خواطر قرآنية - سورة يونس

طباعة الموضوع

ام عبد المولى

مراقب عام
إنضم
26 سبتمبر 2012
المشاركات
2,741
النقاط
38
الإقامة
المغرب
احفظ من كتاب الله
الجزء الخامس
احب القراءة برواية
ورش
القارئ المفضل
الشيخ الحصري
الجنس
اخت
خواطر قرآنية - سورة يونس
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة يونس
هدف السورة = الإيمان بالقضاء و القدر
كثير من الناس من يتسائلون:
1. هل الإنسان مسير أم مخير؟
2. لماذا هدى الله هذا للإيمان و لم يهد ذاك؟
3. لماذا أنجى الله فلاناً و لم ينج ذاك؟
4. ربنا يعلم ماذا سنفعل فلماذا يحاسبنا على ما نفعل؟
5. الله كتب على البعض عدم الهداية فلماذا السعي للعبادة؟
6. طالما أن الله كتب أهل الجنة و أهل النار فلم العمل إذاً, ما دام هذا لن يغير من الأمر شيئاً؟
هذه السورة تعلم القارىء كيف يرد على هذه الأسئلة و على هؤلاء المترددين أو المشككين و ليطمئن نفسه بالدرجة الأولى.
الحكيم لا يعبث
عندما نفهم أن الله حكيم و عادل, فهمنا أن لا محل للسؤال أصلاً. فالله يريد الحق و ليس العبث, و أفعال الله أفعال حكيم مدبر يرحم الناس فلا يصدر عنه سبحانه و تعالى غير الحكمة و التدبير و العظمة. و السورة تؤكد ذلك عن طريق التدبر في هذا الكون و التفكر في خكمة الله فيه, حتى تعلم بنفسك, هل يمكن أن يصدر عن هذا الخالق مثل هذا العبث؟؟؟
السورة ستظهر لك أن كل ما في الكون هومن حكمة الله و تدبيره فمحال أن يصدر عن الله سبحانه و تعالى العبث, فثق بحكمة الله و توكل عليه و لا تسأل غيره.
الكتاب الحكيم
1 (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) منذ بداية السورة, و سر اختيار الحكيم من بين أسماء القرآن أن نعلم أن قضاء الله و كلامه لا يصدر إلا عن حكمة بالغة و تدبير محكم.
2 (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ...) فالله تعالى حكيم ينزل رسالته أينما شاء, و هناك حكمة لاختيار الرسل, يقول الله في سورة الأنعام 124 (اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ).
يدبر الأمر
3 (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) الحديث عن ملك الله للكون و تدبيره له. و (يُدَبِّرُ الأَمْرَ) تتكرر كثيراُ في السورة حتى نعلم أن الله حكيم و مدبر, فكيف نظن العبث يصدر عن حكمته سيحانه و تعالى؟.
الحق عنوانها
4 (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ) تكررت كلمة الحق في السورة – التي تتحدث عن التسليم لقضاء الله و قدره – 23 مرة و هي أعلى نسبة بين السور. فلينظر كل حائر إلى ملك الله و ليتفكر في إدارو الله لملكه, فالآية هنا حددت تعذيب الله لبعض البشر, كما سيتوضح لاحقاً, بأنه كفرهم بالله سبحانه و تعالى و أعمالهم, و ليس ظلماً من الله لهم.
ما خلق الله ذلك إلى بالحق
6 (إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ) دعوة للتفكر في خلق الله و تدبيره في الليل و النهار, فالذي يدبر ذلك كله يستحيل عليه العبث, و يستحيل عليه الظلم, أي لا يدخل الناس النار بظلم الله لهم لكن بأعمالهم.
عمن تصدر هذه التساؤلات
7 (إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ) من يسأل هذه الاسئلة هم غير المتدينين و البعيدين عن الله و طاعته, و ذلك ليريحوا أنفسهم, فأصل المرض هو الغفلة عن آيات الله و عدم استشعار حكمته في أوضح صورها.
حكمة الله في أفعاله
و تستمر الىيات على نفس المعنى: فالله تعالى لا يصدر عنه العبث, فكل افعاله حكيمة.
31 (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ)
32 – 33 (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ – كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) فكلمة الحق و حقت تطمئن قلوبنا.
34 (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)
53 (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
55 (أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ)
حشد هائل من اآيات تصب في نفس المعنى و تركز على إوالة الشبهات و الشكوك من القب.
أفعالكم هي السبب
إن تركيز الآيات على الحق و الحكمة و التدبير يظهر أن ما يحدث للعباد إنما هو بسبب عملهم و سعيهم.
31 (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ) فلا يقع الهلاك من الله تعالى إلا من بعد الظلم من البشر. فالناس هم الذين يظلمون أنفسهم بأفعالهم.
و يظهر هذا المعنى جلياً في قوله تعالى 27 (وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ), 30 (هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ), 33 (كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)
و بالمقابل تكون المثوبة الربانية و المكافأة للذين استحقوها بأفعالهم أيضاً 26 (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
الله أعلم بعباده
كيف تتعجبون من قضاء الله و قدره و أفعاكم اشد غرابة؟
12 (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) انظر إلى الإنسان عندما تنزل به المصيبة, يدعو الله في كل احواله, قائماً و قاعداً و لجنبه, و عندما يحشف الله ما به من ضر, (مر) – و بسرعة – و بدأت غفلته و تصرفاته الغافلة. فما أغرب سرعة الغفلة.
21 (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ)
22 (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)
و القلب لا يصفو لخالقه إلى عند الشدة و لا يرق إلا في الكوارث, فإذا مرت بسلام نسي اللجوء إلى خالقه أو توقف عن التضرع لله, أنظر إلى من يركبون الموج في البحر 22 – 23 (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ – فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) أليس هذا من غريب صنعنا و تناقضنا مع الله.
و نحن في أمواج الحياة وتقلباتها, هل نفعل ذلك أيضاً؟؟؟ سبحان الله و تعالى عما يشركون.
و حتى لو لم ندرك الحكمة بعقولنا البسيطة, علينا التسليم لله تعالى و الرضا بقضائه و قدره في كل الأحول و كل ما يصيبنا. فالله لا يظلم أبداً و عنه تصدر الحكمة المطلقة. و هو الحكيم الخبير.
أنبياء الله و التوكل
لذلك جاءت قصص الأنبياء لتؤكد على معنى التوكل على الله عند دعوة الأنبياء لأقوامهم
نوح 71 (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ)
موسى 84 – 85 (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ – فَقَالُواْ عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
فرعون و قوم يونس
و في ختام السورة يذكر الله لنا قصة قومين, قوم فرعون و قوم يونس. و كلاهما كذب بأمر الله ولكن أنظر إلى حكمة الله في ما فعله بهم بعد أن اعلنوا رجوعهم لله.
فالقومين ظلا على تكذيبهما حتى نزل بهم العذاب من الله, و بعد أن نرى ما سيحدث لهما سنفهم أن حكمة الله كانت وراء ما حدث لهما.
90 (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) و هنا يظهر فرعون الإيمان, فيأتي الرد 91 (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
98 (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) و بالمثل قوم يونس كان العذاب قد نزل بهم, و عندما آمنوا كشف الله عنهم العذاب.
نلاحظ الاختلاف بما حدث لهما مع أن مجريات الاحداث كانت متشابهة, و حكمة الله هي التي كانت وراء ذلك. فالله يعمل مافي صدورهم, فقد يقول قائل, اليس من الممكن أن يؤمن فرعون حقاً؟ إن الله سبحانه و تعالى يعلم مافي الصدور و يعلم انه لو عفا عنه لعاد للكفر, و الدليل أن الله أعطى فرعون قبل هذه الكثير من الفرص و لكنه في كل مرة كان يرتد لكفره, و من ثم في هذه المرة قد رأى آية كبيرة و هي انشقاق البحر, فبدل من أن يتفكر فيها و يؤمن بالله تعالى مضى في طغيانه و دخل البحر لاحقاً بقوم موسى فأغرقه الله و لم يقبل عودته للإيمان لأنها عودة كاذبة.
أما قوم يونس, فالله تعالى علم منهم صدق العودة, و لأنه رحيم, أعطاهم فرصة ثانية و لاحظ كيف انهم بقوا على إيمانهم بعد أن كشف الله عنهم العذاب 98 (لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) فاستمتعوا بنعم الله طيلة حياتهم ففازوا وسميت السورة باسم نبيهم.
سبب التسمية
و لم تسمى باسم نبيهم من أجل يونس بعينه, فيونس عليه السلام كان غائباً عنهم لما عادوا للإيمان, أي لم يكن معهم’ و لم يذكر سيدنا يونس في السورة بل قومه فقط (لأنه تركهم أصلاً و كان في بطنالحوت).
فتسمية السورة باسم يونس هي ليبقى قوم يونس شاهداً على حكمة الله في أفعاله, و أن للإنسان دور في ما يحدذث له و ما يقع عليه. كأن القصتين دليل على أن حكمة الله هي في محلها (و كفى بالله شهيداً).
فثق بالل و توكل عليه و اعلم أن كل ما يحدث لك يحمل حكمة و غاية و هدفاً لأن ربك حكيم عليم عادل.
كيف تتعامل مع قضاء الله و قدره
سلم له – لا تلجأ لغيره – توكل عليه.
105 – 106 (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ – وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ).
و لا يضعف إيمانك بقضاء الله و قدره مهما كان لأن كل ما يقدره الله هو لخير العباد و رحمتهم 107 (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 
أعلى