تنبيه اللبيب حـــــــــــــــــول بنـــــــوك الحــــــليب

طباعة الموضوع

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
تنبيه اللبيب حـــــــــــــــــول بنـــــــوك الحــــــليب
إعـــــــــــــــــداد محمد بن فنخور العبـدلي
alfankor@hotmail.com

الحقوق محفوظة للمؤلف
ولكن يجوز لكل مسلم الاستفادة من البحث بشروط هي :
الإشارة للبحث عند الاستفادة منه
الدعاء لوالدّي بالمغفرة والرحمة
الدعاء لأسرتي بالصلاح والتوفيق
نشر البحث على أوسع نطاق ممكن للاستفادة منه
قال الشاعر
كتاب قد حوى دررا ،،،،، بعين الحسن ملحوظة
لـذا قد قلت تنبيــها ،،،،، حقوق الطبع محفوظة

المقــــــدمة
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) ( آل عمران 102) ، وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )( النساء 1) ، وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )(الأحزاب70 -71 ) أما بعد
لقد كثر الكلام في المجالس العامة وفي منتديات الانترنت وعلى شاشات القنوات الفضائية وفي الصحف المحلية والعربية وغيرها حول بعض المسائل الشرعية المتعلقة بالزواج ( النكاح ) وأحكامه ، وظهرت صور عديدة منها ما هو شرعي ومنها ما هو غير شرعي ومنها ما هو من المشتبهات ، ونظرا لضعف الوازع الديني ، وانتشار الثورة والتمرد على القيم الدينية و الاجتماعية والأعراف المتعارف عليها ، وفشوا الترف المالي والمعيشي الذي يترفل به البعض ، وعلى رأسها التقليد الأعمى للغرب ، فظهر وانتشر بعض الصور المحرمة وروج لها ترويجا منقطع النظير ومنها بنوك الحليب 0
نظرا لما قدمت آنفا من ترويج إعلامي فاضح لها فقد فعزمت على جمع ما تيسر حولهما من معلومات لعل الله ينفع بها كاتبها أولا وقارئها وناشرها ثانيا والله المستعان وكانت خطة البحث على النحو التالي :

الفهرس
المقــــــدمة
تــــــوطئة
التعريف
ظهور بنوك الحليب
أهمية بنوك الحليب
أسباب ظهور بنوك الحليب
الجانب الأول : الأسباب العائدة للأم
الجانب الثاني : الأسباب العائدة للطفل
الجانب الثالث : الأسباب العائدة للحليب
طريقة العمل ببنوك الحليب البشري
حفظ الحليب في البنوك
الأطفال الذين يستفيدون من بنوك الحليب
سلبيات ومحاذير استعمال بنوك الحليب
مميزات حليب الأم
آثار الرضاعة الطبيعية
الأول : الآثار الصحية
أولا : الآثار الصحية التي تعود على الرضيع
ثانيا : الآثار الصحية التي تعود على الأم
الثاني : الآثار النفسية والسلوكية للرضاعة
أولا : الآثار النفسية والسلوكية التي تعود على الرضيع
الانعكاس الإنتمائي
الهدوء والتوافق
النمو العقلي للرضيع
النمو الاجتماعي
النمو الانفعالي للرضيع
ثانيا : الآثار النفسية والسلوكية التي تعود على الأم
النتيجة
الحكم الشرعي لبنوك الحليب
سبب الخلاف
القول الأول : التحريم
أدلة القائلين بالمنع
القول الثاني : الجــــواز
أدلة القائلين بالجواز
الخــــــــلاصـة
ضوابط وقيود وتَوصيات لبنوك الحليب
الأول : اللَّبن الطازج :
الثَّاني : اللَّبن المجفف :
القول الثالث : الجواز عند الحاجة
القول الرابع : التــوقف
الحكم الطبي والاجتماعي والنفسي لبنوك الحليب
مسألة : الرضاع بلبن الميتة
سبب الخـــلاف
القـــول الراجح :
ثبت المراجع والمصادر
كتـــبه
محمد بن فنخور العبدلي
محـــــ القــــريات ـــافظة
جماد أول /1432 هــ
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
تــــــوطئة
بنوك الحليب باب من أبواب الرضاع ، وسبب كتابتي حولها ما يلي :
1- أنها أمر مستحدث مثل بنوك النطف والدم والقرنية وغيرها 0
2- أن إقبال الناس عليها بيعا وشراءً وتبرعا سيكون سببا في انتشار الرضاع المجهول المصدر( الأم ) وعلى رأي البعض أنه محرم فقد يتزوج الأخ أخته من الرضاع دون علم منه 0
3- عدد الرضعات سيكون مجهولا 0
4- مصدر الحليب مجهول 0
5- اختلاط الحليب من عدة نساء0
6- الزواج بين مستخدمي هذا الرضاع أمر وارد ومنعه من المستحيل بسبب الجهالة أو التلاعب وعدم الأمانة أو ضياع الملفات المدون فيها معلومات عن أصل الحليب ومستخدمه ، ومع كثرة الإرضاع وتباعد الأيام فإن الحصر يصبح أمرا محالاً 0
التعريف
قال الشيخ محمد نعمان البعداني في بحثه ( بنوك الحليب ) : قال ابن فارس : بنك : الباء والنون والكاف كلمة واحدة وهو قولهم تبنك بالمكان أقام ( معجم مقاييس اللغة ) ، فلفظة بنك تعني الإقامة والتمكن من تبنك بالمكان أي : أقام به وتأهل ( لسان العرب ) ، وفي مصطلح العصر : البنك مؤسسة تقوم بعمليات الائتمان بالاقتراض و الإقراض ( المعجم الوسيط ) ، والحليب : اللبن المحلوب ، واللبن : سائل أبيض يكون في إناث الآدميين والحيوان وهو اسم جنس جمعي واحدته لبنة ( تاج العروس ) ، فبنوك الحليب : مؤسسات تقوم بعملية تجميع اللبن من أمهات متبرعات يتبرعن بشيء مما في أثدائهن من اللبن إما لكونه فائضاً عن حاجة أطفالهن ، وإما لكون الطفل قد توفي وبقي في الثدي اللبن ، أو بأجرة وقيمة تعطى لها مقابل هذا اللبن المأخوذ منها ، فيؤخذ هذا اللبن بطريقة معقمة من المتبرعة أو البائعة ويحفظ في قوارير معقمة بعد تعقيمه مرة أخرى في بنوك الحليب ، ولا يجفف هذا اللبن بل يبقى على هيئته السائلة حتى لا يفقد ما به من مضادات الأجسام ( antibodies ) التي توجد في اللبن الإنساني ولا يوجد مثيلها في لبن الحيوانات مثل الأبقار والجواميس والأغنام ، وورد في موقع إسلام ست : يقوم البنك بجمع لبن الأمهات عن طريق التبرع أو الأجر ، ثم حفظه عن طريق التبريد ، أو تجفيفه وتعقيمه ، وذلك لاستخدامه في تغذية الأطفال الخدج ( الطفل الوليد الخديج هو الذي ولد قبل أوانه ، وقد يدعو الأمر إلى عزله في حضانة صناعية قد تطول حتى يفيض حليب أمه من ثديها ) ، دون مص الثدي 0
ظهور بنوك الحليب
قال الشيخ محمد نعمان البعداني في بحثه ( بنوك الحليب ) : ظهرت فكره إنشاء بنوك الحليب في السبعينات من القرن العشرين في أوربا والولايات المتحدة بعد أن انتشرت من قبل مجموعة من البنوك مثل بنوك الدم وبنوك القرنية وبنوك المني وبنوك الأعضاء ، والسبب في نشأتها تفكك المجتمع الغربي وتقطع أواصره وانتشار الفواحش بشكل مذهل فيه هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أن الأم قد لا تستطيع إرضاع طفلها لنضوب لبنها أو لوجود مرض معدٍ ، أو لأي سبب من الأسباب التي تمنع الإرضاع مثل وجود خراج بالثدي ، أو مرضها المقعد لها عن تحمل الرضاعة وتبعاتها ، لذا ظهرت فكرة تكوين بنوك الحليب ، وتعتمد هذه الفكرة على تجميع اللبن الفائض أو غير المرغوب فيه من الأمهات المتبرعات وحفظه حفظاً جيداً في ثلاجات خاصة ثم إعطائه مجموعة من الأطفال هم في أشد الحاجة إليه ومع ذلك فإن أمهات هؤلاء الأطفال لا يستطعن القيام بإرضاعهم ، ولهذه الأسباب قامت فكرة إنشاء بنوك اللبن وقصد منها إنقاذ هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون بصورة خاصة للبن إنساني في الوقت الذي لا تستطيع فيه أمهاتهم أن يقمن بالرضاعة ، ولا يوجد في هذه المجتمعات مرضعات بأجر أو بغير أجر يقمن بهذا العمل الإنساني النبيل ، هذه الفكرة قامت ونفذت بالفعل في أوربا والولايات المتحدة ، وهي فكرة لها ما يبررها من الناحية العملية وخاصة في أوربا وأمريكا ، ومع هذا فإن بنوك اللبن قد انكمشت بصورة خاصة في الولايات المتحدة ، و قال الشيخ الدكتور علي القره داغي في بحثه ( بنوك الحليب ) : بنوك الحليب ظهرت في الغرب خلال فترة السبعينات من القرن العشرين ، وتتلخص فكرتها في جمع الألبان الفائضة من أمهات بأجر أو بدونه ، حيث يؤخذ هذا اللبن بطريقة معقمة ، ويحفظ في قوارير بعد تعقيمها دون تجفيفه حتى يحافظ على خصائصه وفوائده من مضادات وبروتينات وفيتامينات ، لتستفيد منه الأطفال وبالأخص الطفل الخديج ( الذي ولد قبل أوانه ) دون حساسية له كما تحدث في الألبان الصناعية أو ألبان الحيوانات ، وهذه البنوك تكلفتها عالية جداً ، وتحتاج إلى تقنيات متطورة لتعقيم اللبن ، والحفاظ عليه حتى بلغت في أمريكا إلى مرحلة الاحتضار 0
أهمية بنوك الحليب
قال الشيخ محمد نعمان البعداني : تأتي أهمية هذه البنوك من جهة توفيرها للبن الأم الطبيعي الذي لأهميته يدعوا الأطباء الأمهات إلى إرضاع أطفالهن لما يشمله ذلك من فوائد عديدة للطفل والأم على السواء، ونظراً إلى أن بعض الأمهات قد لا تتمكن من إرضاع طفلها لأسباب سبق ذكرها ، فإن البديل لئلا يحرم الصغير تلك الفوائد والمزايا الموجودة في حليب الأم هو إيجاد مرضعة بديلة ، وبما أن المرضعات اختفين فلا وجود لهن لاسيما في المجتمعات الغربية ، جاءت فكرة تكوين بنوك للحليب الطبيعي والذي من فوائده :
1- احتوائه على العناصر المناسبة لغذاء الطفل، من بروتين ، ودهون ، ومعادن ، وماء وسكريات ، وفيتامينات بكميات تناسب حاجة الطفل 0
2- احتوائه على مضادات الأجسام ، وأجسام المناعة ، مما يساعد على حماية الطفل من التقاط العدوى ، وتقوية جهاز المناعة 0
3- غني بالخلايا الملتهمة الكبرى (Macrophages) التي لها القدرة على ابتلاع الميكروبات والأجسام الغريبة وقتلها أو تحليلها 0
4- عدم وجود حساسية منه للطفل كما قد يحدث في ألبان الأبقار أو الجواميس أو الأغنام أو الماعز 0
5- لبن الأمهات يحمي الأطفال من مختلف أنواع الالتهابات التي تصيب الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي وغيرها من الأجهزة 0
6- لبن الأمهات وخاصة الذي يحتوي على خلايا المناعة بكميات كبيرة يحتوي على كمية كبيرة جداً من أجسام المناعة وخاصة من نوع IJA التي تلعب دوراً في حماية الجهاز الهضمي والتنفسي للطفل 0
7- خلايا المقاومة أو المناعة المكتسبة الموجودة في حليب الأم تقي من الخلايا السرطانية والفيروسات والبكتريا والطفيليات 0
8- لبن الأمهات يحتوي على نسبة من الزنك بينما لبن الأبقار أو الجواميس أو غيرها من الحيوانات لا يحتوي على الكمية الكافية منه ، ولذا فإن الأطفال الذين ينشئون على لبن غير إنساني يتعرضون لاحتمال الإصابة بأعراض نقص الزنك التي تؤدي إلى حدوث أعراض جلدية إما حادة أو مزمنة متمثلة في بثور وطفح جلدي سرعان ما تمتلئ بالصديد أو الدم وخاصة في مخارج الجسم حول الفم والشرج وفي الأطراف، ويصحب ذلك إسهال قد يكون شديد 0
أسباب ظهور بنوك الحليب
قال علي الرويثي في رسالة دكتوراه بعنوان نوازل فقه الأسرة :
الجانب الأول : الأسباب العائدة للأم

1- انشغال الأم بعملها ؛ وهذه البنوك رائجة في الغرب والمرأة عندهم كادحة الليل والنهار بعيدة عن أطفالها 0
2- حرص الأم على رشاقتها ؛ ذلك أن عملية الرضاع مفهومة عند بعض الأمهات أنها مرهقة للجسم ، ماصة لنضارته ، مجففة لمائه 0
3- كون الأم مريضة ؛ قد نصحها الأطباء بعدم الإرضاع 0
4- كون الأم متوفاة ، أو مفقودة 0
الجانب الثاني : الأسباب العائدة للطفل
1- حرصاً على سلامة الطفل إذا كانت أمه مريضة تتناول أدوية لفترات طويلة تؤثر عليه 0
2- حاجة الطفل إلى الحليب البشري لوضعه الصحي الخاص كأن يكون من الأطفال الخدج ، أو ولد ناقص الوزن ، أو مصاب بالتهابات حادة ؛ ولا ينفعه إلا الحليب البشري ؛ لما فيه من المضادات الحيوية القوية 0
الجانب الثالث : الأسباب العائدة للحليب
1- أن يكون ما في الأم من الحليب لا يكفي طفلها ، أو ليس فيها حليب أصلا ، فتعوض ذلك من بنوك الحليب البشري 0
2- استعمال الحليب البشري كبديل طبيعي عن الحليب الصناعي ؛ الذي ثبتت مضاره الصحية على الأطفال الرضع 0
طريقة العمل ببنوك الحليب البشري
قال علي الرويثي في رسالة دكتوراه بعنوان نوازل فقه الأسرة :
تتضح طريقة العمل في بنوك الحليب البشري بما يلي :
1- جمع الحليب عن طريق التبرع أو عن طريق الشراء 0
2- أخذ الحليب من الأمهات في المنازل أو بأن تذهب الأم بنفسها إلى بنك الحليب 0
3- إتباع الطريق العلمية الصحيحة في تجميع هذا الحليب 0
4- فحص الحليب للتأكد من خلوه من الأمراض 0
5- تعقيم الحليب قبل حفظه 0
6- حفظ هذا الحليب بطرق مختلفة 0
7- توفير الحليب سليماً لمن يحتاجه إما تبرعاً أو بيعاً 0
8- فحص الحليب بعد تجميده أيضاً 0
9- معالجة الحليب المجمد بالحرارة ثم بسترته 0
حفظ الحليب في البنوك
قال علي الرويثي في رسالة دكتوراه بعنوان نوازل فقه الأسرة :
1- تجفيف الحليب عن طريق تبخير الماء وغيرها ، حتى يصبح الحليب مسحوقا ، ويعود هذا المسحوق سائلاً بإضافة الماء إليه ، ولعل هذا الأسلوب كان يستخدم ثم ترك ، فالآن لا يجفف هذا اللبن ، بل يبقى على هيئته السائلة حتى لا يفقد ما به من المضادات التي توجد في اللبن الإنساني 0
2- معالجة الحليب بالتبريد بعد وضعه في أوان معقمة ، ويترك في درجة حرارة منخفضة لمدة تصل إلى ثلاث أشهر ، ولعله أسلوب قديم أيضاً والمستخدم الآن الآتي :
3- تبريد الحليب في ثلاجات تحت درجة حرارة 4 مئوية ، ولمدة أقصاها 48 ساعة ، وهي المدة المناسبة لحفظ مكونات اللبن الحيوية 0
4- تجميد الحليب لمدة أطول من 48 ساعة ، وهذا الحليب من الناحية العلمية يحتوي على أغلب العناصر المهمة والواقية للمولود ، إلا أنه عند تذويبه لا يصح تجميده مرة ثانية 0
والنتيجة : يكون الحليب في هذه البنوك لا يخرج عن الوضعيات التالية :
أ‌- أن يكون مجففاً ، وهي قديمة لا يعمل بها الآن 0
ب‌- أن يكون مبرداً وهي مما عليه عمل البنوك ويبدوا أنها مفضلة ؛ لمحافظتها على طبيعة الحليب بشكل جيد ؛ إلا أن مدة صلاحيته 48ساعة وهي قصيرة جداً 0
ت‌- أن يكون مجمداً وهي أقل من سابقتها حفاظاً على مكونات الحليب الحيوية ، مع الأخذ بالاعتبار عدم تجميده مرة أخرى بعد تذويبه 0
الأطفال الذين يستفيدون من بنوك الحليب
الأطفال الذين يتم إعطاؤهم هذا اللبن هم الفئات الآتية :
1- الأطفال الخدّج : أي الذين ولدوا قبل الميعاد أقل من تسعة أشهر،وكلما كان ذلك أقل من التسعة أشهر، كانت حاجة الطفل أكبر
2- الأطفال ناقصو الوزن عند الولادة : رغم أنهم قد أكملوا مدة الحمل الطبيعية تسعة أشهر ( 280 ) يومًا من آخر حيضة حاضتها المرأة أو ( 266 ) يومًا منذ التلقيح ، قد تزيد قليلاً أو تنقص 0
3- الالتهابات الحادة التي قد تصيب الطفل : مما تجعله في حاجة شديدة للبن إنساني لما يحتويه من مضادات الأجسام 0
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
سلبيات ومحاذير استعمال بنوك الحليب
السلبيات والمحاذير متعددة ومنها :
1- إنها تساعد على نقل الأمراض المعدية 0
2- أن اللبن المحفوظ إذا تم تجفيفه من أجل حفظه فإنه يفقد ميزته
3- أن اللبن المحفوظ معرض للتلوث في جمعه وتعقيمه وتناول الصغير له 0
4- أن الأم التي تعتمد على بنوك الحليب تفقد الفوائد الجمة للرضاعة الطبيعية 0
5- أن بنوك الحليب تؤثر في نفسية الرضيع وجسده 0
6- إن عدم الرضاعة يؤدي إلى نقص إفراز اللبن من الثدي ، وإن سحب اللبن من الثدي وحده لا يقوم مقام الطفل الذي يمص الثدي ، وذلك لأن إفراز هرمون البرولاكتين الذي يزيد من إفراز اللبن مرتبط بعملية المص ذاتها 0
قال الشيخ محمد نعمان البعداني : هناك عدة محاذير تترتب على إنشاء ووجود بنوك الحليب ينبغي أن نركز عليها خصوصاً في المجتمعات الإسلامية منها :
1- المحذور الديني وذلك أن جمع اللبن من أمهات متعددات وخلطه ثم إعطاءه الأطفال يؤدي إلى عدم معرفة مَن مِن النساء أرضعت مَن من الأطفال ، فإذا حدثت الجهالة قد يؤدي ذلك إلى أن يتزوج الأخ أخته من الرضاع أو خالته أو عمته والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) ، أيضاً فإن إنشاء بنوك الحليب مع وجود الأمهات المرضعات استبدال الأدنى بالذي هو خير ، وهذا شبيه بما فعله بنو إسرائيل عندما طلبوا البصل والثوم والعدس وتركوا المن والسلوى 0
2- المحذور الاقتصادي حيث إن بنوك اللبن حتى في البلاد المتقدمة تقنياً مثل الولايات المتحدة ذات كلفة عالية جداً ، وبالنسبة للبلاد النامية الفقيرة فإن إقامة بنوك اللبن أمر مكلف للغاية إذا أريد أن يكون على المستوى الصحي المطلوب 0
3- المحذور الصحي حيث إن اللبن المتجمع يتعرض إما لإصابته بالميكروبات وإما لفقدان بعض خصائصه وميزاته؛ نتيجة تحلل المواد الموجودة فيه مع تقادم الزمن ، ولندرة الحاجة إليه، ولأن طريقة جمع اللبن نفسها سوف تحتاج إلى كثير من الجهد والوقت ، كما أن عمليات التعقيم والتبخير والحفظ تحتاج إلى كثير من العمليات وكثير من التكلفة حتى تصل إلى الطفل الثاني الذي سوف يحصل على هذا اللبن ، إلى جانب أن طريقة إعطاء اللبن للطفل أيضاً سوف تعرضه إلى التلوث إما عن طريق الرضاعة التي سيتناوله بها أو عن طريق الماء وغيره ، ويزداد الأمر خطراً بالنسبة لبنوك الحليب في البلدان النامية إذ تتعرض لهذه المصاعب بصورة أشد وأعتى ؛ لأن درجة التقنية والنظافة أقل بكثير مما هي عليه في بلاد الغرب ، ولذلك فإنها بالإضافة إلى كونها باهظة التكاليف جداً بالنسبة للبلاد الفقيرة تعتبر غير ذات فائدة كبيرة ؛ لتعرض اللبن إلى الإصابة بالميكروبات، ولتحلل مواده الهامة بالتخزين الطويل ، غير أن هذا المحذور يعترض عليه بأن هذا الخطر موجود في بنوك الدم ولم يقل أحد بحرمتها لذلك 0
4- المحذور الاجتماعي حيث إن أهم أغراض الإرضاع هو تحقيق الارتباط بين أم وطفل وتوفير جو من الحنان له، وهذا طبعاً لا يمكن تحقيقه عن طريق حليب البنوك ، وربما أثر ذلك في حالة الطفل النفسية ، وأيضاً تسبب هذه البنوك ضرراً على الأطفال من جهة أن الأمهات يقدمن على بيع الحليب ؛ للحصول على ثمنه حتى لو كان الابن بحاجة شديدة إلى هذا اللبن ، وقد تُقْدِم إحداهن على منح ولدها الحليب الصناعي ؛ لبيع لبنها لتلك البنوك خصوصاً إذا غلى ثمنه، وبالتالي سيحرم كثير من الأطفال الأصليين أبناء هؤلاء الأمهات اللائي سيتعاملن مع هذا البنك مما سيترتب عليه حرمان هؤلاء الأطفال من حقهم الطبيعي في الغذاء مقابل بيع هذا اللبن، كما سينتج عنه تشجيع كثير من الأمهات على امتهان هذه المهنة ، وبالتالي تستغل إمكانيات الفقيرات وتوجيهها إلى الأغنياء مما يضعف هؤلاء الأمهات ويؤثر تأثيراً مباشراً على صحتهن وصحة من يرضعن إلى جانب أنه ثبت علمياً أن نسبة حدوث النزلات المعوية في الرضاعة الصناعية خمسة أضعاف الرضاعة الطبيعية ، وهناك احتمال بأن هذه البنوك إذا انتشرت ستؤدي إلى تقاعس الأمهات السليمات والقادرات على الرضاعة وخاصة الطبقة الثرية المترفة أو الموظفات عن واجب الرضاعة واستبدال ذلك باللبن الإنساني المأخوذ من بنوك اللبن على اعتبار أنه يمثل اللبن الإنساني المطلوب والأفضل بكثير من لبن الأبقار والجواميس والأغنام ، وهذا بدوره يؤدي إلى عدة مخاطر ومحاذير هي :
أ‌- فقدان الأم للفوائد الجمة للرضاعة إذ أن عملية مص الثدي تؤدي إلى إفراز مادة الإكسيرتوسين التي تساعد الأم على عودة الرحم إلى وضعه الطبيعي بعد الولادة ، وتساعد الرضاعة الأم الوالدة على عودة جسمها إلى وضعه الطبيعي وتمنع بذلك الترهل على عكس ما هو شائع من أن الرضاعة تسبب الترهل، فالرضاعة الطبيعية تساعد الأم في العودة إلى رشاقتها ، كذلك فإن الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على منع الحمل لفترة الرضاعة وتجنبها أخطار حبوب منع الحمل أو اللولب ، هذا بالإضافة إلى الفائدة النفسية الهامة ؛ لأن عملية الإرضاع وإلزاق الطفل بالصدر يعطي الأم فوائد جمة نفسياً وبدنياً ، ويزيد من ارتباطها بطفلها 0
ب‌- فقدان الطفل للفوائد المتعددة للرضاعة كنموه النفسي والجسدي ، والتقام الطفل الثدي يمنع عنه أذى الميكروبات كما يمنع عنه أذى الاضطرابات النفسية المستقبلية ، وتجعله متوازناً نفسياً ، ومنسجماً مع مجتمعه، وقد وجد أن الأطفال الذين لم يرضعوا من أمهاتهم أكثر تعرضاً للانحرافات الخلقية والنفسية والأمراض العقلية والسلوك الإجرامي 0
ت‌- أن عدم الرضاعة تؤدي إلى نقص إفراز اللبن من الثدي ، وأن سحب اللبن من الثدي وحده لا يقوم مقام الطفل الذي يمص الثدي ، وذلك لأن إفراز هرمون البردلاكتين الذي يزيد من إفراز اللبن مرتبط بعملية المص ذاتها 0
ث‌- أن اللبن الإنساني المحفوظ في بنوك اللبن معرض للتلوث عند جمعه أو عند تعقيمه ، أو عند تناوله إذ يعطى في قوارير قد تحتاج إلى تعقيم شديد ، وهذا أمر قد تهمل فيه الأم التي تعطي طفلها اللبن ، وهذا ما يحدث عادة بالنسبة للألبان الصناعية إذ تكون هي في ذاتها معقمة ، ولكن عدم التعقيم يأتي من جهل الأمهات وطريقة تحضيرهن لهذا اللبن وقد أدى ذلك كما تقول منظمة الصحة العالمية إلى إصابة أكثر من عشرة ملايين طفل بنوبات الإسهال سنوياً في العالم الثالث ، وإلى أن يموت نصفهم في كل عام نتيجة استعمال الألبان الصناعية كما أن عدداً آخر تضعف مقاومتهم للأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي نتيجة استخدام الألبان الصناعية فيؤدي ذلك إلى مزيد من الوفيات، وتقدر الهيئات الطبية أن حوالي عشرة ملايين طفل يلاقون حتفهم سنوياً بسبب عدم إرضاع أمهاتهم لهم ، ومعظم هذه المحاذير موجودة أيضاً في لبن البنوك الباهظة التكاليف 0
5- الخطر الخارجي : إذ أن من الصعوبات المتوقعة لهذا المشروع في بلاد المسلمين ندرة الأمهات المتبرعات باللبن ، وهذا يستلزم استيراد اللبن الإنساني من الخارج وهذا يكون أكثر عرضة للتلوث والفساد إضافة إلى ذلك ما ورد عنه ( صلى الله عليه وسلم من النهي عن استرضاع الحمقاء ) ، ولتأثير الرضاع في الطباع فإن كان النهي من الحمقاء فالمشركة من باب أولى لما روي عن عمر بن الخطاب ( اللبن يشبه - أو نسبة - فلا تسق من يهودية ولا نصرانية ولا زانية ) ، قال ابن نجيم : يحتمل أن الحمقاء - والكافرة من باب أولى - لا تحتمي من الأشياء الضارة للولد فيؤثر في لبنها فيضر بالصبي ، وهذا موافق لما تقوله الأطباء ، فإنهم يأمرون المرضعة بالاحتماء عن أشياء تورث بالصبي عله 0
6- الخروج عن الفطرة والتكريم ؛ لأن الله تعالى كرم الإنسان وفضله على سائر مخلوقاته كما قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾ الإسراء 70 ، وبتطبيق نظام بنوك الحليب ستتمثل الأم بالبقرة الحلوب أو الجاموسة أو النعاج بجمع لبنها ، ويعامل هذا اللبن بوسائل الحفظ المختلفة من تبريد وتجفيف ، وهذه الطريقة لا يمكن أن تقبل لا شكلاً ولا موضوعاً ، وتفقد المجتمعات روابط الحنان والرحمة 0
وأخيراً فإن المحاذير كثيرة دينياً واجتماعياً وطبياً واقتصادياً ، مما يوضح أنه لا حاجة لمثل هذه البنوك في بلاد المسلمين ، وليس علينا أن نتبع كل صيحة في الغرب ومن الغرب ، ولا أن نجري وراء كل ناعق ، بل علينا النظر فيما ينفعنا في أمور دنيانا كما كان واجباً علينا النظر فيما ينفعنا في أمر ديننا 0
مميزات حليب الأم
قال الدكتور مازن إسماعيل هنية :
1- لبن الأم غذاء طبيعي ومتكامل , لما يحتويه من العناصر الغذائية الرئيسة مثل البروتينات والنشويات والدهون والمعادن والتي يحتاجها جسم الصغير وخاصة في الأشهر الأولى من ولادته 0
2- يحتوي لبن الأم على الأجسام المضادة المناعية , من الخلايا البيضاء والموجودة في حليب الأم والتي تنتقل من حليب الأم إلى الطفل الرضيع وتقوم بحمايته من الإصابة بالحساسية 0
3- يحتوي على أحماض أمينيه تعمل على نمو المخ , كما وأن الجهاز المناعي للطفل يكون أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض ؛ لذلك ينصح الأطباء بتوفير الرضاعة الطبيعية للطفل ولمدة عامين لتعويض النقص في جهاز المناعة 0
4- لا يُخرج غازات ولا يُسبب عُسر هضم أو اضطرابات معوية 0
5- يحتوي على كميات كافية من الماء للوقاية من مخاطر الجفاف 0
6- لبن الأم نظيف ومُعقم وحرارته مناسبة للرضيع ولا يحتاج إلى تحضير 0
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
آثار الرضاعة الطبيعية
قال الدكتور مازن إسماعيل هنية : للرضاعة الطبيعية تأثير كبير على نمو الرضيع وعلى صحته وسلوكه ونفسيته , ولها أيضاً تأثير على الأم , بالإضافة إلى ما لها من آثار اقتصادية تعود على الأسرة 0
الأول : الآثار الصحية
للرضاعة الطبيعية آثاراً صحية تعود على الرضيع وعلى الأم , وهي كالتالي :
أولا : الآثار الصحية التي تعود على الرضيع
1- تقلل الرضاعة الطبيعية من مشاكل الهضم والمشكلات المعوية لدى الرضيع , مثل المغص والإمساك والإسهال 0
2- تقليل الإصابة بزيادة الوزن 0
3- تقلل الرضاعة الطبيعية الإصابة بمشاكل فقدان السوائل بشكل مفرط 0
4- تقليل الإصابة بالنزلات المعوية , والالتهابات البكتيرية 0
5- تعمل على توفير حماية طبيعية لجسم الرضيع من خلال تواجد الأجسام المضادة 0
6- حماية الجهاز التنفسي والهضمي من الحساسية , ومن عدوى الأذن ومن البكتيريا المسببة للحمى الشوكية 0
7- تعمل على نمو الجهاز العصبي والسمعي 0
8- تُقوي عضلات فم الرضيع , وتساعده على التكلم بسهولة في سن مبكرة 0
9- تعمل الرضاعة الطبيعية على توفير حليب دافئ وبدرجة حرارة مناسبة طوال الوقت يستطيع الطفل في أي وقت أن يتناوله 0
10- يقلل من الإصابة بمرض السكر في سن مبكرة 0
11- يحمي من الإصابة بقرحة القولون 0
12- يقلل من الإصابة بهشاشة العظام 0
13- يقلل من الإصابة بحساسية اللثة 0
14- يعمل على فتح الشهية 0
15- يقلل من الإصابة بسرطان المبايض للإناث 0
كما وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أن الحليب البشري هو أفضل من أي حليب آخر صناعي أو غير ذلك , وخاصة في مدة العامين ؛ وتوصي المنظمة بألا يتناول الطفل الرضيع في الأشهر الأربعة الأولى أي حليب آخر غير حليب الأم 0
ثانيا : الآثار الصحية التي تعود على الأم
1- تساعد الرضاعة الطبيعية على عودة الرحم إلى وضعه الطبيعي والتي كان عليها قبل الحمل , وكما أنها تؤدي إلى إفراز هرمون من الغدة النخامية وهو الأوكسيتوسين , وهو الذي يعمل على انقباض الرحم وإلا أصيبت الأم بحمى النفاس 0
2- يقلل من النزيف أو فقد الدم بعد الولادة 0
3- تعمل الرضاعة الطبيعية على إفراز هرمون البرولاكتين والذي يخرج من الفحص الأمامي للغدة النخامية , وهذا بدوره يعمل على زيادة إفراز اللبن من الثدي 0
4- تعمل الرضاعة على تقليل إفرازات الهرمونات المنمية للمبيض فيقل التبويض ويمتنع الحمل , وتعتبر الرضاعة أفضل طريقة لمنع الحمل , وهي أفضل من حبوب منع الحمل ومن اللولب ومن الحقن
5- تساعد الرضاعة جسم الأم في عمليات الهضم , وفي التخلص من الدهون الزائدة في جسمها 0
6- امتصاص الرضيع للبن الأم يعمل على تخفيف الشعور المزعج من احتقان الصدر وامتلائه باللبن 0
7- التقليل من الإصابة بسرطان الثدي 0
الثاني : الآثار النفسية والسلوكية للرضاعة
الرضاعة الطبيعية والتصاق الرضيع بأمه ولفترات طويلة لهما آثار نفسية وسلوكية تعود بنتائج طيبة على الرضيع وعلى الأم , وبيان ذلك كالتالي :
أولا : الآثار النفسية والسلوكية التي تعود على الرضيع
تعمل الرضاعة على بناء بعض السلوكيات لدى الأطفال , وهذه السلوكيات تحتوي على مكونات عديدة , من تلك المكونات على سبيل المثال :
1- الانعكاس الإنتمائي
أ‌- وهو الذي يعمل على مساعدة الرضيع على العثور على ثدي أمه أو على زجاجة الإرضاع 0
ب‌- تساعد الرضيع على تعلّم الرضاعة عن طريق مص الثدي والبلع والتنفس , وتزيد من قدرة الرضيع على البلع ثلاثة أمثال القدرة عند الراشدين 0
2- الهدوء والتوافق
يذكر علماء النفس أن الأطفال الذين ينعمون بقدر وافر من الرضاعة , يكونون أكثر هدوءاً من غيرهم وأقل توتراً لما يحيط بهم من مشاكل المجتمع ، ويؤكد العلماء أن الطفل أثناء عملية الرضاعة يتطور لديه جهازاً عصبياً يميل معه نحو الآخرين , فإن كان يتمتع بقدر كافي من الرضاعة الطبيعية فإن جهازه العصبي يميل نحو الهدوء والاطمئنان ؛ أما في حالة حرمان الطفل الرضيع من دفء صدر أمه ومن حنانها , فإنّ جهازه العصبي يتطور ويميل نحو التوتر والعصبية , وإلى قلة التوافق والانسجام مع المجتمع الذي يحيط به , وهذه بعض صور الانسجام 0
أ‌- تُوَفّر الرضاعة الطبيعية للطفل الشعور بالدفء والحنان والذي يجده في حضن أمه وهو ملتصق بصدرها 0
ب‌- الرضاعة تجعل الطفل يشعر بالشبع عن طريق الفم 0
ت‌- تعمل الرضاعة على زيادة النشاط النفسي للرضيع , ويبدأ بمعرفة الحنان أو الرفض وذلك من خلال الرضاعة 0
ث‌- قسوة المعاملة أثناء الرضاعة تولد لدى الرضيع بعض الخصائص النفسية والتي تؤثر على شخصيته مستقبلاً , مثل الشعور بالقلق والبخل والشك والتشاؤم وانقباض النفس , وتشير الدراسات إلى أن استعمال العنف ضد الطفل والإساءة إليه يؤثر على نمو الطفل نفسياً وجسمياً 0
ج‌- عملية الرضاعة ومع ما يصاحبها من الاسترخاء والإشباع لدى الرضيع وضم الأم لطفلها ومداعبته , لها أثر كبير على نفسية الطفل حاضراً ومستقبلاً , مما يجعل من هذا الرضيع إنسان إيجابي وهادئ ويسهل عليه التعامل مع الناس ويتقبل الآخرين , بخلاف الطفل الذي يفقد الرضاعة الطبيعية ويفقد حنان الأم , فإنه ينشأ إنسان سلبي وعصبي وعدواني ويتسم بالعنف ويصعب عليه التعامل مع الآخرين 0
ح‌- تؤثر الرضاعة على نمو شخصية الطفل في المستقبل وتجعله يتصف بالتفاؤل وبالاجتماعية والتوافق مع الآخرين 0
خ‌- يجد الرضيع المتعة وهو يستمع لصوت أمه ويرى وجهها 0
د‌- يتأثر الرضيع بحنان الأم وبدفء حضنها فيساعده على امتصاص اللبن بشكل جيد وصحيح 0
ذ‌- تقوي الرضاعة الاتصال الروحي بين الأم وطفلها , ويستطيع الطفل الرضيع أن يميز بين أم هادئة وأم عصبية , ويرى علماء النفس أنّ الحالة النفسية التي تُصاحب الأم من اكتئاب أو قهر تُؤثر سلباً على الرضيع وتُسبب له التوتر 0
ر‌- يتأثر الرضيع بالخبرات والعلاقات الاجتماعية المستمدة من أسرته وخاصة في مرحلة الرضاعة , فيتّسم بتلك الصفات ويتأثر بتلك العلاقات , مثل علاقات الحب أو الكراهية0
3- النمو العقلي للرضيع
تعمل الرضاعة على نمو ونضج جسم الرضيع , بما يترافق مع نمو الرضيع عقلياً , فتزيد العمليات العقلية لدى الرضيع , مثل الإدراك والانتباه وهي من العمليات العقلية المتلازمة والتي تدخل في عملية تركيب الجهاز العصبي , ليمارس التعلم واكتساب الخبرة والمعرفة خلال مدة الرضاعة وهي عامين 0
4- النمو الاجتماعي
يستطيع الطفل الرضيع أن يكتسب أنماط سلوكية مقبولة اجتماعيا ومطابقة لما هو منتشر في المجتمع الذي يعيش فيه , وأول ما يبدأ الرضيع باكتسابه عن طريق الرضاعة هو الاعتماد على الآخرين ؛ ذلك لأن الرضيع يولد صفحة بيضاء لا يمتلك أي سلوك اجتماعي ويوجد لديه الاستعداد التام لاكتساب أي سلوك من الآخرين ، ويؤكد علماء النفس أن الأطفال الأكثر ذكاءً هم الأسرع من غيرهم في نموهم الاجتماعي ومدى تفاعلهم مع الآخرين , ومدى توفر فرص تعلم الأسلوب الأمثل ، ويشير علماء النفس إلى أن تفاعل الرضيع مع الوالدين أثناء مرحلة الرضاعة هو تفاعل ثنائي الاتجاه , فكلما قامت الأم بتوفير الراحة للرضيع فهذا يجعله يبتسم ويزيد حماسه واهتمامه للتفاعل مع من حوله , بخلاف الأمهات اللائي لا يبدين أي اهتمام أو تفاعل مع الرضيع أثناء الرضاعة , فإن الرضيع ينشأ لديه عدم الاهتمام بمن حوله , وينمو لديه الخوف من الغرباء 0
5- النمو الانفعالي للرضيع
يرى علماء النفس أن الرضيع أثناء مرحلة الرضاعة تنمو لديه بعض الحالات الوجدانية , مثل الحب والكراهية والحزن والغضب والخوف والسرور والغيرة ، ويصاحب هذه الانفعالات الوجدانية استجابة فسيولوجية بمستويات معينة , مثل زيادة معدل ضربات القلب وانقباض عضلات المعدة وإفراز هرمون الأدرينالين , مع ما يصاحبها من انفعال وتأثر لمشاعر الرضيع , وهذا بدوره يؤثر على النمو الانفعالي للرضيع ، وقد ذكر علماء النفس أن أول الانفعالات الوجدانية التي تبدأ عند الرضيع هي التعلق بأمه ورغبته في أن يظل ملتصقاً بها طوال الوقت , ويصاحب هذا الانفعال شعور بالبهجة والسرور عندما تضمه إلى صدرها وتبدأ بإرضاعه , والشعور بالغضب إذا نزعت ثديها من فمه ، ويرى علماء النفس أن حرمان الرضيع من الرضاعة ومن حضن أمه يؤثر عليه كثيراً ويجعله قريباً من الاكتئاب والحرمان , وقد يؤدي بالبعض إلى الجنوح والعنف والعدوانية , وقد يترك آثاراً أخرى تؤثر على نموه العقلي والانفعالي والاجتماعي ، كما ويؤكد علماء النفس أن الطفل الرضيع يكون في أمس الحاجة إلى عطف وحنان الأبوين وهو ما يسمى بالأمن العاطفي , وهو ما يعتبره العلماء أنّه ضروري لنفسية الرضيع فهو كالماء والهواء , لما له من دور مهم في المجال الفسيولوجى في تكوين شخصية الطفل ؛ كما وتعتبر الأسرة هي المنبع والأساس لبناء وتكوين هذا الجانب ، لذلك يرى علماء النفس أن الترابط الأسرى له دور مهم في حماية الطفل , بخلاف التفكك ، وكما ذكر الدكتور : حامد زهران في كتابه الطفولة والمراهقة : الرضاعة تحقق هدفين , الرضاعة الغذائية والرضاعة الانفعالية 0
ثانيا : الآثار النفسية والسلوكية التي تعود على الأم
تعمل الرضاعة الطبيعية على استقرار الأم نفسياً , ويعطيها شعوراً بالرضاء النفسي لأنها تشعر بأنها مصدر اللبن وأنها تقوم على راحته والعناية به ؛ لذلك ينصح علماء النفس الأم بالابتعاد عن الاكتئاب أو التوتر الذي يؤثر على سلوكها وعلى رضيعها 0
النتيجة
من خلال العرض السابق الذي تفضل به فضيلة الدكتور مازن هنية يتضح لنا أهمية الرضاعة الطبيعة المباشرة من ثدي الأم للطفل وما لهذه الرضاعة من آثار نفسية واجتماعية وصحية على الأم والطفل على حد سواء ، وهذه الآثار تنعدم في الرضاعة الصناعية أو الرضاعة من بنوك الحليب 0
الحكم الشرعي لبنوك الحليب
اختلف الفقهاء المعاصرين في حكم إنشاء بنوك الحليب والتعامل معها على عدة أقوال ، قال الدكتور عبد التواب مصطفى خالد معوض والخلاصة أنَّ فكرة بنك الحليب في حد ذاتها لا غبار عليها ؛ وإنما جوهر الخلاف ومنشؤه فيما يترتب على عملية الإرتضاع من لبن البنوك من آثار ؛ فقد يحدث أن يتزوج شاب بأخته من الرَّضاع وهو لا يدري أنه رضع معها من هذا اللَّبن المجموع ، والأكثر من ذلك أنه لا يدري مَنْ مِنَ النساء شاركت بلبنها في بنك الحليب ؛ فتكون أمه من الرضاع ، كما تحرم عليه هي وبناتها من النسب ومن الرضاع ، كما يحرم عليه أخواتها لأنهن خالاته إلى غير ذلك من فروع أحكام الرَّضاع المبينة من الحديث الشَّريف ( يَحرُم مِن الرَّضاعِ مَا يَحرُم مِن النَّسَبِ ) متفق عليه ، هذا هو جوهر الخلاف بين الفقهاء ، فبعضهم يرى في هذه البنوك توافر صفة الأم المرضعة فيحرم لبنها بالرضاع ، وبعضهم يرى عدم توافر الأم المرضعة ولا يحرم لبنها بالرَّضاع عند الزَّواج 0
وقبل الشروع في ذكر أقوال العلماء في بنوك الحليب ، لابد وأن نبين سبب الخلاف بينهم :
سبب الخلاف
سبب الخلاف بين العلماء :
1- أن الرضاع المحرم يتم بالرضاع ومص الثدي أو بشرب لبن المرضعة عن طريق الرضاعة أو الصحن أو الوعاء ، وعن طريق الأنف ونحو ذلك أي الشرب بأي وسيلة مباشرة أو غير مباشرة ، المهم هو شرب لبن ثاب عن حمل 0
2- الرضاع لا يكون إلا بطريق المص من الثدي فقط ولا يكفي شربه بأي وسيلة أخرى 0

القول الأول : التحريم
1- سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : يوجد في أمريكا بنوك أسمها بنوك الحليب ، يشترون الحليب من الأمهات الحوامل ثم يبيعونها على النساء اللواتي يحتجن إلى إرضاع الأولاد أو حليبها ناقص أو مريضة أو مشغولة بالعمل 00 الخ ، فما حكم شراء الحليب من هذه البنوك ؟ فأجاب رحمه الله : حرام ، ولا يجوز أن يوضع بنك على هذا الوجه ما دام أنه حليب آدميات ، لأنه ستختلط الأمهات ، ولا يدرى من الأم ، والشريعة الإسلامية يحرم فيها بالرضاع ما يحرم بالنسب ، أما إذا كان اللبن من غير الآدميات فلا بأس 0
2- إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورة انعقاد مؤتمره الثاني ( الدورة الثانية ) بجدة من (10 - 16 /4/ 1406هـ ) الموافق ( 22 – 28/12/ 1985م ) قرار رقم 6( 6 / 2 ) : بعد أن عرض على المجمع دراسة فقهية ، ودراسة طبية حول بنوك الحليب ، وبعد التأمل فيما جاء في الدراستين ومناقشة كل منهما مناقشة مستفيضة شملت مختلف جوانب الموضوع تبين أن بنوك الحليب تجربة قامت بها الأمم الغربية ، ثم ظهرت مع التجربة بعض السلبيات الفنية والعلمية فيها فانكمشت وقل الاهتمام بها ، إن الإسلام يعتبر الرضاع لُحمة كلحمة النسب ، يحرم به ما يحرم من النسب بإجماع المسلمين ، ومن مقاصد الشريعة الكلية المحافظة على النسب ، وبنوك الحليب مؤدية إلى الاختلاط أو الريبة ، إن العلاقات الاجتماعية في العالم الإسلامي توفر للمولود الخداج إلقاء المرأة ولدها قبل أوانه لغير تمام الأيام ، وإن كان تام الخلق أو ناقصي الوزن أو المحتاج إلى اللبن البشري في الحالات الخاصة ما يحتاج إليه من الاسترضاع الطبيعي، الأمر الذي يغني عن بنوك الحليب ، وبناء على ذلك قرر:
أولاً : منع إنشاء بنوك حليب الأمهات في العالم الإسلامي 0
ثانياً : حرمة الرضاع منها 0
3- قال الشيخ الدكتور علي القرة داغي في بحثه بنوك الحليب : يقول الدكتور على فهمي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة : ( إنه لو دخل هذا المشروع ( بنك الحليب ) نطاق التنفيذ فسيكون فاشلاً ، وسيخلق جيلاً فاشلاً اجتماعياً ، كما سينتج عنه تشجيع كثير من الأمهات على امتهان هذه المهنة 00 ) ، ويقول الدكتور محمد علي البار : وقد قمت بسؤال بعض المتخصصين في هذا الموضوع 000 ، وكانت خلاصة آرائهم :
أ‌- أنه لا توجد حاجة حقيقية لبنوك اللبن في البلاد الإسلامية 0
ب‌- أن الطفل الخديج وفرّ لأمه إرضاعه بطريقة مناسبة بعيدة عن آثار التلوث 0
ت‌- أن بنوك اللبن تعترضها مصاعب وعقبات في البلاد المتقدمة ،وهي في البلاد النامية تواجه صعوبات أكثر في مجلات متنوعة 0
ث‌- هناك احتمال إذا انتشرت هذه البنوك أن تتعاقس الأمهات القادرات على الرضاعة ، وبالتالي فقدان الفوائد الجمة للرضاعة المباشرة للأم ، والطفل معاً 0
4- قال الدكتور عبد التواب مصطفى خالد معوض : يقول الشيخ عبد الرحمن النجار : إن هذا المشروع حرام شرعًا ، وليس هناك أدنى شبهة في حرمة هذا المشروع 000 وأرى الأخذ بهذا الرأي ، وهو التَّحريم لا سيما وأن الأطباء يُقرُّون أن الإرضاع بهذه الطريقة له مضاره للطِّفل أكثر من نفعه ، ومن هذا وجب التَّحريم مطلقًا
5- قال الدكتور عبد التواب مصطفى خالد معوض : قال الشيخ حسام الدِّين إن القرآن الكريم نص في موضوع الرضاعة على التَّحريم مطلقًا في قوله تعالى { وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ } ، وجعل تحريم الرضاعة بمنزلة النسب والمصاهرة ، هذه الأمور والتنبيهات تعتبر حدودًا بمعنى فاصل تفصل بين الحلال والحرام ، وقد جاء في السنة النبوية أحاديث كثيرة تبين هذه الحدود، ومن بينها قوله صلى الله عليه وسلم ( يَحرُم مِن الرَّضاعِ مَا يَحرُم مِن النَّسَبِ ) ، والخطورة أيضًا في هذه القضية هي الجهالة بين السيدة ، أو السيدات اللاتي يقمن بإعطاء لبنهن ، فلا يمكن معرفة الأم الحقيقة لهذا الطِّفل ، مما يؤدي إلى اختلاط الأنساب ، ومهما كان هذا القدر يعطي قدرًا من الشك والرِّيبة فلا يحق أن يقال : إن مذهبًا من المذاهب أجاز الرَّضاعة إذا كان مختلطًا بقدر كبير أو صغير ، فإنَّ جوانب التحديثات الشكليَّة لا تجدي من الجوانب الرُّوحيَّة وجوانب الورع وبذلك يكون هذا المشروع غير إسلامي0
6- الدكتور يوسف عبد الرحمن الفرت فيما نقله عنه موقع الفقه الإسلامي : دعا في دراسة له إلى الرفض البات لفكرة بنوك الحليب في عالمنا الإسلامي خاصة وأنها في طريقها للاحتضار في العالم الغربي ، ومكمن المشكلة كما يراها فضيلته هو حدوث خليط من حليب عشرات ، بل مئات الأمهات ، والناتج من بنوك الحليب الذي يعقم ولا يجفف ، بل يبقى على هيئته السائلة ، وعليه يتغذى غير مواليدهن من المواليد الخدج ذكرانا وإناثا على غير معرفة في الحال والاستقبال ، ويتم ذلك دون لقاء مباشر أي دون مص الثدي ، فهل هذه إخوة شرعية من الرضاع ؟ وهل يحرم حليب البنوك رغم مساهمته في إحياء النفوس ؟ فإن كان مباحا حلالا فما مسوغات الإباحة ؟ هل هي عدم مص الثدي ؟ أم عدم إمكان التعرف على أخوات الرضاع وهن في مجتمع يمثلن القلة التي تذوب ولا يمكن تتبعها أو الاستدلال عليها ؟ وهل حينما يكبر هذا الرضيع ويريد أن يتزوج ، وهنا يخشى أن تكون هذه الفتاة أخته من الرضاعة ، وهو لا يدري ؛ لأنه لا يعلم من رضع معه من هذا اللبن المجموع المختلط ، كما أنه لا يعلم مَنْ مِنْ النساء شاركت بلبنها في ذلك ؛ فتكون أمه من الرضاع ؛ وتحرم هي عليه ؛ ويحرم عليه بناتها من النسب ، ومن الرضاع 0000 الخ أحكام الرضاع ، رأى جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية ورأي عند الحنابلة أن رضاع الصبي هو مص ثدي آدمية ووصول لبنها إلى جوفه في الحولين ،‏ ويعتبر رضاعا محرما ما دام قد وصل إلى خمس رضعات مشبعات على الرأي الذي أكدته الأحاديث الصحيحة الصريحة ، وبها ينبت اللحم وينشز العظم ، استدلالا بقوله تعالى ( وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ ) النساء23 ؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم ( يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ) ؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم ( الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة ) ، وألحق الجمهور الوجور وهو صب اللبن في الحلق ، والسعوط وهو صب اللبن في الأنف بالرضاع المعهود ، وإذا عمل اللبن جبنا ثم أطعمه الصبي فإنه يثبت به التحريم عند الشافعي والحنابلة ، وقال أبو حنيفة لا يحرم به ؛ لزوال الاسم ، فإن وصل اللبن إلى جوف الرضيع عن طريق حقنة في الدبر ، ارتأى المالكية والشافعة وبعض الحنابلة أنها تلحق بالسعوط والوجور وتكون سببًا في التحريم ؛ لأن الحقن سبيل يحصل بالواصل منه الفطر ؛ فتعلق به التحريم كالرضاع ، أما أبو حنيفة وأحمد فذهبا إلى أن الحقنة باللبن لا تحرم ؛ لأن هذا ليس برضاع ولا في معناه ؛ ولأن المعتبر في هذه الحرمة هو معنى التغذي ، والحقنة لا تصل إلى موضع الغذاء أي : المعدة فلا يحصل بها نبات اللحم ونشوز العظم واندفاع الجوع ؛ فلا توجب الحرمة ، وفي رواية عن أحمد ، وهو مذهب الظاهرية ، وقول عطاء الخراساني ، ومن المحدثين الدكتور يوسف القرضاوي ، ومفتي مصر الأسبق الشيخ عبد اللطيف حمزة : أن الرضاع المحرم هو مص الوليد لبن آدمية عن طريق الثدي وحده ، أما الوجور والسعوط وعمل اللبن جبنا أو حقنة أو غير ذلك فلا يثبت به التحريم؛ لأنه ليس برضاع ، الذي يعني إلقام الثدي والتقامه وامتصاصه الذي يتجلى فيه حنان الأمومة ، لا مجرد الاغتذاء باللبن بأي وسيلة ، وتعليق الحكم بمشتق يؤذن بعلية ما منه الاشتقاق ، فالإرضاع مكون من أمرين : من إلقام الثدى والتقامه ، وما يجري يحصل من غير إرتضاع ، فأشبه ما لو دخل من جرح في بدنه ، فهو حلب وطعام وإسقاء وشرب وأكل وبلع وحقنة وسعوط وتقطير ، ولم يحرم الله عز وجل بهذا شيئا ، ناهيك عن الشك في الرضاع ، والأصل هو الإباحة فلا ننفيها إلا بيقين ، فنحن لا نعرف من التي رضع منها الطفل ؟ وما مقدار ما رضع من لبنها ؟ وهل أخذ من لبنها ما يساوى خمس رضعات مشبعات ؟ وهل للبن المشوب المختلط حكم اللبن المحض الخالص ، وهنا لا يدرى غالب من مغلوب ، وقد اعترض بعض العلماء على فتوى القرضاوي ، ولكن القرضاوي ومن وافقه أخذوا باقتراح الدكتور محمد الأشقر بضرورة كتابة اسم كل مرضعة على القارورة التي حلب فيها لبنها‏ولمن سقيت ؟ حتى نعلم صلة كل مرضعة برضيعها ، ‏وذلك من باب الاحتياط والخشية من الوقوع في الحرام في مستقبل الأيام ، ورجحت الدراسة منع قيام بنوك الحليب البشري ؛ للأسباب التالية : إن حجم المشكلة أصغر مما قد تم تصوره ابتداء ؛ لأن الألبان الصناعية تكفي ، وانحصر الاستعمال لمن لهم حساسية خاصة للألبان الصناعية أو لمن لا يستطيعون هضمه ؛ ولأن نسبة الأطفال الخدج حوالى 7٪ من المواليد ، والذين يحتاجون إلى اللبن الإنساني أقل من 1٪ من نسبة 7٪ ، يعضد ذلك وكما ذكر الدكتور محمد البار إزاء سؤاله أطباء الأطفال العاملين في الولايات المتحدة أن بنوك الحليب في الولايات المتحدة في مرحلة الاحتضار ؛ فالحاجة إليها نادرة جدا ؛ وتكلفتها عالية جدا في ظل ندرة الأمهات المتبرعات باللبن ، وتعرض اللبن المتجمع للفساد مع الزمن ، وتتأكد تلك المخاوف في بلادنا النامية بصورة أشد وأنكى ؛ لأن درجة التقنية والنظافة أقل بكثير مما هي عليه في الغرب ، ناهيك عن التكاليف الباهظة في الدول الفقيرة ، بل إن المختصين في الواقع العملي أبرزوا تلك الحقيقة ، بل أبدى البعض مخاوفه من أن يتحول ذلك الأمر إلى نوع من التجارة واستغلال إمكانات الفقيرات ، وتوجيهها إلى الأغنياء ، مما يضعف هؤلاء الأمهات ، ويؤثر تأثيرا مباشرا على صحتهن وصحة من يرضعن من أطفالهن ، بل إنه سيحرم كثيرا من الأطفال الأصليين أبناء هؤلاء الأمهات اللائي سيتعاملن مع هذا البنك ( لبيع ألبانهن في مقابل مادي يحصلن عليه ) ويحرمن أطفالهن من حقهم الطبيعي في الغذاء من لبن أمهاتهن ، كما سينتج عنه تشجيع كثير من الأمهات من الطبقات الدنيا على امتهان هذه المهنة ( مثل الاتجار ببيع الدم ) ، ثم إنه لا يزال يوجد في المجتمعات الإسلامية وبفضل الله نوع من التكافل والترابط الأسري ففي الأسر الكبيرة التي تضم العمات والخالات هناك أكثر من امرأة تستطيع الإرضاع في الأسرة ، فإذا تعذر على واحدة منهن إرضاع طفلها ، كان هناك من القريبات ، أو الجارات أو الصديقات ، أو حتى المرضعات بأجر أو بغير أجر احتسابًا للثواب عند الله تعالى 0
7- الدكتور صبري عبد الرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يري أنه انه إذا كان إنشاء بنك اللبن قد أجيز في المجتمع الأوروبي فلا يصح أن يكون له وجود في المجتمع الإسلامي لأن جمع اللبن وخلطه وإعطائه للأطفال الصغار وهم في سن الرضاع يؤدي إلي خطر جسيم خاصة وأن المرضعات لا يسلمن من المرض وبذلك تنتشر الأمراض ويزداد الضعف العام للأطفال الصغار لأن إخراج اللبن من المرضعة ثم الاحتفاظ به بطريقة كيميائية لابد وأن يخرج هذا اللبن عن طبيعته التي طبعها الله عليها فلبن الأم لابد وأن يصل إلي جوف الطفل مباشرة وهو يكون بارداً في الصيف حاراً في الشتاء حتى لا يتأذي الطفل وهذا دليل قدرة الله عز وجل أما الإنسان فكما هو مقرر ومعلوم من الدين بالضرورة أن الإنسان إذا تدخل في شيء أفسده من هنا فأنني أناشد المسئولين بالإعراض عن إنشاء هذا البنك الذي نجد ضرره أكثر من نفعه فقد يقول البعض إن لبن النساء إذا اختلط لا يترتب عليه حرمة نقول إن الفقهاء قد أجمعوا علي أن الطفل إذا رضع من مجموعة من النساء في مكان معين حرم عليه أن يتزوج من هؤلاء النسوة المحصورات في مكان معين وأيضاً يحرم عليه أن يتزوج من بنات هؤلاء المرضعات وعلي فرض أن الأمر إذا اختلط فقد عم فيه البلاء إن لم يكن الأمر حراماً فعلي الأقل فيه شبهة تحريم والرسول يقول ( دع ما يريبك إلي ما لا يريبك ) ، ولذا نقول بعدم مشروعية بنك اللبن في بلد إسلامي 0
8- الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد مدير إدارة الفتوى بأوقاف دبي : إن ما يحدث ويجري لدى الأمم الغربية من اتخاذ بنوك للحليب يباع ويشترى أو يوهب ويوزع مجانا فيه ضرر كبير ومخاطر محققة , حيث ينتشر التحريم بين الناس من حيث لا يشعرون , لان المرأة لا تدري أين ذهب حليبها , والطفل لا يعلم من أين رضع وهنا يترتب على ذلك اختلاط المحرمية بين الناس , ثم الوقوع في المحاذير الشرعية في النكاح حيث يتزوج الرجل أمه أو أخته أو ابنته أو عمته أو خالته وهذا يعتبر مبدأ من مبادئ الإباحة الإلحادية التي تقوم عليها الأمم التي لا تعرف ديناً أو قيماً ، لذلك نرى أن ( بنوك حليب الأمهات ) التي قامت في بعض الدول الغربية لا يجوز أن تنشأ في الدول الإسلامية لمخاطرها الدينية التي أشرنا إليها , وكذلك يجب ألا يقلد المسلمون الغرب في إباحتهم بل يجب أن يعتزوا بإسلامهم الذي كرمهم الله تعالى به , ويحافظوا على دينهم ومعتقداتهم وآدابهم وعاداتهم , وان يكونوا مصدر إشعاع لا مصدر اقتباس 0
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
أدلة القائلين بالمنع
1- أن الرضاع من بنك اللبن يتحقق فيه نشر الحرمة ، إذ المعتبر وصول لبن الآدمية لجوف الطفل بغرض التغذية ، وأن خلطة ببعض جنسه لا تأثير له 0
2- القاعدة : الضرر لا يزال بالضرر ، فلا يزال عن الأطفال الضرر النازل بهم بارتكاب المحاذير العظام الناتجة عن هذه البنوك ، ويجاب عنه : أن المحاذير التي تذكرون منتفية لدينا0
3- الاستدلال بقاعدة : درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، إن درء مفاسد هذه البنوك مقدم على ما فيها من مصالح ، يجاب عنه : يمكن تدارك وتلافي هذه المفاسد بأخذ التدابير اللازمة وما يكون من مفسدة يغتفر في بحر مصالح هذه البنوك 0
4- أخذ للحيطة والحذر خاصة وأنها لم تعم البلوى في بلادنا الإسلامية ، يجاب عنه : ليس لدينا محاذير أو مفاسد حتى نأخذ الحيطة والحذر 0
5- أنه لا ضرورة ملجئة إلى إنشاء هذه البنوك لوجود الحليب المجفف وهى ذات فائدة كبيرة ويستطيع الطفل الاستغناء بها عن أمه ، يجاب عنه : أن هناك حالات للأطفال لا يمكن معها إعطاؤه الحليب الصناعي فيكون البحث عن الحليب الطبيعي ضرورة ماسة 0
القول الثاني : الجــــواز
1-- قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الخلاصة : أننا لا نجد هنا ما يمنع من إقامة هذا النوع من بنوك الحليب ، مادام يحقق مصلحة شرعية معتبرة ، ويدفع حاجة يجب دفعها ، آخذين بقول من ذكرنا من الفقهاء، مؤيدًا بما ذكرنا من أدلة وترجيحات ، وقد يقول بعض الناس: ولماذا لا نأخذ بالأحوط ، ونخرج عن الخلاف ، والآخذ بالأحوط هو الأورع والأبعد عن الشبهات وأقول : عندما يعمل المرء في خاصة نفسه ، فلا بأس أن يأخذ بالأحوط والأورع ، بل قد يرتقى فيدع ما لا بأس به حذرًا مما به بأس ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعموم ، وبمصلحة اجتماعية معتبرة ، فالأولى بأهل الفتوى أن ييسروا ولا يعسروا ، دون تجاوز للنصوص المحكمة ، أو القواعد الثابتة ، ولهذا جعل الفقهاء من موجبات التخفيف : عموم البلوى بالشيء مراعاة لحال الناس ورفقًا بهم ، هذا بالإضافة إلى أن عصرنا الحاضر خاصة أحوج ما يكون إلى التيسير والرفق بأهله ، على أن مما ينبغي التنبيه عليه هنا هو أن الاتجاه في كل أمر إلى الأخذ بالأحوط دون الأيسر أو الأرفق أو الأعدل ، قد ينتهي بنا إلى جعل أحكام الدين مجموعة أحوطيات تجافي روح اليسر والسماحة التي قام عليها هذا الدين ، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( بعثت بحنيفية سمحة ، إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ) ، والمنهج الذي نختاره في هذه الأمور هو التوسط والاعتدال بين المتزمتين والمتهاونين ( وكذلك جعلناكم أمة وسطًا )( البقرة 143) 0
وقال الشيخ الدكتور علي القره داغي في بحثه بنوك الحليب : فضيلة الشيخ القرضاوي انتهى إلى ترجيح رأي الإمام أبي ليث بن سعد ، والإمام أحمد في إحدى روايتيه والظاهرية في اشتراط الامتصاص المعروف أي أن يأخذ الطفل الحليب من الأم عن طريق المص الذي يتجلى فيه حنان الأمومة وتعلق البنوة ، وأيده في ذلك الدكتور خالد المذكور ، لكنه أضاف بأن اللبن الصناعي خطر على صحة الطفل سواء كان من لبن الحيوان ، أو من لبن الأم ، لأنه يتعرض للتجفيف ونحوه ، وأيده كذلك بعض العلماء الذين حضروا ندوة المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ، وبهذا الرأي صدرت فتوى من دار الإفتاء المصرية ، هذا نصها : ( أرسلت وزارة الصحة المصرية إلى دار الإفتاء تسأل : هل إنشاء بنك لألبان الأمهات حلال أم حرام ؟ والبنك يقوم بجمع لبن الأمهات عن طريق التبرع أو البيع ثم تبريده وحفظه في ثلاجات لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر ... أو تجفيفه وإعطائه للأطفال المحتاجين للرضاعة الطبيعية ، حكم العلاقة بين طفلين رضعا من هذا الحليب : ولكن خرجت مشكلة دينية إلى السطح : ماذا يحدث إذا رضع طفل وطفل من هذا اللبن 00 ثم كبرا وأرادا الزواج 00 فهل تقف مسالة (الأمهات في الرضاعة) عقبة في زواجهما ؟
2-- دار الإفتاء المصرية : تقول إنه لا تحرم رضاعة أي طفل من هذا اللبن الزواج من ابنة الأم التي أعطت هذا اللبن واستندت دار الإفتاء في هذا إلى أن مذهب أبي حنيفة قد نص على أن الرضاع لا يحرم إلاّ إذا تحققت شروطه ومنها أن يكون اللبن الذي يتناوله الطفل لبن المرأة 00 وأن يصل إلى جوفه عن طريق الفم ولا يكون مخلوطاً بغيره كالماء أو الدواء ولبن الشاه أو بجامد من أنواع الطعام أو بلبن امرأة أخرى فإن خلط بنوع من الطعام ، أو طبخ معه على النار فلا يثبت التحريم باتفاق أئمة المذهب 00 وإذا لم تمسه النار فلا يثبت به التحريم أيضاً عند أبي حنيفة سواء أكان الطعام المضاف غالباً أو مغلوباً 00 لأنه إذا خلط الجامد بالمائع صار المائع تبعاً فيكون الحكم للمتبوع والعبرة بالغلبة ولو خلط لبن امرأتين فإن العبرة للغلبة أيهما كان أكثر فإنه يثبت التحريم دون الآخر وإن استويا ثبت التحريم بهما ، والرضاع لا يثبت بالشك ولا يجعل اللبن رائباً أو جبناً فإن تناوله الصبي لا تثبت به الحرمة لأن اسم الرضاع لا تقع عليه ، ومن عرض جميع الآراء قالت دار الإفتاء إن اللبن المجفف بطريقة التبخير والذي صار مسحوقاً جافاً لا يعود سائلاً 00 بحيث يتيسر للأطفال تناوله إلاّ بعد خلطه بمقدار من الماء يكفي لإذابته وهو مقدار يزيد عن حجم اللبن ويغير من أوصافه ويعد غالباً عليه ، وبالتطبيق على ما سبق من الأحكام لا يثبت التحريم عليه شرعاً وبذلك فإن لبن الرضاعة الذي يجمع لإعداده لتغذية الأطفال بإحدى الطريقتين المشار إليهما وبجمع من نساء عديدات غير محصورات ولا متعينات بعد الخلط فالنصوص الفقهية واضحة في انه لا مانع من الزواج بين الصغيرين اللذين تناولا هذا اللبن من الوجهة الشرعية لعدم إمكان إثبات التحريم في حالة عدم تعيين السيدة أو السيدات اللائي ينسب إليها أو إليهن لبن الرضاعة ، أما في حالة تبريد اللبن وبقائه من شهرين إلى ثلاثة صالحاً للتناول وإعطائه للأطفال بحالته الطبيعية فإن عامل الجهالة يبقى دائماً أيضاً ومن ثم لا يكون هناك مانع من الزواج بين أبناء الرضع 00 والرضع الذين يحبلون على لبنها عن طريق البنك ) 0
3-- قال الدكتور عبد التواب مصطفى خالد معوض : يقول الشَّيخ بدر المتولي عبد الباسط : ولذلك أميل جدًّا إلى الاتجاه الَّذي وصل إليه أخي وابني الدكتور يوسُف القرضاوي ؛ ولكن إن استطعنا - وأعتقد أنه غير مستطاع - أن نحدد المرضعات فإن هذا يكون أوجه 0
4-- سئل الشيخ عطية صقر : هل لبن الأمهات إذا جفف يحرم به ما يحرم بالرضاع من اللبن السائل ؟
فأجاب : ثبت التحريم بالرضاع في القرآن والسنة ، إذا كان في مدة الحولين ، مع الاختلاف بين الفقهاء في عدد الرضعات التي يثبت بها التحريم ، واللبن إذا كان سائلا وأخذ من امرأة معلومة ورضعه طفل معلوم ثبت به التحريم أما إذا جهلت المرضع أو جهل الرضيع فلا يثبت التحريم ، وكذلك الشك لا يؤثر في ذلك ، لأن الأصل عدمه ، وعليه إذا خلط لبن من نساء متعددات غير متعينات ، ورضع منه طفل :هل يثبت به التحريم أو لا ؟ لقد أنشئ في بعض البلاد ما يسمى ببنك اللبن كما أنشئ بنك الدم ، وكان العلماء في حكمه فريقين ، الفريق الأول أخذ بالاحتياط والورع وقال : لا يجوز إرضاع الأطفال منه ، لأنه قد يترتب عليه أن يتزوج الولد من أخته أو من صاحبة اللبن وهو لا يدرى ، والفريق الثاني لم يجد سببا للمنع و الحكم بالحرمة ، لأنها لا تثبت إلا إذا عرفت الأم التي كان منها اللبن على اليقين ، وعند الجهل لا تثبت الحرمة ، وإن كان من الورع الابتعاد عنه ، هذا ، وقد أفتى الشيخ أحمد هريدي مفتى مصر سنة 1963 م بأن التغذية بهذا اللبن المجموع في بنك اللبن لا يثبت بها تحريم ، وجاء في هذه الفتوى ما نصه : إن اللبن المجفف بطريقة التبخير والذي صار مسحوقا جافا لا يعود سائلا بحيث يتيسر للأطفال تناوله إلا بعد خلطه بمقدار من الماء يكفى لإذابته ، وهو مقدار يزيد على حجم اللبن ويغير من أوصافه ويعتبر غالبا عليه ، وبالتطبيق على ما ذكرنا من الأحكام لا يثبت التحريم شرعا بتناوله في هذه الحالة ، وقد انتهى إلى هذا الحكم بعد نقل كثير من أقوال الفقهاء في مذهب الأحناف 0
5-- يرى الدكتور عبد التواب مصطفى خالد معوض أن بنوك الحليب حلال لا شيء فيها كما قرر ذلك في بحثه بنوك الحلِيب في ضوء الشريعة الإسلامية - دراسة فقهية مقارنة حيث قال : دليل التحليل لفكرة بنوك الحلِيب ، وما يترتب عليها من آثار أرجح من دليل التَّحريم إذا توافر فيها مناط الجهل والشك والضرورة الشرعيَّة 0
6-- القرار رقم (3/12) الصادر عن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بشأن انتفاع الأطفال من لبن بنوك الحليب القائمة في البلاد الغربية ، تداول أعضاء المجلس في موضوع انتفاع أطفال المسلمين - ولا سيما الخدَّج وناقصي الوزن عند الولادة - من لبن بنوك الحليب المنتشرة في المجتمعات الغربية ، والتي يحتاجها هؤلاء الأطفال إنقاذاً لحياتهم ، وبعد الاطلاع على القرار رقم 6(6/2) الصادر عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي بشأن إنشاء بنوك الحليب في العالم الإسلامي وحرمة الرضاع منها ، استعرض المجلس الدراسات الفنية والشرعية المقدمة من بعض أعضائه حول بنوك الحليب ، ونظراً لتغير الحيثيات التي استند إليها قرار المجمع الفقهي الدولي وبخاصة ما يتعلق بالمسلمين المقيمين في ديار الغرب ، حيث إن هناك بنوكاً للحليب قائمة منذ زمن وتأخذ بالتزايد والانتشار من قطر إلى آخر ، إضافة إلى تزايد أعداد المسلمين المقيمين في الغرب وعدم توافر المرضعات المعروفات كما هو الشأن في العالم الإسلامي فإن المجلس يقرر ما يلي :
أولاً : لا مانع شرعاً من الانتفاع من لبن بنوك الحليب عند الحاجة 0
ثانياً : لا يترتب على هذا الانتفاع التحريم بسبب الرضاعة ؛ لعدم معرفة عدد الرضعات ، ولاختلاط الحليب ، ولجهالة المرضعات بسبب المنع القانوني المطبَّق في هذه البنوك من الإفصاح عن أسماء مُعْطِيات الحليب ، فضلاً عن وفرة عدد هؤلاء المعطِيات الذي يتعذر حصره؛ وذلك استئناساً بما قرره الفقهاء من عدم انتشار الحرمة فيمن يرضع من امرأة مجهولة في قرية ، لتعذر التحديد ، ولأن الحليب المقدم من تلك البنوك هو خليط من لبن العديد من المرضعات المجهولات ولا تعرف النسبة الغالبة فيه ، والله أعلم 0
7-- الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه عضو مجمع البحوث الإسلامية يري جواز وجود بنك لألبان الأمهات وأن خلطه يصعب فيه القول بالتحريم ، ويستدل بأن الفتوى التي يقول بها الكثيرون علي مذهب الإمام الشافعي وهي أن الرضاع الذي يحرم هو الذي يكون بخمس رضعات متفرقات من امرأة بعينها لكن الذي سيحدث في بنوك الألبان أنها ستجمع من السيدات وتوضع في أوان لحفظها حفظاً طبياً بعيداً عن التلوث وأي شيء يضر بالأطفال ثم يتم خلط الألبان بعضها ببعض بشكل لا يمكننا به من أن نقطع بل حتى نظن أن الطفل الذي أخذ جرعته من هذه الألبان قد أخذ هذه المرات الخمس من امرأة معينة ، وبناءً علي هذا فلا يحصل الشرط الذي يثبت التحريم وهو أن الطفل يكون قد رضع خمس رضعات متفرقات من امرأة بعينها ، وإذا كان المشرفون علي بنك لبن الأمهات سيضعون ألبان كل امرأة معينة في قارورة مثلاً يكتب عليها اسمها وهذا احتمال بعيد فإذا رضع طفل خمس رضعات متفرقات من هذا اللبن المحفوظ بالاسم ثبتت بنوته لها وترتبت علي ذلك كل الأحكام المترتبة علي الرضاعة ، ويؤكد على أنه يرتب الحكم علي ما إذا كانت الحاجة تدعو إلي إنشاء هذا البنك فإذا كانت الحاجة تدعو إليه لتغذية الأطفال الذين لا يجدون بديلاً فإن هذا يكون مبرراً للقول بإباحة هذا العمل حتى لو أخذت صاحبة اللبن أجراً عليه مادامت الحاجة داعية إلي هذا ، أما إذا قال الأطباء بأنه لا يوجد ما يدعو لإنشاء مثل هذا البنك فأري التوقف عن إنشائه لا علي سبيل التحريم وإنما علي سبيل الأفضلية
أدلة القائلين بالجواز
1- إن إنشاء بنوك الحليب لا يوقع في المحذور الشرعي لأن الرضاع منها لا يتحقق فيه نشر الحرمة وعليه فلا بأس من إنشائها ، وذلك لفقدان شروط الرضاع المؤثرة ومن ذلك مص الثدي ، ولوجود الجهالة في الرضاع فيها وأنها ألبان مختلطة بعض الفقهاء يرى عدم تأثيرها 0
2- أن مبنى الشريعة على جلب المصالح ودفع المضار ، والمصلحة ظاهره للأطفال المحتاجين للحليب البشري ودفعاً لضرر الحليب الصناعي 0
3- يجوز إقامة هذه البنوك لتوفير الحليب لمن يحتاجه من الأطفال ، قياس على الرضاع من نساء أخريات غير الأم ، ويجاب عنه : انه قياس مع الفارق 0
4- قول النبي صلى الله عليه وسلم ( يسروا ولا يعسروا ) ، ومن التيسر إقامة مثل هذه البنوك المفيدة ، يجاب عنه : أن المسلمين في غنى عن هذه البنوك 0
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
الخــــــــلاصـة
يقول الدكتور عبد التواب مصطفى خالد معوض : والخلاصة : أن بنوك الحلِيب يترجح فيها دليل الحل على دليل الحرمة ؛ لتوافر مناطين :
الأول : مناط الجهل ، أو الشك 0
الثَّاني : مناط الضرورة الشَّرعيَّة بمعنى أن يلجأ إلى هذه البنوك إذا تحققت عناصر الضرورة الشرعية الآتية :
1- أن تكون الضرورة ملجئة ، وذلك بأن يخشى على الأطفال الخدج الهلاك أو المرض0
2- أن تكون الضرورة قائمة لا منتظرة، فليس لهؤلاء الأطفال أن يرضعوا من هذه الألبان قبل التأكد من حاجتهم إليها بواسطة الأطباء المختصين 0
3- ألا يكون لدفع الضرورة وسيلة أخرى غيرها ، فلو أمكن الاعتياض عن هذه البنوك بألبان صناعيَّة مأمونة صالحة لحياتهم فلا حاجة لاستعمالها 0
4- أن يكون الضرر المترتب على ارتكاب المحظور أقل من الضرر المترتب على وجوده حال الضرورة كما قال السيوطي : الضرورات تبيح المحظورات بشرط عدم نقصانها عنها 0
ضوابط وقيود وتَوصيات لبنوك الحليب
يقول الدكتور عبد التواب مصطفى خالد معوض : إذا كنَّا قد رجَّحنا دليل التحليل لـبنوك الحلِيب ، وما يترتب عليها من آثار في تحقيق المناطين - الجهل أو الشك والضرورة - فإنه من المناسب أن نذكر بعض القيود والضوابط الَّتي نرى أنها بمثابة توصيات تجب مراعاتها حال استخدام حليب البنوك ؛ حتى تؤدي هذه البنوك وظيفتها ، أو دورها المأمول دون تجاوز أو ارتكاب محظور ، أو منكر يؤدي إلى استصدار فتاوى أخرى يرجح بها دليل التَّحريم على دليل التحليل ، وهذه الضوابط تتلخَّص فيما يلي :
1-- أن تكون الأم صاحبة اللَّبن سليمة البدن ذات عقل راجح ؛ لأن للرضاع تأثيرًا في نمو عقل الأطفال فقد روى زياد السهمي رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسترضع الحمقى ، فالمرضعة السكري ، أو المجنونة ، أو الَّتي تتغذى على لحوم الخنازير ، أو الَّتي تتناول المخدرات ، وما إلى ذلك يجب اجتناب لبنها 0
2-- يجب التأكد بواسطة العلماء المختصِّين من احتواء اللَّبن على كل عناصر الغذاء المطلوبة لنمو الطِّفل وإلا لا فائدة من استعماله 0
3-- ألاَّ يؤخذ من لبَن الأم المتبرعة أو المستأجرة أكثر من مرَّتين أو ثلاثة ، حتَّى لا يكون في ذلك إضرار بالطِّفل صاحب اللبن ، أما إذا فطمت الأم ولدها ، أو توفي ، أو أصيب بمرض منعه الرَّضاع ، فلا حرج على الأم عندئذ أن تهب ، أو تبيع لبنها 0
4-- أوصت وزارة الصحة بتدوين أسماء الأمهات المتبرعات ، أو عمل سجل خاص بكل أم إن أمكن ذلك ( تتأكد الوزارة من خلاله استيفاء جميع الضوابط المذكورة سابقًا ) ، وحبذا استعمال أجهزة الحاسوب في ذلك 0
5- تقوم الوزارة بتقسيم اللَّبن إلى نوعين :
الأول : اللَّبن الطازج :
وهو نوعان :
أ- نوع خاص : وذلك بجمع لبن كل أم في قارورة خاصة مع كتابة اسمها ، وبياناتها عليها ، أو تدوين ذلك في شهادة ميلاد الطِّفل بحيث يمكنه التحري - فيما بعد - من الوقوع في حرمة الزَّواج من أخواته من الرَّضاع وفي هذا النوع - إذا تم - لا تكون بحاجة إلى بيان حكم التحليل ، أو التَّحريم البتة 0
ب- نوع عام : وذلك بجمع لبن الأمهات مختلطًا عند تعذر الكتابة والتدوين ، واستعماله حال الضرورة فيما لو كان اللَّبن الصناعي غير كاف ، أو ملوثًا بمواد سامة، أو غير مناسب لتغذية هؤلاء الأطفال ، أو عقب الكوارث الَّتي يقدرها الله سبحانه وتعالى على بعض الأقطار الإسلاميَّة كالزلازل الشديدة الَّتي تحول دون وصول المساعدات العاجلة ، أو الحروب الَّتي تمنع وصول الألبان الصِّناعيَّة ، أو حالات التصحر والجفاف الَّتي تودي بحياة الآلاف من الآباء والأمهات والأطفال ولا يجدون من يمد لهم يد العون ، أو الفيضانات الكاسحة الَّتي تغمر اليابسة بين عشية وضحاها ، كل هذه الحالات وأمثالها تفرض على الأمهات المرضعات إرضاع من فقد أمَّه ، وقد تضطر الدولة إلى جمع لبن الأمهات ، ولو إجباريًّا ؛ لإنقاذ حياة الأطفال من موت محقق الوقوع 0
الثَّاني : اللَّبن المجفف :
وهو ما يمكن الاحتفاظ به لفترات طويلة بعد معالجته ، والاحتفاظ به في صورة بودرة تخلط بالماء عند الاستعمال ، أو يخلط بالطعام أو الدواء ، فيأخذ حكم اللَّبن المشروب ويستعمل ضرورة للأطفال الخدج ، أو الطبيعيين مع مراعاة الضوابط المذكورة سابقًا ، والله من وراء القصد، وهو أعلم بالصواب 0
القول الثالث : الجواز عند الحاجة
قال الشيخ محمد نعمان البعداني في بحثه بنوك الحليب : على فرض مسيس الحاجة إلى وجود هذه البنوك يطالب بوضع احتياطات مشددة لها منها : أن يجمع الحليب ويتم أخذه من المرضعات في أواني منفصلة ، وأن يكتب على كل قارورة اسم المتبرعة بحيث تعرف صاحبة كل حليب ، ويسجل في السجل اسم الطفل الذي تناول هذا الحليب ، ويتم إثبات واقعة الرضاع في سجلات محفوظة مع إشعار ذوي الشأن ، ويعلم أهل الطفل اسم هذه المرضعة ؛ حرصاً على عدم تزاوج من بينهم علاقة رضاعية محرمة ، وبذلك ينتفي المحذور (فتاوى قطاع الإفتاء بالكويت )
القول الرابع : التــوقف
توقفت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في مسألة بنوك الحليب البشري المختلط – التي عالجتها في ندوة الإنجاب – واكتفت بعرض الاتجاهات الفقهية ، مع النص على عدم تشجيع قيام تلك البنوك ، فجاء في توصيات تلك الندوة ما يلي ( عدم تشجيع قيام بنوك الحليب البشري المختلط ، فإذا دعت الضرورة الطبية إلى ذلك تنشأ بنوك حليب بشري للأطفال الخدج ) ، ورأي فريق من المشاركين – استنادا إلى رأي جمهور الفقهاء – أنه ينبغي جمع الحليب بحيث تعرف صاحبة كل حليب ، واسم من رضع منها ، ويتم إثبات واقعة الرضاع في سجلات محفوظة ، مع إشعار ذوي الشأن حرصا على عدم تزاوج من بينهم علاقة رضاعية محرمة ، في حين يرى بعضهم عدم الحاجة إلى معرفة صاحبة كل حليب ، ومن رضع منها ، استنادا إلى رأي الليث بن سعد ، وفقهاء الظاهرية ، ومن وافقهم ممن ذهب إلى أن الرضاعة لا تتحقق إلا بالمص من ثدي المرضعة 0
وممن توقف فيه الشيخ عبد العزيز عيسى ، والشيخ عبد الحليم الجندي كما في مجلة المجمع الفقهي 0

الحـــكم
الطبي والاجتماعي والنفسي لبنوك الحليب
1- قال الدكتور عبد التواب مصطفى خالد معوض :
أ-- رأي الدكتور علي فهمي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعيَّة والجنائية : حيث يذكر أنه لو دخل هذا المشروع نطاق التنفيذ فسيكون فاشلاً ، وسيخلق جيلاً فاشلاً اجتماعيًّا لا يمكن أن يتكيف مع المجتمع والبيئة الَّتي يعيش بها ؛ وبالتالي سيخلق جيلاً ضعيفًا مليئًا بالأمراض والأوبئة ؛ لأنه سيحرم كثيرًا من الأطفال الأصليين أبناء هؤلاء الأمهات اللائي سيتعاملن مع هذا البنك مما يترتب عليه حرمان هؤلاء الأطفال من حقِّهم الطبيعي في الغذاء مقابل بيع هذا اللبن ، كما سينتج عنه تشجيع كثير من الأمهات على امتهان هذه المهنة - مثل الاتجار ببيع الدم - وسيكون هؤلاء الأمهات من الطبقات الدُّنيا الَّتي لا شك أنَّ لديهن كثيرًا من الأمراض ، ولا أتصور أن تكون هذه العملية إنسانية ؛ لأنها تعمل على تشجيع الأمهات على الامتناع عن إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية هذا إلى جانب الناحية النفسيَّة للطِّفل ، ومما يثبت ذلك أن النظرية الفرويدية تقول : إنه بمجرد إعطاء الطِّفل ثدي الأم يحدث عنده إشباع في المرحلة الأولى الَّتي هي مرحلة لا بد أن يمر بها كل طفل طبيعي ، وحرمان الطِّفل من هذه المرحلة سيؤدي إلى بعض الأمراض النفسيَّة فيما بعد ، ويصبح الطِّفل كائنًا غير اجتماعي محرومًا جزئيًّا من الحنان ؛ فيصبح كائنًا ضد المجتمع 0
ب-- رأي الأستاذ محمَّد فؤاد إسماعيل ( متخصص حفظ وتبريد الألبان ) : يقول إن الله - عز وجل - كرَّم الإنسان وفضله على سائر مخلوقاته، وبتطبيق نظام بنك ألبان الأمهات، ومع تقديري للأمهات إلا أنها تتمثل بالبقر الحلوب ، أو الجاموسة ، أو النعاج يجمع لبنها وتعامل بوسائل الحفظ المختلفة من تبريد وتجفيف ، هذه الطريقة لا يمكن أن يقبلها الإنسان لا شكلاً ولا موضوعًا 0
2- يقول الدكتور مصطفى حمامي وكيل وزارة الصحة المصرية للرعاية الأساسية : إن من أهم أغراض الإرضاع تحقيق الارتباط بين أم وطفل ، وتوفير جو من الحنان له ، وهذا طبعًا لا يمكن تحقيقه عن طريق بنك الحليب 0
3- يقول الدكتور عبد الصادق حامد الأعرج المدرس بكلية الطب في بنها : فهل تستطيع الأم مشاركة طفلها مع آخر يوفر له الحماية الضرورية عن طريق البنك ، أم أنه سوف يتحول إلى نوع من التجارة واستغلال إمكانات الفقيرات وتوجيهها إلى الأغنياء ، مما يضعف هؤلاء الأمهات ويؤثر تأثيرًا مباشرًا على صحتهن ، وصحة من يرضعن من أطفالهن ، إلى جانب أنه ثبت علميًا أن نسب حدوث النزلات المعوية في الرضاعة الصناعية خمسة أضعاف الرضاعة الطبيعية ، فهل تحقق الفكرة القضاء على النزلات المعوية كعلاج ؟
4- يقول الدكتور محمد فؤاد إسماعيل اختصاصي حفظ الألبان وتبريدها في مصر فيقول : إن الله عز وجل كرم الإنسان وفضله على سائر مخلوقاته ، وبتطبيق نظام بنك ألبان الأمهات ( ومع تقديري للأمهات ) إلا أنها تتمثل بالبقرة الحلوب أو الجاموسة أو النعاج بجمع لبنها ، وتعامل بوسائل الحفظ المختلفة من تبريد وتجفيف ، هذه الطريقة لا يمكن أن يتقبلها الإنسان لا شكلاً ولا موضوعًا لسنا بحاجة إليها 0
5- الدكتور محمود حسن أستاذ طب الأطفال ورئيس قسم الأطفال بمستشفى الأطفال والولادة بجدة ، والدكتور محمد أمين صافي الأستاذ المساعد بقسم الكائنات الدقيقة بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز ، والدكتور أحمد خالد حميدة الأستاذ المساعد بطب الأطفال بجامعة الملك عبد العزيز في السعودية ، أجمعوا بأنه لا توجد حاجة حقيقية لبنوك اللبن في البلاد الإسلامية بصورة خاصة ، والبلاد النامية بصورة عامة ، وذلك لانتشار الرضاعة من الأم ، وإذا لم تتيسر الرضاعة من الأم فإن المرضعات لا يزلن بحمد الله موجودات ، ولا تزال المجتمعات الإسلامية تعيش نوعًا من التكافل والترابط الأسري ، ففي الأسرة الكبيرة التي عادة ما تضم العمّات أو الخالات هناك أكثر من امرأة تستطيع الإرضاع في الأسرة ، فإذا تعذر على واحدة منهن إرضاع طفلها ، كان هناك من القريبات ، أو الجارات ، أو الصديقات من يقمن بهذا العمل الإنساني العظيم ، وإذا تعذر ذلك كله ، وهو أمر نادر الحدوث فهناك أيضًا المرضعات بأجر أو غير أجر احتسابًا للثواب عند الله تعالى 0
6- الدكتور احمد حسن استشاري طب الأطفال بمركز الخليج الطبي بدبي : إن ظاهرة انتشار بنوك الحليب في المجتمعات الغربية لا يجب أن تؤخذ كحقيقة واقعة أو أمر مسلم به , ولكن يحجب أن ننظر إليها من واقع مجتمعنا الإسلامي أولا ، وبيئتنا العربية والشرقية ثانيا ، وهل هذا الاتجاه يتفق مع العادات والتقاليد والأعراف التي تربينا ونشأنا عليها أم لا ؟ والواقع أن لهذه الظاهرة جوانب عدة منها الجانب الطبي أو العلمي بأبعاده السلبية التي تجنبنا هذا الأسلوب ووجوهه الايجابية التي ترغبنا به 0
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
مســـــــــألة
الرضاع بلبن الميتة
قال ابن قدامه في المغني : مسألة الرضاع بلبن الميتة : ويحرم لبن الميتة ، كما يحرم لبن الحية ، لأن اللبن لا يموت ، المنصوص عن أحمد ، في رواية إبراهيم الحربي ، أنه ينشر الحرمة ، وهو اختيار أبي بكر ، وهو قول أبي ثور ، والأوزاعي ، وابن القاسم ، وأصحاب الرأي ، وابن المنذر ، وقال الخلال : لا ينشر الحرمة ، وتوقف عنه أحمد ، في رواية مهنا ، وهو مذهب الشافعي لأنه لبن ممن ليس بمحل للولادة ، فلم يتعلق به التحريم كلبن الرجل ، ولنا ، أنه وجد الارتضاع ، على وجه ينبت اللحم وينشز العظم من امرأة ، فأثبت التحريم ، كما لو كانت حية ; ولأنه لا فارق بين شربه في حياتها وموتها إلا الحياة والموت أو النجاسة ، وهذا لا أثر له ، فإن اللبن لا يموت ، والنجاسة لا تمنع ، كما لو حلب في وعاء نجس ; ولأنه لو حلب منها في حياتها ، فشربه بعد موتها ، لنشر الحرمة ، وبقاؤه في ثديها لا يمنع ثبوت الحرمة ; لأن ثديها لا يزيد على الإناء في عدم الحياة،وهي لا تزيد على عظم الميتة في ثبوت النجاسة 0
فصل : ولو حلبت المرأة لبنها في إناء ، ثم ماتت ، فشربه صبي ، نشر الحرمة ، في قول كل من جعل الوجور محرما ، وبه قال أبو ثور ، والشافعي وأصحاب الرأي ، وغيرهم ، وذلك لأنه لبن امرأة في حياتها ، فأشبه ما لو شربه وهي في الحياة ، وفي المدونة في الفقه المالكي : قلت : أرأيت المرأة تحلب من ثديها لبنا فتموت فيوجر بذلك اللبن صبي أتقع به الحرمة في قول مالك ؟ قال : نعم تقع به الحرمة ، قلت : وكذلك لو ماتت امرأة فحلب من ثديها لبن وهي ميتة فأوجر به صبي ، أتقع به الحرمة ؟ قال : نعم ، ولم أسمعه من مالك ولبنها في حياتها وموتها سواء تقع به الحرمة واللبن لا يموت 0
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الممتع : وقوله ( ولبن الميتة ) أي : محرِّم ، ما دمنا نقول : إن الرضاع لا بد أن يكون خمس رضعات فكيف يكون من الميتة ؟ يكون إذا كانت المرأة الميتة أرضعته قبل ذلك أربع مرات ، وبقي رضعة واحدة ، فلما ماتت إذا ثديها مملوء لبناً ، فسُلِّط الصبي عليه فمصه وشربه ، نقول : هذا مُحرِّم كما لو كانت حية ، بقي أن يقال : هل هذا الحليب طاهر أو نجس ؟ الجواب : هل هذه الميتة طاهرة أم نجسة ؟ الجواب : طاهرة ، إذاً حليبها طاهر ، وقال بعض أهل العلم : إن لبن الميتة ليس بمحرِّم ؛ لأن هذا شيء نادر ، والله ـ عزّ وجل ـ يقول ( وَأُمَهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ ) ، والميتة لا ترضع ، فالآية تدل على فعل واقع من المرضعة ، وهذا أقرب إلى الصواب ، وقال الدكتور مازن إسماعيل هنية : اختلف الفقهاء في الحكم بثبوت التحريم بلبن الميتة , على قولين , وبيان ذلك على النحو التالي :
القول الأول : لبن الميتة لا يُحرم , وهذا ما ذهب إليه الشافعية 0
القول الثاني : لبن المرأة الميتة ينشر الحرمة كما ينشرها لبن الحية , وهو قول الجمهور : من الحنفية والمعتمد عند المالكية والحنابلة 0
و قال الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي : ولبن الميتة : المرأة إذا ماتت وشرب صبي لبنها هل يثبت التحريم ، مثلاً : نحن قلنا خمس رضعات ، لو ارتضع أربع رضعات ، ثم جاءت سكتة للمرأة وماتت ، فشرب الرضعة الخامسة بعد موتها يقع هذا في بعض الحوادث ، ويقع في بعض الأحوال ؛ لكن هذا وارد ، الارتضاع من الميتة وارد وحتى في زماننا ، في بعض الحوادث مثل حوادث الزلازل التي وقعت وُجد صبي رضيع قد عاش مع أمه ما لا يقل عن أسبوعين ، وسخر الله له ثديها مع أنها ميتة ، فكان يعيش على هذا الثدي ، فالشاهد إذا ماتت هذه المرضعة وبقي عدد من الرضعات ، أو ارتضع منها وهي ميتة خمس رضعات ، قال بعض أهل العلم : لبن الميتة محرم ، وهو قول الجمهور ، وهو الصحيح ؛ وذلك أن الله تعالى يقول ( وَأُمَّهَاتُكُمْ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ ) أي وقع الإرضاع منهن وهذا لا شك أنه قد ارتضع من لبنها 0
سبب الخـــلاف
قال الدكتور مازن إسماعيل هنية : يرجع الخلاف إلى أنّ بعض العلماء اعتبر أنّ الميتة هي في حكم الوعاء النجس , وبموتها يحكم على اللبن بنجاسته وعلى انقطاع العلاقة بينها وبين الرضيع , واعتبر آخرون أنّ اللبن يبقي على طهارته رغم نجاسة الوعاء , وتبقي به صفة التغذية ولو بعد موت المرضعة قياساً على لحم البهيمة فإنّه يظل طاهراً يؤكل , مع أن ميتة الآدمي يحكم بطهارتها 0
القـــول الراجح :
قال الدكتور مازن إسماعيل هنية : من خلال استعراض أدلة الفريقين فإنني أميل إلى ما ذهب إليه الشافعية من أن لبن المرأة الميتة لا يُحرم , وذلك للأسباب التالية :
أولاً : لأن بالموت انقطعت الصلة بين المرضعة والرضيع 0
ثانياً : موت المرضعة قد يُفسد اللبن فيؤثر بدوره على الرضيع , وأخذاً بالأحوط , والله أعلم 0
وقال الدكتور سعد الدين بن محمد الكبي : لارتضاع بلبن امرأة ميتة: هل يشترط للتحريم بالرضاع أن تكون المرضعة حيةً أثناء الارتضاع ، فإذا شرب لبنها بعد موتها لم يُحرِّم ؟ اختلف الفقهاء في ذلك ، فذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه يُحِّرم لبن الميتة كما يحرِّم لبن الحيّة ، لأن اللبن لا يموت ، وهو قول أبي ثور والأوزاعي وابن القاسم وابن المنذر ، وذهب الشافعي إلى أنه لا ينشر الحرمة ، وبه قال الخلاّل من الحنابلة ، لأنه لبن ممن ليس بمحل للولادة فلم يتعلق به التحريم ، ورجح ابن قدامه إثبات التحريم ، وقال : لأنه لو حلب منها في حياتها فشربه بعد موتها لنشر الحرمة ، وبقاؤه في ثديها لا يمنع ثبوت الحرمة لأن ثديها لا يزيد على الإناء ، قال المطيعي في تكملة المجموع : ولو حلبت المرأة لبنها في وعاء ، ثمَّ ماتت ، فشربه صبي نشر الحرمة في قول كل من جعل الوجور محرماً ، فظهر أنّ مذهب الشافعية ، أنهم يخصون عدم انتشار التحريم بما لو ارتضع من ثديها بعد موتها ، أو حُلِب من ثديها في وعاءٍ بعد موتها ، أما لو احتلبت من ثديها في وعاء قبل موتها ثم شربه بعد موتها فإنه ينشر التحريم عندهم 0
كتبه
محمد بن فنخور العبدلي
محـــــ القـ 1432هــ ـــريات ـــافظة

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ثبت المراجع والمصادر
1- خطبة الحاجة للألباني ص 4
2- موقع الشيخ محمد العثيمين
3- ورقة عمل للدكتور يوسف القرضاوي بعنوان بنوك الحليب
4- بنوك الحليب للشيخ محمد نعمان البعداني
5- بنوك الحليب للشيخ الدكتور علي القره داغي
6- بنوك الحلِيب في ضوء الشريعة الإسلامية - دراسة فقهية مقارنة للدكتور عبد التواب مصطفى خالد معوض
7- موقع إسلام ست
http://www.islamset.com/arabic/alwseka/sad/bnkhaleb2.htm
8- موقع المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث البيان الختامي للدورة العادية الثانية عشرة للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث المنعقدة في مقره بدبلن في الفترة من 6 – 10 ذي القعدة 1424هـ الموافق 31/12/2003 - 4 يناير 2004
http://www.e-cfr.org/ar/index.php?ArticleID=280
9- صيد الفوائد http://saaid.net/Doat/Zugail/217.htm
10- موقع الإسلام سؤال وجواب
11- http://63.175.194.25/index.php?QR=4049&dgn=3&ln=ara
12- مجمع الفقه الإسلامي الدولي http://www.fiqhacademy.org.sa/
13- الموسوعة الإسلامية المعاصرة
http://www.islampedia.com/MIE2/fatawa/zakat1.htm
14- موقع الدكتور مازن إسماعيل هنية http://www.drmazen.ps/
15- مجلة المجمع الفقهي الإسلامي العدد الثاني 0
16- أحكام الرضاع في الإسلام للدكتور سعد الدين بن محمد الكبي
17- بنوك الحليب البشري – المؤلف غير معروف – تحت إشراف سماحة المفتي آل الشيخ
18- موقع باب مقال بعنوان بنوك الحليب.. كثير من المحاذير الدينية والطبية http://www.bab.com/articles/full_article.cfm?id=7574
19- موقع الفقه الإسلامي http://www.islamfeqh.com/News/NewsItem.aspx?NewsItemID=3837
20- مجلة عقيدتي – مقال للأخت هالة السيد موسي http://www.aqidati.net.eg/
21- موقع جريدة البيان http://www.albayan.ae/across-the-uae/1999-01-24-1.1156674
22- كتاب موانع الزواج لنور الدين أبو لحية
23- موقع الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي : http://www.shankeety.net/Alfajr01Be...r&section=Topics&action=SaveTopic&topicId=138




منقول
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
وفيكم بارك الله
جزاكم الله خيرا
 

تسابيح ساجدة

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
8,111
النقاط
38
الإقامة
المعهد
احفظ من كتاب الله
اللهم إجعلنا من العاملين به... آمين
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
هم كُثر ,,,
الجنس
أخت
بوركت شيخنا الفاضل
رفع الرحمن جل وعلا قدركم في الدارين
 

ابن عامر الشامي

وَعَنْ غِيبَةٍ فَغِبْ
إنضم
20 ديسمبر 2010
المشاركات
10,237
النقاط
38
الإقامة
المملكة المغربية
احفظ من كتاب الله
بين الدفتين
احب القراءة برواية
رواية حفص عن عاصم
القارئ المفضل
سعود الشريم
الجنس
اخ
أعلى