بستان السنة

طباعة الموضوع

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الحديث :الاول
عن ابن عمر رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً )) ، رواه البخاري.



أحاديث مُشابهه :
* قوله عليه الصلاة والسلام (( الوتر ركعة من آخر الليل )). رواه مسلم .أو((صلاة الليل مثنى مثنى ، و الوتر ركعة من آخر الليل))
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 1688
خلاصة حكم المحدث: صحيح :

* صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة توتر لك ما صليت .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 993
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

* أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث : بصيام ثلاثة أيام من كل شهر . وركعتي الضحى . وأن أوتر قبل أن أرقد .
وفي رواية : أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث .
فذكر مثل حديث أبي عثمان عن أبي هريرة .

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم : 721
خلاصة حكم المحدث: صحيح

::::

ما هو الوتر ؟
بفتح الواو وكسرها هو العدد الفردي، كالواحد والثلاثة والخمسة، ومنه قوله : إن الله وتر يحب الوتر وقوله :
من استجمر فليوتر أي فليستنج بثلاثة أحجار أو خمسة أو سبعة.
أما في الاصطلاح فهي: صلاة تفعل بين صلاة العشاء وطلوع الفجر، سميت بذلك لأنها تصلى وتراً أي ركعة واحدة، أو ثلاثاً أو أكثر.



::::

فضل الوتر :
حدثنا قتيبة أنه قال: "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر".

سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن".

حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه خطب الناس يوم الجمعة فقال: أن أبا بصرة حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " إن الله زادكم صلاة وهى الوتر فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر"
فهذه الأدلة وغيرها تدل على أن الوتر سنة مؤكدة لا غنىً للإنسان عن حسناتها العظيمة .

::::

وقت الوتر :
اتفق الفقهاء على أن وقته من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، كما اتفقوا على أن أفضل وقته هو السحر لقول عائشة رضي الله عنها حيث قالت: ( من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلّم من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر)

عدد ركعات الوتر:
أقله ركعة، وأدنى الكمال ثلاث.
ويسن أن يقرأ فيه بسبح، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، كما في حديث أبي وأكثر ما ينبغي المداومة عليه إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، كما ثبت ذلك عن عائشة و ابن عباس .

والأصل أن يسلم من كل ركعتين، ففي حديث ابن عباس أنه قال: صلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين ثم أوتر .

فذكر أنه صلى ست تسليمات، ثم أوتر، فدل على أنه أحيانا يصلي إحدى عشرة، وهو الأغلب، وأحيانا ثلاث عشرة كما ذكر ابن عباس ولم يحدد لأمته عددا، بل أباح لهم أن يصلوا، ما شاءوا ما دام الإنسان عنده قدرة فليصل ولو مائة ركعة؛ لأن الله تعالى لم يحدد بقوله: وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة: 238] وبقوله: أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر: 9] وبقوله: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان: 64] ولم يحدد لهم.

وكذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحدد عددا، بل قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة توتر له ما قد صلى ؛ فيصلي ركعتين ركعتين، ولو صلى عشرين أو ثلاثين، فإذا قرب الصبح أوتر بواحدة.

::::

محل القنوت :
القنوت في الوتر يكون في الركعة الأخيرة من الوتر بعد الفراغ من القراءة وقبل الركوع، كما يصح بعد الرفع من الركوع وكلها قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.

قال الحسن بن علي: "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت". وفي الباب عن علي.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي واسمه ربيعة بن شيبان.
ولا نعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت شيئا أحسن من هذا.

::::

قضاء من فاته الوتر:
ذهب جمهور العلماء إلى مشروعية قضاء الوتر.
فقد جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره " أخرجه أبو داود.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " إذا أصبح أحدكم ولم يوتر فليوتر " أخرجه الحاكم.

والسنة قضاؤها ضحى بعد ارتفاع الشمس وقبل وقوفها, شفعاً لا وتراً، فإذا كانت عادتك الإيتار بثلاث ركعات في الليل فنمت عنها أو نسيتها شرع لك أن تصليها نهاراً أربع ركعات في تسليمتين، وإذا كانت عادتك الإيتار بخمس ركعات في الليل فنمت عنها أو نسيتها شرع لك أن تصلي ست ركعات في النهار في ثلاث تسليمات، وهكذا الحكم فيما هو أكثر من ذلك.

::::

ما جاء في مبادرة الصبح بالوتر:
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا الصبح بالوتر".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا طلع الفجر فقد ذهب كل صلاة الليل والوتر فأوتروا قبل طلوع الفجر".
قال أبو عيسى: وسليمان بن موسى تفرد به على هذا اللفظ.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا وتر بعد صلاة الصبح" ، وهو قول غير واحد من أهل العلم.
وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحق: لا يرون الوتر بعد صلاة الصبح.

:: ::

لا وتران في ليلة:
عبد الله بن علي عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا وتران في ليلة".
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
يتوجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لروئية الموضوع
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً " رواه البخاري



أحاديث مشابهة :
عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) [رواه مسلم] .

عن أبي هُريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عله وسلم قال ( نعم سحور المؤمن التمر ) المُحدث : الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2345
خلاصة حكم المحدث: صحيح.




شرح الحديث:
في هذا الحديث يأمرنا النبي صلي الله عليه وسلم بالتسحر وقد جاء هذا الأمر النبوي في أحاديث عده ومنها: (من أراد أن يصوم فليتسحر بشيء)
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2309
خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه.
فلاشك أن في السحور بركة عظيمة وهي بركة دينية ودنيوية .


من فوائد التسحّر :

من فوائد تناول هذه الوجبة المباركة يمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان ، وتساعد الإنسان الصائم على التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديد .

كما تمنع هذه الوجبة الشعور بالكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وتمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم، وتنشط الجهاز الهضمي، وتحافظ على مستوى السكر في الدم فترة الصيام.

ومن فوائد التسحر الرّوحية :

أن التسحر يؤدي إلي أن الإنسان يقوي علي عباده الله عز وجل في النهار أثناء الصيام ويقوي علي الذكر وقراءه القرآن ، ويؤدي إلي إنضباط أخلاق الصائم فإنه إن لم يتسحر يكون عصبي وسريع الإنفعال .

ومن فوائد التسحر أنه يعين الإنسان علي ذكرالله والإستغفار في وقت السحر ، قال تعالى : (وبالأسحار هم يستغفرون) .


* فائدة :
تنصح بعض الدراسات الصائم بأن يبدأ فطوره بالتمر والماء أو اللبن كما أوصانا رسول الله، وذلك لاحتواء التمر على سكريات سريعة الهضم والامتصاص، كما نصحت بتناول سائل دافيء كالشوربة والحرص على ارتشاف القليل من الماء أو اللبن على ألا يكون شديد البرودة.
ودعت إلى عدم الإسراف في تناول السوائل أثناء أو قبل تناول وجبة الفطور والاكتفاء بكوب واحد أو كوب ونصف من الماء أو العصير معتدل البرودة.

ومن المهم تأخير هذه الوجبة قدر الإمكان إلى قبيل أذان الفجر حتى تساعد الجسم والجهاز العصبي على احتمال ساعات الصوم في النهار، كما أن ذلك هو السنة سٌبحان الله، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً يؤخرون السحور إقتداءً بسنته .


التسّحر بركة :
كما أن بالتسحر يحصل الإنسان علي بركه عظيمه وهي بركة الإقتداء بسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم وما تؤدي إليه من حصول الإنسان علي الأجر

- كما أن للسحور بركه عظيمه وهي الإعانه علي صلاه الفجر لأن السحور عاده ما يكون قبل الفجر مباشره لأن الرسول أمرنا بتأخيره (تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قام إلى الصلاة ، قلت : كم كان بين الأذان والسحور ؟ . قال : قدر خمسين آية) .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1921
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


وكلمه مابين الآذان والسحور هنا تعني معناها ما بين السحور والإقامه وسميت الإقامه بالآذان لأنها تبين أن الصلاه قد حان وقتها ، ولكن ليس معني ذلك أن نظل نأكل إلي الإقامه وإنما نحن مأمورون أن نأكل حتي يقول الآذان الله أكبر

* قال الرسول صلي الله عليه وسلم: (لا تزال أمتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور )
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 2/93
خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة]

- كما أنه من بركه السحور عدم التشبه بأهل الكتاب فإنهم في صيامهم لو ثبت عندهم صيام لا يتسحرون.


وقت السحور:
يكون في آخر الليل قبل الفجر بنحو خمسين آيه ، وقد يكون السحور علي أبسط شيء ولو كان تمره ، ومن كان يشرب وسمع الأذان وكان عطشان فلا ينزل القربه حتي يشرب وهذا من سماحة ديننا الحنيف .

..
لا تنسونا من طيّب دعاءكم وجميع المُسلمين وقت السحور..
 
إنضم
14 فبراير 2011
المشاركات
7
النقاط
1
الحديث: عن ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) البخارى 2014



* حديث مُشابه :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تحروا ليلة القدر في الوتر ، من العشر الأواخر من رمضان) .

الراوي: عائشة ، المحدث: البخاري ، المصدر: صحيح البخاري ، الصفحة أو الرقم: 2017
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]





* لماذا سميت بهذا الاسم؟

ليلة القدر، عظيمة القدر، ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر.
أُنزل القرآن في تلك الليلة، قال الله جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) (القدر:1، 2)
وقال جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3)، وهذه الليلة، هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة: من الآية185).

وقد سميت الليلة بهذا الاسم، لأن الله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والآجال، وحوادث العالم كلها، فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون، والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل، والجدب والقمط، وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة.

ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله، كما قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (الدخان:4)
وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث.





* فضلها:

هذا وقد نوّه الله بشأنها، وأظهر عظمتها، فقال جل وعلا: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:2، 3)
فمن تُقبِّل منها فيها، صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، وذلك ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر، فهذا ثواب كبير، وأجر عظيم، على عمل يسير قليل.

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه" خرّجه البخاري ومسلم، يحييها الإنسان تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه، وطلباً للأجر، لا لشيء آخر، والعبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم.





* وقتها:

أما وقتها وتحديدها في رمضان، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وآخر ليلة في رمضان.

قال الشافعي رحمه الله: "كأن هذا عندي والله أعلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يُسألأ عنه، يُقال له: أنلتمسها في ليلة كذا؟ فيقول: التمسوها في ليلة كذا" ا.هـ.

وقد اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر، وذلك على أكثر من أربعين قولاً، ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وهذه الأقوال بعضها مرجوح، وبعضها شاذ، وبعضها باطل.

والصحيح في هذا أنها أوتار العشر الأواخر في رمضان، فقد تكون في :
( ليلة الـ 21 ، أو الـ 23 ، أو الـ 25 ، أو الـ 27، أو الـ29 )
كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوز في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: التمسوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" خرّجه البخاري ومسلم.

ّ
ومتى ضَعُفَ الإنسان أو عجز أو تكاسل، فليتحرها في أوتار السبع البواقي ( الـ 25 ، أو الـ 27، أو الـ29 ) .
كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضَعُف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبَّن على السبع البواقي" خرّجه البخاري ومسلم.

وبهذا التفصيل تأتلف الأحاديث ولا تختلف، وتتفق ولا تفترق، والأقرب إلى الدليل، أن ليلة القدر تنتقل، وليست ثابتة في ليلة محدّدة من كل عام، بل مرةً تكون ليلة إحدى وعشرين، ومرة تكون ثلاث وعشرين، ومرة تكون خمس وعشرين، ومرة تكون سبع وعشرين، ومرة تكون تسع وعشرين، فهي بهذا مجهولة لا معلومة ، لماذا ؟

* لقد أخفى الشارع الحكيم وقتها، لئلا يتكل العباد على هذه الليلة، ويَدَعوا العمل والعبادة في سائر ليالي شهر رمضان، وبذلك يحصل الاجتهاد في ليالي الشهر، حتى يدركها الإنسان.



* علامتها:

الصواب أنه لا يشترط لحصولها رؤية شيء ولا سماعه، فليس من اللازم أنّ من وُفّق لها لا يحصل له الأجر حتى يرى كل شيء ساجداً، أو يرى نوراً، أو يسمع سلاماً، أو هاتفاً من الملائكة، وليس بصحيح أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق بل فضل الله واسع.

وليس بصحيح أيضاً أنّ من لم ير علامة ليلة القدر، فإنه لا يدركها، ولا موفّق لها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحصر العلامة، ولم ينف الكرامة.

قل ابن تيمية رحمه الله : "وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة، فيرى أنوارها، أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر" ا.هـ.

وقال النووي رحمه الله: " فإنها تُرى وقد حققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنة في رمضان، كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث، وأخبار الصالحين بها، ورؤيتهم لها أكثر من أن تحصر، وأما قول القاضي عياض عن المهلب بن أبي صفرة: "لا يمكن رؤيتها حقيقة، فغلط فاحش، نبّهتُ عليه، لئلا يُغتر به "ا.هـ.

ونقل الحافظ ابن حجر أن من رأى ليلة القدر، استُحبّ له كتمان ذلك، وألا يخبر بذلك أحداً، والحكمة في ذلك أنها كرامة، والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف !

* ومن العلامات التي تُعرف بها ليلة القدر: ما جاء في حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها " خرجه مسلم.

والمقصود : أنه لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الأرض وصعودها بما تنزل به، سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها" ا.هـ.



* العلامات الخاطئة المتعارف عليها :



وأما غير ذلك من العلامات، فلا يثبت فيها حديث، ككونها ليلة ساكنة، لا حارة ولا باردة، ولا يُرى فيها بنجم، ولا يحل للشيطان أن يخرج مع الشمس يومئذ.

وهناك علامات لا أصل لها، وليست بصحيحة، كالأشجار تسجد على الأرض ثم تعود إلى مكانها، وأن المياه المالحة تصبح في ليلة القدر حلوة، وأن الكلاب لا تنبح فيها، وأن الأنوار تكون في كل مكان.

فائدة : إن ليلة القدر ليست للمصلين فقط، بل هي للنفساء والحائض، والمسافر والمقيم، وقد قال الضحاك: "لهم في ليلة القدر نصيب، كلُ من تقبل الله عمله، سيعطيه نصيبه من ليلة القدر".






* ما يقوم المسلم به فيها:

ينبغي للإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة
قال الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها، كاجتهاده في ليلها.
وقال سفيان الثوري: "الدعاء في الليلة أحب إلي من الصلاة"

فالدعاء في ليلة القدر، كان مشهوراً ومعروفاً عند الصحابة، فلتحرص أيها الأخ الكريم، والأخت الكريمة على تخيّر جوامع الدعاء الواردة في الكتاب العزيز، والتي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو أرشد إليها..
ولنعلم جميعاً أنه ليس لليلة القدر دعاء مخصوص لا يُدعى إلا به، بل يدعو المسلم بما يناسب حاله، ومن أحسن ما يدعو به الإنسان في هذه الليلة المباركة، ما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لو علمتُ أي ليلةٍ ليلة القدر، لكان أكثر دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية" الخبر. وهكذا يحرص كل مسلم أن يدعو بالأدعية الجامعة من دعوات النبي صلى الله عليه وسلم، الواردة عنه في مقامات كثيرة، وأحوال خاصة وعامة.

قال النووي: ويُستحب أن يُكثر فيها من الدعوات بمهمات المسلمين، فهذا شعار الصالحين، وعباد الله العارفين"ا.هـ.





وهكذا أيها المسلمون، فلكم إخوان وأخوات مستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها، ولكم إخوان وأخوات نذروا أنفسهم لإعلاء كلمة الله في الأرض، فـ لا تبخلوا عليهم بدعوة صادقة ، ولا تنسونا معهم من صالِح دُعائكم .

؛
اللهم بلغنا ليلة القدر و ارزقنا فيها لحُسن فإنه لا يهدِي لأحسنِه إلا أنتَ سٌبحانَك ، و تقبله منا واجعلنا مِن الفائزين المَقْبُولين فِيها يارب العالمِين ..
اللهم آمين

وصّلي اللهم وسّلم على سيّدِنا وحبيبنا محمدِ وعلى آله وصحبهِ ومن تبعهُ بإحسانِ إلى يوم الدّين
 

عبير من الاسلام

اللهم ألف بين قلوبنا
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
3,589
النقاط
38
الإقامة
.
احفظ من كتاب الله
بضعة أجزاء
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
الجنس
أخت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله فيكم يارب وجعلكم من اهل جنات الفردوس الاعلئ
 
إنضم
14 فبراير 2011
المشاركات
7
النقاط
1
عَائِشَةَ رضى الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه و سلم : "" أحب الأعمال إلى الله أدومها وان قل "" مسلم


حديث مشابه


في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصير وكان يحجره من الليل فيصلي فيه فجعل الناس يصلون بصلاته ويبسطه بالنهار فثابوا ذات ليلة فقال: يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دوم عليه وإن قل، قال النووي - رحمه الله -: قوله صلى الله عليه وسلم (عليكم من الأعمال ما تطيقون)
الخبيئة الصالحة منجاة
"أحب الأعمال إلى اللهأدومها وإن قل"

قليل دائم خير من كثير منقطع ,,

جملة نسمعها كثيرا . وحكمة مأخوذ ة من هذا الحديث :

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
"أحب الأعمال إلى الله: أدومها وإن قل" أخرجه البخاري في صحيحه،(3/31).

إن الكثير منا ليشعر بالتقصير ويؤنبه ضميره دائما لتقصيره في العبادات
والتقرب من الله بالطاعات فتأتيه مشاعر صادقة بعد موجة الندم تلك
فنجده قد التزم بالاعمال الصالحة الكثيرة فهو قد الزم نفسه بالصوم المتواصل
والقيام الدائم والذكر الكثير حتى انه يملاْ ايامه الاولى كلها بتلك الاعمال الصالحة ،،

ولكنه وللاسف ما ان يمضي بعض الوقت الا ونجدهقد خفت همته وبدأ حماسه يقل ,,


وهذه آفة قد تعتري البعض منا ,, فما يأتي فجأة يذهب فجأة كما قيل،

وهنا يقال لا ينبغي لمن كان يعمل صالحاً أن يتركه؛وليحرص على مداومتة لتلك الأعمال الصالحة ,,


لما ثبت في الصحيحين عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال:
قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(يا عبدالله.. لا تكن مثل فلانٍ كان يقوم الليل فترك قيام الليل).


أدومه وإن قل
:

إن هذه القاعدة النبوية الذهبية كما جاءت في الحديث الشريف ,
يجب ان تكون لنا نبراسا ومنهجا لحياتنا ,,

ومن الافضل ان يجعل كل منا له برنامجا مناسبا يحاول أن يلتزم به في حياته اليومية
بحيث يحاسب نفسه كلما قصر ويمكن ان يجتهد المرء فيه بحسب استطاعته مثال ذلك:

كم ركعه سأصلى فى اليوم من غير الفريضة...
روت أم حبيبة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله "صلى الله عليه وسلم":يقول :
" ما من عبد يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة ،
إلا بنى الله له بيتاً في الجنة " رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"صلى الله عليه وسلم":
(أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل). رواه مسلم.

ـ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم":
(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين،
ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) رواه ابو داود.

وكم يوما سوف أصوم فى الإسبوع او في الشهر ؟؟
المواظبة على صيام الاثنين والخميس وثلاثة ايام من كل شهر
والأيام الفاضلة كستة أيام من شوال ويوم عرفة وغيرهما..

الورد اليومى من القرآن الكريم ؟
كان الصحابة رضوان الله عليهم يحزبون القرآن أي يختمونه كل جمعة مرة
يبدأون من عصر الجمعه ويختمون عصر الخميس بمعدل خمسه أجزاء يوميا ,,,
ومن ذلك المحافظةعلى قراءة حزبين في اليوم من القرآن الكريم حتى يختم في نهاية الشهر.
الورد اليومى من التسبيح والاستغفار:

قال سبحانه وتعالى : ـ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) (النصر:3).

ووقال سبحانه :
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً , يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً ,
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح:12).


وسئل ابن تيمية رحمه
الله :

أيهما أنفع للعبد الإستغفار أم التسبيح ؟؟؟
فأجاب :

إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع ,
وإذا كان دنساً فالصابون والماء أنفع !!

فالتسبيح بخور الأصفياء والإستغفار صابون العصاة .

وقال رحمه الله عن الإستغفار :

والإستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع ,

فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب في حاله ,,

فعليه بالتوحيد والإستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص 000

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:

(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول:

من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ).

رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم.

كم وكيف سأتصدق كل يوم أو أسبوع أو كل شهر وكيف؟؟

الصدقة وخاصة صدقة السر: قال تعالى {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} [البقرة: 271].

فبالإكثار من صدقة السر يُعَود الإنسان نفسه على أعمال السر وتركن إليها نفسه،
وقد ذكر أهل العلم بعضًا من الفضائل في صدقة السر منها:
أن صدقة السر أستر على الآخذ وأبقى لمروءته وصونه عن الخروج عن التعفف00

فلنحاسب أنفسنا دائما ولا نتساهل في ذلك أبدا فقليل دائم خير من كثير منقطع000



الخبيئة
الصالحة..منجاة !!

نصحنا النبي
-صلى الله عليه وسلم- بالخبيئة الصالحة؛ فقال:

"من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل".

ليجعل كل منا له خبيئه من عمل صالح لم يطلع عليه بشر!
والخبيئة من العمل هي أن يجعل المرء بينه وبين الله طاعة لايطلع عليها أحد حتى اهله
الى ان يلاقي ربه ويجدها في صحيفته فيسر بها باذن الله تعالى ،،

وقد حث العلماء والصالحون على عمل الخير في الخفاء،

فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال:

"اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".

والخبيئة من العمل الصالح ,,هو العمل الصالح المختبئ يعني المختفي،
والزبير رضي الله عنه هنا ينبهنا إلى أمر نغفل عنه ,,
وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛
فكما ان لكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر،
فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضا لعل الله سبحانه أن يغفر له الآخر,


ومن تلك الاعمال صلاة الليل :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال:
(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول:
من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له).
رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم.

ـ عن بلال رضي الله عنه قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم":
(عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ,
وقربة إلى الله تعالى , ومنهاة عن الإثم ، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد). أخرجه الترمذي.


يقول أحد السلف رحمه الله عنهم أن الواحد منهم كان يجعل بينه وبين ربه طاعة
لايطلع أحد عليها مهما كلفه من جهد :

· عن محمد بن إسحاق :

كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم ،

فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل.

وعن ابن عائشة قال : سمعت أهل المدينة يقولون :
ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.00!!
قال ابن أبي عون: صام داوود بن أبي هند
أربعين سنة لا يعلم به أهله ،،
كان يحمل معه غذاءه فيتصدق به في الطريق ,, قال ابن الجوزي :
فيظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت ويظن أهله أنه قد أكل في السوق.00

و كان أحد التابعين رحمه الله يقوم الليل كله فيخفي ذلك،
فإذا كان الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.

ان أعمال السرالصالحة لا يثبت عليها إلا الصادقون و لا يستطيعها المنافقون أبدًا،،

وهي أشد أعمال المرء على الشيطان، فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه,,

إنها عبادة في السر وطاعة في الخفاء، حيث لا يعلم بها أحد، غير الله سبحانه،

نسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها صالحة وان يتقبلها منا خالصة لوجهه الكريم ,,

وقد كان السلف الصالح يحملون هّم قبول العمل أكثر من العمل نفسه ,

قال عز وجل :

{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } المؤمنون 60 .
قال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) :

كونوا لقبول العمل أشد أهتماماً من العمل ,
ألم تسمعوا قول الله عز وجل :

{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} . (المائدة:27) َ

وهذه هي صفة من أوصاف المؤمنين أي يعطون العطاء من زكاةٍ وصدقة ,,
ويتقربون بأنواع القربات من أفعال الخير والبر وهم يخافون أن لا تقبل منهم أعمالهم ,



وقد قيل الكثير عن علامات
قبول العمل ومنها:

1)الحسنه بعد الحسنه , وإذا رضى الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية.

2) انشراح الصدر للعبادة , والفرح بتقديم الخير ,
حيث أن المؤمن هو الذي تسره حسنته وتسوءه سيئته .

3) التوبة من الذنوب الماضية من أعظم العلامات الدالة على رضى الله تعالى .
4) الخوف من عدم قبول الأعمالإن الله تعالى إذا قبل من المرء الطاعة يسَّر له أخرى وأبعده عن معاصيه،
يقول تعالى جل شأنه في سورة الليل:

(فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى{5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى{6} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى{7}

وكما أن للطاعة ثمراتها، فإن للمعصية عواقبها،
فمن عصى الله ورسوله فقد معونة الله، وأضله الشيطان عن الطريق القويم نسأل الله العافية 00

قال عز وجل :
(وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى{8} وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى{9} فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى{10}).


-اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة واجعلها لوجهك خالصة ولا تجعل لاحد فيها شيئا 000

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (البقرة:201).

ـ (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8).

ـ (رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً
كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة:286).





تم بحمد الله وتوفيقه الحديث الرابع من مشروع بٌستان السُنَّة ..
 
إنضم
14 فبراير 2011
المشاركات
7
النقاط
1
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".

الراوي: عائشة .
المحدث: مسلم .
المصدر: صحيح مسلم .
الصفحة أو الرقم: 725 خلاصة حكم المحدث: صحيح


✿✿✿✿✿


وفي رواية ( أحب إلي من الدنيا جميعاً )
الراوي: عائشة .
المحدث: مسلم .
المصدر: صحيح مسلم .
الصفحة أو الرقم: 725 خلاصة حكم المحدث: صحيح

✿✿✿✿✿

ركعتا الفجر هما السنة القبلية التي تسبق صلاة الفجر , وهي من أحب الأمور إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( أحب إلي من الدنيا جميعها )

فإذا كانت الدنيا بأسرها وما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها ؟

✿✿✿✿✿

حديث مشابه :
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ عليها وعلى العصر دخل الجنة وأبعد عن النار فقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم " من صلى البردين دخل الجنة " وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " ، والبردان هما : صلاة الفجر والعصر .


✿✿✿✿✿

معاني المفردات:

ركعتا الفجر: أي سنته الراتبة.
خير من الدنيا: خير من متاع الدنيا ، وقيل خير من إنفاق مال الدنيا في سبيل الله والأول أظهر.

✿✿✿✿✿

التعليق:

1✿فضل الآخرة على الدنيا لأن متاع الدنيا مهما كان فإنه يزول وينفد وأما الآخرة فنعيمها باق لا ينفد قال تعالى (ما عندكم ينفد وما عند الله باق).

فالعاقل من لم تشغلة الفانية عن الباقية، بل العاقل من يقبل على ما فيه صلاح آخرته مع قيامه بما يحتاج إليه من أمر معاشه ودنياه قال تعالى (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا).

✿✿✿✿✿

2✿ عظم الثواب الذي رتبه ربنا تبارك وتعالى على صلاة ركعتي الفجر مع أنهما عمل قليل فهذا من فضل الله وواسع كرمه.

✿✿✿✿✿

3✿ إذا علم المؤمن فضل ركعتي الفجر فينبغي أن يحافظ عليهما، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها غاية المحافظة حتى قالت عائشة رضي الله عنها (ولم يكن يدعهما أبداً) وقالت: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهداً على ركعتي الفجر) متفق عليهما.

✿✿✿✿✿

4✿ السنة أن يصلي المسلم هاتين الركعتين خفيفتين فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب) متفق عليه.

✿✿✿✿✿

5✿ السنة أن يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة قل هو الله أحد.
أو يقرأ في الأولى قوله تعالى (قولوا آمنا بالله واما أنزل إلينا..) الآية من سورة البقرة ، وفي الثانية (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء..) الآية من سورة آل عمران.

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد" رواه أبو داود .
وعن ابن عباس" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) والتي في آل عمران ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) .رواه مسلم

✿✿✿✿✿

6✿ إذا صلى المسلم الركعتين في بيته وأحس بأنه محتاج إلى الراحة كأن يكون قد تهجد في الليل وأطال التهجد فيسن له أن يضطجع على شقه الأيمن إذا وثق من نفسه شهود صلاة الجماعة .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن -رواه البخاري.

✿✿✿✿✿

7✿ سنة الفجر سنة قبلية، فإذا دخل المسجد وقد أقيمت الصلاة دخل مع الإمام ثم يصليها بعد صلاة الفجر وإن شاء انتظر إلى طلوع الشمس فصلاها بعد ارتفاعها.

عن قيس بن عمرو قال : "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الصبح ركعتان ، فقال الرجل إني لم أكن صليت الركعتين اللتين قبلهما فصليتهما الآن فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
رواه أبو داود ورجح المباركفوري تصحيحه في تحفة الأحوذي.

✿✿✿✿✿
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
أثابك الرحمن ورفع قدرك في الدارين
 
إنضم
14 فبراير 2011
المشاركات
7
النقاط
1
الخامس من مشروع بستان السنة

بسم الله الرحمن الرحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

" ركعتَا الفجْر خيرٌ من الدٌنيا ومَا فيها "




عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها".

الراوي: عائشة .
المحدث: مسلم .
المصدر: صحيح مسلم .
الصفحة أو الرقم: 725 خلاصة حكم المحدث: صحيح


✿✿✿✿✿


وفي رواية ( أحب إلي من الدنيا جميعاً )
الراوي: عائشة .
المحدث: مسلم .
المصدر: صحيح مسلم .
الصفحة أو الرقم: 725 خلاصة حكم المحدث: صحيح

✿✿✿✿✿

ركعتا الفجر هما السنة القبلية التي تسبق صلاة الفجر , وهي من أحب الأمور إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( أحب إلي من الدنيا جميعها )

فإذا كانت الدنيا بأسرها وما فيها لا تساوي في عين النبي صلى الله عليه وسلم شيئا أمام ركعتي الفجر فماذا يكون فضل صلاة الفجر بذاتها ؟

✿✿✿✿✿

حديث مشابه :
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حافظ عليها وعلى العصر دخل الجنة وأبعد عن النار فقد روى البخاري ومسلم قوله صلى الله عليه وسلم " من صلى البردين دخل الجنة " وقال صلى الله عليه وسلم " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " ، والبردان هما : صلاة الفجر والعصر .


✿✿✿✿✿

معاني المفردات:

ركعتا الفجر: أي سنته الراتبة.
خير من الدنيا: خير من متاع الدنيا ، وقيل خير من إنفاق مال الدنيا في سبيل الله والأول أظهر.

✿✿✿✿✿

التعليق:

1✿فضل الآخرة على الدنيا لأن متاع الدنيا مهما كان فإنه يزول وينفد وأما الآخرة فنعيمها باق لا ينفد قال تعالى (ما عندكم ينفد وما عند الله باق).

فالعاقل من لم تشغلة الفانية عن الباقية، بل العاقل من يقبل على ما فيه صلاح آخرته مع قيامه بما يحتاج إليه من أمر معاشه ودنياه قال تعالى (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا).

✿✿✿✿✿

2✿ عظم الثواب الذي رتبه ربنا تبارك وتعالى على صلاة ركعتي الفجر مع أنهما عمل قليل فهذا من فضل الله وواسع كرمه.

✿✿✿✿✿

3✿ إذا علم المؤمن فضل ركعتي الفجر فينبغي أن يحافظ عليهما، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها غاية المحافظة حتى قالت عائشة رضي الله عنها (ولم يكن يدعهما أبداً) وقالت: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهداً على ركعتي الفجر) متفق عليهما.

✿✿✿✿✿

4✿ السنة أن يصلي المسلم هاتين الركعتين خفيفتين فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب) متفق عليه.

✿✿✿✿✿

5✿ السنة أن يقرأ في الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة قل هو الله أحد.
أو يقرأ في الأولى قوله تعالى (قولوا آمنا بالله واما أنزل إلينا..) الآية من سورة البقرة ، وفي الثانية (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء..) الآية من سورة آل عمران.

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد" رواه أبو داود .
وعن ابن عباس" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) والتي في آل عمران ( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ) .رواه مسلم

✿✿✿✿✿

6✿ إذا صلى المسلم الركعتين في بيته وأحس بأنه محتاج إلى الراحة كأن يكون قد تهجد في الليل وأطال التهجد فيسن له أن يضطجع على شقه الأيمن إذا وثق من نفسه شهود صلاة الجماعة .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن -رواه البخاري.

✿✿✿✿✿

7✿ سنة الفجر سنة قبلية، فإذا دخل المسجد وقد أقيمت الصلاة دخل مع الإمام ثم يصليها بعد صلاة الفجر وإن شاء انتظر إلى طلوع الشمس فصلاها بعد ارتفاعها.

عن قيس بن عمرو قال : "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الصبح ركعتان ، فقال الرجل إني لم أكن صليت الركعتين اللتين قبلهما فصليتهما الآن فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم"
رواه أبو داود ورجح المباركفوري تصحيحه في تحفة الأحوذي.

✿✿✿✿✿

- إنتهى بفضل الله ومنَّتِه -
لا تنسونا من طيّب دُعاكم وجميع المُسلمين .




أخواتكن في : مشروع بٌستان السُنة.
 
إنضم
14 فبراير 2011
المشاركات
7
النقاط
1
الحـدِيثُ السّـادِس / مشْروع بُستـان السُّنـة ~




1016100610085nbnskp.jpg






قال صلى اللّهُ عليه وسلَّـم :
{ لَا تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا }
رواه البُخاري .



940779628.png


مدخـل :
أكْرم بعائشـة الرِّضى مِن حُرة بكْر مُطهَّرة الإزار حِصانُ
هِي زوجُ خيرِ الأنبيَاء وبكرُه وعرُوسه من جملَة النّسوان
هـي عًرسه هي أنسُه هي إلفُه هي حُبه صِدقاً بلا أدْهان
أو ليْس والدُهَـا يُصافي بَعلها وَهما برُوح اللهِ مُؤتلفـان


حِديث مُشـابه :
حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : وحَدَّثَنَا عَمْرٌو ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ , وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ , وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " .

* الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، على شرط الإمام البخاري.


940779628.png




* من هِي ؟
هي عائشة بنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ابي بكر الصديق ..
هي الصّديقة بنت الصديق ..
هي أم المؤمنين ..
هي زوجة خير خلق الله ..
هي حبيبة حبيب رب العالمين ..
هي أفقه نساء الأمّة على الإطلاق..
هي المبرّأة من فوق سبع سماوات..
هي التي لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها ، ولا أحبَّ امرأةً حُبّها..
هي التِي ما نزل عليه الوحي في لحاف امرأةٍ سواها ..
هي التِي نزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصورتها
هي التِي قبِض النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها، وفي يومها، وليلتها، ورأسه في حِجْرها، وجمع الله بين رِيقِها ورِيقَه في آخر يوم من الدنيا، ودُفن في بيتها.

هذه هي عائشة رضي الله عنها وهذه هي فضائلها ومناقبها مجملة رضي الله عنها وأرضاها وأكرمَ مثواها ، أمنا الحبيبة .


940779628.png




مُناسبةُ الحديثْ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ ..
قَالَتْ عَائِشَةُ : فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقُلْنَ : يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ ..
قَالَتْ : فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : فَأَعْرَضَ عَنِّي , فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي , فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ ، فَقَالَ : "يا أمّ سلَمَة لا تُؤذِيني في عائِشة فإنَّه واللهِ ما نَزَل الوحْيُ وأنا فِي لِحافِ إمرأةِ مِنكُنَّ غيْرِها ".

* الحكم المبدئي: إسناده متصل / رجاله ثقات ، على شرط الإمام البخاري.






لا ريب أن من أعظم الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات إثما وأشده ضررا، ذلك الذي تسلط سهامه على من اصطفاه الله واجتباه لنصرة دينه وصحبة نبيه وحفظ كتابه والذود عن حياضه وتبليغ شرعه من آله الطاهرين وأصحابه الطيبين وأزواجه أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين، وهو إيذاء تتابعت حلقاته وتعددت صوره في ماضي الأيام وحاضرها حتى بلغ مداه اليوم، في عدوان سافر جعل سيرة الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها، جعل منه ساحة له متجاهلا ذلك التحذير النبوي الوارد في حديث أم سلمه رضي الله عنها، حين قالت له عليه الصلاة والسلام، " إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فأمرهم فليدوروا معك حيث درت ".

فقال صلى الله عليه وسلم، "لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".

وكيف لا يكون إيذاؤها رضي الله عنها، إيذاء له صلى الله عليه وسلم، وقد كانت أحب الناس إليه، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله، "قال عائشة قال فمن الرجال قال أبوها".

وأضاف فضيلته يقول، كفى بهذا فضلا وشرفا عظيما وهي التي اختارها الله تعالى زوجا لنبيه صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان عنها رضي الله عنها أنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "أريتك في المنام ثلاث ليال جاء بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف عن وجهك فإذا أنت فيه فأقول إن يك هذا من الله يمضه"، ورؤيا الأنبياء وحي لاشك فيه.

وهي زوجه في الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي أن جبريل جاء بصورتها في خلقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال، "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة" وعنها رضي الله عنها أنها قالت : قلت يا رسول الله من أزواجك في الجنة قال " أما إنك منهن ".

وقد أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم، بسلام جبريل عليه السلام، كما جاء في الحديث عنها رضي الله عنها، أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" يا عائش هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام" قالت وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى يا رسول الله.

‏قوله : ( يا عائش ) ‏، بضم الشين ويجوز فتحها , وكذلك يجوز ذلك في كل اسم مرخم . ‏
‏قوله : ( ترى ما لا أرى , تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ‏
‏هو من قول عائشة , وقد استنبط بعضهم من هذا الحديث فضل خديجة على عائشة لأن الذي ورد في حق خديجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : " إن جبريل يقرئك السلام من ربك " وأطلق هنا السلام من جبريل نفسه .

940779628.png


الشَّـرح :


"يا أمّ سلَمَة لا تُؤذِيني في عائِشة فإنَّه واللهِ ما نَزَل الوحْيُ وأنا فِي لِحافِ إمرأةِ مِنكُنَّ غيْرِها ".


أولا : نعلم ان القرأن يفسر بعضه بعضا والسنه تفسر بعضها بعضا والسنه ايضا تفسر القران كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم
وحرف ( في ) هو الذى يسبب للنصارى سوء فهم بسبب ضعفهم اللغوى , فقد قال فرعون عن السحرة في الاية ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) ، وطبيعي ان لا يقول عاقل ان السحرة صلبهم فرعون فى داخل النخل !!!! بل ( في ) هنا تعنى على النخل .

ثانيا : يقول القران على النساء والرجال لفظ لباس ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ) ولا يعنى هذا ان المراة بنطال للرجل او ان الرجل فستان للمراة كما يفهم النصارى , بل ان لفظ ( لباس ) عند المصريين يعنى شئ اخر غير باقى الدول العربيه , وطبيعى ان المفهوم من الايه انه كما يتستر الملابس الجسد فان المراة تستر زوجها من الزنى والمعاصى وكذلك الرجل يستر على زوجته ويعفها.
المصدر ( مختار الصحاح , وكذلك لسلن العرب لابن المنظور الافريقي )

و الامر الآخر لكي نفهم معنى ( في ثوب -لحاف- عائشه ) هو البحث عن القصه بكل ملباستها وظروفها فى احاديث اخرى فى النقاش الذى كان بين الرسول ونسائه , وهنا يتضح لنا المقصود والمعنى .

وهذا هو عين العقل وضمير الباحث عن الحقيقه مع الدرايه باستخدام العرب للالفاظ فى مواقف لتدل عن معنى فى ذهن المحاور واليكم الان حديث اخر يتجاهله النصارى لانه يفضح جهلهم ، وهنا يتضح ان المقصود بالثوب هو اللحاف هو الغطاء او السترة لان كل نساء النبى لهن ستره ولكن لم يأتى الوحي الا فى بيت عائشه وهذا لفضلها ومن مناقبها رضى الله عنها والسبب فى ذلك هو :

1- فسروا هذا الاستثناء في حق عائشة رضي الله عنها دون زوجات النبي لسببين الاول انها كانت كثيرة التنظيف والتطهير لثيابها وفرشها.
2- الثاني انها ابنة ابي بكر رضي الله عنهُما وفضلها من فضل ابيها .

مفهُوم الحدِيث: أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هي الوحيدة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلّم التي كان ينزل الوحي عليه وهو نائم بجانبها في الفراش او بمعنى اخر في فراشها لكن طبعا ليس في وضع جماع .
وفي اللغة العربية من الممكن التعبير بالجزء عن الكل اذا إعتبرنا ان الثياب ملازم للمرء وملامس لجسده وكذلك الفرش واللحاف لايستغني عنه المرء ودائما ما يتردد عليه المرء للنوم ويكون مهاد ورداء لجسده.

940779628.png





ذاعَتْ منـاقِبُها في كُلِّ نـاحيةٍ ... كالشّمسِ بـازغةً بالنّـورِ تَزْدَهِرُ
إذْ أعْجَزَ الكُلَّ أدْراكاً لِمَنْزِلِهـا ... كَأَنَّهـا الغيـثُ سَحّاءاً وتَنْهَمِرُ

..

قصِيدة اعتذار حسَّان بن ثابِث من عائِشة رضِي الله عنها :

حِصَان رَزَان مَا تُزَن بِرِيْبَة * وَتُصْبِح غَرْثَى مِن لُحُوْم الْغَوَافِل
حَلِيْلَة خَيْر الْنَّاس دِيْنا وَمَنْصِبا * نَبِي الْهُدَى وَالْمَكْرُمَات الْفَوَاضِل
عَقِيْلَة حَي مِن لُؤَي بْن غَالِب * كِرَام الْمَسَاعِي مَجْدُهُم غَيْر زَائِل
مُهَذَّبَة قَد طَيَّب الْلَّه خَيْمَهَا * وَطُهْرُهَا مِن كُل سُوَء وَبَاطِل
فَإِن كُنْت قَد قُلْت الَّذِي قَد زَعَمْتُه * فَلَا رَفَعَت سَوْطِي إِلَي أَنَامِلِي
فَإِن الَّذِي قَد قِيَل لَيْس بِلَائِق بِهَا * وَلَكِنَّه قَوْل امْرِئ بِي مَاحِل
وَكَيْف وَوُدِّي مَا حَيِيَت وَنُصْرَتِي * لِآَل رَسُوْل الْلَّه زَيْن الْمَحَافِل
لَه رَتَب عَال عَلَى الْنَّاس كُلِّهِم * تَقَاصُر عَنْه سَوْرَة الْمُتَطَاوِل
رَايَتُك وَلْيَغْفِر لَك الْلَّه حُرَّة * مِن الْمُحْصَنَات غَيْر ذَات قَوائِلي

لتحمِيل القصيدة بصوتِ المُقرئ العفاسي ، من هُنا.

..

فـ رضِي الله عنكِ يا حبيبة رسُول الله ~

رضِي الله عنكِ يا أمِّنا الطاهِـرة العفِيفة المبرّأة من فـوق السّبع سماوات وأرضاها وجمَعنا بِهـا وبسائِـر نساءِ النّبِي -صلَـى الله عليه وسلّم- رضِي الله عنهُن جميعاً وأرضاهُنَّ
وليمُت بغيضهِ كُل كافر يحاوِل أن يشوّه طُهرها وعفّتها من بعيدِ أو فريق ، وليحشُره الله مع رأس النفاق عبد الله بن أبِي سلول في الدَّرك الأسفل من النَّـار .

771321558efd76f6dc4166f9d7e6910f.gif



* لا تنسوْنا من طيِّب دُعاءكم ~
أخواتكن في : مشروع بُستان السُّنة .
 
إنضم
14 فبراير 2011
المشاركات
7
النقاط
1
الحديث السابع

عن أبي هريرة رضي الله عنهُ أن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
{ ما نقُصت صدَقة منْ مال وما زاد اللهُ عبدًا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلاَّ رفعهُ الله}



~~


«شرْح الحديث»

هذا الحديث احتوى على فضل الصدقة والعفو والتواضع ، وبيان ثمراتها العاجلة والآجلة ، وأن كل ما يتوهمه المتوهم من نقص الصدقة للمال و منافاة العفو للعز والتواضع للرفعة .. وهم غالط ، وظن كاذب .

فالصدقة لا تنقص المال لأنه لو فرض أنه نص من جهة ، فقد زاد من جهات أُخر؛ فإن الصدقة تبارك المال وتدفع عنه الآفات وتنميه ، وتفتح للمتصدق من أبواب الرزق وأسباب الزيادة أموراً ما تفتح على غيره ، فهل يقابل ذلك النقص بعض هذه الثمرات الجليلة ؟

فالصدقة لله التي في محلها لا تنفد المال قطعاً ، ولا تنقصه بنص النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالمشاهدات والتجربات المعـلومة . هذا كله سوى ما لصاحبها عند الله من الثواب الجزيل ، والخير والرفعة.
وأما العفو عن جنايات المسيئين بأقوالهم وأفعالهم : فلا يتوهم منه الذل، بل هذا عين العز ، فإن العز هو الرفعة عند الله وعند خلقه ، مع القدرة على قهر الخصوم والأعداء.

ومعلوم ما يحصل للعافي من الخير والثناء عند الخلق وانقلاب العدو صديقاً وانقلاب الناس مع العافي ونصرتهم له بالقول والفعل على خصمه ، ومعاملة الله له من جنس عمله ، فإن من عفا عن عباد الله عفا الله عنه .
وكذلك المتواضع لله ولعباده ويرفعه الله درجات ؛ فإن الله ذكر الرفعة في قوله " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "

فمن أجلّ ثمرات العلم والإيمان : التواضع فإنه الانقياد الكامل للحق، والخضوع لأمر الله ورسوله ؛ امتثالاً للأمر واجتناباً للنهي مع التواضع لعباد الله وخفض الجناح لهم ومراعاة الصغير والكبيـر ، والشريف والوضيع ، وضد ذلك التكبر ؛ فهـو غمط الحق ، واحتقار الناس .

وهذه الثلاث المذكورات فـي هذا الحديث :
مقدمات صفات المحسنين .. فهـذا محسن في ماله ، ودفع حاجة المحتاجين .
وهذا محسن بالعفو عن جنايات المسيئين وهذا محسن إليهم بحلمه وتواضعه ، وحسن خلقه مع الناس أجمعين .
وهؤلاء قد وسعوا الناس بأخلاقهم وإحسانهم ورفعهم الله فصار لهم المحل الأشرف بين العباد ، مع ما يدخر الله لهم من الثواب.

وفي قوله صلّى الله عليه وسلم"وما تواضع أحد لله" تنبيه على حسن القصد والإخلاص لله فـي تواضعه ؛ لأن كثيراً من الناس قـد يظهـر التواضع للأغنياء ليصيب من دنياهم أو للرؤساء ليـنال بسببهم مطلوبه ، وقد يظهر التـواضع رياء وسمعة ، وكل هذه أغراض فاسدة .
لا ينفع العبد إلا التواضع لله تقرباً إليه . وطلباً لثوابه ، وإحساناً إلى الخلق فكمال الإحسان وروحه الإخلاص لله.

( بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار )
للشيخ / عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-


~~



«حديثٌ مشابِه»


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما من يوم يصبح العبادُ فيه إلا ملكان ينزلان ، فيقول أحدهما : اللهم اعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا )) متفق عليه.


~~


«شرح الشيخ العُثيمين للحَديث»


قال المؤلف رحمه الله تعالى: وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً على الإسلام إلا أعطاه؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان أكرم الناس، وكان يبذل أمواله فيما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى.


ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم إذا سأله شخص على الإسلام يعني على التأليف على الإسلام والرغبة فيه إلا اعطاه، مهما كان هذا الشيء، حتى إنه سأله أعرابي فأعطاه غنماً بين جبلين، بين جبلين معناه: أنها غنم كثيرة؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاه لما يرجوا من الخير لهذا الرجل ولمن وراه.


ولذلك ذهب هذا الرجل إلى قومه فقال: (( يا قوم أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر))، عليه الصلاة والسلام، يعني: يعطي عطاءً جزيلاً، عطاء من لا يخشى الفقر، فانظر إلى هذا العطاء كيف أثر في هذا الرجل هذا التأثير العظيم، حتى أصبح داعية إلى الإسلام.


وهو إنما سأل طمعاً كغيره من الأعراب، فالأعراب أهل طمع، يحبون المال ويسألونه، ولكنه لما أعطاه الرسول عليه الصلاة والسلام هذا العطاء الجزيل صار داعية إلى الإسلام، فقال: (( يا قوم أسلموا )) ولم يقل أسلموا تدخلوا الجنة وتنجوا من النار، بل قال: (( أسلموا؛ فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفقر )) يعني سيعطيكم ويكثر.


ولكنهم إذا أسلموا من أجل المال، فإنهم لا يلبثون يسيراً إلا وقد صار الإسلام أحب شيء إليهم، أحب من الدنيا وما فيها، ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعطي الرجل تأليفاً له على الإسلام، يعطيه حتى يسلم للمال؛ لكنه لا يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما فيها.


ويؤخذ من هذا الحديث وأمثاله: أنه لا ينبغي لنا أن نبتعد عن أهل الكفر وعن أهل الفسوق، وأن ندعهم للشياطين تلعب بهم؛ بل نؤلفهم، ونجذبهم إلينا بالمال واللين وحسن الخلق حتى يألفوا الإسلام، فها هو الرسول صلى الله عليه الصلاة والسلام يعطي الكفار، يعطيهم حتى من الفيء.


بل إن الله جعل لهم حظاً من الزكاة، نعطيهم لنؤلفهم على الإسلام، حتى يدخلوا في دين الله، والإنسان قد يسلم للدنيا، ولكن إذا ذاق طعم الإسلام رغب فيه، فصار أحب شيء إليه.


ويزيد العامة على قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما نقصت صدقة من مال )) يجري على السنة العامة قولهم: (( بل تزده)) وهذه لا صحة لها، فلم تصح عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنما الذي صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: " ما نقصت صدقة من مال".


فالزيادة التي تحصل بدل الصدقة إما كمية وإما كيفية.


مثال الكمية: أن الله تعالى يفتح لك باباً من الرزق ما كان في حسابك
والكيفية: أن ينزل الله لك البركة فيما بقي من مالك.



ثم قال صلى الله عليه وسلم :" وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً"، إذا جنى عليك أحد وظلمك في مالك، أو في بدنك، أو في أهلك، أو في حق من حقوقك، فإن النفس شحيحة تأبى إلا أن تنتقم منه، وأن تأخذ بحقك، وهذا لك. قال تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ )وقال تعالى :( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ )


ولا يلام الإنسان على ذلك، لكن إذا هم بالعفو وحدث نفسه بالعفو قالت له نفسه الأمارة بالسوء: إن هذا ذل وضعف، كيف تعفو عن شخص جنى عليك أو اعتدى عليك؟!


فيقول الرسول عليه الصلاة والسلام: وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً" والعز ضد الذل ، والذي تحدثك به نفسك أنك إذا عفوت فقد ذللت أمام من اعتدى عليك، فهذا من خداع النفس الأمارة بالسوء ونهيها عن الخير، فإن الله تعالى يثيبك على عفوك هذا، فالله لا يزيدك إلا عزاً ورفعة في الدنيا والآخرة.


ثم قال صلى الله عليه وسلم ((وما تواضع أحد لله إلا رفعه)) . وهذه الرفعة تكون بسبب التواضع والتضامن ، والتهاون، ولكن الإنسان يظن أنه إذا تواضع نزل، ولكن الأمر بالعكس، إذا تواضعت لله؛ فإن الله تعالى يرفعك.


وقوله: " تواضع لله" لها معنيان:


المعنى الأول: أن تتواضع لله بالعبادة وتخضع لله وتنقاد لأمر الله.

المعنى الثاني: أن تتواضع لعباد الله من أجل الله، وكلاهما سبب للرفعة، وسواء تواضعت لله بامتثال أمره واجتناب نهيه وذللت له وعبدته، أو تواضعت لعباد الله من أجل الله لا خوفاً منهم، ولا مداراة لهم، ولا طلباً لمال أو غيره، إنما تتواضغ من أجل الله عز وجلّ، فإن الله تعالى يرفعك في الدنيا أو في الآخرة.


فهذه الأحاديث كلها تدل على فضل الصدقة والتبرع، وبذل المعروف والإحسان إلى الغير ، وأن ذلك من خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم.


~~



إستراحة إيمانية قصيرة حول العفو عن الناس :

(1)/ العفو طريق الجنة يقول تعالى (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ). البقرة 133-136

(2) العفو طريق المغفرة
يقول تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )النور 22

(3) العفو عظيم الأجر
يقول تعالى:(فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشورى 40

(4) يكفى أن الله مطلع على نقاء قلبك
يقول تعالى:(إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ) النساء 149

(5) يكفيك فخرا انك تطيع ربك
يقول تعالى:( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) المائدة 13

(6) يقول النبي محمد صلى الله عليه و سلم:
( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين , ويوم الخميس فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء , فيقال : أنظروا ( أي أمهلوهما) هذين حتى يصطلحا ) رواه مسلم

(7) العفو طريق العزة
ويقول النبي صلى الله عليه و سلم (وما زاد الله عبدا بعفوا إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم


~~

*/ ملاحظات :
1/ العفو عن الناس ليس تفضلا منك وإنما هو تذلل وخضوع منك لله عسى بعفوك عن أخيك ان يعفو الله عنك.

2/ لله في أيامنا نفحات فلنتعرض لها عسى رحمة الله تلحقنا وأبواب الخير والعفو ،في رمضان وغيره كثيرة فلنتقرب إلى الله بالعفو عن من آذونا فى أشخاصنا.

3/ لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا أهينت أشخاصنا ...وقليلا ما نحرك ساكنا إذا انتهكت حرمات الله؟ أأشخاصنا عزيزة علينا من رب العالمين؟!!!

4/ ما كان العفو ليضيع بين الناس ونحن من أمة النبي محمد وما كان ليختفى في دنيا البشر وما تزال فينا نفحة سماوية .

5/ هلا أرينا الله من أنفسنا استعدادا.....هل من مشمر؟



،،

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..
والصّلاة والسّلام على أفضل الأنبياء والمُرسلين
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الحديث التاسع((سباب المسلم فسوق


20ucrrm.gif

الحديث ●~
عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر* رواه البخاري.

~● حديثٌ مشابه ●~
قال رسول الله : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه )).



ولذلك كان علقمة رحمه الله وهو أحد رواة هذا الحديث يقول(كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث) .



فكان يمتنع عن كثير من الكلام حتى لا يسجل عليه قول أو ترصد عليه كلمة من اللغو الذي لا فائدة فيه"قَد أَفْلَح الْمُؤْمِنُوْن الَّذِيْن هُم فِي صَلَاتِهِم خَاشِعُوْن وَالَّذِين هُم عَن الْلَّغْو مُعْرِضُوْن" [المؤمنون:1-3].


~●شرح الحديث للشيخ خالد البلهيد ●~

بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خصلتين محرمتين في التعامل مع المسلمين.
الأولى: سب المسلم وشتمه بأي لفظ سيء سواء كان باللعن والتقبيح أو تشبيهه بالبهائم أو تعييره بعيب أو خلق أو غير ذلك من الألفاظ التي تؤذيه وتدخل الحزن عليه. فيحرم على المسلم السب والشتم لأجل الدنيا أو الدين إلا في حالة واحدة يجوز للمسلم شتم غيره إذا بدأه شخص بذلك وكان على سبيل القصاص والمماثلة مع أن الأفضل له ترك ذلك لله.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عف اللسان لا يسب ولا يشتم ولا يقبح أحدا فلم يكن فاحشا ولا متفحشا بالقول حتى مع خصومه من اليهود وغيرهم وكان رفيقا في خطابه لهم. فينبغي للمؤمن أن يكون لسانه طيبا عفيفا يصدر عنه أحسن الكلام وأعذب الكلمات وأن يتجنب الفحش مع الخلق عامتهم وخاصتهم من أهل وولد وصاحب.

والخصلة الثانية: التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم قتل المسلم والعياذ بالله وهذا الفعل من أكبر الكبائر ورد فيه وعيد شديد، قال تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).



وقد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالكفر والمراد الكفر الأصغر الذي لا يخرج من الملة باتفاق أهل السنة لأن الله عز وجل أثبت أخوة الإيمان للمؤمنين حال اقتتالهم ونزاعهم فقال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
والمسلم له حرمة عظيمة في نفسه أعظم من حرمة البيت العتيق فيحرم انتهاكها إلا بحق..

وأهل الإيمان أعف الناس في باب الدماء لا يسفكون دما ولا يخفرون ذمة ولا ينقضون عهدا خلافا للمنافقين والخوارج والفجار الذين يستخفون بدماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم. والحاصل أن هذا الحديث أرشد إلى عفتين عفة اللسان وعفة اليد وهما من أجل وأجمل خصال المؤمن.


من هنا أيها الأخوة كان حرياً بالمسلم أن يضبط لسانه، ويسائل نفسه قبل أن يتحدث عن جدوى الحديث وفائدته؟




فإن كان خيراً تكلم وإلا سكت والسكوت في هذه الحالة عبادة يؤجر عليها، وصدق رسول الله إذ يقول: ((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) رواه البخاري ومسلم.

واللسان هو ترجمان القلب، وقد كلفنا الله عز وجل أن نحافظ على استقامة قلوبنا واستقامة القلب مرتبطة باستقامة اللسان، ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه )) ، وروى الترمذي عن رسول الله قال: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا )).



~ أيها الأخوة في الله :
إن كثيراً من الأمراض التي تصيب العلاقات الاجتماعية من غيبة، ونميمة، وسب، وشتم، وقذف، وخصام، وكذب، وزور وغيرها … فللسان فيها أكبر النصيب، وإذا سمح الإنسان للسانه أن يلغو في هذه الأعراض وغيرها كان عرضة للنهاية التعيسة والإفلاس في الآخرة، وشتان بين إفلاس الدنيا وإفلاس الآخرة .


روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من أمتي من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )) وروى الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ )) أي : جزاء ما تكلموا به من الحرام .


وبالمقابل أيها الأخوة فإن ضبط المؤمن للسانه ومحافظته عليه وسيلة لضمان الجنة بإذن الله، وهذا وعد رسول الله : ((من يضمن لى ما بين لحييه (يعني لسانه) وما بين رجليه (يعني فرجه) أضمن له الجنة )) أخرجه البخاري .

~ أيها المسلمون :

قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " [الأحزاب:70-71].​


ولهذا فلقد كان خوف السلف من آفات اللسان عظيماً. فهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: ( وما من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان ).
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول:( أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعلت أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تكلم به ) .
وقال عمر رضي الله عنه: ( من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به ) .
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ بلسانه ويقول: ( ويحك قل خيرا تغنم، واسكت عن سوء تسلم، وإلا فاعلم أنك ستندم . )


فكان هذا الكلام في الشطر الأوَّل من الحديث ( سباب المُسلم فسوقٌ ) ..
فنعوذ بالله من آفات اللسان التي هي كثيرة متنوعة، منها ما نلاحظه في بعض المجالس والاجتماعات من بذاءة في الألفاظ وفحش في الكلام، ومن سب ولعن وشتم بأساليب عديدة، تجري على الألسنة بسهولة ويسر ودون تفكير في العاقبة، ولا تطيب المجالس عند البعض، ولا يحلو الحديث إلا بهذه الأساليب الساقطة التي تناقض الحياء الذي ينبغي أن يكون عليه المؤمن، والأنكى من ذلك والأشد أن بعض النفوس استمرأت عليه، ويرون أنه من باب المزاح والتسلية وقضاء الأوقات وتحلية المجالس، وما علم هؤلاء أنهم وقعوا بذلك في الفسق وأضاعوا أوقاتهم، وحملوا أنفسهم الأوزار ..

ومن هذا ما حصل في أحداث مباريات البلدين المسلمين الشقيقين مصر والجزائر وماحدث من بلبلة وفتنة للمسلمين والتي بدأ المسلمون بفضل من الله تفهّم الأوضاع , كان المسلمون للأسف الشديد ايامها يتبادلون بل ويتسابقون لشتم بعضهم البعض ، فعلى المُسلم أن يذُب على أخيه المسلم مثلما يذُب عن نفسه ولا يرضى بسبابه فما بالنا بسبّه إياه .
.. نسأل الله العفو و العافية في الدُنيا والآخرة !


فاتقوا الله عباد الله واضبطوا ألسنتكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تتلفظوا، فما كان خيراً فتكلموا به، وما كان سوءاً فدعوه، واحذروا من آفات اللسان فإنها لا تزال بالمرء حتى تهلكه .

نأتِي إلى الشطر الثانِي من الحديث وهو ( قتالهُ كفر ) ..
أي قتال المًسلم الذي يُعد أحد الموبقات المهلكات ، فمن الضرورات الخمس التي أجمعت عليه أمم الأرض من يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، حفظ الأنفس وعدم الاعتداء عليها، ولهذا شدد في عقاب في عقاب من قتل نفسا بغير حق في الدنيا والآخرة .. فعقابه في الدنيا إزهاق نفسه، كما أزهق نفس غيره.​


في الحديث جملة: "وقتاله كفر" ..
فهل يقصد هنا الكفر الذي هو الخروج عن الملة أم كفر دون كفر ؟


قد بين لنا هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية وبعده ابن القيم وفرّقوا لنا بين النوعين من الكفر :
1- هناك كفر اعتقادي ~> كأن يؤمن الواحد من القلب أن الله ليس واحدا .
2- كفر عملي ~> كأن أقوم بفعل من أفعال الكفار ، والعياذ بالله .
>> من كفر كفرا عمليا فقد قام بعمل كبيرة ، إلا أن هذه الكبيرة لا تمنعه من دخول الجنة ولا تخلده في النار ، فهو كفر دون كفر.


" وقتالُه كفرْ"
قال تعالى " ((وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)) [المائدة (45)]​


فهذه الآية التِي نزلت إلى بني اسرائيل ، أعاد الله إنزالها إلينا تشديدا وتوكيِداً على شناعة ذنب القتل وبشاعته ، في قوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (179) [البقرة]​


والديل من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة) [صحيح البخاري (6/2521) وصحيح مسلم (3/1302).​


.. هذا عقابه في الدُنيا ، أما في الآخرة :


عقابه في الآخرة غضب الله عليه و الخلود في نار جهنم فقد قال تعالى: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء (93)]
وفي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قَال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليس من نفس تُقتل ظلما إلا كان على بن آدم الأول كفل منها، لأنه أول من سن القتل أولا) [صحيح البخاري (6/2669) وصحيح مسلم (3/1303).​


بل و نهى الله تعالى المجاهدين في سبيل الله عن قتل من رفعوا على رأسه السيف في ميدان القتال، بمجرد قوله: لا إله إلا الله.​


قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)) (94)) [النساء]
وقد عاتب الرسول صلى الله عليه وسلم، من خالف هذا الأمر قبل نزوله، ولو متأولا، كما في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه عنهما، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟!) قلت كان متعوذا فما زال يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم" [صحيح البخاري (4/1555) وصحيح مسلم (صحيح مسلم (1/97)

فـ لا يجوز في شرع الله قتل المسلم بغير حق ولا ترويعه، بل وكل سبب يحزن المسلم ويؤذيه يجب الابتعاد عنه، وهو محرَّم .
فقد روى أبو هريرة قالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) [صحيح البخاري (5/2384)
والمعاداة قد تكون في القلب فقط ، بدون إيذاء محسوس، فلا يظهر أثرها، أما الأذى فهو أمر ظاهر محسوس سواء كان بالقول ( كالسّب ) أو الفعل ، وهو إذا كان بدون حق ينشأ من المعادة ويدل عليها.

لو نظرنا إخوتي في مصادر ديننا ، في قرآننا وسُنَّة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله أجمعين لوجدنا شريعتنا تدعوا إلى تحلي المسلمين فيما بينهم بأجمل وأنبل وأشرف الأخلاق على الإطلاق ، لكننا في هذا لزمن ابتلينا نحن المسلمون بجهل وابتعاد عن مصدر عزّنا فجرى منَّا ما جرى ، نسأل الله أن يرُدنا إليه رداً جميلاً .​


من هذا إخوتِي المُسلمين نذكر أنفسنا وإياكم بقوله تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ "
بل أطلق ربُنا تعالى لفظ الأخ حتى على القاتل لأهل المقتول في قوله تعالى " فمن عُفِي لهُ مِنْ أخِيهِ شيءٌ "​


فالمسلم أحبتي أخو المسلم لا يظلمه و لا يُسلمه ، و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة .

نسأل الله أن يُطهر قلوبنا وألسنتنا وكل جوارحنا ، وأن يستخدمنا ولا يستبدلنا ، ويوحّد شملنا ، ويقوّي شوكتنا ، وينصرنا على من عادانا برحمته وهو أرحم الراحمين .


دُمتم في رعاية الله وحفظه ~

 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
]الحديث العاشر(اذا مات الانسان انقطع عمله

73i0xs.jpg





~ [[ الحدِيث]] ~
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا مَات الإنسَانٌ انقطعَ عمَلُه إلا مِن ثلاثْ : صدَقة جاريَة ، أوْ عِلم ينتفِعُ به ، أوْ ولدٌ صالِحٌ يدعوُ له )) رواه مسلم


~ [[ حديثٌ مشابه ]] ~
عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنَّ مِما يلحَقٌ المُؤمِن منْ عَملِه وَحسنَاتِه بَعْد مَوْتهِ علمًا علمُه وَنشرُهُ ، أوْ وَلدًا صَالِحًا ترَكهُ ، أوْ مَسجِدًا بناَهُ ، أوْ بيتَا لابنِ السَبيل بناهُ ، أوْ نهرَا كرَاهُ ، أوْ صدَقة أخرْجهَا مِن مَالِه في صِحتِه وَحياته تْلحقُه مِن بعْد مَوتِه "


~ [[ معانِي المُفردات ]] ~
الصدقة الجارية: المستمرة بعد الموت، كالوقف، وبناء المساجد ونحوها، فيبقى الأجر ما بقيت منفعة الصدقة.


~ [[شرْح الحدِيث للعلاَّمة ابن عثيمين -رحمهُ الله- ]] ~
* ما معنى الحديث الشريف ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له ) ؟
* الجواب :
معروف أن الإنسان إذا مات فإنه ينقطع عمله لأنه مات والعمل إنما يكون في الحياة إلا من هذه الأمور الثلاثة .



* الأوَل : لأنه هو السبب فيها الصدقة الجارية وهي الخير المستمر مثل أن يوقف الرجل بستانه على الفقراء أو يوقف عقاره على الفقراء فإن الفقراء ما داموا ينتفعون بهذا العطاء أو ينتفعون بثمرة هذا البستان فإنه يكتب له وهو أجر حاصل بعد موته لكن هو السبب في إيجاده .


* الثاني : العلم الذي ينتفع به بأن يعلم الناس ويدلهم على الخير وعلى فعل المعروف فإذا علم الناس وانتفعوا بعلمه بعد موته فإن له أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء لأن الدال على الخير كفاعل الخير وهذا دليل على بركة العلم وفائدته في الدنيا والآخرة .



* الثالث : وهو الولد الصالح الذي يدعو له بعد موته فلأن الولد من كسب الإنسان وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث ( أو ولد صالح يدعو له ) .. لأن غير الصالح لا يهتم بنفسه فلا يهتم بأبيه أو أمه وفيه إشارة إلى أنه من المهم جداً أن يربي الإنسان أولاده تربية صالحة حتى ينفعوه في حياته وبعد مماته وفي قوله صلى الله عليه وسلم ( أو ولد صالح يدعو له ) إشارة إلى أن الدعاء للأب أو لغيره من الأقارب أفضل من أن يقوم الإنسان بعبادة يتعبد لله بها ويجعل ثوابها لهم لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل أو ولد صالح يصلى له أو يصوم له أو يتصدق له مع أن سياق الحديث في العمل انقطع عمله إلا من ثلاث فلو كان عمل الإنسان لأبيه بعد موته مما يندب إليه لبينه النبي صلى الله عليه وسلم وأيضاً يكون دعاء الإنسان لوالديه أفضل من أن يسبح أو يقرأ أو يصلى أو يتصدق ويجعل ثواب ذلك لهم والإنسان محتاج إلى العمل الصالح فليجعل العمل الصالح لنفسه وليدعُ لوالديه بما يحب ولا يعني قوله صلى الله عليه وسلم أو ولد صالح يدعو له أنه لو دعا له غير ولده لم ينتفع به..​


بل دعاء أخيك المسلم نافع لك ولو كان ليس قريباً لك قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌٌ ) فوصف الله هؤلاء الأخيار بأنهم يدعون لأنفسهم ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان وهذا يشمل إخوانهم الأحياء والأموات وقال النبي عليه الصلاة والسلام( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاًَ إلا شفعهم الله فيه )..​


حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت ينتفع بدعاء المصلين عليه ويكون قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ( أو ولد صالح يدعو له ) مبنياً على أن الولد الصالح الذي هو بضعة منه كأنه هو نفسه ولهذا قال ( انقطع عمله إلا من ثلاث ) فجعل دعاء الولد لأبيه من عمل الأب وقد استدل بعض الناس بهذا الحديث على أنه لا يجوز إهداء القرب للأموات قالوا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( انقطع عمله إلا من ثلاث )..
ولكن في الاستدلال هذا نظراً لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( انقطع عمله ) ولم يقل انقطع العمل له فلو أن أحداً من الناس غير الابن أهدى ثواب قربة إلى أحد من المسلمين فإن ذلك ينفعه لو أنك حججت عن شخص ليس من آبائك وأمهاتك نفعه ذلك وكذلك لو اعتمرت عنه أو تصدقت عنه فإنه ينفعه على القول الراجح.​


~ [[ من فوائِد الحديثْ ]] ~
أشار إليها : علي بن يحيى الحدادي إمام و خطيب جامع عائشة - الرياض -

1- إذا مات ابن آدم انقطع عمله فعليه أن يستكثر من العمل الصالح قبل موته.


2- من فضل الله تعالى أن جعل للعبد سبباً يتجدد له به الثواب بعد موته.


3- مما يبقى به الثواب بعد الموت:
أ- الصدقة الجارية كـ بناء المساجد وحفر الآبار وطباعة الكتب النافعة، وسائر الأوقاف التي وقفت على مقتضى الشريعة.
ب- العلم النافع هو العلم الشرعي الذي يعلمه للناس فيحملونه عنه، أو يؤلفه في الكتب، ويبقى بعد موته.
ج- الولد الصالح لأن الأبوين كانا سبب وجوده، وفي هذا حث على العناية بالأبناء وتربيتهم التربية الإسلامية الصالحة حتى يكونوا من أسباب تجدد الثواب بعد الموت.



4- من خير ما يقدم للميت المسلم بعد موته من الأحياء الدعاء الصادق له بما فيه خير له كالدعاء له بالرحمة والمغفرة والفوز بالجنة والنجاة من النار ونحو ذلك من الأدعية.


5- قوله صلى الله عليه وسلم ( أو ولد صالح يدعو له ) ليس له مفهوم أي ان الدعاء النافع ليس هو الذي لا يصدر إلا من الولد بل لو دعا غير الولد نفعه ذلك إن شاء الله ولهذا شرع للمسلمين أن يصلوا على الجنائز ولو لم تكن جنائز آبائهم والصلاة عليها دعاء.


6- في الحديث الإشارة إلى فضل الزواج والحث عليه وعلى كثرة النسل طلباً للذرية الصالحة.


~ [[إشارةٌ مهمَّة ]] ~
من محاضرة للأستاذ فريد شكري - بتصرُف .


هذا الحديث يُعيد الإعتبار لعوالم ثلاثة مهمَّة هي التربية والعلم التكافل الاجتماعي ، على النَّحو التالي :


- عالم الأشياء وهو مجال التكافل الاجتماعي في قوله صلى الله عليه وسلَّم "صدقة جارية" .
- عالم الأفكار وهو مجال الإنتاج المعرفي و الفكري في قوله صلى الله عليه وسلَّم "علم يُنتفع به" .
- عالم الأشخاص أو مجال التربية في قوله صلى الله عليه وسلَّم "ولد صالح يدعو له".


نجدُ للأسف الشديد أن هذه القيم قد ضاعت في مجتمعاتنا الاستهلاكية، فأصبح تدريس الابن ومأكله ومشربه أسبق من تربيته تربية دينية صالِحة ، و أصبح الناس يتقاعسون أيما تقاعس في التصدق وهم ينفقون بسخاء شديد على أنفسهم، و أصبح لاعب الكرة، و أصحاب الطرب معززين مُكرّمين مشهُورين ، أما العالم فلا يُسمع به ولا مكانة لهُ عند العوام إلا من رحِم الله .. فهلاَّّ عودة يا أمَّة الإسلام لدينكم ، فقد ابتغيتم في غيرِه عزَّة وانظروا بما عادتْ به عليكُم بغيتُكم !


.. اللهمَّ رُدنا إليكَ رداً جميلا ~


* لا تنسوْنا من طيِّب دُعاءكم~
أخواتكن في: مشروع بُستان السُّنة .

 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الحديث الحادى عشر

2vbqxip.jpg






* أحادِيث مُشابهة :
* وعن أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ قال لي رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله‏؟‏ إن أحب الكلام إلى الله‏:‏ سبحان الله وبحمده‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لأن أقول‏:‏ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس” ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
* و عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من قال سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏‏‏))‏‏.‏
* وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله، والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماوات والأرض‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه مسلم‏)‏‏)‏‏.‏
قال رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : (( من قال سبحان الله وبحمدِه في يوم مائةَ مَرةٍ حُطَّت عنه خطاياه وإن كانت مِثل زَبَدِ البحر )) [ أَخرجه الترمذي عن أبي هريرة]



* شرحْ الحدِيث :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( كلمتان خفيفتان على اللسان )) ، (( ثقيلتان في الميزان)) ، (( حبيبتان إلى الرحمن )) ، (( سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم ))
كلمتان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم خفيفتان على اللسان , وهما أيضاً ثقيلتان في الميزان , إذا كان يوم القيامة ووزنت الأعمال ووضعت هاتان الكلمتان في الميزان ثقلتا به .
حبيبتان إلى الرحمن : وهذا أعظم الثوابين ,أن الله تعالى يحبهما وإذا أحب الله العمل أحب العامل به , فهاتان الكلمتان من أسباب محبة الله سبحانه وتعالى لعبده .
ومعنى : (( سبحان الله وبحمده )) ,أنك تنزه الله تعالى عن كل عيب ونقص وأنه الكامل من كل وجه جل وعلا , مقروناً هذا التسبيح بالحمد الدال على كمال إفضاله وإحسانه إلى خلقه جل وعلا وتمام حكمته وعلمه وغير ذلك من كمالاته .
(( سبحان الله العظيم )) يعني : ذي العظمة والجلال فلا شيء أعظم من الله سلطاناً ولا أعظم قدراً ولا أعظم حكمة ولا أعظم علماً فهو عظيم بذاته وعظيم بصفاته جل وعلا , سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم .
* فـ ينبغي للإنسان أن يكثر منهما وأن يداوم على قولهما لأنهما ثقيلتان في الميزان وحبيبتان إلى الرحمن , خفيفتان على اللسان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
المصدر : شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ، لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .





* مِن فقْه الحدِيث، ومَا يُستنبَط مِنه:
(1) الحث على المواظبة على هذا الذكر والتحريض على ملازمته.
(2) إثبات صفة المحبة لله تعالى.
(3) الجمع بين تنـزيه الله تعالى والثناء عليه في الدعاء.
(4) بيان الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ لأمته الأسباب التي تقربهم إلى الله وتثقل موازينهم في الدار الآخرة.
(5) إثبات الميزان وجاء في بعض النصوص إثبات أن له كفتين.
(6) إثبات وزن أعمال العباد.
(7) التنبيه على سعة رحمة الله حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل.
(8) الإشارة بخفة هاتين الكلمتين على اللسان إلى أن التكاليف شاقة على النفس، ومن أجل ذلك قال _ صلى الله عليه وسلم _ : ((حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات)).
وقد جاء عن بعض السلف التعليل لثقل الحسنة وخفة السيئة فقال: ((لأن الحسنة حضرت مرارتها وغابت حلاوتها فلذلك ثقلت، فلا يحملنك ثقلها على تركها، والسيئة حضرت حلاوتها وغابت مرارتها فلذلك خفت، فلا تحملنك خفتها على ارتكابها )).
(9) إطلاق الكلمة مراداً بها الكلام.
(10) جواز السجع إذا وقع بغير كلفة.
(11) إيراد الحكم المرغب في فعله بلفظ الخبر لأن المقصود من سياق هذا الحديث الأمر بملازمة الذكر المذكور.
(12) الإشارة إلى امتثال قوله تعالى: (( وَسَبِح بِحَمدِ رَبِّكَ )) .





* مِن فضل التسبِيح :
للشيخ صالح المغامسي - حفظه الله -
ليست الجنة دار تكليف ومع ذلك يبقى أهل الإيمان يسبحون الله في الجنة، لكن تسبيحهم في الجنة لا على أنه تكليف إنما يلهمون التسبيح في الجنة كما يلهمون في الدنيا النفس ، فإنك تتنفس بصور لا إرادية ، وكذلك أهل الجنة مع التقريب بالمشابه يسبحون الله جل وعلا كما يلهمون النفس ، ومع هذا يفهم أن تسبيح الرب تبارك وتعالى من أجل وأعظم العبادات ، وتدبر القرآن :
•الله جل وعلا في القرآن سبحه الرعد قال : (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ).
• سبحته الملائكة (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) ، وسبحه المؤمنون، وسبحه الجبال (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ ) ، وسبحته الطير (وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً) ، وأجمل جل وعلا جعلها عامة قال الله تعالى : (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ) ، وأعظم من ذلك كله أن الله جل وعلا سبح نفسه بنفسه قال الله : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ) قال الله : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ) فسبح الله جل وعلا ذاته العلية حتى يعلم أن للتسبيح رفيع المنازل عند الله ، وهذا نبي الله زكريا يبتلى بأن يبقى له آية بأنه لا يكلم الناس رغم استواء خلقته ، (أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً) ومع ذلك قال الله له : (وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) فخرج إليهم (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) المقصود من هذا: أن التسبيح عبادة عظيمة وأي عبادة .
فيلهم أهل الجنة تسبيح الله جل وعلا كما يلهمون النفس ، يحمد أهل الجنة ربهم جل وعلا ولعل هذا في مواطن:
•والذي يظهر أنهم إذا خرجوا من الصراط قالوا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ)
•وإذا دنوا من الجنة قالوا (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ).
•وإذا أدخلوا الجنة قال الله عنهم ( وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).




* فِي فضْل التسبِيح :
ولا يخفى علينا فضل التسبِيح في قصّة سيّدنا يونس عليه السلام ، إذ قال فيه تعالى " فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنه إِلَى يَوْم يُبْعَثُونَ "
ففي هذا إشارةٌ لطيفة وتذكيرٌ لعباد الله أن يتنبهوا لأهمية الذكر والتسبيح على وجه الخصوص ، فقد وصف الله يونسَ عليه السلام بأنه كان من المُسبِّحين ، أي أنه كان كثير التسبيح قبل وقوعه في هذه الشدة العصيبة والكرب العظيم .
- من الفوائد العظيمة في القصَّة ما يلي:
- تضمن دعاؤه التسبيح فكان سبباً لاستجابة دعائه ، وفي ذلك إشارةٌ إلى أهمية التسبيح وعظيم أجره.
- وفي القصة إشاراتٌ إلى أهمية التعرف على الله في الرخاء ليعرفك في الشدة فإن يونس عليه السلام كان مُسبِّحا قبل وقوعه في الشدة.
- وفيها فائدة عظيمة في أن التسبيح يكون سبباً للنجاة من كرب الدنيا والآخرة، فهذه الكربة التي مرَّ بها نبي الله يونس كانت في الدنيا ، ولم يكن له ناصرٌ ولا يمكنه الاتصال بأحد فهو في ظُلمات بطنِ حوتٍ متحركٍ في ظلمات لُجج البحر ، انقطعت به الأسباب إلا من خالقه وممن يراه وهو في بطن الحوت ويسمع سره ونجواه .


قد يتمشى الإنسان أحياناً بالطريق ، ماذا يفعل أثناء المشي ؟
يذكر الله، جلس في البيت، يذكر الله أي هذا الذكر به يطمئن القلب فهو غذاء القلب.
وعن مصعب بن سعد قال: حدثني أبي قال: (( كنَّا عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقالَ أَيَعْجِزُ أَحَدُكم أَن يَكسِبَ كلَّ يومٍ أَلفَ حسنة فسألَهُ سائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ كيفَ يكسِبُ أحدُنا ألفَ حسنة قال يُسبِّحُ مائةَ تَسبيحَةٍ فيُكْتَب له ألفُ حسنةٍ، أَو يُحَطُّ عنه ألفُ خطيئة )) [ أخرجه مسلم والترمذي عن مصعب بن سعد]
هذا التسبيح معناه ذكر، معنى هذا أنت قريب من الله عز وجل (( يا ابن آدم إنك إذا ذكرتني شكرتني وإذا نسيتني كفرتني )) [ أخرجه الطبراني عن أبي هريرة ]

* العبرة أن لا تنسى الله عز وجل، تذكره بهذا الذكر، سبحان الله وبحمدِه.


هذه أذكار النبي عليه الصلاة والسلام , إن قلت لا إله إلا الله ذكر , سبحان الله وبحمدِه ذكر , لا حول ولا قوة إلا بالله ذكر، حسبي الله ونعم الوكيل ذكر , أستغفر الله ذكر , إذا قرأت القرآن ذكر، كبستان كله فواكه وثمار، كلْ من أي شجرة شئت، لمجرد أن تقرأ القرآن فأنت ذاكر، لمجرد أن تقول: سبحان الله وبحمدِه فأنت ذاكر , أن تقول: سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله أكبر هذه الباقيات الصالحات , فأنت ذاكر، إذا قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله هذا ذكر، حسبي الله ونعم الوكيل ذكر.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الذاكرِين والذاكِرات ،،
وأن يجعلنا ممن أراد بهم الخير ففقههم في دينه ، فسار على النهج القويم الذي بعثت به رسولك الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ..



وختاماً ،، نسأل الله أن يختم لنا هذه الحياة بخاتمة السعادة، وان يجعلنا ممن يثقل ميزانه بالحسنات، إنه جواد كريم ملك بَرّ رؤوف رحيم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

لا تنسوْنا من طيّب دُعائكُم ~

 
إنضم
23 يونيو 2011
المشاركات
2,069
النقاط
38
الإقامة
مصر
احفظ من كتاب الله
القرآن كاملا
احب القراءة برواية
حفص
القارئ المفضل
الشيخ محمود خليل الحصري
الجنس
أخ
[frame="5 80"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً

جعله الله فى ميزان حسناتكم ورزقنا العلي العظيم اتباع سيد المرسلين
وتطبيق شرعه القويم
والسير على الصراط المستقيم
لنحيا صادقين مستبشرين ونموت غير خائفين ولا محزونين
وصلى اللهم وسلم وبارك على النبى المبارك سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد
وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وعلى من تبعهم بإحسان الى يوم الدين[/frame]​
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18

بسم الله الرَّحمان الرَّحيـم
السَّلام عليكـُم ورحمة الله وبركاته


.. الحديثْ الثانِي عشر من مشروع بُستان السُّنة ..


xkon6w.jpg



عن أبي قتادة رضي الله عنه قال :
سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء ، فقال :
" إنِّي أحْتسبُ علَى اللهِ أن يُكفِّر السَّنة التِي قبلَه"
-رواه مسلم-


الحديثُ كاملاً
عن أبي قتادة رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كيف تصوم ؟
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه ، فقال عمر : يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله ؟
قال: لاَ صَام وِلا أفْطَر أو قال : لمْ يصُم ولمْ يُفطر
قال : كيف من يصوم يومين ويفطر يوما ؟ قال " ويُطيق ذلِك أحَد
قال : كيف من يصوم يوما ويفطر يوما ؟ قال : ذاكَ صوْمُ داوُد عليْه السَّلام
قال : كيف من يصوم يوما ويفطر يومين ؟ قال : وددْتُ أنّي طوقتُ ذلِك
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثٌ مِنْ كُل شهْر وَرمضَان إلَى رَمضَانْ فَهذَا صِيامُ الدَّهر كُلِه صيامُ يوِم عرَفة أحْتسبُ علَى اللِه أنْ يُكفّر السَّنة التِي قبْلهُ والسَّنة التِي بعدَهُ وصيَامُ يومِ عاشوُراءْ أحتَسبُ علَى اللهِ أنْ يُكفّر السَّنة التِي قبْلهُ "


إن قيل : ما وجه أنَّ صوم عاشوراء يكفِر السنة التي قبله ، وصومُ يوم عرفة يكفّر السنة التي بعدهُ ؟
قِيلَ : وجههُ أن صومَ يوم عرفَة من شريعةِ مُحمّد صلى الله عليه وسلَّم ، وصومُ يوم عاشوراء من شرِيعة موسى عليه السَّلام .



تعرِيـفُه
هو اليوم العاشر من شهر محرَّم من كل عام .


حُكمُـه ، مناسبتُه ، وصفتُـه
صيام يوم عاشوراء سنة يستحب صيامه.
صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة، وصامه موسى قبل ذلك شكراً لله عز وجل؛ ولأنه يوم نجَّى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فصامه موسى وبنو إسرائيل شكراً لله عز وجل.. ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم شكراً لله عز وجل وتأسياً بنـبي الله موسى، وكان أهل الجاهلية يصومونه أيضاً، وأكَّده النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة، فلما فرض الله رمضان قال:” من شاء صامه ومن شاء تركه” رواه البخاري ومسلم واللفظ له.


* أما تحري ليلة عاشوراء فهذا أمر ليس باللازم؛ لأنه نافلة ليس بالفريضة.
فلا يلزم الدعوة إلى تحري الهلال؛ لأن المؤمن لو أخطأه فصام بعده يوماً وقبله يوماً لا يضره ذلك، وهو على أجر عظيم، ولهذا لا يجب الاعتناء بدخول الشهر من أجل ذلك؛ لأنه نافلة فقط.
* لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله- ( بتصرُف ) .


فضلُه
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: " ما رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان " [رواه البخاري 1867].
ومعنى "يتحرى" أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.



وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " [رواه مسلم 1976]
ويكفيِنا هذا فضلاً من الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم.



مراتِبُ صيامِه
* أكملها: أن يُصام قبله يومٌ وبعده يَوم.
وذلكَ خلافاً لليهود؛ لما ورد عنه عليه الصلاة والسلام : ” صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده” رواه أحمد، وفي لفظ : ”صوموا يوماً قبله ويوماً بعده” .


* ويلي ذلك: أن يصام التاسع والعاشر.
روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع".
قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع.


* ويلي ذلك : إفراد العاشر وحده بالصوم.
قال شيخ الإسلام : صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم(الفتاوى الكبرى ج5).
وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراد (ج3 باب صوم التطوع).
وكلّما كثر الصيام في شهر مُحرم كان أفضل وأطيب.




هل يُصام عاشوراءْ إن كان في سبتٍ أو جُمعة ؟

يُصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة :
ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة ولكن تزول الكراهة إذا صامهما بضم يوم إلى كل منهما أو إذا وافق عادة مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذراً أو قضاءً أو صوماً طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء.. ( تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع مشكل الآثار ج2 باب صوم يوم السبت ).


وقال البهوتي - رحمه الله : "ويكره تعمد إفراد يوم السبت بصوم لحديث عبد الله بن بشر عن أخته: " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم " [رواه أحمد بإسناد جيد والحاكم وقال: على شرط البخاري]
ولأنه يوم تعظمه اليهود ففي إفراده تشبه بهم (إلا أن يوافق) يوم الجمعة أو السبت (عادة) كأن وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء وكان عادته صومهما فلا كراهة؛ لأن العادة لها تأثير في ذلك ( كشاف القناع ج2 باب صوم التطوع ).


ماذا يُكفِّر صيامُ عاشورَاء ؟
قال الإمام النووي - رحمه الله : "يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر".
ثم قال - رحمه الله -: صوم يوم عرفة كفّارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه… كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفَّره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر. (المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة).


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله : "وتكفير الطّهارة، والصّلاة، وصيام رمضان، وعرفة، وعاشوراء للصّغائر فقط ". (الفتاوى الكبرى ج5).



بدِعُ مُحدثةٌ في عاشوراءْ


بما أنَّ كل ما خالف السنة بدعة ، وليوم عاشوراء نصيبٌ من البدعِ يفعلها البعض :
1- تخصيص قراءة قصة موسى وفرعون في صلاة الفجر .
2- التوسعة على الأهل في ذلك اليوم .
3- إعداد عشاء خاص بها والتجمّع لأجله .
4- النياحة وشق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية .
5- لبس السواد في عاشوراء ، ومثله تخصيص أي لباس خاص بعاشوراء .
6- إحياء ليلتها بقيام مخصوص لأجلها .
7- تخصيص يومها بأذكار وأوراد مخصوصة .
8- المراشة وهي : أن تجتمع مجموعة من النساء في بيت من البيوت ثم يأتين بكمية من الماء ثم ترش كل واحدة منهن الأخرى باعتقاد معين .


9-
تخصيصه بعبادة معينة كزيارة المرضى أو الصدقة لأجل هذا اليوم .


ضلالاتُ الشِّيعة في هذا اليوم
ومن هذا البابِ ، للإستماع :
تاريخ تطُوّر أحداث عاشوراء للشيخ محمد الزغبي ، من هنا .
حقيقة مقْتل الحُسين ، من هنا .

ما يفعله الشيعة في عاشوراء من ضرب الصدور ، ولطم الخدود ، وضرب السلاسل على الأكتاف ، وشج الرؤوس بالسيوف وإراقة الدماء ، محدث لا أصل له في الإسلام، فإن هذه أمور منكرة نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أنه لم يشرع لأمته أن تصنع شيئا من ذلك أو قريبا منه ، لموت عظيم ، أو فقد شهيد ، مهما كان قدره ومنزلته .
وقد استشهد في حياته صلى الله عليه وسلم عدد من كبار أصحابه الذين حزن لفقدهم كحمزة بن عبد المطلب ، وزيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن رواحة ، فلم يفعل شيئا مما يفعله هؤلاء ، ولو كان خيرا لسبقنا إليه صلى الله عليه وسلم ، فقد روى البخاري (1294) ومسلم (103) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ).

فهذه أعمال منكرة لا أصل لها في الإسلام ، لم يعملها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ولا صحابته لوفاته أو وفاة غيره ، مع أن مصاب الأمة بنبيّها أعظم من أي موت حتى موت الحُسين رضي الله عنه .

والاحتفال بهذا اليوم بدعة ، كما أن جعله مأتما بدعة كذلك ،ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه ، يُحدث للناس بدعتين : بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء وإنشاد المراثى .. وبدعة السرور والفرح .. فأحدث أولئك الحزن ، وأحدث هؤلاء السرور ، فصاروا يستحبون يوم عاشوراء الاكتحال والاغتسال والتوسعة على العيال وإحداث أطعمة غير معتادة ... وكل بدعة ضلالة ، ولم يستحبَّ أحدٌ من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم لا هذا ولا هذا .
” انتهى من “منهاج السنة” (4/554) باختصار وتصرُّف .

فوائد ومُقتطفاتْ حول هذه المُناسبَة
* يستحب الصّيام اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام .
* هذا اليوم صامه النبي صلى الله عليه وسلم وصامه الصحابة وصامه موسى عليه السلام قبل ذلك شكرا.
* هذا اليوم له فضل عظيم وحرمة قديمة.
* يستحب صيام يوم قبله أو يوم بعده لتتحقق مخالفة اليهود التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها.
* فيه بيان أن التوقيت في الأمم السابقة بالأهلة وليس بالشهور الإفرنجية لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن اليوم العاشر من محرم هو اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وجنوده ونجى موسى عليه السلام وقومه .
* هذا ما ورد في السنة بخصوص هذا اليوم وما عداه مما يُفعل فيه فهو بدعة خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم .


فهذا من فضل الله علينا أن أكرمنا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة ، فالله ذو الفضل العظيم ..
فبادر أخي / أختي باغتنام هذا الفضل وابدأ عامك الجديد بالطاعة والمسابقة إلى الخيرات "وعجلتُ إليكَ ربِّي لترْضَـى" ، "إنَّ الحسنات يُذهبن السيئات" .

* لا تنسوْنا من طيّب دُعاءكم وجميع المُسلمين قبل الإفطار
.. هذا ، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربّ العالمِـينْ ~
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
أحسن الله اليك ابنتى الحبيبة ...واسعدك في الدنيا والاخرة
 
أعلى