نظم الغزوات

طباعة الموضوع

ام عمران

وعجلت إليك رب لترضى
إنضم
23 ديسمبر 2010
المشاركات
3,403
النقاط
36
إِنَارَةُ الدُّجَىٰ
فِيْ
مَغازِيِّ خَيْرِ الْوَرَىٰ
صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

للعَلاَّمَةِ
أَحمدُ بنُ مُحَمَّدٍ البَدَوِيّ الشِّنقِيطِيّ
رَحِمَهُ اللهُ تَعالَىٰ

قال الناظم رحمه اللهُ تعالى :
حَمْداً لِمَنْ أَرْسَلَ خَيْرَ مرسَلِ = لِخَيْرِ أُمَّةٍ بِخَيْرِ الْمِلَلِ
وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ والسَّلاَمِ = عَلَى لُبَابِ صَفْوةِ الأَنَامِِ
وَآلِهِ أَفْنَانِ دَوْحَةِ الشَرَفِ = وَصَحْبهِ وَالتَّابِعِي نِعَْمَ السَّلَفْ
مَا أَرْهَفَتْ وَأَرْعَفَتْ يَرَاعَهُ = فِي مُهرِقٍ يَنَابِعُ البَرَاعَهْ
وجَلْجَلَ الرَّعدُ وَسحَّ مُزْنُهُ = وَهَبَّ شَمْأَلٌ وَمَاسَ غُصْنُهُ
وَبَعْدُ فَالعِلْمُّ أَهَمُّ مَا الهِمَمْ = تَنَافَسَتْ فِيهِ وَخَيْرُ مُغْتَنَمْ
وَخَيْرُهُ وَالْعِلْمُ تَسْمو رُتْبَتُهُ = مِنْ فَضْلِ مَا دَلَّتْ عَلَيْهِ سِيرَتُهْ
فَهَاكَ مِنْهَا نُبْذَةً لَيْسَتْ تُمِلْ = وَلَمْ تَكُنْ بِمُعْظَمِ القَصْدِ تُخِلْ
أُرْجُوزَةً عَلَى عُيُونِ الأثَرِ = جُلُّ اعتِمادِ نَظْمِهَا فِي السِّيَرِ
وَشَدَّ مَا اجْتَرَأْتُ فِي ذَا الْهَدَفِ = إذْ لَمْ أَكُنْ أهْلاً لِصَوْغِ النُّتَفِ
فَكَيْفَ بِالْعَقْدِ لِمَا كَانَ انتَثَرْ = عَنْ كَثْرَةٍ وَفِي المَهَارِقِ ابْذَعَرْ
لَكِنْ تَطَفَّلْتُ عَلَى بَرَكَتِهْ = وَجَاهِهِ بِنَظْمِ بَعْضِ سِيرَتِهْ
لَعَلَّهَا بِالنَّظْمِ هَلْهَلاً عَلَى = مَنْ رَامَهَا نَظْماً تَكُونُ أَسْهَلاَ
وَلِحُضُورِهِ بِكُلِّ ذِهْنِ = عَنْ ذِكْرِهِ بِمُضْمَرٍ أسْتَغْنِي
وَاللهَ أَسْأَلُ سَدَادَ النَّظَرِ = وَعِصْمَةَ الْخَاطِرِ مِنْ ذَا الْخَطَِرِ
وَأَنْ يَكْونَ لِي وَلاَ عَلَيَّا = وَعِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ مَرْضِيَّا
وأن يكون للثوابِ قانِصاً = لِوجههِ عزّض وجلَّ خالصا
مِمَّا يُلبسُ به إِبليس = وللهوى في طيهِ تدليس
بجاهِ أفضل الورى محمد = صلى عليه الله طُولَ الأبَدِ

( 1) غزوة ودَّان
أَوَّلُ غزوةٍ غزاها المصطفى = ودانَ فالأبواء أو ترادَفا

(2) غزوة بواط
ثُم بواطٌ خرجوا لِعيرِ = أُمَيَّةَ بن خلفِ السَّفسير

(3) غزوة العُشيرة
ثمَّ العشيرة إلى عير أبِي = سفيان في ذهابها للأربِ

(4) غزوة بدر الأولى
فَبَدرٌ الأولى بإثرِ ناهبِ = سرح المدينة مغذٍّ هاربِ
كُرز بن جابر وبعدُ استنقذا = لِقاحه ممن عليه استحوذا

(5) غزوة بدر الكبرى
فبدر الكبرى لعير صخر = آئبةً من شأمها بالكثير
واعتقبوا في ذلك المسير = كل ثلاثة على بعير
ولم يكونوا أوعبوا للحرب = إذ ما غزوا لغير نهب الركب
وليس عندهم من السيوف = غير ثمان للعدا حتوفِ
ولا من الخيل سوى اثنتين = وقد كفتهم أهبة التمكين
واستنفر النفير صخرٌ لهم = وجاء خير مرسل ألبهم
فأخبر الناس بهم ممتحنا = وقال سعد ما رأى وأحسنا
وكان من رواية المقداد = أن رضي السير إلى الغماد
وعمرُ استقل جيش الحنفا = واستكثر الذي إليه زحفا
واستبقوا صخراً لبدر وانتحى = وأخذوا واردَةً وزحزحا
عنها النبي الضرب إذ قال هما = واردة النفير واستفتاهما
وعندما أمِن صخرٌ أرْسلا = إلى النفيرِ أن يَؤوبَ قُفلاَ
ورد الاخنس المسودُ على = حلف بني وهرةَ وازداد علاَ
وابن هشام قالَ لا أو نردا = بدراً فننحر ونُرهب العدا
فطاوعوه ومضوا وباتوا = بشرِّ ما بات خير مرسل
بخير ليلةٍ وأصبح على = أثبت أرضٍ للخطا وارتحلا
فنزلوا أدنى المياه للعدا = وغوروا جميعهن ما عدا
قليبهم وجعلوا الأواني = في جدول فهي لهم دواني
وأقبلت بالخُيلا والكبريا = إلى المصارع الزحوف الأشقيا
لو طاوعُوا عتبة أو حكيما = أو ابنَ وَهب ما رأوا أليما
لِكونهم إلى القفول أرشدوا = من بعد ما أشفوا على ما وردوا
وقال عمروٌ وبأنفه شمخْ = ثانيةً سَحَرُ عتبةَ انتفخ
واستند ابن الحضرميِّ الثَّأرَا = فحش حرباً بينهم وشرَّا
فقام للوليد نجل عتبة = حيدرةٌ وحمزة لشيبةِ
نجل ربيعةٍ وعتبة أخوه = قام له عبيدة إذ رشحوه
وقطعت قدمه واحتملوه = وهو أسنُّ الجيش فيما نقلوه
وهو إذا أخذت في نعم النسب = عبيدةُ بن الحارث بن المطلب
وشهد المشهد هذا أخواه = أعني الحصين والطفيل مشبهاه
وابن غَزيَّةٍ سواد استنتلا = من صفة ورامَ أنْ يعتدلا
نبينا فمسه كشْحِهِ = وقال إذ آلم مس قِدحهِ
أوجعتني نخساً فأعطني القود = وجدّ في أنْ كان باشرَ الجسد
وخفق النبي حين المعركة = وفي عريشه رأى الملائكة
على ثنايا جبرئيل النقع = وفي عريشه رأى شسواها الجمع
وقيل : لم تقاتل الملائكة = إذ ريشةٌ منهم لقوم مهلكه
لكنهم لعدد ومدد = وطبلهم هناك طول الأبدِ
وجاء أن جبرئيل يحضر = من مات مؤمناً وقومٌ أنكروا
نزوله بعد رسول الله = والحق أنْ ليس له تناهي
وراقب الجمعين شخصان لكي = ينتبها من مدبري الجمعيين شيْ
فرأيا الملك وهو منطلق = فانِشقَّ واحدٌ والآخرُ صًعِق
وابن معاذٍ مبتني العريش = وحارس النبي من قريش
يكره إبقاء الأُسارى ويرى = إهلاكهم أوَّل قتلٍ أجدرا
وهكذا عمر كان وهي من = موافقاته التي بعد تعنّ
عن قتل آله نهى إذ خرجوا = وفي خروجهم عليه حرجُ
وعن أبي البختري إذ لم يُؤذه = وصكُ نبذهم سعى في نبذهِ
وجاءه المجذر بن ذياد = وقال عنك قد نهى خيرُ العباد
فقال والزميل قال المصطفى = لم ينه عن قتل الزميل الحنفا
فقال والنخوة تأبى والإبا = عن تركه جبنا وحكم الظبا
لا يسلم ابن حرةٍ زميله = حتى يموت أو يرى سبيله
وإذ نهى عن قتل عمه هفا = أبو حذيفة وقال سخفا
وكفرت هفوته الشهادة = يوم اليمامة لها أرادة
وإذ رآه المصطفى تضجراً = من جر عتبةٍ أبيه اعتذرا
بأنه كان يرى أن اباه = يحجزه عن ميتةِ السوء حجاه
وإذ معاذٌ بن عمرو بن الجموح = أطن ساق ابن هشام الطموح
فطرح ابنه الهزبر عكرمة = عاتقه وجرّه في الملحمه
ألصق خير مرسل فالتصقا = عاتقه لما عليه بصقا
فرعون الأمة النبي عرفَّا = بجحشه ركبته إذا اختفى
بين الهوالك وكلم النبي = جثتهم موبخاً للخشبِ
وعاين الناس المصارع التي = أخبرهم بها مقيم الملة
فحقق الله له ما وعدا = وأوهن الكفر وأيد الهدى
لهم من كتاب الله سابقُ = لذاك ما اشهدها منافق
يومٌ له ما بعده في الكفر = وقد أتى منوِّها في الذكر
بأنه العذاب واللزامُ = وأنه البطش والانتقام
وأنه الفرقان بين الكفر = والحق والنصر سجيس الدهر
في الأجر والمغنم قسَّم النبي = لنفرٍ عن الزحاف غيب
لطلحة ولسعيد أرسلا = للركب ينظران أين نزلا
ولابن عفان ولابن الصمة = وابن جبير كسرا عن همه
وابن عدي عاصم العجلاني = خلّفه خير بني عدنان
على العوالي وعلى المدينه = أبا لبابة الربيط الزينه
ثامنهم رد من الروحاء = وهو ابن حاطب إلى قباء
وابن عمير مصعب مر على = شقيقه مستأسراً للفضلا
فحضهم أن شددوا إن له = أما مليةً تفك كبلهُ
وابن الربيع صِهرُ هادي الأمّةِ = إذ في فداه زينبٌ أرسلت
بعقدها الذي به أهدتها = لَه خديجةٌ وزففتها
سرحه بعقدها وعهدا = إليه أن يردها له غدا
فردها وبعد ذاك تجرا = لنفسهِ وساكني أم القرى
فانتهت الأصحاب عير القلب = فجاء واستجار بابنة النبي
فصرحت ولم تجمجم البتول = بأن أجارته وأمضاه الرسول
فرد ماله عليه أجمع = تلك الصهارة بها يستشفع
أوصى به من حيث الاكرام ابنته = لكن نهاها أن تكون بعلته
وما ارتضى من بعد إسلام ابنته = وكفره بقاءها في عصمته
لو أنه يحل أو يحرم = بمكة عنها الحليل يحسم
وسُئل الإيمان كي يحوزا = مال قريش وبه يفوزا
فهاب أن يبدأ بالخيانه = إيمانه ويدع الأمانهْ
فردها لأهلها وأسلما = وآب إذ إلى قريش أسلما
فردها إليه خير مرسل = بالعقد الأول على القول الجلي
وأمه هالة أخت صهرته = والمصطفى رضي عن صهارته
والمسلمون خيَّروا بين الفدا = وقدْرُهم في قابل يُستشهدا
وبين قتلهم فمالوا للفدا = لأنه على القتال عضَدا
وأنه أدى إلى الشهادة = وهي قصارى الفوز والسعادة
وهو بقدر وسعهم والمملق = من خطَّهِ عشرةً يُحذَقُ
ومن مشاهير الأُسارى عمْرو = نجلُ أبي سفيان ثم الصهر
والعم وابنا أخويه وهما = عقيل نوفلٌ وبعد أسلما
وخالد أخو أبي جهلٍ وقد = أسلم أيضاً وسهيلٌ الأسدْ
ومكرز ٌركز في مركزه = حتى أتى فداؤه لعزهِ
وابن أبيٍّ وأبو وداعهْ = أول مفديٍّ من الرِّباعهْ
وخالد بن الأعلم الذي افتخر = فكان قبل كل هوهةٍ عجَرْ
ومن مشاهير الممات حنظلة = منبهٌ وصنوه وابنانِ له
وهم نبيه حارث والعاصي = أحد رهط غير ذي خلاصِ
من مكة لكونه مستضعفاً = في زعمه ويوم بدر زحفا
مع قريش وتوفت ظالمي = أنفسهم ملائك الملاحم
وهم عليُّ بن أمية الرَّدي = والحارث بن زمعة بن الأسود
وابنانِ للفاكهي والوليد = وأين هم من ابنة المجيد
سَمِيِّه وأخوي فِرْعَوْنا = شقيقٍ أو للأم ذاقا الهوْنا
سلمةٍ عياشٍ المستضعفين = قنت لاستنقاذهم طه الأمين
واستشهدت ستٌ من المهاجرين = عبيدةُ المكورُ في المبارزين
ثم عُميْرُ بن أبي وقاص = وابن البكير عاقلٌ ألشاصي
وذو الشمالينِ ومهجع عمرْ = صفوانُ بيضاء الذي بها اشتهر
واثنان للأوسِ ابن عبد المنذرِ = مبشرٌ سعدُ ابنُ خيثمَ الجرِي
وستةُ الخزرجِ هُم يزيدُ = عوفٌ معوذٌ أخوه الصِّيْدُ
حارثةٌ وابنُ المعلَّى رافعُ = ثم عميرُ بنُ الحُمَامِ النازعُ
لرَبَّهِ وهْوَ يقُولُ أَفَمَا = بيني وبين جنةٍ إلا الحما

(6) غزوة بني سُليم (7) غزوة بني قينقاع
فَلسليم فلقينقاعِ = ألمتصدِّينَ إلى القِراع
هم كَشَفوا إزارَها عن مسلمَهْ = فهاجَ حربٌ بينهم والمسلمهْ
لو آمنت من اليهود كلها = زُهاءُ عشرةَ اهتدوا لأِجلها
عادوا للافسادِ فعادَ الله = وقينقاعُ العمَّهُ العزاهُ
أوَّلُ من غدر من يهودا = وابنُ أبيٍّ سألَ القُرُودَا
نَبِيَّنَا وَهُمْ أُسارى سطْوَتِهْ = فأُطْلِقُوا وطُردُوا مِنْ طَيْبتهْ
ومنهم الشاهدُ عبداللهِ = نجلُ سلامٍ العظيمُ الجاهِ

(8) غزوة السويق
فغزْوةُ السويقِ في إثرِ أبي = سفيانَ أن حَرَّقَ نخلَ يثربِ
وَغَالَ نَفْسَيْنِ وكَانَ آلَى = لا يَقْرَبُ النِّساءَ أوْ يَنالا
وكانَ يُلْقِي جُرْبَ السَّوِيقِ = مَخَافَةَ اللُّحُوقِ فِي الطَّرِيقِ

( 9) غزوة ذي قرقرة
فسُمِّيت بذاكَ ثم بعدها = قرقرةُ الكُدر لقومٍ عندنا

(10) غزوة ذي أمر وغطفان
وبعدها ذو أمر وغَطَفانْ = كلاهما تُدعى به وتُستبَانْ
لغَطَفَانَ وجُمُوعِ ثعلبَهْ = جَمَعَهَا دُعْثُورُ صاحبُ الظُّبَهْ
وَهْوَ الَّذي وجَدَ خَيْرَ مُرسَلِ = يُجِفُّ ثَوْبَيْنِ لَهُ بِمَعْزِلِ
فَسَلَّهَا وَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَا = فصَدَّهُ جبريلُ عَمَّا انتُهَكَا
وفيهِ أو في غَوْرَثٍ أَوِ النَّضيرْ = {إذْ همَّ قَوْمٌ} أُنزلتْ على البَشِيرْ

(11) غزوة بحران
وبَعْدَها غزوةُ بُحرانٍ إلى = أُمِّ القُرى أَو لسُلَيْمَ الجُهَلاَ

(12) غزوة أحد
فَأُحُدٌ بِرِبْحِ عِيرِ صَخْرِ = تَأَهَّبُوا لِيرُوا مِنْ بَدْرِ
وخَرَجُوا بِـ (يَهِ) ظُعْنٍ وَهُمُ = جِيمُ أُلُوفٍ والخيُولُ لَهُمُ
راءٌ وَمَا لِلْمُسْلِمِينَ فَرَسُ = وَفِي زُرُوعِ قَيْلَةٍ إحتَبَسُوا
وَقِيلَ : فيهمْ فرَسٌ تحْتَ أَبِي = بُرْدَةٍ النَّدْبِ وأُخرى للنبي
وقدْ رَأى في نومه خيرُ الأُمَمْ = أنْ كانَ في ذُبابِ سَيْفِهِ ثَلَمْ
وأَنَّهُ أَدْخَلَ فِي دِرْعٍ يَدَهْ = وبقراً يُذْبَحُ أيضاً وَجَدَهْ
فالثَّلَمُ العَمُّ وَأمَّا البقَرُ = يُذبحُ فهوَ النَّفَرُ المُعَفَّرُ
مِنْ صحْبِهِ ودِرْعُهُ الحَصِينَهْ = أَدْخَلَ فيها يَدَهُ المَدِينَهْ
واستكرَهُوا خَيرَ الوَرَى فَأَخْرَجُوهْ = وبعْدَ ما استلأَمَ فيها استَثْبَطُوهْ
فرَاحَ نَحْوَ أُحُدٍ وابتكَرَا = وخَامَ عنهُ ابنُ أُبَيٍّ وامتَرَا
واستلَّ سيفَ رَجُلٍ ذبُّ فرَسْ = فقال شمْ سيفَكَ والحَرْبَ افترسْ
وَكَانَ لا يَعتافُ إلاَّ أنَّهُ = يُعجِبُهُ الفَألُ إذا عنَّ لَهُ
ومَرَّ في طريقِهِ بالحَاثِي = فِي أوْجُهِ القومِ وَكانَ رَاثِي
أَجَازَ أبناءَ يَهٍ واستصغَرَا = مَنْ دُونَهُمْ والجيشُ ذالاً انبرى
وقالَ مَنْ يأخُذُ هذَا السَّيفَا = بِحَقِّه فنَالَهُ واستوفَى
أبوُ دُجَانٍ وخالَ إذْ مَشَى = ومَشْيُهُ مِنْ بُغضِهِ جلَّ حَشَا
واستأصَلُوا أهلَ اللوا فانهزَمُوا = وشَمَّرتْ عن سُوقهنَّ الحُرَمُ
مُوَلْوِلاتٍ إثرهُم ورغِبَا = في المَغْنَمِ الرُّماةُ حينَ استُلِبَا
وخَالَفَ الرُّماةُ أَمْرَ المصطفى = بالصبر والثبات خلف الحُنَفا
فتَركوا ظُهورهُمْ لخالدِ = فكَرَّ راجعاً بكُلِّ حَارِدِ
وحَالَتِ الرِّيحُ ودارَتِ الرَّحى = وذاقَ مَنْ خالفَهُ ما اجترحَا
وصَرَخَ الصَّارِخُ أن ماتَ النبي = فارتهبوا لذاك كلَّ الرَّهَبِ
وقالَ إذْ ذلكَ : "لو كانَ لنا" = من دهسٍ قائلهم فافتَتَنا
ونَجْلُ مُطعمٍ جُبَيْرٌ إذْ قَتلْ = حمزةُ عمَّهُ طُعَيمَةَ احتفَلْ
لقتلِه بأن عليه ذمَّرا = وحْشيَّهُ يومئذٍ وحَرَّرا
ودقَّهُ في شدقهِ ابنُ حَرْبِ = فقال : "ذق عُقَق" أي ذق حربي
أبلى بلاءً حسناً قُزمَانُ = على الحفاظِ فله فلهُ الخُسرانُ
وعكْسُهُ الأُصَيرِمُ المُخَردلُ = ليس لهُ غيرَ القتالِ عَمَلُ
وثبتَتْ مع النبي اثنا عشر = بينَ مُهاجرٍ وبينَ منْ نَصَرْ
منهُم أبو دجانةٍ وابنُ أبي = وقَّاصٍ الذي افتداهُ بالأَبِ
وطلحةٌ وفيه شلَّتْ يدُهُ = إذ اتَّقى النبلَ بها يصمُدُهُ
وتحتهُ جلس أن جهضَهُ = دِرعاهُ والجراحُ فاستنهضَهُ
والعُمرانِ وعلِيٌ وعفَا = إلهنا عن الذي منهمْ هَفَا
وَثبتَتْ نسيبةُ المبايعهْ = قبلُ وعنْ خير الورى مُدافعَهْ
وجُرِحَتْ فيه وشلَّتْ يدُها = وللتبرُّكِ الورى تقصِدُهَا
في حفرةٍ وقع خيرُ مُرسلٍ = فناشَهُ طلحةُ والصِّهْرُ علِي
إذ عُتْبَةٌ هشَّ رباعِيتَهُ = وشقَّ من شِقوَتِهِ شفَتَهُ
وشجَّهُ ابنُ قمئَةٍ وابنُ شهابُ = صلى عليه اللهُ ما سَحَّ سحابْ
وازدردَ الدَّمَّ أبو الخُدرِيِّ = وانتزَعَ الحلقَةَ في النَّبِيِّ
أبو عبيدةٍ فكان أثْرَمَا = بساقِطِ الثَّنِيَّتَيْنِ أعْلَمَا
بملءِ دَرْقَةٍ من المهْراسِ = جاءَ ليشرَبَ شفيعُ النَّاسِ
حيدَرَةٌ فَعَافَهُ ورَحَضَا = عن وجههِ الدَّمَّ ففازَ بالرضا
قتَادَةٌ ذُو الْعَيْنِ ردَّهَا النَّبِي = بقَوْسِهِ وقَدْ تشَظَّظَتْ حُبِي
أوَّلُ مَنْ عرَفَهُ فبَشَّرَا = به ابنُ مالكٍ قَرِيعُ الشُّعَرَا
فعَاوَدُهُ وتسَاقَطُوا عَلَيْهْ = ونهَضُوا للشَّعْبِ إذ أوَوْا إليهْ
فبَايعُوا على المماتِ المُجتَبَى = صلَّى عليه اللهُ مَا هبَّ الصَّبَا
وبَعْدَ ما اطمأَنَّ في الشِّعْبِ عَلَتْ = عاليةٌ من فوقِهمْ فأُنزلَتْ
صلَّى بهم وقعدُوا وقَعدَا = ظُهراً لمَا من الجِراحِ أُجهدا
واستبدلَتْ هِندٌ من اللآلي = قلائداً من آنُفِ الرِّجالَ
وطَوَّقَتْ وحشيَّهَا الفَرِيدَا = وأَدْبَرَتْ تُرَدِّدُ النَّشِيدا
نَحْنُ جزَيناكُم بيومِ بدْرِ = والحَربِ بعد الحرب ذاتُ سُعْرِ
ما كان عن عُتبةَ لي من صبْرِ = ولا أخي وعمِّهِ وبِكْرِ
كِلاَ المُجَدَّع وسعدِ المُفتدى = وسعدٌ الفتْكَ به أرادَهْ
أمَّا المُجَدَّعُ فللشهادهْ = وسعْدٌ الفتْكَ به أرادَهْ
وإذْ أبُو رُهْمِ الغفاريُّ نُحِرْ = بِرِيقِهِ في الحِينِ قَامَ مُسْتَمِرْ
واستشهَد اللَّذَانِ قدْ تخلَّفَاَ = لكِبَرٍ فلَحِقَا وزَحَفَا
هُمَا حُسَيْلٌ اليَمَاني أَسْلَمَهْ = حُذيفةٌ إذ أهلكَتْهُ المُسلِمَهْ
وثابتُ بنُ وَقْشٍ المُستَشْهَدُ = أخوهُ وابْنَاهُ وكُلٌّ وَتَدُ
وابنُ الرَّبيعِ سعدٌ اللَّذْ سأَلاَ = نبيُّنَا عنْهُ فأُلْفِيَ على
شَفَا الشَّهَادَةِ فَأرْسَلَ الرِّضَا = إلى النَّبيِّ بالسلامِ والرِّضَا
وَذُو الوصَاياَ الجُمِّ للبَشِيرِ = وهْوَ مُخَيْريقُ بَنِي النَّضِيرِ
ومُصْعَبٌ شَمَّاسُ والمُجْدَّعُ = بِحَمْزَةَ المُهَاجِرُونَ أَرْبَعُ
حَنْظَلَةُ الغسيلُ نجلُ الفاسِقِ = زوْجُ جَميلَةَ ابْنَةِ المُنَافِقِ
أجنَبَ منها فاستخَفَّهُ القِتَالْ = عنْ شِقِّهِ أوْ عن جميع الاغتسالْ
وقال صخْرٌ إذ رآهُ قتَلَهْ = شَدَّادهُمْ حنظلةٌ بِحَنظَلَهْ
واستشهدَ الأعرجُ عمرُو بنُ الجمُوحْ = وعنْ حياةِ المصطفى أبا الفُتُوحْ
سأل صخرٌ وانَنى يُغَرِّدُ = مَوْعِدُكُمْ بدرٌ وقالَ المَوْعِدُ
وارتَقَبُوا إنْ يجْنُبُوا فهُم قُفُلْ = أَوْ يسرِجُوا فهمْ لِطيْبَةٍ نُسُلْ
وبأُبَيٍّ مَرَّ بعْدُ ابنُ عُمَرْ = وهْوَ الذي رمَاهُ خالقُ البَشَرْ
مُسلسلاً صدْيانَ فاستسْقَاهُ = والسَّقيُ عنهُ ملَكٌ نهَاهُ
ومرَّ أيضاً بأبي جهلٍ لدى = بدرٍ به أضَرَّ لاعِجُ الصَّدَى

(13) غزوة حمراء الأسد
وبعدها غزوةُ حمراءِ الأسَدْ = كانتْ لإرهَابِ صبيحةَ أثحُدْ
وأمر النبيَّ أن لا يَخْرُجا = إلا الذي بالأمسِ كان خرَجَا
ولابْنِ عبدِ اللهِ جابِرٍ سَمَحْ = بالغزوِ إذْ لأخواتِهِ جنَحْ
بِالأَْمْسِ ، إذْ قالَ أَبُوهُ يَا بُنَيْ = مَا كُنتُ أؤْثِرُكَ بالغزوِ عَلَيْ
وفَتَكُوا بجَدٍّ عبدالملكِ = لأمِّهِ سبطِ أبي العاصِ الذَّكي
وهْوَ المُمَثِّلُ بعمِّ أحمَدِ = وبِمُعَاويَةَ يُعْرَفُ الرَّدِي
وَبالَّذِي عليهِ قبْلُ أشْفَقَا = نَبِيُّنَا ثُمَّ ارْتَجَى أَنْ يُطْلَقَا
ثَانِيَةً أَنْ كانَ ذَا بَنَاتِ = وهْوَ أَبُو عَزَّةَ ذُو الهَنَاتِ

(14) غزوة بني النضير
ثُمَّ النَّضيرُ هَاجَها أنْ جَاءَهُمْ = مستَوْهِباً من ديةٍ ما نَابَهُمْ
فَأصْعَدُوا أَحَدَهُمْ ليُلْقِيَا = عليهِ صَخْرَةً تُريحُ الأَغْبِيَا
وأَخبرَ ابنُ مشْكَمٍ أنْ يُخْبَراً = وزَجَرَ الرَّهْطَ فلَمْ ينزجِرا
وجاءَهُ الخبَرُ منْ ربِّ السَّمَا = وفي حِصَارِهَا العُقَارُ حُرِّمَا
والحشرُ أُنزلت بها ونقضَا = نجلُ أُبي عهدهمْ ورفضَا
وفيئهم والفيءُ في الأنفالِ = مَا لَمْ يكُنْ أُخِذَ عن قِتَالِ
أمَّا الغنيمَةُ ففي زِحَافِ = والأخذِ عنوةً لدَى الزِّحافِ
لخيرِ مُرسلٍ وخصَّ فئتَهْ = وَفي رضا أنصارهِ عطِيَّتَهْ
كانَ التَّرَحُّمُ على الأنصارِ = أنْ آثروا به بني نزارِ
وشاطروهمْ ما لهم ونزلُوا = عن الحلائلِ لهُمْ وأَوَّلُ
منْ سنَّهُ مُخيِّراً بينَ اثنتينْ = إبنُ الرَّبيعِ لابنِ عوفٍ المَكينْ
فتركُوهُنَّ لَهُم تعفُّفَا = فعَفَّ هَذَاكَ وذاكَ أسرفَا

(15) غزوة ذات الرقاع
ثُمَّ إلى مُحارِبٍ وثعلَبَهْ = ذاتِ الرِّقَاعِ ناهَزُوا المضاربهْ
ولم يكُن حربٌ وغورَثٌ جرى = فيها له الذي لدعثور جرَى
مع النبِّيِّ وعلى المُعتَمَدِ = جرَتْ لواحدٍ بلا تعدُّدِ

(16) غزوة بدر الأخيرة
ثُمَّ لميعادِ ابنِ حَرْبٍ بَدْرُ = وكَعَّ عَنْهَا نجْلُ حَرْبٍ صَخْرُ

(17) غزوة دومة الجندل
فَدُومَةُ الجَنْدَلِ هَاجَهَا زُمَرْ = بدُومةٍ يظلمْنَ من بهنَّ مَرْ

(18) غزوة الخندق
ثُمَّت لمَّا أجليت يهودُ = وأوغرَتْ صُدورَهَا الحُقُودُ
وحزَّبَتْ عساكراً عناجُها = إلى ابنِ حَرْبٍ وقُريشٌ تاجُها
وجعلُوا كيْ يتِرُوا خيرَ الورى = لغطَفَانَ نِصفَ تمرِ خيبرا
خَندقَ خيرُ مرسلٍ بأمرِ = سلمان والحوربُ ذاتُ مكْرٍ
كم آيةٍ في حفرِهِ كالشّبَعِ = منْ حفْنةٍ وسَخْلةٍ للمَجْمَعِ
وكمْ بشارةٍ لخيرِ مُرسَلِ = من الفتوحِ تحتَ ضرْبِ المعوَلِ
وكعبٌ بنُ أسدٍ إذ فتَنَهْ = عن عهده حُيَيُّ أعطى رسَنَهْ
فغدرت قريظَةٌ لغدرِهِ = يومئذٍ إذ هُوَ أُسُّ نجْرِِهِ
وأرسلَ السعدين خيرُ مرسلِ = وابنَ رواحةٍ لَهُم لينجلي
ما هم عليه ، فإذا هم عضلُ = وسَرَّ خير الخلقِ ذاك الخذَلُ
قالت جنوبٌ للشمالِ انطلِقِ = ننصُرُ خيرَ مرسلِ في الخندقِ
فقالت الشمالُ إنَّ الحُرَّهْ = لم تَسْرِ باليلِ فذاكَ عُرَّهْ
فأرسَلَ الله الصَّبَا والمَلَكَهْ = فنصرَا نبيَّهُ في المعركهْ
وغطَفانُ رام أن يُخوَّلُوا = ثلث تمرِ طيبةٍ ليعدلوا
وأنف السعدان من صلحِ النبي = وحكَّما حدَّ شفار القُضُبِ
معتبٌ نجلُ قُشيرِ قالا = وعدنا النبيُّ أن ننالاَ
كُنوزَ قيصَرٍ وكسرى ونرى = أحدنا اليومَ يخافُ المُخترى
ونوفلٌ من طيشهِ ونزَقِهْ = أوْثَبَ طِرفهُ حفير خندقِهْ
فوقعا فيه وأعطى فِدْيتَهْ = إخوانُهُ فاستوْهَبُوهُ جُثَّتَهْ
فقال فيه أكرمُ البريَّةِ = خبيثُ جيفَةٍ خبيثُ ديَّةِ
عمرو بن عبدِ وُدٍّ إذْ قامَ لَهُ = حيدَرَةٌ بسيفهِ خردلهُ
وفضَّ جمعهمْ نعيمُ الأشجعي = إذ نمَّ بينهمْ بكل مجمَعِ
وعندما إلى التشتُّتِ الزُّمَرْ = أجمع أمرهمْ دعا خيرُ البشرْ
من يأت بالخبرِ عنهم يكُنِ = غداً رفيقنا ومنهُمْ يأمَنِ
فلمْ يقُمْ إليهِ غيرُ ابنِ اليَمَانْ = من شدَّةِ الذُّعرِ ومن برْدِ الزمانْ
وقال خيرُ الخلقِ لن تغزوكمْ = قريشُ بعدَ اليومِ والغزوُ لكُمْ
وشغل النبيَّ زحفُ الخندقِ = عنْ ظُهرهِ وعصرهِ للشفقِ

(19) غزوة بني قريظة
ثم قريظةٌ إليها جبرئيلُ = ولم يضع سلاحهُ استدعى رعيلْ
وقادهُ وزلزلَ الحُصونَا = وقَذَفَ الرُّعْبَ ولا يدرونا
واستذْمَرَ النبيُّ خيلَ اللهِ = وعن صلاة العصرِ قامَ النَّاهي
إلاَّ بهم ولم يعبْ من أخَّرا = إلى العشاءِ إذْ يراهُ ائتَمَرَا
وخيَّرَ ابنُ أسدٍ قُريْظَتَهْ = بينَ ثلاثٍ وازدرَوْا رويَّتَهْ
أن تؤمنوا فيأمنوا فقد درَوْا = في كُتبهمْ ما عنهُ إذْ جاءَ أبَوْا
أو يحصدوا النساءَ والصِّبيانا = فلم يُخلُّوا خلفُهُمْ إنسانا
أو يفتِكُوا في السَّبْتِ إذْ يأمنُهُمْ = جبشُ العرمْرَم ولا يأبَنُهُمْ
وضاقت الأرضُ بهم لرُعبِهِمْ = وجهلوا كيفَ النِّكايَةُ بهمْ
واستنبؤُوا أبا لُبابةَ الخَبَرْ = فرَقَّ للعهدِ الذي بهمْ غَبَرْ
أن جأَرَتْ في وجْهِهِ الصِّبيَانُ = واستعْطَفَتْ رحمتَهُ النِّسْوانُ
ففتنُوهُ وانتحَى عنْ بلدِ = عصى به وشَاطَ نحوَ المَسْجِدِ
فقام فيه بُرهَةً مرتبطَا = معذِّباً لنفسهِ مُوَرِّطَا
فتاب من هفْوَتِهِ اللهُ عَلَيْهْ = وحَلَّهُ خيرُ الأنامِ بيَدَيْهْ
وحكَّمَ النبيُّ فيهم سعْدَ الاوْسْ = إذْ غاظَهُمْ إطلاقُهُ عنْ كُلِّ بُؤْسْ
لابن أُبَيٍّ حُلفاءَ الخَزْرَجِ = وكانَ في التَّحْكيمِ حسمُ الهرجِ
وحمَلُوا سعْداً علَى حِمارِ = منَ المدينةِ إلى المُختارِ
وعندما انتهى إلى النَّدِيِّ = سوَّدَهُ خيرُ بَني لُؤَيِّ
على الجميعِ أو على الأنصارِ = لا غَيْرِهِمْ عندَ بَني نِزَارِ
ورَاوَدَتْهُ قَوْمُهُ أن يَحْكُمَا = بِغَيْرِ ما حكم فيهم فاحتمى
لدمهم خندقَ أفضلُ لُؤَيْ = ومعهم في كلِّ كُربةٍ حُيَيْ
وعندما انتهى الحصارُ استشهدَا = واهْتزَّ عرشُ اللهِ حينَ برَدَا
وخَفَّ نعشُهُ على عظَمَتهْ = إذ الملائكةُ منْ حملتِهْ

(20) غزوة بني لحيان
ثمَّ غزا لحْيَانَ جرَّاءَ الرَّجيعْ = فاحتضنوا بكل باذخٍ منيعْ
بعثُ الرَّجيع ستَّةٌ أو عشرَهْ = لِحيانُ حيٌّ من هُذيلٍ غُدَرَهْ
والعضلُ والقارَةُ نجلاَ الهُونِ = نجلِ خزيمةٍ سعوا في الهُونِ
وأربعُوا بئر معونةَ الغُرَرْ = إبنُ الطفيل عامرٌ فيهمْ خفَرْ
أبا براءِ وكِلاَ البعثيْنِ = قد أُرسلا ليرشدا للدِّينِ

(21) غزوة الغابة ( غزوة ذي قرد)
فغزْوَةُ الغابة وهي ذو قرَدْ = خرجَ في إثر لقاحِهِ وجَدْ
وناشَهُم سلمَةُ بنُ الأكوع = وهوَ يقولُ اليومُ يومُ الرُّضَّعِ
وفرضَ الهادي لهُ سهمينِ = لسبقهِ الخيلَ على الرِّجْلَيْنِ
واستنقَذُوا من ابن حصنٍ عشْرَا = وقسم النبيُّ فيهمْ جُزْرَا
وأقبلتْ إمرأَةُ الغفاري = قتيلِ نهبِ إبلِ المختارِ
وهيَ على راحلةٍ من ذي الإبلْ = قدْ نذرتْ إهلاكها حينَ تصلْ
ومرَّ في طريقهِ بالمالحِ = بيانِ ذا اللقبُ غيرُ صالحِ
فغيَّرَ اسمَهُ وغيَّر الإلهْ = صفتَهُ وبعدَ ذلك اشتراهْ
طلْحَةُ بالفيَّاضِ سمَّاهُ النبي = إذ قد تصدَّقَ به ليثربِ
فالطَّلَحاتُ خمسةٌ سوى العلَمْ = فطلحةُ الجُودِ ابنُ عمِّهِ الخَضَمْ
وطلحةُ الخير وطلحةُ النَّدى = إلى الحُسينِ وابنِ عوفٍ أُسنِدا
وطلحةُ الدَّراهم العتيق = جدُّ أبيه بالعُلا حقيقُ
سادسها طلحتُها الخزاعي = أجودُهم كُلا بلا نزاعِ
في سنةٍ وهب ألفَ جاريهْ = فأولدت عُفاتُهْ جواريهْ
ألفَ غُلامٍ باسمه سمَّى إلاما = جميعُهُمْ لمثلها فهيئَمَا
وبعدها انتهبها الأولى انتهوْا = لغايةِ الجهد وطيبةَ اجتووا
فخرجوا وشربوا ألبانها = ونبذوا إذْ سمنُوا أمانها
فاقتصَ منهم النبي أن مثَّلوا = بعبده ومُقلتيه سمَلُوا

(22) غزوة المريسيع (بني المصطلق )
ثم المريسيع أو المصطلقُ = كلاهُمَا على الغزاةِ يطلقُ
لم ينفَلِتْ منهمْ أنيسٌ وسبَا = غيرَ رجالٍ عشرةٍ قدْ نهبا
أعمارهُم وسُبِيَتْ جُويريَهْ = ووهَبَ السَّبْيَ لها لتدْرِيَهْ
وأسلموا بعدُ وفي منْ فُسِّقَا = أرسلَهُ الهادي لهُم مصدِّقا
{إن جاءكم فاسق} انزلَ وهُمْ = خُزاعةٌ مصطلقٌ جدٌّ لهُمْ
وأفزَعَتْ ريحٌ خيارَ النَّاتِ = فقال لا باس بموتِ عاتِ
فوجدوا كهف المنافقينا = رفاعَةً يومئذٍ دَفينا
وهو النِّفاقُ في الشُّيوخِ لا الشَّبَابْ = والخيرُ كلُّ الخير في عصر الشَّبابْ
ووردت واردةُ العَرَمْرَمِ = فافتَتَنَ الواردُ في المُزْدَحَمِ
فاستصرخ الأنصار فارطٌ لهمْ = لطَمَهُ من نَالَهُ معروفُهُمْ
واستصرَخَ المهاجرين اللَّذْ كَسَرْ = عصَا النبي جهجَاهُ عاملُ عُمَرْ
وقال فيها ابنُ أُبيٍّ منكرا = وعاه زيدٌ مُوقناً وما امترى
وحلف الفاجرُ ما قال المقالْ = وصدَّقَتْهُ للمكانةِ رجالْ
فأنزل الله لئن رجعنا = إلى المدينةِ ليخْرِجَنَّا
وعرَك النبيُّ أُذنِ الواعي = زيدِ بن أرقمٍ ذي الاستمتاعِ
أن شهدَ الله على المنافقين = بالكذبِ المحضِ وأوْلاَهُ اليقينْ
والإفكُ في قفولهم ونُقِلا = أن التيمُّم بها قد أنزلاَ

(23) غزوة الحديبية
ثمَّ الحدييبةُ ساقَ البُدْنَا = معتمراً وما بحرْبٍ اعتنى
ومن سوى المخلفين استنفرا = عرمرما وصدَّ عن أمّ القرى
وما انثنى بالجيش حتى اقعنسستْ = عن مكة ناقته إذ حبستْ
فاستنزل الناس ولا ماء لهم = فاستنبطوا بالسهم ما أعلَّهم
وعلّهم أيضا بهذي الغزوةِ = ما كان عن صُبابةٍ في ركوةِ
وجمعوا له بقايا الزاد = فخُولوا منها سوى المعتادِ
وكم قليل غير ذاك كُثِّراَ = وكم قليبِ بالمعين فجِّرا
وبايعوه بيعةَ الرضوانِ = إذ قيل قدْ عدوا على عثمان
وعقروا جمَلَهُ الثعلب إذْ = أرسله تحت الخزاعيِّ المُغِذْ
وكانَ ممَّن بعثوه يسترِدْ = نبيَّنا مكرَزُ عُروَةُ الحَرِدْ
والحارثيُّ المُتَأَلِّهُ الذي = هو لهم بردِّ أحمدٍ بذي
ولم تزلْ بينهمُ المراجعهْ = حتى أتى سُهَيْلُهُمْ فاسترْجَعَهْ
لولا نبيُّ الرحمةِ المُوَفَّقُ = للرُّشدِ في آرائهِ لمُزِّقُوا
أسلَمَ بعدَ عوْدِهِ بالعُظَمَا = أكثرُ ممَّنْ كان قبلُ أسلَمَا
وفسروا بذلك الفتح المبين = وفيه إبقاءٌ على المستضعفين
وبعثوا جملَ عمرو بن هشامْ = هدياً وإنكاءً إلى البيت الحرام
ونحروا وحلقوا وحملتْ = شعورهم للبيت ريحٌ قد غلتْ
وأغلظوا في الصلح حتى أبرما = ومنه ردُّ من أتاه مسلما
وهمْ عليهم بعد ردِّهم وبال = إذ أخذوا الطرق على صهبِ السِّبالْ
وانتدبوا لقوله في الندب = سيدهم هذا محشُّ حربِ
واستعطفوا خيرَ الورى بالرَّحم = في صرفهم إليهم عن أرضهم
و (سورة الفتح) لدى القفولِ = أنزلها الله على الرسولِ

(24) غزوة خيبر
ثم لخيبرٍ ورشح النبي = حيدرةً وبالعقاب قد حبي
وفازَ بالفتح وكان ترَّسا = ببابِ حصن لا يزاحُ إِذ رَسَا
وغلَّ قاتِل سليل مسلَمهْ = لصنْوِهِ محمدٍ وأسلمهْ
وغال مرحباً وقدَّ حجرا = من يابس الصخر به تمغفرا
وعامر بن الأكوع استنشده = خير الورى وقال إذ أنشده
والله لولا الله ما اهتدينا = ولا تصدقنا ولا صلينا
وإذ ترحم للإنشاد عليه = هلك من رجوع سيفهِ إليه
واستشعر الفاروق أن يستشهدا = وأخبر الهادي به بادٍ بدا
وقلت تسعون من يهودا = واستشهدت (يهٍ) ولا مزيدا

(25) غزوة وادي القرى
ومرّ راجعاً إلى وادي القرى = فشاطرت يهوده خير والورى
وأهلكوا غلامهُ ذا الشملَهْ = أغلها فهي عليه

(26) غزوة مؤتة
ثم إلى الروم النبيُّ استفرا = بمؤتةٍ جيشاً عليه أمرا
زيدَ بن حارثة ثم جعفرا = فابن رواحة ولأياً انبرا
ورفُعت للهاشميِّ المعركهْ = فعاين الذي أتوا وأدركه

(27) غزوة الفتح الأعظم
ثم إلى الفتح الخزاعيُّ ذمَرْ = عشرةَ آلافٍ فعزَّ وانتصرْ
وهوَ الذي تهللتْ لنصره = سحابةٌ ومن بليغ شعره
يا ربِّ إني ناشدٌ محمدا = حلَفْ أبينا وأبيه الأتلَدَا
لدعوة النبي أُخِّرَ الخبرْ = عن مكةٍ فلم يُورِّ بَل جَهضرْ
وخاب صخرٌ إذ أتى يرْأبُ مَا = أَثْآهُ غَدْرُ قَومِهِ فَانْفَصَمَا
وحاطبٌ إبنُ أبي بلتعةِ = أرسل إذ زحوفه شرعت
فأخبر الهادي بها فأرسلا = من جاءه كرها بها وامتثلا
وللنبي عرض ابن عمته = ونجلُ عمِّهِ عزيز فِئته
وعنهما أعرض جرَّا مأثمه = فاستشفعا له بأُم سلمهْ
وأقبلت جنود صفوةِ الأممْ = أمامهُ حتى انتهوا إلى الحرم
وضربت له هناك قبهْ = أرضى بها الله وأرضى حزبه
فاحترم الحرم إذ هو الحرمْ = محرمٌ مؤمنٌ ممن هجمْ
وحِينَ حلَّ بإزاء الحرمِ = أمَرَ أنْ يُوقدَ كل مسلمِ
ناراً فأبصرَ أبو سفيانا = وكان يرتَقِبُهُ النيرَانا
فارتاع فانسل إذنْ عمُّ النبي = فالتقيا فجا به عن كثبِ
وزعم ابنُ قيسٍ أن سيُحْفِدا = رجالهم خلته وأنشدا
إن يغلبوا اليوم فما لي علَّهْ = هذا سلاحٌ كاملٌ وألهْ
وشهدا المأزق فيه حطما = رمزُ (يبٍ) من قومهِ فانهزما
وجاء فاستغلقَ بابه البتولْ = فاستفهمتهُ أين ما كنتَ تقولْ
فقال والفزعُ زًَعفرَ دمهْ : = إنكِ لو شهدتِ يومَ الخندِمَهْ
إذ فرَّ صَفْوان وفرَّ عِكرمهْ = واستقبلتنا بالسيوفِ السلِمهْ
وفاذ من لاذ بهِ واسترْحمه = يومئذٍ إذ هو يومُ المرحمهْ
كابنِ أبي سرحٍ وزير الخلفا = وناخسِ البكرِ ببنتِ المصطفى
وهلكت لنخسهِ وألقت = ذا بطنها والبرحَ منه لاقت
بحرقهِ أمرَ ثم رجعا = لقتلهِ والنارَ عنه دفعا
وبعد ما أشفى على الإحراقِ = تداركته رحمة الخلاَّق
فحقن الله بالإسلام دمهْ = سبحانه من راحم ما أرحمهْ
أحنى وأرأف من الأم بنا = وهكذا رسوله كان لنا
يدخلنا الجنة إلا من شرَدْ = عنه وعن توحيده أبي وصدْ
يقرب بالذراع أو بالباعِ = للمُدَّني بشبرٍ أو ذراعِ
ومن أتى يمشي أته هرولهْ = فضاعف الأجر له وأجزلهْ
يُضاعف الأجر لسبع مئة = ففوقُ يؤجر بحسن النِّيةِ
من لُطفهِ أن صحائف الذنوبْ = وهي عَظيمةٌ تروِّع القلوبْ
لا تزن التهليل في بطاقهْ = كأنها الظفر في الدقاقهْ
بسببه من سبَّهُ آنسهُ = نبينا أن عيروه نخسه
صلى عليه الله ما أحلمهُ = عنْ سيء الحوبِ وما أكرمهُ
وكأبي سفيان وابن عمته = وكابن عمهِ وأهل بكتِهْ
واختلفوا فيها فقيل أمنيتْ = وألحق عنوةً وكرهاً أُخذتْ
وأخبر النبيَّ بارئُ النسمْ = بقولهم يسكن بعدها الحرمْ
وبالذي قالوه إذ لم يُرهقا = تداراكته رحمةٌ فأشفقا
وبالذي قالوه في المؤذنِ = وبالذي به فضالةٌ عني
وأخذ المفتاح ثم ردهُ = عنْ رَغمْ قومه الذين عنده

(28) غزوة حنين
ثم إلى وادي حنين انحدرْ = عن مكةٍ من الألوف اثنا عشرْ
فوجدوا هوازناً تأهبوا = بكل مخْرمٍ لهم وألبوا
وبينما الجيش إليهم ينحدرْ = بغلسٍ شدوا إليه وهو غِرْ
فاستنفروا بهمْ لذلك الرِّكابْ = وأدبرت تخدي بهم غلبُ الرقابْ
واستنزلوا وادَّرَعوا وهي تَمُرْ = مرَّ جهامٍ بالبهاليل نفرْ
فاقتحموا عنها وآبوا للنبي = وزحزحوا عنهُ زحوفَ العرب
فأرسل الله جنود الفرج = وقبضةُ الترب قضت بالفلح
وثبتْ مع النبي طائفهْ = من أهل بيتهِ وممنْ ألفهْ
حيدرةٌ والعمران وأبو = سفيان جعفر ابنهُ المنتخب
وعمه ربيعةُ العباسُ = وفضلهُ أسامة الأكياسُ
وأيمنُ ابن أمهِ والعبدري = شيبةُ رامَ غدر خير مضرِ
فصده عما نوى فضربه = نبينا في صدره فجذبه
ووقف السبي إلى أن رجعا = من طائفٍ لعل أن يسترجعا
أعطى عطايا شهدت بالكرم = يومئذٍ له ولمْ تُجمجِمِ
وكيف لا ومستمَدُّ سيبهِ = من سيبِ ربٍّ ذي عنايةٍ به
أعْطى عطايا أخجلت دُلحَ الدِّيمْ = إذ ملأتْ رُحبَ الفضا من النَّعَمْ
زُهاء ألفيْ ناقةٍ منها وما = ملأ بين جبلين غنما
لرجلٍ وبله ما لحقهْ = منها ومن رقيقهِ وورقهْ
منها أفاد العمَّ ما ناء به = فهال منه عمُّهُ عن ثوبهِ
ووكلَ الأنصار خير العالمين = لدينهم إذ ألف المؤلفينْ
فوجدوا عليه أنْ منعهم = فأرسل النبي من جمعهم
وقال قولاً كالفريد المونِقِ = عن نظمِهِ ضعفَ سِلْكُ منطقي
وأدك الفلَّ بأوطاسَ السَّري = عم أبي موسى الشجاع الأشعري
وغال تسع إخوةٍ مبارزه = وفرَّ عاشرٌ لدى المبارزة
وإذ توى دوخهم حفيده = وجاء بالفلِّ وهم عبيدهُ

( 29) غزوة الطائف
فلثقيفٍ وهي في حصونِ = بطائفٍ أقْبلَ من حنينِ
فسألوه الكف عن قطع الكرَمْ = بالله والرحم فارتادوا الكرمْ
فهابه والمنجنيقَ ضربَا = وسئلَ الدعا عليهم فأبى
ونوفل استشاره في أمره = فقال همْ كثعلبٍ في حجرهِ

(30) غزوة تبوك
ثم لرومٍ بتبوك استنفرا = (لامَ) أُلوفٍ عامَ عُسرٍ اعترى
ومعهم لحربه ألب له = غسِّانُ لَخْمٌ وجُذامُ عاملهْ
وحضَّ الاغْنِيَا على الحملانِ = ونكصوا دونَ مدى عثمانِ
على بعيرٍ عشرةٌ تعتقبُ = وعزّ مطعمٌ وعزَّ مشربُ
يقتسم النَّفرُ تمرةً ومنْ = فرثٍ الأباعِرِ شرابٌ قد يعنْ
وقعد الباكون والمعذرونْ = وعسكرت فربتِ المنافقونْ
وقعد الثلاثةُ الذينا = تابَ عليهم ربنا يقينا
كعب بن مالك مُرارةُ الربيعْ = وابن أُميَّةٍ هلالٌ الرفيعْ
وأبَوا خيثمةٍ وذرِّ = قدْ لحقا وجاء أرضَ الحجرِ
فذبَّ عن مياههِ وأمرَا = أن لا يمرَّ أحدٌ كما يرى
فعقَّهُ المخنوقُ فوقَ مذهبهِ = ومن وفودُ طيىءٍ أتته بهْ
فأصبح الناس ولا ماء لهم = فأرسل الله سحابةً تؤمْ
على تخلُّفٍ بطيبةٍ علي = خُص بسهمين بسهمه العَلِي
وسهم جبريل وكان حضرا = وبذْلهُ به النبي أمراً
وقال إذا أضل راحلتهُ = مجرمهمْ ما قال فانتبه
ونزلت ْ يومئذٍ في مخشنِ = وصحبهِ {كنا نخوض} فاعتنِ
[ أَسألُ اللهَ أَنْ يَنفَعَ بِهَا إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ ]

يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ام محمد وسلمى

اللهم ألف بين قلوبنا
إنضم
3 أكتوبر 2010
المشاركات
606
النقاط
18
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
www.qoranona.com
احفظ من كتاب الله
7
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الجصري-السديس
الجنس
اخت
بارك الله فيكي فعلا منظومة رائعه وموجزة لكل الغزوات ولوحفظها الصغار ستكون راسخه في ذهنهم طول العمر
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
جزاكـِ الله عز وجل خيراً غاليتي

وباركـ فيكـِ ونفع بكـِ جل شأنه
 
أعلى