بستان السنة

طباعة الموضوع

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
~ الحديث الثَّالِث عشر / مشروع بُستانْ السُنَّة ~




012ltnbv21.jpg



الحدِيثْ:
عن أنس رضي الله عنه قال - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{ من أحبَّ أنْ يُبسط لهُ فِي رزقِه وينسأ لَه فِي أثرهِ فليَصلْ رحٍمهْ }
¤¤¤¤¤¤¤
حديثْ مُشابِه:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الله خلق الخلق ، حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم ، فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطعية، قال: نعم ، أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك.
قالت : بلى يا رب ، قال : فهو لك .
قال : قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم : اقرءوا إن شئتم " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ " رواه البخاري .

¤¤¤¤¤¤¤
شرْح الحدِيثْ:

البسط في الرزق كثرته ونماؤه وسعته وبركته وزيادته زيادة حقيقية .
واختلفت عبارات العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ) .
فقيل : المعنى : حُصُولُ الْقُوَّةِ فِي الْجَسَدِ .
بِالْبَرَكَةِ فِي عُمْره , وَالتَّوْفِيق لِلطَّاعَاتِ , وَعِمَارَة أَوْقَاته بِمَا يَنْفَعهُ فِي الْآخِرَة , وَصِيَانَتهَا عَنْ الضَّيَاع فِي غَيْر ذَلِكَ .
وقيل : بَقَاءُ ذِكْرِهِ الْجَمِيلِ بَعْدَ الْمَوْتِ .
وقيل : يُكْتَبُ عُمُرُه مُقَيَّدًا بِشَرْطٍ كَأَنْ يُقَالَ : إِنْ وَصَلَ رَحِمَهُ فَلَهُ كَذَا وَإِلَّا فَكَذَا ، فتَكُون الزّيَادَة فِي العُمرِ زيَادَة حَقِيقِيّة .
راجع : "شرح النووي على مسلم" (16 / 114) – "فتح الباري" (4 / 302)
وهذا القول الأخير هو الراجح ، فيكون معنى الحديث : من أحب أن يبسط له في رزقه فيكثر ويوسع عليه ويبارك له فيه ، أو أحب أن يؤخر له في عمره فيطول : فليصل رحمه .
فتكون صلة الرحم سببا شرعيا لبسط الرزق وسعته ، وطول العمر وزيادته ، والتي لولاها لما كان هذا رزقه ، ولا كان هذا عمره – بتقدير الله تعالى وحكمته - .

قال الشّيْخ صالح الفوزانْ حفظَه الله :
" معناه : أن الله سبحانه وتعالى وعد من يصل رحمه أن يثيبه وأن يجزيه بأن يطيل في عمره ، وأن يوسع له في رزقه جزاءً له على إحسانه .
ولا تعارض بين هذا الحديث وبين الحديث الذي فيه أن كل إنسان قد قدر أجله ورزقه وهو في بطن أمه ؛ لأن هناك أسبابًا جعلها الله أسبابًا لطول العمر وأسبابًا للرزق ، فهذا الحديث يدل على أن الإحسان وصلة الرحم سبب لطول الأجل وسبب لسعة الرزق ، والله جل وعلا هو مقدر المقادير ومسبب الأسباب ، هناك أشياء قدرها الله سبحانه وتعالى على أسباب ربطها بها ورتبها عليها إذا حصلت مستوفية لشروطها خالية من موانعها ترتبت عليها مسبباتها قضاءً وقدرًا وجزاءً من الله سبحانه وتعالى " انتهى .
"المنتقى من فتاوى الفوزان" (98 / 1) .



¤¤¤¤¤¤¤
مامعنَى صِلة الرَّحِم ؟

صلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم، وقطيعة الرحم تعني عدم الإحسان إلى الأقارب, وقيل بل هي الإساءة إليهم.
وهناك فرق بين المعنيين فالمعنى الأول يرى أنه يلزم من نفي الصلة ثبوت القطيعة,والمعنى الثاني يرى أن هناك ثلاث درجات:
1- واصل وهو من يحسن إلى الأقارب.
2- قاطع وهو من يسيء إليهم.
3- لا واصل ولا قاطع وهو من لا يحسن ولا يسيء,وربما يسمى المكافئ وهو الذي لا يحسن إلى أقاربه إلا إذا أحسنوا إليه, ولكنه لا يصل إلى درجة الإساءة إليهم.


¤¤¤¤¤¤¤

حُكمهـَا
لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة, وقطيعتها معصية من كبائر الذنوب, وقد نقل الاتفاق على وجوب صلة الرحم وتحريم القطيعة القرطبي والقاضي عياض وغيرهما.

¤¤¤¤¤¤¤
ما ورَد فيِها مِن القُرآن

أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى وهم الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى :
((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ))

وقال تعالى : (( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَاعَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ))

وقال تعالى : ((يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ))

وقال تعالى : (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ علِيمٌ ))

وقال تعالى : ((وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً ))

وقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ))

وقال تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ، رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً ، وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً))

وقال تعالى : (( فآتِ ذاَ القُرْبَى حقَّهُ والمسكِين وابْن السَّبيلِ ذلِك خيْر للذِينَ يُريدُونَ وجهَهُ وَأولئِك هُم المُفلِحوُن ))

كما أنه سبحانه عظم قدر الأرحام فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ))

وقال سبحانه وتعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ))

وقال سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار))

ووردَ ذكرُها في سنة رسول الله صلى الله عليِه وسلّم كثيراً ، لكننا نكتفِي بالحديث وبالمُشابه له .
¤¤¤¤¤¤¤
من هُم الأرحامُ الواجبةُ صلتُهم ؟
اختلف العلماء في من الأرحام الذين تجب صلتهم, فهناك ثلاثة أقول :

القول الأوّل : هم المحارم الذين تكون بينهم قرابة بحيث لو كان أحدهما ذكراً والآخر أنثى لم يحل له نكاح الآخر وعلى هذا القول فالأرحام هم الوالدان ووالديهم وإن علو والأولاد وأولادهم وإن نزلوا, والإخوة وأولادهم والأخوات وأولادهن, والأعمام والعمات والأخوال والخالات.
يخرج على هذا القول : أولاد الأعمام وأولاد العمات وأولاد الأخوال وأولاد الخالات فليسوا من الأرحام.
واستدل أصحاب هذا القول بأن الشارع حرم الجمع بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها وقال صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث عند ابن حبان : (( إنكن إن فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن )).
ولو كان بنت العم أو العمة أو بنت الخال أو الخالة لو كان هؤلاء من الأرحام ما وافق الشرع على الجمع بين المرأة وابنة عمتها أو ابنة خالتها أو ابنة خالتها .
[ شرحْ النووي على مسلم 16/113].

القول الثّانِي : الأرحام هم القرابة الذين يتوارثون, وعلى هذا يخرج الأخوال والخالات, أي أن الأخوال والخالات على هذا القول لا تجب صلتهم ولا يحرم قطعهم [ القرطبي 16/248]
وهذا القول غير صحيح وكيف يكون صحيحاً والنبي صلى الله عليه وسلم قال : ((الخالة بمنزلة الأم)) .

القول الثّالث : أن الأرحام عام في كل ما يشمله الرحم, فكل قريب لك هم من الأرحام الذين تجب صلتهم.
وعلى هذا القول فأولاد العم وأولاد العمة وأولاد الخال وأولاد الخالة وأولادهم كل هؤلاء يدخلون تحت مسمى الأرحام ، وإن كان تتنوع كيفية وصلهم فهذا تجب صلته كل يوم وهذا كل أسبوع وهذا كل شهر وهذا في المناسبات وهكذا.

كذلك يتنوع الموصول به فهذا يوصل بالمال وهذا يوصل بالسلام وهذا يوصل بالمكالمة وهكذا.
وقد قيل إن القرابة إلى أربعة آباء فيشمل الأولاد وأولاد الأب وأولاد الجد وأولاد جد الأب (المغني 8/529 ) .

¤¤¤¤¤¤¤
كيْفية الصِّلة ؟


أولاً : متى تكون الصّلة ؟
يختلف الأرحام بحسب قربهم وبعدهم من الشخص, البعد النَسَبي والبعد المكاني.
فالرحم القريب نسباً كالوالد والأخ يختلف عن الرحم البعيد كابن العم أو ابن الخال , كذلك الذي يسكن بحيك يختلف عن آخر يسكن في حي آخر والذي يسكن في مدينتك يختلف عن الذي يسكن خارجها وهكذا.

وعلى كل حال نقول إن الرحم القريب أولى بالصلة من البعيد, وليس هناك تحديد للزمن الذي يجب فيه الوصل فلا نستطيع أن نقول يجب عليك أن تصل أخاك كل يوم أو كل يومين أو كل أسبوع وعمك كل كذا إن كان في بلدك وكذا إن كان في غير بلدك.

وليس هناك زمن يمكن تحديده وإنما يرجع في ذلك إلى العرف بحيث يتعارف الناس على أن هذا الرحم يوصل في كذا وكذا وهذا إن كان قريب المسكن فيوصل عند كذا وكذا، فرتب أرحامك على حسب القرب منك وعليه فرتب صلتهم على هذا الأساس.

¤¤¤¤¤¤¤

ثانياً : بم تكونُ الصّلة ؟
تكون بزيارتهم والذهاب إليهم وإستضافتهم وتفقدهم والسؤال عنهم والسلام عليهم ( سواء كان ذلك عبر الهاتف أو بتبليغ السلام مع أحدهم ) ، إعطاؤهم من المال سواء كان صدقة ، إذا كان الموصول محتاجاً أو هدية إن لم يكن محتاجاً ، توقير كبيرهم ورحمة ضعيفهم ، إنزالهم منازلهم ، مشاركتهم في جميع أحوالهم ، عيادة مريضهم ، تتبع جنائزهم ، إجابة دعواتهم ، سلامة الصدر نحوهم ، إصلاح ذات البين بينهم ، الدعاء لهم ، دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر بالأسلوب المناسب.

¤¤¤¤¤¤¤

فوائِدُ صلةِ الرّحِم

1- صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل.
2- صلة الرحم سبب لدخول الجنة.
3- صلة الرحم امتثال لأمر الله .
4- صلة الرحم تدل على الأيمان بالله واليوم الآخر.
5- صلة الرحم من أحب الأعمال إلى الله.
6- صلة الرحم تنفيذ لوصية النبي صلى الله عليه وسلم.
7- الرحم تشهد للواصل بالوصل يوم القيامة .
8- صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق .
9- صلة الرحم تعجل الثواب وقطيعتها تعجل العقاب.
10- صلة الرحم تدفع ميتة السوء.
11- صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة.
12- صلة الرحم تثمر الأموال وتعمر الديار .
13- صلة الرحم سبب لمحبة الأهل للواصل.
14- أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة .
15- أن قاطع الرحم لا يقبل عمله.
16- أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم.

وإذا كانت كل هذه فوائد تحصُل بالصلة ، فما يحصُل بالقطيعة ؟
التي تكون أسبابها غالباً يا جهلا بفضلها ، يا كبراً على رحمه ، يا تقليداً لوالديه ( لم يتربى على الصّلة ) ، الإنقطاع الطويل ، الشحّ والبخل ، قلة الإهتمام بالزائر ، تأخير قسمة الميراث ، الإنشغال بالدنيا ، الحياء المذموم ، الاستغراب والتعجب الذي يجده الزائر من المزور ، قلة التحمل وعدم الصبر على الأقارب ، نسيانهم ، الحسد ، النميمة، سوء الظن .


¤ فائدة : عمل عكس هذه الأسباب يُعين على الصّلة.


من مظاهر القطيعة (وهناك الكثير غير هذه) :
1- عدم الصدقة على المحتاج من الأرحام, فبعض الأسر فيها أغنياء ومع ذلك تجد أن فيها فقراء محتاجين ربما تصلهم المساعدات من الأباعد.
2- عدم الإهداء إما بخلاً وإما اعتقاداً بأن الموصول ليس بحاجة وأنه ربما يفهمها خطأ بأن هذا ما أعطاه إلا لأنه رأى عليه آثار الحاجة, ومعلوم أن الهدية تجلب المودة (( تهادوا تحابوا )) .
3- عدم التزاور بين الأرحام فربما مضت الأيام والشهور والسنون ولم ير الأرحام بعضهم بعضاً.
4- عدم مشاركة الأرحام أفراحهم وأحزانهم.
5- عدم الحضور إلى اجتماع الأرحام إن كان لهم اجتماع.
6- عدم وصل الأقارب إلا إذا وصلوه, وهذا في الحقيقة ليس واصلاً وإنما هو مكافئ في الحديث الذي أخرجه البخاري (( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها )).
7-عدم دعوتهم إلى الهدى وعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
8- تحزيب الأقارب وتفريق شملهم وجعلهم جماعات متنافرة.
9- الإساءة إلى الأرحام بالقول أو الفعل.


¤¤¤¤¤¤¤



أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما قلنا و سمعنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا اللهم أغفر لنا و لوالدينا ولإخواننا المسلمين .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبِه ومن تبعه بإحسانِ إلى يوم الدّين .

ملاحظة: إستعننا في النّص ببحث لـ / عبد الرحمان بن عايد العايد -كتب الله أجره-

¤¤¤¤¤¤¤
لا تنسوْنا من طيّب دُعائكُم ~
أخواتكنَّ في : مشروع بستان السُنَّة .
 

آلداعي

عضو مميز
إنضم
24 نوفمبر 2011
المشاركات
3,316
النقاط
38
الإقامة
||خير بقاع الأرض||
الموقع الالكتروني
www.qoranona.net
احفظ من كتاب الله
احب القراءة برواية
ツ ورش ツ
القارئ المفضل
كل من تلى كتاب الله بتدبر وخشوع
الجنس
||داعي إلى الله||
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
كل سلامى من الناس عليه صدقة(الحديث الرابع عشر

11l0euf.gif


الحديث
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه "" كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس ، يعدل بين الاثنين صدقة ، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها ، أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ، ويميط الأذى عن الطريق صدقة "" رواه البخاري

أحاديث مشابهه
قال صلى الله عليه وسلم: (( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ))
قال صلى الله عليه وسلم: (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجات ……))
وقال صلى الله عليه وسلم:(( من كان يؤمنبالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))
وعن عبدالله بن عمرو رضيالله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( في الجنة غرفة يُـرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها)) فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال:(( لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وباتوالناس نيام))

44.gif


شرح الحديث
والسلامى هي العظام والمفاصل يعني كل يوم تطلع الشمس فعلى كل مفصل من مفاصلك صدقة .

قال العلماء من أهل الفقه والحديث : وعدد السلامى في كل إنسان ثلاثمائة وستون عضوا أو مفصلا فعلى كل واحد من الناس أن يتصدق كل يوم تطلع فيه الشمس بثلاثمائة وستين صدقة

ولكن الصدقة لا تختص بالمال بل كل ما يقرب إلى الله فهو صدقة بالمعنى العام لأن فعله يدل على صدق صاحبه في طلب رضوان الله عز وجل

ثم بين صلى الله عليه وسلم هذه الصدقة ::

* تعدل بين اثنين صدقة
يعني رجلان يتخاصمان إليك فتعدل بينهما تحكم بينهما بالعدل وكل ما وافق الشرع فهو عدل وكل ما خالف الشرع فهو ظلم وجور وعلى هذا فنقول إن هذه القوانين التي يحكم بها بعض الناس وهي مخالفة لشريعة الله ليست عدلا بل هي جور وظلم وباطل ومن حكم بها معتقدا أنها مثل حكم اللهأو أحسن منه فإنه كافر مرتد عن دين الله لأنه كذب قول الله تعالى { ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } يعني لا أحد أحسن من الله حكما ولكن لا يفهم هذا إلا من يوقن أما الذي أعمى الله بصيرته فإنه لا يدري بل قد يزين له سوء عمله فيراه حسنا والعياذبالله .

* وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعا صدقة
هذا أيضا من الصدقات أن تعين الرجل في دابته فتحمله عليها إذا كان لا يستطيع أن يركبها بنفسه أو تحمل له عليها متاعه تساعده على حمل المتاع على الدابة فهذا صدقة

*والكلمة الطيبة صدقة
الكلمة الطيبة تنقسم إلى قسمين: 1- طيبة بذاتها , 2- طيبة بغاياتها
1- الطيبة بذاتها فهي مثل الذكر لا إله إلا الله , الله أكبر, الحمد لله , لا حول ولا قوة إلا بالله وأفضل الذكر قراءة القرآن
2- الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل فالكلمة الطيبة صدقة وهذا من أعم ما يكون

* وفي كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة
خطوة بالفتح يعني خطوة واحدة تخطوها إلى الصلاة ففيها صدقة .
عد الخطا من بيتك إلى المسجد تجدها كثيرة ومع ذلك فكل خطوة فهي صدقة لك إذا خرجت من بيتك مسبغا الوضوء لا يخرجك من بيتك إلى المسجد إلا الصلاة فإن كل خطوة صدقة وكل خطوة تخطوها يرفع الله لك بها درجة ويحط عنك بها خطيئة وهذا فضل عظيم . أسبغ الوضوء في بيتك واخرج إلى المسجد لا يخرجك إلا الصلاة وأبشر بثلاث فوائد الأولى صدقة والثانية رفع درجة والثالثة حط خطيئة كل هذا من نعم الله عز وجل

*وتميط الأذى عن الطريق صدقة يعني إذارأيت ما يؤلم المشاة فأمطته أي أزلته فهذه صدقة سواء كان حجرا أم زجاجا أم قشر بطيخ أم ثيابا يلتوي بعضها على بعض أو ما أشبه ذلك .

المهم كل ما يؤذي فأزله عن الطريق فإنك بذلك تكون متصدقا وإذا كان إماطة الأذى عن الطريق صدقة فإن إلقاء الأذى في الطريق سيئة .
ومن ذلك من يلقون قمامتهم في وسط الشارع أو يتركون المياه تجري في الأسواق فتؤذي الناس مع أن في ترك المياه مفسدة أخرى وهي استنفاد الماء لأن الماء مخزون في الأرض قال الله تعالى { فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين } والمخزون ينفد .

من شرح رياض الصالحين للعثيمين

44.gif


فضل التصدق بالمال


1 ــ علو شأنها ورفعة منزلة صاحبها .
وهذه الرفعة للصدقة تشمل صاحبها؛ فهو بأفضل المنازل كما قال صلى الله عليه وسلم : "إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيهرحمه، ويعمل فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل..."

2 ــ وقايتها للمتصدق من البلايا والكروب
صاحب الصدقة والمعروف لا يقع، فإذا وقع أصاب متكأً؛ إذ البلاء لا يتخطى الصدقة؛ فهي تدفع المصائب والكروب والشدائد المخوِّفة،وترفع البلايا والآفات والأمراض الحالَّة، دلت على ذلك النصوص، وثبت ذلك بالحس والتجربة.

فمن الأحاديث الدالة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات" ،
ومنها أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم حين هلع الناس لكسوف الشمس: "فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا" قال ابن دقيق العيد فيشرحه له: "وفي الحديث دليل على استحباب الصدقة عند المخاوف لاستدفاع البلاءالمحذور"

3 ــ عظم أجرها ومضاعفة ثوابها
يربي الله الصدقات، ويضاعف لأصحابها المثوبات، ويعلي الدرجات.. بهذا تواترت النصوص وعليه تضافرت؛ فمن الآيات الكريمات الدالة على أن الصـدقـة أضعاف مضاعفة وعنـد الله مـزيـد قـوله ـ تعالى ـ: { إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم }{الحديد: 18}

ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة: قوله صلى الله عليه وسلم :"ما تصدق أحدبصدقة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا أخذها الرحمن بيمينه ـ وإن كان تمرةـ فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل؛ كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله "

4 ــ إطفاؤها الخطايا وتكفيرها الذنوب
جعل الله الصدقة سبباً لغفران المعاصي وإذهاب السيئا توالتجاوز عن الهفوات، دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة، ومنها: قوله ـ تعالى ـ :{ إن الحسنات يذهبن السيئات }{هود: 114} والذي هو نص عام يشمل كل حسنة وفعل خير،والصـدقـة مـن أعظــم الحسنات والخيرات فهـي داخـلة فيـه بالأولويــة، وقــوله سبحانه ـ:{ إن المسلمـــين والمسـلـمـــات... والمتصـدقــين والمتصدقــات... أعدالله لهـــم مغفــرة وأجــرا عظيما } {الأحــــزاب: 35}

ومن النصوص الدالة على ذلك أيضاً: قوله صلى الله عليه وسلم :"تصدقوا ولو بتمرة؛فإنها تسد من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"

5 ــ مباركتها المال وزيادتها الرزق
تحفظ الصدقة المال من الآفات والهلكات والمفاسد، وتحل فيه البركة، وتكون سبباً في إخلاف الله على صاحبها بما هو أنفع له وأكثر وأطيب،دلت على ذلك النصوص الثابتة والتجربة المحسوسة؛ فمن النصوص الدالة على أن الصدقة جالبة للرزق قول الله تعالى { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } {سبأ: 39}

قوله صلى الله عليه وسلم :"ما نقصت صدقة من مال"

6 ــ أنها وقاية من العذاب وسبيل لدخول الجنة
الصدقة والإنفاق في سبل الخير فدية للعبد من العــذاب،وتخليـص له وفكــاك مـن العقاب، ومثلها
فقال صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بـن حاتم ـ رضـي الله عنه ـ: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله،وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه،فاتقوا النار ولو بشق تمرة"، وفي رواية: "من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل "

7 ــ أنها دليل صدق الإيمان وقوة اليقين وحسن الظن بربالعالمين
المال ميال بالقلوب عن الله؛ لأن النفوس جبلت على حبه والشح به، فإذا سمحت النفس بالتصدق به وإنفاقه في مرضاة الله ـ عز وجل ـ كان ذلك برهاناً على صحة إيمان العبد وتصديقه بموعود الله ووعيده، وعظيم محبته له؛ إذ قدم رضاه ـ سبحانه ـ على المال الذي فطر على حبه،
ويدل على هذا الأمر قوله صلى الله عليه وسلم : "والصدقة برهان"، ومعناه: أنها دليل على إيمان فاعلها؛ فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدق استدل بصدقته على صدق إيمانه


8 ــ تخليتها النفس من الرذائل وتحليتها لها بالفضائل
تطهر الصدقة النفس من الرذائل وتنقيها من الآفات،وتقيها من كثير من دواعي الشيطان ورجسه، ومن ذلك: أنها تبعد العبد عن صفة البخل وتخلصه من داء الشح الذي أخبر ـ سبحانه ـ بأن الوقاية منه سبب للفلاح وذلك في قوله عز وجل ـ: { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } {الحشر: 9}، ويُذهِب الله بها داءالعجب بالنفس والكبر والخيلاء على الآخرين والفخر عليهم بغير حق، كما أنها من مسببات عدم حب الذات حباً مذموماً، ومن دواعي نبذ الأثرة والأنانية، وعدم الوقوع في شيء من عبودية المال وتقديسه وهو ما دعا على فاعله النبي صلى الله عليه وسلم بالتعاسة والانتكاسة فقال: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة... تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش"

وفي المقابل فالصدقة تهذب الأخلاق وتزكي النفس وتربي الروح على معالي الأخلاق وفضائلها؛ إذ فيها تدريب على الجود والكرم، وتعويدعلى البذل والتضحية وإيثار الآخرين، وفيها سمو بالعبد وانتصار له على نفسه الأمارة بالسوء، وإلجام لشيطانه، وإعلاء لهمته؛ إذ تُعلق العبد بربه وتربطه بالدار الآخرة،وتزهده بالدنيا؛ وتضعف تَعلُّق قلبه بها.
ويدل لذلك قوله ـ تعالى ـ:{ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} {التوبة: 103}؛ إذ في قوله: تطهرهم إشارة إلىمقام التخلية من الرذائل والذنوب والأخلاق السيئة، وفي قوله: وتزكيهــم إشـارة إلىمقـام التحلية بالفضـائل والحسنات والأعمال الصالحة

9 ــ أنها بوابة لسائر أعمال البر
جعل الله الصدقة والإنفاق في مرضاته مفتاحاً للبر وداعية للعبد إلى سائر أنواعه؛ وذلك لأن المال من أعظم محبوبات النفس؛ فمن قدم محبوب الله على ما يحب فأعطى ماله المحتاجين ونصر به الديـن وفقـه الله لأعمـال صالحـة وأخـلاق فاضـلة لا تحصل له بدون ذلك، وآتاه أسباب التيسير بحيث يتهيأ له القيام ببقية أعمال البر فلا يستعصي شيء منها عليه، يدل لذلك قوله ـ تعالى ـ: {فأما من أعطــى" واتقـــى وصــدق بالحسنى فسنيسره لليسرى} {الليل: 5 - 7}

10 ــ إدراك المتصدق أجر العامل
ما أسعد المتصدقين! إذ دلت النصوص الثابتة على أن صاحب المال يدرك بتصدقه وإنفاقه من ثواب عمل العامل بمقدار ما أعانه عليه حتى يكون لهم ثل أجره متى استقل بمؤونة العمل من غير أن ينقص ذلك من أجر العامل شيئاً، ومن هذه النصوص الدالة على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "من فطَّر صائماً كتب له مثل أجرهلا ينقص من أجره شيء"


والحمد لله رب العالمين
أخواتكنّ في مشروع بستان السنة</B></I>

 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الحدِيثْ ~
عن بن عمر رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم " لا يحل لمسلمٍ أن يهجُر أخاه فوق ثلاثة أيام " متفق عليه.

\
/
\
/
" حدِيثْ مُشابِه ~
ورَد في صحيح مُسلم عن أَبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " تُفتح أبوابُ الجنةِ يومَ الإثنينِ ويوم الخمْيس ، فَيغفر لكلّ عَبدٍ لا يُشركُ باللهِ شيئاً ، إِلا رَجلا كانتْ بينهُ وبينَ أخِيه شَحناءُ فَيقالُ : أنظِروا هَذَينِ حَتّى يَصطلِحَا ! أَنظروا هذَين حَتى يصْطَلحا ! ".
وعن أبي أَيوبَ رَضي الله عَنهُ، أنّ رسولَ الله صَلى الله علَيه وَسلم قالَ: (( لا يَحِل لمسْلم أَن يهجرَ أخاهُ المُسلم فَوق ثَلاثِ لَيَال، يلتقيانِ فَيعرِضُ هَذا وَيعْرضُ هذَا، وَخَيرهمَا الذِي يَبْدأ بِالسّلامِ )) مُتَّفَقٌ عليهِ.
\
/
\
/
" مُفردات الحدِيثْ ~
( أَخَاهُ ) أي : المُسلم وهو أعمُ من أخوة القرابةِ والصّحابَة .
قال الطّيبي : وتخصيصه بالذكر إشعار بالعليّة والمراد به أخوّة الإسلام ، ويُفهم منه أنّه إن خالف هذه الشّريطة قطع هذه الرّابِطة جاز هُجرانه فوق ثلاثة -انتهى- .
وقِيلَ :وفيه أنه حينئذ يجبُ هجرانهم .
‏( فَوْقَ ثَلَاثٍ ) ‏ فِي روايَة الشيخينِ : فوق ثلاثِ لَيَال وَالمرَاد بأَيامهَا .
( يَلْتَقِيَانِ ) ‏ أي : يتلاقيان .
‏( فَيَصُدُّ هَذَا وَيَصُدُّ هَذَا ) ‏ قال النّوَوي : مَعنى يَصد يعرضُ أَي يوليهِ عرضهُ بِضم العينِ وهو جانِبه , وَالصد بِضمّ الصادِ , وَهو أَيضًا الجَانب وَالناحِية -انتهى- .
‏( وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ ) ‏ أَيْ : هو أَفضَلهما .
قَال النووِي : فِيه دليل لمذهبِ الشافِعي وَمالك ومنْ وافقهمَا أَنّ السلامَ يقْطع الهجرَ ويرفع الإثم فيهَا وَيزيلهُ .
وقالَ أَحمدُ وابْن القاسم المَالِكي : تَرك الْكلامِ إنْ كان يؤذيهِ لمْ يقطعْ السّلام هجْره.
قَالَ أَصْحَابُنَا: وَلوْ كاتبه أَو رَاسله عِند غيبته عَنه هَل يَزول إِثم الهجرِ فيهِ وجْهانِ : أحَدهمَا لا يزُول لِأنه لَم يُكلّمه , وَأصحّهما يزول لِزَوال الوحشةِ -انتهى- .
\
/
\
/
" شرحُ الحدِيثْ ~

نَفي الحلّ دال عَلى التحْريمِ، فَيحْرم هِجران المسلِمِ فوقَ ثلاثَةِ أَيام.
وَدلّ مفْهومه علَى جوازِه في ثَلاثَة أيّام ، وَحكمَة جَوَاز ذلك في هَذه المدّة أَنّ الإنسانَ مجبُول على الغضبِ وسوءِ الخلقِ ونحو ذلِكَ، فعفي له هجرُ أخيهِ ثلاثة أَيام، ليذهبَ ذلكَ الْعارض؛ تَخفِيفا علَى الإِنسانِ، ودَفعا لِلإضْرَارِ بِه، فَفي اليَوم الأوّل يَسكنُ غضَبه.
وفي الثانِي يرَاجِعُ نفسَه، وفِي الثّالِث يَعتذِر، وما زادَ على ذَلك كان قطعا لحقوقِ الأخوة، وقدْ فَسرَ معنَى الهَجر بقولهِ (( يلتقيَان.... )) إلى آخرهِ، وهوَ الغَالبُ مِن حالِ المتَهَاجِرين عِنْد اللقاءِ.
وفيهِ دلالَة عَلى زَوال الهَجر له برد السَّلام، وَإِليْه ذَهب الجمهورُ وَمالِك وَالشافعِيّ، وَاستدَل لَه بِما رَواه الطبرانِي مِنْ طريق زيْدِ بنِ وَهب، عَم ابن مَسْعُود، في أثناءِ حَديث موقوف، وفيه: " وَرجوعُهُ أَنْ يَأتِي فَيسَلم عَليهِ".
قال أحمَد وابن القاسِم : وإن كان يُؤذيه تركُ الكلام فلا يكفِيه رد السَّلام ، بل لا بُد من الرُجوع إلى الحال الذي كان بينهُما ، وقيل : ينظُر في حال المهجُور، فإن كان خطابُه زاد على السَّلام عند اللقاءِ مما تطيبُ به نفسُه، ويُزيل علّة الهجر، كان من تمام الوصلِ وترك الهجر، وإن كان لا يحتاجُ إلى ذلك كفى السَّلام .

وأما فوق اليوم الثالث ، فقال ابن عبد البر : أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب له في دينه ، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دُنياه ، فرُبَ هجر جميل خير من مخالطة مؤذية .
وَتقدمَ الكلام في هَجر مَن يَأتي مَا يلامُ عَليه شَرعا، وقدْ وقع من السّلف التهَاجر بَين جمَاعة منْ أعْيانِ الصَّحابة والتّابعينَ وتَابعِيهِم.
وقد عدّ الشارِحُ جَماعَة منْ أولَئِك، يستنكَر صُدوره منْ أمثالِهم، أَقاموا عليْه، ولَهم أعْذار إن شاءَ الله، وَالحَمل علَى السلامَةِ متَعينٌ، والعِباد مظِنةُ المُخالفةِ.
\
/
\
/

" شرحُ الحدِيثْ ~
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " والهجر الشرعي نوعان :
أحدهما: بمعنى الترك للمنكرات ، والثاني: بمعنى العقوبة عليها ".

فالأول هو المذكور في قوله تعالى: { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [الأنعام: 68].
وقوله تعالى: { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعا } [النساء: 140].
فهذا يراد أنه لا يشهد المنكرات لغير حاجة، مثل قوم يشربون الخمر يجلس عندهم، وقوم دعوه إلى وليمة فيها خمر وزمر، لا يجب دعوتهم، وأمثال ذلك بخلاف من حضر عندهم للإنكار عليهم، أو حضر بغير اختياره.

* النوع الثاني: الهجر على وجه التأديب ~
وهو هجر من يظهر المنكرات، يهجر حتى يتوب منها، كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون الثلاثة الذين خلفوا، حتى أنزل الله توبتهم، حين ظهر منهم ترك الجهاد المتعين عليهم بغير عذر ، ولم يهجر من أظهر الخير وإن كان منافقاً، فإن الهجر بمنزلة التعزيز، والتعزيز يكون لمن ظهر منه ترك الواجبات، وفعل المحرمات، كتارك الصلاة والزكاة، والتظاهر بالمظالم والفواحش، والداعي إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة التي ظهر أنها بدع.. فالمنكرات الظاهرة يجب إنكارها بخلاف الباطنة فإن عقوبتها على صاحبها خاصة.

* ثالثاً: اعتبار المصالِح والمفَاسِدْ ~
قال شيخ الإسلام: "وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم، وقلتهم، وكثرتهم، فإن المقصود به: زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله، فإن كانت المصحلة في ذلك راجحة، بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً، وإن كان لا المهجور، ولا غيره يرتدع بذلك، بل يريد الشر والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهرج، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر".

* رابِعاً: النظر في طبَائع النُفوس ~
قال شيخ الإسلام: "والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف قوماً، ويهجر آخرين، كما أن الثلاثة الذي خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم لما كان أولئك سادة مطاعين في عشائرهم، فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم، وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير، فكان في هجرهم عز الدين، وتطهيرهم من ذنوبهم".
\
/
\
/

* متى يكوُن الهجر جائزًا و غيْر جائز ؟
"هجر المسلم لا يجوز ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يحل لرجُل أن يهْجر أخاه المُسلِم فوق ثلَاث، يلْتقيَان فيُعرض هَذا ويعُرض هذَا وخيْرهما الذي يبدأ بالسَّلام " رواه البخاري (5727) ومسلم (2560) ، ولا سيما إذا كان المؤمن قريباً لك أخاً أو ابن أخ أو عمّاً أو ابن عم فإن الهجر في حقِّه يكون أشد إثماً .
اللهم إلا إذا كان على معصية ، وكان في هجره مصلحة ، بحيث يقلع عن هذه المعصية فلا بأس به ، لأن هذا من باب إزالة المنكر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم ( 49 ) ، والأصل أن هجر المؤمن لأخيه المؤمن محرّم حتى يوجد ما يقتضي الإباحة" -انتهى-.
انظر " فتاوى منار الإسلام " لابن عثيمين ج/ 3 ص/732 .

\
/
\
/
" الفرقْ بين التهاجر والتدابُر والتَّشاحن ~
قال ابن حجر: " التهاجر: أَن يهْجر المُسلم أخاه فوق ثلاثة أيام لغيْر غرض شرْعي".
والتدابر: هوَ الإعراض عن المُسلم بأن يلقَى أخاه فيُعرض عنهُ بوجهه.
والتشاحن: هو تغيُر القلوب المٌؤدي إلى التَّهاجر والتدَابر .
\
/
\
/
" مثالٌ عنِ الهجر المقصُود ~
وهذه بعض الأمثلة عن السلف الصالح للتسابق على البدء بالسلام بعد التهاجر, فعن أبي الحسن المدائني قال "جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه فأقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله، فلما جلس الحسن قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به".
أما في زماننا هذا فإن الأمر يختلف تماماً فتجدُ من يهجر أخاه سنيناً عديدةً لا يكلم أحدهم الآخر، فإنا لله وإنا إليه راجعون أين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" وهذا الهجر الذي حصل ويحصل إنما هو على أغراض دنيوية أو أسباب شخصية أما على محارم الله فلا تجد إلا النادر فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
\
/
\
/
" فوائِد من الحديثْ ~
* التعْبير في الحديث بالأخوة إشارةٌ واضِحة إلى الحثّ على التواصُل والتحذير من الهجران والتقاطع.
*خير المتقاطعين الذي يبدأ أخاه بالسَّلام والكلاَم ويواصل الأخوّة ويزيل أسباب التقاطع.
* تحريم الهجْران بين المُسلمين أكثر منْ ثلاثة أيام، والحكْمة من تحديد هذه المدة أنها كافية لإحلال التفكير وإبعاد العاطفة وتنامِي الأخطاء ودفن الأحقاد.
*المُسلم يتناسى الأحقاد ويسْرع إلى الصُلح ليفوز بالفَضل، والسَّلام في الإسْلام رمز المحبة والإخاء.
\
/
\
/
اللهم ألّف على الخيْر قلُوبنا، اللّهم أصْلح فسادَ قلوبنا، وحبّب إلينا الإيمَان وزينه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكُفر والفسوُق والعصيَان واجعلنا مِن الرَّاشدينْ.


لا تنسونا من صالِح دُعائكم ، وجميع المُسلمين ~
فريق عمل مشروع بستان السُنّة
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
خير له من ان يمتلئ شعراا

السَّـلام عليكم ورحمَـة الله وبركاتًـه

.. الحدِيثْ السادِس عشَر ¦¦ مشرُوع بُستان السنَّة }~


01wrhbn27.gif


عن ابن عُمر رضي الله عنهُ قال : قال رسول اللهِ صلى الله عليْه وسلَّم
"لأنْ يمتلئَ جَوْف أحدكُم قيحاً خيْر لهُ مِن أنْ يمتلئ شِعْرًا" رواه البخاريّ.

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

¦¦ حدِيثٌ مُشابِه ¦¦
بينمَا نحْن نسيرُ معَ رسوُل الله صلى الله عليه وسلَّم بالعرج ، إذ عرض شاعِر يُنشد ، فقال رسُول الله صَلى الله عليْه وسلَّم " خُذوا الشَّيطَان، أوْ أمسِكوا الشيْطانَ، لأَن يَمتلِئ جوْفُ رجُل قيْحًا، خيرُ لَه مِن أنْ يمتَلئ شِعْرًا".
الراوي: أبو سعيد الخدري *المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مُسلم* الصفحة أو الرقم: 2259
خلاصة حكم المحدث: صحيح

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

( تنبِيهْ ) : ‏ مُناسبة هذه المُبالغةِ في ذمّ الشعر أن الذِين خُوطبوا بذلك كانُوا في غاية الإقبَال عليْهِ والإشتغالِ به ، فزجرهُم عنه ليُقبلوا على القرآن وعلى ذكر الله تعالى وعبادتِه ، فمن أخذَ من ذلِك ما أُمر لم يضرَّهُ ما بقي عِنده ممَّا سوى ذلِك ، والله أعلمْ.

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

¦¦ ما الشِّعْـر ؟! ¦¦
الشعْر موهِبةُ يهبُها الله من يشَاء ، ولأهميَّتِه سمى الله سُورةً في كتابِه بسورة الشُّعراء ، وجاء عن النّبِي صلى الله عليه وسلَّم أنه قال " إنَّ من الشِعر لحِكمةً ، وإنَّ من البيان لسِحراً " ، وقال صلى الله عليه وسلَّم لشاعِره حسَّان بن ثابث رضي الله عنهُ " أجبِ عنّي ، اللهمَّ أيدهُ بروحِ القُدس " .
والشّعر نوعٌ مِن الكلاَم حَسنهُ حسَن وقبِيحُه قبيحٌ، فلا يمدَح لذَاتِه ولاَ يذُم لذاتِه، ولكن النَظر إلى مضمُون الشّعر قَال ابنُ قدامة -رحمه الله- في المغني (10): "وليْس في إبَاحة الشعْر خِلافُ، وقدْ قالَه الصَّحابةُ والعُلمَاء، والحاجَة تدْعو إليْه لمَعرفة اللُغة العرَبيَة والاسْتشهَاد بِه في التَّفسِير، وَتعرف مَعانِي كَلام اللهِ تعالى وكلاَم رسُوله صَلى الله عليْه وسلَّم، ويسْتدلُ به أيْضاً على النسَب والتارِيخ وأيَّام العرَب" ا.هـ

وقد أنشد كثيرٌ من الصَّحابة الشعْر بحضرَة الرَّسول صلَى الله عليْه وسلَّم، وأحَاديثهم في الصَّحيحيْن وغيرهِما وهيَ كثيرَة، بلْ أمَر النبيًّ صلَى الله عليْه وسلَّم حسَاناً وغيره بإنشَاد الشّعْر حين قال " أجِب عنّي " ، وقالَ مرَّة أيضاً للنابِغة الجعْدي عندَما سمِعه يقُول قصِيدًة طويلًة مِنهَا:

فلا خيْر فِي حلم إذَا لمْ يكُن لَه ¦¦ بوادِر تحْمِي صَفوهُ أنْ يكدَرا
ولا خيْر فِي جهْل إذَا لمْ يكُن لَه ¦¦ حليمٌ إذَا مَا أورَد الأمْر أصدَرا

فقال له عليه الصلاة والسلام: "لا يُفضض اللهُ فاَك" ، فلَم تنكسِر لهُ سنُّ مَع طوُل عمُره.

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

وما وَرد مِن ذمّ الشُعراء في القُرْآن أو ذمّ الشِعر فِي السًّنة، فإنمَا يذمُ منْ أسْرفَ وكذَب، فالغالبُ أنَّ الشُعراءَ يقولُون الكذبْ، فيَقذفوُن المُحصنَات، ويهْجوُن الأبْريَاء، فوقعَ الذمُ علىَ الأغلَب، واستُثني مِنهمْ منْ لا يفعَل ذلِك، كمَا قاَل سُبحاَنه{ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } سورة الشعراء.

ومَا ورَد فِي السًّنة مِن ذمّ حِفظ الشعْر فالَمقصُود بٍه الإكْثارُ مِن ذلِك حتَى يشغَله عنْ القًرآن والسًّنة والتفقًه في الدّين، أوْ ما كاَن فيهِ تشْبيب بالنسَّاء ونحْوه، والله أعْلم.
المُفتي : مركز الفتْوى / موقِع إسلام ويب .

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

¦¦ تفسِيرُ الآيَـاتْ ¦¦
قوله تعالى : { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }


يقول العلاَمة ابنُ سعْدي في تفسِيره لهذه الآيات:
{ وَالشُّعَرَاءُ } أي : هل أنبِئكُم أيْضاً عنْ حالَة الشعَراء، ووصفهم الثابت، أنَّهم يتَّبعُهم الغاوُون عنِ طريقِ الهُدى المُقبلون عَلى طريقٍ الغيّ والردي، فهُم فِي نفْسهِم غاوُون، وتجِد تباعَهم كُل غاوٍ ضاَل فاسِد.
{ أَلَمْ تَرَى } أي : غِوايتهَم وشدَّة ضلالِهم .
{ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ } مِن أوْدية الشَّعر.
{ يَهِيمُونَ }فتارَة في مَدْح، وتارةً في قدْح، وتارَة يتغزَّلوُن، وأخرَى يسْخروُن، ومرَّة يمرحوُن، وآوِنةً يحْزنوُن، فلاَ يستِقر لهُم قرَارٌ ولاَ يثبتوُن علَى حالٍ مِن الأحوَال.
{ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } أيِْ هذاَ وصفُ الشُّعراء، أنَّهمْ تُخالف أقوَالهم أفعَالهم فإذَا سمِعت الشاعِر يتغزَّل الغزل الرَّقيق، قُلت هَذا أشدًّ النَّاس غرامًا، وقلبُه فارغٌ مٍن ذاَك، وإذاَ سمِعتهُ يمَدحُ أو يذم قلْت: هذَا صِدقٌ وهُو كذٍب، وتارةً يمْتدحٌ بأفعَال لمْ يفعلهَا وترُوك لمْ يتركْها وكرَم لمْ يحُم حولَ ساحتِه، وشجاعةِ يعلُو بهَا على الفُرسانِ وترَاهُ أجبَن مِن كلّ جبان .. هذَا وَصفهُم, أ,هـ.



وقد ذكَر ابنُ كثير فِي تفسِيره، عنْد تفسِير قولِه تعَالى{ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُون } ذكر قوْل الحسَن البَصريْ حيثُ قال: "قدْ واللهِ رأيْنا أوْديتَهُم التِي يخُوضونَ فِيهَا،مَرةً فِي شَتيمَة فُلان، وَمرَّة فٍي مدٍِيحَة فُلان.
وهذا النوعُ مٍن الشعرَاء، نَهى النبي صلَّى الله عليْه وسلم عنِ الانشِغاَل بشعِرهم كَما فِي الحديثْ ، وسيأتِي ذكر نوعِ آخر من الشّعر بإذن الله .



جاءَ في تفسير هذه الآياتْ في كتابِ أحكاَم القُرآن لابن العربيّ :
قوله : { وَالشُّعَرَاءُ } الشعر نوع من الكلام .
قال الشافعِيّ رحمه الله : حُسنه كحُسن الكلَام ، وقبيحُه كقبيحِه ، يعني: أنَّ الشعرَ ليْس يُكره لذاتِه ، وإنمَّا يُكره لمُتضمَناتِه .
وقْد كانَ عِند العرَب عظيمُ الموِقع حتىَ قال الأوَّل منْهم "وجُرح اللّسانِ كجُرح اليدِ" .
وقال النبيُّ صلَى اللهُ عليْه وسلَّم في الشِعر الذِي كانَ يرُد بهِ على المُشركٍين { إنَّه لأسْرعُ فيهِم منَ النبل } .


`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

¦¦ أقسامُ الشُّعراء ¦¦
الشُّعراءُ ينقسِمُون إلَى قسْمين، وذلِك مِن حيْث مدْلُول شعِرهم :
1- قسمٌ هم الذين ذكَرهم اللهُ فِي قوله: { وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ }
2- هُم الذينَ اسْتثناهُم الله بِقولِه: { إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }


فعَلى منْ منَّ اللهُ عليْه بموْهبةِ الشِّْعر أنْ يحذَر أنْ يكوُن مِن القسْم الأوَّل ويتأمل النصوصَ الوارِدة فيهِم، كقوْل الله تعَالى:{ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } .

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

¦¦ شاعِرُ رسول اللهِ / حسَّان بن ثابِث -رضي الله عنه- ¦¦


نَسبُه:هو أبو الوليد حسَّان بن ثابتْ من قبيلةِ الخزرج، التي هاجرَت مِن اليَمن إلى الحِجاز، وَأقامَت فِي الَمدينة مَع الأوْس.

وُلد فِي المدِينة قبْل مولد الرَّسول بنحْو ثمَاني سِنين، فعَاش في الجَاهلية ستّين سَنة، وفي الإسْلام سِتين سنَة أخرَى، وشبَّ فيِ بيْت وجَاهة وشرَف، مُنصرِفًا إلىَ اللهْو والغزَل، فأبُوه ثابِت بن المنذر الخزرَجي، مِن سادَة قومِه وأشرَافهمْ، وأمًّه الفريعة خزرَجية مِثل أبيهِ.
وحسان بن ثابت ليس خزرجيًّا فحسب؛ بل هو أيضًا مِن بني النجَّار أخوَال رسوُل الله فلهُ بهِ صلةُ وقرابَة.

لمَّا بلغَ حساَّن بن ثابِت السّتين مِن عمُره، وسمِع بالإسْلام، دَخل فيِه، ورَاح مِن فوره يردُّ هجمَات القُرشيين اللِسانيَّة، ويُدافعُ عنَ محمَّد والإسْلام، ويهْجوُ خصوُمهما..
وقدْ قالَ صلى الله عليهِ وسلَّم يومًا للأنصَار: "ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم؟!" فقال حسَّان بن ثابت: أنَا لهَا، وأخذَ بطرفِ لسَانِه، وقال عليْه السَّلام: "والله ما يسرني به مِقْول بين بصرى وصنعاء".

ولمْ يكنْ حسَّان بن ثابِت وحدَه هوَ الذِي يرُد غائِلة المُشركين مِن الشعراء؛ بلْ كانَ يقفُ إلىَ جانِبهِ عددٌ كبيرٌ مِن الشعرَاء الِذين صَحَّ إسْلامُهم، وكان النبيُّ يُثنِي على شِعر حسَّان، وكان يحثُّه على ذلك ويدعو له بمثل: "اللهم أيده بروح القدس"، وعطفَ عليْه وقرَّبه منْه، وقسَّم له مِن الغنائم والعطايَا حتى سُميَّ بشاعٍر رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم .
ولمْ يكنْ رضي اللهُ عنه يهْجو قُريشًا بالكفرِ وعبَادة الأوْثان؛ وإنمَّا كانَ يهجُوهم بالأيَّام التي هُزِموا فِيها، ويُعيرُهم بالمَثالب والأنسَاب، ولوْ هجاَهم بالكفْر والشِرك مَا بلغَ منْهم مبلغًا.. وكانَ حسَّان بن ثابت لا يَقوى قلبُه على الحرْب، فاكتَفى بالشّعر، ولمْ ينصر رسُول اللهِ بسَيفه، وَلم يشهد معركةً معَ رسوُل اللهِ ولا غزوةً.
ورُوي أنَّ حسانَ بنْ ثابِت رضِي اللهُ عنهُ كانَ ينْشدُ الشّعر فِي مَسجدِ الرَّسول صَلى الله عليْه وسلَّم .

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

قال رسُول الله " { اهجْ قريشاً ، فإنَّه لأشدُّعليهمْ مِن رشق بالنبل } فأرسل إلى ابن رواحة فقال{ اهجْهم } ، فهجاهم فلم يُرْضِ، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسَّان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنَبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه، فقال: والذي بعثك بالحقَ! لأفرينَّهم بلساني فرْيَ الأديم.. فقال رسول الله " { لا تعْجَل ، فإنَّ أبا بكر أعلَم قُريش بأنسابِها ، وإنَّ لي فيِهم نسباً حتى يخلُص لكَ نسبِي } ، فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسُول الله، قد لخص لي نسبك، والذي بعَثك بالحق!! لأسلنَّك منهم كما تسل الشعْرة مِن العجين..
قالت عائشة: فسمعِت رسُول الله يقول لحسَّان: "إن رُوح القدُس لا يزال يؤيّدك مَا نافحْت عَن اللهِ ورسُوله"، وقالت: سمعتُ رسول الله يقول: "هجاهم حسان، فشفى واشتفى".

وقد توفي حسَّان بن ثابِت في المَدينة المنورة سنة (54هـ= 673/674م) في عهد مُعاوية بنْ أبي سُفيان عن عُمر قدْ ناهزَ المَائة والعِشرينَ عامًا.

المراجِع للإستِفاضة : صحيح مسلم - سير أعلام النبلاء - الإصابة في تميز الصحابة - شعر الدعوة الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين.

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

¦¦ من أجمَل ماقالهُ حسَّان بن ثابث-رضي الله عنه- ¦¦


* فِي مدح الرَّسول صلَّى الله عليْه وسلم :
أفضُل منكَ لمْ تر قطُّ عينِـي ¦¦ وأجمَل منكَ لَم تلِد النسَّاء
خُلقتَ مبرَّأ مِن كُل عيْــب ¦¦ كـأنَّك خُلقتَ كمَا تشَـاءُ

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·


* في صفات رسول الله صلى الله عليه وسلَّم :
ياَ رُكن مُعتمد وعصْمة لائِـذ وَ ملاذ مُنتجع وجَار مُجـاور
يامَن تخيـَّره الإلـَه لخلْقـهِ فحبَاه بالخلْق الزَّكي الطاهِـر
أنتَ النبيُّ وخيْر عصُبة أدميا مَن يجود كفيْض بحْر زاخِر

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·


* فِي الغساسِنة :
لله درّ عصابةٍ نادمتهم ¦¦ يوماً بجـِلَّقَ في الزمان الأولِ
أولاد جفنة حول قبر أبيهمُ ¦¦ قبر ابن مارية الكريم المفضلِ
يسقون من ورد البريص عليهمُ ¦¦ برَدى يصفّق بالرحيق السلسلِ
بـِيضُ الوجوه كريمةُ أحسابهم ¦¦ شمَ الأنوف من الطراز الأولِ
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم ¦¦ لا يسألون عن السواد المقبلِ

جلق: على الأغلب، مدينة قرب دمشق أو أحد أسماء دمشق.
جفنة: هو جفنة بن عمرو أول ملوك الغساسنة .
مارية: هي أم الحارث بن جبلة أحد ملوك الغساسنة
البريص: نهر بدمشق ومعني البيت أنهم يسقون من أتاهم إلي البريص ماء بارد مخلوطا بالخمر .
يغشون حتى ما تهر كلابهم: أي أن كلابهم لا تنبح من كثرة تعودها على الضيوف وذلك كناية عن الكرم.



`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·


* مِن حكمتِه رضي الله عنهُ :

أصُون عرِضي عَن المَال لا أدنّسُه ¦¦ لا بَارك اللهُ بعْد العِرض في المَال
أحْتالُ المَال إنْ أودي فأكسِبُه ¦¦ و لسْت للعرْض إن أوُدي بِمحْتال

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·


* إعتذاراً في ما قاله بشأن عائشة رضي الله عنها :
حصَانٌ رزَانٌ مَا تزنُّ بريِبَة ¦¦ وتُصبحُ غرْثى مِن لحُوم الغَوافِل
حلِيلةُ خيْر النَّاس دِينا ومَنصبًا ¦¦ نبيُّ الهُدى وَالمكرُمات الفَواضِل ِ
عقيلَة حٍي مِن لؤي ٍ بْن غالِب ¦¦ فِرام الَمساعِي مجْدها غيْر زائل ِ
مُهذَّبة قدْ طيبَ اللهُ خيمَها ¦¦ وَقاها مِن كُل سوءٍ وَ باطل ِ



روُي عنْ عائِشة رضَي اللهُ عنْها أنَّها قالتْ: "مَا سمِعتُ بشيْء مِن الشعْر أحسَن مِن شعْر حسَّان، ومَا تمَثلت بِه إلاَّ رجوْت لهُ الجنَّة".



`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

¦¦ من أجمَل ماقالهُ شُعراء الإسلامْ ¦¦


قال ابنُ عبَّاس رضي اللهُ عنه ( في آخر حياته عندما عميت عنياه ) أبيات في قمة الرَّوعة ، وقد قَالها الكشك عندما سُئل عن شعوره وهو أعمَى ، وقالها المخترع السُّعودي مهنَّد أبُو دية عندما تحدَّث عن حادثة فقده لبصَره :
إن أذْهبَ اللهُ منْ عينيَّ نورَها ¦¦ ففِي لسَاني وقلْبي منهُما نوُر
عقلِي ذكيّ وقلبِي مَا حوَى دَخلا ¦¦ وفي فمِي صَارمٌ كالسَّيف مَشهوُر


`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ¦¦ خلوت ولكن قل عليّ رقيب
و لا تحسـبن الله يغفل سـاعة ¦¦ ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
وإذا خـلوت بريبـة في ظلمـة ¦¦ والنفس داعية إلى الطغيانِ
فاستحي من نظر الإله وقل لها ¦¦ إن الذي خلق الظلام يراني
- من أقوال الإمام الشافعِي رحمه الله -

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

بكيْت علَى الشبَاب بدمْع عيْني ¦¦ فلم يُغني البُكاء ولا النَّحيب
فياَ أسفًا أسفتُ على شَبابٍ ¦¦ نعَاه الشيْب والرَّأس والخَضيبُ
عريْت من الشَّباب وكَان غضاً ¦¦ كَما يعرَى مِن الورق القضِيبُ
فيَا ليْت الشبابَ يعوُد يَوماً ¦¦ فأخبرهُ بمَا فعَـل المَشيـبُ
من أقوال أبو العتاهية -رحمه الله-

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

إذا قل ماء الوَجه قل حيـَاؤهُ ¦¦ ولا خيْر في وجْه إذا قلَّ ماؤُه
حياءك فاحفَظهُ علَـيـْك وإنمَّا ¦¦ يدُل علَى فِعل الكريم حَيـاؤُه
من أقوالِ عُمر بن عبد العَزيز -رحمه الله-

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·

وآخر دعواناَ أن الحمدُ لله ربّ العالمين
والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبيَاء والمُرسلين ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن تبعهُ بإحسانِ إلى يوم الدّين .

`·.¸¸.·¯`··._.·¦¦`·.¸¸.·¯`··._.·


مشروع بستان السنَّة
لا تنسونا من طيب دُعائِكُم و جمِيع المُسلمين
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
السَّـلام عليكم ورحمة الله وبركـاتُه
•●~{ الحديثْ السَّابع عشر » مشرُوع بستان السُّنة ِ}~●•

18830251.jpg



~:: الحَدِيث ::~

عنْ أبي هُريرة رضِي الله عنه قال : قالَ رسُول اللهِ صلى الله عليِه وسلَّم :
"ما أذِن اللهُ لشيءِ ما أذِن لنبّي أنْ يتغَنى بالقُرآن" - رواهُ البخاري .

•●●●●●•
~:: حدِيث مُشابه ::~
عنْ أبي هُريرة رضِي الله عنه قال : قالَ رسُول اللهِ صلى الله عليِه وسلَّم :
"ليْس منَّا من لم يتغنَّ بالقُرآن" - رواهُ البخاري ومُسلم.

•●●●●●•
~:: شرْح الحدِيث ::~

جاء في السُّنة الصحيحة الحث على التغَني بالقرْآن ..
ومن ذلِك ما وردَ فِي الحديث الصحيح : ما أذِن اللهُ لشيءِ ما أذِن لنبّي حسَن الصَّوت بالقُرآن يجهَر بِه" وحديث " ليْس منَّا من لم يتغنَّ بالقُرآن يجهرُ بٍه ".
يعني: تحسِين الصوت بِه ، وليْس معناهُ أن يأتي به كالغناءْ ، وإنمَّا المعنىَ تحسينُ الصوت بالتّلاوة .

•●●●●●•
~:: معانِي الحدِيث ::~

ما أذن الله: ما استمَع الله (كإذنه) أيْ : استماعِه .
وهذا استماعٌ يليقُ بالله لا يشابِه صفاتَ خلقه ، مثل سَائر الصفات ، يقال في استماَعهِ سُبحانه وإذنه مثلَ ما يُقال في بقيَّة الصِفات على الوجْه اللائقِ بالله سبحانه وتَعالى، لا شبيهَ له في شيْء سبحانَه وتعالَى، كماَ قال " ليْسَ كمثلِه شيءٌ وهو السَّمِيع البصِير " .

●●●●●●●
التغني: المعرُوف في كلاَم العرَب أنَّ التغني هُو الترجيع بالصّوت كما قال حَسان : ‏

‏تغنَّ بالشعر إما أنْت قائلهُ ‏ * ‏إنَّ الغناء بهذا الشِعر مضمَار


والمقصودُ : الجهرُ به مع تحسِين الصوتِ والخشوعِ فيهِ، حتَّى يُحرك القلوبَ .
وتحسين الصوت عند قراءة القرآن مطلوب ، بل خرَّج البخاري باباً في صحيحه بعنوان باب حسن الصوت بالقراءة ، وقد أجاز العلماء التغني بالقرآن بضوابط.

لأنَّ المقصوُد تحريك القلُوب بهذاَ القرآن، حتَى تخشعَ وتطمئِن وتسْتفيد، ومنْ هذَا قصَّة أبي موُسى الأشعريّ رضيَ الله عنهُ لمَّا مر عليْه النبي صلى الله عليه وسلَّم وهو يقرأْ، فجعلَ يستمعُ له عليْه الصَّلاة والسلامْ، وقال : " لقَد أوتِيت مزماراً مِن مزامِير آل داوُد " ، فلًّما جاء أبوُ موسَى أخبره النبيُّ عليه الصلاة والسلام بذلِك، قال أبو موسى: لوْ علمتُ يا رسولَ الله أنكَ تستمِع إليَّ لحبَّرته لكَ تحبيراً.

ولمْ ينكر عليْه النبيُ عليه الصَّلاة والسلام ذلِك، فدلَّ علَى أنَّ تحبيرَ الصوت وتحسِين الصَّوت والعِناية بالقراءة أمرٌ مطلوبْ، ليخشعَ القارئُ والمُستمع، ويسَتفيد هَذا وهذا .

“مَجمُوع فتاوَى الشيخ عبد العزِيز ابن بَاز رحمه الله - بتصرُّف”

●●●●●●●
الجهر: رفعُ الصوت بالقراءة وتحسِينه بها فطرَة لا صنعة ، يترنّم به ويطرب ، وقد كانت العرَب قبل نزوُل القرآن تتغنَّى بالحداء ، إذا رَكبت الإبل لتقطع الطريق إذَا جلست في أفنيتها وغيْر ذلك .

فلمَّا نزل القرآن الكرِيم أحبّ النبي صلَّى الله عليه وسلم أنْ يشتغلُوا بالقرْآن، ويرفعُوا بهِ أصواتهم ويحُسّنوها، وأنْ يجعلوا ذَلك محلَّ الغناء، مع التزام صحّة التلاوة، فعوّضوا عن طربِ الغناء بطرب القرْآن، كمَّا عوِّضوا عن كل محرّم بما هو خير لهم منه، كجعْل الاستخارَة عوضاً عن الاسْتقسام بالأزلام ، والنكَاح عوضاً عن السّفاح ، وهكذا .

“موقِع إسلام أون لاين نت”
•●●●●●•
~:: مَا علاقة التَّرنُم والنغَم بأصواتِ القرآن الكريم ؟ ::~

الرَّسُول صلى الله عليه وسلم حرَّض الأمة على تحسين الصوْت بالقرآن لأن ذلك أنفع للأمة وأشد أثراً في القلوب، ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام "ليْس منَّا من لم يتغنَّ بالقُرآن يجهرُ بٍه" لأنَّ تزيين الصوت وتحسين الصوت بالتلاوة يمُكن دخول القرآن في القلُوب وتأثر القلوب بسماع آيات الله.

بخلافِ الصَّوت غير الحسن فإن ذلك ينفرُ من سماَع القرآن، ويدعوا إلى الإعرْاض عن القارئ، وقد مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة بأبي موسى وهو يقرأ الأشعري رضي الله عنه، فاستمع له وأعجبه صوته عليه الصلاة والسلام، فلًّما جاء أبوُ موسَى أخبره النبيُّ عليه الصلاة والسلام بذلِك، قال أبو موسى: لوْ علمتُ يا رسولَ الله أنكَ تستمِع إليَّ لحبَّرته لكَ تحبيراً وكان يقول صلى الله عليه وسلم لَّما سمع صوته يقول " لقَد أوتِيت مزماراً مِن مزامِير آل داوُد " يعني صوتاً حسناً.
“موقِع الشِيخ ابن باز رحمه الله”
•●●●●●•


~:: القراءة بالألحاَن ( المقاَمات ) ::~

وهِي لا تجُوز لعَّدة أسباب هِي :
أوَّلا : أنَّ ذلك ليْس من هدي النبي صلَّى الله عليه وسلم، والسَلف الصالح رضي الله عنهم .
والأمْر هنا تعبّدي محض فلا بدّ من دليل على الإباحة وإلا فالأصلُ المنع، لأن الأصل في العِبادات المنع حتى يَرد الدليل، وهنا لادليل، وهذا يعْني عدَم الجواز.

ثانِياً : الأمر أقلّ مايقال فيه أنه شبهة، والمُسلم العاقل ينأَى بنفسه عن مُنزلق الشبهات، فمن حاَم حول الحمى أوشكَ أن يرْتع فيه.

ثالثاً : قدرُ كتاب الله في نفوسنا، وجلاَلته وعظمتهِ ومنزلته في دينِنا، كلُّ ذلك يدفعنا لصوُن كتابِ الله عنْ ألحان أهلِ الفسق والمُجون، إذ كيف يُعقل الجمع بين نقيضيَن، وهذا مِن أعجب العَجائب وأغربِ الغرائِب.

رابعاً : إنْ كان في قِراءة القرآن على تلكُم المقامات مصْلحة، فتركها أوْلى لما يترتَّب عليْها من مفاسد لامفْسدة، ودرؤُ المفاسِد مقدّم على جلب المصَالح، والمفاسدُ المترتبة لاحصرَ لها لأنَّ الأمر يوما عن يومِ في ازديادْ ، ومن تلكم المفاسد :
أنَّ القارئ ينبغي عليه أن يتعلم تلك المقامَات الموسيقية وتِلك الألحان، كيْ يستطيع بعد ذلك القراءَة على نفْس المنوال، بلْ قد وصل الحدّ ببعض الناَّس أن يستمِع الأغاني ويتطرّب بِها ويلتذّ، بزعْم أنه يتعلّم المقامَات ليقرأ القرْآن بِها، وهذا أمرٌ مُشاهد، وواقع محسُوس، لا مجال لإنكاره، ولا سبِيل لإغفاله، وكفَى به مفسدة للقولِ بالمنع، ويُضاف للمفاسد أيضا أنه بِدعة في الدين مذمُومة كمَا أسُلف في الأمْر الأوَّل .

خامِساً تزيينُ الصَّوت بالقرآن مُستحبّ وليْس بواجب، فما بَالنا نتكلّف فعْل المستحب، فنَقع في أمر في أقلّ حالاته مكروه وشبهة ؟!

●●●●●●●


وفِيما يلي بعض أقوالِ العُلماء حول الأمر :

* قال شيْخ الإسلام رحمه الله فِي الإستقامة :
" ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره " (1/ 246 )

●●●●●●●


* قال القُرطبي رحمه الله حين تكلَّم عن حُرمة القرآن :

" ومن حرمته ألا يقعر في قراءته كفعل هؤلاء الهمزيين المبتدعين والمتنطعين في إبراز الكلام من تلك الأفواه المنتنة تكلفا فإن ذلك محدث ألقاه إليهم الشيطان فقبلوه عنه ومن حرمته ألا يقرأه بألحان الغناء كلحون أهل الفسق " ( 1 / 29 )

●●●●●●●


* وقال الإمام ابن رجَب رحمه الله ( نُزهة الأسماع فِي مسألة السَّماع ) :

قراءَة القرآن بالألْحان، بأصواتِ الغناء وأوزانِه وإيقاعَاته، على طريقةِ أصحاب المُوسيقى رخصَّ فيهِ بعض المُتقدمين إذا قصْد الاستعانةِ علَى إيصال مَعاني القرْآن إلى القُلوب للتحزين والتَّشويق والتخويِف والترْقيق.
وأنكَر ذلك أكثر العُلماء، ومنهُم من حكاه إجماعاً ولم يُثبت فيه نزاعاً، مِنهم أبو عبيد وغيرُه من الأئمة.
وفِي الحقيقَة هذه الألحان المُبتدعة المُطربة تهيج الطبَاع، وتلهِي عن تدبُّر ما يحصلُ له مِن الاستماعِ حتى يَصير التَّلذذ بمُجرَّد سمَاع النغمات الموزوُنة والأصواتِ المُطربة، وذلِك يمنعُ المقصوُد من تدبُّر معاني القرْآن.
وإنمَّا وردت السنة بتحسيِن الصوت بالقرآن، لا بقراءةِ الألحانِ، وبينهما بوُن بعيد.اهـ

●●●●●●●
الخُلاصة أنَّ العُلماء فِيها علَى ثلاَثة أقوَال لكن القول الأصحَّ والأرجحَ هو الثانِي :
” الأوَل: القولُ الأوَّل أجاز بعضهُم تلحينَ القرآن ولوْ بالغَ الإنسَان في ذلك لكنْ لا يخرُج القرْآن عن صيغته وصِفته وألفاظِه وحرُوفه، أجازُوا المبالغة، وهذَا فريقٌ مِن الأحنافِ أجازُوا المُبالغة بالقراءَة بالألْحان

●●●●●●●
” الثَّاني: قالوُا يكرَه تلحِين القرْآن تلحينًا غيرَ مُفرط، يكرهُ ؛ لأنَّه قدْ يترتبُ على ذلِك إخراجُ حرُوف القرآن عن مخارجهَا الصَّحيحة، وهذا قوْل الأمامِ مالكْ وقولُ الإمام أحمد وهوَ القولُ الظاَّهر.

●●●●●●●
” الثالث: أنهُ يستحب تلحيِن القرْآن تلحينًا غير مُفرط بحيثُ لا يُخرجه عنْ صِيغته، وهذَا قال بِه بعضُ الفقهَاء والمُتأخرين.
والمُختار في هذه المسألة أن قراءة القرآن تقرأ بالألحانِ بقدر معلُوم وليْس بتكلف قوي، والمقصُود بالقدر هوَ إعطاءَ الحروف حقَّها ومُستحقها مِن المَخارج والصّفات ومعْرفة المَواقف موْقف الآيَة والابتدَاء فيها، ولا أنْ يكوُن فيِها تكلُّف أيْضا ولاَ خرُوج عنِ الحدّ المعقولِ في القراءَة.
قالُوا: وذلِك إذَا قصِد به الاتّعاظ والاعتبار وتقريبُ قلوب النَّاس إلى القرآنِ الكريم حتَى يتأثروا به أيْضا فيكوُن سبيلاً لأن يعملوا بِه، وأمَّا إذا قصد بالتلحِين في القراءَة الاهتزازُ واعتلاءُ الصَّوت وخفضُه ورفعهُ بقوة، وكذلِك الطرَب والأصواَت التِي تحدث بعْد القارئ بالتكبيرِ أو التَّهليل أو الإعجاَب أو غيْر ذلِك فهذا لاَ يجوُز، هذا مُحرَّم هذا لاَ يجوُز، إلاَّ إذا قُصد بذلِك الاتّعاظ والعِبرة وتقريبُ قلوبِ الناس والتأثير بالنَّاس.


“منقُول من تجمِيع لأقوال العُلماء قام به الأخ الأثري الفُراتي - مُلتقى أهل الحدِيث”

لمزِيد من الإستطلاعِ ، راجِع ( زاد المعاد ) للإمام ابن القيّم، فقد ذكرها وأجاَد وفصَّل رحمه الله .

•●●●●●•
بالنسْبة لقول النَّاس بعد المُقرئ " الله " فإنه ليْس مِن هدي السَّلف، بلْ فيهِ عدمُ تعظيم للقرآن، لأنَّ المسلم مطلوبٌ منهُ حين قراءَة القرآن أنْ ينصِت ويتدبَّر، قال تعالى " وَ اِذَا قُرِأَ القُرْآنْ فَاسْتَمِعِوا لَهْ وَ اْنصِتوْا لَعَلكُمْ تُرْحَمُون" ، وقال سبحانه:" كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ " وقال تعالى " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " وهذا العمَل يُنافي ذلِك.
•●●●●●•
قال الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري: "لا شكَّ أن النفوُس تميل إلىَ سماَع القرَاءة بالترنُّم أكثر مِن ميلها لِمن لاَ يترنم, لأنَّ للتطريبِ تأثيرا في رقَّة القلبِ وإجراَء الدَّمع ".
وقال أيضاً: "والذي يتحصَّل مِن الأدلة أن حسن الصَوت بالقرآن مطلوُب, فإنْ لم يكن حسناً [ أي: صوت القارئ ] فليُحسنه مَا اسْتطاع " .
“موقِع إسلام أون لاين نت”
•●●●●●•
نسأل الله أن يُطلق لساننا بالقرآن ، ويرزقُنا صوتاً نديّاً يُحسن تلاوتِه، ويجعلنا وإيَّاكم ممَّن يُزيُّنون القرآن بأصواتِهم .. اللهم آمين
•●●●●●•
لا تنسُونا من طيّب دُعائكم ~
فريق عمَل مشروع بستان السُّنة
 

أم حذيفة

وَهذَا زَمَانُ الصَّبْرِ مَنْ لَكَ بِالَّتي
طاقم الإدارة
إنضم
26 أغسطس 2010
المشاركات
3,675
النقاط
38
الإقامة
الامارات
احفظ من كتاب الله
القرءان كامل
احب القراءة برواية
بحميع الروايات
القارئ المفضل
الشيخ ابراهيم الأخضر
الجنس
أخت
سلمت يمينك ابنتى الحبيبة

وجزيت الفردوس الاعلى ،، جعلنا الله واياكم من حراس السنة وخدامها
 
إنضم
4 يناير 2012
المشاركات
587
النقاط
18
الإقامة
الفيوم
الموقع الالكتروني
www.alfayyumy.com
احفظ من كتاب الله
كاملا بحمد الله
احب القراءة برواية
عاصم
القارئ المفضل
المنشاوي
الجنس
أخ
جزاكم الله الخيرات وأسكنكم علا الجنات
نور من نور خير البريات وقبس يسري ليضيء كل الظلمات
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الحديث الثامن عشر (الألد الخصم

986191215.jpg
الحـدِيثُ الثامن عشر :: مشْروع بُستـان السُّنـة







● الحديث ●

عن عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "" إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ "" البخاري

● أحاديث عن الخصام بين المسلمين●

قوله صلى الله عليه وسلم "" تعرض الأعمال في كل إثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك به شيئا ، إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا "" رواه مسلم.

وشدد في النهي فقال صلى الله عليه وسلم "" إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع
الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه "" صحيح الجامع 771
وقال صلى الله عليه وسلم "" في ليلة النصف من شعبان يغفر الله
لأهل الأرض إلا المشرك أو مشاحن "" صحيح الجامع 4268
وبين صلى الله عليه وسلم أن من صفات النفاق المبالغة في الخصام كما في قوله "" أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر "" متفق عليه ، ومعنى إذا خاصم فجر: أي بالغ في الخصومة.
وشدد صلى الله عليه وسلم على المبالغة فقال"" لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النار"" رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري.

وشدد أكثر حيث اعتبر المبالغ قاتلا فقال صلى الله عليه وسلم "" من هجر
أخاه سنة فهو كسفك دمه "" رواه أبو داود بإسناد صحيح




● شرح الحديث ●

وقوله: ( أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ) وهذه الصيغة تبين أنه أبغض الرجال، في شدة مبالغته في الخصومة،
الألد الخصم: المبالغ في الخصومة، وهو من لديد الوادي وهما جانباه، لديد الوادي جانباه؛ لأنه إنسان صاحب خصام وجدال قوي العارضة بالباطل، والحجة الباطلة إذا أتيته من هنا نزع بحجة باطلة من هنا فيأكل حق غيره، ويأخذ حق غيره، يماري بالباطل يجادل بالباطل
والخصومة بالباطل لا تجوز، بل لو لم يكن خصومة مجرد مراء أيضا لا يجوز.
والخصومات أعظم ما تكون محرمة إذا كانت الخصومات في الدين،
في حديث ابن عباس: كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما
فلا يجوز للإنسان أن يكون مخاصما
كذلك الخصومة في الدين،والمناقشة في أمور الدين، فلا يعرض الإنسان دينه لكثرة الخصومات ويتنقل، ولهذا من كثرت الشبه عليه تنقل، هذا قد يبتلى به كثير من الناس، ولا يبتلى به إلا البطالون.

لم يعهد أن أهل العلم حين يختلفون يتخالفون
لا، هم إذا اختلفوا تآلفوا

ولهذا أهل القصور والنقص إذا اختلفوا تعادوا
كما هو المشاهد الآن، يتعادون ثم يتبغاضون، ثم يتدابرون، ثم يتحاسدون

هذه من أعظم المصائب، إذا كان هذا بين أهل العلم والدعاة إلى الله، فلا يعذر بعضهم بعضا، ولا ينصح بعضهم لبعض، مع أن كثيرا ممن يتكلم يعلم من نفسه، ويعلم الله منه أن في النفوس دسيسة، وأن فيها حسيكة من حسكات الشيطان التي أظهرها في قالب الخير، فهي شهوات لبست بشبهات، ثم اندرجت بالباطل، ثم اندرج هذا الباطل بالحق اليسير الذي لبّس به



الجدال والمراء دأب كثير من الناس سواء في أحاديثهم ومنتدياتهم ، أو في مطالباتهم وخصوماتهم ، فتراهم يتجادلون ويتمارون عند كل صغيرة وكبيرة .

لا لجلب مصلحة ، ولا لدرء مفسدة ، ولا لهدف الوصول إلى الحق والأخذ به ، وإنما رغبةً في اللدد والخصومة ، وحبَّاً في التشَّفي من الطرف الآخر .
ولهذا تجد الواحد من هؤلاء يُسَفِّه صاحبه ، ويرذل رأيه، ويرد قوله .
فلا يمكن – والحالة هذه – أن يصل المتجادلون إلى نتيجة طالما أن الحق ليس رائدَهم ومقصودَهم .
وإذا الخصمان لم يهتديا *** سُنَّةَ البحثِ عن الحق غبر

فالجدال والمراء على هذا النحو مجلبة للعداوة
، ومدعاة للتعصب ، ومطية لاتباع الهوى .
بل هو ذريعة للكذب , والقولِ على الله بغير علم خصوصاً إذا كان ذلك في مسائل الدين , وهذا أقبح شيء في هذا الباب .



● أقوال بعض علماء السلف في الجدل والمراء ●

ولما كان هذا هو شأن الجدال والمراء والخصومة تجنب السلف ذلك , وحذَّروا منه , وورد عنهم آثار كثيرة فيه .
قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : (كفى بك ظلماً ألا تزال مخاصماً, وكفى بك إثماً ألا تزال ممارياً )
وقال ابن عباس لمعاوية –رضي الله عنهما - هل لك في المناظرة فيما زعمت أنك خاصمت فيه أصحابي ؟
قال : وما تصنع بذلك ؟ أَشْغَبُ بك وتشغب بي , فيبقى في قلبك ما لاينفعك , ويبقى في قلبي ما يضرك )
وقال ابن أبي الزناد : ( ما أقام الجدلُ شيئاً إلا كسره جدلٌ مثله )
وقال الأوزاعي : ( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل )
وقال الصمعي : ( سمعت أعرابياً يقول : من لاحى الرجال وماراهم قلَّتْ كرامته ، ومن أكثر من شيء عُرِف به )
وأخرج الآجُرِيُّ بسنده عن مسلم بن يسار – رحمه الله – أنه قال : ( إياكم والمراءَ ، فإنه ساعةُ جهلٍ العالم ، وبها يبتغي الشيطان زلته )
وأخرج أن عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله – قال : ( من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل )
وقال عبدالله بن حسين بن علي – رضي الله عنهم - : ( المراء رائد الغضب ، فأخزى الله عقلاً يأتيك بالغضب )
وقال محمد بن علي بن حسين – رضي الله عنهم - : ( الخصومة تمحق الدين،وتنبت الشحناء في صدور الرجال )
وقيل لعبدالله بن حسن بن حسين : ( ما تقول في المراء ؟ قال : يفسد الصداقة القديمة ، ويحل العقدة الوثيقة . وأقل ما فيه أن يكون دريئة للمغالبة، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة )
وقال جعفر بن محمد – رحمه الله - : ( إياكم وهذه الخصومات ، فإنها تحبط الأعمال )
وقيل للحكم بن عتيبة الكوفي – رحمه الله - : ( ما اضطر الناس إلى هذه الأهواء ؟ قال : الخصومات )
وما أجمل قول الشافعي – رحمهالله – حين قال :
قالوا سكتَّ وقد خوصمتَ قلتُ لهم *** إن الجوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتاحُ
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ [شرفٌ] *** وفيه أيضاً لصون العرض إصلاحُ
أما ترى الُأسْدَ تُخشى وهي صامتةٌ *** والكلب يُخسى لعمري وهو نباحُ




ومما أوصي به نفسي وأوصي به إخواني عدم الانشغال بالجدال والأمور التي لا مصلحة فيها

النفوس مجبولة على حب الحديث حينما خاصة يكون ظاهره يدعي أنه يتكلم بالدين ويدعي، ربما يخادع نفسه، أن كلامه هذا ومجلسه لله وفي الله
فتجده دائماً ما يردد فلان كذا، فلان يجاهد في سبيل الله، فلان لا يجاهد في سبيل الله، فلان يريد كذا، وفلان يدعو إلى الله، فلان لا يدعو إلى الله على بصيرة، يدعو إلى كذا
فيشغل نفسه وحديثه مكروه ,, ولو أنك تابعته وأحصيته، أو أنه قدر أن ترى حديثه مكتوبا أو مسموعا لوجدته هو هو، يتكرر عشرات المرات، ومع ذلك ما يمل، الشيطان يحليه له ويسليه، ويملي له الشيطان في هذه الأحاديث

ولهذا كثيرا مانسمع ناس يسألون في أمور لا حاجة لهم فيها، ويكررونها منذ سنوات مع أنك حين تسأل هل أنت مسئول عن هذا؟ هل ربك طالبك بهذا؟ هل نبيك -عليه الصلاة والسلام- طالبك بهذا؟هل أنت مسئول عن هذا؟ فأنت لست مسئولا عن هذا، وليس من شأنك هذا الشيء، شأنك أن تصلح نفسك، وأن تعلم نفسك، وأن تدعو إلى الله، وإذا رأيت أمرا من الأمور المنكرة وتحققته تبين، ولا تجبر الناس ولا تلزم الناس.

والحمد لله رب العالمين
أخواتكنّ في مشروع بستان السنة
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الحديث التاسع عشر (صلى الله عليه بها عشر

الحـدِيثُ التاسع عشر :: مشْروع بُستـان السُّنـة



02icpzs17.gif


● الحديث ●

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"" مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"" رواه مسلم



● أحاديث صحيحة وضعيفة وموضوعة عن فضل الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم



الصحيحة


"1- من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات"
قال الألباني : صحيح .
-------------------
2- ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : على شرط مسلم .
وقال الألباني : إسناده حسن .
---------------------
3- إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة"
قال الألباني : حسن لغيره





الضعيفة


"1- من صلى عليّ في يوم ألف صلاة لم يمت حتى يبشر بالجنة "
قال الشيخ الألباني : ضعيف جداً .
---------------------

2- من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسى عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة"
ضعّفه الإمام العراقي والشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة .
---------------------
3- من صلى علي فى يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة :سبعين منها لآخرته وثلاثين منها لدنياه"
لا يصحّ .





● ما معنى الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ●
" الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " فمعناها - عند جمهور العلماء :
من الله تعالى : الرحمة
ومن الملائكة : الاستغفار
ومن الآدميين : الدعاء

وذهب آخرون – ومنهم أبو العالية من المتقدمين ، وابن القيم من المتأخرين ، وابن عثيمين من المعاصرين – إلى أن معنى " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " هو الثناء عليه في الملأ الأعلى ، ويكون دعاء الملائكة ودعاء المسلمين بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بأن يثني الله تعالى عليه في الملأ الأعلى

وقد ألَّف ابن القيم – رحمه الله – كتاباً في هذه المسألة ، سمّاه " جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام " وقد توسع في بيان معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ،وأحكامها ، وفوائدها، فلينظره من أراد التوسع .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" قوله : " صلِّ على محمد " قيل : إنَّ الصَّلاةَ مِن الله : الرحمة ، ومن الملائكة : الاستغفار ، ومن الآدميين : الدُّعاء .

فإذا قيل : صَلَّتْ عليه الملائكة ، يعني : استغفرت له .
وإذا قيل : صَلَّى عليه الخطيبُ ، يعني : دعا له بالصلاة .
وإذا قيل : صَلَّى عليه الله ، يعني : رحمه .
وهذا مشهورٌ بين أهل العلم ،

لكن الصحيح خِلاف ذلك ،أن الصَّلاةَ أخصُّ من الرحمة، ولذا أجمع المسلمون على جواز الدُّعاء بالرحمة لكلِّ مؤمن ،واختلفوا : هل يُصلَّى على غير الأنبياء ؟ولو كانت الصَّلاةُ بمعنى الرحمة لم يكن بينهما فَرْقٌ ، فكما ندعو لفلان بالرحمة نُصلِّي عليه .

وأيضاً : فقد قال الله تعالى : ( أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة157 ، فعطف " الرحمة " على " الصلوات " والعطفُ يقتضي المغايرة فتبيَّن بدلالة الآية الكريمة ، واستعمال العلماء رحمهم الله للصلاة في موضع والرحمة في موضع : أن الصَّلاة ليست هي الرحمة .

وأحسن ما قيل فيها : ما ذكره أبو العالية رحمه الله أنَّ صلاةَ الله على نبيِّه : ثناؤه عليه في الملأ الأعلى .
فمعنى " اللَّهمَّ صَلِّ عليه " أي : أثنِ عليه في الملأ الأعلى ، أي : عند الملائكة المقرَّبين .
فإذا قال قائل : هذا بعيد مِن اشتقاق اللفظ ؛ لأن الصَّلاة في اللُّغة الدُّعاء وليست الثناء : فالجواب على هذا : أن الصلاة أيضاً من الصِّلَة ، ولا شَكَّ أن الثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى من أعظم الصِّلات ؛ لأن الثناء قد يكون أحياناً عند الإنسان أهمُّ من كُلِّ حال ،فالذِّكرى الحسنة صِلَة عظيمة .
وعلى هذا فالقول الرَّاجح : أنَّ الصَّلاةَ عليه تعني : الثناء عليه في الملأ الأعلى " انتهى .

" الشرح الممتع " ( 3 / 163 ، 164 ) .




فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ●

ونأخذ تلك الفضائل بالتفصيل من كتاب جلاء الأفهام لابن القيم رحمه الله


1 – إمتثال أمر الله سبحانه وتعالى :
موافقته سبحانه في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، وإن اختلفت الصلاتان فصلاتنا عليه دعاء وسؤال ، وصلاة الله تعالى عليه ثناء وتشريفوموافقة الملائكة فيها ,هذا كله صحيح
،لقوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) .

2 – حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة واحدة :
وهذا صحيح أيضا ، لقوله عليه الصلاة والسلام : "" مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا "" . رواه مسلم .

3 – أنه يرفع له عشر درجات وأنه يكتب له عشر حسنات وأنه يمحى عنه عشر سيئات :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "" مَن صلَّى عليّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحَطّ عنه عشر خطيئات "" . رواه أحمد والنسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم . وصححه الألباني . وقال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح , وهذا إسناد حسن .
وقال عليه الصلاةوالسلام : "" من صلى عليّ مرة واحدة كَتَب الله له عشر حسنات "" . رواه الجهضمي في " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " وصححه الألباني .

4 – أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه ، فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين وكان موقوفاً بين السماء والأرض قبلها :
عن فَضَالَةَ بنَ عُبَيْدٍ صَاحِب رَسُولِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : "" سَمِعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رَجُلاً يَدْعُو في صَلاَتِهِ لَمْ يُمَجّدِ الله وَلَمْ يُصَلّ عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : عَجِلَ هَذَا . ثُمّ دَعَاهُ فَقَالَ - لَهُ أوْ لِغَيْرِهِ - : إذا صَلّى أَحْدُكُمْ فَلْيبْدَأْ بِتَمْجِيدِ رَبّهِ وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمّ يُصَلّي عَلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، ثُمّ يَدْعُو بَعْـدُ بِمَـا شـاء "" . رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن خزيمة والحاكم ، وصححه على شرط مسلم ، ورواه ابن حبان .

5 – أنها سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم إذا قرنها بسؤالالوسيلة أو أفردها :
قال عليه الصلاة والسلام :
"" إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ،فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ"" . رواه مسلم .
وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "" مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ،وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ ؛ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "" . رواه البخاري .

6 – أنها سبب لكفاية الله العبد ما أهمه :
ثبت عند الترمذي "" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال : يا أيها الناس اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه . قال أُبيّ : قلت : يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك ،فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال : ما شئت . قال : قلت : الربع ؟ قال : ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك . قلت : النصف ؟ قال : ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك . قال : قلت : فالثلثين ؟ قال : ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك . قلت : أجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : إذاً تُـكفى هـمّـك ، ويُغفر لك ذنبك .""



يقول الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّون عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

قال ابن كثير: والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده

بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر تعالى أهل العالم بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناءعليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً.

أيها الأحبة في الله إن مجلساً لا يُصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم يكون على أصحابه حسرة وندامة يوم القيامة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّ مَقَالَ:

""مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ""
أخرجه الترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

صلوا على نبيكم أينما كنتم فإن صلاتكم تصل إليه فقد أخرج النسائي وابن حبان والإمام أحمد بإسناد صحيح عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
""إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ""



وإن من أفضل الأوقات التي حثكم فيها نبيكم وحبيبكم صلوات ربي وسلامه عليه من الصلاة والسلام عليه فيها هو هذا اليوم يوم الجمعة فقد أخرج النسائي عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
""إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَام""

عن عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ ‏"‏ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ‏"‏

وروينا في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه، بالأسانيد الصحيحة، عن أوس بن أوس رضي اللّه عنه،قال‏:‏ قال رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إِنَّ مِنْ أفْضَلِ أيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فأكْثِرُا عَليَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ، فإنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَليَّ‏"‏ فقالوا‏:‏ يا رسول اللّه‏!‏ وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أرَمْتَ‏؟‏ ـ قال‏:‏ يقول‏:‏ بليت ـ قال‏:‏ ‏"‏إنَّ اللّه حَرَّمَ على الأرض أجْسادَ الأنْبِياءِ‏"‏‏

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:
"‏لا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيداً وَصَلُّوا عليَّ، فإنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ‏"‏‏"



والحمد لله رب العالمين
أخواتكنّ في مشروع بستان السنة
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الحديث العشرون

•●●●●●•
•●●●●●•<< الحديث العشرون >>> مشرُوع بستان السُّنةِ >>...•●●●●●•


•●●●●●•
~:: الحَدِيث ::~
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "" خيركم من تعلم القرآن و علمه "" رواه البخاري
•●●●●●•
~::حدِيث مُشابه ::~
وحدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفانقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ) .


الراوي: عثمان بن عفان المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5028
خلاصة حكم المحدث: <صحيح>
•●●●●●• •●●●●●•
حدثنا أزهر بن مروان حدثنا الحارث بن نبهان حدثنا عاصم بن بهدلةعن مصعب بن سعدعن أبيهقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خياركم من تعلم القرآن وعلمه)قال (وأخذ بيدي فأقعدني مقعدي هذا أقرئ )


الراوي: سعد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 177
خلاصة حكم المحدث:<حسن صحيح>
•●●●●●•

~:: شرْح الحدِيث ::~


قال البخاري ـ رحمه الله ـ في (كتاب فضائل القرآن) من صحيحه.
حدثنا حجاج بن منهال حدثنا شعبة قال أخبرني علقمة بن مرثد سمعت سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))، قال: ( وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج ) ، قال: ( وذلك الذي أقعدني مقعدي هذا)

•●●●●●• •●●●●●•

قوله >>> قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) :


خيركم: أفعل تفضيل
قال المناوي في (فيض القدير): أي خير المتعلمين والمعلمين من كان تعلمه وتعليمه في القرآن، إذ خير الكلام كلام الله، فكذا خير الناس بعد النبيين من اشتغل به. وقال القاري في (المرقاة) كما نقله المباركفوري في (تحفة الأحوذي): ولا يتوهم أن العمل خارج عنهما، لأن العلم إذا لم يكن مورثاً للعمل ليس علماً في الشريعة إذ أجمعوا على أن من عصى الله فهو جاهل. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): لا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره، جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي ولهذا كان أفضل، وهو من جملة من عَنى سبحانه وتعالى بقوله } وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ{ فصلت33، والدعاء إلى الله يقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن وهو أشرف الجميع، وعكسه الكافر المانع لغيره من الإسلام كما قال تعالى }فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا{الأنعام157
•●●●●●• •●●●●●•
~:: توضيح ::~
فإن قيل:فيلزم على هذا أن يكون المقرئ أفضل من الفقيه؟


قلنا: لا، لأن المخاطبين بذلك كانوا فقهاء النفوس، لأنهم كانوا أهل اللسان فكانوا يدرون معاني القرآن بالسليقة أكثر مما يدري من بعدهم بالاكتساب، فكان الفقه لهم سجية، فمن كان في مثل شأنهم شاركهم في ذلك، لا من كان قارئاً أو مقرئاً محضاً لا يفهم شيئاً من معاني ما يقرؤه أو يقرئه، فإن قيل: فيلزم أن يكون المقرئ أفضل ممن هو أعظم غناء في الإسلام بالمجاهدة، والرباط، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلاً؟ قلنا: حرف المسألة يدور على النفع المتعدي، فمن كان حصوله عنده أكثر كان أفضل، فلعل (من) مضمرة في الخبر، ولابد مع ذلك من مراعاة الإخلاص في كل صنف منهم، ويحتمل أن تكون الخيرية وإن أطلقت لكنها مقيدة بناس مخصوصين خوطبوا بذلك كان اللائق بحالهم ذلك، أو المراد خير المتعلمين من يعلم غيره لا من يقتصر على نفسه، أو المراد مراعاة الحيثية لأن القرآن خير الكلام، فمتعلمه خير من متعلم غيره بالنسبة إلى خيرية القرآن، وكيفما كان فهو مخصوص بمن علم وتعلم بحيث يكون قد علم ما يجب عليه عينا. انتهى.
•●●●●●• •●●●●●•
قوله >>> قال: ( وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج) : أي حتى ولي الحجاج على العراق، قال الحافظ ابن حجر: بين أول خلافة عثمان وآخر ولاية الحجاج اثنتان وسبعون سنة إلا ثلاثة أشهر، وبين آخر خلافة عثمان وأول ولاية الحجاج للعراق ثمان وثلاثون سنة، ولم أقف على تعيين ابتداء إقراء أبي عبد الرحمن وآخره، فالله أعلم بمقدار ذلك، ويعرف من الذي ذكرته أقصى المدة وأدناها، والقائل: وأقرأ أبو عبد الرحمن هو: سعد بن عبيدة، فإنني لم أر هذه الزيادة إلا من رواية شعبة عن علقمة. انتهى.
•●●●●●• •●●●●●•
قوله >>> (قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا) : القائل هو أبو عبد الرحمن السلمي، والمعنى أن الحديث الذي حدث به عثمان في أفضلية من تعلم القرآن وعلمه حمل أبا عبد الرحمن أن قعد يعلم الناس القرآن لتحصيل تلك الفضيلة، قاله الحافظ ابن حجر في (فتح الباري)
•●●●●●•
~:: من فقه الحديث وما يُستنبط منه ::~
(1)الحث على تعلم القرآن وتعليمه.
(2) بيان فضل من تعلم القرآن وعلمه.
(3)تنبيه العالم إلى نفع غيره بما علمه.
(4)بيان ما كان عليه سلف هذه الأمة من اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والعمل بالعلم، إذ أن أبا عبد الرحمن جلس لإقراء القرآن عملاً بهذا الحديث الذي بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقبله أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه راوي هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن من أعظم مناقبه جمع القرآن ليتيسر للناس قراءته وإقراؤه، وكان تالياً لكتاب الله حتى في آخر لحظاته رضي الله عنه، فإن الأوباش الذين قتلوه، قتلوه وهو يتلو القرآن، وذكر أنه كان عند قوله تعالى } فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{ البقرة137، كما في الأثر الذي أورده ابن كثير في تفسيره لهذه الآية من سورة البقرة.

•●●●●●•
~::أحاديث في فضائل القرءان الكريم ::~
1_عن عثمان بن عفّان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [خيرُكم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمه ] رواه البخاري
•●●●●●• •●●●●●•
2_وعن أبي أُمَامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه ] رواه مسلم

•●●●●●• •●●●●●•
3_وعن النَّوَّاس بن سمعانَ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ يُؤتَى يومَ القيامة بالقرآن وأهلِه الذين كانوا يعملون به في الدنيا تَقْدُمُه سورة البقرة وأل عمران ، تُحاجّان عن صاحبهما ] رواه مسلم
•●●●●●• •●●●●●•
4_ وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ والذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ مع السَّفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاقٌ له أجران ] رواه البخاري ومسلم.
•●●●●●• •●●●●●•
5_ وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ مثل المؤمن الذي يقرأ القران مثل الأُتْرُجَّة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريحَ لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الرَّيْحانة ريحها طيب وطعمها مرٌّ ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآنَ كمثل الحنظلةِ ليس لها ريحٌ وطعمها مُرٌّ ] رواه البخاري ومسلم
•●●●●●• •●●●●●•
6_ وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ إنَّ الله يرفع بهذا الكتابِ أقوامًا ويضعُ آخرين ] رواه مسلم
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ لا حسد إلا في اثنتين : رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ] رواه البخاري ومسلم - والآناء : الساعات
•●●●●●• •●●●●●•
7_ وعن البراء رضي الله عنه قال :كان رجلٌ يقرأ سورة الكهف وعنده فرسٌ مربوطٌ بشَطَنَيْن فتغشَّته سحابةٌ فجعلت تدنو وجعل فرسُه ينفِرُ منها فلمَّا أصبحَ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك ، فقال : [ تلك السكينة تنزّلت للقرآن ] رواه البخاري ومسلم ، والشَّطَن : الحبل
8_ وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنةٌ ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ألم حرف ، ولكن ألِف حرف ، ولامٌ حرف ، وميم حرف ] رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
•●●●●●• •●●●●●•
9_ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآنِ كالبيت الخرِب ] رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
•●●●●●• •●●●●●•
10_ وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ يُقال لصاحب القرآن اقرأ وارْتقِ ، ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدنيا ، فان منزلتكَ عند آخِرِ آية تًقْرأ ] رواه أبو داود والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح


مشروع بُستان السنَّة
لا تنسونا من طيب دُعائِكُم و جمِيع المُسلمين.
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الحديث الحادى والعشرون

الحـديث

الحـادى والعشرين :::: مشروع بسـتان الســنـة~

 


03djnhr4.gif




~::الحـــديــث::~

عن ابنِ عمـر رضـى الله عنهما قال النبى صلى الله عليه وسلم ((لا تمنعـوا إماء الله مسـاجد الله)) رواه مـسلم





~::




~::الأحاديــث المشـابهة::~



لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وليخرجن تفلات )

الراوي: أبو هريرة المحدث: البغوي - المصدر: شرح السنة -
الصفحة أو الرقم: 2/420
خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
لا تمنعوا إماء الله أن يصلين في المسجد






الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع -
الصفحة أو الرقم: 7455
خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن وبيوتهن خير لهن
الراوي: - المحدث: العيني - المصدر: عمدة القاري -
الصفحة أو الرقم: 5/389
خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
 
~::




~::شـرح الحــديث::~

 
يجوز للمرأة المسلمة أن تصلي في المساجد ، وليس لزوجها إذا استأذنته أن يمنعها من ذلك ما دامت مستترة ولا يبدو من بدنها شيء مما يحرم نظر الأجانب إليه ؛ لما رواه ابْنَ عُمَرَ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ


وفي رواية : ( لا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ حُظُوظَهُنَّ مِنْ الْمَسَاجِدِ إِذَا اسْتَأْذَنكُمْ ) فَقَالَ بِلالٌ (هو ابن لعبد الله بن عمر) : وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ . فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الله: أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ أَنْتَ لَنَمْنَعُهُنَّ . رواهما مسلم




~::فى الحــديث مسـائل::~

معنى الاستئذان


هو طَلَب الإذن والسماح

فيه إشارة إلى عِظم حق الزوج ، وأن المرأة لا تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها حتى ولو كان هذا الخروج إلى الصلاة .

 
للزوج منع زوجته من الخروج للمساجد إذا وُجِد الفساد ، أو خُشي من الفتنة
قالت عائشة رضي الله عنها : لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما مُنعت نساء بني إسرائيل . قال يحيى بن سعيد : قلت لِعَمْرَة : أو مُنعن ؟ قالت : نعم .
وإنما مُنعت نساء بني إسرائيل من المساجد لما أحدثن وتوسعن في الأمر من الزينة والطيبِ وحسنِ الثياب . ذكره النووي في شرح مسلم .
قال ابن المبارك : أكره اليوم الخروج للنساء في العيدين ، فإن أبَت المرأة إلا أن تخرج فليأذن لها زوجها أن تخرج في أطهارها ولا تتزين ، فإن أبت أن تخرج كذلك
فللزوج أن يمنعها من ذلك




.

وعند الإمام أحمد وأبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، ولكن ليخرجن وهن تفلات




.

أي غير مُتطيِّبات ولا متزيِّنات .
 
وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة






غضب الصحابة عند مُخالفة السنة


فابن عمر رضي الله عنهما غضب واشتد غضبه ، وسبّ ابنه سباً شديداً لمخالفته السنة ، فهو يُنكر عليه أنه يُحدِّثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والابن يقول برأيه ، أي أن الابن عارَض قول النبي صلى الله عليه وسلم برأيه .
والأمثلة على هذا كثيرة .
وأُخِذ منه تأيب العالِم للمتعلِّم بمثل هذا إذا اقتضت الحاجة .
 


فعن ابن عمر قال : كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد ، فقيل لها : لِمَ تخرجين وقد تعلمين أن عمر يكره ذلك ويغار ؟ قالت : وما يمنعه أن ينهاني ؟ قال : يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله . رواه البخاري .
 
 
~::




شـــروط خــروج المرأة الـى المـسـاجــد ::~

 
قال ابن الملقِّن




:

وقال بعض العلماء : لا تخرج إلا بخمسة شروط :
أن يكون ذلك للضرورة




.

2 –


أن تلبس أدنى ثيابها

.


فإن كانت متكشفة قد بدا من بدنها ما يحرم على الأجانب النظر إليه أو كانت متطيبة فلا يجوز لها الخروج على هذه الحالة من بيتها فضلا عن خروجها إلى المساجد وصلاتها فيها ؛ لما في ذلك من الفتنة ؛ قال الله تعالى : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ ) النور/31 .

-

ان لا يظهر عليها الطيب وهو البخور فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم
«




أيما امرأة استعطرت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية» [صححه الألباني وثبت أن زينب الثقفية كانت تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِذَا

شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ فَلَا تَطَيَّبْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ) . وفي رواية : ( إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلا تَمَسَّ طِيبًا ) رواهما مسلم في صحيحه .



أن يكون خروجها في طرفي النهار .
 


أن تمشي في طرفي الطريق .
 
وهذا الأخير دليله قوله عليه الصلاة والسلام للنساء : استأخرن فأنه ليس لكن أن ُتحققن الطريق ، عليكن بحافّات الطريق . رواه أبو داود




.

ثم قال ابن الملقِّن وزاد بعضهم




:

أن لا تكون ممن يُفتن بها .
وأن لا تكون ذات خلخال يُسمع صوته ، وفي معناه الحذاء الصرصر ، والإزار المقعقع الذي يوجب رفع الأبصار إليها بسببه . اهـ
 
وقال الشيخ ابن عثيمين في "مجموع الفتاوى" (14/211




) :

لا بأس بحضور




النساء صلاة التراويح إذا أمنت الفتنة بشرط أن يخرجن محتشمات غير متبرجات بزينة ولا متطيبات" اهـ .

 

فيه دلالة على استقرار المرأة في بيتها ، وأن لا تَخرج منه إلا لمصلحة شرعية ، وان ترجع إليه بعد فراغها منه . قاله ابن الملقِّن
 
 
 
::




~::قـول الشـيخ بــكر أبو زيــد لشروط خـروج المرأة للمــسجــد::~

 
وجمع الشيخ بكر أبو زيد في كتابه "حراسة الفضيلة" (ص86) شروط خروج المرأة إلى المسجد فقال




:

"


أذن للمرأة بالخروج للمسجد وفق الأحكام الآتية :


-أن تؤمن الفتنة بها وعليها .:
- :أن لا يترتب على حضورها محذور شرعي .
- :




أن لا تزاحم الرجال في الطريق ولا في الجامع .

-


أن تخرج تَفِلَة . أي : غير متطيبة .:

- :أن تخرج متحجبة غير متبرجة بزينة .
- :




إفراد باب خاص للنساء في المساجد ، يكون دخولها وخروجها منه ، كما ثبت الحديث بذلك في سنن أبي داود وغيره .

-


تكون صفوف النساء خلف الرجال .:

- خير صفوف النساء آخرها بخلاف الرجال .
- :




إذا ناب الإمام شيء في صلاته سبح رجل ، وصفقت امرأة .

- :


خروجلنساء من المسجد قبل الرجال ، وعلى الرجال الانتظار حتى انصرافهن إلى دورهن ، كما في حديث أم سلمة رضي الله عنها في صحيح البخاري وغيره" اهـ ..

 


~::تبويــب البــخــارى ومــســلم للحــديــث::~




 
وقد بوّب البخاري رحمه الله فقال : ( باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس




)

وروى بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت : أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتمة ( أي العشاء ) حتى ناداه عمر : نام النساء والصبيان ,
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( ماينتظر أحد غيركم من أهل الأرض )) ولا يصلى يومئذ إلا بالمدينة.
وكانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول .البخاري ومسلم
يقول المؤلف : الحجة في هذا الحديث قول عمر : نام النساء .
وذكر بسنده : عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن )) البخاري ومسلم
وهذا يدل على أن للرجل منع زوجته من الذهاب للمساجد بالنهار


 
وكانت المرأة تخرج إلى الصلاة متلفعة لا يعرفها أحد، ولا يبرز من مفاتنها شيء . ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان نساء المؤمنين يشهدن الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجعن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس




.

وقد بوّب البخاري رحمه الله فقال : ( باب سرعة انصراف النساء من الصبح وقلة مقامهن في المسجد )
ثم ذكر بسنده إلى عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح بغلس , فينصرفن نساء المؤمنين لايِعرفن من الغلس , أو لايعرف بعضهنّ بعضاً .البخاري ومسلم
 
 
وكانت النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخرجن لحاجتهنّ بالليل




,

فقد بوّب البخاري فقال : ( باب خروج النساء لحوائجهنّ
 
وربما تحتج كثير من النساء الآن بأنها تخرج لحاجتها




.

ولكن هل من حاجتها أن تمشي في الأسواق حتى منتصف الليل ؟!
أو هل من حاجتها أن تسمر بعد العشاء للفجر في عرس كله منكرات ؟!
إن الأمر بحاجة إلى تقوى الله عز وجل وخوف منه سبحانه وتعالى .
 
وقد عظمت الفتنة , فبعض النساء لايتقين الله , يتطيبن بأفخر العطور وهنّ ذاهبات للمساجد , وحجابهنّ أصبح حجاب التبرج والزينة والفتنة




,

وأصواتهنّ أعلى من أصوات الرجال , وطريقهنّ أصبح وسط الطريق , ولذا كثرت الفتن التي بسببها جاز أن تمنع النساء من المساجد إذا تيقن الفتنة .

ففي صحيح مسلم – رحمه الله – عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهنّ المسجد , كما منعت نساء بني إسرائيل . مسلم والبخاري
 
 
..


اللهمَّ رُدنا إليكَ رداً جميلا ~

* لا تنسوْنا من طيِّب دُعاءكم~
أخواتكن في: مشروع بُستان السُّنة
 

ام جويرية وخديجة

وفقها الله
إنضم
23 نوفمبر 2010
المشاركات
938
النقاط
18
الظلم ظلمات يوم القيامة

الحديثْ الثَّاني والعشرين » مشرُوع بستان السُّنة >>

352176992.gif


<
<
الحدِيث >>

عن ابن عُمر رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم قال :
" الظُّلم ظلُمـات يوم القِيامة " - رواه البخاري .


>> <<

<< حدِيثٌ مُشابِـه >>
عن أنس بن مالِك رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلّم قال :
" اتَّقوا دعوَة المظلُوم، وإنْ كان كافِرا، فإنَّه ليس دوُنها حجَاب "
المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 150
خلاصة حكم المحدث: صحيح
.

>> <<

<< شَرحُ الحدِيثْ >>
عن ابن عُمر رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلَّم قال :
" الظُّلم ظلُمـات يوم القِيامة " - رواه البخاري .


* الظلم :هو وضع الشيء في غير محله باتفاق أئمة اللغة.

هذا الحديث فيه التحذير من الظلم ، والحث على ضده وهو العدل .. والشريعة كلها عدل، آمرة بالعدل، ناهية عن الظلم.
قال تعالى:
{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ } ، { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } ، { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } فإن الإيمان – أصوله وفروعه، باطنه وظاهره – كله عدل، وضده ظلم.
فأعدل العدل وأصله: الاعتراف وإخلاص التوحيد لله، والإيمان بصفاته وأسمائه الحسنى، وإخلاص الدين والعبادة له.
وأعظم الظلم، وأشده الشرك بالله، كما قال تعالى:
{ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } وذلك أن العدل وضع الشيء في موضعه، والقيام بالحقوق الواجبة ، والظلم عكسه فأعظم الحقوق. وأوجبها: حق الله على عباده: أن يعرفوه ويعبدوه، ولا يشركوا به شيئاً، ثم القيام بأصول الإيمان، وشرائع الإسلام من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان، وحج البيت الحرام، والجهاد في سبيل الله قولاً وفعلاً، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.

والظلم ثلاثة أنواع :
النوع الأول: ظلم الإنسان لربه، وذلك بكفره بالله أو إشراك غيره معه في عِبادته ، وهو ظُلم لا يغفره الله ، قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ ".

النوع الثاني: ظلم الإنسان نفسه، وذلك باتباع الشهوات وإهمال الواجبات، وتلويث نفسه بآثار أنواع الذنوب والجرائم والسيئات، من معاصي لله ورسوله. قال جل شأنه: " وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ " [النحل:33].

النوع الثالث: ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار ،
وهذا ظُلم لا يترُك اللهُ منه شيئا .

<< صورٌ مِـن الظُلم >>
غصب الأرض: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:{
منْ ظلم قيد شِبر منَ الأرْض طوَّقه مِن سبع أرْضين } [متفق عليه].
مماطلة من له عليه حق: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:{ مطل الغني ظُلم } [متفق عليه].
منع أجر الأجير: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:{ قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصْمهم يوْم القيامَة...،...، ورجلٌ أسْتأجر أَجِيراً فاسْتوفىَ منه ولمْ يُعطه أجرَه } [رواه البخاري].

ونذكُر هنا قصة ذكرها أحدُ المشايخ في كلمة له في أحد المساجد بمكة، قال:
( كان رجل يعمل عند كفيله فلمْ يعطه راتب الشهر الأوَّل والثانِي والثالثْ، وهو يتردد إليْه ويلحُ لأنه في حاجة إلىَ النقود، ولهُ والدان وزوجة وأبناء في بلده وأنَّهم في حاجة ماسة، فلمْ يستجب له وكأنَّ في أذنيه وقر، والعياذ بالله
. فقال له المظلوم: حسبي الله؛ بيني وبينك، والله سأدعو عليك، فقال له: أذهب وأدعو علي عند الكعبة (انظر هذه الجرأة) وشتمه وطرده.
وفعلا استجابَ لرغبته ودعا عليهِ عند الكعْبة بتحَري أوقات الإجابة، على حسَب طلبه، وبريد الله عز وجل أنْ تكونَ تلك الأيَّام من أيام رمَضان المبارك
"
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ " [الشعراء:227]، ومرتِ الأيامُ، فإذا بالكفيل مرض مرضاً شديداً لا يستطيعُ تحريك جسَده وانصبَّ عليه الألم صباً حتى تنَّوم في إحدَى المُستشفيات فترة من الزَّمن ، فعلمَ المظلوُم بما حصل لهُ، وذهب يعاودهُ مع النَّاس. فلما رآه قال: أدعوت عليَّ؟ قال له: نعمْ وفي المكَان الذي طلبتهُ منيّ. فنادى على ابنِه وقال: أعطهِ جميع حقوُقه، وطلب منهُ السَّماح وأنْ يدعُو له بالشّفاءْ ).

ومن الظُلم أيضاً
الحلف كذباً لإغتصاب حقوق العباد ، والسحر بجميع أنواعه ، و
عدم العدل بين الأبناء ، و حبس الحيوانات والطيور حتى تموت وشهادة الزور وأكل صداق الزوجة بالقوة ظلم.. والسرقة ظلم.. وأذيه المؤمنين والمؤمنات والجيران ظلم... والغش ظلم... وكتمان الشهادة ظلم... والتعريض للآخرين ظلم، وطمس الحقائق ظلم، والغيبة ظلم، ومس الكرامة ظلم، والنميمة ظلم، وخداع الغافل ظلم، ونقض العهود وعدم الوفاء ظلم، والمعاكسات ظلم، والسكوت عن قول الحق ظلم، وعدم رد الظالم عن ظلمه ظلم... إلى غير ذلك من أنواع الظلم الظاهر والخفي.


<<أحاديثُ ضعيفة وموْضوعًة في الترْهيب منَ الظُّلم >>

* الحديث الأوَّل :
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أوحى الله تعالى إليّ : يا أخا المرسلين ! يا أخا المنذرين أنذر قومك فلا يدخلوا بيتا من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم مظلمة , فإني ألعنه ما دام قائما يصلي بين يدي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها ، فأكون سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويكون من أوليائي وأصفيائي ، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة ... )
>> قال الشيخ الألباني رحمه الله : "ضعيف" - "السلسلة الضعيفة" (حديث رقم/6308).

* الحديث الثاني : عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إياك ودعوة المظلوم فإنما يسأل الله تعالى حقه )
>> ضعَّفه الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الضعيفة" ، رقم (1697)
.

* الحديث الثالث: ( ما من عبد ظُلم فشخص ببصره إلى السماء إلا قال الله عز وجل لبيك عبدي حقا ، لأنصرنك ولو بعد حين ... )
لم نجده في كتب السنة والآثار ، وإنما تنقله بعض كتب الأدب ، أحيانا مرفوعا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحيانا من كلام بعض التابعين ، ككتاب " نهاية الأرب " للنويري (6/37)، وكتاب : " المستطرف " (1/233)، فلا يجوز التحديث به ، كما تحرم نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى يوقف له على إسناد ثابت إليه .


* الحديث الرابع: ( يقول الله تعالى: اشتد غضبي على مَن ظَلَمَ مَن لا يجد له ناصرا غيري )
>> قال الشيخ الألباني رحمه الله: ضعيف جدا
.

- المصدر : موقع الإسلام سُؤال وجواب -

<< القصاصُ يومَ القيَامة >>
العدل هو ميزان الحكم يوم القيامة ، وقد حرَّم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما ، وهو يعلم سبحانه أن قيام المظالم كائنٌ ولا شك في الدنيا ، بين الخلق كلهم : مؤمنهم وكافرهم ، إنسهم وجنهم ، عاقلهم وجاهلهم ، ولذلك رصد لهم يوما يُقيم فيه الحقوق بموازين الحق والقسط ، فينتصف فيه للمظلوم ، ويعاقب الظالم .
يقول الله عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء/47
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَقْتَصُّ الْخَلْقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، حَتَّى الْجَمَّاءُ مِنْ الْقَرْنَاءِ ، وَحَتَّى الذَّرَّةُ مِنْ الذَّرَّةِ ) رواه أحمد (2/363) وصححه محققو المسند ، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (1967)

فهو قصاص شامل وعام بين جميع الخلائق :
1- يقتص المؤمن المظلوم ممن ظلمه من الخلائق، مؤمنهم وكافرهم ، إنسهم وجنهم .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ حُبِسُوا بِقَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، فَيَتَقَاصُّونَ مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا نُقُّوا وَهُذِّبُوا أُذِنَ لَهُمْ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ ) رواه البخاري (2440)
2- ويقتص الكافر المظلوم أيضا ممن ظلمه من الخلائق : فيقتص من الكافر الظالم ، ويقتص من المسلم الظالم المعتدي ، لعموم حديث أبي هريرة السابق : ( يقتص الخلق بعضهم من بعض ) .

* وفي هذا دليل صريحٌ على حُرمة التعدِي على الإنسان وإن كان كافراً .

3- وتقتص الدواب بعضُها من بعض : وهي وإن كانت غير مكلفة ، إلا أن قصاصها قصاص مقابلة واستحقاق ، كي يقام العدل الذي به تقوم السماوات والأرض .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ ) رواه مسلم ( 2582 ) والجلحاء : التي لا قرن لها .
وروى أحمد في "المسند" (5/172) وحسنه المحققون ، وكذا الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" تحت حديث رقم (1967) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا ، وَشَاتَانِ تَقْتَرِنَانِ ، فَنَطَحَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَأَجْهَضَتْهَا ، قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : عَجِبْتُ لَهَا ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُقَادَنَّ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ . أي لَيُقْتَصَّنَّ لها ) يقول النووي في "شرح مسلم" (16/137) :

بل إن الدواب تقتص من بني آدم يوم القيامة : يقول ابن حجر الهيتمي في "الزواجر" (2/141) : " فهذا من الدليل على القصاص بين البهائم ، وبينها وبين بني آدم ، حتى الإنسان لو ضرب دابة بغير حق أو جوَّعها ، أو عطَّشها ، أو كلفها فوق طاقتها فإنها تقتص منه يوم القيامة بنظير ما ظلمها أو جوَّعها ، ويدل لذلك حديث الهرة ، وفي الصحيح : ( أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى الْمَرْأَةَ مُعَلَّقَةً فِي النَّارِ وَالْهِرَّةُ تَخْدِشُهَا فِي وَجْهِهَا وَصَدْرِهَا وَتُعَذِّبُهَا كَمَا عَذَّبَتْهَا فِي الدُّنْيَا بِالْحَبْسِ وَالْجُوعِ ) انظر : صحيح البخاري (745) ومسند أحمد (2/159) ، وهذا عام في سائر الحيوانات ... " انتهى .


>> <<

فيا أيها الظالم لغيره:
اعلم أن دعوة المظلوم مستجابة لا ترد مسلماً كان أو كافراً، ففي حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }.
فالجزاء يأتي عاجلاً من رب العزة تبارك وتعالى، وقد أجاد من قال:

لاتظلمن إذا ما كنت مقتدراً
» فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه
» يدعو عليك وعين الله لم تنم

فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل:
" وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء " [ابراهيم:43،42] ، وقوله سبحانه: " أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى " [القيامة:36]. وقوله تعالى: " سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " [القلم:45،44].
وقوله صلى الله عليه و سلم :
{إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ: " وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ " [هود:102]، وقوله تعالى: " وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ " [الشعراء:227].

وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله.
تذكر إذا نزل بك ملك الموت ليقبض روحك، وإذا أنزلت في القبر مع عملك وحدك، وإذا استدعاك للحساب ربك، وإذا طال يوم القيامة وقوفك.


وتذكر أيها الظالم: قول الرسول صلى الله عليه و سلم { لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء } [رواه مسلم].
والاقتصاص يكون يوم القيامة بأخذ حسنات الظالم وطرح سيئات المظلوم، فعن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: { من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه} [رواه البخاري].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: { أتدرُون ما المُفلس ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المٌفلس منْ أمَّتي من يأتي يَوم القيامَة بصلاَة وصيَام وزكَاة، ويأْتي قدْ شتَم هذا، وقذَف هذَا وأكَل مَال هذاَ، وَسفك دم هذا، وضرَب هذا، فيُعطى هذا منْ حسناتِه، وهذا منْ حسناتِه، فإنْ فنيت حسناتُه قبْل أن يَقضى مَا علَيه، أخذ مِن خطاياهُم وطرحَت عليْه، ثمَّ طُرح في النَّار } [رواه مسلم].

ولكن أبشر أيها الظالم:
فما دمت في وقت المهلة فباب التوبة مفتوح، قال صلى الله عليه و سلم: { إنَّ الله تعالى يبسط يدَه باللَّيل ليتوُب مسيء النهار، ويبسطُ يدهُ بالنهار ليتوُب مسِيء اللَّيل حتى تطلُع الشمْس من مغربهَا } [رواه مسلم].
وفي رواية للترمذي وحسنه:
{ إنَّ الله عزَّ وجل يقْبل توْبة العَبد ما لم يُغرغِر }.
ولكن تقبل التوبة بأربعة شروط:

1- الإقلاع عن الذنب.
2- الندم على ما فات.
3- العزم على أن لا يعود.
4- إرجاع الحقوق إلى أهلها من مال أو غيره.

ختاماً نسأل الله أن يجعَلنا وإيَّاكُـم مظلُومين لا ظالِمين ، وصلَّى الله على نبينَا محمَّد وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّم تسلِيماً كثيرا.

لا تنسونا من صالِح دُعـاكم وجميع المُسلمين
فريق عمل مشرُوع بستان السنَّة
.

</B></I>
 
أعلى