَلُ في العاقلِ كما في قولِهِ تعالى: {فانكحُوا ما طابَ لكم من النّساءِ}.


(11) قوله:(ومن): هي موضوعةٌ للعاقلِ، ومثالُهُ قولُهُ تعالى: {من يعملْ سوءاً يُجزَ به} وإعرابُهُ:
مَنْ: اسمُ شرطٍ جازمٌ.


ويعملْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ بمَنْ، وجزمُهُ السّكونُ، والفاعلُ مستترٌ جوازًا تقديرُهُ هو عائدٌ على مَنْ.


وسوءًا: مفعولٌ به منصوبٌ بفتحةٍ.


ويجزَ: جوابُ الشَّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ حذفُ الألفِ.


وقد تُستعملُ لغيرِ العاقلِ كقولِ الشَّاعرِ:

أسربَ القطا هل مَنْ يعيرُ جناحَهُ لعـلــِّي إلـــى مـَنْ قـد هويتُ أطيرُ
والشَّاهد في (مَنْ) الأولى في البيتِ.



(12)قوله: (ومهما): كما في قولِهِ تعالى: {مهما تأتِنَا به من آيةٍ لتسحرَنَا بها فما نحنُ لك بمؤمنين}:
فمهما:اسمُ شرطٍ جازمٌ.


وتأتِ: فعلُ الشَّرطِ مجزومٌ بحذفِ الياءِ، والفاعلُ مستترٌ وجوبًا تقديرُهُ أنت، ونا: مفعولٌ في محلِّ نصبٍ.


ومن آيةٍ: بيانٌ لمهما.

وقولُهُ: {فما نحنُ لك بمؤمنينَ}: جملةٌ في محلِّ جزمٍ جوابُ الشّرطِ.


(13) قوله: (وإذما): كما في قولِ الشّاعرِ:

وإنَّك إذ ما تأتِ ما أنت آمرٌ بـه تـُلـْفِ مـن إيَّاهُ تـأمـرُ آتـيا
فـ(إذ ما): حرفُ شرطٍ جازمٌ.


وتأتِ: فعلُ الشَّرطِ مجزومٌ بحذفِ الياءِ، والفاعلُ مستترٌ.


وقولُهُ: (تُلفِ): جوابُ الشَّرطِ مجزومٌ بحذفِ الياءِ، ومعناه تجدْ، والفاعلُ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ أنت، ومَنْ: مفعولٌ في محلِّ نصبٍ.


(14) قوله: (وأيّ): نحو قولِهِ تعالى: {أيًّا مّا تدعوا فلَهُ الأسماءُ الحسنى}:
فأيًّا: اسمُ شرطٍ جازمٌ يجزمُ فعلين، الأوَّلُ فعلُ الشَّرطِ والثَّاني جوابُهُ وجزاؤه،

وما: صلةٌ،

وتدعوا: فعلُ الشّرطِ مجزوم، وجزمُهُ حذفُ النّونِ، والواو فاعلٌ،

وأيًّا: مفعولٌ به، فأيًّا عاملُ الجزمِ في تدعوا، وهو عاملٌ فيه النَّصبُ على المفعوليّةِ.


وقولُهُ:{فلَهُ الأسماءُ الحسنى}:

الفاءُ: رابطةٌ للجوابِ.


وله: جارٌّ ومجرورٌ خبرٌ مقدّمٌ.


والأسماءُ: مبتدأ مؤخَّرٌ، والحسنى: وصفٌ للأسماءِ مرفوعٌ بضمَّةٍ مقدّرةٍ على الألفِ اللفظيَّةِ، والجملةُ في محلِّ جزمِ جوابِ الشّرطِ.



(15) قوله: (ومتى): ومثالُهُ قولُ الشّاعرِ: متَى أَضَعِ العمامةَ تَعْرِفُوني
فمتى: اسمُ شرطٍ جازمٌ.


وأضعُ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ بمتى، وجزمُهُ السّكونُ وحُرّكَ بالكسرةِ للتّخلّصِ من التقاءِ السّاكنين، والفاعلُ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ أنا.


والعمامةَ: مفعولٌ به منصوبٌ، ونصبُهُ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.


وقولُهُ: تعرفوني: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ حذفُ نونِ الرّفعِ، والنّونُ الموجودةُ نونُ الوقايةِ، والياءُ مفعولٌ به في محلِّ نصبٍ وأصلُهُ: تعرفونني.


(16) قوله: (وأيَّانَ): كما في قولِ الشّاعرِ: فأيّانَ ما تعدلْ بهِ الرّيحُ تنزلِ

فأيَّانَ: اسمُ شرطٍ جازمٌ، وما زائدةٌ.


وتعدلْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ، و(به) متعلّقٌ بـ(تعدلْ).


والرّيحُ: فاعلٌ، وتنزلِ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ، وحُرِّكَ بالكسرةِ لأجلِ القافيةِ.



(17) قوله: (وأين): ومثالُهُ قولُهُ تعالى: {أينما تكونوا يدركْكُمُ الموتُ}:
فأين: اسمُ شرطٍ جازمٌ، وما: صلةٌ.


وتكونوا: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ حذفُ النّونِ، والواو فاعلٌ.


يدركْكُمُ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ سكونُ الكافِ الأولى، والكافُ الثّانيةُ مفعولٌ به في محلِّ نصبٍ، والميمُ حرفٌ دالّ على الجمعيَّةِ.


والموتُ: فاعلُ يدركْ.



(18) (وأنَّى): كما في قولِ الشّاعرِ: فأصبحتَ أنّى تأتِهَا تَسْتَجِرْ بها تجدْ حطبًا

جزلا ونارًا تـأجَّجَا

فقوله: أنَّى: اسمُ شرطٍ جازمٌ.


وتأتِ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ بأنَّى وجزمُهُ حذفُ الياءِ، والفاعلُ مستترٌ وجوباً تقديرُهُ أنت، والهاءُ مفعولٌ في محلِّ نصبٍ.


وتستجرْ: بدلٌ من تأتِ، وبدلُ المجزومِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ.


وقولُهُ تجدْ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ، والفاعلُ مستترٌ وجوبا وتقديرُهُ أنت، وحطبًا: مفعولٌ به منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ.


وجزلا: صفةٌ لحطبًا منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ.


وناراً: الواو حرفُ عطفٍ، ناراً معطوفٌ على حطباً وهو منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ.


وتأجّجا: فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على الفتحِ لاتّصالِهِ بنونِ التّوكيدِ المنقلبةِ ألفا في الوقفِ.



(19) قوله: (وحيثما): كما في قولِ الشّاعرِ: حيثما تستقمْ يقدّرْ لك الل هُ نجـاحـًا في غابرِ الأزمانِ

أي: في الأزمنةِ المستقبلةِ.
فحيثما: اسمُ شرطٍ جازمٌ.


وتستقمْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ السّكونُ.


ويقدّرْ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ.


ولك: جارٌّ ومجرورٌ متعلّقٌ بيقدّرْ.


واللهُ: فاعلٌ.


وقولُهُ: في غابرِ الأزمانِ: جارٌّ ومجرورٌ متعلّقٌ بنجاحاً، ونجاحًا: مفعولٌ به منصوبٌ، ونصبُهُ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.


(20) قوله: (وكيفما): كما تقولُ: كيفما تجلسْ أجلسْ.
فكيفما: اسمُ شرطٍ جازمٌ.


وتجلسْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ، وجزمُهُ السّكونُ.


وأجلسْ: جوابُ الشّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ السّكونُ.



(21) قوله: (وإذا في الشّعر خاصّة): كما في قولِ الشّاعرِ: وإذا تصبْكَ خصاصةٌ فتحمَّلِ
فإذا: اسمُ شرطٍ جازمٌ.


وتصبْ: فعلُ الشّرطِ مجزومٌ وجزمُهُ السّكونُ.


وخصاصةٌ: فاعلُ تصبْ، والكافُ مفعولُهُ.


وقوله فتحمَّلِ: الفاءُ رابطةٌ للجوابِ،

وتحمَّلِ: فعلُ أمرٍ مبنيٌّ على السّكونِ حُرّكَ بالكسرةِ لأجلِ القافيةِ، والجملةُ جوابُ الشّرطِ والفاعلُ مستترٌ وجوبا تقديرُهُ أنت.

 
أعلى