حل الواجب الثالث مناط الحكم
السلام عليكم
مناط الحكم في الاعتماد على الادلة النقلية في اثبات الامور الغيبية :
نعلم ان الغيب من الامور التي لا طاقة للعقل البشري ان يحيط بها فضلا عن ان يدركها و لذلك فاننا لا نعتمد على عقولنا القاصرة في اثبات الغيب كاحوال القيامة و صفات الله جل و علا و قصص السابقين و غير ذلك , و انما اعتمادنا على النصوص من الكتاب و السنة الصحيحة .
و العلة تكمن في ا مور منها :
1- ان الغيب مما استاثر الله عز وجل به : فلايعرفه نبي مرسل و لا ملك مقرب والله جل و علا يطلع من يرتضي و من يشاء من رسله او ملائكته على بعض الغيب متى شاء
قال تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا 26 الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا 27 ) الجن 26 و 27
و قال ايضا (و لله غيب السماوات و الارض و اليه يرجع الامر كله فاعبده و توكل عليه و ما ربك بغافل عما تعملون )هود 123
2- قرين كل انسان لا يعلم الغيب و لا يمكن ان ياخذ ما قاله الله في اللوح المحفوظ
فلا يوجد ولي يعلم الامور الغيبية لكن ممكن يكون استدراج
قال تَعَالَى : { وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَة مِنْ رَبّه فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْب لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنْتَظِرِينَ } يَقُول الطبري وَيَقُول هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ : هَلَّا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّد آيَة مِنْ رَبّه ! يَقُول : عِلْم وَدَلِيل نَعْلَم بِهِ أَنَّ مُحَمَّدًا مُحِقّ فِيمَا يَقُول . قَالَ اللَّه لَهُ : فَقُلْ يَا مُحَمَّد إِنَّمَا الْغَيْب لِلَّهِ , أَيْ لَا يُعْلَم أَحَد يَفْعَل ذَلِكَ إِلَّا هُوَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ , لِأَنَّهُ لَا يَعْلَم الْغَيْب وَهُوَ السِّرّ وَالْخَفِيّ مِنْ الْأُمُور إِلَّا اللَّه , فَانْتَظِرُوا أَيّهَا الْقَوْم قَضَاء اللَّه بَيْننَا بِتَعْجِيلِ عُقُوبَته لِلْمُبْطِلِ مِنَّا وَإِظْهَاره الْمُحِقّ عَلَيْهِ , إِنِّي مَعَكُمْ مِمَّنْ يَنْتَظِر ذَلِكَ . فَفَعَلَ ذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فَقَضَى بَيْنهمْ وَبَيْنه بِأَنْ قَتَلَهُمْ يَوْم بَدْر بِالسَّيْفِ .
قال تعالى : { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون } الانعام 50 يقول الطبري : قل لهؤلاء المنكرين نبوتك : لست أقول لكم إني الرب الذي له خزائن السموات والأرض وأعلم غيوب الأشياء الخفية التي لا يعلمها إلا الرب الذي لا يخفى عليه شيء , فتكذبوني فيم أقول من ذلك ; لأنه لا ينبغي أن يكون ربا إلا من له ملك كل شيء وبيده كل شيء ومن لا يخفى عليه خافية , وذلك هو الله الذي لا إله غيره .
فان كان و هو رسول الله لا يعلم الغيب فهل يعلمه هؤلاء الكهان و العرافون؟؟؟؟ فالانبياء لم يكن لهم علم الا باخبار الله لهم
3- لابد من الايمان ان كل ما ياتي من دون طريق الله و رسوله فهو دجل و كذب
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد